دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 3 ربيع الأول 1439هـ/21-11-2017م, 12:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب الجريدي مشاهدة المشاركة
. أسلوب الحجاج

{ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ } { أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ }

بسم الله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله نبينا محمد و على أصحابه و أهله الطيبين، أما بعد فهذه آيات كريمة من سورة الطور و فيها حجج دامغة قوية من الله تعالى يلقنها لرسوله صلى الله عليه و سلم للرد على المشركين فيذكر له باطلهم ثم يدمغه بالحق بأحسن الطرق الواضحة التي لا يستطيعون الاعتراض عنها؛

فالكفار يشهدون بأن الله إله و يدعونه و لكنهم يشركون معه غيره، و يقولون كيف نعبد الله مباشرة فيجب علينا أن نجعل بيننا وسائط و هي الآلهة كما قال الله تعالى في سورة الزمر على لسان الكفار:" ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"، ثم عبدوا هذه الآلهة من دون الله عز و جل،
فكيف يشرك بمن خلق و رزق و برأ و أنزل الكتب و الرسل ..
و جاءت الإجابة من الله للرد عليهم و تبكيتهم بالحجج الباهرة، فبدأ بتذكيرهم بحجة الخلق*أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ: هل خلقوا من غير خالق أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ: أم خلقوا أنفسهم
و هذا محال، فلا يمكن لشيء أن يخلق بدون خالق فهذا لا يستقيم مع نظام الكون لأن لكل شيء خالق، و لا يمكن للعبد أن يخلق نفسه إذ الواجد يجب أن يخلق قبل الموجود، .
فإن كنتم تعلمون و توقنون أن الله هو من خلقكم فهو إذا المستحق الوحيد للعبادة، فكيف تشركون معه غيره، فهذا من أعظم الجحود.

الحجة الثانية:
*أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ: طبعا لا لأنهم عاجزون على أدنى من ذلك، فهم يعجزون عن خلق ذبابة فما بالك بالخلق العظيم الذي هو السماوات و الأرضين.
*بَل لاَّ يُوقِنُونَ: أي هم يعلمون أن الله هو من خلقهم و خلق السماوات و الأرض -و الدليل قوله تعالى:"و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله"-و لكنهم يتخبطون في ظلمات جهلهم و غييهم فلا ينتفعون لا بالأدلة العلمية و لا العقلية.
و قال الإمام الطبري في تفسير{ بَلْ لا يُوقِنُونَ }، يقول: "لم يتركوا أن يأتمروا لأمر ربهم، وينتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى، لأنهم خلقوا السموات والأرض، فكانوا بذلك أرباباً، ولكنهم فعلوا، لأنهم لا يوقنون بوعيد الله وما أعدّ لأهل الكفر به من العذاب في الآخرة".
و ذكر بن كثير حديثا في الصحيحين، حدثنا [ من قائل حدثنا ؟ البخاري أم مسلم ؟ ] سفيان عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية { أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَـٰلِقُونَ أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } كاد قلبي أن يطير، وكان أنذاك كافرا و كانت سببا في إسلامه.
فهذه الآيات حجج تبدد الكفر و الشك لدى من أراد الله له الهداية، فيا أيها المشرك من تدعي أن مع الله آلهة تعبدها ، فماذا فعلوا و أين آثارهم، ما بالكم لا تعقلون و لا تفقهون، فإن كان الله هو من خلقكم و هو من خلق السماوات و الأرض و ما بينهما، فكيف تتركون عبادة هذا الرب العظيم و تعبدون آلهة أنتم تصنعونها بأيديكم و هي لا تملك لكم ضرا و لا نفعا و لم تخلقكم و لم تخلق شيئا.


المراجع
جامع البيان في تفسير القرآن للطبري
الكشاف للزمخشري
تفسير القرآن الكريم لابن كثير
فتح القدير للشوكاني
أيسر التفاسيرلأبو بكر الجزائري
تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان للسعدي
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.

أشارت عليكِ الأستاذة أمل بالرجوع لبعض المراجع لكن لم أجدكِ عدتِ إليها مثل تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور، إذا أن فيه توضيح جيد للشبهة والردود عليها.

وجعلتِ أصل الشبهة أنهم يشركون مع الله غيره ويحتجون بأن هذه الآلهة تقربهم إلى الله زلفى، واستدللتِ بالآيات على توحيد الله عز وجل، وهي حقًا تدل بلازم الأمر على توحيد الله بإقرارهم بتوحيد الربوبية، لكنها جاءت كذلك في رد شبهة المشركين وهي إنكارهم للبعث، وسياق آيات الطور في إقرار هذه الحقيقة؛ أن الله سيبعث عباده ويحاسبهم، إذ كان القسم في بداية السورة على قوله تعالى :{ إن عذاب ربك لواقع. ما له من دافع }، ومن يوقن بهذه الحقيقة يوحد الله عز وجل، فما جرأهم على الشرك بالله وهم يعلمون أنه خالقهم، إلا أنهم أنكروا أنه سيحاسبهم.

ويُستفاد هذا أيضًا من تفسير الطبري - الذي أوردتيه - لقوله تعالى :{ بل لا يوقنون }.



- ملحوظة أخرى : نقلتِ حديث جبير بن مُطعم عن تفسير ابن كثير، والأولى أن ترجعي إلى الصحيحين وتأتي بالحديث منهما ،وتكون النسبة للمصدر الأصلي - ما توفر لكِ - بدلا عن المصدر الناقل.


التقويم : ج+

وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir