دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ذو القعدة 1440هـ/16-07-2019م, 03:51 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
تفسير أول سورة الطارق ( أسلوب الحِجاج )
قال تعالى ( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) )

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي خلقنا في أحسن تقويم ، وهدانا للدين القويم ، فله الحمد كله ، وله الشكر كله ، علانيته وسرّه . وبعد : نقف وإياكم مع هذه الآيات وقفة تأمل نبيّن فيها بعض الحجج على الكافرين المنكرين للبعث وقدرة الله عليه . وهي كما يلي :
أولا : افتتح السورة بالقسم ( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) ) تحقيقا لم يقسِم عليه وتشويقًا إليه كما في غيرها من السور المُفتتحة بالقسم ، فأقسم بمخلوقين عظيمين فيهما دلالة على عظيم قدرة الله خالقهما ، هما السماء والنجوم ، وأتبع القسم باستفهام مستعمل في تعظيم الأمر ( وما أدراك ما الطارق ) ، ليأتي جواب القسم ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) . وهي كناية رمزيّة عن المقصود وهو إثبات البعث ؛ حيث بيّن سبحانه أنه أقام حافظًا لكل نفس ، يحفظ أعمالها خيرها وشرّها ، ولا يكون لهذا الحفظ فائدة إلا لإرادة المحاسبة عليها ، والجزاء عليها جزاءً مؤخرًا إلى ما بعد الحياة ؛ لأننا نشاهد تخلّف الجزاء على الأعمال في الدنيا بكثرة ، وإن إهمال الجزاء منافٍ لحكمة الله الحكيم العادل مبدع هذا الكون ؛ فإذا كان هناك جزاء مؤخر فإنه يستلزم إعادة حياة الذوات الصادرة منها الأعمال للمحاسبة والجزاء .
ثانيا : في قوله تعالى ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) ) جاءت الفاء لتفريع الأمر بعد إثبات البعث الذي أنكره المشركون بطريقة الكناية الرمزية في الآية السابقة . والتقدير : فإن رأيتم البعث محالا فلينظر الإنسان مِمَّ خُلق – نظر العقل المتفكر المؤدي إلى علم الشيء بالاستدلال - ليعلم أن الخلق الثاني ليس بأبعد من الخلق الأول ، ومن قدر على البداءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى .
ثالثًا : ورود الاستفهام في قوله ( مِمَّ خُلِق ) فيه إيقاظ وتنبيه إلى ما يجب علمه ، كقوله تعالى : ( من أي شيء خَلقه ) فالاستفهام هنا مجاز مرسل مركّب غير حقيقي ، ولذا أجاب عنه في الآية بعده ( خُلِق من ماء دافق ) .
رابعًا : بيان أصل خلق الإنسان وأنه مِن ماءٍ دافق يخرج من بين الصلب وهو العمود الفقري ، والترائب جمع تريبة وهي عظام الصدر التي بين الترقوتين والثديين ؛ فأطنب في وصف هذا الماء لإدماج التعليم والعبرة بدقائق التكوين والخلق ؛ ليستيقظ الجاهل الكافر .
خامسًا : في قوله تعالى :( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) ) جاءت هذه الآيات - بعد بيان أصل خلقة الإنسان في الدنيا ، والتي قد ينشأ عن هذا البيان تساؤل عن المقصد من هذا البيان والنظر في أصل الخلقة – لبيان أن الذي خلق الإنسان من ماء دافق ، قادر على إعادة خلقه بأسباب أخرى ، وبذلك يتقرر إمكان إعادة الخلق ، ويزول ما زعمه المشركون من استحالة البعث والإعادة .
سادسًا : في قوله تعالى: ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) لما بين الله أنه جعل لكل إنسان حافظًا يحفظ عليه أعماله ، جاءت هاتان الآيتان تهديدا للمشركين المنكرين للبعث بأن في ذلك اليوم تبلى السرائر ، فيختبر ويتميّز الصالح عن الفاسد من جميع ما يُسِرّه الإنسان ويخفيه من النوايا والعقائد وكذلك الظاهر منها من باب أولى ، فيحاسب ويُجزى عليها بما يستحقّ ، وبما أن المقصود المشركون ؛ لأنهم المسوق لأجلهم هذا التهديد ، بيّن أن لا قوّة للمشرك يدفع بها عن نفسه وما له من ناصر يدافع عنه .

المراجع :
1- تفسير ابن كثير
2- تفسير الطبري
3- تفسير البغوي
4- تفسير التحرير والتنوير
5- تفسير القرطبي
نفع الله بك وسددك.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir