دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 صفر 1439هـ/13-11-2017م, 10:29 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير

مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 صفر 1439هـ/18-11-2017م, 02:03 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

توجيه أقوال المفسرين
التطبيقات:

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
🔺تخريج القول :
روى هذا القول الطبري في تفسيره الآية 27 من سورة الروم ، والبيهقي في الأسماء والصفات كلاهما من طريق معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

🔺توجيه القول :
- قال الطبري :
وقوله: {وله المثل الأعلى} يقول: وللّه المثل الأعلى في السّماوات والأرض، وهو أنّه لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيءٌ، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربّنا وتقدّس.

- قال القرطبي :
والمثل الأعلى وصفه بما لا شبيه له ولا نظير، جَلّ وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون عُلُوّاً كبيراً.

▪هذا التفسير ( أي تفسير ابن عباس للمثل الأعلى ) هو تفسير بلازم المعنى ... ذلك أنه يلزم من كون المثل الأعلى له سبحانه أن ينتفي عنه المثل والشبه والنظير فيكون ليس كمثله شيء سبحانه ...
حيث أن الأعلى اسم تفضيل ، والمفاضلة لابد أن تكون بين شيئين مختلفين متفاوتين، ولو كانا متماثلين ما صح التفضيل لأحدهما ،
وإن الله لما ذكر المثال الذي نسبوه له سبحانه من نسبتهم البنات له سبحانه ( ويجعلون لله البنات سبحانه ) ذكر أن المثل السوء لهم ... ( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ) وذلك باحتياجهم إلى الولد ، وما يفعلونه بالبنات من وأد وتجهم وبغض لهن ...
جعل لنفسه المثل الأعلى ( ولله المثل الأعلى ) ، فصفاته العليا سبحانه ، واختصاص التفضيل بالألف واللام ( الأعلى ) دل أنه سبحانه الأعلى ليس في علو صفته مثل ولا نظير ... وكان ذلك أبلغ رد لهم وبيان لتنزهه سبحانه عن الحاجة إلى الولد واستغنائه المطلق عن خلقه وتنزهه عن نسبة البنات له سبحانه فكان بذلك ليس كمثله شيء ... وكان بعلوه واستغنائه ليس مثل خلقه في حاجاتهم وافتقارهم . وكان لذلك المستحق وحده للعبادة والتوحيد والإخلاص له

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
🔺تخريج القول :
روى هذا القول الطبري وابن أبي حاتم كلاهما من طريق قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ...
- عن همّامٍ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قرأ: بعد أمهٍ يقول: بعد نسيانٍ.

🔺توجيه القول :
مبنى هذا القول على أمرين :
1- قراءة كلمة ( أمة ) ، فإنه قد روي عن ابن عباس وغيره قراءتهم لكلمة ( أمة ) بفتح اللام والميم مع تخفيفها وهاء في الآخر ...
2- تفسير بلازم المعنى ، إذ يلزم من طول الحين والمدة حدوث النسيان ...

أما القراءة :
- قال الطبري : وقد روي عن جماعةٍ من المتقدّمين أنّهم قرءوا ذلك: بعد أمّةٍ بفتح الألف، وتخفيف الميم، وفتحها ، بمعنى: بعد نسيانٍ. وذكر بعضهم أنّ العرب تقول من ذلك: أمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي .
▪ وقد روى الطبري عن مجاهد وعكرمة أنهم قرأووا ( بعد أمه ) بمعنى نسيان
- فروى عن أبي هارون الغنويّ، عن عكرمة، أنّه قرأ:( بعد أمهٍ). والأمه: النّسيان.
- و عن عبد الكريم أبي أميّة المعلّم، عن مجاهدٍ، أنّه قرأ: وادّكر بعد أمّةٍ
- كما روى بإسناده عن قتادة والضحاك أن بعد أمه أي نسيان ...

▪ونسب أبو حيان الأندلسي لابن عباس، وزيد بن علي، والضحاك، وقتادة، وأبو رجاء، وشبيل بن عزرة الضبعي، وربيعة بن عمرو: بعد أمه بفتح الهمزة، والميم مخففة، وهاء، وكذلك قرأ ابن عمر، ومجاهد، وعكرمة، واختلف عنهم. وقرأ عكرمة وأيضاً مجاهد، وشبيل بن عزرة: بعد أمه بسكون الميم، مصدر أمه على غير قياس .

وأما معنى الأمه :
- قال الخليل الفراهيدي : “أمه: الأَمَهُ: النِّسيان. وقد أَمِهَ يَأْمَهُ أَمَها، أي: نَسِيَ.

- قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ:وقد ذكر عن بعضهم (بعد أمهٍ) وهو النسيان. يقال رجل مأموه كأنه الذي ليس معه عقله وقد أمه الرجل). [معاني القرآن: 2/47]

- قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ : وبعضهم يقرؤها بعد أمه، أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمهاً، ساكن أي نسيت.

وأما بلازم المعنى :
-فقد روى عبد الرزاق و الطبري عن ابن عباس من طريق الثوري عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزين قوله : بعد أمة : بعد حين
- كما روى عنه الطبري من طريق ابن جريج عنه قوله : بعد أمة : بعد سنين ...

والمعاني متلازمة ، فإن طول المدة مدعاة إلى النسيان ، فيكون النسيان من لوازم طول اللبث والمدة ... فكيف وقد طالت لسنين ...
فيكون التفسير بالنسيان مبنيا على وجه من وجوه قراءة ( أمه ) ، وكذلك من لوازم طول الحين والمدة...

3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
🔺تخريج القول :
رواه الطبري عن عتاب بن بشير مولى قريش عن سالم الأفطس قوله ...

🔺توجيه القول :
- روى ابن وهب وابن أبي حاتم كلاهما عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ: ( إنما ذلك الشيطان يخوفكم أولياءه )
وعلى ذلك فهذه القراءة تفسر قول سالم الافطس ومن قال قوله ...
- قال ابن أبي حاتم وروي عن مجاهد وعكرمة والنخعي ...
- قال مجاهدٌ: {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّف المؤمنين بالكفّار. رواه ابن أبي حاتم .

وعلى ذلك فتوجيه هذا القول :
- أن الفعل ( خوّف ) متعد إلى مفعولين ، وهو المضعف من ( خاف ) المجرد المتعدي إلى مفعول واحد ... ، تقول خاف الشيء أو منه ... وخوّفه شيئا ... وقد حذف مفعول ( يخوف ) الأول للعلم به ولوجود قرينة دالة عليه وهي المخاطب في ( فلا تخافوهم وخافون ) ...
فعليه يكون معنى الآية : أن الشيطان يخوفكم أيها المؤمنون أولياءَه أي من أوليائه ، وأولياؤه هم المشركون ...

قال الطبري :
يعني بذلك تعالى ذكره: إنّما الّذي قال لكم أيّها المؤمنون: إنّ النّاس ( أي المشركين ) قد جمعوا لكم، فخوّفوكم بجموع عدوّكم، ومسيرهم إليكم، من فعل الشّيطان، ألقاه على أفواه من قال ذلك لكم، يخوّفكم بأوليائه من المشركين أبي سفيان وأصحابه من قريشٍ، لترهبوهم، وتجبنوا عنهم.

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
🔺تخريج القول :
روى هذا القول عنه ابن جرير من طريق عطاء بن السائب عنه ...
🔺توجيه القول :
هذا القول مبني على أن من معاني حرف الجر ( من) أنها تأتي بمعنى الباء ... وهي هنا سببية .. أي بسبب أمر الله ، فحفظ الملائكة الحفظة للعبد إنما هو بما أمرهم الله به من ذلك ... فبإذن الله وأمره يحفظون العبد .

قال الفراء :
ويكون (ويحفظونه) ذلك الحفظ من أمر الله وبأمره وبإذنه عز وجلّ؛ كما تقول للرجل: أجيئك من دعائك إيّاي وبدعائك إيّاي والله أعلم بصواب ذلك). [معاني القرآن: 2/60]

قال ابن قتيبة في مشكل القرآن :
“من» مكان «الباء»
قال الله تعالى: يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [الرعد: 11] أي بأمر الله.
وقال تعالى: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ [غافرة: 15] ، أي بأمره.
وقال: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ [القدر: 4، 5] ، أي بكل أمر.”

قال الزجاج :
أي للإنسان ملائكة يعتقبون، يأتي بعضهم بعقب بعض {يحفظونه من أمر اللّه}.
المعنى حفظهم إياه من أمر الله، أي مما أمرهم الله تعالى به، لا أنهم يقدرون أن يدفعوا أمر اللّه، كما تقول: يحفظونه عن أمر اللّه.

قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط : كأنه أمرهم بأن يحفظوا العبد .

▪ ولذلك روي عن ابن عباس ومجاهد في تفسيرها : يحفظونه من أمر الله أي بأمر الله ...
- أما ابن عباس فرواه عنه الطبري
- وأما مجاهد فرواه عنه الهمذاني من طريق أبي نجيح عنه .
- كما روى عنه ابن جرير : الملائكة من أمر الله .
فحفظ الملائكة للعبد إنما هو بأمر الله وهو من أمره ...

▪والملائكة الحفظة هي المعقبات في أحد القولين في تفسير المعقبات قال البخاري :يقال: {معقّباتٌ} «ملائكةٌ حفظةٌ، تعقّب الأولى منها الأخرى، ومنه قيل العقيب، أي عقّبت في إثره».
وعليه يكون مرجع الضمير في ( له ) عائد على رب العزة جل وعلا ... فيكون : لله ملائكة يتعاقبون في العباد بالليل والنهار يحفظون العبد وحفظهم إياه إنما هو بأمر من الله تعالى لا من تلقاء أنفسهم ...

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
🔺تخريج القول :
روى البخاري والطبري من طريق أبي البشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله ... وقد سئل ابن جبير أن قوما يقولون أن الكوثر نهر في الجنة ، فقال : النهر الذي في الجنة، من الخير الذي أعطاه الله إياه.

🔺توجيه القول :
هذا القول مبني على المعنى اللغوي لكلمة الكوثر ... فهي على وزن فوعل وتعني المبالغة بالكثرة ، .. فكوثر : كثير الخير ...
قال ابن منظور في لسان العرب :
- والكَوْثَر: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
- والكَوْثَر: الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ مِنَ الْغُبَارِ إِذا سَطَعَ وكَثُرَ، هُذَليةٌ؛

- قَالَ أُمَيَّةُ يَصِفُ حِمَارًا وَعَانَتَهُ:
يُحامي الحَقِيقَ إِذا مَا احْتَدَمْن، ... وحَمْحَمْنَ فِي كَوْثَرٍ كالجَلالْ
أَراد: فِي غُبار كأَنه جَلالُ السَّفِينَةِ.
وَقَدْ تَكَوْثَر الغُبا إِذا كَثُرَ؛

- قَالَ حَسّان بْنُ نُشْبَة:
أَبَوْا أَن يُبِيحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ، ... وَقَدْ ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حَتَّى تَكَوْثَرا
وَقَدْ تَكَوْثَرَ.
- وَرَجُلٌ كَوْثَرٌ: كَثِيرُ الْعَطَاءِ وَالْخَيْرِ.
والكَوْثَرُ: السَّيِّدُ الْكَثِيرُ الْخَيِّرِ؛

- قَالَ الْكُمَيْتُ:
وأَنتَ كَثِيرٌ، يَا ابنَ مَرْوانَ، طَيِّبٌ، ... وَكَانَ أَبوك ابن العقائِل كَوْثَرا
- وَقَالَ لَبِيدٌ:
وعِنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخرَ كَوْثَرُ. .. والكَوْثَرُ: النَّهْرُ؛ عَنْ كُرَاعٍ.

وَالْكَوْثَرُ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ يَتَشَعَّبُ مِنْهُ جَمِيعُ أَنهارها وَهُوَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاصَّةً.
وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: أُعطِيتُ الكَوْثَر ، وَهُوَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ،
وَهُوَ فَوْعَل مِنَ الْكَثْرَةِ وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَمَعْنَاهُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ.

▪و قال ابن عاشور : و((الكوثر)): اسم في اللغة للخير الكثير صيغ على زِنة فوْعل، وهي من صيغ الأسماء الجامدة غالباً نحو الكوكب، والجورب، والحوشب والدوسر، ولا تدل في الجوامد على غير مسماها، ولما وقع هنا فيها مادة الكَثْر كانت صيغته مفيدة شدة ما اشتقت منه بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى، ولذلك فسره الزمخشري بالمفرط في الكثرة، وهو أحسن ما فُسر به وأضبطُه

🔹وتفسير الكوثر بالخير الكثير أعم ما فسرت به هذه اللفظة ... فقط فسرت بمعان كثيرة منها أنه العلم وأنه القرآن وأنه النبوة وأنه كثرة الأتباع وأنه حوض النبي صلى الله عليه وسلم وكلها من الخير الكثير الذي أعطاه الله لرسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ... وأكثر ما تواردت به الأخبار وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روي من حديث أنس الذي رواه مسلم من طريق المختار بن فلفل وفيه : (ثم قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الكَوْثَرُ؟» قُلْنَا: اللهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ نَهَرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وهُو حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ القِيَامَةِ»

قال ابن حجر العسقلاني :
وحاصِلُ مَا قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيرٍ أَنَّ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّهُ الخَيْرُ الكَثِيرُ لا يُخَالِفُ قَوْلَ غَيْرِهِ: إِنَّ المُرَادَ بِهِ نَهَرٌ فِي الجَنَّةِ؛ لأنَّ النَّهَرَ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِ الخَيْرِ الكَثِيرِ ولَعَلَّ سَعِيدًا أَوْمَأَ إِلَى أَنَّ تَأْوِيلَ ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْلَى لِعُمُومِهِ، لَكِنْ ثَبَتَ تَخْصِيصُهُ بالنَّهَرِ مِنْ لَفْظِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ-، فلا مَعْدِلَ عَنْهُ.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 صفر 1439هـ/18-11-2017م, 10:03 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس أداء التطبيق التاسع من تطبيقات دورة مهارات التفسير

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:

1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).

تخريج الأقوال:

•ذكر الطبري في تفسيره:

وقوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى) يقول: ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدّس.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ) يقول: ليس كمثله شيء.

•ذكر ابن كثير:
وقوله : ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس كقوله : ( ليس كمثله شيء ) [ الشورى : 11 ] .

•التوجيه:

وله المثل الأعلى أي ما أراده جل وعز كان . وقال الخليل : المثل الصفة ; أي وله الوصف الأعلى في السماوات والأرض كما قال : مثل الجنة التي وعد المتقون أي صفتها .ويعضده قوله تعالى : ضرب لكم مثلا من أنفسكم. وقال الزجاج : وله المثل الأعلى في السماوات والأرض أي قوله : وهو أهون عليه قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل ; يريد التفسير الأول . وقال ابن عباس : أي ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم .وفي إعراب الجملة: (وَلَهُ) خبر مقدم (الْمَثَلُ) مبتدأ مؤخر (الْأَعْلى) صفة للمثل والجملة مستأنفة (فِي السَّماواتِ) حال (وَالْأَرْضِ) معطوفة على السموات.

أي ثبت له واستحق الشأن الأتم الذي لا يقاس بشؤون الناس المتعارفة وإنما لقصد التقريب لأفهامكم . و{ الأعلى : معناه الأعظم البالغ نهاية حقيقة العظمة والقوة.

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.

•تخريج القول:

ذكر القرطبي: قوله تعالى : " وادكر " أي تذكر حاجة يوسف ، وهو قوله : اذكرني عند ربك . وقرأ ابن عباس فيما روى عفان عن همام عن قتادة عن عكرمة عنه - وادكر بعد أمة . النحاس : المعروف من قراءة ابن عباس وعكرمة والضحاك " وادكر بعد أمه " بفتح الهمزة وتخفيف الميم ; أي بعد نسيان ; قال الشاعر :
أمهت وكنت لا أنسى حديثا كذاك الدهر يودي بالعقول

•توجيه القول:

القراءات:

وادكر بعد أمة . النحاس : المعروف من قراءة ابن عباس وعكرمة والضحاك " وادكر بعد أمه " بفتح الهمزة وتخفيف الميم ; أي بعد نسيان ; قال الشاعر :
أمهت وكنت لا أنسى حديثا كذاك الدهر يودي بالعقول.

ومعنى { بعد أمة } بعد زمن مضى على نسيانه وصاية يوسف عليه السّلام . والأمة : أطلقت هنا على المدة الطويلة ، وأصل إطلاق الأمة على المدة الطويلة هو أنها زمن ينقرض في مثله جيل ، والجيل يسمى أمة ، كما في قوله تعالى : { كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس } [ سورة آل عمران : 110 ] . وإطلاقه في هذه الآية مبالغة في زمن نسيان الساقي.

3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).


تخريج القول:

حدثني يونس قال : أخبرنا علي بن معبد ، عن عتاب بن بشير مولى قريش ، عن سالم الأفطس في قوله : " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه " ، قال : يخوفكم بأوليائه .

توجيه القول:

قال ابن عباس وغيره : المعنى يخوفكم أولياءه ; أي بأوليائه ، أو من أوليائه ; فحذف حرف الجر ووصل الفعل إلى الاسم فنصب . كما قال تعالى : لينذر بأسا شديدا أي لينذركم ببأس شديد ; أي يخوف المؤمن بالكافر . وقال الحسن والسدي : المعنى يخوف أولياءه المنافقين ; ليقعدوا عن قتال المشركين . فأما أولياء الله فإنهم لا يخافونه إذا خوفهم . وقد قيل : إن المراد هذا الذي يخوفكم بجمع الكفار شيطان من شياطين الإنس ؛ فلا تخافوهم أي لا تخافوا الكافرين المذكورين في قوله : إن الناس قد جمعوا لكم . أو يرجع إلى الأولياء إن قلت : إن المعنى يخوف بأوليائه أي يخوفكم أولياءه .

وقوله يخوف أولياءه تقديره يخوفكم أولياءه ، فحذف المفعول الأول يخوف بقرينة قوله بعده فلا تخافوهم فإن " خوف " يتعدى إلى مفعولين إذ هو مضاعف خاف المجرد ، وخاف يتعدى إلى مفعول واحد فصار بالتضعيف متعديا إلى مفعولين من باب كسا كما قال تعالى ويحذركم الله نفسه . وضمير فلا تخافوهم على هذا يعود إلى أولياءه ،وجملة وخافون معترضة بين جملة فلا تخافوهم وجملة إن كنتم مؤمنين .

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه).

تخريج القول:

حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير: (يحفظونه من أمر الله) ، قال: الملائكة: الحفظة, وحفظهم إياه من أمر الله .

توجيه القول:

(يَحْفَظُونَهُ) مضارع وفاعله ومفعوله والجملة استئنافية (مِنْ أَمْرِ) متعلقان بيحفظونه. والحفظ : المراقبة ، ومنه سمي الرقيب حفيظاً . والمعنى : يراقبون كلّ أحد في أحواله من إسرار وإعلان ، وسكون وحركة ، أي في أحوال ذلك ، قال تعالى : { وإن عليكم لحافظين } [ الانفطار : 10 ].

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).

تخريج القول:

قال به ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في شرح صحيح البخاري: حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر هو الخير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر : فقلت لسعيد بن جبير : فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة ، قال : فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه .وذكره أيضا الطبري في تفسيره.

توجيه القول:

يدور حول المعنى اللغوي لكلمة الكوثر:
تعريف و معنى كوثر في معجم المعاني الجامع -
كَوثَر: (اسم)
رَجُلٌ كَوْثَرٌ : رَجُلٌ سَخِيٌّ
الكَوْثَرُ : العددُ الكثير
الكَوْثَرُ : الخير الكثير في الدُّنيا والآخرة
الكَوْثر : الشَّراب العذب.
وذكر ابن جرير الطبري: حدثنا الربيع ، قال : أخبرنا ابن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن شريك بن أبي نمر ، قال : سمعت أنس بن مالك يحدثنا ، قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ، مضى به جبريل في السماء الدنيا ، فإذا هو بنهر ، عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد ، فذهب يشم ترابه ، فإذا هو مسك ، فقال : " يا جبريل ما هذا النهر ؟ " قال : هو الكوثر الذي خبأ لك ربك .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1439هـ/19-11-2017م, 05:57 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها
قول ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء
تخريجه:أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
التوجيه:وهذا القول مبني على أن المراد بقوله تعالى (ولله المثل الأعلى)الصفة العليا، وهي التوحيد وأنه لا إله إلا هو ،وقيل: جميع صفات الجلال والكمال، من العلم، والقدرة، والبقاء، وغيرها من الصفات ذكر البغوي هذا المعنى في تفسيره ، ولازم هذا المعني أن يكون ليس كمثله شيء، قال ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة: (يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر) .
قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان
تخريجه:رواه ابن جرير من طريق الحسن بن محمّدٍ، عن عفّان،عن همّامٌ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، ومن طريق بهز بن أسدٍ، عن همّامٍ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ.
التوجيه:هذا القول مبني على القراءة التي رويت عن بعض المتقدمين كانوا يقرؤون بعد أمّةٍ بفتح الألف، وتخفيف الميم، وفتحها بمعنى بعد نسيانٍ ، وذكر ابن جرير هذه القراءة في تفسيره قال رحمه الله :(وهذا التأويل على قراءة من قرأ: (بَعْدَ أُمَّةٍ) بضم الألف وتشديد الميم، وهي قراءة القرأة في أمصار الإسلام ،وذكر بعضهم أنّ العرب تقول من ذلك: أمه الرّجل يأمه أمهًا: إذا نسي. وكذلك تأوّله من قرأ ذلك).
قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم
بأوليائه)
تخريجه:رواه ابن جرير في تفسيره من طريق يونس عن عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، مولى قريشٍ، عن سالمٍ الأفطس.
التوجيه: هذا القول مبني على القراءة التي رويت عن ابن مسعود وذكرها البغوي في تفسيره قال رحمه الله : (يخوف أولياءه، أي يخوفكم بأوليائه، وكذلك هو في قراءة أبي بن كعب يعني: يخوف المؤمنين بالكافرين، قال السدي: يعظم أولياءه في صدورهم ليخافوهم، يدل عليه قراءة عبد الله بن مسعود «يخوفكم أولياءه»).
وذكر أهل اللغة أن تقدير الكلام يخوف المؤمنين بأوليائه ثم حذفت الباء وأحد المفعولين ونظيره قوله عز وجل: {لينذر بأسا شديدا} أي لينذركم ببأس شديد،والدليل على هذا القول قوله جلَّ وعزَّ:
(فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
قال النحاس: (قال كيف يخوف من تولاه؟ فروي عن إبراهيم النخعي يخوفكم أولياءه قيل: هذا حسن في العربية كما تقول فلان يعطي الدنانير، أي: يعطي الناس الدنانير، والتقدير على هذا يخوف المؤمنون بأوليائه ثم حذفت الباء وأحد المفعولين ونظيره قوله عز وجل: {لينذر بأسا شديدا} وأنشد سيبويه فيما حذفت منه الباء:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به = فقد تركتك ذا مال وذا نشب
وأولياؤه ههنا الشياطين وقد قيل إن معنى {يخوف أولياءه} يخوف المنافقين الفقر حتى لا ينفقوا لأنهم أشد خوفا).).
قال الزجاج: (قال أهل العربية: معناه يخوفكم أولياءه، أي من أوليائه.
والدليل على ذلك قوله جلَّ وعزَّ:
(فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
أي كنتم مصدقين فقد أعلمتكم أني أنصركم عليهم فقد سقط عنكم
الخوف، وقال بعضهم يخوف أولياءه، أي إنما يخاف المنافقون، ومن لا
حقيقة لإيمانه.)



قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه
تخريجه:رواه ابن جرير في تفسيره عن ابن حميدٍ،عن جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ.
التوجيه: القول بأن المراد بالمعقبات الملائكة مبني على أن الضمير في (له معقبات) عائد إلى الله جل وعلا ،وهو أحد القولين اللذين ذكرهما ابن جرير في تفسير مرجع الضمير هنا ، فالله سبحانه وتعالى له معقبات من الملائكة وذلك أنّ ملائكة اللّيل إذا صعدت بالنّهار أعقبتها ملائكة النّهار، فإذا انقضى النّهار صعدت ملائكة النّهار ثمّ أعقبتها ملائكة اللّيل، وأصحاب هذا القول ذكروا أن الّذين يحفظونه من أمر اللّه هم أيضًا الملائكة ،وذكر الواحدي في الوسيط قول الفراء في توجيه القول بأن المراد بقوله تعالى {يحفظونه من أمر اللّه} حفظهم إياه من أمر الله: أن هذا على إضمار أن ذلك الحفظ من أمر الله ، أي: مما أمر الله به، ونحو هذا قال الزجاج، قال: المعنى حفظهم إياه من أمر الله، أي: مما أمرهم الله به، لا أنهم يقدرون أن يدفعوا أمر الله.
قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه
تخريجه: ذكره ابن جرير في تفسيره من طريق يَعْقُوبُ، عن هُشَيْمٌ، عن أبُو بِشْرٍ، عن عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ .
التوجيه: هذا القول مبني على معنى الكوثر في اللغة ، قال أهل اللغة: الكوثر فوعل من الكثرة، ومعناه الخير الكثير.
والعرب تسمي كل شي كثير في العدد والقدر والخطر كوثرا. قال سفيان: قيل لعجوز رجع ابنها من السفر: بم آب ابنك؟ قالت بكوثر، أي بمال كثير. والكوثر من الرجال: السيد الكثير الخير. قال الكميت:
وأنت كثير يا بن مروان طيب ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا.
والكوثر: العدد الكثير من الأصحاب والأشياع. والكوثر من الغبار: الكثير.
ويقال: تَكَوْثَرَ الشيءُ: كَثُرَ كَثْرَةً متناهية، قال الشاعر:
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ربيع الأول 1439هـ/20-11-2017م, 12:43 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

التطبيقات:


خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:

1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).

التخريج
هذا القول أخرجه الطبري في سورة الروم وكذا البيهقي في الأسماء و الصفات

-أخرجه ابن جرير عن عليّ عن أبي صالح عن معاوية عن عليّ عن ابن عباس
-وأخرجه البيهقي كتابه الأسماء عن أبي زكريا بن أبي إسحاق عن أبي الحسن الطرائفي عن عثمان بن سعد عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.


قال الطبري : وقوله: {وله المثل الأعلى} يقول: وللّه المثل الأعلى في السّماوات والأرض، وهو أنّه لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له؛ ليس كمثله شيءٌ، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربّنا وتقدّس.
توجيه القول
وهذا المعنى مبني على التفسير باللازم ؛ فكونه تعالى له المثل الأعلى وأنه لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له؛ يقتضي أنه ليس كمثله شيء.

2:
قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان
التخريج .
-رواه ابن جرير عن الحسن بن محمّدٍ عن عفّان عن همّامٌ، عن قتادة، عن عكرمة، عنه
- ورواه أيضا عن ابن حميدٍ عن بهز بن أسدٍ عن همّامٍ عن قتادة، عن عكرمة، عنه .
ورواه ابن أبي حاتم حدّثنا أبي، ثنا نصرٌ قال: أخبرني أبي، عن همّامٍ، عن قتادة، عن عكرمة عنه.

توجيه القول
وهذا مبني على قراءة :" أمه" بالهاء وفتح الألف، وتخفيف الميم وفتحها
وأَمِهَ الرّجلُ يأمَهُ أمَها : إذا نسي .
- روى ابن جرير بسنده عن عكرمة أن ابن عباس كان يقرأ بها
كما روى بسنده أن عكرمة كان يقرأ بها
-ونسبها أبو القاسم الهذلي في "الكامل" لابن عباس في اختياره، ومجاهد، والقورسي، والإنطاكي عن أبي جعفر.
-ونسبها أبو الفتح ابن جني فى (الكامل) لابن عباس وابن عمر بخلاف وعكرمة ومجاهد بخلاف عنهما والضحاك وأبي رجاء وقتادة وشُبيل بن عَزْرَة الضُّبْعِي وربيعة بن عمرو وزيد بن علي.
قال ابن جني في كتابه ("الأَمَهُ": النسيان، أَمِهَ الرجل يَأمَهُ أَمَهًا: أي نسي.)

3:
قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه)

التخريج
- رواه ابن جرير عن يونس، قال أخبرنا عليّ بن معبدٍ، عن عتّاب بن بشيرٍ، مولى قريشٍ، عنه .

توجيه القول
والخلاف راجع إلى :
-1معنى خوّف.. يقال خوفت الرجل إذا صيرته خائفاً ، وخوفته أيضاً إذا صيرته بحال يخافه. فصار " خوّف " مشترك
- 2 عامل النصب في "أولياءه" هل نصب على المفعولية أو بنزع الخافض
- 3 خوّف مضعف خاف والتضعيف فيه للتعدية ؛فإنه قبل التضعيف متعد على واحد... فجوزُ حَذْفُ مفعوليه أو أحدهما اقتصاراً واختصاراً ، وهو في الآية الكريمة يَحْتمل أوجهاً.
فقول ابن عباس : (يخوفكم بأوليائه)
مبني على حمل "خوف" على المعنى الثاني؛ أي جعل أولياء بحال يُخاف منهم؛ وأن "أولياءه" نصب بنزع الخافض
وأن المفعول المحذوف هو الثاني.
وعليه يكون التقدير ..( يخوفكم بأوليائه)
أي يخوف المؤمنين الشر بأولياءه؛ والباء للسببية أي بسبب أولياءه
فحذف المفعول الثاني الشر.. أي" يخوفكم بأولياءه"
ثم حذف المفعول الأول وأسقطت الباء فأعمل الفعل فيه فنصبه
وهذا مثل قوله تعالى { لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا } أي : لينذركم ببأس شديد . فلما حذف الجار نصبه
و مثله بقوله تعالى : { لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ } أي : بيوم التلاق
وقد جاء في كتاب شواذ القراءات لأبي نصر الكرماني أن ابن عباس و عطاء وعكرمة قرؤوا يخوف أولياءه بالنصب لنزع الجار منه
وفى البحر المحيط : ..(وقرأ أبيّ والنخعي : يخوفكم بأوليائه .)

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج
رواه ابن جرير عن ابن حميدٍ،عن جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ

.توجيه القول
الخلاف راجع إلى اختلافهم في:
- المراد " بالمعقبات" و في معنى "من" و في متعلق الجار و المجرور
وقول سعيد بن جبير(الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه) مبني أن المراد المعقبات هي الملائكة و أن الجار والمجرور متعلق بمحذوف ؛ والتقدير : ذلك الحفظ من أمر الله .

5:
قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج
-رواه البخاري في صحيحه عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيمٌ عن أبي بشرٍ عن سعيد بن جبيرٍ عنه
-ورواه النسائي في السنن الكبرى عنمحمّد بن كاملٍ عن هشيمٌ، عن أبي بشرٍ، وعطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عنه
-وروه ابن جرير عن يَعْقُوبُ، عن هُشَيْمٌ، عن أبي بِشْرٍ وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عنه
- ورواه عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ في جزء تفسير مجاهد عن إبراهيم عن آدم عن هشيم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه .
ورواه عن إبراهيم عن آدم عن ورقاء عن عطاء بن السائب. عن سعيد بن جبير عنه .
- ورواه الحاكمُ النَّيْسابوريُّ عن إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل، ثنا أبي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ هشيمٌ، أنبأ أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عنه.

توجيه القول
وهذا القول مبني على أن "ال" في الكوثر للجنس. الدالة على الاستغراق .وليس للعهد...لأن معنى الكوثر في اللغة :فهي على وزن فوعل وتعني المبالغة بالكثرة ،
فكوثر : كثير الخير .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ربيع الأول 1439هـ/20-11-2017م, 02:29 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيقات:
خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:
1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج :
*رواه ابن جرير الطبري في تفسيره لسورة الروم آية (27) من طريق عليّ عن أبو صالح عن معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس .
*رواه البيهقي في الاسماء والصفات من طريق أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ،عن أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، عن عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ،عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
التوجيه:
هذا القول تفسير بعض المعنى باللازم فالله له المثل الأعلى والوصف الأعلى وله الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وكل من سواه وإن اتصف بصفات الكمال فكماله فيه نقص ومن جهة آخرى يستحيل أن يتصف بصفات الكمال كلها وبهذا يتبين أن الكمال كله لله وحده وهذا يقتضي أنه ليس كمثله شئ
قال الشيخ عبد العزيز الداخل في رسالة في بيان معنى المثل الأعلى :
وهذا تفسير بعض المعنى باللازم؛ فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء، قال ابن القيم – –في كتابه الصواعق المرسلة: (يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير).
وقد استدل بهذه الآية على تفرد الله تعالى بصفات الكمال.
2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج :
رواه ابن جرير في تفسيره من طريق الحسن بن محمد عن عفان عن همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ:"بَعْدَ أمَهٍ" ويفسّرها، بعد نسيان.
وذكر له طريقاً آخر .
التوجيه:
هذا القول مبني على القراءة الآخرى في الآية وهي " بَعْدَ أَمَةٍ" بفتح الألف ومعناها النسيان
قال ابن جرير الطبري :وقد روي عن جماعة من المتقدمين أنهم قرءوا ذلك:" بَعْدَ أَمَةٍ" بفتح الألف، وتخفيف الميم وفتحها بمعنى: بعد نسيان.
وذكر بعضهم أن العرب تقول من ذلك:"أمِهَ الرجل يأمَهُ أمَهًا"، إذا نسي.
قال السيوطي في الدر المنثور : أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَنه قَرَأَ {وادكر بعد أمة} - بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف يَقُول بعد نِسْيَان .
*وهذه القراءة قراءة شاذة تروى عن الضحاك والحسن البصري ومجاهد وغيرهم .





3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج :
رواه الطبري في تفسيره من طريق يونس عن علي بن معبد عن عتاب بن بشير مولى قريش عن سالم الأفطس
التوجيه:
هذا القول مبني على قراءة( يُخَوِّفُكُمْ بِأَوْلِيَائِهِ) وهي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
يَعْنِي: يُخَوِّفُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْكَافِرِينَ وقد ذكرها البغوي في تفسيره
وهو مبني على أمور آخرى أيضا منها:
*سبب النزول وهي إنما نزلت بسبب تخويفهم من الكفار.
* سياقُ الآية ولفظُها
* ويعاضد هذا ويقويه قراءة ابن عباس( يخوفكم أولياءه)
قَالَ السُّدِّيُّ: يُعَظِّمُ أَوْلِيَاءَهُ فِي صُدُورِهِمْ لِيَخَافُوهُمْ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ» ، فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ، فِي تَرْكِ أَمْرِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، مصدقين بوعدي لأني متكفّل لكم بالنصر وَالظَّفَرِ.
*أن الولي لايخوف أوليائه وإنما يخوف بأوليائه .
التفصيل :
قال الطبري في تفسيره :
والذي نختاره في الآية أن المعنى يخوفكم أولياءه، يقول العرب: أعطيتُ الأموال، أي أعطيتُ القومَ الأموالَ،
ثم قال ،يعني بذلك تعالى ذكره: إنما الذي قال لكم، أيها المؤمنون: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ، فخوفوكم بجموع عدوّكم ومسيرهم إليكم، من فعل الشيطان ألقاه على أفواه من قال ذلك لكم، يخوفكم بأوليائه من المشركين -أبي سفيان وأصحابه من قريش- لترهبوهم، وتجبنوا عنهم،
ثم قال : وليس الذي شبه من ذلك بمشتبه، لأن " الدراهم " في قول القائل: " هو يعطي الدراهم "، معلوم أن المعطَى هي" الدراهم "، وليس كذلك " الأولياء " -في قوله: " يخوف أولياءه "- مخوَّفين، بل التخويف من الأولياء لغيرهم، فلذلك افترقا.
قال البغوي في تفسيره :
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يعني: الَّذِي قَالَ لَكُمْ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ، مِنْ فِعْلِ الشَّيْطَانِ أَلْقَى فِي أَفْوَاهِهِمْ لترهبوهم وتجبنوا عَنْهُمْ، يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ، أَيْ يُخَوِّفُكُمْ بِأَوْلِيَائِهِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ يَعْنِي: يُخَوِّفُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْكَافِرِينَ، قَالَ السُّدِّيُّ: يُعَظِّمُ أَوْلِيَاءَهُ فِي صُدُورِهِمْ لِيَخَافُوهُمْ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ» ، فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ، فِي تَرْكِ أَمْرِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، مصدقين بوعدي لأني متكفّل لكم بالنصر وَالظَّفَرِ.
قال ابن تيمية في جامع المسائل:
قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) أي يخوفكم أولياءه (فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)) (1) . هذا هو الصواب الذي علمِه جمهور المفسرين (2) ، كابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة والنخعي، وأهل اللغة كالفراء (3) وابن قتيبة (4) والزجاج (5) وابن الأنباري. وعبارة الفراء: يخوِّفكم بأوليائه، كما قال: (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) أي ببأسٍ، وقوله: (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15)) أي بيوم التلاق. وعبارة الزجاج: يُخوِّفكم من أوليائه. قال أبو بكر الأنباري (6) : والذي نختاره في الآية أن المعنى يخوفكم أولياءه، يقول العرب: أعطيتُ الأموال، أي أعطيتُ القومَ الأموالَ، فيحذفون المفعول الأول، ويقتصرون على ذكر الثاني.
قال فهذا أشبه من ادّعاءِ "باءٍ"، وما عليها دليل ولا تدعو إليها ضرورة.
قلتُ: وهذا لأن الشيطان يُخوِّف الناسَ أولياءَه تخويفًا مطلقًا، ليس له في تخويفِ ناسٍ [ضرورة] ، فحذف الأول لأنه ليس مقصودًا.
وهذا يسمى حذف اقتصار، كما يقال: فلانٌ يُعطي الأموال والدراهم.
وقد قال بعض المفسرين : إن المراد يخوّف أولياءَه المنافقين، ونُقِل هذا عن الحسن والسدِّي. وهذا له وجهٌ سنذكره، لكن الأول أظهر، لأن الآية إنما نزلت بسبب تخويفهم من الكفار. قال الله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)) إلى أن قال: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) ، ثم قال: (فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)) (2) . فإنما نزلت فيمن خوَّف المؤمنين من الناس، وقد قال تعالى: (يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) ثم قال: (فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) . والضمير عائد إلى أوليائه الذين قيل فيهم (فَاخشَوهُم) .
وأما ذلك القول فالذي قاله فَسَّرها من جهة المعنى أن الشيطان إنما يخوِّف أولياءَه، وأما المؤمنون فهم متوكلون على الله لا يُخوِّفهم. أو أنهم أرادوا المفعول المتروك، أي يُخوِّف المنافقين أولياءَه، وإلاّ فهو يخوّف الكفار كما يخوِّف المنافقين. ولو أريد أنه يخوف أولياءه أي يجعلهم خائفين لم يكن للضمير ما يعود إليه، وهو قوله (فَلا تَخَافُوهُمْ) .
وأيضًا فهذا فيه نظرٌ، فإن الشيطان يَعِدُ أولياءَه ويمنِّيهم، كما قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ) الآية (1) ، وقال: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً (120)) (2) . ولكن الكفار يُوقع الله في قلوبهم الرعب من المؤمنين، والشيطان لا يختار ذلك، قال تعالى: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ) (3) ، وقال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ) الآية (4) ، وقال: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً) (5) . وفي حديث قريظة (6) أن جبريل قال: إني ذاهبٌ إليهم فأُزلزِلُ بهم الحصنَ.
فتخويف الكفار والمنافقين وإرعابُهم هو من الله نصر للمؤمنين، ولكن الذين قالوا ذلك من السلف أرادوا أن الشيطان يخوِّف الذين أظهروا الإسلام وهم يوالونه من العدو، فإنما يخاف من الكفار المنافقون بتخويف الشيطان لهم، كما قال تعالى: (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)، وقال تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ) إلى قوله (وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ) الآية .
فكلا القولين صحيح من حيث المعنى، لكن لفظ أوليائه في الآية هو الذي يجعلهم الشيطان مخوِّفين لا خائفين، كما دلَّ عليه سياقُ الآية ولفظُها، وإذا جعلهم الشيطان مخوفين فإنما يخافهم من خوَّفَه الشيطان فجعله خائفًا. فالآية دلت على أن الشيطان يجعل أولياءه مخوِّفين، ويجعل ناسًا خائفين أولياءَه.

4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج :
رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن حميد عن جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير.
التوجيه:
هذا القول مبني على أن مرجع الضمير في قوله (له ) إلى الله تعالى وبناء على ذلك يكون المراد بالمعقبات الملائكة الحفظة ،ويكون حفظهم لهم من أمر الله وروي في ذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
تفصيل :
قال الطبري : فمن قال:"المعقبات" هي الملائكة قال: الذين يحفظونه من أمر الله هم أيضًا الملائكة.
قال مكي بن أبي طالب:واختار النحاس القول الأول، وهو أن يكون (المعقبات): (الملائكة) على ما تقدم ذكره، واحتج فيه (بما) رواه أبو هريرة من حديث مالك بن أنس رضي الله عنهـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لله ملائكة يتعاقبون فيكم بالليل والنهار "
الحديث.
ومن جعل (المعقبات) ملائكة كان قوله من أمر الله على وجهين:
أحدهما: أن تكون " من " بمعنى الباء، أي: يحفظونه بأمر الله لهم أن يحفظوه حتى يأتيه ما قدر عليه، فلا ينفع حفظهم إياه من قدر الله (سبحانه) إذا جاءهم (وهو) قول ابن جبير.
والثاني: أن يكون المعنى له معقبات من أمر الله: من بين يديه ومن خلفه، أي: المعقبات {مِنْ أَمْرِ الله} هي: {يَدَيْهِ}، وهو قول ابن عباس، ومجاهد، وابن جريج. فتكون " من " متعلقة " بمعقبات "، وهي لبيان الجنس. وعلى القول الأول: " من " بمعنى الباء، وهي متعلقة بـ " يحفظونه ": أي: حفظهم له بأمر الله كان، وإنما يحفظونه مما لم يقدر عليه.
وقيل: أمر الله هنا: الجن، أي: يحفظونه من الجن. فتكون " من " على بابها متعلقة بالحفظ.
قال ابن عطية :اختلف المتأولون في عود الضمير من لَهُ: فقالت فرقة: هو عائد على اسم الله عز وجل المتقدم ذكره، و «المعقبات» - على هذا الملائكة الحفظة على العباد أعمالهم، والحفظة لهم أيضا- قاله الحسن، وروى فيه عثمان بن عفان حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول مجاهد والنخعي- والضمير على هذا في قوله: يَدَيْهِ وما بعده من الضمائر عائد على العبد المذكور في قوله: مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ
قال ابن كثير :وَقَوْلُهُ: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} قِيلَ: الْمُرَادُ حفظُهم لَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ. رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعي، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} قَالَ: وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ: "يَحْفَظُونَهُ بِأَمْرِ اللَّهِ".
5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج :
رواه الطبري في تفسيره من طريق يعقوب عن هشيم، عن أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس
التوجيه:
هذا القول مبني على المعنى اللغوي لهذه الكلمة ويؤيده بناء الكلمة على المبالغة .
تفصيل :
محمد بن مكرم ابن منظورفي لسان العرب الكَوْثَر: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والكَوْثَر: الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ مِنَ الْغُبَارِ إِذا سَطَعَ وكَثُرَ، هُذَليةٌ؛ قَالَ أُمَيَّةُ يَصِفُ حِمَارًا وَعَانَتَهُ:
يُحامي الحَقِيقَ إِذا مَا احْتَدَمْن، ... وحَمْحَمْنَ فِي كَوْثَرٍ كالجَلالْ
أَراد: فِي غُبار كأَنه جَلالُ السَّفِينَةِ. وَقَدْ تَكَوْثَر الغُبار إِذا كَثُرَ؛ قَالَ حَسّان بْنُ نُشْبَة:
أَبَوْا أَن يُبِيحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ، ... وَقَدْ ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حَتَّى تَكَوْثَرا
وَقَدْ تَكَوْثَرَ. وَرَجُلٌ كَوْثَرٌ: كَثِيرُ الْعَطَاءِ وَالْخَيْرِ. والكَوْثَرُ: السَّيِّدُ الْكَثِيرُ الْخَيِّرِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وأَنتَ كَثِيرٌ، يَا ابنَ مَرْوانَ، طَيِّبٌ، ... وَكَانَ أَبوك ابنُ العقائِل كَوْثَرا
وَقَالَ لَبِيدٌ:
وعِنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخرَ كَوْثَرُ
والكَوْثَرُ: النَّهْرُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَالْكَوْثَرُ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ يَتَشَعَّبُ مِنْهُ جَمِيعُ أَنهارها وَهُوَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاصَّةً. وَفِي حَدِيثِ
مُجَاهِدٍ: أُعطِيتُ الكَوْثَر
، وَهُوَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ فَوْعَل مِنَ الْكَثْرَةِ وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَمَعْنَاهُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ. وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الكَوْثَرَ الْقُرْآنُ وَالنُّبُوَّةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ
؛ قِيلَ: الكَوْثَرُ هَاهُنَا الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي يُعْطِيهِ اللَّهُ أُمته يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الْكَثْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أَن الكَوْثَرَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ أَشد بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وأَحلى مِنَ الْعَسَلِ، فِي حافَتَيه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ
، وَجَاءَ أَيضاً فِي التَّفْسِيرِ: أَن الكَوْثَرَ الإِسلام وَالنُّبُوَّةُ، وَجَمِيعُ مَا جَاءَ فِي تَفْسِيرِ الْكَوْثَرِ قَدْ أُعطيه النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُعطي النُّبُوَّةَ وإِظهار الدِّينِ الَّذِي بُعِثَ بِهِ عَلَى كُلِّ دِينٍ وَالنَّصْرَ عَلَى أَعدائه وَالشَّفَاعَةَ لأُمته، وَمَا لَا يُحْصَى مِنَ الْخَيْرِ، وَقَدْ أُعطي مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِ عَلَى أَهل الْجَنَّةِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبو أُمية: قَدِمَ فلانٌ بكَوْثَرٍ كَثير، وهو فوعل من الكثرة. أَبو تُرَابٍ: الكَيْثَرُ بِمَعْنَى الكَثِير؛ وأَنشد:
هَلِ العِزُّ إِلا اللُّهى والثَّرَاءُ ... والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ؟
فالكَيْثَرُ والكَوْثَرُ وَاحِدٌ.
قال ابن عطية في تفسيره : كوثر بناء مبالغة من الكثرة، ولا مجال أن الذي أعطى الله محمدا عليه السلام من النبوة والحكمة والعلم بربه والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها كأنه يقول في هذه الآية: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الحظ الأعظم، قال سعيد بن جبير: النهر الذي في الجنة هو من الخير الذي أعطاه الله إياه، فنعم ما ذهب إليه ابن عباس، ونعم ما تمم ابن جبير رضي الله عنهم، وأمر النهر ثابت في الآثار في حديث الإسراء وغيره صلى الله على محمد ونفعنا بما منحنا من الهداية.
قال ابن كثير في تفسيره :وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَوْثَرُ: الْخَيْرُ الْكَثِيرُ
وَهَذَا التَّفْسِيرُ يَعُمُّ النَّهْرَ وَغَيْرَهُ؛ لِأَنَّ الْكَوْثَرَ مِنَ الْكَثْرَةِ، وَهُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، وَمِنْ ذَلِكَ النَّهْرُ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَار، وَالْحُسْنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ. حَتَّى قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: هُوَ النُّبُوَّةُ وَالْقُرْآنُ، وَثَوَابُ الْآخِرَةِ.
وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ فَسَّرَهُ بِالنَّهْرِ أَيْضًا، فَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ:
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيب، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَوْثَرُ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، يَجْرِي عَلَى الْيَاقُوتِ وَالدُّرِّ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ.
وَرَوَى الْعَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَ ذَلِكَ.

قال الطاهر ابن عاشور : والْكَوْثَرَ: اسْمٌ فِي اللُّغَةِ لِلْخَيْرِ الْكَثِيرِ صِيغَ عَلَى زِنَةِ فَوْعَلٍ، وَهِيَ مِنْ صِيَغِ الْأَسْمَاءِ الْجَامِدَةِ غَالِبًا نَحْوَ الْكَوْكَبِ، وَالْجَوْرَبِ، وَالْحَوْشَبِ وَالدَّوْسَرِ وَلَا تَدُلُّ فِي الْجَوَامِدِ عَلَى غَيْرِ مُسَمَّاهَا، وَلَمَّا وَقَعَ هُنَا فِيهَا مَادَّةُ الْكُثْرِ كَانَتْ صِيغَتُهُ مُفِيدَةً شِدَّةَ مَا اشْتُقَّتْ مِنْهُ بِنَاءً عَلَى أَنَّ زِيَادَةَ الْمَبْنَى تُؤْذِنُ بِزِيَادَةِ الْمَعْنَى، وَلِذَلِكَ فَسَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ بِالْمُفْرِطِ فِي الْكَثْرَةِ، وَهُوَ أَحْسَنُ مَا فُسِّرَ بِهِ وَأَضْبَطُهُ، وَنَظِيرُهُ: جَوْهَرٌ، بِمَعْنَى الشُّجَاعِ كَأَنَّهُ يُجَاهِرُ عَدُوَّهُ، وَالصَّوْمَعَةُ لِاشْتِقَاقِهَا مِنْ وَصْفِ أَصْمَعَ وَهُوَ دَقِيقُ الْأَعْضَاءِ لِأَنَّ الصَّوْمَعَةَ دَقِيقَةٌ لِأَنَّ طُولَهَا أَفْرَطُ مِنْ غِلَظِهَا.
وَيُوصَفُ الرَّجُلُ صَاحِبُ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ بِكَوْثَرٍ مِنْ بَابِ الْوَصْفِ بِالْمَصْدَرِ كَمَا فِي قَوْلِ لَبِيدٍ فِي رِثَاءِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ الْأَسَدِيِّ:
وَصَاحِبُ مَلْحُوبٍ فُجِعْنَا بِفَقْدِهِ ... وَعِنْدَ الرِّدَاعِ بَيْتُ آخَرَ كَوْثَرُ
(مَلْحُوبٍ وَالرُّدَاعِ) كِلَاهُمَا مَاءٌ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فوصف الْبَيْت بكوثر ولاحظ الْكُمَيْت هَذَا فِي قَوْلِهِ فِي مَدْحِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ:
وَأَنْتَ كَثِيرٌ يَا ابْنَ مَرْوَانَ طَيِّبٌ ... وَكَانَ أَبوك ابْن العقائل كَوْثَرَا
وَسُمِّيَ نَهْرُ الْجَنَّةِ كَوْثَرًا كَمَا فِي حَدِيثِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْمُتَقَدَّمِ آنِفًا.
وَقَدْ فَسَّرَ السَّلَفُ الْكَوْثَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِتَفَاسِيرَ أَعَمُّهَا أَنَّهُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ هُوَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ:
هُوَ مِنَ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ. وَعَنْ عِكْرِمَةَ: الْكَوْثَرُ هُنَا: النُّبُوءَةُ وَالْكِتَابُ، وَعَنِ الْحَسَنِ: هُوَ الْقُرْآنُ، وَعَنِ الْمُغِيرَةِ: أَنَّهُ الْإِسْلَامُ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: هُوَ كَثْرَةُ الْأُمَّةِ، وَحَكَى الْمَاوَرْدِيُّ: أَنَّهُ رِفْعَةُ الذِّكْرِ، وَأَنَّهُ نُورُ الْقَلْبِ، وَأَنَّهُ الشَّفَاعَةُ، وَكَلَامُ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرْوِيُّ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ لَا يَقْتَضِي حَصْرَ مَعَانِي اللَّفْظِ فِيمَا ذَكَرَهُ.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 ربيع الأول 1439هـ/28-11-2017م, 03:08 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).

تخريج القول : رواه ابن جرير عن عَلِيٌّ عن أَبُو صَالِحٍ عن مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

توجيه القول : هذا التفسير بلازم المعنى ،فلأن الله تعالى له المثل الأعلى والكمال المطلق في كل شئ فهو على ذلك ليس كمثله شئ ، لأن كل ماعداه مخلوق ناقص .


2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
تخريج القول : رواه ابن جرير عن ابن حميد عن بهز بن أسد، عن همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قرأ:"بَعْدَ أَمَهٍ" يقول: بعد نسيان.

توجيه القول : هذا القول مبني على أمرين :

1- القراءة الواردة في " أمة" فقد وردت قراءتها : "بَعْدَ أَمَةٍ" بفتح الألف، وتخفيف الميم وفتحها بمعنى: بعد نسيان،نسبها ابن جرير إلى ابن عباس مسندة ، ونسبها ابن جني في المحتسب لـــ ابن عباس وابن عمر بخلاف وعكرمة ومجاهد بخلاف عنهما والضحاك وأبي رجاء وقتادة وشُبيل بن عَزْرَة الضُّبْعِي وربيعة بن عمرو وزيد بن علي.
2- لغة العرب ، فالعرب تقول : "أمِهَ الرجل يأمَهُ أمَهًا"، إذا نسي، قال الزجاج : والأمهُ النسيَانُ، يقال
أمِهَ يَأمَهُ أمَهاً.


3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
تخريج القول :رواه ابن جرير عن يونس عن علي بن معبد، عن عتاب بن بشير مولى قريش، عن سالم الأفطس .
توجيه القول :هذا القول مبنياً على أن الفعل " يخوّف متعد إلى مفعولين فحذف المفعول الأول بقرينة قوله بعده: فلا تخافوهم وكذلك حذفت الباء
كما قال:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب

وقال الزركشي في البرهان : كثر في القرآن حذف الجار ثم إيصال الفعل إلى المجرور به كقوله تعالى: {واختار موسى قومه} أي من قومه.
{ورفع بعضهم درجات} {ولا تعزموا عقدة النكاح} أي على عقدة.
{إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} ، أي يخوفكم بأوليائه، ولذلك قال: {فلا تخافوهم}.

وقد حكي ابن عطية وغيره أن هناك قراءة تعضد هذا القول فقال :
(وقرأ ابن عباس فيما حكى أبو عمرو الداني «يخوفكم أولياءه» المعنى يخوفكم قريش ومن معهم، وذلك بإضلال الشيطان لهم وذلك كله مضمحل، وبذلك قرأ النخعي وحكى أبو الفتح بن جني عن ابن عباس أنه قرأ «يخوفكم أولياءه» فهذه قراءة ظهر فيها المفعولان، وفسرت قراءة الجماعة «يخوف أولياءه» قراءة أبي بن كعب «يخوفكم بأوليائه» )اهـ
وبالبحث لم أتوصل لأصل هذه القراءات .


4: قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)

تخريج القول :رواه ابن جرير عن ابْنُ حُمَيْدٍ، عن جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر .

توجيه القول : لعل مبنى هذا القول على أصل كلمة " معقبات "
قال أبو منصور الأزهري : ((قَالَ الْفراء: المعقِّبات: الملائكةُ ملائكةُ اللَّيْل تعقِّب مَلَائِكَة النَّهَار.
قلت: جعل الفراءُ عقَّبَ بِمَعْنى عاقب، كَمَا يُقَال ضاعَفَ وضعَّف وعاقد وعَقَّد بِمَعْنى وَاحِد، فكأنَّ مَلَائِكَة النَّهَار تحفظ العبادَ فَإِذا جَاءَ الليلُ جَاءَ مَعَه ملائكةُ اللَّيْل وصَعِد ملائكةُ النَّهَار، فَإِذا أقبلَ النَّهَار عادَ من صعِد وصعِد ملائكةُ اللَّيْل، كأنَّما جَعَلوا حفظهُ عُقَباً أَي نُوَباً.)) اهـ
روى سَعِيدٌ بن منصور ، عن سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَرُقَبَاءُ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمر الله)
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ: {مُعَقِّبَاتٌ}: مَلاَئِكَةٌ حَفَظَةٌ، تُعَقِّبُ الأُولَى مِنْهَا الأُخْرَى، وَمِنْهُ قِيلَ: العَقِيبُ، أَيْ عَقَّبْتُ فِي إِثْرِهِ.
وعلى هذا يكون التوجيه في قوله " من أمر الله " على وجهين :
أحدهما: أن تكون " من " بمعنى الباء، أي: يحفظونه بأمر الله لهم أن يحفظوه مما لا يقدر عليه من الجن وغيره ، حتى إذا أتاه القدر خلي عنه .
وعلى هذا القول تكون " من " متعلقة بـــ "يحفظونه" ".
واستدل ابن جني في المحتسب على هذا القول بقراءة علي رضي الله عنه : "يحفظونه بأمر الله"
والثاني: أن يكون المعنى ؛ له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، أي أن "من" تكون صفة لــ"معقبات"

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
تخريج القول :رواه ابن جرير عن يعقوب، عن هشيم،عن أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس.
توجيه القول :مبنى هذا القول على معنى وبناء لفظة " الكوثر" في اللغة ، فـــ "كوثر": من صيغ المبالغة على وزن فوعل ، فهي بناء مبالغة من الكثرة ، بمعنى : الخير الكثير أو المفرط في الكثرة .
وقد يقال للرّجل السّخيّ: كَوْثَرٌ، ويقال: تَكَوْثَرَ الشيءُ: كَثُرَ كَثْرَةً متناهية،
قال الشاعر:
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا.
وقال :
وأنت كثير يا ابن مروان طيّب ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا.

والله تعالى أعلى وأعلم .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 04:26 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم التطبيق التاسع من دورة المهارات المتقدّمة في التفسير
توجيه أقوال المفسّرين



أحسنتم بارك الله فيكم ورزقكم الهدى والسداد.
- بالنسبة لتخريج الأقوال:
توجد ملاحظات عند بعض الطلاب على تخريج الأقوال، فننبّه إلى الآتي:
أولا: تخريج الأقوال كما تعلمنا من قبل يكون من المصادر الأصيلة التي يروي فيها أصحابها مرويات التفسير بسندهم، وعند فقدان المصادر الأصيلة يرجع إلى المصادر البديلة التي تنقل المرويات مسندة من مصادرها الأصيلة، ولا يصحّ تخريج المرويات من المصادر الناقلة التي تختصر الأسانيد.
ثانيا: بعض الطلاب يكتفي بالمصادر البديلة كالدرّ المنثور عوضا عن مصادر أصيلة موجودة، فيسند القول إلى هذه المصادر مباشرة اعتمادا على ما ورد في هذا المصدر البديل، وهذا خطأ لأننا لا نعتمد المصدر البديل إلا عند فقدان المصدر الأصلي، فيرجع للمصادر الأصيلة التي دلّنا عليها هذا المصدر البديل ويخرّج القول منها مباشرة، ويعتمد المصدر البديل في المفقود فقط من هذه المصادر.

ثالثا: يلاحظ على البعض الاكتفاء بتخريج القول من مصدر واحد، والواجب تخريجه من أكثر من مصدر، وذكر أصل الإسناد.

- بالنسبة لتوجيه أقوال المفسّرين:
بعض الطلاب يكثر جدا من النقول في إجابته ما يتّصل بمسألته وما لا يتّصل، والواجب أن يتفهّم ما قيل في المسألة ثم يعبّر بأسلوبه عما فهمه منها فيما يتعلّق بتوجيه القول المطلوب، وله أن يستشهد ببعض النقول المهمّة في مسألته.
ولابد من الاجتهاد في فهم مبنى هذا القول، فإن ذلك مما يسّهل عليه بحث مسألته، ويساعده في تمييز المصادر التي تفيده في التوجيه.
وقد أشار الشيخ -حفظه الله- إلى جملة من العلوم التي يعتمد عليها في تخريج أقوال المفسّرين، وبيّن مسالك التفسير عند السلف، فيوصى بمراجعتها جيدا.


- التطبيق الثالث:
للفائدة: قال شيخنا عبد العزيز الداخل -حفظه الله-:
"توجيه قول سالم الأفطس في تفسير قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّفكم بأوليائه.
هذا القول يمكن أن يوجّه بأحد توجيهين:
الأول: أن يكون ذلك من باب التفسير بلازم المعنى؛ ومعنى الآية أن الشيطان يخوّف أولياءه، وبيان ذلك أن التخويف يُعدّى بمفعول ويعدّى بمفعولين:
- فتعديته بمفعول واحد كقولك: خوّفتُ زيداً فخاف.
- وتعديته بمفعولين كقولك: خوّفتُ زيداً الأعداءَ فخافهم.
فالمفعول الثاني بيان للمخوف منه.
وهذا التخويف يكون بتعظيم شأن الأعداء وشدّة بطشهم حتى يخافهم.
ومن ذلك قول عروة بن الورد:
أرى أم حسان الغداة تلومني … تخوفني الأعداءَ والنفس أخوف
وقول عنترة:
بكَرتْ تخوفني الحتوفَ كأنني … أَصْبحْتُ عن غَرض الحتوفِ بِمَعْزِل
ويصحّ أن يسبق المفعول الثاني بـ "من" فيقال: خوّفه من الأعداء؛ فيكون الجار والمجرور في محلّ نصب مفعول ثانٍ.
ويصحّ أن يحذف المفعول الأول فيقال: أتى زيدٌ يخوّف الأعداءَ ؛ أي يُعظّم شأنهم وخطرَهم حتى يخافهم الناس.
وهذا هو معنى قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه} أي يعظّم شأنهم وخطرهم حتى تخافوهم {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.
فحذف المفعول الأوّل، ولحذف المفعول لطائف بيانية:
منها: أنّ ذلك لإرادة العموم فيدخل فيه تقدير: "يخوّفكم أولياءه" كما قدّره بعض المفسرين، ويدخل فيه غير المؤمنين من المنافقين واليهود ومشركي العرب؛ فالشيطان مجتهد في تخويف شأن أوليائه ليخافهم المؤمنون ويخافهم المستضعفون من المشركين فيطيعوهم؛ ويخافهم غيرهم فيتبعوا خطواته.
ومنها: أن المقام مقام بيان غرض الشيطان في التخويف من أوليائه وتعظيم شأنهم بغضّ النظر عمّن يصيبه هذا التخويف.
ومنها: أنّ حذف المفعول الذي يشار فيه إلى المؤمنين فيه تحقير لكيد الشيطان، وأنّ مقصوده الأعظم تخويف المؤمنين، ومن كان مؤمناً قويّ الإيمان فلن يخافَ كيده، ولذلك قال تعالى: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} فمقتضى الإيمان الصحيح انتفاء الخوف من الشيطان.
والمقصود أن معنى الآية على ما تقرر هو أن الشيطان يخوّف المؤمنين وغيرهم شأنَ أوليائه، وهذا التخويف إنما يكون بتعظيم خطرهم في أعين المؤمنين وتهويل كيدهم كما قال أبو مالك الغفاري رحمه الله: (يعظّم أولياءه في أعينكم) رواه ابن أبي حاتم.
فيكون تأويل سالم الأفطس لهذه الآية بقوله: (يخوّفكم بأوليائه) تفسير بلازم المعنى؛ لأن المعنى يفضي إلى هذا اللازم؛ فالشيطان إنما يخوّف بأوليائه؛ فأوقع أولياءه موقع الأداة التي يخوّف بها.
والتوجيه الثاني: أن هذا التأويل مخرّج على قراءة (يخوّفكم بأوليائه) وهي قراءة ذكرها ابن عطية عن أبيّ بن كعب، ولا أعلم لها أصلاً، وقد روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ: [يخوفكم أولياءه] وهي قراءة فيها التصريح بالمفعول الأول.
والتوجيه الأول أقرب وأصوب لأنه متى أمكن توجيه قول المفسّر على القراءة المشهورة المتواترة فلا يعدل إلى غيرها إلا بنصّ أو قرينة؛ فالنص أن يذكر عن ذلك المفسّر كأنّه كان يقرأ الآية على قراءة موافقة لما ذهب إليه من التأويل، والقرينة كأن تكون تلك القراءة معروفة في زمن المفسّر وورد نظير ما يفيد التوجيه بها عن غيره" ا ه.


- التطبيق الخامس:
توجيه هذا القول مبناه على معنى التعريف في "الكوثر"، فمن رأي أن التعريف في "الكوثر" للعهد فسّره بالنهر، ومن رأى أنه للجنس فسّره بالخير الكثير، لأن "كوثر" صيغة مبالغة من الكثرة.



التقويم:
1: هناء محمد علي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: القراءة محلّ السؤال
{أمه} بالهاء، وهي التي كان يقرؤها ابن عباس رضي الله عنه، وعليه فتفسير ابن عباس تفسير للمفردة القرآنية بمعناها المطابق، أما لو كان القول تفسيرا لقراءة "أمّة" بالتاء فيصلح فيها توجيهك للقول بالتفسير باللازم، وهو توجيه يمكن أن يبيّن التوافق بين القراءتين، بارك الله فيك وزادك سدادا.

2: رشا نصر زيدان د
بارك الله فيك ونفع بك.
توجد ملاحظات على التخريج والتوجيه:
- فأما التخريج فقد رجعت في أول قولين إلى ابن كثير والقرطبي وهذه مصادر ناقلة تختصر الأسانيد فلا تصلح للتخريج، وفي القولين الثالث والرابع بدأتِ السند بلفظ "حدّثنا" دون أن تبيّني أن المحدَّث هو ابن جرير.
- أما بالنسبة للتوجيه فقد أكثرتِ من النقول جدا دون حاجة، والمطلوب أن يركّز الطالب على ما هو مطلوب فقط.
ج1: لم تظهر مما نقلتيه العلاقة بين تفسير المثل الأعلى بما قاله ابن عباس تحديدا.
ج2: تعرّضتِ لقراءة {أمة} بالتاء وهي غير مطلوبة في السؤال.
ج4: لم يظهر من كلامك توجيه لقول سعيد ابن جبير "وحفظهم إياه من أمر الله".
وأحيلك على التطبيقات الجيدة للاستفادة.

3: رضوى محمود أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: تخريجك للقول بهذه الطريقة خطأ، لأننا لا نعتمد المصادر البديلة إلا في حال فقدان المصادر الأصلية، ويراجع التعليق أعلاه.
2: لابد من تخريج هذه القراءة، وقد ثبت في الأثر نفسه والمروي عن ابن عباس أنه كان يقرأ بها.

ج5: هذا الأثر رواه البخاري في صحيحه، فلا يصحّ إغفاله في التخريج، ويراجع التعليق أعلاه فيما يتعلّق بالتوجيه.

4: عقيلة زيان أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

وأثني على اجتهادك في السؤالين الثالث والخامس، زادك الله من فضله.
كما أثني على اجتهادك في تخريج المرويات، وأوصيك بمراجعة ما نبّه عليه شيخنا -حفظه الله- بخصوص طريقة التخريج.
ج4: اختصرتِ في هذا السؤال، والقول بأن المعقّبات هي الملائكة له شواهد كثيرة من القرآن والسنة، كقوله تعالى: {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين}، والحديث المروي في الصحيحين: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار"، ولم تذكري معنى "من"، وهي في كلام سعيد بن جبير سببية.

5: منى محمد مدني أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


6: حنان علي محمود أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: توجيه القول أنه تفسير للفظ بمعناه المطابق، لأن ابن عباس كان يقرؤها هكذا "بعد أَمَهٍ" كما رويت عنه.
ج3: القول بأن المعقّبات هي الملائكة له شواهد كثيرة من القرآن والسنة، كقوله تعالى: {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين}، والحديث المروي في الصحيحين: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار".
أما بالنسبة لتعلّق الجار والمجرور، فلا شكّ أن سعيد بن جبير يعلّقه بالحفظ، لذا لا يناسبه القول الثاني.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح






رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 شعبان 1439هـ/2-05-2018م, 02:42 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

خرّج أقوال المفسّرين التالية ووجّهها:

1: قول ابن عباس في قوله عز وجل: {وله المثلالأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء).
التخريج :
رواه الطبري من طريق معاوية، عن علي، عن ابن عباس .
توجيه القول : معنى المثل في اللغة الوصف أي له عز وجل الوصف الأعلى ، ومن لازمه أن يكون سبحانه متفردا بذلك الوصف ليس كمثله شيء ولا يبلغ أوصافه سبحانه أحد ، وعليه يكون تفسير ابن عباس رضي الله عنه تفسير باللازم والله تعالى أعلم.

2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج:
رواه الطبري من طريق بهز بن أسد، عن همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس
ورواه أيضا من طريق عفان قال، حدثنا همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس
توجيه القول:
وهذا التفسير على قراءة من قرأ أمه بالهاء وفتح الألف والميم وتخفيفها فالعرب تقول أمه الرجل يأمه أمهاً إذا نسي ذكر ذلك ابن جرير ومكي في الهداية.


3: قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنماذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج:
رواه الطبري من طريق علي بن معبد، عن عتاب بن بشير مولى قريش، عن سالم الأفطس
توجيه القول:
وهذا المعنى مبني على إعراب {يخوف أولياءه} فالفعل يخوف فعل متعدّ يتعدى إلى مفعولين فحذف الأول وبقي الثاني وكان أصل الجملة يخوفكم أولياءه .
ويؤيد هذا الوجه من الإعراب قراءة ابن عباس (يخوفكم أولياءه) وقراءة أبي بن كعب (يخوفكم بأوليائه).
أشار إلى ذلك ابن جرير ومكي والزمخشري وابن عطية وأبو السعود.

4: قول سعيد بن جبير في قولالله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمراللّه)
التخريج:
رواه الطبري من طريق جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير.
التوجيه:
يعود هذا المعنى والله تعالى أعلم إلى الإعراب ووجهه أن في الآية إضمارا أي ذلك الحفظ من أمر الله فحذف الاسم وأبقى خبره ، وهذا الذي أشار إليه الفراء .

5: قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاهالله إياه).
التخريج:
رواه البخاري في صحيحه والبغوي في تفسيره من طريق عمرو بن محمد، حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
رواه الطبري من طريق يعقوب، قال: ثني هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
التوجيه:
أن الكوثر في اللغة مشتقة من الكثرة، وصيغة فوعل من أوزان المبالغة وتدل على الخير الكثير المفرط. أشار إلى ذلك كل من الزجاح والنحاس والزمخشري وابن عاشور وغيرهم.


والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 شعبان 1439هـ/11-05-2018م, 02:25 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

ندى علي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: راجعي التطبيقات الكاملة في هذا السؤال.
وأحيلك على التعليقات العامّة على بقيّة الأسئلة، وفقك الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir