المجموعة الثانية:
س1: ما الذي ينقض التصديق بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ مع الشرح.
ينقض التصديق أمرين:
الأول: التكذيب, لأنه ينافي التكذيب الواجب تجاه الرسول عليه الصلاة والسلام, وهذا التكذيب على نوعين:
- تكذيب مطلق, فيكذب أصل رسالته, أو تكذيبه فيما يخبر عن الله عز وجل مما ينزل به الوحي عليه, كما فعل المشركون واليهود والنصارى, وكما فعل المنافقون ولو أظهروا الإيمانو حيث قال الله عنهم:"إذ جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون", وهم مع إظهارهم الإسلام, إلا إن هذا لم يكن دافعا لهم لمحبته وتصديق خبره والعمل به.
- تكذيب بعض ما جاء به, كما فعل بعض اليهود في تكذيبهم بأن رسالته عامة للناس كافة, وزعموا بأن الله تعالى, قد أرسله للعرب, وقاله بعض النصارى أيضا, وغيرهم, أو تكذيب بعض ما أخبر به بعد الإقرار بصحتها, فهذا يكفر كفرا أكبر مخرج من الملة, وهذا يختلف عن تكذيب بعضهم لبعض الأخبار المنسوبة إليه, فها هنا التكذيب يعود على عدم التيقن من صحة نسبة هذه الأخبار للرسول عليه الصلاة والسلام, وليس تكذيبه هو في إخبارها, وقد يرجع هذا لشبهة لدى المكذب, أو جهل منه, أو عدم فهم, فهنا لا يكفر لقيام المانع من التكفير.
الثاني: الشك, وهو كذلك ينافي التصديق الواجب, لأن التصديق يلزمه اليقين, والشك ينافي اليقين, بل هو إلى التكذيب اقرب.
س2: متى فرضت الصلاة؟
أما قيام الليل, فقد فرض على النبي عليه الصلاة والسلام, لما نزلت سورة المزمل, ثم تسخ الحكم بالإيجاب, أما الصلوات الخمس, فقد فرضت عندما عرج بالنبي عليه الصلاة والسلام, إلى السماء, فهي خمسا في العدد, خمسون في الأجر.
وقد اختلف العلماء في تاريخ فرضها, وأشهر ثلاثة اقوال في المسألة هي:
الأول: قبل الهجرة بسنة، قاله ابن سعد في الطبقات وهو قول إبراهيم الحربي وابن حزم وجماعة من أهل العلم ، ومنهم من يزيد أو ينقص أشهرا..
الثاني: أنه قبل الهجرة بثلاث سنين ،ذكره ابن حجر عن ابن الأثير ، وقاله ابن قدامة في المغني، وقال ابن رجب:"وهو أشهَر".
الثالث: أنه بعد البعثة بخمس سنين، قاله الزهري، ورجحه النووي.
س3: اذكر ثلاثة من مقاصد الهجرة.
أولا: تحفظ المؤمنين من الوقوع في الفتنة في الدين, فلا يأمن الإنسان الذي يعيش بين الكفار من التاثر بهم, ولو بعد حين, فليس هناك من عاقل ينكر مدى تأثر الإنسان بمن حوله وبالمكان الذي يسكنه.
ثانيا: تحفظ عزة المسلم, وتصونه وتصون ماله وعرضه من مساس الكفار وتعديهم عليه, فيحصل بإعتدائهم الذل للمسلمين.
ثالثا: وجود المسلمين في مكان يجمع شملهم ويخصهم لا يكون للكفار فيه عليهم سلطان, ادعى لإقامة الجهاد ضد الكفار, خاصة من كان منهم لا يسلم المسلمون منه, ومن كان لا يستجيب للدعوة.
س4: اذكر دليلين من الكتاب ودليلين من السنة على عموم رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم- للثقلين.
قوله تعالى:"وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ",
وقوله:"قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا".
ومن السنة:
قوله عليه الصلاة والسلام:"أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي:نصرت بالرعب مسيرة شهر, وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل, وأُحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي, وأعطيت الشفاعة, وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة", والشاهد قوله:"وبعثت إلى الناس عامة".
وقوله:"والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
س5: بيّن أصناف الناس في الحساب.*
الناس في الحساب على اصناف:
الأول:من يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب, وهم كالمذكورين في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب, والذين قال الله فيهم:"ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله".
الثاني: من يحاسبه ربه حسابا يسيرا، فينظر في كتابه ويكلمه ويقرره بذنوبه ثم يعفو عنه, وهم المعنيين بقوله:"ومنهم مقتصد", كما جاء في الحديث..
الثالث: من يناقش الحساب, كما جاء في الحديث:"من نوقش الحساب عذب", ومناقشة الحساب هي أصلا شكل من اشكال العذاب, وما يترتب عليه بعدها أيضا هو شكل من اشكال العذاب, وهم أهل التوحيد الذين ماتوا مصرين على الكبائر بلا توبة, فرجحت سيئاتهم على حسناتهم, فيعذبوا على قدر ذنوبهم, ثم مصيرهم إلى الجنة, أو قد يعفو الله عنهم بجميل عفوه سبحانه, أو بشفاعة الشافعين, وهم الذين ظلموا أنفسهم, كما جاء في قوله تعالى:"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه".
الرابع: حساب الكفار, فهو حساب عسير لا تيسير بعده, فهم خالدون في النار أبدا لا يخرجون منها, ولا يحاسبون محاسبة من توزن لهم أعمالهم, بل تحصى عليهم ويوقفون عليها ويقررون بها, كما قال تعالى فيهم:"وكان يوما على الكافرين عسيرا".