دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأقسام العلمية العامة > القراءة المنظمة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 رجب 1431هـ/5-07-2010م, 10:30 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

أحسن الله إليك شيخنا

قال فيها شيخ الإسلام من رسالته تزكية النفس :
"وقال تعالى : { ولا تبطلوا أعمالكم }
قال الحسن: بالمعاصي والكبائر.
وعن عطاء : بالشرك والنفاق.
وعن ابن السائب: بالرياء والسمعة.
وعن مقاتل : بالمن، وذلك أن قوما مَنُّوا بإسلامهم.
فما ذكر عن الحسن يدل على أن المعاصي والكبائر تحبط الأعمال .
فإن قيل : لم يرد إلا إبطالها بالكفر .
قيل : ذلك منهي عنه في نفسه وموجب للخلود الدائم فالنهي عنه لا يعبر عنه بهذا بل يذكره على وجه التغليظ كقوله : { من يرتد منكم عن دينه } ونحوها .
والله سبحانه في هذه وفي آية المن سماها إبطالا ولم يسمه إحباطا ؛ ولهذا ذكر بعدها الكفر بقوله : { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } الآية "

السؤال : الذي فهمته من هذه الفقرة أن شيخ الإسلام يذهب إلى أن الذنوب التى دون الكفر قد تبطل بعض الأعمال إلا أنه أشكل علي وجه مناسبة ذكر قوله تعالى{ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } بعد الآية التي استدل بها على حبوط بعض الأعمال دون خروجه إلى الكفر .


  #2  
قديم 27 رجب 1431هـ/8-07-2010م, 03:13 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو صهيب مشاهدة المشاركة
أحسن الله إليك شيخنا

قال فيها شيخ الإسلام من رسالته تزكية النفس :
"وقال تعالى : { ولا تبطلوا أعمالكم }
قال الحسن: بالمعاصي والكبائر.
وعن عطاء : بالشرك والنفاق.
وعن ابن السائب: بالرياء والسمعة.
وعن مقاتل : بالمن، وذلك أن قوما مَنُّوا بإسلامهم.
فما ذكر عن الحسن يدل على أن المعاصي والكبائر تحبط الأعمال .
فإن قيل : لم يرد إلا إبطالها بالكفر .
قيل : ذلك منهي عنه في نفسه وموجب للخلود الدائم فالنهي عنه لا يعبر عنه بهذا بل يذكره على وجه التغليظ كقوله : { من يرتد منكم عن دينه } ونحوها .
والله سبحانه في هذه وفي آية المن سماها إبطالا ولم يسمه إحباطا ؛ ولهذا ذكر بعدها الكفر بقوله : { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } الآية "

السؤال : الذي فهمته من هذه الفقرة أن شيخ الإسلام يذهب إلى أن الذنوب التى دون الكفر قد تبطل بعض الأعمال إلا أنه أشكل علي وجه مناسبة ذكر قوله تعالى{ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } بعد الآية التي استدل بها على حبوط بعض الأعمال دون خروجه إلى الكفر .
نعم ، ما فهمته صحيح، وهو أن بعض الذنوب التي دون الكفر قد تبطل بعض الأعمال.

وأما جواب الإشكال فإن شيخ الإسلام ذكر هذه الآية في معرض الاعتراض على من خص الإبطال هنا بإحباط العمل كله بالكفر؛ لأن المخاطب بقوله تعالى: {ولا تبطلوا أعمالكم} هم المؤمنون كما في أول الآية: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم}. فهذا يبين أنها في حق الذين آمنوا؛ فيكون ما ذكر في الآية التي تليها قسيم لها، والقسيم له حكم مخالف.
وقوله: (فإن قيل : لم يرد إلا إبطالها بالكفر .
قيل : ذلك منهي عنه في نفسه وموجب للخلود الدائم فالنهي عنه لا يعبر عنه بهذا...)
يوضح المراد، فإنه لا يقال للكافر: لا تحبط عملك، وهو لا يتقبل منه عمل أصلاً، بل يذكر بصيغة الخبر لدفع توهم صلاح العمل كما في قوله تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون}
ويأتي على جهة التغليظ لمن كان له عمل صالح ثم ارتد كما في قوله تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}
هذا بيان معنى كلام شيخ الإسلام رحمه الله، ولكن ظاهر كلامه يدل على أنه يفرق بين الإحباط والإبطال، وهي مسألة تحتاج إلى تحرير، وقد ذكر -رحمه الله - في ذلك نزاعاً بين السلف.

والصحيح أن الحبوط على درجات كما أن الإبطال على درجات أيضاً، واستقراء هذا اللفظ في النصوص يبين ذلك، ففي المسند من حديث قيس بن بشر التغلبي عن أبيه، وكان جليسا لأبي الدرداء بدمشق قال: كان بدمشق رجل يقال له بن الحنظلية متوحدا لا يكاد يكلم أحداً، إنما هو في صلاة؛ فإذا فرغ يسبح ويكبر ويهلل حتى يرجع إلى أهله.
قال: فمر علينا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء؛ فقال له أبو الدرداء كلمة منك تنفعنا ولا تضرك! قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فلما أن قدمنا جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم، وقال: يا فلان لو رأيت فلانا طَعَن ثم قال: (خذها وأنا الغلام الغفاري) فما ترى؟
قال: ما أراه إلا قد حبط أجره.
قال: فتكلموا في ذلك حتى سمع النبي صلى الله عليه و سلم أصواتهم؛ فقال: (( بل يُحمد ويؤجر )).
قال: فسُرَّ بذلك أبو الدرداء حتى همَّ أن يجثو على ركبتيه؛ فقال: آنتَ سمعتَه؟ - مرارا - قال: نعم ).
فقول الصحابي: (حبط أجره) يدل على أنه فهم أن الحبوط على درجات، وهو إنما نفى أجر جهاده، ولم يرد حبوط جميع عمله.
وكذلك النزاع في معنى الحبوط في آية الحجرات وحديث من ترك صلاة العصر يدل على ان المسألة ليس فيها إجماع.
وليس في اللغة ما يقتضي أن يكون الحبوط شاملاً لجميع الحسنات أيا ما أطلق؛ فالحبوط في اللغة بمعنى الذهاب والبطلان، ويأتي البطلان على درجات فقد يبطل عمل وتبقى أعمال.
والله تعالى أعلم.


  #3  
قديم 27 رجب 1431هـ/8-07-2010م, 11:30 AM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل على كرمكم
وضح الإشكال وهنا أسجل تنبيه مهم جدا يتعلق بأهمية استرشاد طالب العلم بمن يرشده للأخذ بيده إلى المسار الصحيح للفهم وللطلب عموما
فهذه الآية بالذات وقفت عندها كثيرا أحاول حل الإشكال الذي اعترض لي ومن بين الأجوبة التي أوردتها ما تفضلتم به شيخنا ولكن لقصوري لم أثبت عليه ولما كان التوجيه ممن أثق بلعمه وقفت بقدم ثابتة على المراد من كلام المؤلف
فجزاك الله خيرا مرة أخرى

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسئلة, طلاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعريف ببرنامج القراءة المنظمة وأهدافه ومراحله عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 40 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م 02:26 PM
برنامج القراءة المنظمة عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 48 4 جمادى الأولى 1437هـ/12-02-2016م 11:23 PM
التسجيل في برنامج القراءة المنظمة عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 842 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م 02:02 AM


الساعة الآن 02:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir