المجموعة الأولى:
المراد بالنبأ العظيم في قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)
الأقوال الواردة في المراد بالنبأ العظيم :
قول ابن كثير: أمر القيامة وهو النّبأ العظيم. يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر.
قول قتادة وابن زيدٍ: النّبأ العظيم: البعث بعد الموت
بيان نوعها من حيث الاتفاق والاختلاف:
القول الأول :أمر القيامة و القول الثاني :البعث بعد الموت ، والقول الثالث: هو القرآن ، والقول الأول والثاني متفقان ، وبينهما تقارب مع القول الثالث، فالقرآن جاء بالأمر بالإيمان بالقيامة وما فيها من البعث بعد الموت.
ورد في المراد بالنبأ العظيم ثلاثة أقوال:
الأول : أي: أمر القيامة وهو النّبأ العظيم. يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر
الثاني :النّبأ العظيم:البعث بعد الموت
الثالث: قال مجاهدٌ: هو القرآن.
قال ابن كثير: والأظهر الأوّل؛ لقوله: {الّذي هم فيه مختلفون}. يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 302
الأقوال الواردة في الساهرة:
قول ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وأبو صالح: الأرض كلها.
قال عكرمة والحسن والضّحّاك وابن زيدٍ: السّاهرة: وجه الأرض.
وقال مجاهدٌ: كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها. وقال: و(السّاهرة): المكان المستوي.
وقال الثّوريّ: (السّاهرة): أرض الشّام.
وقال عثمان بن أبي العاتكة: (السّاهرة): أرض بيت المقدس.
وقال وهب بن منبّهٍ: (السّاهرة): جبلٌ إلى جانب بيت المقدس.
وقال قتادة أيضاً: (السّاهرة): جهنّم.
قال ابن كثير :وهذه الأقوال كلّها غريبةٌ، والصّحيح أنّها الأرض، وجهها الأعلى.
قال عبد الرحمن السعدي: أي: على وجهِ الأرضِ، قيامٌ ينظرونَ، فيجمعهمُ اللهُ ويقضي بينهمْ بحكمِه العدلِ ويجازيهم.
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ: أَرْضٌ بَيْضَاءُ يَأْتِي بِهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ، فَيُحَاسِبُ عَلَيْهَا الخلائقَ.
بيان نوعها من حيث الاتفاق والاختلاف:
بين بعضها تباين ، وبين بعضها خلاف ، ويمكن اختصارها في ثلاثة أقوال:
القول الأول : وأقوال العلماء فيه متقاربة، إذا أنها تشير إلى أن المراد بالساهرة : أرض مستوية يجمع الله عليها الخلائق ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم.
القول الثاني: أرض الشام أو بيت المقدس أو جبل بجانبه.
المراد بالساهرة في قوله تعالى(فإذا هم بالساهرة).
الأول: أرض مستوية يجمع الله عليها الخلائق ويقضي بينهم بحكمه العدل.عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ: {فإذا هم بالسّاهرة}. قال: أرضٌ بيضاء عفراء كالخبزة النّقيّ.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: {فإذا هم بالسّاهرة}. يقول اللّه عزّ وجلّ: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا للّه الواحد القهّار}. ويقول: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً}
وقال: {ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزةً}. وبرزت الأرض التي عليها الجبال، وهي لا تعدّ من هذه الأرض، وهي أرضٌ لم يعمل عليها خطيئةٌ ولم يهرق عليها دمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/314] وهو حاصل كلام:ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وأبو صالح و عكرمة والحسن والضّحّاك وابن زيدٍ و مجاهد واختاره ابن كثير وهو حاصل قول السعدي والأشقر كذلك.
الثاني: أرض الشام أو بيت المقدس أو جبل بجانبه، قاله: الثوري وعثمان بن أبي العاتكة ووهب بن منبه.
الثالث: جهنم، وهو قول قتادة.
وقد ذكر ابن كثير أن الأقوال السبعة الأولى غريبة، فقال:وهذه الأقوال كلّها غريبةٌ، والصّحيح أنّها الأرض، وجهها الأعلى.