دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ذو الحجة 1441هـ/5-08-2020م, 01:17 AM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

مجلس المذاكرة الثالث لدروة طرق التفسير
القسم الثالث : [ من توجيه القراءات إلى الاشتقاق ]
المجموعة الثالثة

س1: ما هو الفرق بين السلف والخلف في تناولهم للتفسير البياني وضح بمثالٍ.
التفسير البياني هو الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ، ولطائف عباراته ، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعضٍ ، ودواعي الذكر والحذف ، ولطائف التشبيه والتمثيل ، والتقديم والتأخير ، والإظهار والإضمار ، والتعريف والتنكير ، والفصل والوصل ، واللف والنشر ، وتنوع معاني الأمر والنهي ، والحصر والقصر ، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد اختلف تناول السلف والخلف للتفسير البياني ، ويظهر ذلك في النقاط التالية :
1 - أنَّ السلف لم يكن منْ عادتهم التطويل في التفسير ، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز والإلماح إلى ما يعرف به المعنى.
2 - قد يكون في بعض اجتهادات الخلف ما يخطئون فيه ، مع تشنيعهم على السلف ، ورميهم بضعف التأمل والدراية بأساليب البيان ، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء ، ويتوصلون بذلك إلى رد بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد لدى أهل السنة والجماعة.
مثال ذلك : ما قاله الزمخشري ، وهو من أئمة المعتزلة ، في قوله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به } ؛ أن معنى { يؤمنون به } أنَّ الملائكة من المؤكد أنهم مؤمنون بالله ، ولكن تخصيصهم بهذه الصفة هنا إنما هو لبيانِ فضل الإيمان وشرفه ، وليدلل على نفي صفة العلو لله واستواء الله تعالى على عرشه ، وأنهم يؤمنون بالغيب ولم يروا الله تعالى ، وادعى خطأ معتقد أهل السنة والجماعة أنَّ الله عال فوق خلقه مستو على عرشه.

س2: تحدث عنْ عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء في القرآن.
اعتني القراء واللغويون عنايةً بالغةٍ بعلم الوقف والابتداء ، يتعلمونه مع القراءة ، ويعرفون أحكامه وأحواله وعلله وأسبابه ، لما لهذا العِلْمِ من أهمية في : معرفة معاني الأساليب ، وأوجه التفسير والإعراب ، والمقطوع والموصول ، ومواضع الوقف والسكت ، مع المعرفة الحسنة بأوجه القراءات ورسم المصاحف.
ولما فيه من تبيين معاني القرآن العظيم ، وتعريف مقاصده ، وإظهار فوائده ، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده ، وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معاني كلام الله عز وجل وتكميل معانيه ، وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ، ومفصلاً بعضه عن بعض ، وبذلك تلذ التلاوة ، ويحصل الفهم والدراية ، ويتضح منهاج الهداية.
ولما فيه من إفادة القارئ بما يحسن به أداء المعنى عند قراءته ، ويفهم المراد ، ولأنه إذا أخطأ في الوقف أو الوصل أو الابتداء أوهم معنى غير صحيح.
فلأهمية وفوائد هذا العلم ؛ فلقد اعتني به العلماء ، فصنفوا فيه المصنفات ، واجتهدوا فيه غاية الاجتهاد ، فمن ذلك :
الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل لابن سعدان الضرير.
إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري.
القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس.
المكتفى في الوقف والابتداء لأبي عمرو الداني.
نظام الأداء لابن الطحان.
علل الوقوف لابن طيفور السجاوندي.
المرشِد للعماني.
الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي لأبي العلاء الهمذاني.
علَم الاهتداء لعلَم الدين السخاوي.
المقصد لتلخيص ما في المرشد لزكرياء الأنصاري.
منار الهدى للأشموني.
معالم الاهتداء للحصري.
وغير ذلك من المؤلفات.

س3: تحدث بإيجاز عن عناية العلماء بعلم الصرف.
علم الصرف : هو علم يتعلق ببنيه الكلمة ، وتمييز حروفها الأصلية وما يلحقها من زيادة وإعلال ، وقلب وإبدال ، وحذف وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معان تتعلق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغها.
وهو من العلوم المهمة للمفسر ، حيث يكشف له كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية ، ويعرفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير ، ويعينه على التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
وقد صاحب عناية العلماء بعلم الصرف عنايتهم بعلم النحو ، حيث كان اللحن يقع فيهما ، والقياس جار عليهما ، لذلك كانت عامة كتب النحو حافلة بأبواب من علم الصرف.
ومن أوجُه عناية العلماء بعلم الصرف ؛ أن جعلوا موازين صرفية ، ومقاييس لغوية.
ومن أوجُه عناية العلماء بعلم الصرف ؛ كثرة تصانيفهم فيه ، فتارة يجمعونه في تصانيفهم في علم النحو ، وتارة يفردونه بالتأليف ، ومن هؤلاء :
الهمز لعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
التصريف ، والمقصودُ والممدود ، والمذكر والمؤنث ، جميعهم للفراء.
إصلاح المنطق ، والألفاظ ، والقلب والإبدال ، والمقصودُ والممدود ، جميعهم لابن السكيت.
الفصيح لثعلب.
وتتوالى التأليف في علم التصريف ، وكثرت فيه المؤلفات واشتهرت ، ومازال أهل العلم يعنون به شرحاً وتقريراً ، وتحريراً وتحبيراً.
ومن المفسرين الذين لهم عناية ظاهرة بعلم التصريف في تفاسيرهم : ابن عطية ، وكان كثيراً ما يعل بعض الأقوال بمخالفتها قواعد التصريف ، والطاهر ابن عاشور ، ومحمد الأمين الشنقيطي.
ولعلماء هذا العصر عناية حسنة بأحكام التصريف في القرآن ، فألفت المعاجم والموسوعات والكتب التعليمية المتخصصة في تصريف ألفاظ القرآن ، فمن كتبهم :
المعجم الصرفي لألفاظ القرآن الكريم ، لمحمد عبد الخالق عضمية.
البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف ، لمحمد بن سيدي بن الحبيب الشنقيطي.
الصرف التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم ، لمحمود سليمان ياقوت.

س4: ما هو الاشتقاق ؟ وما هي أنواعه ؟
الاشتقاق : هو انتزاع لفظة منْ لفظةٍ أخرى تشاركها في أصلِ المعنى والحروف الأصلية ، وتخالفها باختلافِ الصيغة.
وهو على أربعة أنواع :
النوع الأول : الاشتقاق الصغير أو الأصغر : يكون فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين.
مثاله : كاشتقاق المسحَّر من السِّحر.
النوع الثاني : الاشتقاق الكبير أو الأوسط : وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف ، فيتفق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها.
وهذا النوع قائم على النظر في استعمالات تقليبات الجذر ، ثم محاولة استخراج معنى كلي يجمعها.
مثاله : سفر وفسر ؛ أي : بمعنى الوضوح والظهور والبيان.
النوع الثالث : الاشتقاق الأكبر أو الكبار : وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف ، واختلافها في حرف منها.
وبهذا النوع وقع بعض أهل اللغة في تكلف كثير.
وهو ما يدخله اختلاف اللغات ، فيحكى عن المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى ، مثل : الصاعقة والصاقعة.
ومنه ما يختلف في كونه من اختلاف اللغات ، مثل : مدح ومده ، فقد قيل أنهما يحملان نفس المعنى ، وقيل أنَّ بينهما فرق بسيط بحيث يكون المده في نعت الجمال والهيئة ، والمدح يكون في كل شيء.
وقد يكون الاختلاف فيها بالحرف الأخير ، مثل : نفذ ، نفث ، نفر ، نفح ، نفخ ، نفج ، نفش ، نفل ، وكلها تدل على الخروج والانبعاث.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول ، مثل : همز ، لمز ، غمز ، جمز ، رمز ، وتدل على حركة وخفة.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط ، مثل : نعق ، نغق ، نهق ، فكلها تدل على تصويت.
النوع الرابع : الاشتقاق الكبّار : وهو اشتقاق لفظة منْ لفظتين أو أكثر اختصاراً ، ويعرف أيضاً بالنحت ، مثل : اشتقاق البسملة من ( بسم الله ) ، واشتقاق الحوقلة من ( لا حول ولا قوة إلا بالله ).

س5: بيّن مع التمثيل فائدة علم الاشتقاق للمفسّر.
علم الاشتقاق من العلوم المهمة للمفسر ، والتمكن منه يفتح للمفسر أبواباً من استخراج المعاني ، والتخريج اللغوي لأقوال المفسرين ، والجمع والترجيح ، والنقد والإعلال.
فتدرك بعلم الاشتقاق معاني الألفاظ ، ويعرف به أصل تلك المعاني وأوجه تصريفها ، وقد استعمله الصحابة والتابعون لهم بإحسان ومن بعدهم من مفسري السلف.
ومثالٌ لذلك : ما قاله مجاهد بن جبر : كان ابن عباس لا يدري ما { فاطر السموات } حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : يا أبا عباس ، بئري أنا فطرتها ، فقال : خذها يا مجاهد ، { فاطر السموات }.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 ذو الحجة 1441هـ/5-08-2020م, 03:05 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد صخر مشاهدة المشاركة
مجلس المذاكرة الثالث لدروة طرق التفسير
القسم الثالث : [ من توجيه القراءات إلى الاشتقاق ]
المجموعة الثالثة

س1: ما هو الفرق بين السلف والخلف في تناولهم للتفسير البياني وضح بمثالٍ.
التفسير البياني هو الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ، ولطائف عباراته ، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعضٍ ، ودواعي الذكر والحذف ، ولطائف التشبيه والتمثيل ، والتقديم والتأخير ، والإظهار والإضمار ، والتعريف والتنكير ، والفصل والوصل ، واللف والنشر ، وتنوع معاني الأمر والنهي ، والحصر والقصر ، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد اختلف تناول السلف والخلف للتفسير البياني ، ويظهر ذلك في النقاط التالية :
1 - أنَّ السلف لم يكن منْ عادتهم التطويل في التفسير ، وإنما يستعملون التنبيه والإيجاز والإلماح إلى ما يعرف به المعنى.
2 - قد يكون في بعض اجتهادات الخلف ما يخطئون فيه ، مع تشنيعهم على السلف ، ورميهم بضعف التأمل والدراية بأساليب البيان ، ويكثر هذا من أهل البدع والأهواء ، ويتوصلون بذلك إلى رد بعض ما تقرر من مسائل الاعتقاد لدى أهل السنة والجماعة.
مثال ذلك : ما قاله الزمخشري ، وهو من أئمة المعتزلة ، في قوله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به } ؛ أن معنى { يؤمنون به } أنَّ الملائكة من المؤكد أنهم مؤمنون بالله ، ولكن تخصيصهم بهذه الصفة هنا إنما هو لبيانِ فضل الإيمان وشرفه ، وليدلل على نفي صفة العلو لله واستواء الله تعالى على عرشه ، وأنهم يؤمنون بالغيب ولم يروا الله تعالى ، وادعى خطأ معتقد أهل السنة والجماعة أنَّ الله عال فوق خلقه مستو على عرشه.

س2: تحدث عنْ عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء في القرآن.
اعتني القراء واللغويون عنايةً بالغةٍ بعلم الوقف والابتداء ، يتعلمونه مع القراءة ، ويعرفون أحكامه وأحواله وعلله وأسبابه ، لما لهذا العِلْمِ من أهمية في : معرفة معاني الأساليب ، وأوجه التفسير والإعراب ، والمقطوع والموصول ، ومواضع الوقف والسكت ، مع المعرفة الحسنة بأوجه القراءات ورسم المصاحف.
ولما فيه من تبيين معاني القرآن العظيم ، وتعريف مقاصده ، وإظهار فوائده ، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده ، وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معاني كلام الله عز وجل وتكميل معانيه ، وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ، ومفصلاً بعضه عن بعض ، وبذلك تلذ التلاوة ، ويحصل الفهم والدراية ، ويتضح منهاج الهداية.
ولما فيه من إفادة القارئ بما يحسن به أداء المعنى عند قراءته ، ويفهم المراد ، ولأنه إذا أخطأ في الوقف أو الوصل أو الابتداء أوهم معنى غير صحيح.
فلأهمية وفوائد هذا العلم ؛ فلقد اعتني به العلماء ، فصنفوا فيه المصنفات ، واجتهدوا فيه غاية الاجتهاد ، فمن ذلك :
الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل لابن سعدان الضرير.
إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري.
القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس.
المكتفى في الوقف والابتداء لأبي عمرو الداني.
نظام الأداء لابن الطحان.
علل الوقوف لابن طيفور السجاوندي.
المرشِد للعماني.
الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي لأبي العلاء الهمذاني.
علَم الاهتداء لعلَم الدين السخاوي.
المقصد لتلخيص ما في المرشد لزكرياء الأنصاري.
منار الهدى للأشموني.
معالم الاهتداء للحصري.
وغير ذلك من المؤلفات.
ومن عنايتهم به تحذيرهم من الوقف القبيح لما له من أثر في المعنى .
من تمام الإجابة التمثيل , لبيان أهمية هذا العلم .

س3: تحدث بإيجاز عن عناية العلماء بعلم الصرف.
علم الصرف : هو علم يتعلق ببنيه الكلمة ، وتمييز حروفها الأصلية وما يلحقها من زيادة وإعلال ، وقلب وإبدال ، وحذف وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معان تتعلق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغها.
وهو من العلوم المهمة للمفسر ، حيث يكشف له كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية ، ويعرفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير ، ويعينه على التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
وقد صاحب عناية العلماء بعلم الصرف عنايتهم بعلم النحو ، حيث كان اللحن يقع فيهما ، والقياس جار عليهما ، لذلك كانت عامة كتب النحو حافلة بأبواب من علم الصرف.
ومن أوجُه عناية العلماء بعلم الصرف ؛ أن جعلوا موازين صرفية ، ومقاييس لغوية.
ومن أوجُه عناية العلماء بعلم الصرف ؛ كثرة تصانيفهم فيه ، فتارة يجمعونه في تصانيفهم في علم النحو ، وتارة يفردونه بالتأليف ، ومن هؤلاء :
الهمز لعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
التصريف ، والمقصودُ والممدود ، والمذكر والمؤنث ، جميعهم للفراء.
إصلاح المنطق ، والألفاظ ، والقلب والإبدال ، والمقصودُ والممدود ، جميعهم لابن السكيت.
الفصيح لثعلب.
وتتوالى التأليف في علم التصريف ، وكثرت فيه المؤلفات واشتهرت ، ومازال أهل العلم يعنون به شرحاً وتقريراً ، وتحريراً وتحبيراً.
ومن المفسرين الذين لهم عناية ظاهرة بعلم التصريف في تفاسيرهم : ابن عطية ، وكان كثيراً ما يعل بعض الأقوال بمخالفتها قواعد التصريف ، والطاهر ابن عاشور ، ومحمد الأمين الشنقيطي.
ولعلماء هذا العصر عناية حسنة بأحكام التصريف في القرآن ، فألفت المعاجم والموسوعات والكتب التعليمية المتخصصة في تصريف ألفاظ القرآن ، فمن كتبهم :
المعجم الصرفي لألفاظ القرآن الكريم ، لمحمد عبد الخالق عضمية.
البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف ، لمحمد بن سيدي بن الحبيب الشنقيطي.
الصرف التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم ، لمحمود سليمان ياقوت.

س4: ما هو الاشتقاق ؟ وما هي أنواعه ؟
الاشتقاق : هو انتزاع لفظة منْ لفظةٍ أخرى تشاركها في أصلِ المعنى والحروف الأصلية ، وتخالفها باختلافِ الصيغة.
وهو على أربعة أنواع :
النوع الأول : الاشتقاق الصغير أو الأصغر : يكون فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين.
مثاله : كاشتقاق المسحَّر من السِّحر.
النوع الثاني : الاشتقاق الكبير أو الأوسط : وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف ، فيتفق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها.
وهذا النوع قائم على النظر في استعمالات تقليبات الجذر ، ثم محاولة استخراج معنى كلي يجمعها.
مثاله : سفر وفسر ؛ أي : بمعنى الوضوح والظهور والبيان.
النوع الثالث : الاشتقاق الأكبر أو الكبار : وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف ، واختلافها في حرف منها.
وبهذا النوع وقع بعض أهل اللغة في تكلف كثير.
وهو ما يدخله اختلاف اللغات ، فيحكى عن المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى ، مثل : الصاعقة والصاقعة.
ومنه ما يختلف في كونه من اختلاف اللغات ، مثل : مدح ومده ، فقد قيل أنهما يحملان نفس المعنى ، وقيل أنَّ بينهما فرق بسيط بحيث يكون المده في نعت الجمال والهيئة ، والمدح يكون في كل شيء.
وقد يكون الاختلاف فيها بالحرف الأخير ، مثل : نفذ ، نفث ، نفر ، نفح ، نفخ ، نفج ، نفش ، نفل ، وكلها تدل على الخروج والانبعاث.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول ، مثل : همز ، لمز ، غمز ، جمز ، رمز ، وتدل على حركة وخفة.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط ، مثل : نعق ، نغق ، نهق ، فكلها تدل على تصويت.
النوع الرابع : الاشتقاق الكبّار : وهو اشتقاق لفظة منْ لفظتين أو أكثر اختصاراً ، ويعرف أيضاً بالنحت ، مثل : اشتقاق البسملة من ( بسم الله ) ، واشتقاق الحوقلة من ( لا حول ولا قوة إلا بالله ).

س5: بيّن مع التمثيل فائدة علم الاشتقاق للمفسّر.
علم الاشتقاق من العلوم المهمة للمفسر ، والتمكن منه يفتح للمفسر أبواباً من استخراج المعاني ، والتخريج اللغوي لأقوال المفسرين ، والجمع والترجيح ، والنقد والإعلال.
فتدرك بعلم الاشتقاق معاني الألفاظ ، ويعرف به أصل تلك المعاني وأوجه تصريفها ، وقد استعمله الصحابة والتابعون لهم بإحسان ومن بعدهم من مفسري السلف.
ومثالٌ لذلك : ما قاله مجاهد بن جبر : كان ابن عباس لا يدري ما { فاطر السموات } حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : يا أبا عباس ، بئري أنا فطرتها ، فقال : خذها يا مجاهد ، { فاطر السموات }.
أحسنت نفع الله بك
ب+
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir