الْمُحسنِّاتُ اللفْظيَّةُ(6)
13- الجِناسُ(7) هو:(8) تشابُهُ اللفظَيْن فى النطْقِ(9) لا(10) في المعنى(11)
ويكونُ(1) تامًّا وغيرَ تامٍّ(2) (فـَ)(3) (التامُّ) ما اتَّفَقَتْ حروفُه(4) في الهيئةِ(5) والنوعِ(6) و(7) والعدَدِ(8) و(9) الترتيبِ(10)، نحوُ(11)
لم نلْقَ(12) غيرَكَ إنساناً(13)ً يُلاذُ به(14)...... فلا بَرِحْتَ لعَيْنِ الدهرِ إنساناً(15)
و(16) نحوُ(17):
فدَارِهِمْ ما دُمْتَ في دارِهم ..... وأَرْضِهِم ما دُمْتَ في أرضِهمْ(18)
و(1) غيرُ التامِّ(2) نحوُ(3):
يَمُدُّونَ(4) من أيدٍ عَوَاصٍ(5) عواصِمٍ (6)...... تَصولُ(7) بأسيافٍ قواضٍ(8) قَواضِبِ(9)
___________________
(6) المحسِّناتُ اللَّفظيَّةُ
(7) (الجِناسُ) بكسْرِ الجيمِ.
(8) (هو) أي: الجِناسُ اصطلاحاً
(9) (تشابُهُ اللفظين في النُّطْقِ) بهما بأن يكونَ المسموعُ فيهما مُتَّحِدَ الجنسيَّةِ كُلاّ أو جُلاّ فلا يَكْفي التشابُهُ في فاءِ الكلمةِ أو عينِها أو لامِها.
(10) (لا) تشابُهُهما.
(11) (في المعنى) بل يَختلفان فيه, فخَرجَ ما إذا تَشابَها في المعنى فقط كالأسدِ والسَّبُعِ للحيوانِ المفترِسِ أو تشابَها في اللفظِ والمعنى معاً كالتأكيدِ اللفظيِّ نحوُ: قَدِمَ خالدٌ قَدِمَ خالدٌ, أو تشابَها في مجرَّدِ العددِ كما في ضَرَبَ وعَلِمَ أو تشابَها في مجرَّدِ الوزنِ كما في ضَرَبَ وقَتَلَ فلا جِناسَ بينَهما في الكُلِّ.
(1) (ويكونُ) أي: الجِناسُ.
(2) (تامًّا وغيرَ تامٍّ) أي: ويَتنوَّعُ إلى هذين النوعين.
(3) (فـ) الجِناسُ.
(4) (التامُّ ما اتَّفقَتْ حروفُه) أي: حروفُ كلٍّ من اللفظين المتجانسين.
(5) (في الهيئةِ) أي: في هيئتِها وهي كيفيَّةٌ حاصلةٌ لها باعتبارِ حركاتِها وسَكَناتِها وبهذا القيْدِ خرَجَ نحوُ: البَرْدِ والبُرْدِ بفتحِ الموحَّدةِ من أحدِهما وضمِّها من الآخَرِ لاختلافِ الهيئةِ التي هي حركةُ الموحَّدَةِ.
(6) (والنوعِ) أي: نوعِها وكلُّ حرفٍ من الحروفِ الهِجائيَّةِ التسعةِ والعشرين نوعٌ برأسِه فالألِفُ نوعٌ والباءُ نوعٌ وهكذا وبهذا خرَجَ نحوُ: يَفْرَحُ ويَمرَحُ لاختلافِهما في الميمِ والفاءِ.
(7) (و) في.
(8) (العددِ) أي: عددِها بأن يكونَ مقدارُ حروفِ أحدِ المتجانسين هو مقدارَ حروفِ الآخرِ وبه خرَجَ نحوُ: الساقِ والْمَساقِ لأن الميمَ في الثانيةِ لا يُقابِلُها شيءٌ في الأُولى بل مزيدةٌ فلم يَتَّفقْ عددُ الحروفِ فيهما.
(9) (و) في.
(10) (الترتيبِ) أي: ترتيبِها بأن يكونَ المقدَّمُ والمؤخَّرُ في أحَدِ المتجانسين هو المقدَّمَ والمؤخَّرَ في الآخرِ, وبه خرَجَ نحوُ: الفتْحِ والحَتْفِ. ثم إن كانا من نوعٍ واحدٍ من أنواعِ الكلمةِ كاسمَيْن سُمِّيَ جِناساً مماثِلاً.
(11) (نحوُ) قولِ الْمَعَرِّيِّ.
(12) (لم نَلْقَ ) أي: نحن.
(13) (غيرَك إنساناً) أي: شخصاً.
(14) (يُلاذُ به) أي: يُلْتَجَأُ إليه.
(15) (فلا برِحْتَ لعينِ الدهرِ إنساناً) المرادُ بالإنسانِ هنا إنسانُ العينِ, وقد اتَّفَقَ مع الإنسانِ الأوَّلِ في الهيئةِ والنوعِ والعددِ والترتيبِ وهما من نوعِ الاسمِ.
(16) (و) إن كانا من نوعين كاسمٍ وفعْلٍ سُمِّيَ جِناساً مُسْتَوْفًى لاستيفاءِ كلٍّ من المتجانسين أوصافَ الآخَرِ وإن اختَلَفا في النوعِ.
(17) (نحوُ) قولِ الشاعرِ:
إذا رماك الدهرُ في معشَرٍ.... قد أجمَعَ الناسُ على بُغضِهمْ
(18) (فدَارِهِم ما دمْتَ في دارِهم = وأَرضِهِمْ ما دمْتَ في أرضِهمْ) فجَمَعَ بينَ دارِهم الأوَّلِ, وهو فعْلُ أمْرٍ, من الْمُداراةِ ودارِهم الثاني وهو اسمٌ للمَحَلِّ والمَسْكَنِ وبينَ أرضِهم الأوَّلِ وهو فعْلُ أمْرٍ من الإرضاءِ وأَرضِهم الثاني وهو اسمٌ لموضِعِ الاستيطانِ من الكُرَةِ الأرضيَّةِ, وقد اتَّفَقَا فيهما هيئةً ونوعاً وعدداً وترتيباً وهما من نوعَي الفعلِ والاسمِ.
(1) (و) الجِناسُ.
(2) (غيرُ التامِّ) هو ما اختَلَفَ فيه اللفظان في واحدٍ من الأمورِ الأربعةِ المتقدِّمةِ, ثم إن كان اختلافُهما في هيآتِ الحروفِ فقط سُمِّيَ جِناساً مُحَرَّفاً كقولِهم: جُبَّةُ البُرْدِ جَنَّةُ البُردِ أو في أعدادِها سُمِّى جِناساً ناقصاً.
(3) (نحوُ) قولِ أبي تمَّامٍ.
(4) (يَمُدُّون ) سَواعدَ كائنةً.
(5) (من أَيْدٍ عَوَاصٍ) جمْعُ عاصيَةٍ من ضَرَبَه بالعصا, والمرادُ بالعصا هنا السيفُ بدليلِ ما بعدَه, أي: ضارباتٍ بالسيفِ للأعداءِ.
(6) (عَواصمٍ) جمْعُ عاصِمةٍ من عَصَمَه إذا حفِظَه أي: حامِياتٍ وحافِظاتٍ للأولياءِ من كلِّ مهْلَكةٍ ومَزَلَّةٍ.
(7) (تَصولُ) على الأعداءِ.
(8) (بأسيافٍ قَواضٍ) جمْعُ قاضِيَةٍ من قَضَى عليه إذا قَتلَه وحَكمَ عليه بالهلاكِ أي: قواتلَ للأحياءِ وحاكماتٍ عليهم بالهلاكِ.
(9) (قواضِبِ) جمْعُ قاضبةٍ من قَضَبَه إذا قَطَعَه, أي: قواطِعَ لكلِّ ما لاقاها, سواءٌ كان خَشَباً أو حجَراً أو حديداً, أو من أنواعِها سُمِّيَ جِناساً مضارِعاً إن كان الحرفان اللذان وقَعَ بينَهما الاختلافُ متقارِبَيْن في الْمَخْرَجِ نحوُ قولِ أبي القاسمِ الحَريريِّ: بيني وبينَ كِنيِّ ليلٌ دامسٌ وطريقٌ طامِسٌ فإن الدالَ والطاءَ متقاربان في المَخرَجِ؛ لأنهما من اللسانِ مع أصْلِ الأسنانِ وإلا فسُمِّيَ جِناساً لاحِقاً نحوُ قولِه تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} فإنَّ الهاءَ واللامَ متباعدان في المَخرَجِ؛ لأن الهاءَ من أقصى الحلْقِ واللامَ من طرَفِ اللسانِ. وإن كان اختلافُهما في ترتيبِهما سُمِّيَ جِناسَ القلْبِ نحوُ قولِ الأحنفِ بنِ قيْسٍ:
حُسامُك فيه للأحبابِ فتْحٌ..... ورُمْحُكَ فيه للأعداءِ حَتْفُ
فإنك إذا أخذْتَ الفاءَ ثم التاءَ ثم الحاءَ كان فتْحاً وإن أخذْتَ الحاءَ ثم التاءَ ثم الفاءَ كان حتْفاً.