دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 3 جمادى الأولى 1442هـ/17-12-2020م, 09:20 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

معنى ((لا)) في قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ}
حكى غير واحد الإجماع على أن معنى قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} هو القسم.
واختلف في معنى ((لا)) على ثلاثة أقوال:
الأول: زائدة لتأكيد القسم. رواه الطبري عن سعيد بن جُبير، فهي كقوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتاب} [الحديد: 29] يعني: ليعلم، وقوله: {قالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] يعني: أن تسجد. ومعنى الآية على هذا: أقسم بيوم القيامة.
قال القرطبي: ((وجاز وقوعها في أول السورة، لأن القرآن متصل بعضه ببعض، فهو في حكم كلام واحد، ولهذا قد يذكر الشيء في سورة ويجيء جوابه في سورة أخرى، كقوله تعالى: {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} [الحجر: 6]. وجوابه في سورة أخرى: {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} [القلم: 2])).
وإنما اضطر إلى هذا التعليل؛ لأن هذ الحرف يزاد في وسط الكلام .
قال الفراء: ((ولا يبتدأ بجحد، ثمّ يجعل صلة يراد بِهِ الطرح، ولو جاز هذا لما عرف خبر فيه جحد من خبر لا جحد فيه)).

الثاني: هي للتوكيد، وهذا على وجهين:

أحدهما: أنها لاستفتاح كلام بمنزلة ((ألا)) على أن أصل الكلام ((فلأنا أقسم))، فلمَّا حُذِفَ المبتدأُ اتصلَتْ اللام بخبره .
وقال البيضاوي: ((فحذف المبتدأ وأشبع فتحة لام الابتداء)).

الثاني: أنها لام القسم دخَلَتْ على الفعل الحالي على أن أصل الكلام ((والله لأنا أقسم)) فحذف المبتدأ وألحقت اللام بالفعل.
وهذا القول الثاني –أنها للتوكيد- أوفق لقراءة ابن كثير والأعرج ((لأقسم بيوم القيامة)) متصلا.

الثالث: هي للنفي، وهذا على وجهين:

1. أنها لنفي "أقسم"، والمعنى: لا يحتاج الكلام إلى قسم؛ لوضوح الأمر. وهذا القول مخالف لما حكي من الإجماع على أن المراد القسم.

2. أنها لنفي كلام الكفار. وجاز الإتيان بـ ((لا)) إذا كان المقسم عليه منتفيًا.
قال الفراء: ((ولكن القرآن جاء بالرد على الذين أنكروا: البعث، والجنة، والنار، فجاء الإقسام بالرد عليهم في كثير من الكلام المبتدأ منه، وغير المبتدأ:
كقولك في الكلام: ((لا والله لا أفعل ذاك))، جعلوا ((لا)) وإن رأيتها مبتدأة ردا لكلام قد كان مضي، فلو ألقيت ((لا)) مما ينوي به الجواب لم يكن بين اليمين التي تكون جوابا، واليمين التي تستأنف فرق. ألا ترى أنك تقول مبتدئا: ((والله إن الرسول لحق))، فإذا قلت: ((لا والله إن الرسول لحق))، فكأنك أكذبت قوما أنكروه، فهذه جهة ((لا)) مع الإقسام، وجميع الأيمان في كل موضع ترى فيه ((لا)) مبتدأ بها، وهو كثير في الكلام)).

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir