دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 رمضان 1440هـ/5-05-2019م, 03:51 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي

تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي
الدرس (هنا)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 رمضان 1440هـ/7-05-2019م, 04:21 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

رسالة تفسيرية بالأسلوب الاستنتاجي لقوله تعالى :" أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)" سورة التكاثر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
في هذه الأيام والليالي المباركة من شهر رمضان، أسأل لي ولكم حسن الصيام والقيام وتلاوة القرآن وبلوغ ليلة القدر والفوز بالأجر والغفران.
تأتي سورة التكاثر تتوسط سورة القارعة قبلها وسورة العصر بعدها، ومقصد سورة القارعة قرع القلوب لاستحضار أهوال يوم القيامة، ومقصد سورة التكاثر تذكير المنشغلين بالدنيا عن أهمية العمل للآخرة، وتأتي سورة العصر لتأكيد التذكرة وبيان حقيقة الربح والخسارة في الحياة.
من الفوائد المستنبطة من سورة التكاثر:
1- يجب على الإنسان ألا ينشغل عن ما خلق له من عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)" سورة الكور.
2- في الآيات توبيخ الله تعالى ويذم المنشغلين بالدنيا ، الذين ألهاهم حرصهم على تكثير أموالهم وأولادهم عن طاعة الله تعالى، وقد أتى أيضا ذم ذلك في مثال سورة الحديد عن الدنيا، قوله تعالى:" اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)"، وأيضا من السنة عَنْ عبْدِاللَّه بنِ الشِّخِّيرِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وهُوَ يَقْرَأُ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ [التكاثر:1] قَالَ: «يَقُولُ ابنُ آدَم: مَالي! مَالي! وَهَل لَكَ يَا ابْنَ آدمَ مِنْ مالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟!» رواه مسلم. .
3- والآيات فيها تذكرة وتحذير للمؤمنين من الإنشغال بالدنيا فتلهيهم عن الدين وتنسيهم الاستعداد للقاء الله تعالى.
4- بيان أن الإنسان مجبول على حب الأموال والأولاد وأن الإنشغال بطاعة الله والاستعداد للآخرة خير له، كما جاء في قوله تعالى:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) ۞ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) " سورة آل عمران.
5- قال تعالى:"ألهاكم التكاثر"، قيل عن بن عباس هي أألهاكم التكاثر على استفهام التقرير والإنكار.
6- قال تعالى:"ألهاكم التكاثر"، ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل كل ما يتكاثر به بين الناس من أموال وأولاد وأنساب ومناصب وقوة وعلم وجمال ، .... وفي زماننا هذا يتكاثر الناس أيضا بأشياء غير مألوفة ، مثل من يصنع أكبر كعكة أو من يمتنع عن النوم أكثر وقتا .... ولا حول ولا قوة إلا بالله .
6- قوله تعالى:" حتى زرتم المقابر" ، أي حتى أتاكم الموت، وأصبحتم من الأموات، والزائر ليس بمقيم، وإنما هي دار مؤقتة ليصل إلى دار الخلود الآخرة، فإما جنة وإما نار.
7- قوله تعالى:" حتى زرتم المقابر" ، وصيغة الماضي تبين وتؤكد أنه بعد القبر بعث وحساب وجزاء.
8- الإتعاظ بزيارة القبور للرجال ، وذلك بأن يتأمل في حال هذا الذي سبقه إلى لحده ليس معه إلا عمله ، كيف كان في الدنيا ذا مال ولا يملكه الآن ، أو ذا أولاد دفنوه وتركوه في قبره ، أو ذا منصب وجاه وعشيرة وهو الآن عبد لله لا يملك إلا عمله إن كان خيرا فخير له، وإن كان شرا فشر عليه.
9- زيارة القبور من العبادات التي تزهد في الدنيا وهي للرجال ، فعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا) رواه مسلم ، وفي لفظ عند الترمذي (1054) : (فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ) .
10- توعد الله تعالى للعباد إذا ظلوا منشغلين بالدنيا عن طاعته وعبادته بأنهم سيعلمون عاقبة أمرهم ، وأكد على ذلك بقوله تعالى :"كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون".
11- قوله تعالى:"كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون"، هذا توعد لله تعالى لعباده ، فالأولى هو أن يعلم في الدنيا ويتعظ ، والثانية إن لم يعلم في الدنيا فسيعلم عند موته وفي الآخرة إذا حل به العذاب.
12- قوله تعالى:" :"كلا لو تعلمون علم اليقين" ، هذه الآية توجب على العبد المسارعة في التعلم عن ربه وعن الدار الآخرة العلم اليقيني الجازم الذي لا شك فيه، والذي يصل به إلى الفوز برضا الله ودخول الجنة.
13- لو علم الإنسان ما خلق له في الدنيا علم اليقين، ما ألهته الدنيا عن عبادة الله تعالى.
14- قوله تعالى:" ثم لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين"، هي تأكيد على البعث ورؤية النار بالعين الرؤية البصرية، والحساب والجزاء.
15- قوله تعالى:" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" ، كل إنسان سيسأل عن نعم الله تعالى، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ , وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ , وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ , وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ " .
16- قوله تعالى:" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" ، النعيم يوجب للعبد الشكر باستشعار النعم ، وحفظها واستخدامها في طاعة الله، وعدم استخدامها في معصية الله، والصبر على الطاعة وعن المعصية وعند الشدائد.
17- من شكر الله فإن الله يحب الشاكرين، وكفر وجحد النعم فهو من الخاسرين .

جزاكم الله خير
سامحوني على أي تقصير في الأسلوب اللغوي أو غيره من الأخطاء.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 رمضان 1440هـ/8-05-2019م, 02:34 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وهداية للناس اجمعين سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله والحمد لله الذي أنزل عليه أجل وافضل كتبه مصدقا الذي بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه والحمد لله الذي امتن على نبيه عليه الصلاة والسلام وعلى أمته بيوم عظيم وهو يوم الجمعة فيه خلق الله السموات والارض وفيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة ويوم الجمعة أفضل أيام الاسبوع وقد خص الله به المسلمين وأضل عنه من قبلهم من الأمم كرما منه وفضلا على هذه الأمة فهذه الايه العظيمة تضمنت فوائد وأحكام كثير نذكر منها :
أحدها : أنها سميت الجمعة جمعه لأنها مشتقة من الجمع فإن أهل الاسلام يجتمعون فيه كل اسبوع مرة بالمعابد الكبار ولفظ الجمعة بضم كل من الجيم والميم وبتسكين الميم وكان يومها يسمي العروبة بفتح العين .
الثانى : أول من سماها الجمعة كعب بن لؤى وقيل الأنصار وأول جمعه صليت في الاسلام هي الجمعة التي جمع فيها أسعد بن زرارة ومصعب بن عمير أهل المدينة وصلوها وكانوا اثنى عشر رجلا ، وأول جمعة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة هي جمعته في بنى سالم بن عوف وهوفي طريقه من قباء إلى المدينة وأول جمعه بعدها كانت بجوائي وهى قرية من قرى البحرين .
الثالث : أن في هذه الايات مذكورات في امتثالها والعمل بها من لوازم الايمان الذي لايتم إلا به ، لأنه صدرها بقوله تعالى [ يا أيها الذين آمنوا ] أي يا أيها الذين آمنوا ، اعملوا بمقتضى إيمانكم بما شرعناه لكم .
الراابع الأمر بالنداء لصلاة الجمعة قال تعالى [ إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة ] أي إذا أذن المؤذن بعد زوال يوم الجمعة وجلس الامام على المنبر .
الخامس : أنه المراد من النداء : الأذان الذي يكون فيه الإمام على المنبر إذ كان الأذان واحدا حتى زاد عثمان رضي الله عنه ثانيا حين كثر الناس بالمدينة .
السادس : الأمر بالسكينة والخشوع والنية عند المضي إلى الصلاة قال تعالى [ [فاسعوا إلى ذكر الله ] فالمراد بالسعي المشي والمضي وليس الجري واشتداد العدو قال تعالى [ ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها ] وفي الحديث الصحيح [ إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ولكن ائتوها تمشون وعليكم السكينة ] رواه الترمذي من حديث عبد الرزاق كذلك واخرجه من طريق يزيد بن زريع عن الى ان قال عن ابي هريرة بمثله ،قال الحسن أ/ا والله ما هو بالسعي على الاقدام ولقد نهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع وقال قتادة في قوله [ فاسعوا إلى ذكر الله ] يعنى ان تسعي بقلبك وعملك وهو المشي إليها وكان يتأول قوله تعالى [ فلما بلغ معه السعى ] أي المشي معه وروى عن محمد بن كعب وزيد بن اسلم وغيرهما نحو ذلك .
السابع : النهى عن المشي السريع للصلاة وانما الاهتمام بالسير فقد كان عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما يقرأنها [ فامضوا إلى ذكر الله ] و أخرج في الصحيحين عن ابي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال [ إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ] لفظ البخارى ، وقال عبد الرازق أخبرنا معمر عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام [ إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ولكن ائتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ] رواه الترمذي من حديث عبد الرزاق .
الثامن :استحباب الغسل لمن جاء إلى الجمعة أن يغتسل قبل مجيئه إليها لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال [ من جاء منكم الجمعة فليغتسل ] ولهما عن أبي سعيد رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم ] ولقد اختلف العلماء في غسل الجمعه فذهب الظاهرية إلى أنه واجب مستدلين بهذا الحديث وذهب الجمهور إلى استحبابه وأنه غير واجب مستدلين بحديث الحسن عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل ] رواه الخمسة قال ابن العيد ولا يقاوم سند هذا الحديث الاحاديث الموجبة وغن كان المشهور في سنده صحيحا وقال شيخ الاسلام ابن تيمية ويجب الغسل على من له عرق أو ريح يتأذى به غيره والمقصود أن من ذهب إلى الجمعة فالأولى له أن لايدع الغسل لأنه قد اتفق على مشروعيته وأدلة وجوبه قوية والاحتياط أولى ، وقال الصنعاني : وهؤلاء أي الذين أولوا الحديث داروا مع المعنى وأغفلو المحافظة على التعبد وذكر أن الجمع بين المعنى والتعبد متعين .
التاسع : استحباب لبس أحسن الثياب والتطيب والتسوك والتنظف والتطهر واستدل بحديث أبي سعيد المتقدم [ غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم والسواك وأن يمس من طيب أهله ] لذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يغتسلوا عند الاتيان لها ولئلا يكون فيهم أوساخ وروائح يؤذون بها المصلين والملائكة الحاضرين لسماع الخطبة والذكر .
العاشر :الأمر بصلاة الجمعة للرجال الاحرار دون العبيد والنساء والصبيان ويعذر المسافر والمريض وقيم المريض وما أشبه ذلك من الاعذار كما هو مقرر في كتب الفروع لذا أجمع المسلمين على أنها فرض عين وقالوا إنها أفضل مجامع المسلمين سوى مجمع عرفة .
الحادي عشر : الأمر بالصلاة والخطبة قبلها قال تعالى [ فاسعوا إلى ذكر الله ] وبيان أن في يوم الجمعة ساعة اجابة لا ترد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام [ فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه]
الثانى عشر : بيان فضل الذكر في يوم الجمعة ففيها ساعة اجابة لا ترد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام [ فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه] وقد اختلف العلماء في تعيينها فمنهم من قال : إنها من جلوس الامام على المنبر إلى انقضاء الصلاة ومنهم من قال : إنها آخر ساعة بعد العصر وهذا قول جمهور الصحابة والتابعين واختاره الامام احمد وقوله عليه الصلاة والسلام [ الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما مالم تغش الكبائر ] رواه مسلم

الثاني عشر : تحريم البيع بعد النداء الثانى باتفاق العلماء وذلك لقوله تعالى [ وذروا البيع ] أي اسعوا إلى ذكر الله واتركوا البيع إذا نودى للصلاة واختلفوا هل يصح إذا تعاطاه متعاط أم لا ؟ على قولين وظاهر الاية عدم الصحة كما هو مقرر في موضعه والله اعلم .
الثالث عشر : أن في ترك البيع والاقبال إلي ذكر الله وإلي الصلاة خير للعباد في الدنيا والاخرة .
الرابع عشر : الإذن للعباد بعد الفراغ من الصلاة في الانتشار في الارض والابتغاء من فضل الله تعالى كما كان عراك بن مالك رضي الله عنه إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال : اللهم إنى أجبت دعوتك وصليت فريضتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين رواه ابن أبي حاتم .وروى عن بعض السلف أنه قال : من باع واشترى في يوم الجمعة بعد الصلاة بارك الله له سبعين مرة لقوله تعالى [ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الرض وابتغوا من فضل الله ]
الخامس عشر : الأمر بذكر الله تعالى في جميع الاحوال والاوقات وحال البيع والشراء وعدم الانشغال بالدنيا عن الذكر وما ينفعكم في الاخرة قال تعالى [ واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ] قال مجاهد لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا .
السادس عشر : استحباب قراءة سورتي السجدة والانسان في صلاة الفجر وسورة الكهف في يومها وكثرة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.
السابع عشر: فضل دعاء دخول السوق كما جاء في الحديث [ من دخل سوقا من الاسواق فقال لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كتب الله له ألف ألف حسنه ومحا عنه ألف ألف سيئة ]
الثامن عشر :الإكثار من ذكر الله من أكبر أسباب الفلاح قال تعالى [ لعلكم تفلحون ] قال الشيخ السعدى ولما كان الاشتغال بالتجارة مظنة الغفلة عن ذكر الله أمر الله بالإكثار من ذكره لينجبر بهذا فقال [ واذكروا الله كثيرا ] أي في حال قيامكم وقعودكم وعلى جنوبكم .

المراجع
1- تفسير ابن كثير
2- تفسير السعدى
3- تيسير العلوم شرح عمدة الاحكام للشيخ عبدالله البسام
4- أيسر التفاسير لأبو بكر الجزائري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رمضان 1440هـ/9-05-2019م, 05:12 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
Post التطبيق الثالث : الاسلوب الاستنتاجي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقرر المسائل التفسيرية – التطبيق الثالث
الأسلوب الاستنتاجي
تفسير قوله تعالى:

{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 11 التغابن

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين فهذه بعض الفوائد المستخرجة من قوله تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ):

أولها: قوله {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ} أي ما أصاب أحد مصيبة وذلك بحذف المفعول ومن حرف جر زائد ومصيبة فاعل.

الثانية: أن نعلم أن كل مصيبة تصيب العبد في نفسه وأهله وماله من مرض او فقر او فقد عزيز فإنما هي بأذن الله أي بقضائه وتقديره فهو المقدّر لما يشاء والفعّال لما يريد وله الحكمة التامة فيما يشاء ويفعل.

الثالثة: أنه وإن كانت المصائب بإذن الله فما يصيب الانسان من الخير فهو أيضاً بإذن الله ولكن خص المصيبة بالذكر لما جُبل عليه الانسان من الحذر من المصائب ومحاولة الاتقاء منها ولكنها تصيبه.

الرابعة: ذكر المفسرون في أسباب نزول هذه الآية ان الكفّار قالوا لو كان ما عليه المسلمون حقاً لصانهم الله عن المصائب في الدنيا فبين الله أن ما أصاب من مصيبة فهو بعلمه وقضائه فعلى المؤمن الصبر والاحتساب.

الخامسة: في الايمان بأن المصائب من قضاء الله وتقديره تعليم للمسلمين على الصبر وألا يثنيهم الجزع عن الاستمرار في تدبير شؤونهم كما قال تعالى ﴿الَّذِينَ إذا أصابَتْهم مُصِيبَةٌ قالُوا إنّا لِلَّهِ وإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ﴾.

السادسة: من فوائد الايمان بالله هداية القلب وتثبيته عند المصائب قال ابن مسعود: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسّلم.

السابعة: من دلائل هداية القلب اتباعه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاسترجاع عند المصيبة وذلك بقول (انّا لله وانا اليه راجعون).

الثامنة: في الآية دليل خيرية امر المؤمن وانه كله خير كما ثبت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (عَجَبًا لِلْمُؤْمِنِ، لَا يَقْضِي اللَّهُ لَهُ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ، إِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاء صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاء شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا َلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ).

التاسعة: من هداية القلب زيادة اليقين قال ابن عباس: يهد قلبه لليقين فبعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

العاشرة: تم حذف متعلق الهداية لمعرفة المقصود من السياق أي يهد قلبه إذا اصابته مصيبة.

أحد عشر: فيها بيان سعة علم الله بما يصيب الانسان وعلمه بما يهدي به قلوب المؤمنين.

اثنا عشر: في معرفة أن الله عليم فائدة انه يجازي الصابرين على صبرهم فيكون أدعى للمؤمنين على الصبر.

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 رمضان 1440هـ/9-05-2019م, 11:45 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى :"صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ"

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد، فهذه آخر آية من سورة الفاتحة العظيمة، التي نصفها ثناء لله تعالى ونصفها دعاء للعبد وهذا جزء من دعاء العبد لربه بالهداية، وهي متضمنة لحقيقة الهداية التي ينبغي أن يسلكها الإنسان ويترك ما عداها، فيسلك طريق المنعم عليهم ويترك طريق المغضوب عليهم وأهل الضلال، وفيها من الفوائد العظيمة والمعاني العميقة الكثير، وكلما تأملها الإنسان وأعمل فكره خرج بغيرها آخر، ومن تلك المعاني والفوائد ما يلي:

1- أن الله سبحانه وتعالى وصف من هم على الصراط المستقيم بأنه منعم عليهم، وقد جاء تفسير المنعم عليهم في سورة النساء، في قول الله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ)[٦٩]، فهم الأنبياء، والصديقون، والشهداء، والصالحون، وفي وصفهم بذلك مع أداة الصلة (الذين)، فائدة:
وهي أن المنعم عليهم حقاً هم أهل الهدى وأهل الصراط المستقيم، وغيرهم وأن كان يظهر عليهم أنهم في نعيم إلا أن النعيم الحقيقي الباقي هو في الهداية والاسلام، وإذا استشعر الإنسان هذا وعرفه بقلبه سيسأل الهداية والثبات عليها بصدق ولجوء.


وكرر لفظ "الصراط " ليدل على عظمته، وفيه بيان لحقيقة هذا الصراط وتقرير له في نفوس المؤمنين، فالداعي حينما يدعوا الله بأن يهديه الصراط يدعوه بأن يهديه الى صراط هو الصراط الذي سلكه الأنبياء ومن اتبعهم من الصالحين لا غيره.

وفي هذه الآية فضيلة لأبي بكر ودليل على أحقيته بالخلافة، لأننا أمرنا بطلب الهداية التي سار عليها الصديق ابي بكر رضي الله عنه، فشرع لنا الإقتداء به فتضمن ذلك استحقاقه للخلافة.

وفيه الاجتماع على الحق ونبذ التفرق، وأن الحق هو ما عليه السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم، ودليل هذا قوله: "الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ)، وأول من يدخل في هذه الآية أبي بكر فهو الصديق، وكذلك عمر وعثمان الشهيدين وسائر الصحابة، الذي سارو على نهج النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله.

وفي قوله" الذين أنعمت عليهم" مشعر أن السالك على ذلك الطريق الذي هو الصراط المستقيم ليس وحده وإنما معه غيره، فلا يشعر بأنه غريب وأنه منفرد عن غيره بل معه ناس من خيرة الناس وأفضلهم، وإن لم يكن معه الكثرة الفاسدة فهذا لا يضر.

وفيه أهمية الصحبة الصالحة، لأن الإنسان حينما يدعوا االله بأن يكون مع هؤلاء ممن أنعم الله عليهم، فكأنه يطلب الصاحب الطيب، فيكون معهم بالأعمال والأقوال والجزاء في الدنيا والآخرة.



وإضافة الإنعام الى الله تعالى، يفيد أن الله هو المتفضل على عباده بالإنعام والهداية وهو الموفق لهم بالطاعة، فله وحدة المنة والفضل لا لأحد سواه،
وعليه فإذا وفق الإنسان الى طاعة ينبغي عليه شكرها كونها نعمة، وإذا شكر الإنسان نعمة الله تعالى فيورثه هذا زيادة فيها.

والآية تفيد انقسام الناس بالنسبة للهداية الى ثلاثة لا رابع لها، منعم عليهم، ومغضوب عليهم، وضالين،
فأما المنعم عليهم فهم الذين وفقهم الله للحق والهدى علما وعملا، وأما المغضوب عليهم فهم من عرف الحق ولم يعمل به، والضالين، هم من لم يعلم الحق ولم يعمل به,

وفيه فضل العلم النافع وأنه هو الذي ينفع الإنسان في عمله فيكون عمله مخلصاً صائباَ، كما أن في قوله " غير المغضوب عليهم" ذم ووعيد شديد لمن علم ولم يعمل بما علم.

في إسناد الإنعام الى الله تعالى دون الغضب فائدة وهي أن النعمة من الله تعالى وحده، فهو المتفرد بالنعم، أما الغضب فلم يسم فاعله لأنه تعالى يغضب وغيره يغضب، فيغضب لغضبه الملائكة والمؤمنون والناس أجمعون، وفي هذا اشد الذم لمن خالف الطريق المستقيم وحاد عنه.

وفي تقديم المغضوب عليهم على الضالين، شدة كفر هؤلاء فإن من علم ولم يعمل أشد ممن جهل، ولذا كان كفر اليهود أشد من كفر النصارى,

في قوله "غير المغضوب" أتى بالاسم دون الفعل، لأن الاسم يفيد الثبوت والملازمة ما لا يفيده الفعل، فكأن الغضب ملازم لهم ملازمة دائمة، فكان أبلغ في التعبير وأبلغ في العقوبة، وفيه زيادة ذم ووعيد.

من قوله " غير المغضوب عليهم ولا الضالين" نستنبط الحذر من التشبه باليهود والنصارى أو تقليدهم، والإنسان إذا عرف أن هؤلاء قوم موصوفون بكونهم مغضوبا عليهم وأنهم ضالون، فإذا استحضرها كره التشبه بأدنى أمر يفعلونه حتى لا يكون هو مثلهم.

فهذا ما تيسر ذكره في هذه الرسالة ونسأل الله ان يعلمنا وينفعنا بما علمنا وينفع بنا وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
تفسير ابن جرير الطبري
تفسير الطبري
تفسير ابن عاشور
التفسير القيم لابن القيم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 شوال 1440هـ/9-06-2019م, 12:02 AM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
الأسلوب الاستنتاجي
قال الله تعالى :
(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) 1المجادلة
مما يستفاد من الآية العظيمة :
- تسمى السورة بالمجادلة بكسر الدال أي المرأة التي تجادل في زوجها وهو الأظهر كما رجح ابن عاشور وبفتحها أي قضية مجادلة امرأة أوس بن الصامت لدى النبي (وسورة قد سمع)وقيل سورة الظهار
- من أغراض السورة الحكم في مسألة الظهار وإبطال ماكان في الجاهلية حيث كان الظهار تحريما مؤبدا للمرأة
- سبب النزول :في خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها حين اشتكت زوجها أوس بن الصامت إلى الله وجادلت النبي صلى الله عليه وسلم في تحريمه لها على نفسه بقوله (أنت علي كظهر أمي) بعد العشرة الطويلة والأولاد
- عظمة هذا الدين الإسلامي واعتناؤه لامرأة وإبطاله ما يضر بها ويبخسها حقوقها
- (قد) التي تفيد التحقيق والإشعار بحصول ما يتوقعه السامع
- افتتحت السورة بسبب النزول تنويها واهتماما بأمر هذه المرأة ونصرة لقضيتها
- شجاعة هذه المرأة وحكمتها حيث طلبت العدل في حقها وبنيها ولم ترض تسرع زوجها لنثر عقد عائلته كما جاء في بعض الروايات :
(إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا )
وفي رواية :( أكل مالي وأفنى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك)
- إيمان المرأة حيث علمت إلى من تبث شكواها (وتشتكي إلى الله )
- حكمة هذه المرأة حيث توجهت إلى رسول الله مستفتية ومجادلة
- مكانة هذه المرأة حيث نزل القرآن في شأنها ونصرة لقضيتها حتى روي ان عمر بن الخطاب كان يقول هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات ...
- لا مانع من ذكر المرأة زوجها بمافيه طلبا للنصح والمشورة لمن تثق في دينه وعلمه أو لمن يملك البت في المشكلة أو الإصلاح
- بيان الله مايكون من بعض الأزواج من ظلم لزوجاتهم وتسرعهم في إيقاع مايندمون عليه لاحقا دون تبصر ولاروية
- تعليم لنساء الأمة ورجالها بالحفاظ على الميثاق الغليظ الذي يكون بين المرأة وزوجها وسعي كل منهما في الحفاظ عليه جهده وطاقته .
- مايكون للمرأة من مكانة بعد العشرة الطويلة والأولاد والوفاء بحقها وحفظ شيبتها وأولادها وإذا كانت المرأة إذا كانت أمة وأنجبت صارت أم ولد لا تعامل كغيرها من الإماء فما بال أقوام يبخسون نساءهن حقوقهن ويكفرن عشرتهن
- سمع : إثبات صفة السمع لله تعالى سماع حقيقي يليق بجلاله وعظمته وسماع استجابة للمطلوب وقبوله بقرينة دخول (قد)
- سعة سماع الله تعالى قالت عائشة رضي الله عنها : تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه
- من سمع هذه المرأة لا يعجزه سماع النساء الثكالى والشيوخ الضعاف والصغارالمساكين في كل مكان وسينصرهم بمنه وجوده وكرمه

-لايترك الله دعوة المظلوم وسينصرها ولو بعد حين فاتق دعوة المظلوم .
-الوصية بالنساء والاهتمام لأمرهن وهو مستنبط من الكتاب والسنة(استوصوا بانساء خيرا ) (إني أحرج حق الضعيفين )

- معنى المجادلة: الاحتجاج والاستدلال
- لابأس أن تجادل بالحسنى لتوضيح حقك
- استشارة المرء من يثق بدينه وعلمه أو صاحب رأي وحكمة و إن لم يكن فلا مانع من القضاء للفصل بين المتخاصمين
- في زوجها : في شأنه وفي قضيته
- تشتكي : الاشتكاء مبالغة في الشكوى وذكر ما آذاها
والشكاية لقصد طلب إزالة الضرر بحكم أو نصر أو غيره
- اشتك إلى الله ما صغر من أمرك وما كبر فالله يسمعك
- الجدال والحوار مع النبي صلى الله عليه وسلم أما الشكوى فإلى الله
- الاعتناء بذلك الحوار والتنويه به( والله يسمع تحاوركما) وفيه ترقب النبي صلى الله عليه وسلم الوحي وترقب المرأة الرحمة
- استخدام المضارع (يسمع) زيادة في التنويه بهذه المحاورة لمقارنة علم الله وسماعه لها
(والله سميع بصير)
- إثبات صفة السمع لله تعالى : يسمع جميع الأصوات في جميع الأوقات على تفنن الحاجات
- إثبات صفة البصر لله تعالى : يبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء
- الإخبار بكمال سمع الله وبصره وإحاطته بالأموردقها وجلها
- تكرار اسم الجلالة ثلاث مرات لتربية المهابة وإثارة تعظيم منته تعالى ودواعي شكره
- قرب الله تعالى (قد سمع )(والله يسمع )(إن الله سميع بصير )
- تكرار لفظ السماع من الله عزوجل فسبحانه له الحمد والشكر لا تقلق ولا تخاف فهو معك يسمع ويرى

- الحمد لله على منته وفضله وقربه وعظيم أسمائه وصفاته
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 شوال 1440هـ/10-06-2019م, 10:10 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم التطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي



بارك الله في اجتهادكم.
. ننوه إلى أنّ توثيق المعلومات التي استعين بها من مصادرها لا غنى للباحث عن ذكره، وفي غيابه أثر على جودة الرسائل، ومنها عزو الأحاديث والآثار إلى مصادرها.

. في الاطلاع على كلام المفسرين مزيد فائدة.

. لابد من مراجعة الرسالة قبل اعتمادها، والتنبه لمواطن الخطأ اللغوي حتى لا يؤثر ذلك على قيمة الرسالة.

1: منى حامد.ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
.[قوله تعالى:" حتى زرتم المقابر" ، وصيغة الماضي تبين وتؤكد أنه بعد القبر بعث وحساب وجزاء.]
في لفظة الزيارة دلالة على أنّ هناك حياة بعدها.
. أوصيكِ العناية بالكتابة اللغوية الصّحيحة والتعبير الفصيح؛ ويتأتى ذلك بكثرة قراءة كلام أهل العلم.
. التوثيق مهم حال الاستعانة بمصادر خارجية وفقكِ الله.

2: مها عبد العزيز.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

3: محمد العبداللطيف.أ
أحسنت بارك الله فيك.
. انتبه وفقك الله لكتابة همزة القطع، الصواب: بإذن الله.
. في النقطة الرابعة ينبغي الإشارة للمصدر.

4: آسية أحمد.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

5: شادن كردي.ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
. التوثيق مهم رعاكِ الله.
. الصواب:(إن ضممتهم إليّ جاعوا وإن ضممتهم إليه ضاعوا).
تم خصم نصف درجة للتأخير.

نفع الله بكم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 شوال 1440هـ/18-06-2019م, 05:10 PM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Lightbulb

المراجع :
تفسير القرآن العظيم ابن كثير

التحرير والتنوير ابن عاشور

تيسير الكريم الرحمن السعدي

زبدة التفسير الأشقر

أفياء الوحي عبد الله بلقاسم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 شوال 1440هـ/18-06-2019م, 07:32 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

( الأسلوب الاستنتاجي )

¤ - قال اللّه تعالى: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها إنّ الإنسان لَظلوم كفّار } « إبراهيم 34 » .
¤ - قال اللّه تعالى: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها إنّ اللّه لغفور رحيم } « النحل 18 » .

بسم اللّه الرحمن الرحيم والحمد للّه وكفى، وسلام على عبده المصطفى، ونبيّه المُجتبى، صلى اللّه عليه وسلم؛ أما بعد :
إنّ نِعَم اللّه سبحانه وتعالى لاتُعد ولاتُحصى، والإنسان في هذه الدنيا يتقلّب في نِعَم اللّه، وإذا تحدّثنا عن نِعَم اللّه وكيف يتعامل معها المسلم فإنّنا أمام قواعد في التعامل مع هذه النِعَم، من أهمها ماقاله الإمام ابن كثير رحمه اللّه في تفسير الآية : « ثمّ نبّههم على كثرة نِعَمه عليهم وإحسانه إليهم فقال: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها إنّ اللّه لغفور رحيم }، أي : وإن تعدّوا نِعَم اللّه، وتحاولوا حصرها لن تطيقوا ضبط عددها ولو إجمالاً، فضلاً عن أن تستطيعوا القيام بشكرها؛ لكثرتها وتنوعها، فإنّ العبد مهما أتعب نفسه في طاعته، وبالغ في شكران نِعَمه فإنّه يكون مقصّراً، فإنّ نِعَم اللّه كثيرة، وعقل المخلوق قاصر عن الإحاطة بها، ومن ثم يتجاوز اللّه سبحانه وتعالى ذلك التقصير، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: { إنّ الله لغفور رحيم }، أي لستور؛ يستر عليكم ويتجاوز عن تقصيركم في القيام بشكرها، { رحيم }، أي كثير الرحمة بكم، عظيم النعمة عليكم، لايقطعها عنكم لتفريطكم، فيفيض نِعَمه عليكم مع استحقاقكم للقطع والحرمان، بسبب ماأنتم عليه من أصناف الكفر والعصيان، ولايعاجلكم بالعقوبة على فعلها، وتقديم وصف المغفرة على نعت الرحمة؛ لقدم التخلية على التحلية، ولو تأمّلنا في هاتين الآيتين الكريمتين وتمعّنا بتفسيرها لوجدنا الكثير من الفوائد والتأمّلات التي تجعل العبدَ خاضعاً إلى أوامره تعالى، شاكراً لأنعمه، معترفاً بعجزه وضعفه، ومن هذه التأملات والفوائد العظيمة:

• إرشاد العباد إلى طلب النِعَم والتزود منها من اللّه عزّ وجل، لامن أحد سواه .
• إنّ اللّه قد أسبغ نِعَمه على جميع خلقه وعباده؛ فمنها الظاهرة ومنها الباطنة، ومنها الجليّة ومنها الخفيّة، ومنها المجملة ومنها المفصّلة، قال تعالى: { .. وأسبغ عليكم نِعَمه ظاهرة وباطنة .. } .
• إنّ هذه النِعَم ليس لأحد أن يحصيها غیر اللّه سبحانه وتعالى؛ لكثرتها على العباد، وجهلهم بها .
• تدبير بَدَن الإنسان على الوجه الملائم؛ ليتسنّى له التنعّم بهذه النِعَم؛ لأنّه لو ظهر في بَدَنه أدنى خلل وأيسر نقص، لنغّص عليه هذه النِعَم، ولَبذَل الغالي والرخيص وكل مايملكه حتى يزول عنه ذلك الخلل والنقص .
• الحثّ على التفكّر والتدبر ومطالعة الآلاء والنِعَم الكثيرة والمتنوعة التي لا نستطيع إحصاءها، ولانطيق عدّ أنواعها؛ وذلك لأنها تورث محبّة اللّه عزّ وجلّ؛ لأنّ القلوب مجبولة علی حبّ مَن أنعم وأحسن إليها، وبُغض مَن أساء إليها، ولاأحد أعظم نِعَماً وإحساناً من اللّه عزّ وجلّ، فإنّ نِعَمه وإحسانه على عباده في نَفَس ولحظة، وهو يتقلّب فيها في جميع أحواله .
• إنّ النِعَم ليست فقط فيما يوهَب للإنسان؛ بل قد تكون أيضاً فيما يصرف عنه من المضرات وأنواع الأذى .
• ذمّ الإنسان بكونه كفوراً غير شكور، قال تعالى: { إنّ الإنسان لظلوم كفّار }، وهذا الوصف متعلق بالإنسان؛ وذلك تنبيهاً على أنّ الإنسان في محل التقصير في شكر تلك النِعَم؛ ولكي يؤمن ويستقيم علی أمر اللّه عزّ وجلّ ورسوله صلى اللّه عليه وسلم كما يجب .
• إنّ طبيعة الإنسان من حيث هو ظالم ومجترئ على المعاصي، مقصّر في حقوق ربّه،،كفّار لِنعم اللّه، وظلمه وهو جحوده للنّعم التي أنعم اللّه عليه، وترك الطاعة لغير مَن أنعم عليه، وصرف العبادة لغير اللّه سبحانه وتعالى، فهو لايشكرالنِعمة، ولايعترف بها إلّا مَن هداه اللّه؛ فشَكَر نِعَمه، وعرف حقّ ربه وقام به .
• إنّ من رحمة المُنعم عزّ وجلّ علینا أنّه يغفر لنا تقصيرنا في أداء شكر نِعَمه، ويرحمنا ببقائها في شكرها؛ وذلك لضعفنا، وعجزنا، وعدم المواظبة على القيام بذلك، ولو أنّه عذّبنا لعذّبنا وهو غير ظالم لنا، ولكنّ اللّه سبحانه وتعالى غفور رحيم؛ يغفر الكثير، ويجازي على اليسير، قال تعالى تعالى { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها إنّ اللّه لغفور رحيم } .
• التنبيه إلى الشكر وبيان أهميته، وأنّه من أعظم الأسباب لاستدامة النِعَم .
• الحثّ على شُكر اللّه عزّ وجلّ على نِعَمه التي لا تُعدّ ولاتُحصى، كما كان يقول النبي صلى اللّه عليه وسلم: [ اللّهم لك الحمد غير مكفي، ولامودّع، ولا مستغنى عنه ربنا ] .
• سعة فضله سبحانه وتعالى، وعِظَم وتجلّي آثار كمال رحمته في خلقه وهدايتهم وإنعامه عليهم،فهو ينعم على المطيع والعاصي، والمؤمن والكافر، ومع ذلك تُنسب إلى غيره، وهو المستحقّ وحده دونما سواه لذلك، قال تعالى: { ... إنّه لغفور رحيم } .
• إنّ المُنعِم عزّ وجلّ علينا بكل هذه النِعَم هو الموصوف بصفات العظمة والكمال والعزّة والجلال .
• أنّه بمقدار كثرة النِعَم يكثر الكافرين بها؛ إذ أعرضوا عن عبادة المُنعم، وعبدوا مالايُغني عنهم شيئاً، وأما المؤمنون فلا يعبدون غيره سبحانه وتعالى، ولايجحدون نِعَمه .
• إنّ من بدائع اللغة العربية في هذه الآية؛ وهو أن يكون مدلول المفرد أكثر من الجمع؛ لأنّ دخول الجمع يشعِر بالتحديد والتقييد بعدَد، إنّما الإفراد يُشعِر بالمسمى مطلقاً من غير تحديد؛ فالإفراد هنا أكمل وأكثر معنى من الجمع، ولهذا كان قول اللّه تعالى: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها .. } أعمّ وأتمّ معنى من أن يُقال : وإن تعدّوا نِعَم اللّه لاتُحصوها .. } .
• إنّ هذه النّعمة عامة ليس لأحد أن ينزّلها على نعمة دون الأخرى؛ لأنّ « نعمة » هنا مفرد، والمفرد إذا كان اسم جنس وأُضيف إلى معرفة فإنّه يعمّ .
¤ ونستنتج من هاتين الآيتين الكريمتين بعض الفوائد اللغوية منها :
- فائدة الفرق بين ختم الآيتين : { إنّ الإنسان لظلوم كفّار } والآية : { إنّ اللّه لغفور رحيم }؛ وذلك لأنّ اللّه سبحانه وتعالى قدّم قوله : { ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمة اللّه كفراً .. } وذكر بعده : { وجعلوا للّه أنداداً } فكان ذلك نصاً على مافعلوه من القبائح من كفران النعمة والظلم الذي هو الشرك بجعل الأنداد للّه تعالى، ناسب أن يختم الآية هنا بذم مَن وقع ذلك منه، أما في سورة النحل، فلما ذكر فيها عدة تفضلات وأطنب فيها، وقال بعد ذلك: { أفمن يخلق كمن لايخلق .. } أي: أفمن أوجد تلك النِعَم السابق ذكرها، كمن لايقدر على الخلق، ناسب أن يذكر هنا وهناك من تفضلاته اتصافه بالعذاب والرحمة تحريضاً على الرجوع إليه .
- أيضاً من الفوائد اللغوية في قوله تعالى: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها .. }، يُقال أحصاه : أي عدّه، والأصل: أنّ الحاسب إذا بلغ عقداً معيناً من عقود الأعداد وُضِع له حصاة ليحفظه بها، ثم استؤنف العدد، والمعنى لا توجد له غاية فتُوضع له حصاة، وهذه الجملة تذكير إجمالي بنِعَمه تعالى، فلو رام فرد من أفراد العباد أن يحصي ماأنعم اللّه به عليه في خلق عضو من أعضائه، أو حاسة من حواسه لم يقدر على ذلك قط، ولاأمكنه أصلاً؛ فكيف بماعدا ذلك من النِعَم الواصلة إليه في كل وقت على تنوعها واختلاف أجناسها .
¤ - وقال أحد الشعراء مُعبّراً عن شكره للّه :
• لو كان جارحة مني لغة تثني عليك بماأثنيت من حسن .
• لكان مازاد شكري إذ شكرت به إليك أبلغ في الإحسان والمِنَن .
¤ وقال بعض الحكماء مشيراً إلى عِظَم نِعَم اللّه تعالى: إنّ أي جزء من البَدَن إذا اعتراه الألم، نغّص على الإنسان النِعَم، وتمنى لو ينفق الدنيا - لو كانت في ملكه - حتى يزول عنه ذلك الألم، واللّه سبحانه وتعالى هو يدبّر جسم الإنسان على الوجه الملائم له، مع أنّ الإنسان لاعلم له بذلك، فكيف يطيق حصر نِعَمه عليه، أو يقدر على إحصائها، أو يتمكّن من شكر أدناها .
&- اللهم إنّا نشكرك على كل نعمة أنعمت بها علينا مما لا يعلمه إلّا أنت، ومما علمناه شُكراً لايحيط به حصر ولايحصره عدّ، وعدد ماشكرك الشاكرون بكل لسان في كل زمان، اللهم ربنا نواصينا بيدك ، خاضعة لعِظم نِعمك، معترفة بالعجز عن تأدية الشكر لشيء منها، ولانطيق التعبير بالشكر لك فتجاوز عنا، لانحصي ثناء عليك أنت كماأثنيت على نفسك، واغفر لنا، وأسبل ذيول سترك على عوراتنا، وإلّا نهلك لنقصيرنا في شكر نِعَمك، فكيف بما فرط منا في الائتمار بأوامرك، والانتهاء عن مناهيك؟! فالحمد لله الذي لايؤدّي شكر نعمة من نِعَمه إلا بنعمة حادثة توجب على مؤدّيها شكره بها .

المراجع :

- تفسير السعدي .
- تفسير ابن كثير .
- تفسير الأشقر .
- تفسير البغوي .
- تفسير فتح القدير « الشوكاني » .
- تفسير حدائق الروح والريحان « محمد الأمين الأُرمي الهرري »
- تفسير المراغي
- روح البيان .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 شوال 1440هـ/21-06-2019م, 10:39 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
( الأسلوب الاستنتاجي )

¤ - قال اللّه تعالى: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها إنّ الإنسان لَظلوم كفّار } « إبراهيم 34 » .
¤ - قال اللّه تعالى: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها إنّ اللّه لغفور رحيم } « النحل 18 » .

بسم اللّه الرحمن الرحيم والحمد للّه وكفى، وسلام على عبده المصطفى، ونبيّه المُجتبى، صلى اللّه عليه وسلم؛ أما بعد :
إنّ نِعَم اللّه سبحانه وتعالى لاتُعد ولاتُحصى، والإنسان في هذه الدنيا يتقلّب في نِعَم اللّه، وإذا تحدّثنا عن نِعَم اللّه وكيف يتعامل معها المسلم فإنّنا أمام قواعد في التعامل مع هذه النِعَم، من أهمها ماقاله الإمام ابن كثير رحمه اللّه في تفسير الآية : « ثمّ نبّههم على كثرة نِعَمه عليهم وإحسانه إليهم فقال: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها إنّ اللّه لغفور رحيم }، أي : وإن تعدّوا نِعَم اللّه، وتحاولوا حصرها لن تطيقوا ضبط عددها ولو إجمالاً، فضلاً عن أن تستطيعوا القيام بشكرها؛ لكثرتها وتنوعها، فإنّ العبد مهما أتعب نفسه في طاعته، وبالغ في شكران نِعَمه فإنّه يكون مقصّراً، فإنّ نِعَم اللّه كثيرة، وعقل المخلوق قاصر عن الإحاطة بها، ومن ثم يتجاوز اللّه سبحانه وتعالى ذلك التقصير، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: { إنّ الله لغفور رحيم }، أي لستور؛ يستر عليكم ويتجاوز عن تقصيركم في القيام بشكرها، { رحيم }، أي كثير الرحمة بكم، عظيم النعمة عليكم، لايقطعها عنكم لتفريطكم، فيفيض نِعَمه عليكم مع استحقاقكم للقطع والحرمان، بسبب ماأنتم عليه من أصناف الكفر والعصيان، ولايعاجلكم بالعقوبة على فعلها، وتقديم وصف المغفرة على نعت الرحمة؛ لقدم التخلية على التحلية، ولو تأمّلنا في هاتين الآيتين الكريمتين وتمعّنا بتفسيرها لوجدنا الكثير من الفوائد والتأمّلات التي تجعل العبدَ خاضعاً إلى أوامره تعالى، شاكراً لأنعمه، معترفاً بعجزه وضعفه، ومن هذه التأملات والفوائد العظيمة:

• إرشاد العباد إلى طلب النِعَم والتزود منها من اللّه عزّ وجل، لامن أحد سواه .
• إنّ اللّه قد أسبغ نِعَمه على جميع خلقه وعباده؛ فمنها الظاهرة ومنها الباطنة، ومنها الجليّة ومنها الخفيّة، ومنها المجملة ومنها المفصّلة، قال تعالى: { .. وأسبغ عليكم نِعَمه ظاهرة وباطنة .. } .
• إنّ هذه النِعَم ليس لأحد أن يحصيها غير اللّه سبحانه وتعالى؛ لكثرتها على العباد، وجهلهم بها .
• تدبير بَدَن الإنسان على الوجه الملائم؛ ليتسنّى له التنعّم بهذه النِعَم؛ لأنّه لو ظهر في بَدَنه أدنى خلل وأيسر نقص، لنغّص عليه هذه النِعَم، ولَبذَل الغالي والرخيص وكل مايملكه حتى يزول عنه ذلك الخلل والنقص .
• الحثّ على التفكّر والتدبر ومطالعة الآلاء والنِعَم الكثيرة والمتنوعة التي لا نستطيع إحصاءها، ولانطيق عدّ أنواعها؛ وذلك لأنها تورث محبّة اللّه عزّ وجلّ؛ لأنّ القلوب مجبولة علي حبّ مَن أنعم وأحسن إليها، وبُغض مَن أساء إليها، ولاأحد أعظم نِعَماً وإحساناً من اللّه عزّ وجلّ، فإنّ نِعَمه وإحسانه على عباده في نَفَس ولحظة، وهو يتقلّب فيها في جميع أحواله .
• إنّ النِعَم ليست فقط فيما يوهَب للإنسان؛ بل قد تكون أيضاً فيما يصرف عنه من المضرات وأنواع الأذى .
• ذمّ الإنسان بكونه كفوراً غير شكور، قال تعالى: { إنّ الإنسان لظلوم كفّار }، وهذا الوصف متعلق بالإنسان؛ وذلك تنبيهاً على أنّ الإنسان في محل التقصير في شكر تلك النِعَم؛ ولكي يؤمن ويستقيم علي أمر اللّه عزّ وجلّ ورسوله صلى اللّه عليه وسلم كما يجب .
• إنّ طبيعة الإنسان من حيث هو ظالم ومجترئ على المعاصي، مقصّر في حقوق ربّه،،كفّار لِنعم اللّه، وظلمه وهو جحوده للنّعم التي أنعم اللّه عليه، وترك الطاعة لغير مَن أنعم عليه، وصرف العبادة لغير اللّه سبحانه وتعالى، فهو لايشكرالنِعمة، ولايعترف بها إلّا مَن هداه اللّه؛ فشَكَر نِعَمه، وعرف حقّ ربه وقام به .
• إنّ من رحمة المُنعم عزّ وجلّ علينا أنّه يغفر لنا تقصيرنا في أداء شكر نِعَمه، ويرحمنا ببقائها في شكرها؛ وذلك لضعفنا، وعجزنا، وعدم المواظبة على القيام بذلك، ولو أنّه عذّبنا لعذّبنا وهو غير ظالم لنا، ولكنّ اللّه سبحانه وتعالى غفور رحيم؛ يغفر الكثير، ويجازي على اليسير، قال تعالى تعالى { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها إنّ اللّه لغفور رحيم } .
• التنبيه إلى الشكر وبيان أهميته، وأنّه من أعظم الأسباب لاستدامة النِعَم .
• الحثّ على شُكر اللّه عزّ وجلّ على نِعَمه التي لا تُعدّ ولاتُحصى، كما كان يقول النبي صلى اللّه عليه وسلم: [ اللّهم لك الحمد غير مكفي، ولامودّع، ولا مستغنى عنه ربنا ] .
• سعة فضله سبحانه وتعالى، وعِظَم وتجلّي آثار كمال رحمته في خلقه وهدايتهم وإنعامه عليهم،فهو ينعم على المطيع والعاصي، والمؤمن والكافر، ومع ذلك تُنسب إلى غيره، وهو المستحقّ وحده دونما سواه لذلك، قال تعالى: { ... إنّه لغفور رحيم } .
• إنّ المُنعِم عزّ وجلّ علينا بكل هذه النِعَم هو الموصوف بصفات العظمة والكمال والعزّة والجلال .
• أنّه بمقدار كثرة النِعَم يكثر الكافرين بها؛ إذ أعرضوا عن عبادة المُنعم، وعبدوا مالايُغني عنهم شيئاً، وأما المؤمنون فلا يعبدون غيره سبحانه وتعالى، ولايجحدون نِعَمه .
• إنّ من بدائع اللغة العربية في هذه الآية؛ وهو أن يكون مدلول المفرد أكثر من الجمع؛ لأنّ دخول الجمع يشعِر بالتحديد والتقييد بعدَد، إنّما الإفراد يُشعِر بالمسمى مطلقاً من غير تحديد؛ فالإفراد هنا أكمل وأكثر معنى من الجمع، ولهذا كان قول اللّه تعالى: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها .. } أعمّ وأتمّ معنى من أن يُقال : وإن تعدّوا نِعَم اللّه لاتُحصوها .. } .
• إنّ هذه النّعمة عامة ليس لأحد أن ينزّلها على نعمة دون الأخرى؛ لأنّ « نعمة » هنا مفرد، والمفرد إذا كان اسم جنس وأُضيف إلى معرفة فإنّه يعمّ .
¤ ونستنتج من هاتين الآيتين الكريمتين بعض الفوائد اللغوية منها :
- فائدة الفرق بين ختم الآيتين : { إنّ الإنسان لظلوم كفّار } والآية : { إنّ اللّه لغفور رحيم }؛ وذلك لأنّ اللّه سبحانه وتعالى قدّم قوله : { ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمة اللّه كفراً .. } وذكر بعده : { وجعلوا للّه أنداداً } فكان ذلك نصاً على مافعلوه من القبائح من كفران النعمة والظلم الذي هو الشرك بجعل الأنداد للّه تعالى، ناسب أن يختم الآية هنا بذم مَن وقع ذلك منه، أما في سورة النحل، فلما ذكر فيها عدة تفضلات وأطنب فيها، وقال بعد ذلك: { أفمن يخلق كمن لايخلق .. } أي: أفمن أوجد تلك النِعَم السابق ذكرها، كمن لايقدر على الخلق، ناسب أن يذكر هنا وهناك من تفضلاته اتصافه بالعذاب والرحمة تحريضاً على الرجوع إليه .
- أيضاً من الفوائد اللغوية في قوله تعالى: { وإن تعدّوا نعمة اللّه لاتُحصوها .. }، يُقال أحصاه : أي عدّه، والأصل: أنّ الحاسب إذا بلغ عقداً معيناً من عقود الأعداد وُضِع له حصاة ليحفظه بها، ثم استؤنف العدد، والمعنى لا توجد له غاية فتُوضع له حصاة، وهذه الجملة تذكير إجمالي بنِعَمه تعالى، فلو رام فرد من أفراد العباد أن يحصي ماأنعم اللّه به عليه في خلق عضو من أعضائه، أو حاسة من حواسه لم يقدر على ذلك قط، ولاأمكنه أصلاً؛ فكيف بماعدا ذلك من النِعَم الواصلة إليه في كل وقت على تنوعها واختلاف أجناسها .
¤ - وقال أحد الشعراء مُعبّراً عن شكره للّه :
• لو كان جارحة مني لغة تثني عليك بماأثنيت من حسن .
• لكان مازاد شكري إذ شكرت به إليك أبلغ في الإحسان والمِنَن .
¤ وقال بعض الحكماء مشيراً إلى عِظَم نِعَم اللّه تعالى: إنّ أي جزء من البَدَن إذا اعتراه الألم، نغّص على الإنسان النِعَم، وتمنى لو ينفق الدنيا - لو كانت في ملكه - حتى يزول عنه ذلك الألم، واللّه سبحانه وتعالى هو يدبّر جسم الإنسان على الوجه الملائم له، مع أنّ الإنسان لاعلم له بذلك، فكيف يطيق حصر نِعَمه عليه، أو يقدر على إحصائها، أو يتمكّن من شكر أدناها .
&- اللهم إنّا نشكرك على كل نعمة أنعمت بها علينا مما لا يعلمه إلّا أنت، ومما علمناه شُكراً لايحيط به حصر ولايحصره عدّ، وعدد ماشكرك الشاكرون بكل لسان في كل زمان، اللهم ربنا نواصينا بيدك ، خاضعة لعِظم نِعمك، معترفة بالعجز عن تأدية الشكر لشيء منها، ولانطيق التعبير بالشكر لك فتجاوز عنا، لانحصي ثناء عليك أنت كماأثنيت على نفسك، واغفر لنا، وأسبل ذيول سترك على عوراتنا، وإلّا نهلك لنقصيرنا في شكر نِعَمك، فكيف بما فرط منا في الائتمار بأوامرك، والانتهاء عن مناهيك؟! فالحمد لله الذي لايؤدّي شكر نعمة من نِعَمه إلا بنعمة حادثة توجب على مؤدّيها شكره بها .

المراجع :

- تفسير السعدي .
- تفسير ابن كثير .
- تفسير الأشقر .
- تفسير البغوي .
- تفسير فتح القدير « الشوكاني » .
- تفسير حدائق الروح والريحان « محمد الأمين الأُرمي الهرري »
- تفسير المراغي
- روح البيان .
الدرجة: هـ
بإمكان الطالب الاستفادة من بعض المواقع بشرطين:
1: ضرورة التوثيق مراعاة للأمانة العلمية.
2: أن لا تغلب النقول على الرسالة، ليستفيد الطالب في تنمية ملكته التعبيرية وأسلوبه في طرح المعلومات ومخاطبة المستهدفين في رسائله.

بانتظار رسالتك وفقك الله وسددك .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27 شوال 1440هـ/30-06-2019م, 09:25 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

رسالة تفسيرية في سورة العصر ( الأسلوب الاستنتاجي )
قال تعالى ( وَالْعَصْرِ﴿1﴾ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿2﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿3﴾ )
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله حمدًا حمدًا ، والشكر له شكرًا شكرًا ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
لقد تضمنت هذه السورة -على قصرها وقلة آياتها - إشارات وفوائد عظيمة جليلة نذكر منها :
1/ عناية السلف بهذه السورة لما اشتملت عليه من أسباب النجاة من الخسران الأربعة : الإيمان ، وعمل الصالحات ، والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر .
2/ أهمية هذه السورة مما جعل الرجلين من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يختمان لقاءهما بقراءة هذه السورة ثم السلام ، ذكر الطبراني عن ثابت عن عبد الله بن حصن قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا ، لم يتفرقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر " سورة العصر " إلى آخرها ، ثم يسلم أحدهما على الآخر .
3/ قال الإمام الشافعي رحمه الله :" لو تدبر الناس هذه السورة ، لوسعتهم ". لما اشتملت عليه من مقومات المجتمع المتكامل الذي قوامه الفضائل المثلى والقيم العليا .
4/ لله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، لذا تعدّد ما أقسم الله به في كتابه ، ولا يجوز للعبد القسم إلا بالله سبحانه بل يعدّ القسم بغير الله من أنواع الشرك .
5/ قسم الله بمخلوقه دليل على عظمة هذا المخلوق ، ودعوة للتأمل والتفكّر فيه ؛ لزيادة الإيمان واليقين بالله .
6/ القسم بالعصر ، وهو الدهر كله والزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم ؛ دعوة للتأمل في هذا الدهر بتعاقب الأمم فيه ، أمّة تفنى وأمة تأتي ، وتعاقب الليل والنهار بنظام دقيق عجيب .
7/ قيل أقسم الله بصلاة العصر ، لبيان فضلها وهي الصلاة الوسطى قال تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين (228) ) البقرة .
8/ بيان أن جميع جنس الإنسان في خسارة وهلاك ، إلا من استثناهم الله وهم من اتصف بالصفات الأربع التالية .
9/ هذا الاستثناء دليل على أن الأكثر والأغلب هم الخاسرون الهالكون ، قال تعالى : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) يوسف 103 .
10/ بيان فضل الله علينا أن هدانا للإيمان يوم أن ضل عنه الأكثر من الناس .
11/ أن هذا الفضل بالهداية نعمة عظمى تستلزم الشكر ؛ حتى لا نُسلبَ هذه النعمة ، ومن شكرها الإكثار من الطاعات والدعاء بالتثبيت حتى الممات .
12/ أن من صفات الناجين من الخسارة والهلاك ، الذين يؤمنون بقلوبهم إيمانا صادقا كاملا لا يشوبه شرك ولا شك .
13/ من صفات الناجين من الخسارة والهلاك ، الذين يتبعون الإيمان بعمل الصالحات من أداء الطاعات وترك المحرمات مشتملة على شرطي القبول : الإخلاص ، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
14/ من صفات الناجين من الخسارة والهلاك ، التواصي بالحق والتواصي على الخير ، يحثّ بعضهم بعضًا على فعل الطاعات وترك المنكرات . فقد روى الإمام أحمد من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لتأمرُنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم لَتَدْعُنَّهُ فلا يُستجيب لكم) ورواه الترمذي وقال حديث حسن .
15/ من صفات الناجين من الخسارة والهلاك ، التواصي على الصبر بأنواعه الثلاثة : على فعل الطاعات ، وعلى ترك المعاصي ، وعلى مصائب الدنيا .
16/ اهتمام الدين بالفرد ، فأمره بأن يهتمّ ويكمّل نفسه بالإيمان والعمل الصالح .
17/ اهتمام الدين بالمجتمع ، حيث أمر الفرد لينجو من الخسارة، بأن يهتم بالمجتمع ويحثّ أفراده على الخير والطاعات ، ويحثّهم على الصبر فيُسهم الفرد في إكمال غيره ، فيسهمَ في إصلاح المجتمع .
هذا ما تيسّر ، ومن أعمل فكره وتأمّل سيخرج بمسائل عديدة .
والله الهادي إلى سواء السبيل .
المراجع :
1- تفسير ابن كثير .
2- تفسير السعدي
3- تفسير ابن عثيمين .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 ذو القعدة 1440هـ/15-07-2019م, 10:36 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في سورة العصر ( الأسلوب الاستنتاجي )
قال تعالى ( وَالْعَصْرِ﴿1﴾ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿2﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿3﴾ )
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله حمدًا حمدًا ، والشكر له شكرًا شكرًا ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
لقد تضمنت هذه السورة -على قصرها وقلة آياتها - إشارات وفوائد عظيمة جليلة نذكر منها :
1/ عناية السلف بهذه السورة لما اشتملت عليه من أسباب النجاة من الخسران الأربعة : الإيمان ، وعمل الصالحات ، والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر .
2/ أهمية هذه السورة مما جعل الرجلين من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يختمان لقاءهما بقراءة هذه السورة ثم السلام ، ذكر الطبراني عن ثابت عن عبد الله بن حصن قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا ، لم يتفرقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر " سورة العصر " إلى آخرها ، ثم يسلم أحدهما على الآخر .
3/ قال الإمام الشافعي رحمه الله :" لو تدبر الناس هذه السورة ، لوسعتهم ". لما اشتملت عليه من مقومات المجتمع المتكامل الذي قوامه الفضائل المثلى والقيم العليا .
4/ لله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، لذا تعدّد ما أقسم الله به في كتابه ، ولا يجوز للعبد القسم إلا بالله سبحانه بل يعدّ القسم بغير الله من أنواع الشرك .
5/ قسم الله بمخلوقه دليل على عظمة هذا المخلوق ، ودعوة للتأمل والتفكّر فيه ؛ لزيادة الإيمان واليقين بالله .
6/ القسم بالعصر ، وهو الدهر كله والزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم ؛ دعوة للتأمل في هذا الدهر بتعاقب الأمم فيه ، أمّة تفنى وأمة تأتي ، وتعاقب الليل والنهار بنظام دقيق عجيب .
7/ قيل أقسم الله بصلاة العصر ، لبيان فضلها وهي الصلاة الوسطى قال تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين (228) ) البقرة .
8/ بيان أن جميع جنس الإنسان في خسارة وهلاك ، إلا من استثناهم الله وهم من اتصف بالصفات الأربع التالية .
9/ هذا الاستثناء دليل على أن الأكثر والأغلب هم الخاسرون الهالكون ، قال تعالى : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) يوسف 103 .
10/ بيان فضل الله علينا أن هدانا للإيمان يوم أن ضل عنه الأكثر من الناس .
11/ أن هذا الفضل بالهداية نعمة عظمى تستلزم الشكر ؛ حتى لا نُسلبَ هذه النعمة ، ومن شكرها الإكثار من الطاعات والدعاء بالتثبيت حتى الممات .
12/ أن من صفات الناجين من الخسارة والهلاك ، الذين يؤمنون بقلوبهم إيمانا صادقا كاملا لا يشوبه شرك ولا شك .
13/ من صفات الناجين من الخسارة والهلاك ، الذين يتبعون الإيمان بعمل الصالحات من أداء الطاعات وترك المحرمات مشتملة على شرطي القبول : الإخلاص ، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
14/ من صفات الناجين من الخسارة والهلاك ، التواصي بالحق والتواصي على الخير ، يحثّ بعضهم بعضًا على فعل الطاعات وترك المنكرات . فقد روى الإمام أحمد من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لتأمرُنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم لَتَدْعُنَّهُ فلا يُستجيب لكم) ورواه الترمذي وقال حديث حسن .
15/ من صفات الناجين من الخسارة والهلاك ، التواصي على الصبر بأنواعه الثلاثة : على فعل الطاعات ، وعلى ترك المعاصي ، وعلى مصائب الدنيا .
16/ اهتمام الدين بالفرد ، فأمره بأن يهتمّ ويكمّل نفسه بالإيمان والعمل الصالح .
17/ اهتمام الدين بالمجتمع ، حيث أمر الفرد لينجو من الخسارة، بأن يهتم بالمجتمع ويحثّ أفراده على الخير والطاعات ، ويحثّهم على الصبر فيُسهم الفرد في إكمال غيره ، فيسهمَ في إصلاح المجتمع .
هذا ما تيسّر ، ومن أعمل فكره وتأمّل سيخرج بمسائل عديدة .
والله الهادي إلى سواء السبيل .
المراجع :
1- تفسير ابن كثير .
2- تفسير السعدي
3- تفسير ابن عثيمين .
أحسنت بارك الله فيك وزادك علما.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir