دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 4 ذو القعدة 1440هـ/6-07-2019م, 06:40 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

التطبيق الثامن
تحرير القول في المراد ب" ضريع"،
-اختلف العلماء في تفسير ذلك على ثلاثة أقوال :
1- القول الأول :
أن المراد به: شجر ونبات اسمه : الشبرق،
وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وشريك بن عبدالله وأبو حنيفة وابن زيد وعطاء
،ورواه عن ابن عباس : الطبري في تفسيره ، والثعلبي في تفسيره وذكره عنه : مكي في الهداية وابن عطيه وابن كثير في تفسيره .
ورواه عن عكرمة : الطبري في تفسيره ،وذكره عنه :الثعلبي في تفسيره والبغوي وابن عطية والقرطبي وابن كثير ،
ورواه عن مجاهد : الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره ،وفي تفسير مجاهد :عن عبدالرحمن عن إبراهيم ،وذكره مكي والبغوي وابن عطيه ، والقرطبي.
ورواه عن قتادة : عبدالرزاق في تفسيره ،والطبري في تفسيره وابن أبي حاتم
وذكره الثعلبي ومكي والبغوي وابن عطية،
ورواه عن شريك بن عبدالله : الطبري في تفسيره .
وذكره عن عطاء : مكي ،
وذكره أبي حنيفة : ابن عطيه في تفسيره وأبو حيان والسمين الحلبي،
وذكره عن ابن زيد : الثعلبي في تفسيره ومكي
وذكره بدون نسبه : ( بألفاظ متقاربة )
مقاتل بن سليمان في تفسيره والفراء في معاني القرآن وأبو عبيدة في مجاز القرآن والزجاج وابن فارس ومكي و النيسابوري والفيروز آبادي وأبو السعود وابن عاشور .
ثم إن هناك أقوالا أخرى يمكن أن تندرج تحت هذا القول ،لأن من ذكرها أراد في الجملة أوصافاً معينة
لأصل هذا القول ، ومن ذلك :-
ماذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره : أنها شجرة كثيرة الشوك وتسميها قريش وهي رطبة في الربيع : الشبرق ، فإذا يبست لاتقربها الإبل ،
وذكر الفراء : أن أهل الحجاز يسمونه :الضريع إذا يبس ،وهو : سم ، وتابعه الطبري في ذلك ،ووصفه قتادة فيما رواه الطبري وابن أبي حاتم عنه : أن الشبرق : شر الطعام وأبشعه وأخبثة .
ووصفه الزجاج : أنه جنس من الشوك وقال كفار قريش أن الضريع لتسمن عليه إبلنا ".
ووصف بأنه : نبت ذو شوك لاطئ بالأرض .
وكذلك : ورد عن ابن عباس : أنه شي يخرجه البحر المالح يسميه أهل اليمن الضريع .
ونقل ابن عطية عن بعض اللغويين : أنه يبيس العرفج إذا تحطم ، وقال آخرون : هو رطب العرفج ونقل عن الزجاج هو نبات كالعوسج".
والمرعى الذي فيه هذا النبات ( الشبرق ):مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه لحما ولا شحما ،
ومنه قول أبي عبزارة الهذلي :
وحبسن في هزم الضريع فكلها
جرباء دامية البدين حرود
كما أن من صفات هذا النبات أنه إذا أكلته الإبل هزلت ،
ووصفه الخليل بأنه
نبات أخضر منتن الريح يرمى في البحر ،
كما وصفه الفيروز آبادي بأنه نبات في الماء الأجن له عروق لا تصل إلى الأرض .
القول الثاني : أن المراد بالضريع : الحجارة .
وهو قول سعيد بن جبير وعكرمة.
ورواه عن سعيد بن جبير : الطبري في تفسيره ،
وذكره عنه : الثعلبي في تفسيره وابن عطية في تفسيره وابن كثير .
وذكره عن عكرمة : مكي في الهداية .
وذكره بدون نسبه : السمين الحلبي.

القول الثالث : أن الضريع : شجر من نار ،وهو قول ابن عباس ، وابن زيد .
رواه عن ابن عباس : الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وذكره الثعلبي في تفسيره ، ومكي في الهداية وابن عطية وابن كثير .
ورواه عن ابن زيد : الطبري في تفسيره وذكره عنه الثعلبي في تفسيره ومكي في الهداية .
وذكره بدون نسبة : السمين الحلبي في الدر المصون وأبو السعود في إرشاد العقل السليم .
وذكر مكي قولا قريبا من هذا في الهداية : قال :الضريع واد في جهنم ،ولم ينسبة كما وصفه الفيروز آبادي بأنه شي في جهنم أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأحرّ من النار.
وفي ذات المعنى كذلك :
ماذكره مكي عن الحسن : أن الضريع : الزقوم ،
وذكره ابن عطية عن الحسن كذلك وجماعة من المفسرين وعلل ابن عطية ذلك بقوله : لأن الله قد أخبر في هذه الآية أن الكفار لاطعام لهم إلا من ضريع و قد أخبر أن الزقوم طعام الأثيم فذلك يقتضي أن الضريع : الزقوم
وذكره القرطبي عن الحسن ، والسمين الحلبي بدون نسبة.
وذكره عن سعيد بن جبير : ابن كثير في تفسيره.
-الدراسة :-
الضريع :عذاب من الله سبحانه للكافرين ،ومن كان الضريع طعامه فلا طعام له ،
وعدّ ابن فارس تفسير الضريع بالنبت مما شذ ،
قال: وممكن أن يحمل على الباب فيقال : ذلك يدل على الضغط والمزاحمة .
وذكر الحسن : أنه بعض ما أخفى الله من العذاب ،
-تحليل الأقوال:
القول الأول : أن المراد بالضريع : الشبرق ، شجر أو نبات ،مبناه على أن الضريع بمعنى مضرع أي : مضعف للبدن مهزل ،من فعيل بمعنى مفعل :
قول عمر بن معديكرب :
أمن ريحانه الداعي السميع
يؤرقني وأصحابي هجوع
يريد : السمع .
وقيل : ضريع فعيل من المضارعة أي الاشتباه ،لأنه يشبه المرعى الجيد ويضارعه في الظاهر وليس به .

القول الثاني أن الضريع : الحجارة ،
و يكون مبناه على أن المراد به المكان الذي يوجد به الزقوم والغسلين والضريع ،وهو ماعبر عنه بعض المفسرين عند تفسيرهم للكلمة " ضريع "
:واد في جهنم ،كما نص عليه مكي في الهداية والقرطبي في تفسيره وأورداه من غير نسبة ،
كما قال تعالى " يطوفون بينها وبين حميم آن"
وقوله" فسوف يلقون غيا"
والغي : واد في جهنم ، ووادي سقر ، قال تعالى " ما سلككم في سقر "،
ووادي الويل ، قال تعالى " فويل للذين يكتبون الكتاب .."
ومن الحديث : حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم " الويل واد في جهنم "،
وتلك الأودية في جهنم مليئة بالأشجار من زقوم وضريع وغسلين وغيرها مما يحصل به تعذيب الكافرين والزيادة في النكال عليهم أعاذنا الله من مضلات الفتن.

القول الثالث : أن المراد " شجر من نار ،ومبنى هذا القول على أن من شدة عذاب أهل النار أن يأكلوا من شجر من نار ، زيادة في عذابهم ومزيدا من النكال عليهم لكي يذوقوا الذل والهوال والاستكانة،
وضرع وضرع له ، وإليه ضرعاً :إذا استكان وخشع وهويضرع اليّ ويتضرع ولم يزل ضارعا إليّ حتى فعلت كذا ،
قال الأحوص :
كفرت الذي أسدوا إليك ووسدوا
من الحسن إنعاما وجنبك ضارع.
أي :
ذليل ساقط ،وكان مزهوا فأضرعه الفقر ،
وفي مثل :
الحمى أضرعتي إليك ،
ويقال : جسدك ضارع :ضاوي نحيف ،
فالضراعة : الذلة والاستكانة .
قال ابن كيسان : هو طعام يضرعون منه ويذلون ويتضرعون إلى الله ، اي : المضرع ،
وتوجيه القول : أي:
يتضرعون إلى الله - تعالى- طلبا للخلاص منه فسمى كذلك ،لأن آكله يضرع في أن يعفى منه لكراهيته وخشونته ،
قال النحاس : قد يكون مشتقا من الضارع،
وهو الذليل أي : ذا ضراعة ، اي من شر به ذليل تلحقه ضراعة،
فيكون معنى الآية " ليس لهم طعام إلا من ضريع ،أي هو وصف من الضراعة ،لا اسم ،أي ليس فيها طعام إلا ما أعد للهوان ،أو إذا طعموه تضرعوا عنده ،
فما يعذب به أهل النار بأكله :شبه بالضريع في سوء طعمه ، وسوء مغبته
،كما أن وصف طعام أهل النار ورد بكلمه غسلين في قوله " ولا طعام إلا من غسلين "،
فظاهرة أنه أوجب لهم طعاما من غسلين ،فهذاك خلاف ذلك في الظاهر والمعنى في ذلك التقدير : فليس له اليوم ها هنا شراب حميم إلا من غسلين ،ولا طعام ينتفع به ،وقيل : الغسلين من الضريع ،وقيل الغسلين لقوم والضريع لآخرين .

والذي يترجح أن الأقوال الثلاثة واردة في التفسير لكلمة ضريع من حيث أنها أوصاف لهيئات أو حالات أو أمكنة أو أشياء من خلالها يطعم الكفار يوم القيامة من النار ،زيادة في تعذيبهم على كفرهم بالله والتنكب عن طريق الإسلام كما أن القول الأول فيه تشبيه بنبات يراه الناس في الدنيا للمقارنة لمزيد من إقامة الحجة ،
والله المستعان وعليه التكلان.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir