ا
اخترت المجموعة الأولى بسم الله الرحمن الرحيم
حل المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى.
لا شك أن الأمة بحاجة ماسة إلى فهم كلام الله عز وجل لاسترشاد الطريق إليه، والسير نحوه حتى الوصول إلى مبتغاه، ولا يتأتى هذا الفهم إلا بالتفسير، ومن أوجه حاجات الأمة إليه ما يلي:
· الاهتداء بهدى القرآن في الفتن التي يواجهها العباد في كل يوم وليلة، فهم بحاجة إلى من يبصرهم بالقرآن وهديه قبل وقوع الفتن وعند وقوعها، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]، فكلما كثرت الفتن ازدادت حاجة الأمة إلى تدبر كتاب الله.
· الاهتداء بهدى القرآن في معاملة الأعداء ومجاهدتهم لدفع شرورهم، والرد على شبههم، وهذا من أعظم أنواع الجهاد، لأنه جهاد بكلام الله، قال تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52].
· الاهتداء بهدى القرآن في معاملة أصحاب الملل والطوائف الباطلة، وذلك بمعرفة ضلالهم، كيفية دعوتهم إلى الحق ودحض فتنهم.
· أن حاجة الأمة للتفسير لا تقتصر على الرجال، فحتى النساء يحتجن إلى من يتنبه إلى ما يقعن فيه من منكرات وفساد لا يسعى لإصلاحه إلا امرأة تخالطهن، وتدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة التي تتعلمها من القرآن.
إلى غير ذلك من الحاجات.
س2: بيّن سعة علم التفسير.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «من أراد العلمَ فليثوّر القرآن، فإنَّ فيه علمَ الأوَّلين والآخرين»، فالقرآن جامع لكل أنواع العلوم، ولا يظهر ذلك إلا لمن اشتغل بعلم التفسير، فمن ذلك: أصول الإيمان، والأحكام الفقهية، وأصول المواعظ والتزكية، وسنن الابتلاء والتمكين وأنواع الفتن وسبل النجاة منها، وأصول الآداب الشرعية والأخلاق الفاضلة، وأصول الدعوة، وعلم المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية، وكل ما يحتاج إليه العبد في شؤون حياته، وغيرها من العلوم النافعة.
لكن المفسر يحتاج إلى التمكّن من علوم كثيرة متنوعة ليستخرج تلك العلوم، ومن ذلك معرفة معاني المفردات ومعاني الحروف والأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق، والإلمام بأصول الفقه وقواعد الترجيح والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأحواله وفضائل الآيات والسور وأمثال القرآن وغيرها من العلوم، فكل هذا مما يدلّ على سعة علم التفسير.
س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب.
من أخلص النية في طلب علم التفسير ازداد من علمه بسببه، وكَثُرت تلاوته له، وتبصّر في كل مرة يقرأ القرآن ما لم يبصره من قبل، فينيب إلى الله ويخشع، ويفتّش في كلام ربه عما يطهّر قلبه ويزكيه، وكلما ازداد علمه وفهمه لكلام الله ازدادت معرفته به، فيتلمس حلاوة القرآن، ويتذوق لذته، وقد أثنى الله على الذين يفقهون كلامه فقال: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الزمر: 33 - 35].