دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > الأسماء والصفات > الأسماء والصفات للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ربيع الأول 1432هـ/23-02-2011م, 08:09 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب بدء الخلق

باب بدء الخلق قال الله عز وجل: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده}.

798- أخبرنا أبو طاهرٍ الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بلالٍ البزّاز، حدّثنا فتح بن نوحٍ أبو نصرٍ ح وأخبرنا أبو طاهرٍ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن هارون الفقيه، إملاءً، حدّثنا بشر بن موسى، قالا: أنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدّثنا حيوة، وابن لهيعة، قالا: حدّثنا أبو هانئٍ حميد بن هانئٍ الخولانيّ، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن الحبليّ، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي اللّه عنهما، يقول: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: قدّر اللّه المقادير قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن ابن أبي عمر، عن المقرئ، عن حيوة وحده
[الأسماء والصفات: 2/233]
799- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصيرٍ الخوّاص، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم التّجيبيّ، بمصر ح وأخبرنا أبو عبد الله، حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبيد بن عبد الواحد، قالا: حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا اللّيث، ونافع بن يزيد، قالا: حدّثنا أبو هانئٍ، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: فرغ اللّه عزّ وجلّ من المقادير وأمور الدّنيا قبل أن يخلق السّماوات والأرض، وعرشه على الماء بخمسين ألف سنةٍ.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن محمّد بن سهل بن عسكرٍ التّميميّ، عن ابن أبي مريم وقوله: فرغ: أي يريد به تمام خلق المقادير، لا أنّه كان مشغولا به ففرغ منه، لأنّ اللّه تعالى لا يشغله شيءٌ عن شيءٍ، فإنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ورواه ابن وهبٍ عن أبي هانئٍ، فقال: كتب، وزاد أيضًا ما زاد من قوله: وعرشه على الماء
800- أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، حدّثني أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن بالويه، أخبرنا بشر بن موسى، حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق الفزاريّ، عن الأعمش، عن جامع بن شدّادٍ، عن صفوان بن محرزٍ، عن عمران بن حصينٍ، رضي اللّه عنه، قال:
[الأسماء والصفات: 2/234]
أتيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فعقلت ناقتي بالباب ثمّ دخلت، فأتاه نفرٌ من بني تميمٍ، فقال: اقبلوا البشرى يا بني تميمٍ قالوا: قد بشّرتنا فأعطنا، فجاءه نفرٌ من أهل اليمنٍ، فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلوها إخوانكم بنو تميمٍ قالوا: قبلنا يا رسول الله، أتيناك لنتفقّه في الدّين ولنسألك عن أوّل هذا الأمر كيف كان؟ قال: كان اللّه عزّ وجلّ، ولم يكن شيءٌ غيره، وكان عرشه على الماء، ثمّ كتب جلّ ثناؤه في الذّكر كلّ شيءٍ، ثمّ خلق السّماوات والأرض قال: ثمّ أتاني رجلٌ، فقال: أدرك ناقتك فقد ذهبت فخرجت فوجدتها ينقطع دونها السّراب، وايم الله لوددت أنّي كنت تركتها.
أخرجه البخاريّ في "الصّحيح" من حديث الأعمش وقوله: كان اللّه عزّ وجلّ ولم يكن شيءٌ غيره يدلّ على أنّه لم يكن شيءٌ غيره على الماء ولا العرش ولا غيرهما، فجميع ذلك غير الله تعالى وقوله: كان عرشه على الماء يعني: ثمّ خلق الماء وخلق العرش على الماء، ثمّ كتب في الذّكر كلّ شيءٍ، كما روّينا في حديث عبد الله بن عمرو رضي اللّه عنهما، وذلك بيّنٌ في حديث أبي رزينٍ العقيليّ
801- أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن الحسن بن فوركٍ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، حدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا داود، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن وكيع بن حدسٍ، عن أبي رزينٍ يعني العقيليّ، قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يكره أن يسأل، فإذا سأله أبو رزينٍ أعجبه، قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربّنا قبل أن يخلق
[الأسماء والصفات: 2/235]
السّماوات والأرض؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: كان في عماءٍ ما فوقه هواءٌ، وما تحته هواءٌ ثمّ خلق العرش على الماء هذا حديثٌ تفرّد به يعلى بن عطاءٍ، عن وكيع بن حدسٍ، ويقال: ابن عدسٍ، ولا نعلم لوكيع بن عدسٍ هذا راويًا غير يعلى بن عطاءٍ، ووجدته في كتابي في عماءٍ مقيدًا بالمدّ، فإن كان في الأصل ممدودًا فمعناه سحابٌ رقيقٌ ويريد بقوله في عماءٍ أي: فوق سحابٍ مدبرًا له وعاليًا عليه، كما قال تعالى: أأمنتم من في السّماء، يعني: من فوق السّماء وقال: ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل يعني: على جذوعها وقوله: ما فوقه هواءٌ أي ما فوق السّحاب هواءٌ، وكذلك قوله: وما تحته هواءٌ أي: ما تحت السّحاب هواءٌ، وقد قيل: إنّ ذلك من العمى مقصورًا، والعمى إذا كان مقصورًا، فمعناه: لا شيء ثابتٌ، لأنّه ممّا يعمى على الخلق لكونه غير شيءٍ، وكأنّه قال في جوابه: كان قبل أن يخلق خلقه ولم يكن شيءٌ غيره كما قال في حديث عمران بن حصينٍ رضي اللّه عنه، ثمّ قال فما فوقه ولا تحته هواءٌ أي: ليس فوق العمى الّذي لا شيء موجودٌ هواءٌ، ولا تحته هواءٌ، لأنّ ذلك إذا كان غير شيءٍ فليس يثبت له هواءٌ بوجهٍ، واللّه أعلم وقال أبو عبيدٍ الهرويّ صاحب الغريبين، وقال بعض أهل العلم: معناه أين كان عرش ربّنا؟ فحذف اختصارًا، كقوله: واسأل القرية، أي: أهل القرية، ويدلّ على ذلك قوله: وكان عرشه على الماء
[الأسماء والصفات: 2/236]
802- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا إسحاق بن الحسن، حدّثنا أبو حذيفة، حدّثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، أنّه سئل عن قوله عزّ وجلّ: وكان عرشه على الماء، على أي شيءٍ كان الماء؟ قال: على متن الرّيح
803- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا يحيى بن أبي طالبٍ، أخبرنا أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا عبد الله بن المبارك، حدّثنا رباح بن زيدٍ، عن عمر بن
[الأسماء والصفات: 2/237]
حبيبٍ، عن القاسم بن أبي بزّة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، أنّه كان يحدّث أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إنّ أوّل شيءٍ خلقه اللّه تعالى القلم، وأمره فكتب كلّ شيءٍ يكون ويروى ذلك أيضًا عن عبادة بن الصّامت رضي اللّه عنه مرفوعًا وإنّما أراد، واللّه أعلم، أوّل شيءٍ خلقه بعد خلق الماء والرّيح والعرش القلم، وذلك بيّنٌ في حديث عمران بن الحصين رضي اللّه عنه: ثمّ خلق السّماوات والأرض
[الأسماء والصفات: 2/238]
وفي حديث أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، موقوفًا عليه: ثمّ خلق النّون فدحا الأرض عليها
804- أخبرنا أبو ذرٍّ محمّد بن أبي الحسين بن أبي القاسم المزكّي، أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله العبسيّ، حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: إنّ أوّل ما خلق اللّه عزّ وجلّ من شيءٍ القلم، فقال: اكتب فقال: يا ربّ، وما أكتب؟ قال: اكتب القدر فجرى بما هو كائنٌ من ذلك اليوم إلى قيام السّاعة قال: ثمّ خلق النّون فدحا الأرض عليها فارتفع بخار الماء ففتق منه السّماوات، واضطرب النّون فمادت الأرض فأثبتت بالجبال، وإنّ الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة
[الأسماء والصفات: 2/239]
805- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس هو الأصم، حدّثنا الصاغاني، أخبرنا الحسن بن موسى، أخبرنا أبو هلال محمد بن سليم، حدّثنا حيان الأعرج، قال: كتب يزيد بن أبي مسلم إلى جابر بن زيد يسأله عن بدء الخلق، قال: العرش و الماء والقلم، والله أعلم أي ذلك بدأ قبل
806- وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو منصور النضروي، حدّثنا أحمد بن نجدة، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن مجاهد، قال: بدء الخلق العرش
[الأسماء والصفات: 2/242]
والماء والهواء، وخلقت الأرضون من الماء. وقال: بدأ الخلق يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وجمع الخلق يوم الجمعة، وتهودت اليهود يوم السبت، ويوم من الستة الأيام كألف سنة مما تعدون
807- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصفار، حدّثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدّثنا عمرو بن حماد بن طلحة، حدّثنا أسباط، عن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات}، قال: إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئا قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء، فسما عليه فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين: في الأحد والإثنين، فخلق الأرض على الحوت والحوت هو النون الذي ذكره الله تعالى في القرآن يقول: {ن والقلم} والحوت في الماء، والماء على صفاة}، والصفاة على ظهر ملك، والملك على الصخرة، والصخرة في الريح وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء ولا في الأرض، فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزلت الأرض فأرسل عليها الجبال فقرت.
[الأسماء والصفات: 2/243]
فالجبال تفخر على الأرض وذلك قوله تعالى: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} وخلق الجبال فيها، وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين في الثلاثاء والأربعاء، وذلك حين يقول: {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها} يقول: أنبت شجرها} {وقدر فيها أقواتها} يقول: أقواتها لأهلها} {في أربعة أيام سواء للسائلين} يقول: من سأل فهكذا الأمر} {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع سماوات في يومين في الخميس والجمعة، وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات والأرض: {وأوحى في كل سماء أمرها}، قال: خلق في كل سماء خلقا من الملائكة، والخلق الذي فيها من البحار وجبال البر، وما لا يعلم، ثم زين السماء الدنيا بالكواكب، فجعلها زينة وحفظا يحفظ من الشياطين، فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش فذلك حين يقول: {خلق السماوات والأرض في ستة أيام} يقول: {كانتا رتقا ففتقناهما}. وذكر القصة في خلق آدم عليه السلام، وقد مضى ذكره في باب الروح
808- أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو جعفرٍ الرّزّاز، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكرٍ، حدّثنا عفّان، حدّثنا همّامٌ، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قلت: يا رسول الله، إنّي إذا رأيتك طابت نفسي وقرّت عيني، فأنبئني عن كلّ شيءٍ، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: كلّ شيءٍ خلق من الماء وذكر الحديث
[الأسماء والصفات: 2/244]
809- أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني يوسف بن عدي (ح). وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي ببغداد، حدّثنا أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري، حدّثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدّثنا أبو يعقوب
[الأسماء والصفات: 2/245]
يوسف بن عدي، حدّثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال سعيد: جاءه رجل، فقال: يا أبا عباس، إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، فقد وقع} ذلك في صدري. فقال ابن عباس: أتكذيب؟ فقال الرجل: ما هو بتكذيب ولكن اختلاف. قال: فهلم ما وقع في نفسك. قال له الرجل: أسمع الله تعالى يقول: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}.
وقال في آية أخرى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}.
وقال في آية أخرى: {ولا يكتمون الله حديثا}.
وقال في آية أخرى: {والله ربنا ما كنا مشركين} فقد كتموا في هذه الآية. وقال في قوله: {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها، رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها} فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال في الآية الأخرى: {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل السماء.
وقوله: {وكان الله غفورا رحيما}
[الأسماء والصفات: 2/246]
{وكان الله عزيزا حكيما} {وكان الله سميعا بصيرا} وكأنه كان ثم مضى، وفي رواية الخوارزمي ثم تقضى. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هات ما وقع في نفسك من هذا. فقال السائل: إذا أنت أنبأتني بهذا فحسبي. قال ابن عباس رضي الله عنهما: قوله تعالى: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} فهذه في النفخة الأولى، ينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون، ثم إذا كان في النفخة الأخرى قاموا فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون.
وأما قوله: {والله ربنا ما كنا مشركين}.
وقوله: {ولا يكتمون الله حديثا} فإن الله تبارك وتعالى يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم ولا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره، ولا يغفر الشرك، فلما رأى المشركون ذلك قالوا: إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك، فتعالوا نقول: إنا كنا أهل ذنوب ولم نكن مشركين. فقال الله تعالى: أما إذ كتمتم الشرك فاختموا على أفواههم، فيختم على أفواههم فتنطق أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون، فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثا، فذلك قوله تعالى: {يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}.
وأما قوله: {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها} فإنه خلق الأرض في يومين قبل خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها، ودحوها أن أخرج منها الماء والمرعى وشق فيها الأنهار، وجعل فيها السبل، وخلق الجبال والرمال والآكام وما فيها في يومين آخرين فذلك قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها} {11}.
وقوله: {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين
[الأسماء والصفات: 2/247]
وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وجعلت السماوات في يومين.
وأما قوله: {وكان الله غفورا رحيما} {وكان الله عزيزا حكيما} {وكان الله سميعا بصيرا} فإن الله سمى نفسه ذلك ولم يجعله لأحد غيره. وفي رواية الخوارزمي رحمه الله: ولم ينحله} أحدا غيره، فذلك قوله: {وكان الله}. أي: لم يزل كذلك. ثم قال ابن عباس رضي الله عنهما للرجل: احفظ عني ما حدثتك، واعلم أن ما اختلف عليك من القرآن أشباه ما حدثتك، فإن الله تعالى لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد، ولكن الناس لا يعلمون فلا يختلفن عليك القرآن فإن كلا من عند الله تبارك وتعالى. أخرجه البخاري في الترجمة، فقال: وقال المنهال: فذكره: ثم قال في آخره: حدثنيه يوسف بن عدي. قلت: وبلغني عن مجاهد وغيره من أهل التفسير في قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها} معناه: والأرض مع ذلك دحاها
[الأسماء والصفات: 2/248]
810- أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله بن بشران العدل، ببغداد، أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس، حدّثنا محمّد بن منده الأصبهانيّ، حدّثنا محمّد بن بكيرٍ الحضرميّ، حدّثنا خالد بن الشّيبانيّ، عن عون بن عبد الله، عن أخيه عبيد الله، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إنّ في الجمعة ساعةً لا يوافقها أحدٌ يسأل اللّه عزّ وجلّ فيها شيئًا إلاّ أعطاه إيّاه قال: وقال عبد الله بن سلامٍ: إنّ اللّه عزّ وجلّ ابتدأ الخلق فخلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين، وخلق السّماوات يوم الثّلاث ويوم الأربعاء، وخلق الأقوات وما في الأرض يوم الخميس ويوم الجمعة إلى صلاة العصر، وهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغرب الشّمس، عن تابعه وهب بن بقيّة، عن خالد بن عبد اللّه
[الأسماء والصفات: 2/249]
811- وأخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه، أخبرنا أبو عمرو بن نجيد، أخبرنا أبو مسلم، حدّثنا أبو عاصم، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام، قال: خلق الله الأرض في يومين، وقدر فيها أقواتها في يومين ثم استوى فخلق السماوات في يومين، خلق الأرض في يوم الأحد ويوم الإثنين وقدر فيها أقواتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وخلق السماوات في يوم الخميس ويوم الجمعة، وآخر ساعة في يوم الجمعة خلق الله آدم في عجل، وهي التي تقوم فيها الساعة، وما خلق الله من دابة إلا وهي تفزع من يوم الجمعة إلا الإنسان والشيطان
812- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ، حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، قال: قال ابن جريجٍ أخبرني إسماعيل بن أميّة، عن أيّوب بن خالدٍ، عن عبد الله بن رافعٍ، مولى أمّ سلمة، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: أخذ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بيدي، فقال: خلق اللّه التّربة يوم السّبت، وخلق
[الأسماء والصفات: 2/250]
فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشّجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثّلاثاء، وخلق النّور يوم الأربعاء، وبثّ فيها من الدّوابّ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة آخر الخلق، في آخر ساعةٍ من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى اللّيل هذا حديثٌ قد.
أخرجه مسلمٌ في كتابه، عن سريج بن يونس، وغيره، عن حجّاج بن محمّدٍ.
وزعم بعض أهل العلم بالحديث أنّه غير محفوظٍ لمخالفته ما عليه أهل التّفسير وأهل التّواريخ.
وزعم بعضهم أنّ إسماعيل بن أميّة إنّما أخذه، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أيّوب بن خالدٍ، وإبراهيم غير محتجٍّ به
[الأسماء والصفات: 2/251]
813- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو يحيى أحمد بن محمّدٍ السّمرقنديّ، ببخارى، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن نصرٍ، حدّثني محمّد بن يحيى، قال: سألت عليّ بن المدينيّ عن حديث أبي هريرة، رضي اللّه عنه: خلق اللّه التّربة يوم السّبت فقال عليّ: هذا حديثٌ مدنيّ رواه هشام بن يوسف، عن ابن جريجٍ، عن إسماعيل بن أميّة، عن أيّوب بن خالدٍ، عن أبي رافعٍ مولى أمّ سلمة، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: أخذ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بيدي قال عليّ: وشبّك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى، وقال لي: شبّك بيدي أيّوب بن خالدٍ، وقال لي: شبّك بيدي عبد الله بن رافعٍ، وقال لي شبّك بيدي أبو هريرة رضي اللّه عنه، وقال لي: شبّك بيدي أبو القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال لي: خلق اللّه الأرض يوم السّبت فذكر الحديث بنحوه قال عليّ بن
[الأسماء والصفات: 2/255]
المدينيّ: وما أرى إسماعيل بن أميّة أخذ هذا إلاّ من إبراهيم بن أبي يحيى قلت: وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن أيّوب بن خالدٍ، إلاّ أنّ موسى بن عبيدة ضعيفٌ، وروي عن بكر بن الشّرّود، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليمٍ، عن أيّوب بن خالدٍ، وإسناده ضعيفٌ واللّه أعلم
814- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا محمد بن صالح بن هانئ، وإبراهيم بن عصمة، قالا: حدّثنا السري بن خزيمة، حدّثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدّثنا يحيى بن يمان، حدّثنا سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن ابن عباس، رضي الله عنهما: {فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} قال للسماء: أخرجي شمسك وقمرك ونجومك، وقال للأرض: شققي أنهارك وأخرجي ثمارك. فقالتا: أتينا طائعين
[الأسماء والصفات: 2/256]
815- أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن يوسف الأصبهانيّ، حدّثنا أبو سعيد بن الأعرابيّ، حدّثنا سعدان بن نصرٍ، حدّثنا إسحاق الأزرق، عن عوفٍ الأعرابيّ، عن قسامة بن زهيرٍ، عن أبي موسى، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض: منهم الأحمر، والأسود، والأبيض، والسّهل، والحزن، وبين ذلك، والخبيث، والطّيب ورواه غيره، عن عوفٍ، فزاد فيه: الأسمر وقوله: من قبضةٍ قبضها يريد به الملك الموكّل به بأمره وقد روّينا عن السّدّيّ بأسانيده أنّ الّذي قبضها ملك الموت عليه السّلام بأمر الله تعالى
816- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الصفار، حدّثنا أحمد بن مهران، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا إبراهيم بن نافع، قال: سمعت الحسن بن مسلم، يقول: سمعت سعيد بن جبير، يحدث عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: خلق الله تعالى آدم من أديم} الأرض كلها
[الأسماء والصفات: 2/257]
فسمي آدم قال إبراهيم: فسمعت سعيد بن جبير يقول: سألت ابن عباس رضي الله عنهما فقال: خلق الله تعالى آدم فنسي فسمي الإنسان، فقال عز وجل: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}
817- وأخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيدٍ الصّفّار، حدّثنا إسحاق الحربيّ، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا فضيلٌ، عن هشامٍ، عن قيس بن سعدٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق آدم يوم الجمعة بعد العصر من أديم الأرض فسمّي آدم، ألا ترى أنّ من ولده الأبيض والأسود والطّيب والخبيث، ثمّ عهد إليه فنسي فسمّي الإنسان قال: فواللّه ما غابت الشّمس من ذلك اليوم حتّى أهبط
818- أخبرنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلويّ، أخبرنا أبو حامد بن الشّرقيّ، حدّثنا محمّد بن يحيى، وأبو الأزهر، وحمدان السّلميّ، قالوا: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم:
[الأسماء والصفات: 2/258]
خلقت الملائكة من نورٍ، وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ، وخلق آدم عليه السّلام ممّا وصف لكم.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن محمّد بن رافعٍ، عن عبد الرّزّاق
819- أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو جعفرٍ الرّزّاز، حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن المنادي، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: إنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لمّا صوّر اللّه تعالى آدم في الجنّة تركه ما شاء اللّه أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به فينظر ما هو، فلمّا رآه أجوف عرف أنّه خلق أجوف لا يتمالك.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يونس بن محمّدٍ
820- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصفار، حدّثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدّثنا عمرو بن حماد، حدّثنا أسباط، عن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر القصة في خلق آدم عليه السلام، ونفخ الروح فيه كما مضى في باب الروح. قال: وأسكن آدم الجنة فكان يمشي فيها وحشيا ليس له زوج يسكن إليها، فنام نومة فاستيقظ، وإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله تعالى من ضلعه، فسألها: ما أنت؟ فقالت: امرأة. قال: ولم خلقت؟ قالت: تسكن إلي.
[الأسماء والصفات: 2/259]
قالت له الملائكة ـ ينظرون ما بلغ علمه ـ: ما اسمها يا آدم؟ قال: حواء. قالوا: لم سميت حواء؟ قال: لأنها خلقت من شيء حي. فقال الله تعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما}. وذكر القصة
821- أخبرنا أبو عليٍّ الحسين بن محمّدٍ الرّوذباريّ، أخبرنا أبو محمّد بن شوذبٍ المقرئ بواسط، حدّثنا شعيب بن أيّوب، حدّثنا ابن نميرٍ، وأبو أسامة، عن الأعمش ح وأخبرنا أبو عليٍّ الرّوذباريّ، وأبو الحسين بن بشران، قالا: أنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، حدّثنا سعدان بن نصرٍ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الله هو ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وهو الصّادق المصدوق: إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يومًا، ثمّ يكون علقةً مثل ذلك، ثمّ يكون مضغةً مثل ذلك، ثمّ يبعث إليه الملك فينفخ فيه الرّوح، ثمّ يؤمر بأربعٍ: اكتب رزقه وعمله وأجله وشقيّ أم سعيدٌ، فوالّذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النّار
[الأسماء والصفات: 2/260]
حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنّة فيدخلها، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النّار فيدخلها.
رواه مسلمٌ في "الصّحيح"، عن محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، عن أبيه، وعن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية.
وأخرجه البخاريّ من وجه آخر، عن الأعمش
[الأسماء والصفات: 2/261]
822- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرّحمن السّلميّ، من أصله، وأبو سعيد بن أبي عمرٍو قالوا: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا السّريّ بن يحيى، حدّثنا قبيصة، حدّثنا عمّار بن رزيقٍ، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وهو الصّادق المصدوق، فذكر الحديث بنحوه قال عمّارٌ: فقلت للأعمش: ما يجمع في بطن أمّه؟ قال: حدّثني خيثمة، قال: قال عبد الله، رضي اللّه عنه: إنّ النّطفة إذا وقعت في الرّحم فأراد اللّه تعالى أن يخلق منها بشرًا، طارت في بشرة المرأة تحت كلّ ظفرٍ وشعرةٍ، ثمّ يمكث أربعين ليلةً، ثمّ يترك دمًا في الرّحم فذلك جمعها
823- وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفرٍ، ثنا
[الأسماء والصفات: 2/262]
يعقوب، قال: حدّثني عبد الله بن محمّد بن حميد بن الأسود، حدّثنا أنيس بن سوّارٍ الجرميّ، حدّثنا أبي، عن مالك بن الحويرث، صاحب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ إذا أراد خلق عبدٍ فجامع الرّجل المرأة، طار ماؤه في كلّ عرقٍ وعضوٍ منها، فإذا كان اليوم السّابع جمعه اللّه تعالى ثمّ أحضره كلّ عرقٍ له دون آدم في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك
824- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب، حدّثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، في قوله
[الأسماء والصفات: 2/263]
تعالى {والذين يتوفون منكم} الآية، فقلت لأبي العالية: لأي شيء ضمت هذه العشرة الأيام إلى الأربعة الأشهر؟ قال: لأنه ينفخ فيه الروح في العشرة
825- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو النّضر الفقيه، حدّثنا عثمان بن سعيدٍ الدّارميّ، حدّثنا عليّ بن المدينيّ، حدّثنا مروان بن معاوية، حدّثنا أبو مالكٍ الأشجعيّ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه تعالى يصنع كلّ صانعٍ وصنعته
826- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب، أخبرنا أبو حاتم الرازي، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} قال: نطفة الرجل
827- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثني أحمد بن محمّدٍ العنزيّ، حدّثنا عثمان
[الأسماء والصفات: 2/264]
بن سعيدٍ الدّارميّ، حدّثنا عبد الله بن صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن أبي الزّاهريّة، عن جبير بن نفيرٍ، عن أبي ثعلبة الخشنيّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: الجنّ ثلاثة أصنافٍ: صنف لهم أجنحةٌ يطيرون في الهواء، وصنفٌ حيّاتٌ وكلابٌ، وصنفٌ يحلّون ويظعنون قلت: وآيات القرآن وأخبار الرّسول في خلق الله تعالى وأفعاله كثيرةٌ، وفيما ذكرنا بيان ما قصدناه
828- أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو حامد بن بلال، حدّثنا يحيى بن الربيع المكي، حدّثنا سفيان، حدّثنا أبو حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما
[الأسماء والصفات: 2/265]
قال: إن مما خلق الله تعالى درة بيضاء دفتاه} ياقوتة} حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، بكل نظرة يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويغل ويفك ويفعل ما يشاء، فذلك قوله تبارك وتعالى: {كل يوم هو في شأن}
829- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدّثنا محمد بن عبد السلام، حدّثنا إسحاق هو الحنظلي، حدّثنا عبد الرزاق، عن عمر بن حبيب
[الأسماء والصفات: 2/266]
المكي، عن حميد بن قيس الأعرج، عن طاووس، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسأله: مم خلق الخلق؟ قال: من الماء والنور والظلمة والريح والتراب. قال الرجل: فمم خلق هؤلاء؟ قال: لا أدري. ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما فسأله، فقال مثل قول عبد الله بن عمرو، قال: فأتى الرجل عبد الله بن عباس فسأله فقال: مم خلق الخلق؟ قال: من الماء والنور والظلمة والريح والتراب. قال الرجل: فمم خلق هؤلاء؟ فتلا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} فقال الرجل: ما كان ليأتي بهذا إلا رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: أراد أن مصدر الجميع منه أي من خلقه، وإبداعه واختراعه، خلق الماء أولا أو الماء وما شاء من خلقه لا عن أصل ولا على مثال سبق، ثم جعله أصلا لما خلق بعده، فهو المبدع وهو البارئ لا إله غيره ولا خالق سواه
830- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العباس هو الأصم، حدّثنا العباس بن محمد، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا علي بن ثابت، حدّثنا القاسم بن سلمان، قال: سمعت الشعبي، يقول: إن لله عبادا من وراء الأندلس كما بيننا وبين الأندلس ما يرون أن الله عز وجل عصاه مخلوق، رضراضهم} الدر والياقوت}، وجبالهم الذهب والفضة، لا يحرثون ولا يزرعون ولا يعملون عملا، لهم شجر على أبوابهم لها ثمر هي طعامهم، وشجر لها أوراق عراض هي لباسهم
831- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن يعقوب الثقفي، حدّثنا عبيد بن غنام النخعي، أخبرنا علي بن حكيم، حدّثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه قال: {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى
[الأسماء والصفات: 2/267]
832- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا آدم بن أبي إياس، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال: في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام. إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا والله أعلم
833- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب، حدّثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا أسامة بن زيد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يسأل تبيعا: هل سمعت كعبا يذكر السحاب
[الأسماء والصفات: 2/268]
بشيء؟ قال: سمعت كعبا يقول: إن السحاب غربال للمطر، ولولا السحاب لأفسد المطر ما يقع عليه قال: صدقت، وأنا قد سمعته. قال: وسمعت كعبا يذكر أن الأرض تنبت العام نبتا وقابل غيره؟ قال: نعم. قال: وسمعت كعبا يقول: إن البذر ـ يعني بذر الحشيش ـ ينزل مع المطر فيخرج في الأرض؟ قال: نعم. قال: صدقت وأنا قد سمعته
[الأسماء والصفات: 2/269]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, بدل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir