820- فَوَاعِلٌ لِفَوْعَلٍ وفَاعِلِ = وفَاعِلَاَءَ مَعَ نَحْوِ: كَاهِلِ
821- وحَائِضٍ وصَاهِلٍ وفَاعِلَهْ = وشَذَّ فِي الفَارِسِ، مَعَ مَا مَاثِلَهْ
(فَوَاعِلٌ لِفَوْعَلٍ وفَاعِلِ = وفَاعِلَاءَ مَعَ نحوِ: كَاهِلِ)
(وحَائِضٍ وصَاهِلٍ وفَاعِلَهْ) أَيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جَمْعِ الكَثْرَةِ فَوَاعِلٌ، وهُو مُطَّرِدٌ فِي هَذِهِ الأنواعِ السبعةِ:
أَولُهَا فَوْعَلٌ، نحوُ: جَوْهَرٍ وجَوَاهِرٍ, وثَانِيْهَا فَاعِلٍ، بِفَتْحِ العينِ نحوُ: طَابَعٍ وطَوَابِعٍ، وثَالِثُهَا فَاعِلَاءٌ، نحوُ: قَاصِعَاءٍ وقَوَاصِعٍ، ورابِعُهَا فَاعِلٍ اسْمًا عَلَمًا أو غيرَ عَلَمٍ، نحوُ: جَابِرٍ وجَوَابِرٍ، وكَاهِلٍ وكَوَاهِلٍ، وإِلَى هَذَا التنويعِ الإشارةُ بلفظِ نَحْوِ، وخَامِسُهَا فَاعِلٌ، صِفَةُ مؤنثٍ عاقلٍ، نحوُ: حَائِضٍ وحَوَائِضٍ وسادِسُهَا فَاعِلٍ صِفَةُ مُذَكَّرٍ غيرِ عَاقِلٍ، نحوُ: صَاهِلٍ وصَوَاهِلٍ، وسابِعُهَا فَاعِلَةٌ مُطْلَقًا،ـ نحوُ: ضَارِبَةٍ وضَوَارِبٍ، وفَاطِمَةٍ وفَوَاطِمٍ، ونَاصِيَةٍ ونَوَاصٍ، وزَادَ فِي (الكَافِيَةِ) ثَامنًا وهُو فَوْعَلَةٌ، نحوُ: صَوْمَعَةٍ وصَوَامِعٍ، وذَكَرَ فِي (التَّسْهِيْلِ) ضَابِطًا لهذِهِ الأَنْوَاعِ، فَقَالَ فَوَاعِلٌ لغيرِ فَاعِلٍ الموصوفِ، بِهِ مُذَكَّرٌ عَاقِلٌ مِمَّا ثانِيْهِ أَلِفٌ زَائِدَةٌ، أَوْ واوٌ غيرُ مُلْحَقَةٍ بخماسِيٍّ، واحْتَرَزَ بقولِهِ: "غيرَ مُلْحَقَةٍ بخُمَاسِيٍّ" مِنْ نحوِ: خَوَرْنَقٍ فإِنَّكَ تقولُ فِي جَمِعِهِ خَرَانِقٌ بحذفِ الواوِ، ولا خِلَافَ فِي اطِّرَادِ فَوَاعِلَ فِي هَذِهِ الأَنْواعِ، إِلَّا السادسَ؛ فَقَالَ جماعةٌ مِنَ المُتَأخرينَ: إنَّهُ شاذٌّ، ونَسَبَهُمْ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ) إِلَى الغَلَطِ فِي ذلكَ، وقالَ نَصَّ سِيْبَويْهِ عَلَى اطِّرَادِ فَوَاعِلَ فِي فَاعِلٍ صِفَةٌ لمذَكَّرٍ غيرِ عَاقِلٍ، قالَ: وإِنَّمَا الشَّاذُّ فِي نحوِ: فَارِسٍ وفَوَارِسٍ، يَعْنِي فِيْمَا كانَ الفاعلُ صِفَةً لمُذكرٍ عاقلٍ، وقَدْ أَشَارَ إِلَى هذَا بقولِهِ: (وشَذَّ فِي الفَارِسِ مَعَ مَا مَاثَلَهْ)، وذلكَ قَولُهُمْ فِي فَارِسٍ ونَاكِسٍ وهَالِكٍ وغَائِبٍ وشَاهِدٍ: فَوَارِسٌ ونَوَاكِسٌ، وهَوَالِكٌ وغَوَائِبٌ وشَوَاهِدٌ، وكُلُّهَا صفاتٌ للمُذَكَّرِ، العاقلِ، وتَأَوَّلَ بعضُهُم مَا وَرَدَ مِنْ ذَلكَ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لطِوَائِفَ، فيكونُ عَلَى القِيَاسِ، فَيُقَدَّرُ فِي قولِهِمْ: هَالِكٌ فِي الهَوَالِكِ فِي الطَّوَائِفِ الهَوَالِكِ، قِيْلَ: وهُو مُمْكِنٌ إِنْ لَمْ يَقُولُوا رِجَالٌ هَوَالِكٌ.
تنبيهٌ: شَذَّ أَيْضًا فَوَاعِلٌ فِي غيرِ مَا ذُكِرَ، نحوُ حَاجةٍ وحَوَائِجٍ، ودُخَانٍ ودَوَاخِنٍ، وعُثَانٍ وعَوَاثِنٍ.
822- (وَبِفَعَائِلَ اجْمَعْنَ فَعَالَهْ = وشِبْهَهُ ذَا تَاءٍ أوْ مُزَالَهْ)
أيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جمعِ الكَثْرَةِ فَعَائِلُ، وهُو لِكُلِّ رباعيٍّ مؤنثٍ بِمَدَّةٍ قبلَ آخِرِهِ، مَخْتُومًا بالتاءِ أو مُجَرَّدًا مِنْهَا، فتلكَ عَشْرَةُ أوزانٍ: خَمْسةٌ بالتاءِ، وخَمْسَةٌ بِلَا تاءٍ، فالتِي بالتاءِ فَعَالَةٌ، نحوُ: سَحَابَةٍ وسَحَائِبَ، وفِعَالَةُ، نَحوُ: رِسَالَةٍ ورَسَائِلَ، وفُعَالَةُ، نحوُ: ذُؤَابَةٍ وذَوَائِبَ، وفَعُولَةٌ، نحوُ: حَمُولَةٍ وحَمَائِلَ، وفَعِلَيةُ نحوُ: صَحِيْفَةٍ وصَحَائِفَ، والتِي بِلَا تاءٍ فِعَالٌ، نحوُ: شِمَالٍ وشَمَائِلَ، وفَعَالٌ، نحوُ: شِمَالٍ وشَمَائِلَ، وفُعَالٌ نحوُ: عُقَابٍ وعَقَائِبَ، وفَعُولٌ، نحوُ: عَجُوزٍ وعَجَائِزَ، وفَعِيلٌ نحوُ: سَعِيْدٍ ـ عَلَمَ امْرَأةٍَ ـ يُقَالُ فِي جَمْعِهِ: سَعَائِدَ.
قالَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ): وأَمَّا فَعَائِل جَمْعُ فَعِيْلٍ مِنْ هَذَا القَبِيْلِ، فلَمْ يَأْتِ اسْمُ جِنْسٍ فِيْمَا أَعْلَمُ، لكنَّهُ بِمُقْتَضَى القِيَاسِ يكونُ لعَلَمٍ مؤنثٍ كَسَعَائِدَ جَمْعُ سَعِيْدٍ اسْمَ امْرَأَةٍ.
تنبيهاتٌ: الأولُ: شَرْطُ هذِهِ المُثُلِ المُجَرَّدَةِ مِنَ التاءِ أَنْ تكونَ مؤنثةً، فلوْ كانتُ مُذكرةً لمْ تُجْمَعْ عَلَى فَعَائِلَ، إِلَّا نَادِرًا، كَقَوُلِهِمْ جَزُورٌ وجَزَائِرُ وسَمَاءٌ بِمَعْنَى المَطَرِ وسَمَائِيٌّ، ووَصِيْدٌ ووصَائِدُ.
الثاني: شَرطُ ذواتِ التاءِ مِنْ هذِهِ المُثُلِ سِوَى فَعِيْلَةِ الاسميةُ، كَمَافِي المُثُلِ المَذْكورةِ كَذَا فِي (التَّسْهِيْلِ)، ولعلَّهُ للاحترازِ عَنْ امْرَأَةٍ جَبَانَةٍ، وفَرُوقَةٍ ونَاقَةٍ جُلَالةٍ ـ بضمِّ الجِيْمِ ـ أيْ: عظيمةٌ، فَلا تُجْمَعُ هذِه الأوصافُ عَلَى فَعَائِلٍ، وشرطُ فَعِيْلَةٍ أَنْ لا تكونَ بمعنَى مفعولةٍ، احترازًا مِنْ نحوِ: جَرِيْحَةٍ وقَتِيْلَةٍ، فلا يُقَالُ جَرَائِحٌ ولا قَتَائِلٌ، وشذَّ قولُهُمْ ذَبِيْحَةٌ وذَبَائِحٌ.
الثالثُ: ظاهرُ كلامِهِ هُنَا وفِي (الكَافِيَةِ) اطِّرَادُ فَعَائِلٍ، فِي هَذِهِ الأوزانِ العَشْرَةِ، وذَكَرَ فِي (التَّسْهِيْلِ) أَنَّ المُجَرداتِ مِنَ التاءِ سِوَى فَعِيْلٍ يُحْفَظُ فيهَا فَعَائِلٌ، وأَنَّ أَحَقَّهُنَّ بِهِ فَعُولٌ، وأَمَّا فَعِيلٌ، فَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي (التَّسْهِيْلِ)، لأنَّهُ لمْ يُحْفَظْ فِيْهِ فَعَائِلٌ كَمَا تقدَّمَ، وهذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ فَعَائِلَ غيرُ مُطَّرِدٍ فِي الأوزانِ المُجَرَّدَةِ، وتَبِعَهُ فِي (الارْتِشَافِ).
الرابعُ: ذَكَرَ فِي (التَّسْهِيْلِ) أَنَّ فَعَائِلَ أيضًا لنحوِ: جُرَائِضَ، وقَرَيْثَاءٍ، وبَرَاكَاءٍ، وجَلُولَاءٍ، وحُبَارَى وحَزَابِيَةٍ، إِنْ حُذِفَ مَا زِيْدَ بَعْدَ لامَيْهِمَا، ولنحوِ: ضَرَّةٍ وطَنَّةٍ، وحُرَّةٍ، وظاهِرُهُ الاطِّرَادُ فِيْمَا وَازَنَ هَذِهِ الألفاظَ، وإِنَّمَا قَيَّدَ حُبَارَى وحَزَابِيَةً بحذفِ ثانِي زَائِدَيْهِمَا للاحترازِ عَنْ حَذْفِ أَوَّلِ الزَّائِدَيْنِ، فتقولُ عندَ حَذْفِهِمَا، حَبَائِرٍ وجَزَائِبٍ، وإِنْ حَذَفْتَ الأوَّلَ فَقَطْ قُلْتَ حَبَاريَّ وحَزَابِيَّ ا هـ.
823- (وبالْفَعَالِي والفَعَالَى جُمِعَا = صَحْرَاءُ والعَذْرَاءُ والقَيْسَ اتْبَعَا)
أَيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جَمْعِ الكثرةِ الفَعَالِي بالكسرِ، والفَعَالَى بالفتحِ،ـ ولَهُمَا اشتراكٌ وانفرادٌ.
فَيَشْتَرِكَانِ فِي أنواعٍ:
الأولُ فَعْلَاءٌ اسْمًا، نَحْوُ: صَحْرَاءَ وصَحَارٍ وصَحَارِى، والثانِي فَعْلَى اسْمًا، نحوُ: عَلْقَى وعَلَاقٍ وعَلَاقَى، والثالثُ: فِعْلَى اسْمًا نحوُ: ذِفْرَى وذِفَارٍ وذَفَارَى، والرابعُ:فُعْلَى وصْفًا لَا لِأُنْثَى أَفْعَل، نحوُ: حُبْلَى وحَبَالٍ وحَبَالَى، والخامسُ فَعْلَاءُ وصفٌ لِأُنْثَى، نحوُ: عَذْرَاءَ وعَذَارٍ وعَذَارَى، وهَذِهِ كُلُّهَا مَقِيْسَةٌ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بقولِهِ: "والقَيْسَ اتْبِعَا"، إلا فَعْلَاءَ وصْفًا لِأُنْثَى، نحوُ: عَذْرَاءَ، فَإِنَّ الفَعَالى والفَعَالِي غيرُ مَقِيْسَيْنِ فيهِ، بَلْ محفوظانِ كَمَا نَصَّ عليهِ فِي (التَّسْهِيْلِ)، بخلافِ مَا اقتضاهُ كلامُهُ هُنَا، وفِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ)، ويشتركانِ أيْضًا فِي جَمْعِ مَهْرِيٍّ، قالُوا: مَهَارٍ ومَهَارَى، ولَا يُقَاسُ عليْهِمَا.
وينفردُ الفَعَالِي بالكسرِ فِي نحوِ: حِذْرِيَةٍ وسِعْلَاةٍ، وعَرْفُوةٍ،والمَأْقَى، وفِيْمَا حُذِفَ أولُ زائديْهِ، مِنْ نحوِ: حَبَنْطَى وعَفَرْنَى، وعَدَوْلَى وقَهْوَباةٍ وبُلَهْنِيَةٍ، وقَلَنْسُوَةٍ وحُبَارى، ونَدَرَ فِي أَهْلٍ وعِشْرِيْنَ، ولَيَلةٍ وكَيَكَةٍ، وهِي البَيْضَةُ.
وينفردُ فَعَالَى بالفتحِ فِي وصْفٍ عَلَى فَعْلَانَ، نحوُ: سَكْرَانَ وغَضْبَانَ، وعَلَى فَعْلَى نحوُ: سَكْرَى وغَضْبَى، ويُحْفَظُ فِي نحوِ: حَبَطٍ ويَتِيْمٍ، وأَيمٍ، وطَاهِرٍ وشَاةٍ ورَئِيْسٍ، وهِي التِي أُصِيْبَ رَأْسُهَا.
واعْلَمْ أَنَّ فُعَالَى ـ بضمِّ الفاءِ ـ فِي جَمْعٍ نحوُ: سَكْرَانَ وسَكْرَى راجحٌ عَلَى فَعَالَى بفتحِهَا، وفِي غيرِ يَتِيْمٍ، مِنْ نحوِ: قَدِيْمٍ وأَسِيْرٍ مُسْتَغْنًى بِهِ عَنْهُ، وفِي غيرِ ذلكَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ.
تنبيهاتٌ: الأولُ إِنَّما لمْ يَذْكُرْ هُنَا مَا ينفردُ بِهِ فَعَالِي، مِنْ نحوِ: حِذَرَيةٍ، ومَا بَعْدَهَا لأنَّهُ مُسْتَفَادٌ مِنْ قولِهِ بَعْدَ "وبِفَعَالِلٍ وشِبْهِهِ انْطِقَا" وسيأتِي بيانُهُ، ولكنَّهُ أَخَلَّ بِفُعَالَى بضمِّ الفاءِ فَلَمْ يَذْكُرْهُ.
الثانِي: قالُوا فِي جَمْعِ صَحْرَاءَ وعَذْرَاءَ أَيْضًا صَحَارِيُّ وعَذَارِيُّ، بالتشديدِ وسيأتِي.
الثالثُ: فَعالِيُّ بالتشديدِ هُوَ الأصلُ فِي جَمْعِ صَحْرَاءَ ونحوِهَا، وإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا لا يُقَاسُ عليهِ؛ لِأَنَّ وَزْنَ صَحْرَاءَ، فَعْلالٌ فَجَمْعُهُ عَلَى فَعَالِيْلٍ، بِقَلْبِ الألفِ التِي بينَ اللامينِ ياءً؛ لانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وبِقَلْبِ أَلِفِ التأنيثِ، وهِي الثانيةُ فِي نحوِ: صَحْرَاءَ يَاءً، وتُدْغَمُ الأُوْلَى فيْهَا: ثُمَّ إِنَّهُم آثَرُوا التخفيفَ فَحَذَفُوا إِحْدَى اليَاءَيْنِ، فَمَنْ حَذَفَ الثانيةَ قَالَ: الصَّحَارِي بالكسرِ، وهَذَا هُو الغَالِبُ، ومَنْ حَذَفَ الأُوْلَى قَالَ الصَّحَارَى بالفتحِ، وإنَّمَا فَتَحَ الراءَ وقلبَ الياءَ ألفًا لِتَسْلَمَ مِنَ الحَذْفِ عِنْدَ التَّنْوِيْنِ.
824- (واجْعَلْ فَعَالِيَّ لغيرِ ذِي نَسَبٍ = جُدِّدَ كَالكُرْسِيِّ تَتْبَعِ العَرَبْ)
أيْ: مِنْ أَمْثِلَةِ جَمْعِ الكَسْرَةِ فَعَالِيِّ، وهُو لثلاثِيٍّ ساكنِ العينِ مَزِيْدٍ، آخِرُهُ ياءٌ مُشَدَّدَةٌ لغيرِ تَجْدِيْدِ نَسَبٍ، نحوُ: كُرْسِيٍّ وكَرَاسِيٍّ، وكَرْكِيٍّ وكَرَاكِيٍّ.
واحْتَرَزَ بقولِهِ: "لغيرِ ذِي نَسَبْ جُدِّدَ" مِنْ نحوِ: تُرْكِيٍّ، فَلَا يُقَالُ فيهِ تَرَاكِيٌّ وأَمَّا "أَنَاسِيُّ" فَجَمْعُ إِنْسَانٍ لا إِنْسِيٍّ، وأَصْلُهُ أَنَاسِيْنَ، فأَبْدَلُوا النونَ ياءً، كَمَا قالُوا ظِرْبَانٌ وظَرَابِيُّ، وعلامةُ النَّسَبِ المُتَجَدِّدِ جوازُ سقوطِ الياءِ وبقاءُ الدلالةِ عَلَى مَعْنًى مَشْعُورٍ بِهِ قَبْلَ سقوطِهَا.
تنبيهاتٌ: الأولُ: قَدْ تكونُ الياءُ فِي الأَصْلِ للنسبِ الحقيقيِّ، ثُمَّ يَكْثُرُ استعمالُ مَا هِي فيهِ حَتَّى يَصِيْرَ النسبُ مَنْسِيًّا، أو كالمَنْسِيِّ؛ فيُعَامَلُ الاسمُ معاملةَ مَا لَيْسَ مَنْسُوبًا، كقولِهِمْ فِي مَهْرِيٍّ مَهَارِيٍّ، وأَصْلُهُ البعيرُ المنسوبُ إِلَى مَهْرَةَ قبيلةٍ باليمنِ، ثُمَّ كَثُرَ استعمالُهُ حتَّى صَارَ اسْمًا للنَّجِيْبِ مِنَ الإِبِلِ.
الثانِي: ذَكَرَ فِي (التَّسْهِيْلِ) أَنَّ هَذَا الجمعَ أَيْضًا لنحوِ: عِلْبَاءٍ وقُوْبَاءٍ وحَوْلَايَا، وأَنَّهُ يُحْفَظُ فِي نحوِ: صَحْرَاءَ وعَذْرَاءَ وإِنْسَانٍ وظَرِبَانٍ.
الثالثُ: هذَا آخِرُ مَا ذكرَهُ فِي النظمِ مِنْ أَمْثِلَةِ تَكْسيرِ الثُلَاثِيِّ المُجَرَّدِ والمَزِيْدِ فيهِ غيرِ المُلْحَقِ والشَّبِيْهِ بِهِ، وجُمْلَةُ الأبنيةِ الموضوعةِ للكَثْرةِ مِنْهَا أَحَدٌ وعِشْرُون بناءً.
وزَادَ فِي (الكَافِيَةِ) أربعةَ أبنيةٍ: فُعَالى، وفَعِيل وفُعَال، وفِعْلَى.
أَمَّا فُعَالى فنحوُ: سُكَارَى، وهُو لوصفٍ عَلَى فَعْلَان وفَعْلَى، وقدْ تقدَّمَ ذِكْرُهُ، وأَنَّهُ يُرَجَّحُ عَلَى فَعَالَى بالفتحِ في هذَيْنِ الوَصْفَيْنِ.
وأمَّا فَعِيْلٌ وفُعَالٌ بضمِّ الفاءِ نحوُ: عَبِيْدٍ جَمْعِ عَبْدٍ، وظُؤَارٍ جَمْعِ ظِئْرٍ، ففيهِمَا خِلَافٌ، وذَكَرَ بَعْضُهُم أَنَّهُمَا اسْمَا جَمْعٍ عَلَى الصحيحِ، وقَالَ فِي (التَّسْهِيْلِ)، الأَصَحُّ أنَّهُمَا مِثَالَا تكسيرٍ، لا اسْمَا جمعٍ، فَإِنْ ذُكِرَ فَعِيْلٌ، فَهُو اسْمُ جَمْعٍ لا جَمْعٌ كَمَا سَيَأْتِي بيانُهُ.
وأَمَّا فِعْلَى فلمْ يُسْمَعْ جَمْعًا، إِلَّا فِي حِجْلَى جَمْعِ حَجَلٍ، وظِرْبَى جَمْعِ ظَرِبَانٍ، ومذهبُ ابْنِ السَّرَّاجِ أَنَّهُ اسْمُ جَمْعٍ لا جَمْعٌ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ، الحِجْلَى لُغَةٌ فِي الحَجَلِ.
وذهَبَ الأَخْفَشُ إِلَى أَنَّ نحوَ: رَكْبٍ وصَحْبٍ جَمْعُ تكسيرٍ، ومذهبُ سِيْبَويْهِ أَنَّهُ اسْمُ جَمْعٍ، وهُو الصحيحُ لأَنَّهُ يُصَغَّرُ عَلَى لَفْظِهِ، وذَهَبَ الفَرَّاءُ إِلَى أَنَّ كُلَّ مَا لَهُ واحدٌ موافقٌ فِي أَصْلِ اللفظِ نحوِ: ثَمَرٍ وثِمَارٍ جَمْعُ تكسيرٍ، وليسَ بصحيحٍ.