التطبيق الأول:تفسير سورة المطففين [ من الآية (7) إلى الآية (17)]
تفسير قوله تعالى:{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}
تفسير قوله تعالى{:كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)}
المسائل التفسيرية:
- معنى الآية. ك س ش
- معنى "كلا". ك
- متعلق ب"الفجار". س ش
- معنى "سجين". ك ش
- مناسبة الآية لفي سجين بالآية بعدها. س
المسائل اللغوية:
-ميزان الصرفي لكلمة "سجين". ك
تفسير قوله تعالى:{ومَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)}
المسائل التفسيرية:
- غرض الاستفهام في قوله تعالى {وما أدراك ما سجين.} ك
- المراد ب"سجين". ك س
- أدلة أن كتاب أعمال الكفار في السجين. ك
- أدلة أن مصير الفجار إلى جهنم. ك
- ضد كلمة "سجين". س
- معنى " عليين". س
المسائل الاستطرادية:
- مصدر كلمة "سجين". ك
تفسير قوله تعالى :{كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)}
المسائل التفسيرية
- بيان أن الآية {كتاب مرقوم} تفسر أي آية. ك
- معنى الآية. ك س ش
- معنى كلمة "السجيل". ش
المسائل الاستطرادية:
- أصل كلمة "سجين". ش
- مشتق كلمة "سجين". ش
تفسير قوله تعالى:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية. ك ش
- مقصد الآية. ك ش
- المراد ب"ويل". ك
- المراد ب "يومئذ". ك ش
- أدلة أن فيه ويل على الذي يكذب. ك
- بيان لمن هذا الويل. ك ش
تفسير قوله تعالى:{الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11)}
المسائل التفسيرية
- مناسبة الآية بالآية التي قبلها. ك س
- المراد ب"يوم الدين". س
- بيان كيف يكذب الفجار بالدين. ك
تفسير قوله تعالى:{وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية. ك س ش
- المراد ب"معتد". ك س
- المراد ب "أثيم". ك س ش
- بيان سبب حمل العدوان على التكذيب. س
تفسير قوله تعالى:{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية. ك س ش
- متعلق ب "آياتنا". ش
- معنى "أساطير الأولين". س ش
- سبب من أنصف وكان مقصوده الحق المبين لا يكذب بيوم الدين. س
- سبب أن الذين إذا تتلى عليهم آيات الله يقول أنها أساطير الأولين. س
- أدلة على أن من يكذب بآيات الله قالوا أنها أساطير الأولين. ك
تفسير قوله تعالى:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
المسائل التفسيرية
- معنى الاية. ك ش
- المراد ب "كلا". ش
- المراد ب"ران". ك ش
-الفرق بين الرّين والغيم والغين. ك
- أدلة على سبب قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. ك
- المراد ب"الطبع". ش
- بيان ما هو أشد من الرين. ش
تفسير قوله تعالى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية. ك ش
-مرجع الضمير في "إنهم". ك ش
المسائل العقيدية
- دلالة هذه الآية على إثبات رؤية المؤمنين لربّهم يوم القيامة. ك
تفسير قوله تعالى:{ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية. ك س ش
- بيان عقاب المكذبون بيوم الدين. ك س ش
تفسير قوله تعالى:{ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية. ك س ش
- أنواع العذاب. س
- مقصد الآية. س
- أثار الذنوب على القلب. س
المسائل اللغوية
نائب فاعل في كلمة"يقال". ش
خلاصة أقوال المفسرين في كل المسألة في سورة المطففين من آية 7 – 17
**تفسير قوله تعالى:{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)}
المسائل التفسيرية:
- معنى الآية.
حقا أن كتاب الفجار وهم نوع من أنواع الكفرة والمنافقين والفاسقين ومنهم أيضا المطففين مكتوبون في سجل أهل النار أو في حبس وضيق شديد. هذه خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- معنى "كلا".
"كلا" هنا بمعنى حقا. ذكره ابن كثير.
- متعلق ب"الفجار".
متعلق ب"الفجار" هو أن الفجار نوع من أنواع الكفرة والمنافقين والفاسقين ومنهم أيضا المطففون. هذا حاصل كلام ما ذكره السعدي والأشقر.
- معنى "سجين".
السجين هو المكان الذي يكون فيه كتاب أعمال الفجار والكفار وأهل النار وهو المحل الضيق الشديد. هذه خلاصة ما ذكره ابن كثير والأشقر.
- مناسبة الآية {لفي سجين} بالآيةالتي بعدها.
إن مصير الفجار إلى سجين وهو المكان الضيق الشديد, فسجين هو أسفل ما يكون من الأرض الذي هو مقر النار, فهذا الكتاب في سجين ثم عظم الله هذا السجين في قوله تعالى {و ما أدراك ما سجين}.كما ذكره السعدي أن {لفي سجين} فسر بالآية التي بعدها.
المسائل اللغوية:
-ميزان الصرفي لكلمة "سجين".
إن كلمة "سجين: على وزن "فعيل" كما يقال: فسيق وشريب وخمير وسكير ونحو ذلك. ذكره ابن كثير.
**تفسير قوله تعالى:{ومَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)}
المسائل التفسيرية:
- غرض الاستفهام في قوله تعالى {وما أدراك ما سجين}.
الاستفهام هنا للتعظيم أي هو أمر عظيم, وسجين مقيم, وعذاب أليم. ذكره ابن كثير.
- المراد ب"سجين".
ذكر المفسرون عدة أقوال فيه وهم:
1. هي تحت الأرض السابعة. ذكره ابن كثير والسعدي.
ودليل على ذلك الذي جاء في حديث البراء بن عازبٍ في حديثه الطّويل: يقول اللّه عزّ وجلّ في روح الكافر: "اكتبوا كتابه في سجّينٍ. وسجّينٌ هي تحت الأرض السّابعة". ذكره ابن كثير.
2. إنها صخرة تحت السابعة خضراء. ذكره ابن كثير.
3. و قيل بئر في جهنم. ذكره ابن كثير.
قال أبو هريرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: "الفلق جبٌّ في جهنّم مغطًّى، وأمّا سجّينٌ فمفتوحٌ". رواه ابن جرير وقالٍ في ذلك الحديث أنه غريباً منكراً لا يصحّ وذكر ذلك ابن كثير.
4. المحل الضيق الضنك ومأوى الفجار ومستقرهم في معادهم. ذكره السعدي.
5. وقيل أن "سجين" هو المكان الذي يجمع بين الضيق والفسول. ذكره ابن كثير
و دليل على ذلك الذي ذكره ابن كثير, قال الله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكاناً ضيّقاً مقرّنين دعوا هنالك ثبوراً}.
والحاصل مما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر في الآية السابعة والثامنة عن المعنى والمراد ب"سجين" أنه مأوى الفجار وهي تحت الأرض السابعة السفلى وهي المكان الضيق الشديد الذي يجمع بين الضيق والفسول.
- أدلة أن كتاب أعمال الكفار في السجين.
جاء في حديث البراء بن عازبٍ في حديثه الطّويل: يقول اللّه عزّ وجلّ في روح الكافر": اكتبوا كتابه في سجّينٍ. وسجّينٌ هي تحت الأرض السّابعة". ذكره ابن كثير.
- أدلة أن مصير الفجار إلى جهنم.
إن مصير الفجّار إلى جهنّم وهي أسفل السّافلين، كما قال تعالى: {ثمّ رددناه أسفل سافلين إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}. وقال ههنا: {كلاّ إنّ كتاب الفجّار لفي سجّينٍ وما أدراك ما سجينٌ}. و قاله ابن كثير.
- ضد كلمة "سجين".
ذكر ذلك السعدي أن ضد كلمة "سجين" أنه عليين.
- معنى " عليين".
هو محل كتاب الأبرار. قاله السعدي
المسائل الاستطرادية:
- مصدر كلمة "سجين".
إن كلمة "سجين" مأخوذ من كلمة "السجن" و معناه الضيق. ذكر ذلك ابن كثير.
**تفسير قوله تعالى:{كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)}
المسائل التفسيرية
- بيان أن الآية {كتاب مرقوم} تفسر أي آية.
إن هذا الكتاب لا يعود على كلمة "سجين" في قوله تعالى{وما أدراك ما سجين} وإنما يعود على كلمة "كتاب" في قوله تعالى{كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} فإنه تفسير لما كتب للفجار من المصير إلى السجين. هذا حاصل من كلام ابن كثير.
- معنى الآية.
1. أي: مرقومٌ مكتوبٌ مفروغٌ منه، لا يزاد فيه أحدٌ، ولا ينقص منه أحدٌ، قاله القرظيّ وذكره ابن كثير.
2. أي: كتابٌ مذكورٌ فيه أعمالهمُ الخبيثةُ. ذكره السعدي.
3. أَيْ: ذَلِكَ الْكِتَابُ الَّذِي رُصِدَتْ فِيهِ أَسْمَاؤُهُمْ كِتَابٌ مَسْطُورٌ. ذكره الأشقر.
4. أي: هُوَ كِتَابٌ جَامِعٌ لأعمالِ الشَّرِّ الصَّادِرِ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَالْكَفَرَةِ وَالْفَسَقَةِ. ذكره الأشقر.
و الخلاصة من كلام المفسرين ابن كثير والسعدي والأشقر أن معنى الآية {كتاب مرقوم} أنه كتاب مكتوب ومثبتة فيه أسماء وأعمال الشر الذي يصادر من الشياطين والكفرة والفسقة والكتابة فيه لا يزاد ولا ينقص ولا يبدل ولا يغير, بل هذا مآلهم ومقرهم أبد الآبدين.
- معنى كلمة "السجيل".
ذكر الأشقر أنه بمعنى الكتاب.
المسائل الاستطرادية:
- أصل كلمة "سجين".
ذكر الأشقر أن كلمة "سجين" هي في الأصل سجيل.
- مشتق كلمة "سجين".
ذكر الأشقر أن كلمة "سجين" مشتق من السجل.
**تفسير قوله تعالى:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية.
يتوعد الله بالويل الذين يكذبون بيوم الدين وبما جاء به الرسول بأن مصيرهم ومأواهم في سجين والعذاب المهين. هذه خلاصة كلام ابن كثير والأشقر.
- مقصد الآية.
الوعيد الشديد لمن يكذب بالبعث وبما جاء به الرسل. هذا حاصل كلام ابن كثير و الأشقر.
- المراد ب"ويل".
ذكر ابن كثير أن المراد ب"ويل" هو الهلاك و الدمار
- المراد ب "يومئذ".
إنه يوم القيامة. ذكره ابن كثير والأشقر.
- أدلة أن فيه هلاك والدمار على الذي يكذب.
كَمَا جَاءَ فِي الْمُسْنَدِ وَالسُّنَنِ مِنْ رِوَايَةِ بَهْز بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيَدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّث فَيَكْذِبُ، ليضحِكَ النَّاسَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ" .ذكره ابن كثير.
- بيان لمن هذا الويل.
ذكر ابن كثير والأشقر في تفسيرهما أن هذا الويل للذين يكذبون بالبعث وبما جاء به الرسل وللذين يكذبون ليضحك الناس.
**تفسير قوله تعالى:{الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11)}
المسائل التفسيرية
- مناسبة الآية بالآية التي قبلها. ك س
إن الله يبين فيه من المكذبين الذين يتوعده بالويل,فهم المكذبون بيوم الجزاء. هذا حاصل كلام ابن كثير والسعدي
- المراد ب"يوم الدين". س
ذكر السعدي أنه يوم الجزاء ,يوم يدين الله فيه الناس بأعمالهم.
- بيان كيف يكذب الفجار بيوم الدين. ك
إنهم لا يصدقون بوقوعه ولا يعتقدون كونه ويستبعدون أمره. ذكر ذلك ابن كثير.
**تفسير قوله تعالى:{وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية.
الفاجر الجائر الذين يكذبون على محارم الله فإنهم متجاوز في أفعاله من الحلال إلى الحرام ومتجاوز في أقواله فإنهم كثير الإثم ويرد الحق. هذه خلاصة مما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر.
- المراد ب"معتد".
المتجاوز في أفعاله من تعاطي الحرام وتناول المباح. هذه خلاصة مما ذكر ابن كثير والسعدي.
- المراد ب "أثيم".
ورد فيه عدة أقوال:
1. الأثيم في أقواله، إن حدّث كذب، وإن وعد أخلف، وإن خاصم فجر. ذكره ابن كثير.
2. كثيرُ الإثمِ،وهو الذي يحملهُ عدوانهُ على التكذيبِ، وردَّ الحقِّ.ذكره السعدي
3. مُتَجَاوِزٍ فِي الإثمِ، مُنْهَمِكٍ فِي أَسْبَابِهِ. ذكره الأشفر.
و الخلاصة مما ذكر المفسرون أنه المتجاوز في أقواله فإن حدث فكذب وإن وعد فأخلف وإن خاصم ففجر فإنه متجاوز في الإثم وهو الذي يحمله على التكذيب.
- بيان سبب حمل العدوان على التكذيب.
ذكر السعدي أن كثير الإثم هو الذي يحمل عدوانه على التكذيب وكبره رد الحق.
**تفسير قوله تعالى:{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية.
إذا سمع كلام الله الدالة على الحق المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به الرسول فيكذب به ويعانده ويظن به ظن السوء فيعتقده أنه كلام الذي يذكر للتسلي ولا حقيقة له ولا أصل له. هذا حاصل ما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر.
- متعلق ب "آياتنا".
أنه آيات الله المنزلة على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. حاصل من كلام الأشقر.
- معنى "أساطير الأولين".
ورد فيه قولين:
1. أي: من ترهاتِ المتقدمينَ، وأخبارِ الأممِ الغابرينَ، ليسَ منْ عندِ اللهِ تكبُّراً وعناداً. ذكره السعدي.
2. أَحَادِيثُهُمْ وَأَبَاطِيلُهُمُ الَّتِي زَخْرَفُوهَا. ذكره الأشقر.
- سبب من أنصف وكان مقصوده الحق المبين لا يكذب بيوم الدين.
لأنَّ اللهَ قد أقامَ عليهِ من الأدلةِ القاطعةِ، والبراهينِ الساطعةِ، ما يجعلهُ حقَّ اليقينِ، وصارَ لقلوبهمْ مثلَ الشمسِ للأبصارِ، بخلافِ من رانَ على قلبهِ كسبهُ، وغطتهُ معاصيهِ، فإنَّهُ محجوبٌ عن الحقِّ، ولهذا جوزيَ على ذلكَ، بأنْ حُجبَ عن اللهِ، كمَا حُجبَ قلبهُ في الدنيا عنْ آياتِ اللهِ. ذكره السعدي.
- سبب أن الذين إذا تتلى عليهم آيات الله يقول أنها أساطير الأولين.
إنهم يقولون كذلك لأنهم كانوا يكذبون بيم الدين ويكذب به إلا كل معتد أثيم فلم يكن مؤمن فلم يصل نور آيات الله إلى قلبهم فيراهم مثل أساطير الأولين. هذا حاصل مما ذكر السعدي
- أدلة على أن من يكذب بآيات الله قالوا أنها أساطير الأولين.
قال الله تعالى : {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين}. وقال الله تعالى: {وقالوا أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلاً}. ذكره ابن كثير.
**تفسير قوله تعالى:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية.
ليس الأمر كما زعموا أنّ هذا القرآن أساطير الأوّلين، بل هو كلام اللّه الدالة على الحق المنزلة على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وإنّما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرّين الّذي أحاطت قلوبهم من كثرة المعاصي والذّنوب والخطايا. حاصل كلام ابن كثير والأشقر
- المراد ب "كلا".
ذكر الأشقر أنه كلمة للرَّدْعِ والزَّجْرِ للمُعْتَدِي الأَثِيمِ عَنْ ذَلِكَ الْقَوْلِ الباطلِ، وَتَكْذِيبٌ لَهُ
- المراد ب"ران".
ورد فيه قولين:
1. إنه نكتة السوداء في القلب الإنسان بعدما أخطأ ولم نزع واستغفر وتاب بل عاد وزادت فيها حتّى يعلو قلبه. حاصل كلام ابن كثير.
ودليل على ذلك, عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ العبد إذا أخطأ خطيئةً نكتت في قلبه نكتةٌ، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، فإن عاد زيد فيها حتّى يعلو قلبه، فهو الرّان الّذي قال اللّه: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}. رواه ابن جريرٍ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه وأحمد وذكره ابن كثير.
2. الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ حَتَّى يَعْمَى الْقَلْبُ فَيَمُوتُ. قَالَه الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ومجاهد ابن جَبْرٍ وَقَتَادَةُ، وَابْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ. وذكره عنهم ابن كثير وذكر أيضا ذلك الأشقر عن الحسن.
ودليل على ذلك القول, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زَادَتْ حَتَّى تُغَلِّفَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي الْقُرْآنِ) قاله أَحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، والنَّسَائِيُّ. وذكر ذلك الأشقر.
-الفرق بين الرّين والغيم والغين.
الرّين يعتري قلوب الكافرين، والغيم للأبرار، والغين للمقرّبين.قال ذلك ابن كثير.
- أدلة على سبب قال الله تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّ العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتةٌ سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قلبه، وإن زاد زادت، فذلك قول اللّه: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.{ رواه ابن جريرٍ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه وذكره ابن كثير.
- المراد ب"الطبع".
الطبع هو أن يطبع على القلب. ذكره الأشقر.
- بيان ما هو أشد من الرين. ش
قال الأشقر أن الطبع هو أشد من الرين.
**تفسير قوله تعالى:}كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية.
حقا أن الكفار يوم القيامة محجوبون عن رؤية الله, لا ينظرون إليه كما ينظر المؤمنون فكما حجبوا عن رؤية شريعة الله وآياته ورأوا أنها أساطير الأولين في الدنيا فحجبوا في الآخرة عن رؤية الله وكرامته. هذا حالص مما ذكر ابن كثير والأشقر.
-مرجع الضمير في "إنهم".
إنه يرجع إلى الكفار. ذكر ذلك ابن كثير والأشقر.
المسائل العقيدية
- دلالة هذه الآية على إثبات رؤية المؤمنين لربّهم يوم القيامة.
ذكر ابن كثير أن الإمام الشّافعيّ قال: أن هذه الآية دليلٌ على أنّ المؤمنين يرونه عزّ وجلّ يومئذٍ. وهو استدلالٌ بمفهوم هذه الآية، كما دلّ عليه منطوق قوله:{وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلى ربّها ناظرةٌ}.
**تفسير قوله تعالى:{ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية.
ثم إنهم مع هذه العقوبة البليغة وهي حرمان رؤية الله لداخلوا النار وملازموها غَيْرُ خَارِجِينَ مِنْهَا، وَصِلِيُّ الْجَحِيمِ أَشَدُّ مِنَ الإِهَانَةِ وَحِرْمَانِ الكَرامةِ. هذا خحاصل كلام مما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر.
- بيان عقاب المكذبون بيوم الدين.
1. إنهم محجوبون عن رؤية الله
2. إنهم يدخلون النار الجهنم ماكثين فيها إلى الأبدية.
ذلك خلاصة مما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر.
**تفسير قوله تعالى:{ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}
المسائل التفسيرية
- معنى الآية. ك س ش
ثم تقول لهم خزنة جهنم توبيخا وتّقريعا وتّصغيرا وتّحقيرا هذا الذي كنتم تكذبون به في الدنيا فانظروه وذوقوه. هذه خلاصة مما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر.
- أنواع العذاب. س
ذكر السعدي أن فيه ثلاثة أنواع للعذاب و هم:
1. عذابَ الجحيم.
2. وعذابَ التوبيخِ واللوم.
3. وعذابَ الحجابِ منْ ربِّ العالمين، المتضمنُ لسخطهِ وغضبهِ عليهم، وهوَ أعظمُ عليهمْ من عذابِ النارِ.
- مقصد الآية. س
التحذيرُ منَ الذنوبِ، لأنهَّا ترينُ على القلبِ وتغطيهِ شيئاً فشيئاً، حتى ينطمسَ نورُهُ، وتموتَ بصيرتهُ، فتنقلبَ عليهِ الحقائقُ، فيرى الباطلَ حقّاً، والحقَّ باطلاً، وهذا منْ بعضِ عقوباتِ الذنوبِ. ذكره السعدي.
- أثار الذنوب على القلب. س
1. أنه ينطمس نور القلب.
2. تموت بصير القلب.
3. تقلب الحقائق عليه فيرى الباطلَ حقّاً، والحقَّ باطلاً.
ذكر ذلك السعدي.
المسائل اللغوية
نائب فاعل في كلمة"يقال". ش
خزنة جهنم. ذكره الأشقر.