بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي وأستعين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين -صلى الله عليه وسلم-
-أعتذر عن تأخّري في وضع الاجابة في الصفحة، كان النت عندي ضعيف جدا
مع العلم أنه بمعونة الله وحده التزمت بمدارسة جميع المحاضرات في وقتها- |
اقتباس:
المجموعة الثالثة: س1: بيّن أثر فهم القرآن في الازدياد من العلم.
س2: بيّن حاجة المعلّم والداعية إلى علم التفسير.
س3: ما هي فوائد معرفة فضل علم التفسير؟
|
س1: بيّن أثر فهم القرآن في الازدياد من العلم.
الاجابة:
لفهم القرآن الأثر الكبير في الازدياد من العلم، كيف لا وهو كلام الله العظيم والنّور المبين، كيف لا والقرآن هو مصدر التشريع الأوّل، ففَهمُه معين لا ينضب وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، ولمزيد البيان نذكر بعض الأدلّة في بعض الأبواب مع شيء من التفصيل:
* أثر فهم القرآن في باب علم العقيدة والتوحيد:
أركان الإيمان وشروطه، وأصول التوحيد، وكذا العلم عن الله بأسمائه وصفاته وأفعاله مفصّلة ومبيّنة في القرآن:
يقول تعالى : {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [التوبة:124]
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: (ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا به إيمانا) [الحديث]
* أثر فهم القرآن في باب الفقه:
نجد أن أصول الأحكام الفقهية سواء في ما يخص العبادات (مثل: الغسل،الوضوء، الصلاة، الزكاة، الحج) .. أو المعاملات (مثل: أحكام الأسرة، وعلم المواريث..) مبيّنة في القرآن.
* أثر فهم القرآن في باب الأخلاق:
يقول عز وجل { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} (والقوامة هنا ليست محصورة على الأخلاق بل هي أشمل وأعمّ)
وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم خلقه القرآن، فالقرآن الكريم لمن فهمه وعمل بما فيه، بلا ريب، هو له زكاة للنفس وطهارة للقلب ومبعث لمكارم الأخلاق والفضائل. كما أن القرآن بما فيه من مواعظ وقصص وأخبار عن جميع أصناف الناس يمثّل ذلك المصباح المنير الذي يهدي العبد للمَخرج الآمن والنجاة من الظلمة.
* أثر فهم القرآن في باب علم الدّعوة:
جميع ما يخص علم الدّعوة من أصولها وأنواعها ومراتبها وواجبات الدعاة وصفاتهم مبيّنة ومفصّلة في القرآن، كما فيه أيضا بيان لمعالم الدّعوة إلى الباطل وعلامتها وأهلها مع كشف شبهاتهم وسبل الاحتجاج وطرق التعامل مع المخالفين حسب مراتبهم.
* أثر فهم القرآن في باب السياسة الشرعية:
تضمّن القرآن تفاصيل علم المقاصد الشرعية وواجبات ومسؤولية كل راع تجاه رعيّته وكيف تقاد الأمة وطريق عزّتها وسبيل نصرتها.
* أثر فهم القرآن في باب أحوال وحياة العبد اليومية:
وهل هناك مثيل لأثر القرآن في تبصير وتثبيت العبد تجاه الابتلاءات التي يمرّ بها أو المغريات- من شهوات أو شبهات- التي تموج حوله؟ إنّ القرآن لهو الهدى والفرقان، ففيه كل ما يحتاجه العبد من تسلية وتثبيت، عبرة وموعظة، زجر وأمر ونهي، ترهيب وترغيب، وتحذير من أعداءه المتربصين به..
وغيرها من الأبواب والعلوم التي لا تحصى ولا تعدّ، كما قال عكرمة مولى ابن عباس –رضي الله عنهم أجمعين-: "إني لأخرج إلى السوق ، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فينفتح لي خمسون بابا من العلم"، إذ أن في خبايا القرآن جميع أنواع العلوم وأزْيَد مما ليس له حصر ولا عدّ وقد قيل:
* من أراد الدنيا فعليه بالقرآن
* ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن
* ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن
وهذا دليل على أن القرآن فيه بيانٌ لجميع العلوم الدينية والدنيوية مما يحتاجه العبد لصلاح دنياه وآخرته، والله عزّ وجل يقول في كتابه: {ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنين}
فالحمد لله على نعمة القرآن، ونسأله سبحانه أن يعلّمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علما ينفعنا...اللهم آمين
س2: بيّن حاجة المعلّم والداعية إلى علم التفسير.
الاجابة:
تعتبر حاجة كلّ فرد من الأمّة إلى علم التفسير حاجة ماسّة وملحّة، وحاجة المعلّم والدّاعية إليه أخصّ وأشد من عدّة وجوه من بينها:
-أنه ما سمّي المعلّم معلما إلا لأنه يعلّم غيره ويرشده، وما سمّي الداعية داعية إلا لأنه يدعو غيره ويقوده ويوجّهه، فكلاهما مرجع وقدوة وأسوة لغيرهما، ولهذا كان يلزم أن يكونا عالمين بما في كتاب الله العزيز، عارفين بمراده، عاملين بما فيه ليدعوا على بصيرة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
- أنّ المعلم أو الدّعاية يبصّر غيره بالطريق إلى الله على نور وهداية من الله، والله عز وجل قد وصف كتابه أنه تذكرة { مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} وقال سبحانه: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} فأعظم وسيلة لهداية الخلق وتذكيرهم ووعظهم هي فهم القرآن.
- أن التعليم والدعوة عبادة، وكل عبادةٍ شَرْطَا قَبُولهِا هما: الاخلاص والمتابعة، وسبيل بلوغ هذين الشرطين هو معرفة تفسير كتاب الله ومراده ونهج نبيّه صلى الله عليه وسلّم الذي قال: (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتمتسألون عنى فما أنتم قائلون)
- أن بلوغ خيريّة التعليم لا يكون إلا بعد خيريّة التعلّم (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) فمن أراد أن يكون خير معلّم فعليه أن يكون أوّلا خير متعلّم لكتاب الله.
ومن جانب آخر، فالأمّة بحاجة إلى دعاة ومعلّمين، في مختلف الميادين، بارعين في علم التفسير، فأمّتنا أمّة الحجج والبراهين اليقينية، وأقوى البراهين والدلائل على الاطلاق تلك المنوطة بكلام رب العالمين الذي لا ريب فيه، وكم نحن بحاجة اليوم إلى داعية له باع في علم التفسير مثل عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- الذي خطب النّاس ففسّر سورة قيل فيه (أي في التفسير): " لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا"
*****************
س3: ما هي فوائد معرفة فضل علم التفسير؟
الاجابة:
علم التفسير من أشرف وأعظم العلوم التي تبذل فيها النفوس والأعمار فشرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في علم التفسير هو كلام رب العالمين، ولهذا من المهمّ على كل طالب لهذا العلم أن يعي فضله العظيم وفوائده الجليلة لأنه "من عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل". فممّا لا شكّ فيه أن فضائل هذا العلم مُغريَةٌ لطالبه، تحثّه على مزيد البذل والاجتهاد، تقف بالمرصاد تجاه كسل النفس وفتورها بل تجعله يبذل الغالي والنفيس لبلوغه، ولنا في ما قاله شيخ الاسلام خير برهان حين قال:"وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن"، فإنه متى ما استشعر طالب علم التفسير شرف ما يطلب فإنه –إن صدق- يعزّ عليه أن يلتفت أو يصرف أوقاته في غيره، فإنّ العمر أنفاسٌ أطيبها وأزكاها ما كان رفقة كتاب الله فهما وتدبّرا وعملا.
هذا والله أعلم، وأستغفر الله