دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #20  
قديم 23 ربيع الثاني 1440هـ/31-12-2018م, 08:51 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنتر علي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرجمن الرحيم
تطبيق الأول على الرسائل التفسيرية

الحمد لله سابغ النعم جاعل الملائكة أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى ما يشاء ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ثم أما بعد:
قال تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا }الجن (١)
هذه الآية الكريمة من دلائل شمولية الرسالة المحمدية ، وأنها تشمل الثقلين الجن والإنس . فقد ورد فى سبب نزولها أنه لما حرس الله السماوات ومنعها بالحصون المنيعة ورمي الجان بالشهب ، تداعت الشياطين ( إبليس اللعين وأعوانه ) وجرى الحوار بينهم فى سبب منعهم من استراق السمع ، قال إبليس : ( هذا نبي قد حدث )، فبث جنوده فى الآفاق ليأتوه بخبر هذا النبي ، فأتوه نفر منهم بمكة وهو قائم يصلى ببطن نخلة ، فأعجبهم تلاوته للوحي المنزل عليه ورقت له قلوبهم فأسلموا ، فأنزل اللّه إلى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: { قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ }، وإنّما أوحي إليه قول الجنّ ، وحكى عليه قصتهم . [صحيح البخاري: 6 / 160-161]


كما فى قوله تعالى : { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم } . الأحقاف (٢٩ – ٣٢)
فقوله : { قل } المخاطب به هنا الرسول صلى الله عليه وسلم . [جامع البيان لأبى جعفر الطبري: 23 / 310-312]
وقوله : { أوحي إلي } من " أوحى ، يوحى " وأصل الكلمة " وحي " وقد اجتمع جمهور القراء على ذلك ، أي : القراءة بإثبات الواو . [معاني القرآن للفراء : 3/190]

وقرأها جويَّة الأسدي : { قل أحي إلي } بإبدال الواو همزا خلافا عن الجمهور ، من " وحيت " كقوله تعالى : { وإذا الرسل أقتت } المرسلات (١١) بدلا من " وقتت " أي من الوقت ؛ لأن الواو إذا انضمت جاز إبدالها بهمز . [معاني القرآن للفراء : 3/190]

والمراد بـ " الوحي " أي : قول الجن لما رجعوا إلى قومهم . [معاني القرآن: 3/190-192] [جامع البيان: 23 / 310-312]

وقوله : { أنه استمع } القراءة فى " أنه " منصوبة لا غير ، على أنه اسم ، كما قال الأخفش . [معاني القرآن للأخفش : 4/36]
والمستمع إليه : أي : القرآن الكريم عند تلاوته عليه الصلاة والسلام فى العشاء الأخيرة ، وقيل : فى صلاة الفجر .

وقوله : { نفر من الجن } " النفر " العدد من ثلاثة إلى عشرة . [تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : 489]
واختلفت الأقوال فى تعيبن عدد المستمعين إلى قولين :
• القول الأول : أن عددهم تسعة من اليمن . [معاني القرآن للفراء: 3/190-192]

• القول الثانى : أن عددهم سبعة . [الدر المنثور للسيوطي: 15 / 6-7]
واختلفوا كذلك فى تعيين ديانة وديار هؤلاء النفر ، فقيل :
- أنهم جن نصيبين . [معاني القرآن: 5/233-234]
- أنهم من اليمن . [نفس المرجع والصفحة]
- أنهم كانوا يهودا . [نفس المرجع والصفحة]
- أنهم كانوا مشركين . [نفس المرجع والصفحة]

وقوله : { فقالوا إنا } القراءات فى " إنا " قد اجتمع القراء على كسر" إنا " فى قوله: {فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً}، واختلفوا فيما سوى ذلك ، فقرءوا: وإنّا، وأنّا إلى آخر السورة، فكسروا بعضاً، وفتحوا بعضاً. وكان عاصم يكسر ما كان من قول الجن : { إنا سمعنا قرآنا عجبا } ، ويفتح ما كان من الوحي. [معاني القرآن للفراء: 3/190-192]

ومن القراء من قرأ بالفتح كليا ، فردوا "أنّ" في كل سورة على قوله: فآمنا به، وآمنا بكل ذلك، ففتحت "أن" لوقوع الإيمان عليها .
ومنهم من قرأ بالخفض كليا ونصب قوله تعالى :{وأن المساجد لله} فخصّوه بالوحي، وجعلوا: " وأن لو " مضمرة فيها اليمين .
وقوله : { سمعنا قرآنا عجبا } القرآن بمعنى المقروء ، ووصفوه بـ " عجبا " وذلك من حيثيات :
- أنه عجيب من حيث صياغته وتلاوته ؛ لأنهم لم يسبق لهم يماع مثله .
- أنه عجيب من حيث أنه ترق له القلوب وتطمئن له النفوس ، وتهدأ له الطباع المؤمنة
- أنه عجيب من حيث عدم تشابهه بأشعار الجان ، ولا النثر المعهود من سبك بنى البشر .
ومعنى الآية أي : يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد أوحى اللّه إليّ { أنّه استمع نفرٌ من الجنّ } هذا القرآن فقالوا لقومهم لمّا سمعوه { إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا .
تحقيق القول فى مسألة : هل قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ؟ وهل رآهم؟
وردت فى المسألة روايات كثيرة بأسانيد مختلفة ، بعضها صحيحة وبعضها ضعيفة ، وهي مع تعدد طرقها تبين أنه عليه الصلاة والسلام لم يعرف بسماع الجن له ، ولم يرهم أيضا فى هذه المرة .
كما أخرج البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما قرأ رسول الله صلى الله أعليه وسلم على الجن ولا رآهم، ولكنه انطلق في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ... ) الحديث . [لباب النقول للسيوطي: 275]

ولكن ثبتت روايات أخرى فى غير هذا المقام تبين انطلاق الرسول عليه الصلاة والسلام لتعليم الجان وسد حاجتهم ، كما وقع له مع جن نصيبين ، وأنه أعطاهم من العظام والروث .
كإثبات عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ على الجنّ . فقد أخرج مسلم – رحمه الله – عقب حديث ابن عباس عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال : " أتاني داعي الجنّ فانطلقت معه فقرأت عليه القرآن ... " . [فتح الباري لابن حجر: 8 / 670-675]



قائمة المراجع :
- القرآن الكريم
- الحديث الشريف ( صحيح البخاري – صحيح مسلم – جامع الترمذي )
- كتاب معاني القرآن للفراء يحيى ابن زياد ( ت ٢٠٧ه‍ )
- كتاب معانى القرآن للأخفش ( ت ٢١٥ه‍ )
- كتاب تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ( ت ٢٧٦ه‍ )
- كتاب جامع البيان لأبى جعفر الطبري ( ت ٣١٠ه‍ )
- كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني ( ت ٨٥٢ه‍ )
- كتاب لباب النقول للسيوطي ( ت ٩١١ ه‍ )
- كتاب الدر المنثور للسيوطي ( ت ٩١١ه‍ )
أحسنت بارك الله فيك، إلا أني شعرت بمجموعة مسائل مرتبة لا ترابط بينها في الأفكار، فكان يحسن بك الربط بينها بتعليقاتك وإدراجك للأحاديث والآثار التي تبين معاني الآيات.
أحسنت بتنوبع المصادر ولو وظفت شخصيتك في الاستفادة منها لكان أفضل.


الدرجة: ب+
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir