تلخيص درس الغريب والمعرَّب من منظومة الزمزمي
للشارح الشيخ / علي محسن المساوي . والشيخ / عبد الكريم الخضير .
قال الناظم عبد العزيز الزمزمي رحمه الله :
يرجع للنقل لدى الغريب ما جاء كالمشكاة في التعريب
أواه والسجــل ثم الكفــل كذلك القسطــاس وهو العــدل
وهذه ونحـوها قد أنكـرا جمهورهم بالوفق قالوا إحذرا
فن الغريب والمعرب : نوعين من السبعة أنواع مما يرجع إلى الألفاظ .
• تعريف الغريب :
يراد بالغريب الكلمات الغامضة التي تحتاج إلى تفسير وبيان .
• فائدة علم الغريب :
من أهم المهمات لأنه وسيلة إلى فهم النصوص .
• الآثار الواردة في علم الغريب :
- روه البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ( أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه ).
والمراد بإعرابه : معرفة معاني الألفاظ .
- وقال أهل العلم : ( هذا الفن جدير بالتحري حري بالتوقي ) .
• أمثلة من واقع السلف عن تحريهم في القول بالقرآن والحديث بلا علم :
- عن إبراهيم التيمي : أن أبا بكر رضي الله عنه سئل عن قوله تعالى ( وفاكهة وأبا ) , فقال :
أي سماء تظلني , وأي أرض تقلني , إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم .
- وسئل الإمام أحمد عن معنى حديث أو معنى كلمة , فقال : ( سلوا أهل الغريب ) ,والإمام أحمد يوضح عنده من طرق الحديث العشرات التي يوضح بعضها بعضا . فإذا كان هذا الإحتياط في السنة فالقرآن أولى
• المرجع في الغريب :
يرجع فيه للنقل , أي ما كتبوه العلماء الذين لهم معرفة في اللغة والكتاب . وأيضا غريب الحديث يرجع فيه لمؤلفات العلماء ممن لهم علم باللغة والحديث .
كما قال الناظم : يرجع للنقل لدى الغريب .
• المؤلفات في الغريب :
1- غريب القرآن لابن قتيبة . 2- غريب القرآن للهروي .
3-المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني . 4- كتاب العزيزي .
5- غريب القرآن لابن عزيز السجستاني وهو مختصر , لكن العلماء أثنوا عليه ثناء كبيرا مع اختصاره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعرَّب :
• تعريف المعرَّب :
هو ما جاء من لغات أخرى فلاكته ألسنة العرب وعربوه فصار من استعمالهم , وقد يكونوا غيروا في بعض حروف الكلمات .
• المؤلفات في المعرَّب :
المعرَّب للجواليقي .
• بعض الكلمات المعربة التي ذكرها الناظم في أبياته :
1- مشكاة : لفظة حبشية , معناها في التعريب بلغة الغرب : الكوة أي الفتحة في الجدار .
قال تعالى ( كمشكاة فيها مصباح ) سورة النور.
2- أواه : لفظة حبشية , معناها الموقن , أو الرحيم , أو معناها الدعاء بلغة العبرانية .
قال تعالى ( إن إبراهيم لأواه حليم ) سورة التوبة .
3- السجل : لفظة حبشية , معناها الرجل , أو الكتاب , ومنهم من قال أن السجل اسم لكاتب من كتاب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , لكن لا يوجد من كتاب الوحي من اسمه السجل, بل لا يوجد من الصحابة من اسمه السجل .
قال تعالى ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) سورة الأنبياء .
4- الكفل : لفظة حبشية , معناها الضعف .
قال تعالى ( يؤتكم كفلين من رحمته) سورة الحديد .
5- القسطاس : لفظة عند الروم , معناها العدل , أو الميزان .
قال تعالى ( وزنوا بالقسطاس المستقيم ) سورة الإسراء .
وغير ذلك من الكلمات كنحو : سندس وإستبرق وسلسبيل وغيره .
• مسألة : هل يوجد في القرآن ألفاظ معرَّبة ( غير عربية ) ؟
- أهل العلم يجمعون على أنه لا يوجد جمل ولا تراكيب أعجمية في القرآن .
- ويجمعون على وجود أعلام أعجمية في القرآن .
- أما ألفاظ غير عربية ليست بتراكيب ولا أعلام هذا محل خلاف على ثلاثة أقوال :
1- منهم من نفى وجود ألفاظ غير عربية في القرآن , لأن ذلك ينافي كون القرآن عربي . قال تعالى ( بلسان عربي مبين ) .
وهذا قول جمهور العلماء منهم الشافعي وابن جرير وغيرهم . وقالوا إن وجود هذه الألفاظ المعروفة عند غير العرب هو مما توافقت فيه اللغات .
قال الناظم : وهذه ونحوها قد أنكرا جمهورهم بالوفق قالوا إحذرا
2- منهم من قال بوجود ألفاظ غير عربية في القرآن وهي يسيرة قرابة ستين لفظا , وكونها يسيرة لا تخرج القرآن من كونه عربي .
3- قال أبو عبيد القاسم ابن سلام : والصحيح عندي تصديق القولين , وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية ولكنها وقعت للعرب , فعربتها بألسنتها , وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها , فصارت عربية ,ثم نزل القرآن , فمن قال أنها عربية فهو صادق , ومن قال أنها أعجمية فهو صادق. ومال إلى هذا القول الجواليقي وابن الجوزي وغيرهم .