دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > منتدى دراسة التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 محرم 1437هـ/26-10-2015م, 11:46 PM
رحاب محمود رحاب محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 171
افتراضي دعوة لتفريغ محاضرة البناء العلمي

حياكم الله إخواننا في برنامج إعداد المفسر
كنت قد شرعت في تفريغ محاضرة البناء العلمي، نظرا لأهميتها ولما سيعود بالنفع علينا وعلى من يدخل البرنامج بعدنا بإذن الله تعالى؛
وقد فرغت من تفريغ ربع المحاضرة الأول، فهل من مشمر يشاركني الأجر ولو بتفريغ عشر دقائق،
وسيكون التقسيم كالآتي:
1. من الدقيقة 1 إلى 18. [تم]
2. من الدقيقة 18 إلى 28.
3. من الدقيقة 28 إلى 38.
4. من الدقيقة 38 إلى 48.
5.
من الدقيقة 48 إلى 58.
6. من الدقيقة 58 إلى 68.
ولعل من يشارك يكتب لنا في مشاركة الدقائق التي سيفرغها،
وفقكم الله لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 محرم 1437هـ/28-10-2015م, 02:11 AM
رحاب محمود رحاب محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 171
افتراضي

التفريغ من الدقيقة 1: 18
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فهذا هو اللقاء الأول من لقاءات الفصل الدراسي الثاني، ونسأل الله عز وجل أن يجعله لقاء مباركا وأن ينفع به إنه حميد مجيد،
موضوع هذا اللقاء هو في البناء العلمي، وهو موضوع مهم جدا لهذه المرحلة من طلاب العلم وقد بينا لكم في محاضرات سابقة لطلاب برنامج التفسير، ولطلاب برنامج إعداد المفسر أن سبب العناية في المراحل الأولى بمهارات التأسيس العلمي كان الغرض منه أن يحسن الطالب دراسة مسائل التفسير، ودراسة مسائل علوم القرآن وأن يتعرف عليها على وجه الإجمال وأن يحسن دراسة المسائل وأن يحسن التعرف عليها؛ التعرف على الأقوال فيها واستيعابها، وترتيبها، وتحرير القول فيها لأن هذه المهارات هي مهارات تأسيس علمي، الذي يحسن دراسة المسائل العلمية دراسة جيدة فإنه بإذن الله تعالى مؤهل لأن يبدء مرحلة البناء العلمي، أما الذي لديه خلل في دراسة المسائل العلمية أو ضعف في مهارات التأسيس فينبغي أن يبادر بتكميل النقص وسد الخلل وإحسان طريقة دراسة المسائل العلمية، لأن تعليم المهارات في ذلك البرنامج، ينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ في كل قسم نعتني بقسم منها:
فأما في المستوى الأول: فنعتني فيه بمهارات التأسيس العلمي، وكيف يدرس طالب العلم مسائل التفسير ومسائل أصول التفسير ومسائل علوم القرآن دراسة حسنة بإذن الله تعالى، والآن نعتني في هذه المرحلة بمطالبة الطالب بأن تكون دراسته شاملة لمسائل العلم، ولكن نعتني بأن تكون دراسته دراسة حسنة، فإذا وصل إلى مرحلة ضبط المسائل التفسيرية وضبط مسائل أصول التفسير، وعلوم القرآن على أمثلة متعددة ، ودرس مختصرا يلم بسببه مسائل العلم الذي يدرسه على وجه الإجمال، فإنه يكون قد أدى الغرض التعليمي المطلوب في هذه المرحلة، التي هي مرحلة التأسيس، ينتقل بعدها إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة البناء العلمي، وهي مرحلة مهمة جدا، بل هي لب مراحل طلب العلم، وهي أهم مراحل طلب العلم بعد مرحلة التأسيس.
بعد مرحلة البناء العلمي يبدء الطالب التعرف على مهرات العرض العلمي، ما هي مهارات العرض العلمي؟
كيف يوصل المعلومة التي لديه إلى المستفيد بالأسلوب الذي يناسبه، وقد يكون طالب العلم مدرسا فيعتني بمهارات التدريس، قد يكون داعية يدعوا فئات متعددة من الناس منهم الأمي والمتعلم وطالب العلم والجاهل، بل قد يكون منهم المبتدع والكافر، وقد يكونون على أنحاء شتى، فيعتني طالب العلم على أن يتعرف على الأسلوب المناسب لكل فئة، وأن يستنير في ذلك بالهدي النبوي، ومهارات العرض العلمي نأتي إليها بإذن الله تعالى في المستوى الثالث من دراسة التفسير.
المهم في هذه المرحلة أن نركز على مهارة البناء العلمي، كل مرحلة من هذه المراحل؛ التأسيس العلمي، البناء العلمي، العرض العلمي، كل مرحلة لها سمات تمتاز بها.
1. مرحلة التأسيس العلمي؛ من أبرز سماتها:
- أن الدراسة فيها طويلة نوعا ما، ومتأنية، والمسألة التي ينبغي لطالب العلم أو يكاد يكفيها دقائق لدراستها، طالب العلم في مرحلة التأسيس قد يمكث فيها وقتا طويلا لأنه يريد أن يتحقق من طريقة دراسته للمسألة، يتحقق ويتوثق من صحة دراسته للمسألة، ويراجعها مرة بعد مرة لأنه مع الفارق في التمثيل لكن لتقريب الصورة، في كل مرحلة ولكل متعلم صنعة، أول ما يتعلم هذه الصنعة يمكث في أداء المهام الأولية والتي قد تكون مهام بسيطة، يمكث فيها وقتا طويلا، لأن أكثر ما يشغله هو إتقان الطريقة، فالذي يتعلم الكتابة أول ما يتعلم الكتابة تكون كتابته بطيئة، لأن ذهنه منصرف إلى وهمته منصرفة إلى محاولة إتقان الكتابة وألا تكون الكتابة كتابة خاطئة، الذي يتعلم قيادة السيارة في أول الأمر تكون قيادته بطيئة، ويكون فيها كثير من التردد لأن ذهنه منصرف إلى محاولة إتقان القيادة قبل تحسين المهارات الآلية في القيادة، ولذلك طالب العلم في أول مراحل تعليمه، ومراحل تأسيسه العلمي، قد تكون دراسته للمسائل العلمية دراسة متأنية جدا لأن ذهنه منصرف إلى محاولة إتقان طريقة التعلم، فأما إذا أحسن الطاب التعلم وأحسن طريقة المسائل وصارت له دربة حسنة، ومعرفة بمصادر المسائل العلمية وكيفية دراستها، والمراحل التي يمر بها في دراسته للمسألة العلمية، وأصبحت هذه الطريقة واضحة لديه، يكاد يحفظها، فإنه بإذن الله تعالى بعد تطبيقه لأمثلة كثيرة يكون مؤهلا للانتقال إلى مرحلة البناء العلمي.

- مرحلة البناء العلمي؛ من أهم سماتها:
أن يكون طالب العلم لديه قدرة عالية على التصنيف العلمي السريع، تمر به مسألة؛ يعرف هذه المسألة تابعة لماذا؟، هذه المسألة من مسائل القراءات، هذه مسألة لغوية، هذه مسألة تفسيرية، هذه مسألة من مسائل علوم القرآن في الباب الفلاني، هذه مسائل الباب الفلاني، هذه مسائل الباب الفلاني، لديه قدرة عالية على التصنيف، فإن كان الطالب لديه قدرة عالية على التصنيف ولديه سرعة في دراسة المسائل العلمية يستطيع أن يستوعب الأقوال في المسائل بوقت أقل بكثير من الوقت الذي كان يمضيه في مرحلة التأسيس العلمي، فإنه بإذن الله تعالى يكون مؤهلا لأن يسير سيرا حسنا في مرحلة البناء العلمي، فذكرنا من أهم سمات مرحلة البناء العلمي القدرة على التصنيف العلمي وسرعة التحصيل العلمي، كثير من المسائل التي سيدرسها الطالب في هذه المرحلة كثير منها تمت دراسته في المرحلة السابقة ولكن بشيء من الاقتضاب والاختصار، يدرسها في هذه المرحلة بإذن الله تعالى بشيء من التفصيل والتوسع، فالطالب في هذه المرحلة لا يبدء من الصغر ولكن يبدء من حيث أسس، ولذلك المطلوب منكم في هذه المرحلة، التركيز على أربعة أمور:
1- إكمال مهارات التأسيس العلمي؛ الذي يجد من نفسه أن لديه ضعفا في دراسة المسائل التفسيرية، في مسائل أصول التفسير، في مسائل علوم القرآن، ينبغي أن يجتهد في إكمال النقص وسد الخلل، ويكفيه بإذن الله تعالى أن يلتحق بدورات التلخيص العلمي، لأن بإتقانها بإذن الله تعالى يكون قد أتقن مهارات التأسيس العلمي بإذن الله عز وجل.
2- الأمر الثاني: أن يعد نفسه جيدا لمرحلة البناء العلمي؛ كل مرحلة يبدأها طالب العلم ينبغي أن يستعد لها استعدادا جيدا حسنا، حتى يسير فيها سيرا جيدا ولا يتخلف فيها عن زملائه، وكما قلت لكم الإعداد لمرحلة البناء العلمي يحتاج طالب العلم إلى أن يتدرب على تصنيف المسائل العلمية، وهو أمر سهل لكنه يحتاج إلى دربة كثيرة على المسائل، أيضا يحرص أن تكون دراسته للمسائل العلمية أسرع من ذي قبل، أيضا الإعداد الجيد لمرحلة البناء أن يعد الطالب العدة المناسبة لهذه المرحلة، كل مرحلة تحتاج إلى إعداد جيد، وسنعرض في هذه المرحلة بإذن الله تعالى بعض الوسائل التي تعين على الإعداد الجيد لهذه المرحلة بإذن الله تعالى.
3- الأمر الثالث: الذي أريدكم أن تتفطنوا له جيدا هو التعرف على الوسائل التي يقوى بها الطالب بنيانه العلمي، فكثير من الوسائل والمهارات التي يجد فيها الطالب النفع ينبغي أن يكون لديه حسن المعرفة بطرق الاستفادة منها، يرصد هذه الوسائل، يتعرف عليها، يحاول أن يطبق بعضها حتى يزيد من ... 10:38، طبعا هذا بعد أن يتعرف على أصول البناء العلمي.
4- الأمر الرابع والأخير: سيزداد وضوحا بعد انتهاء المحاضرة بإذن الله عز وجل، وهو أن يعرف الطالب الخطة المناسبة له لبنائه العلمي، وسيتبين لكم في هذه المحاضرة بإذن الله أن الطلاب لهم أحوال مختلفة، ومن الخطأ أن .... 11، على طريقة واحدة في البناء العلمي، لأن مجالات العناية العلمية لدى الطلاب متفاوتة؛ الطلاب يتفاوتون في أوجه العناية العلمية، فكل طالب له مجال من المجالات العلمية التي يحسنها، والوسائل التي يحسن استعمالها في البناء العلمي، لكن دورنا في هذه المحاضرة هو أن نذكر بالأصول المهمة ونمثل بأوجه عناية العلماء بما نسميه بالبناء العلم، حتى يعرف الطالب الطريقة الملائمة له، ويعرف المجال الملاءم به حتى يكون البناء العلمي بناء حسنا لأن الإنسان إذا تعرف إلى ما يحسنه فإنه بإذن الله تعالى يبرع فيه ويكون له شأن في ذلك، لكنه إذا حاول إلزام نفسه ما لا تطيق أو ما يجد من نفسه نفورا شديدا منه فإنه يعرض نفسه لضعف بنيانه العلمي، ويفوت على نفسه المجالات التي كان يحسنها، لذلك ينبغي للطالب معرفة المجال الذي يحسنه من المجالات العلمية وأن يعرف وسيلة البناء العلمي التي يحسنها، وسنذكر لكم بعض وسائل البناء العلمي، وبعض وسائل العلماء التي بذلوها، ثم كل طالب ينبغي أن يتأمل في نفسه، ومرحلة البناء العلمي كما ذكرت لكم هي مرحلة مهمة جدا وهي لب التحصيل العلمي لطالب العلم، فبعد أن يتم الطالب دراسة مختصر في العلم الذي يدرسه، وبعد أن يتم مهارات التأسيس العلمي يكون مؤهلا أن يبدء مرحلة البناء العلمي وغالبا ما تكون مرحلة البناء العلمي في مسيرة العلماء وسبر سيرهم وسبر طرق طلبهم العلم، غالبا ما تكون مرحلة البناء في فورة نشاط الطالب وسنواته الذهبية، فترة الشباب وفترة أوائل الطلب، هذه هي السنة الذهبية للبنيان العلمي من فرط في نشاطه العلمي وقت نشاطه وصحته، فإنه يصعب عليه أن يعوض ذلك، ومن الأمور التي تحيل بين الطالب وبين بنيانه العلمي: كثرة التسويف، عدم وضوح خطة البناء العلمي لديه، تداخل الخطط واضطرابها، ضعفه في مهارات التأسيس العلمي، غفلاته لبعض العلوم التي يحتاجها ويستلزمها البناء العلمي فيضعف لديه البناء العلمي، وينتج بذلك ضعف ظاهر لدى الطالب في التحصيل العلمي.
العلماء رحمهم الله كانت لهم عناية حسنة وبالغة في البناء العلمي، وإن لم يكن يسمى بهذا الاسم "البناء العلمي"، أذكر لكم هذه الأسماء من باب تقريب الصورة للغرض التعليمي...14:13 لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة؛ كانوا يجمعون مسائل العلم كل على حسب علمه الذي يطلبه ويصنفونها على حسب عنايتهم العلمية، فكان أهل الحديث لهم أصول خاصة، غالب المحدثين لهم أصول خاصة بهم، الإمام أحمد رحمه الله تعرفونه صاحب المسند، قال: (انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث، وخمسين ألف حديث)، كان له أصل علمي يكتب فيه هذه الأحاديث، لما أراد أن يكتب المسند ويؤلف المسند استخرج من هذا الأصل الذي لديه الذي كان يتضمن سبعمائة ألف حديث استخرج هذا المسند الذي يكون في نحو ثلاثين ألف حديث، وإسحق بن راهويه يقول: (كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها)، ماذا نستفيد من هذه المقولة؟
ماذا نستفيد من كلام إسحاق بن راهويه كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها، تعرفون أن إسحاق بن راهويه ليست لديه كتب مشهورة لدينا إلا المسند وأحاديث قليلة، كثبر من كتبه مفقودة، أو لم يبيضها أصلا.
تقول: [طالبة] أنه أتقن ثلاثين فقط؟ لا هو يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، يعني كأنه يستظهرها من شدة معرفته بمواضعها، وثلاثين ألفا يسردها كما يسرد السورة من القرآن.
تقول: [طالبة] أن له أصل يرجع إليه؟ نعم هذه أكبر فائدة، وأيضا الفائدة الأخرى كثرة التردد عليه، كثرة مراجعته، لأنه لا يبلغ هذه المرحلة التي يقول: (كأني أنظر إليها) إلا بكثرة المراجعة ومداومة النظر، والإمام البخاري رحمه الله لما سئل عن أي شيء أنفع للحفظ، قال مداومة النظر في الكتاب، فإذا كان طالب العلم لديه أصل علمي يكثر من النظر فيه فإنه يرسخ علمه بإذن الله عز وجل، وإذا كان الأصل الذي لديه في مسائل كثيرة ومسائل محررة، فإنه يكون أكثر علما أليس كذلك؟ هذا في كتابه مائة ألف حديث، الآن في عصرنا إذا حفظ الطالب ألفي حديث، وثلاثة آلاف حديث يقال هذا الرجل حفظ كذا وكذا، فهذا يحفظ مائة ألف حديث.
الإمام مسلم صاحب الصحيح، قال: صنفت هذا الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة [ليست بالإجازة].

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 محرم 1437هـ/28-10-2015م, 07:46 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

من الدقيقة 18 إلى 28.
ان شاء الله تعالى

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 01:53 AM
محمد أمين بن حميدة محمد أمين بن حميدة غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: May 2015
الدولة: تونس - محافظة المهدية
المشاركات: 170
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله إخواني وزادكم هدى وتوفيقا وعلما وعملا ودعوة إليه على بصيرة
اللهم يسر أمورنا وبلغنا مرضاتك
من الدقيقة 28 إلى 38 إن شاء الله تعالى.

جزاكم الله خيرا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 11:48 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

قمت يتفريغ الفترة من 28 الى الدقيقة 42 تقريبا


بعض العلماء ومنهم علماء معاصرون كانت مكتباتهم صغيرة قليلة الكتب إذا قورنت بغيرهم لكنهم كانوا يقرؤونها قراءة حسنة وهم من كبار أهل العلم وقد ذكر ذلك عن الشيخ عبد الرزاق العفيفي رحمه الله تعالى ان مكتبته كانت صغيرة وقد كان رحمه الله تعالى نائب رئيس هيئة كبار العلماء لكنه كان حسن القراءة مجيدا لما يقرأ كذلك نقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن مكتبته لم تكن مكتبة كبيرة لكنه رحمه الله كان صاحب قراءة حسنة وكثرة مراجعة للكتاب حتى يكاد يحفظ بعض الكتب
وقد حفظ زاد المستقنع رحمه الله عن ظهر قلب وكان قد درس فقه المذهب على شيخه السعدي دراسة حسنة حتى حفظ كثيرا من المسائل عن ظهر قلب ولذلك كانت فتاواه وكثرة مراجعته للمسائل العلمية وكثرة تدريسه لمسائل الفقه حتى برع وصار من كبار فقهاء العصر ...
الدقيقة 29
المقصود أن بناء الأصل العلمي مهم لطالب العلم وأنه على أنواع :
ذكرت لكم النوع الأول أن يتخذ الطالب أصلا في العلم الذي يدرسه
النوع الثاني أن ينشئ طالب العلم لنفسه أصلا وهذا الأصل الذي ينشئه الطالب له أنواع فمنه أن يبني طالب العلم أصله من كتب عالم من العلماء : يختار عالما من العلماء واسع المعرفة حسن الاطلاع والفهم فيقبل على كتبه ويلخص مسائله ويعتني بها عناية كبيرة حتى يكون لديه أصل علمي من كتب ذلك الإمام وتكون لديه معرفة حسنة بأقواله في المسائل ومنهجه في الاستدلال بل ويستفيد من طريقته في المسائل التي درسها ويعملها في نظائرها في المسائل الأخرى وهذا كما فعل أبو العباس ثعلب مع كتب الفراء كما تقدم وكما فعل أيضا أبوعمر الزاهد مع كتب الإمام ثعلب وكما فعل شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وعبد الرحمن ابن ناصر السعدي مع كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وابن القيم رحمه الله تعالى فأنهم أقبلوا عليها إقبالا حسنا حتى فهموا مقاصدها ودرسوها دراسة حسنة ومحمد بن عبد الوهاب رحمه الله قبل أن يصدع بدعوته أقبل على كتب شيخ الاسلا ابن تيمية رحمه الله وابن القيم إقبالا كبيرا واختصر بعضها ولخص مقاصد بعضهاو أقبل عليها إقبالا كبيرا فأفادته فائدة كبيرة أيضا كما فعل بعض المعاصرين مع كتب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أقبلوا عليها ولخصوها ودرسوها دراسة جيدة حتى استفادوا من ذلك فائدة كبيرة فلايكادون يسألون عن مسألة إلا ويحفظوا فيها فتوى الشيخ رحمه الله .
وهذه فائدة علمية حسنة ،لكن يجب أن يتنبه إلى أن هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها حتى يصبر الطالب عليها مدة طويلة من الزمن،، ويلخص و يقرا ويحرر ويقرأ قراءة بعد قراءة بعد قراءة بعد قراءة حتى يستظهر مسائل هذا الأصل ،ولايحصل هذا البناء العلمي له بمجرد القراءة العابرة ، بل القراءة الكثيرة التي يدمنها الطالب ، من الصعب أن يجمع الطالب بين أكثر من طريقة في الأصل العلمي، يريد أن يتخذ كتابا أصلا في العلم الفلاني ،وأصلا في العلم الفلاني ،وأصلا يبنيه من كتب العالم الفلاني، فإنه يصعب أن يجمع بينها ،لكن ينبغي أن يحدد اختياره الذي يكون لديه نهمة عالية ولديه إقبال حسن على دراسة المسائل العلمية ويريد أن يبني أصولا علمياكبيرا متكاملا ، فهذا يصلح أن يكون أصله ملخصا مبنيا على أبواب العلم (يعني ...كلمة غير مفهومة ) فالعلم الذي يدرسه يقسم إلى أبواب ثم يحاول جرد مسائل كل باب جردا و كل مسألة يحاول أن يلخص ما قيل، فيها قد يمكث سنوات في بناء هذا الأصل العلمي ، لكنه يستفيد فائدة كبيرة ،ويكون أصله العلمي هذا أصلا كبيرا متنوعا وسأزيد هذا الأمر بيانا بالأمثلة بإذن الله عز وجل .
إذا ذكرنا لكم النوع الأول أن يتخذ الطالب أصلا .. يتخذ كتابا من الكتب العلمية المعتمدة أصلا أو يتخذ أصلا من كتب عالم من العلماء أو يتخذ أصلا يستفيده من كتب متعددة فيلخص مسائله ويجمعها وهذا كما فعل السبكي في" جمع الجوامع " فإنه لخصه في نحو مئتي كتاب في أصول الفقه ، وأيضا كما لخص شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أقوال السلف في التفسير.

نأت الآن إلى جواب سؤال مهم ماهي الطريقة المثلى للبناء العلمي ؟ نحن عرفنا الآن أنواع البناء العلمي وأنواع طرق العلماءفي بنائهم العلمي ماهي الطريقة المثلى؟
أقول من الخطأ اقتراح طريقة موحدة لجميع الطلاب في الأصل العلمي الذي ..( غير مفهومة لعلها: يبنون أو يسيرون عليه) وذلك بسبب اختلاف الطلاب في أوجه العناية العلمية : فمن الطلاب من تكون عنايه متجهة لجمع الأحاديث والآثار في التفسير – ونحن نتكلم الآن في مجال التفسير وعلوم القرآن - وتمييز الصحيح من الضعيف وجمع أقوال السلف ومعرفة مواضع الإجماع والاختلاف وهذا من أجل أنواع وأوجه العناية بالتفسير .
ومن طلاب العلم من تكون عنايته متجه لضبط المسائل اللغوية ، له براعة في المسائل اللغوية ، وحسن معرفة بها فلديه عناية ومعرفة ببيان معاني المفردات والأساليب وبيان أوجه البلاغة ومسائل الإعراب ومسائل الصرف والاشتقاق ولديه عناية بالشواهد اللغوية وبالتخريج اللغوي إلى أقوال المفسرين وتمييز الشواهد المعلولة من الشواهد الصحيحة ومعرفة وتمييز الأقوال اللغوية الخاطئة في التفسير . وهذا باب مهم من أبواب علم التفسير .وإذا اتجه الطالب فيه إلى بناء أصل علمي انتفع به انتفاعا كبيرا بإذن الله تعالى عزوجل ونفع غيره إذا كان بناؤه العلمي حسنا.
من طلاب العلم من يغلب عليه العناية بمسائل السلوك والمواعظ والآداب والرقائق التدبر وما جرى هذا المجرى فمثل هذا بحاجة أن يبني له بناء علميا في الجوانب التي يجيدها يجمع المسائل المتعلقة بالفوائد السلوكية القصص والأخبار التي تفيده عند الحديث عن تدبر القرآن يجمع ما يبني به الأصل العلمي الذي يكون عدة له عند دراسته وتدريسه للتفسير
ومن طلاب العلم من يوفق إلى الجمع بين هذه الأصول الكبار من أوجه العناية له عناية بأقول السلف له عناية بالأحاديث الآثار له عناية بالمسائل اللغوية الآثار له عناية بالمسائل السلوكية ومن يوفق للجيمع بين هذه الأصول الكبار يكون لديه بغذن الله تعالى إذا أحسن بناءه العلمي يكون لديه ثروة علمية مباركة بإذن الله تعالى عزوجل ويرجى أن ينتفع به انتفاعا طيبا مباركا إذا أحسن البناء العلمي وأحسن الاستفادة منه لكن من أراد أن يختار أصلا من هذه الأصول فينبغي ألا يكون جاهلا بالأصول الأخرى
يعني من اختار التخصص في المسائل اللغوية في التفسير أو مسائل أقوال السلف في التفسير أو مسائل التدبر في التفسير ينبغي ألا يكون جاهلا بالأصول الأخرى ، بل ينبغي أن يأخذ من الأصول الأخرى على الأقل ما يخرجه من مرحلة المبتدئين لمرحلة المتوسطين ، وهذا أمر مهم حتى يحقق التكامل في البناء العلمي
على حسب عناية الطالب تكون من يهتم بأقوال السلف ومنهم من هتم باللغة او يهتم بالسلوك والآداب والتدبر
الاكمل الجمع ومن اضطر ان يتخير فلا يهمل البقية
نأت الان إلى بيان مراحل البناء العلمي :تكلمنا عن أنوع البناء العلمي وأوجه عناية طلاب العلم والعلماء في المسائل العلمية نأت الان إلى بيان أصول يتبين بها مراحل البناء العلمي : أول ما يبدأ طالب العلم بناءه العلمي في أي علم يدرسه هو دراسة مختصر في هذا العلم
1- دراسة مختصر في العلم : وهذا أصل مهم جدا أن يدرس مختصرا في هذا العلم .
والغرض مندراسة المختصر أمران :
أ : أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم
ب : أن يكون على إلمامٍ عام بمسائله : يعني إلمام على وجه الإجمال بمسائل ذلك العلم .
ولأجل ذلك قررنا في برنامج دراسة اصل التفسير في المستوى الأول تدريس أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى - ومنظومة الزمزمي - وتدريس سورة الفاتحة وجزء عم مع الإلمام بمسائل أخرى من من مسائل علوم القرآن هذه هي المرحلة الأولى من مرحلة دراسة المختصر وهي مرحلة مهم جدا وهي أصل للبناء العلمي وهي تعتبر (من أعمال التأسيس العلمي )لكن لايمكن البناء العلمي على غير تأسيس .
2 - الزيادة على هذا الأصل :هذا المختصر يزيد عليه الطالب بقراءة كتاب أوسع منه قليلا
حتى يستفيد فائدتين
الفائدة الأولى : مراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى لأنه إذا درس كتاب آخر أوسع في المجال نفسه فإنه ستكون دراسته مراجعة للمسائل التي سبق أن درسها من وجه آخر وزيادة تفصيل عليها ولذلك نقرر في المستوى الثالث دراسة مقدمة شيخ الاسلام ابن تيمية في التفسير و مقدمة ابن قاسم في علوم القرآن والغرض منها مراجعة ما سبقت دراسته في منومة الزمزمي وأصول التفسير والزيادة عليها
فائدة الزيادة أن فيها مراجعة لمسائل المختصر الأول وضبط لها
الفائدة الثانية : زيادة تفصيل لها بعد أن يكون الطالب قد درس أبوابا من العلم وقطع شوطا في دراسة التفسير فتكون دراسته لمقدمة شيخ الاسلام ابن تيمية ومقدمة ابن قاسم زيادة تفصيل وبيان للمسائل التي سبقت له دراستها
اتضح الغرض من هذا التقرير ؟
نأت إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة مهمة جدا :
3- تكميل جوانب التأسيس (الطالب بعد أن يدرس المختصر ثم يدرس الزيادة عليه سيجد أن لديه بعض العلوم يحتاج أن يدرس فيها على الأقل مختصرا واحدا حتى يكمل جوانب التأسيس لديه فمثلا الطالب الذي وجد لديه ضعفا في بعض مسائل البلاغة – مسائل معرفة حروف المعاني في القرآن الكريم يحتاج أن يدرس مختصرا فيها –الذي لديه ضعفا في الإملاء يحتاج ان يلتحق بدورة مختصرة في الإملاء الذي لديه ضعفا في الاشتقاق ومسائل الاشتقاق يحتاج أيضا أن يدرس مختصرا في الاشتقاق وهذه المختصرات يكفيه وقت ليس بالطويل بإذن الله تعالى لأن الغرض منها أن يدرس الطالب كتابا مختصرا يخرج به من مرحلة المبتدئين في ذلك العلم على الأقل لمرحلة المتوسطين ليستفيد من هذه المختصرات في تكميل جوانب التأسيس لديه حتى يكمل بنائه العلمي لأنه لايستطيع أن يتعاطى مع بعض مسائل التفسير إذا كان جاهلا في هذه المسائل فمثلا الذي لم يدرس علم المعاني في البلاغة من الصعب عليه أن يدرس بعض المسائل البلاغية في التفسير يعرف فائدة التقديم والتأخير فائدة التذكير والتأنيث معنى التنوين معنى أسلوب الاستفهام الاسم الموصول بعض جوانب التفسير يصعب عليه أن يكتشفهاويعرفها لأنه لم يدرس مختصرا في علم المعاني ولذلك المرحلة الثالثة مرحلة مهمة جدا وهي تكميل جوانب التأسيس وهذه تكون على كل طالب بحسبه ولاتنتظروا منا في هذه المرحلة أن نقترح عليكم كتبا بعينها كل طالب ينظر في الجوانب التي تنقصه ويحاول يدرسها بطريقته لأنها في الغالب خارجة عن اختصاص تفسير وعلوم القرآن الذي لديه ضعف في الإملاء ينبغي .. قد ينبه بعض الطلاب عند تصحيح الاختبارات أنهم بحاجة إلى دراسة .. الالتحاق بدورة في الإملاء و بعضهم قد ينبه أنهم بحاجة إلى دراسة كذا وكذا لكن كل طالب ادرى بنفسه ينظر في الجوانب التي لديه تقصير فيها ويحاول أن يدرس على الأقل مختصرا فيها مختصرا يخرج به من مرحلة المبتدئين في ذلك العلم)

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 11:49 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

معذرة لم انتبه ان هناك من اختارها بدات العمل عليها ليلا ولم يكن احد قد اختارها والان فقط رايت المشاركة
فمعذرة

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 محرم 1437هـ/29-10-2015م, 12:33 PM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

التتمة الى الدقيقة 48 تقريبا
.. المرحلة الرابعة :
4- قراءة كتاب جامع في ذلك العلم أو اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه : مثلا في علوم القرآن بعد أن ينهي المراحل المتقدمة لو قرأالاتقان للسيوطي أو البرهان للزركشي أو جمع بينهما وجمع ما يستفيده من مسائل ولخصه فإنه بإذن الله تعالى يكون قد درس دراسة وافية حسنة في مسائل علوم القرآن ..وهذه الدراسة تفيده في تكوين ثروة علمية ...( لم افهم الكلام) ثروية علمية حسنة في هذا المجال
دقيقة :44
5- مرحلة القراءة المبوبة : نأت الآن للمرحلة الخامسة وهي مرحلة ا لقراءة المبوبة بعد أن يكون الطالب قد اتخذ أصلا الان لديه أصل ( و المرحلة الرابعة يعتبر أنه قد اتخذ أصلا ) إما كتاب يزيد عليه أو يكون لديه ملخص شامل للعلم الذي يدرسع ويزيد عليه كتابا بعد كتاب فيأت إلى القراءة المبوبة
القراءة المبوبة مالمقصود بها سيجد الطالب أن العلم الذي يدرسه فيه أبواب علوم القرآن لها أبواب مثلا أبواب نزول القرىن أبواب الناسخ والمنسوخ فضائل القرآن آداب تلاوة القرآن وأحكام القرآن لى غير هذه الأبواب ،قد يجد في أحد هذه الأبواب كتابا قيما مؤلفا قيما في هذا الباب يعتبر عمدة فيقرأه قراءة حسنة واعية ويستفيد ويلخص مسائله ويضيفها لأصله قرأ كتابا آخر في آخر فيأخذه ويستفيد ويلخص مسائله ويضيفها لأصله العلمي وهكذا بعد سنوات يجد أنه قد قرأ كتبا قيمة في أبواب متفرقة بل قد يجد بعض الكتب فيها جوانب حسنة أو مسائل مهمة وتحرير علمي جيد أكثر من باب فيضع هذه المسائل هنا وهذه المسائل هنا -كما ذكرنا لكم في أول المحاضرة أنه يتطلب ان يكون لدى الطالبة قدرة عالية على التصنيف العلمي ومعرفة بمواضع المسائل - وفي هذه المرحلة تكون القفزات العلمية الكبيرة لطالب العلم لأنه قد يقف على كتاب يختصر عليه كثيرا من المسائل التي يريد دراستها يختصر عليه كثير من الجهد والوقت وفي المراحل السابقة كان بنفسه يدرس كل مسألة على حدة حتى درس مسائل العلم دراسة شاملة لكنه في هذه المرحلة سيجد بعض المتب توفر عليه عناء الرجوع الى كثير من الكتب وفيها تحرير علمي حسن فتختصر عليه كثيرا من الجهد ويقفز بإضافة هذا العلم إلى ملخصه قفزة علمية كبيرة
من ذلك على سبيل الثمثيل الاستفادة من الدراسات الموسوعية وسأضرب لكم مثال بدراسة واحدة منها
دراسات الأستاذمحمد عبد الخالق عضيمة في أساليب القرآن في أحد عشر مجلدا
الأربع مجلدات الأولى في معاني حروف القرآن الكريم هذه الموسوعة مكث فيها أكثر من ثلاثة وثلاثين سنة وهو من هو في براعته اللغوية وجلده على دراسة المسائل العلمية وجرد كتب اللغة وكتب التفسير والقراءات لاستخلاص المسائل اللغوية .. فوفر على الطالب عملا تقوم به مؤسسة قام به بمفرده في ثلاث وثلاثين سنة ولخصه واختصره في أربع مجلدات لو أقبل الطالب بعد أن يكون أتم مراحل حسنة في البناء العلمي ووصل لمرحلة القراءة المبوبة وأقبل على هذه المجلدات الأربع ودرسها دراسة حسنة فإنه بإذن لله عز وجل سيقفز قفزة علمية كبيرة جدا لأنه سيضيف خلاصة ما حصله هذا العالم في ثلاثة وثلاثين سنة في نحو ثلاثة أشهر من الدراسة يضيفه إلى أصله العلمي فيستفيد بذلك فائدة علمية كبيرة جدا بإذن الله تعالى . أهـ وفق الله الجميع لكل خير التفاريغ غير مراجعة وأعتذر مجددا ممن تفضلوا باختيار هذه الدقائق وأسال الله أن ينفعهم ويكتب أجرهم على ما اقتطعوه من وقت وجهد للتفريغ

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 محرم 1437هـ/30-10-2015م, 12:06 PM
رحاب محمود رحاب محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 171
افتراضي

جزى الله الجميع خير الجزاء

1. من الدقيقة 1 إلى 18. [تم]
2. من الدقيقة 18 إلى 28. [جاري العمل]
3. من الدقيقة 28 إلى 38. [تم]
4. من الدقيقة 38 إلى 48. [تم]
5.
من الدقيقة 48 إلى 58. [تم]
6. من الدقيقة 58 إلى 68.

بقي المرحلة الأخيرة لمن أراد المساهمة، وسأعمل بإذن الله بعد الانتهاء على مراجعة المحاضرة كاملة وتنسيقها حتى يسهل قراءتها.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 محرم 1437هـ/31-10-2015م, 03:05 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

تم تفريغ المحاضرة من الدقيقة 58 حتى آخرها ما عدا الأسئلة التي في نهاية المحاضرة بحمد الله :


مسائل أصول التفسير ممكن تصنيفها إلى عشرة أبواب كبار ، فمجلد أصول التفسير يمكن أن ينشئ فيه طالب العلم 10 ملفات لكل باب ملف ثم يضيف في كل ملف ما يتحصل له من مسائل ذلك العلم ، فمثلا مقدمات علم التفسير يجعل لها ملف في حكم التفسير ونشأته وما يتعلق بمقدماته . الباب الثاني: طرق التفسير يدخل فيه تفسير القران بالقران وتفسير القران بأقوال الصحابة والسلف والتابعين والإسرائيليات وما يتعلق بذلك. الباب الثالث: قواعد التفسير قواعد الجمع والترجيح فيما يتعلق بأقوال المفسرين. الباب الرابع: الضوابط التفسيرية يدخل فيه كليات التفسير وما يصلح أن يكون ضابطا لمسائل التفسير والضابط يختلف عن القاعدة التفسيرية. الباب الخامس: الإجماع في التفسير وهذا مهم جدا لطالب علم التفسير فينبغي أن يتقنه فإذا ورد إجماع ينبغي أن يضبطه في أصله ويدونه قال فلان أجمع المفسرون على كذا ويسند القول في كل مسألة طبعا مسائل الاجماع ليس بالضرورة أن كل ما يحكي به بعض المفسرين بالإجماع مسلم به فمسائل الإجماع تحتاج إلى دراسة لكن طالب العلم ينبغي أن يجمع في أصله المسائل المتعلقة بنقل وحكاية الإجماع في التفسير. الباب السادس: مسائل الخلاف في التفسير المسائل الكبار تعرفون بعض المسائل يختلف فيها المفسرون اختلاف كبير هذه ينبغي أن يحررها طالب العلم لأنه في الغالب يكون لها نظائر كثيرة . الباب السابع: أساليب القرآن ما يتعلق بأساليب القران فينبغي للطالب أن يضعه في هذا الباب. الباب الثامن: طبقات المفسرين يعني تأتيه معلومات عن بعض المفسرين وأحوالهم وطرقهم فهذه المعلومات ينبغي أن يجعلها في ملف متعلق بطبقات المفسرين. الباب التاسع: مناهج المفسرين. الباب العاشر: شروط المفسر وآدابه.
هذه الأبواب لو جعل الطالب لكل باب ملف لديه في جهازه ثم غذى هذا الملف بالمسائل العلمية وغالب هذه الأبواب فيها كتب مؤلفة يعني جعل له خطة علمية في القراءة ثم لخص كلما قرأ كتابا قيما أضاف مسائله إلى ملخصه فإنه بإذن الله مع مرور الزمن يكون لديه كتاب كبير وأصل كبير في علوم القرآن وفي أصول التفسير بالإضافة إلى ما سبق شرحه في أول البرنامج وهو الأصل الكبير يعني هذا شرح مختصر لطريقة مقترحة في البناء العلمي ..
نأتي بهذا إلى خاتمة محاضرة اليوم أوصيكم فيها بوصايا مهمة وهي: أن يختار الطالب الطريق الأيسر عليه، لا يلزم نفسه طريقة شاقة لكن المهم أن لا يغفل الطالب البناء العلمي، ينبغي للطالب أن يكون لديه أصل علمي قوي وأن يحرص على الزيادة عليه، أيضا استفيدوا من التقنية في اختصار كثير من الجهد والوقت ، أيضا احرصوا على القفزات العلمية الكبيرة للاستفادة من الأعمال الموسوعية والكتب القيمة لكن بعد أن تكونوا قطعتم شوطا جيدا في التأسيس والبناء العلمي..هذا خلاصة ما أوصيكم به هذا والله أعلم وأسأل الله أن يغفر لنا ولكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 محرم 1437هـ/3-11-2015م, 01:28 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي


من الدقيقة 18 إلى 28 عذرا على التأخير

وأبو داود السجستاني صاحب السنن قال:" كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن ".
إذا هذه الطريقة : وهي بناء الأصل العلمي ، هي من طرق أهل العلم المتعمدة أم ليست كذلك ؟
... جيد
فهذه طريقة مهمة ،لكن هل كانوا يطلعون على أصولهم ؟ أصله الخاص الذي لديه ملخصاته الخاصة وكتبه الخاصة هل كان يطلع الناس عليها ؟
- بعضهم قد يطلع بعض الخاصة ممن يتوثق منهم لكنه لا يطلع عليها كل أحد لأن غالب هذه الأصول لاتكون محررة ومراجعة يعني صالحة للنشر والتأليف فإن أرادوا التأليف استخرجوا منها وألفوا.

أيضا بعض العلماء يظهر من علمه وإجاباته عن الاسئلة العلمية وفتاواه أن لديه أصلا علميا قويا.
الإمام الدارقطني رحمه الله صاحب كتاب العلل طبع في عدة مجلدات في نحو عشرين مجلدا إذا سئل عن حديث قال رواه فلان وفلان واختلف عليه فرواه فلان كأنه يحصر الأسانيد التي روي بها هذا الحديث ويبين علته والخطأ الذي وقع للرواة
فهذا لايحصله العالم من قراءات متفرقة ولو كانت كثيرة لا يحصله إلا من كان لديه أصل جامع جمع فيه الأحاديث والروايات ورتبها ودرسها وعرف ما فيها من العلل وكان كثير المراجعة لمخلصه فإذا سئل بعد ذلك فإنه يسهل عليه بعد ذلك أن يجيب لانه قد درسها وخرج بالخلاصة ولذلك قيل أن الدراقطني أملى كتاب العلل من حفظه
وقال الذهبي معلقا : إن كان كتاب " العلل " الموجود، قد أملاه الدارقطني من حفظه، كما دلت عليه هذه الحكاية، فهذا أمر عظيم، يقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا.
لأن من قرأ أجوبته على الأسئلة التي سئل عنها في كتابه يقطع بسعة اطلاعه وحسن معرفته وتحريره
وقد قال الإمام علي بن المديني: ( الحديث إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه )
والامام الدارقطني قد تبين خطأ الكثير من المرويات بجمع طرقه
وكان يحي بن معين يقول( إذا كتبت فَقَمِّشْ ، وإذا حدثت ففتش ) او كلاما نحو هذا
أي عند الكتابة اكتب ما يقع عليه نظرك مما له صلة بالمسألة لكن عند التحديث والفتوى والاجابة ففتش وميز الصحيح من الضعيف وما ينبغي ان يقال وما ينبغي ان يطوى
هذه الطريقة هل كانت مختصة بأهل الحديث؟
لم تكن مختصة بهم
فمن العجائب التي وقفت عليها وقد كنت أتعجب من كثرة سرد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله للأقوال في التفسير وهو كان متقدم عن ابن كثير والسيوطي وغيرهم من الذين جمعوا موسوعات في التفسير
فلم يكن في زمانه كتب ملخصة جامعة لأقوال السلف حتى وقفت على كلمة جميلة لابن رشيق المغربي في أسماء مؤلفات ابن تيمية ذكر ان شيخ الاسلام ابن تيمية وقف على خمسة وعشرين تفسيرا مسندا – التفاسير التي تروى بالاسانيد - وأنه كتب نقول السلف مجردة عن الاستدلال على جميع القرآن، لخص أقوال السلف على جميع القرآن من التفاسير المسندة وحعلها أصلا لديه وهذا اصل علمي مهم جدا لطالب علم التفسير
والذين يكون لديه معرفة بأقوال السلف في جميع القرآن فهذا لديه كنز علمي عظيم وإذا رزق مع ذلك حسن فهم لمسائل العلم وحسن معرفة بالمسائل اللغوية والأحاديث فإنه بإذن الله يكون قد اكتمل بنيانه العلمي
وكذلك اللغوييون لهم طرقهم في البناء العلمي أبو العباس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب كان من أئمة أهل اللغة أقبل على كتب الفراء وحذقها وهو لم يبلغ الخامسة والعشرين وهولم يدرك الفراء فهو من مرتبة شيخ شيوخه ويروي عنه بالواسطة لكنه اقبل على كتب الفراء وكثير من كتب الفراء مفقودة فقد طبع معان القران و.... 23.31 وكتب يسيرة لكن اغلب كتبه مفقودة
أبو العباس اقبل عليها وحذقها وكان هذا اصل علمي مهم بالنسبة له

كذلك أبو بكر الخلال (ت 311 هـ ) لم يدرك الإمام أحمد لكنه أقبل على جمع مسائله من تلاميذه ومن الصحف المتفرقة تعرفون أن الامام احد نقل عنه مسائل كثيرة فأقبل عليها وعلى جمعها وتصنيفها وترتيبها والتحقق من صحتها حتى صار إمام ذا شان وكانت كتبه من اهم مراجع الحنابلة فكان هذا أصل علمي مهما له
كذلك فعل الفقيه الحنبلي ابن مفلح بمسائل الامام أحمد فإنه كان له براعة في جمعها وتصنيفها ومعرفة حسنة بمصادرها وتمييز الروايات المنصوصة والروايات المستخرجة كانت له ملكة حسنة لتمييز المروات عن الامام أحمد وبيان بعض الأخطاء التي تنسب للامام أحمد حتى كان مرجعا لفقه الإمام أحمد وكان شيخ الاسلام رحمه الله وهو شيخه يرجع إليه ويستفيد منه في مسائل الإمام احمد وقال عنه ابن تيمية رحمه الله تعالى: ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح ما هو السبب تجدون السبب الرئيس أنه كان لديه أصل علمي مهم في مسائل الإمام أحمد

كذلك غيره من العلماء كانت لهم طرق مختلفة في الأصول العلمية
ابن فرحون المالكي قال: لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أحفظه وتفسير ابن عطية من التفاسير المهمة الجليلة له عناية بجمع الأقوال وبإعمال أصول التفسير وبالترجيح الأقوال بين المفسرين فله عناية حسنة لذلك تفسيره من التفاسير الطويلة فكثرة ادمان ابن فرحون لتفسير ابن عطية حتى كاد ان يحفظه جعله أصلا مهما عنده في التفسير

ونقل القاضي عياض عن ابن التبان أنه قرا المدونة اكثر من ألف مرة

الكافيجي شيخ السيوطي لقب بذلك لاشتغاله بكتاب الكافي لابن الحاجب
هذه الأمثلة المقصود منها ان العلماء كانت لهم طرق في بناء أصولهم العلمية
ومن الطرق التي سلكها بعض العلماء التأليف كالسيوطي رحمه الله ألف التحبير في علم التفسير وهو ابن عشرين سنة جمع فيه من علوم القرآن مسائل كثيرة من كتب كثيرة متفرقة فصار أصلا له ثم لما تقدم في العلم الف الاتقان وهو أجل منه وأوسع
والمقصود أن البناء العلمي له أنواع ومن أنواعه أن يتخذ الطالب أصلا في العلم الذي يدرسه يدمن قراءته ويستظهر مسائله فيختار في العلم الذي يدرسه إن كان يدرس في علوم القرىن يختار كتابا من علوم القرآن يختار كتابا من الكتب الجامعة التي تمتاز بكثرة المسائل وحسن التحرير ويدمن قرائته حتى يكاد يحفظه مع التعليق عليه وزيادة الأمثلة والايضاح والمسائل
هذه الطريقة سلكها جماعة من العلماء كما ذكرت عن ابن فرخون وما نقل القاضي بن عياض
بعض العلماء ومنهم علماء معاصرون كانت مكتباتهم صغيرة قليلة الكتب إذا قورنت بغيرهم من طلاب العلم لكنهم كانوا يقرؤونها قراءة حسنة ويكثرون من مداومة القراءة فيها حتى يكادون يستظهرون ما فيها

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 محرم 1437هـ/3-11-2015م, 04:00 PM
رحاب محمود رحاب محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 171
افتراضي

جزاكم الله جميعا خير الجزاء، إن شاء الله أجمعها وأنسقها، جعله الله في ميزان حسناتكم، ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 21 محرم 1437هـ/3-11-2015م, 07:46 PM
رحاب محمود رحاب محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 171
افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فهذا هو اللقاء الأول من لقاءات الفصل الدراسي الثاني، ونسأل الله عز وجل أن يجعله لقاء مباركا وأن ينفع به إنه حميد مجيد،
موضوع هذا اللقاء هو في البناء العلمي، وهو موضوع مهم جدا لهذه المرحلة لطلاب العلم وقد بينا لكم في محاضرات سابقة لطلاب برنامج دراسة التفسير، ولطلاب برنامج إعداد المفسر أن سبب العناية في المراحل الأولى بمهارات التأسيس العلمي كان الغرض منه أن يحسن الطالب دراسة مسائل التفسير، ودراسة مسائل علوم القرآن وأن يتعرف عليها على وجه الإجمال وأن يحسن دراسة المسائل وأن يحسن التعرف عليها؛ التعرف على الأقوال فيها واستيعابها، وترتيبها، وتحرير القول فيها لأن هذه المهارات هي مهارات تأسيس علمي، الذي يحسن دراسة المسائل العلمية دراسة جيدة فإنه بإذن الله تعالى مؤهل لأن يبدء مرحلة البناء العلمي، أما الذي لديه خلل في دراسة المسائل العلمية أو ضعف في مهارات التأسيس فينبغي أن يبادر بتكميل النقص وسد الخلل وإحسان طريقة دراسة المسائل العلمية، لأن تعليم المهارات في هذا البرنامج، ينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ في كل قسم نعتني بقسم منها:
فأما في المستوى الأول: فنعتني فيه بمهارات التأسيس العلمي، وكيف يدرس طالب العلم مسائل التفسير ومسائل أصول التفسير ومسائل علوم القرآن دراسة حسنة بإذن الله تعالى، والآن نعتني في هذه المرحلة بمطالبة الطالب بأن تكون دراسته شاملة لمسائل العلم، ولكن نعتني بأن تكون دراسته دراسة حسنة، فإذا وصل إلى مرحلة ضبط المسائل التفسيرية وضبط مسائل أصول التفسير، ومسائل علوم القرآن على أمثلة متعددة ، ودرس مختصرا يلم بسببه مسائل العلم الذي يدرسه على وجه الإجمال، فإنه يكون قد أدى الغرض التعليمي المطلوب في هذه المرحلة، التي هي مرحلة التأسيس، ينتقل بعدها إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة البناء العلمي، وهي مرحلة مهمة جدا، بل هي لب مراحل طلب العلم، وهي أهم مراحل طلب العلم بعد مرحلة التأسيس.
بعد مرحلة البناء العلمي يبدء الطالب مرحلة التعرف على مهارات العرض العلمي، ما هي مهارات العرض العلمي؟
يعني كيف يوصل المعلومة التي لديه إلى المستفيد بالأسلوب الذي يناسبه، وقد يكون طالب العلم مدرسا فيعتني بمهارات التدريس، قد يكون داعية يدعوا فئات متعددة من الناس منهم الأمي والمتعلم وطالب العلم والجاهل، بل قد يكون منهم المبتدع والكافر، وقد يكونون على أنحاء شتى، فيعتني طالب العلم على أن يتعرف على الأسلوب المناسب لكل فئة، وأن يستنير في ذلك بالهدي النبوي، ومهارات العرض العلمي نأتي إليها بإذن الله تعالى في المستوى الثالث من دراسة التفسير.
المهم في هذه المرحلة أن نركز على مرحلة البناء العلمي، كل مرحلة من هذه المراحل؛ التأسيس العلمي، البناء العلمي، العرض العلمي، كل مرحلة لها سمات تمتاز بها.
1. مرحلة التأسيس العلمي؛ من أبرز سماتها:
- أن الدراسة فيها طويلة نوعا ما، ومتأنية، والمسألة التي ينبغي لطالب العلم أو يكاد يكفيها دقائق لدراستها، طالب العلم في مرحلة التأسيس قد يمكث فيها وقتا طويلا لأنه يريد أن يتحقق من طريقة دراسته للمسألة، يتحقق ويتوثق من صحة دراسته للمسألة، ويراجعها مرة بعد مرة لأنه مع الفارق في التمثيل لكن لتقريب الصورة، في كل مرحلة ولكل متعلم صنعة، أول ما يتعلم هذه الصنعة يمكث في أداء المهام الأولية والتي قد تكون مهام بسيطة، يمكث فيها وقتا طويلا، لأن أكثر ما يشغله هو إتقان الطريقة، فالذي يتعلم الكتابة أول ما يتعلم الكتابة تكون كتابته بطيئة، لأن ذهنه منصرف إلى وهمته منصرفة إلى محاولة إتقان الكتابة وألا تكون الكتابة كتابة خاطئة، الذي يتعلم قيادة السيارة في أول الأمر تكون قيادته بطيئة، ويكون فيها كثير من التردد لأن ذهنه منصرف إلى محاولة إتقان القيادة قبل تحسين المهارات الآلية في القيادة، ولذلك طالب العلم في أول مراحل تعليمه، ومراحل تأسيسه العلمي، قد تكون دراسته للمسائل العلمية دراسة متأنية جدا لأن ذهنه منصرف إلى محاولة إتقان طريقة التعلم، فأما إذا أحسن الطاب التعلم وأحسن دراسة المسائل وصارت له دربة حسنة، ومعرفة بمصادر المسائل العلمية وكيفية دراستها، والمراحل التي يمر بها في دراسته للمسألة العلمية، وأصبحت هذه الطريقة واضحة لديه، يكاد يحفظها، فإنه بإذن الله تعالى بعد تطبيقه لأمثلة كثيرة يكون مؤهلا للانتقال إلى مرحلة البناء العلمي.

- مرحلة البناء العلمي؛ من أهم سماتها:
أن يكون طالب العلم لديه قدرة عالية على التصنيف العلمي السريع، تمر به مسألة؛ يعرف هذه المسألة تابعة لماذا؟، هذه المسألة من مسائل القراءات، هذه مسألة لغوية، هذه مسألة تفسيرية، هذه مسألة من مسائل علوم القرآن في الباب الفلاني، هذه مسائل الباب الفلاني، هذه مسائل الباب الفلاني، لديه قدرة عالية على التصنيف، فإذا كان الطالب لديه قدرة عالية على التصنيف ولديه سرعة في دراسة المسائل العلمية يستطيع أن يستوعب الأقوال في المسألة بوقت أقل بكثير من الوقت الذي كان يمضيه في مرحلة التأسيس العلمي، فإنه بإذن الله تعالى يكون مؤهلا لأن يسير سيرا حسنا في مرحلة البناء العلمي، فذكرنا من أهم سمات مرحلة البناء العلمي القدرة العالية على التصنيف العلمي وسرعة التحصيل العلمي، كثير من المسائل التي سيدرسها الطالب في هذه المرحلة كثير منها سبق درسه في المرحلة السابقة ولكن بشيء من الاقتضاب والاختصار، يدرسها في هذه المرحلة بإذن الله تعالى بشيء من التفصيل والتوسع، فالطالب في هذه المرحلة لا يبدء من الصفر ولكن يبدء من حيث أسس، ولذلك المطلوب منكم في هذه المرحلة، التركيز على أربعة أمور:
1- إكمال مهارات التأسيس العلمي؛ الذي يجد من نفسه أن لديه ضعفا في دراسة المسائل التفسيرية، في دراسة مسائل أصول التفسير، في مسائل علوم القرآن، ينبغي أن يجتهد في إكمال النقص وسد الخلل، ويكفيه بإذن الله تعالى أن يلتحق بدورات التلخيص العلمي، لأنه إذا أتقنها بإذن الله تعالى يكون قد أتقن مهارات التأسيس العلمي بإذن الله عز وجل.
2- الأمر الثاني: أن يعد نفسه إعدادا جيدا لمرحلة البناء العلمي؛ كل مرحلة يبدأها طالب العلم ينبغي أن يستعد لها استعدادا جيدا حسنا، حتى يسير فيها سيرا جيدا ولا يتخلف فيها عن زملائه، وكما قلت لكم الإعداد لمرحلة البناء العلمي يحتاج طالب العلم إلى أن يتعلم أو يتدرب على تصنيف المسائل العلمية، وهو أمر سهل لكنه يحتاج إلى دربة كثيرة على المسائل، أيضا يحرص أن تكون دراسته للمسائل العلمية أسرع من ذي قبل، أيضا الإعداد الجيد لمرحلة البناء أن يعد الطالب العدة المناسبة لهذه المرحلة، كل مرحلة تحتاج إلى إعداد جيد، وسنعرض في هذه المرحلة بإذن الله تعالى بعض الوسائل التي تعين على الإعداد الجيد لهذه المرحلة بإذن الله تعالى.
3- الأمر الثالث: الذي أريدكم أن تتفطنوا له جيدا هو التعرف على الوسائل التي يقوى بها الطالب بنيانه العلمي، فكثير من الوسائل والمهارات التي يجد الطالب فيها النفع ينبغي أن يكون لديه حسن المعرفة بطرق الاستفادة منها، يرصد هذه الوسائل، يتعرف عليها، يحاول أن يطبق بعضها حتى يزيد من ... 10:38، طبعا هذا بعد أن يتعرف على أصول البناء العلمي.
4- الأمر الرابع والأخير: سيزداد وضوحا بعد انتهاء المحاضرة إن شاء الله عز وجل، وهو أن يعرف الطالب الخطة المناسبة له لبنائه العلمي، وسيتبين لكم في هذه المحاضرة بإذن الله أن الطلاب لهم أحوال مختلفة، ومن الخطأ أن يؤثر على طريقة واحدة في البناء العلمي، لأن مجالات العناية العلمية لدى الطلاب متفاوتة؛ الطلاب يتفاوتون في أوجه العناية العلمية، فكل طالب له مجال من المجالات العلمية التي يحسنها، والوسائل التي يحسن استعمالها في البناء العلمي، لكن دورنا في هذه المحاضرة هو أن نذكر بالأصول المهمة ونمثل بأوجه عناية العلماء بما نسميه بالبناء العلم، حتى يعرف الطالب الطريقة الملائمة له، ويعرف المجال الملاءم به حتى يكون البناء العلمي بناء حسنا لأن الإنسان إذا انصرف إلى ما يحسنه فإنه بإذن الله تعالى يبرع فيه ويمهر ويكون له شأن في ذلك، لكنه إذا حاول إلزام نفسه ما لا تطيق أو ما يجد من نفسه نفورا شديدا منه فإنه يعرض نفسه لضعف بنيانه العلمي، ويفوت على نفسه المجالات التي كان يحسنها، لذلك ينبغي للطالب معرفة المجال الذي يحسنه من المجالات العلمية وأن يعرف وسيلة البناء العلمي التي يحسنها، وسنذكر لكم بعض وسائل البناء العلمي، وبعض وسائل العلماء التي بذلوها، ثم كل طالب ينبغي أن يتأمل في نفسه، ومرحلة البناء العلمي كما ذكرت لكم هي مرحلة مهمة جدا وهي لب التحصيل العلمي لطالب العلم، فبعد أن يتم الطالب دراسة مختصر في العلم الذي يدرسه، وبعد أن يتم مهارات التأسيس العلمي يكون مؤهلا أن يبدء مرحلة البناء العلمي وغالبا ما تكون مرحلة البناء العلمي في مسيرة العلماء وسبر أحوالهم وسبر سيرهم وسبر طرق طلبهم العلم، غالبا ما تكون مرحلة البناء في فورة نشاط الطالب وسنوات طلب العلم الذهبية، فترة الشباب وفترة أوائل الطلب، هذه هي السنة الذهبية للبنيان العلمي، من فرط في بناءه العلمي وقت نشاطه وصحته، فإنه يصعب عليه أن يعوض ذلك فيما بعد، ومن الأمور التي تحيل بين الطالب وبين بنيانه العلمي: كثرة التسويف، عدم وضوح خطة البناء العلمي لديه، تداخل الخطط واضطرابها، ضعفه في مهارات التأسيس العلمي، غفلاته لبعض العلوم التي يحتاجها ويستلزمها البناء العلمي فيضعف لديه البناء العلمي، وينتج بذلك ضعف ظاهر لدى الطالب في التحصيل العلمي.
العلماء رحمهم الله كانت لهم عناية حسنة وبالغة بالبناء العلمي، وإن لم يكن يسمى بهذا الاسم "البناء العلمي"، أذكر لكم هذه الأسماء من باب تقريب الصورة للغرض التعليمي، فكان لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة؛ كانوا يجمعون مسائل العلم كل على حسب علمه الذي يطلبه ويصنفونها على حسب عنايتهم العلمية، فكان أهل الحديث لهم أصول خاصة لكل محدث، غالب المحدثين لهم أصول خاصة بهم، الإمام أحمد رحمه الله تعرفونه صاحب المسند، قال: (انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث، وخمسين ألف حديث)، كان له أصل علمي يكتب فيه هذه الأحاديث، لما أراد أن يكتب المسند ويؤلف المسند استخرج من هذا الأصل الذي لديه الذي كان يتضمن سبعمائة ألف حديث استخرج هذا المسند الذي يكون في نحو ثلاثين ألف حديث، وإسحاق بن راهويه رحمه الله كان يقول: (كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها)، ماذا نستفيد من هذه المقولة؟
ماذا نستفيد من كلام إسحاق بن راهويه كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها، تعرفون أن إسحاق بن راهويه ليست لديه كتب مشهورة لدينا إلا المسند وأحاديثه قليلة، كثير من كتبه مفقودة، أو لم يبيضها أصلا.
تقول: [طالبة] أنه أتقن ثلاثين فقط؟ لا هو يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، يعني كأنه يستظهرها من شدة معرفته بمواضعها، وثلاثين ألفا يسردها كما يسرد السورة من القرآن.
تقول: [طالبة] أن له أصل يرجع إليه؟ نعم هذه أكبر فائدة، وأيضا الفائدة الأخرى كثرة التردد عليه، كثرة مراجعته، لأنه لا يبلغ هذه المرحلة التي يقول: (كأني أنظر إليها) إلا بكثرة المراجعة ومداومة النظر، والإمام البخاري رحمه الله لما سئل عن أي شيء أنفع للحفظ، قال مداومة النظر في الكتاب، فإذا كان طالب العلم لديه أصل علمي ويكثر من النظر فيه فإنه يرسخ علمه بإذن الله عز وجل، وإذا كان الأصل الذي لديه فيه مسائل كثيرة ومسائل محررة، فإنه يكون أكثر علما أليس كذلك؟ هذا في كتبه مائة ألف حديث، الآن في عصرنا إذا حفظ الطالب ألفي حديث، وثلاثة آلاف حديث يقال هذا الرجل حفظ كذا وكذا، فهذا يحفظ مائة ألف حديث.
الإمام مسلم صاحب الصحيح، قال: صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة [مسموعة يعني ليست بالإجازة]،
سمعها من شيوخه.
وأبي داود السجستاني صاحب السنن قال:" كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن ".
إذا هذه الطريقة : وهي بناء الأصل العلمي ، هي من طرق أهل العلم المعتمدة أم ليست كذلك ؟
... جيد
فهذه طريقة مهمة ،لكن هل كان العلماء يطلعون على أصولهم ؟ أصله الخاص الذي لديه ملخصاته الخاصة وكتبه الخاصة هل كان يطلع الناس عليها ؟
- بعضهم قد يطلع بعض الخاصة لكن ممن يتوثق منهم لكنه لا يطلع عليها كل أحد لأن الغالب أن هذه الأصول لا تكون محررة ومراجعة يعني صالحة للنشر والتأليف فإذا أرادوا التأليف استخرجوا من هذه الأصول وألفوا منها.

أيضا بعض العلماء يظهر من علمه وإجاباته على الأسئلة العلمية وفتاواه أن لديه أصلا علميا قويا.
الإمام الدارقطني رحمه الله صاحب كتاب العلل طبع في عدة مجلدات في نحو عشرين مجلدا إذا سئل عن حديث قال رواه فلان وفلان وفلان واختلف عليه فرواه فلان كأنه يحصر الأسانيد التي روي بها هذا الطريق ويبين علته والخطأ الذي وقع لبعض الرواة فيه
هذا لا يحصله العالم من قراءات متفرقة ولو كانت كثيرة لا يحصله إلا أن يكون لديه أصل جامع جمع فيه الأحاديث والروايات ورتبها ودرسها وعرف ما فيها من العلل فإذا سئل بعد ذلك كان كثير المراجعة لملخصه فإنه يسهل عليه بعد ذلك أن يجيب من يسأله عن هذه الأحاديث لأنه قد درسها وخرج بالخلاصة ولذلك قيل أن الدراقطني أملى هذا الكتاب من شفته؛ الذي هو كتاب العلل.
تمت المراجعة إلى هنا ونكمل بإذن الله.
وقال الذهبي معلقا : إن كان كتاب " العلل " الموجود، قد أملاه الدارقطني من حفظه، كما دلت عليه هذه الحكاية، فهذا أمر عظيم، يقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا.
لأن من قرأ أجوبته على الأسئلة التي سئل عنها في كتابه يقطع بسعة اطلاعه وحسن معرفته وتحريره
وقد قال الإمام علي بن المديني: ( الحديث إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه )
والامام الدارقطني قد تبين خطأ الكثير من المرويات بجمع طرقه
وكان يحي بن معين يقول( إذا كتبت فَقَمِّشْ ، وإذا حدثت ففتش ) او كلاما نحو هذا
أي عند الكتابة اكتب ما يقع عليه نظرك مما له صلة بالمسألة لكن عند التحديث والفتوى والاجابة ففتش وميز الصحيح من الضعيف وما ينبغي ان يقال وما ينبغي ان يطوى
هذه الطريقة هل كانت مختصة بأهل الحديث؟
لم تكن مختصة بهم
فمن العجائب التي وقفت عليها وقد كنت أتعجب من كثرة سرد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله للأقوال في التفسير وهو كان متقدم عن ابن كثير والسيوطي وغيرهم من الذين جمعوا موسوعات في التفسير
فلم يكن في زمانه كتب ملخصة جامعة لأقوال السلف حتى وقفت على كلمة جميلة لابن رشيق المغربي في أسماء مؤلفات ابن تيمية ذكر ان شيخ الاسلام ابن تيمية وقف على خمسة وعشرين تفسيرا مسندا – التفاسير التي تروى بالاسانيد - وأنه كتب نقول السلف مجردة عن الاستدلال على جميع القرآن، لخص أقوال السلف على جميع القرآن من التفاسير المسندة وحعلها أصلا لديه وهذا اصل علمي مهم جدا لطالب علم التفسير
والذين يكون لديه معرفة بأقوال السلف في جميع القرآن فهذا لديه كنز علمي عظيم وإذا رزق مع ذلك حسن فهم لمسائل العلم وحسن معرفة بالمسائل اللغوية والأحاديث فإنه بإذن الله يكون قد اكتمل بنيانه العلمي
وكذلك اللغوييون لهم طرقهم في البناء العلمي أبو العباس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب كان من أئمة أهل اللغة أقبل على كتب الفراء وحذقها وهو لم يبلغ الخامسة والعشرين وهولم يدرك الفراء فهو من مرتبة شيخ شيوخه ويروي عنه بالواسطة لكنه اقبل على كتب الفراء وكثير من كتب الفراء مفقودة فقد طبع معان القران و.... 23.31 وكتب يسيرة لكن اغلب كتبه مفقودة
أبو العباس اقبل عليها وحذقها وكان هذا اصل علمي مهم بالنسبة له

كذلك أبو بكر الخلال (ت 311 هـ ) لم يدرك الإمام أحمد لكنه أقبل على جمع مسائله من تلاميذه ومن الصحف المتفرقة تعرفون أن الامام احد نقل عنه مسائل كثيرة فأقبل عليها وعلى جمعها وتصنيفها وترتيبها والتحقق من صحتها حتى صار إمام ذا شان وكانت كتبه من اهم مراجع الحنابلة فكان هذا أصل علمي مهما له
كذلك فعل الفقيه الحنبلي ابن مفلح بمسائل الامام أحمد فإنه كان له براعة في جمعها وتصنيفها ومعرفة حسنة بمصادرها وتمييز الروايات المنصوصة والروايات المستخرجة كانت له ملكة حسنة لتمييز المروات عن الامام أحمد وبيان بعض الأخطاء التي تنسب للامام أحمد حتى كان مرجعا لفقه الإمام أحمد وكان شيخ الاسلام رحمه الله وهو شيخه يرجع إليه ويستفيد منه في مسائل الإمام احمد وقال عنه ابن تيمية رحمه الله تعالى: ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح ما هو السبب تجدون السبب الرئيس أنه كان لديه أصل علمي مهم في مسائل الإمام أحمد

كذلك غيره من العلماء كانت لهم طرق مختلفة في الأصول العلمية
ابن فرحون المالكي قال: لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أحفظه وتفسير ابن عطية من التفاسير المهمة الجليلة له عناية بجمع الأقوال وبإعمال أصول التفسير وبالترجيح الأقوال بين المفسرين فله عناية حسنة لذلك تفسيره من التفاسير الطويلة فكثرة ادمان ابن فرحون لتفسير ابن عطية حتى كاد ان يحفظه جعله أصلا مهما عنده في التفسير

ونقل القاضي عياض عن ابن التبان أنه قرا المدونة اكثر من ألف مرة
الكافيجي شيخ السيوطي لقب بذلك لاشتغاله بكتاب الكافي لابن الحاجب
هذه الأمثلة المقصود منها ان العلماء كانت لهم طرق في بناء أصولهم العلمية
ومن الطرق التي سلكها بعض العلماء التأليف كالسيوطي رحمه الله ألف التحبير في علم التفسير وهو ابن عشرين سنة جمع فيه من علوم القرآن مسائل كثيرة من كتب كثيرة متفرقة فصار أصلا له ثم لما تقدم في العلم الف الاتقان وهو أجل منه وأوسع
والمقصود أن البناء العلمي له أنواع ومن أنواعه أن يتخذ الطالب أصلا في العلم الذي يدرسه يدمن قراءته ويستظهر مسائله فيختار في العلم الذي يدرسه إن كان يدرس في علوم القرىن يختار كتابا من علوم القرآن يختار كتابا من الكتب الجامعة التي تمتاز بكثرة المسائل وحسن التحرير ويدمن قرائته حتى يكاد يحفظه مع التعليق عليه وزيادة الأمثلة والايضاح والمسائل
هذه الطريقة سلكها جماعة من العلماء كما ذكرت عن ابن فرخون وما نقل القاضي بن عياض
بعض العلماء ومنهم علماء معاصرون كانت مكتباتهم صغيرة قليلة الكتب إذا قورنت بغيرهم من طلاب العلم لكنهم كانوا يقرؤونها قراءة حسنة ويكثرون من مداومة القراءة فيها حتى يكادون يستظهرون ما فيها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قمت يتفريغ الفترة من 28 الى الدقيقة 42 تقريبا
بعض العلماء ومنهم علماء معاصرون كانت مكتباتهم صغيرة قليلة الكتب إذا قورنت بغيرهم لكنهم كانوا يقرؤونها قراءة حسنة وهم من كبار أهل العلم وقد ذكر ذلك عن الشيخ عبد الرزاق العفيفي رحمه الله تعالى ان مكتبته كانت صغيرة وقد كان رحمه الله تعالى نائب رئيس هيئة كبار العلماء لكنه كان حسن القراءة مجيدا لما يقرأ كذلك نقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن مكتبته لم تكن مكتبة كبيرة لكنه رحمه الله كان صاحب قراءة حسنة وكثرة مراجعة للكتاب حتى يكاد يحفظ بعض الكتب
وقد حفظ زاد المستقنع رحمه الله عن ظهر قلب وكان قد درس فقه المذهب على شيخه السعدي دراسة حسنة حتى حفظ كثيرا من المسائل عن ظهر قلب ولذلك كانت فتاواه وكثرة مراجعته للمسائل العلمية وكثرة تدريسه لمسائل الفقه حتى برع وصار من كبار فقهاء العصر ...
الدقيقة 29
المقصود أن بناء الأصل العلمي مهم لطالب العلم وأنه على أنواع :
ذكرت لكم النوع الأول أن يتخذ الطالب أصلا في العلم الذي يدرسه
النوع الثاني أن ينشئ طالب العلم لنفسه أصلا وهذا الأصل الذي ينشئه الطالب له أنواع فمنه أن يبني طالب العلم أصله من كتب عالم من العلماء : يختار عالما من العلماء واسع المعرفة حسن الاطلاع والفهم فيقبل على كتبه ويلخص مسائله ويعتني بها عناية كبيرة حتى يكون لديه أصل علمي من كتب ذلك الإمام وتكون لديه معرفة حسنة بأقواله في المسائل ومنهجه في الاستدلال بل ويستفيد من طريقته في المسائل التي درسها ويعملها في نظائرها في المسائل الأخرى وهذا كما فعل أبو العباس ثعلب مع كتب الفراء كما تقدم وكما فعل أيضا أبوعمر الزاهد مع كتب الإمام ثعلب وكما فعل شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وعبد الرحمن ابن ناصر السعدي مع كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وابن القيم رحمه الله تعالى فأنهم أقبلوا عليها إقبالا حسنا حتى فهموا مقاصدها ودرسوها دراسة حسنة ومحمد بن عبد الوهاب رحمه الله قبل أن يصدع بدعوته أقبل على كتب شيخ الاسلا ابن تيمية رحمه الله وابن القيم إقبالا كبيرا واختصر بعضها ولخص مقاصد بعضهاو أقبل عليها إقبالا كبيرا فأفادته فائدة كبيرة أيضا كما فعل بعض المعاصرين مع كتب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أقبلوا عليها ولخصوها ودرسوها دراسة جيدة حتى استفادوا من ذلك فائدة كبيرة فلايكادون يسألون عن مسألة إلا ويحفظوا فيها فتوى الشيخ رحمه الله .
وهذه فائدة علمية حسنة ،لكن يجب أن يتنبه إلى أن هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها حتى يصبر الطالب عليها مدة طويلة من الزمن،، ويلخص و يقرا ويحرر ويقرأ قراءة بعد قراءة بعد قراءة بعد قراءة حتى يستظهر مسائل هذا الأصل ،ولايحصل هذا البناء العلمي له بمجرد القراءة العابرة ، بل القراءة الكثيرة التي يدمنها الطالب ، من الصعب أن يجمع الطالب بين أكثر من طريقة في الأصل العلمي، يريد أن يتخذ كتابا أصلا في العلم الفلاني ،وأصلا في العلم الفلاني ،وأصلا يبنيه من كتب العالم الفلاني، فإنه يصعب أن يجمع بينها ،لكن ينبغي أن يحدد اختياره الذي يكون لديه نهمة عالية ولديه إقبال حسن على دراسة المسائل العلمية ويريد أن يبني أصولا علمياكبيرا متكاملا ، فهذا يصلح أن يكون أصله ملخصا مبنيا على أبواب العلم (يعني ...كلمة غير مفهومة ) فالعلم الذي يدرسه يقسم إلى أبواب ثم يحاول جرد مسائل كل باب جردا و كل مسألة يحاول أن يلخص ما قيل، فيها قد يمكث سنوات في بناء هذا الأصل العلمي ، لكنه يستفيد فائدة كبيرة ،ويكون أصله العلمي هذا أصلا كبيرا متنوعا وسأزيد هذا الأمر بيانا بالأمثلة بإذن الله عز وجل .
إذا ذكرنا لكم النوع الأول أن يتخذ الطالب أصلا .. يتخذ كتابا من الكتب العلمية المعتمدة أصلا أو يتخذ أصلا من كتب عالم من العلماء أو يتخذ أصلا يستفيده من كتب متعددة فيلخص مسائله ويجمعها وهذا كما فعل السبكي في" جمع الجوامع " فإنه لخصه في نحو مئتي كتاب في أصول الفقه ، وأيضا كما لخص شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أقوال السلف في التفسير.

نأت الآن إلى جواب سؤال مهم ماهي الطريقة المثلى للبناء العلمي ؟ نحن عرفنا الآن أنواع البناء العلمي وأنواع طرق العلماءفي بنائهم العلمي ماهي الطريقة المثلى؟
أقول من الخطأ اقتراح طريقة موحدة لجميع الطلاب في الأصل العلمي الذي ..( غير مفهومة لعلها: يبنون أو يسيرون عليه) وذلك بسبب اختلاف الطلاب في أوجه العناية العلمية : فمن الطلاب من تكون عنايه متجهة لجمع الأحاديث والآثار في التفسير – ونحن نتكلم الآن في مجال التفسير وعلوم القرآن - وتمييز الصحيح من الضعيف وجمع أقوال السلف ومعرفة مواضع الإجماع والاختلاف وهذا من أجل أنواع وأوجه العناية بالتفسير .
ومن طلاب العلم من تكون عنايته متجه لضبط المسائل اللغوية ، له براعة في المسائل اللغوية ، وحسن معرفة بها فلديه عناية ومعرفة ببيان معاني المفردات والأساليب وبيان أوجه البلاغة ومسائل الإعراب ومسائل الصرف والاشتقاق ولديه عناية بالشواهد اللغوية وبالتخريج اللغوي إلى أقوال المفسرين وتمييز الشواهد المعلولة من الشواهد الصحيحة ومعرفة وتمييز الأقوال اللغوية الخاطئة في التفسير . وهذا باب مهم من أبواب علم التفسير .وإذا اتجه الطالب فيه إلى بناء أصل علمي انتفع به انتفاعا كبيرا بإذن الله تعالى عزوجل ونفع غيره إذا كان بناؤه العلمي حسنا.
من طلاب العلم من يغلب عليه العناية بمسائل السلوك والمواعظ والآداب والرقائق التدبر وما جرى هذا المجرى فمثل هذا بحاجة أن يبني له بناء علميا في الجوانب التي يجيدها يجمع المسائل المتعلقة بالفوائد السلوكية القصص والأخبار التي تفيده عند الحديث عن تدبر القرآن يجمع ما يبني به الأصل العلمي الذي يكون عدة له عند دراسته وتدريسه للتفسير
ومن طلاب العلم من يوفق إلى الجمع بين هذه الأصول الكبار من أوجه العناية له عناية بأقول السلف له عناية بالأحاديث الآثار له عناية بالمسائل اللغوية الآثار له عناية بالمسائل السلوكية ومن يوفق للجيمع بين هذه الأصول الكبار يكون لديه بغذن الله تعالى إذا أحسن بناءه العلمي يكون لديه ثروة علمية مباركة بإذن الله تعالى عزوجل ويرجى أن ينتفع به انتفاعا طيبا مباركا إذا أحسن البناء العلمي وأحسن الاستفادة منه لكن من أراد أن يختار أصلا من هذه الأصول فينبغي ألا يكون جاهلا بالأصول الأخرى
يعني من اختار التخصص في المسائل اللغوية في التفسير أو مسائل أقوال السلف في التفسير أو مسائل التدبر في التفسير ينبغي ألا يكون جاهلا بالأصول الأخرى ، بل ينبغي أن يأخذ من الأصول الأخرى على الأقل ما يخرجه من مرحلة المبتدئين لمرحلة المتوسطين ، وهذا أمر مهم حتى يحقق التكامل في البناء العلمي
على حسب عناية الطالب تكون من يهتم بأقوال السلف ومنهم من هتم باللغة او يهتم بالسلوك والآداب والتدبر
الاكمل الجمع ومن اضطر ان يتخير فلا يهمل البقية
نأت الان إلى بيان مراحل البناء العلمي :تكلمنا عن أنوع البناء العلمي وأوجه عناية طلاب العلم والعلماء في المسائل العلمية نأت الان إلى بيان أصول يتبين بها مراحل البناء العلمي : أول ما يبدأ طالب العلم بناءه العلمي في أي علم يدرسه هو دراسة مختصر في هذا العلم
1- دراسة مختصر في العلم : وهذا أصل مهم جدا أن يدرس مختصرا في هذا العلم .
والغرض مندراسة المختصر أمران :
أ : أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم
ب : أن يكون على إلمامٍ عام بمسائله : يعني إلمام على وجه الإجمال بمسائل ذلك العلم .
ولأجل ذلك قررنا في برنامج دراسة اصل التفسير في المستوى الأول تدريس أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى - ومنظومة الزمزمي - وتدريس سورة الفاتحة وجزء عم مع الإلمام بمسائل أخرى من من مسائل علوم القرآن هذه هي المرحلة الأولى من مرحلة دراسة المختصر وهي مرحلة مهم جدا وهي أصل للبناء العلمي وهي تعتبر (من أعمال التأسيس العلمي )لكن لايمكن البناء العلمي على غير تأسيس .
2 - الزيادة على هذا الأصل :هذا المختصر يزيد عليه الطالب بقراءة كتاب أوسع منه قليلا
حتى يستفيد فائدتين
الفائدة الأولى : مراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى لأنه إذا درس كتاب آخر أوسع في المجال نفسه فإنه ستكون دراسته مراجعة للمسائل التي سبق أن درسها من وجه آخر وزيادة تفصيل عليها ولذلك نقرر في المستوى الثالث دراسة مقدمة شيخ الاسلام ابن تيمية في التفسير و مقدمة ابن قاسم في علوم القرآن والغرض منها مراجعة ما سبقت دراسته في منومة الزمزمي وأصول التفسير والزيادة عليها
فائدة الزيادة أن فيها مراجعة لمسائل المختصر الأول وضبط لها
الفائدة الثانية : زيادة تفصيل لها بعد أن يكون الطالب قد درس أبوابا من العلم وقطع شوطا في دراسة التفسير فتكون دراسته لمقدمة شيخ الاسلام ابن تيمية ومقدمة ابن قاسم زيادة تفصيل وبيان للمسائل التي سبقت له دراستها
اتضح الغرض من هذا التقرير ؟
نأت إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة مهمة جدا :
3- تكميل جوانب التأسيس (الطالب بعد أن يدرس المختصر ثم يدرس الزيادة عليه سيجد أن لديه بعض العلوم يحتاج أن يدرس فيها على الأقل مختصرا واحدا حتى يكمل جوانب التأسيس لديه فمثلا الطالب الذي وجد لديه ضعفا في بعض مسائل البلاغة – مسائل معرفة حروف المعاني في القرآن الكريم يحتاج أن يدرس مختصرا فيها –الذي لديه ضعفا في الإملاء يحتاج ان يلتحق بدورة مختصرة في الإملاء الذي لديه ضعفا في الاشتقاق ومسائل الاشتقاق يحتاج أيضا أن يدرس مختصرا في الاشتقاق وهذه المختصرات يكفيه وقت ليس بالطويل بإذن الله تعالى لأن الغرض منها أن يدرس الطالب كتابا مختصرا يخرج به من مرحلة المبتدئين في ذلك العلم على الأقل لمرحلة المتوسطين ليستفيد من هذه المختصرات في تكميل جوانب التأسيس لديه حتى يكمل بنائه العلمي لأنه لايستطيع أن يتعاطى مع بعض مسائل التفسير إذا كان جاهلا في هذه المسائل فمثلا الذي لم يدرس علم المعاني في البلاغة من الصعب عليه أن يدرس بعض المسائل البلاغية في التفسير يعرف فائدة التقديم والتأخير فائدة التذكير والتأنيث معنى التنوين معنى أسلوب الاستفهام الاسم الموصول بعض جوانب التفسير يصعب عليه أن يكتشفهاويعرفها لأنه لم يدرس مختصرا في علم المعاني ولذلك المرحلة الثالثة مرحلة مهمة جدا وهي تكميل جوانب التأسيس وهذه تكون على كل طالب بحسبه ولاتنتظروا منا في هذه المرحلة أن نقترح عليكم كتبا بعينها كل طالب ينظر في الجوانب التي تنقصه ويحاول يدرسها بطريقته لأنها في الغالب خارجة عن اختصاص تفسير وعلوم القرآن الذي لديه ضعف في الإملاء ينبغي .. قد ينبه بعض الطلاب عند تصحيح الاختبارات أنهم بحاجة إلى دراسة .. الالتحاق بدورة في الإملاء و بعضهم قد ينبه أنهم بحاجة إلى دراسة كذا وكذا لكن كل طالب ادرى بنفسه ينظر في الجوانب التي لديه تقصير فيها ويحاول أن يدرس على الأقل مختصرا فيها مختصرا يخرج به من مرحلة المبتدئين في ذلك العلم)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. المرحلة الرابعة :
4- قراءة كتاب جامع في ذلك العلم أو اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه : مثلا في علوم القرآن بعد أن ينهي المراحل المتقدمة لو قرأالاتقان للسيوطي أو البرهان للزركشي أو جمع بينهما وجمع ما يستفيده من مسائل ولخصه فإنه بإذن الله تعالى يكون قد درس دراسة وافية حسنة في مسائل علوم القرآن ..وهذه الدراسة تفيده في تكوين ثروة علمية ...( لم افهم الكلام) ثروية علمية حسنة في هذا المجال
دقيقة :44
5- مرحلة القراءة المبوبة : نأت الآن للمرحلة الخامسة وهي مرحلة ا لقراءة المبوبة بعد أن يكون الطالب قد اتخذ أصلا الان لديه أصل ( و المرحلة الرابعة يعتبر أنه قد اتخذ أصلا ) إما كتاب يزيد عليه أو يكون لديه ملخص شامل للعلم الذي يدرسع ويزيد عليه كتابا بعد كتاب فيأت إلى القراءة المبوبة
القراءة المبوبة مالمقصود بها سيجد الطالب أن العلم الذي يدرسه فيه أبواب علوم القرآن لها أبواب مثلا أبواب نزول القرىن أبواب الناسخ والمنسوخ فضائل القرآن آداب تلاوة القرآن وأحكام القرآن لى غير هذه الأبواب ،قد يجد في أحد هذه الأبواب كتابا قيما مؤلفا قيما في هذا الباب يعتبر عمدة فيقرأه قراءة حسنة واعية ويستفيد ويلخص مسائله ويضيفها لأصله قرأ كتابا آخر في آخر فيأخذه ويستفيد ويلخص مسائله ويضيفها لأصله العلمي وهكذا بعد سنوات يجد أنه قد قرأ كتبا قيمة في أبواب متفرقة بل قد يجد بعض الكتب فيها جوانب حسنة أو مسائل مهمة وتحرير علمي جيد أكثر من باب فيضع هذه المسائل هنا وهذه المسائل هنا -كما ذكرنا لكم في أول المحاضرة أنه يتطلب ان يكون لدى الطالبة قدرة عالية على التصنيف العلمي ومعرفة بمواضع المسائل - وفي هذه المرحلة تكون القفزات العلمية الكبيرة لطالب العلم لأنه قد يقف على كتاب يختصر عليه كثيرا من المسائل التي يريد دراستها يختصر عليه كثير من الجهد والوقت وفي المراحل السابقة كان بنفسه يدرس كل مسألة على حدة حتى درس مسائل العلم دراسة شاملة لكنه في هذه المرحلة سيجد بعض المتب توفر عليه عناء الرجوع الى كثير من الكتب وفيها تحرير علمي حسن فتختصر عليه كثيرا من الجهد ويقفز بإضافة هذا العلم إلى ملخصه قفزة علمية كبيرة
من ذلك على سبيل الثمثيل الاستفادة من الدراسات الموسوعية وسأضرب لكم مثال بدراسة واحدة منها
دراسات الأستاذمحمد عبد الخالق عضيمة في أساليب القرآن في أحد عشر مجلدا
الأربع مجلدات الأولى في معاني حروف القرآن الكريم هذه الموسوعة مكث فيها أكثر من ثلاثة وثلاثين سنة وهو من هو في براعته اللغوية وجلده على دراسة المسائل العلمية وجرد كتب اللغة وكتب التفسير والقراءات لاستخلاص المسائل اللغوية .. فوفر على الطالب عملا تقوم به مؤسسة قام به بمفرده في ثلاث وثلاثين سنة ولخصه واختصره في أربع مجلدات لو أقبل الطالب بعد أن يكون أتم مراحل حسنة في البناء العلمي ووصل لمرحلة القراءة المبوبة وأقبل على هذه المجلدات الأربع ودرسها دراسة حسنة فإنه بإذن لله عز وجل سيقفز قفزة علمية كبيرة جدا لأنه سيضيف خلاصة ما حصله هذا العالم في ثلاثة وثلاثين سنة في نحو ثلاثة أشهر من الدراسة يضيفه إلى أصله العلمي فيستفيد بذلك فائدة علمية كبيرة جدا بإذن الله تعالى . أهـ وفق الله الجميع لكل خير التفاريغ غير مراجعة وأعتذر مجددا ممن تفضلوا باختيار هذه الدقائق وأسال الله أن ينفعهم ويكتب أجرهم على ما اقتطعوه من وقت وجهد للتفريغ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم تفريغ المحاضرة من الدقيقة 58 حتى آخرها ما عدا الأسئلة التي في نهاية المحاضرة بحمد الله :


مسائل أصول التفسير ممكن تصنيفها إلى عشرة أبواب كبار ، فمجلد أصول التفسير يمكن أن ينشئ فيه طالب العلم 10 ملفات لكل باب ملف ثم يضيف في كل ملف ما يتحصل له من مسائل ذلك العلم ، فمثلا مقدمات علم التفسير يجعل لها ملف في حكم التفسير ونشأته وما يتعلق بمقدماته . الباب الثاني: طرق التفسير يدخل فيه تفسير القران بالقران وتفسير القران بأقوال الصحابة والسلف والتابعين والإسرائيليات وما يتعلق بذلك. الباب الثالث: قواعد التفسير قواعد الجمع والترجيح فيما يتعلق بأقوال المفسرين. الباب الرابع: الضوابط التفسيرية يدخل فيه كليات التفسير وما يصلح أن يكون ضابطا لمسائل التفسير والضابط يختلف عن القاعدة التفسيرية. الباب الخامس: الإجماع في التفسير وهذا مهم جدا لطالب علم التفسير فينبغي أن يتقنه فإذا ورد إجماع ينبغي أن يضبطه في أصله ويدونه قال فلان أجمع المفسرون على كذا ويسند القول في كل مسألة طبعا مسائل الاجماع ليس بالضرورة أن كل ما يحكي به بعض المفسرين بالإجماع مسلم به فمسائل الإجماع تحتاج إلى دراسة لكن طالب العلم ينبغي أن يجمع في أصله المسائل المتعلقة بنقل وحكاية الإجماع في التفسير. الباب السادس: مسائل الخلاف في التفسير المسائل الكبار تعرفون بعض المسائل يختلف فيها المفسرون اختلاف كبير هذه ينبغي أن يحررها طالب العلم لأنه في الغالب يكون لها نظائر كثيرة . الباب السابع: أساليب القرآن ما يتعلق بأساليب القران فينبغي للطالب أن يضعه في هذا الباب. الباب الثامن: طبقات المفسرين يعني تأتيه معلومات عن بعض المفسرين وأحوالهم وطرقهم فهذه المعلومات ينبغي أن يجعلها في ملف متعلق بطبقات المفسرين. الباب التاسع: مناهج المفسرين. الباب العاشر: شروط المفسر وآدابه.
هذه الأبواب لو جعل الطالب لكل باب ملف لديه في جهازه ثم غذى هذا الملف بالمسائل العلمية وغالب هذه الأبواب فيها كتب مؤلفة يعني جعل له خطة علمية في القراءة ثم لخص كلما قرأ كتابا قيما أضاف مسائله إلى ملخصه فإنه بإذن الله مع مرور الزمن يكون لديه كتاب كبير وأصل كبير في علوم القرآن وفي أصول التفسير بالإضافة إلى ما سبق شرحه في أول البرنامج وهو الأصل الكبير يعني هذا شرح مختصر لطريقة مقترحة في البناء العلمي ..
نأتي بهذا إلى خاتمة محاضرة اليوم أوصيكم فيها بوصايا مهمة وهي: أن يختار الطالب الطريق الأيسر عليه، لا يلزم نفسه طريقة شاقة لكن المهم أن لا يغفل الطالب البناء العلمي، ينبغي للطالب أن يكون لديه أصل علمي قوي وأن يحرص على الزيادة عليه، أيضا استفيدوا من التقنية في اختصار كثير من الجهد والوقت ، أيضا احرصوا على القفزات العلمية الكبيرة للاستفادة من الأعمال الموسوعية والكتب القيمة لكن بعد أن تكونوا قطعتم شوطا جيدا في التأسيس والبناء العلمي..هذا خلاصة ما أوصيكم به هذا والله أعلم وأسأل الله أن يغفر لنا ولكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لتفريغ, دعوة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir