دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ذو الحجة 1429هـ/27-12-2008م, 07:59 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي فصل في بقية مواضع قلب الواو ياء، وقلب النون ميماً

فصلٌ
إنْ يَسْكُن السابقُ مِنْ واوٍ وَيَا = واتَّصَلَا ومِنْ عُروضٍ عَرِيَا
فياءً الواوِ اقْلِبَنَّ مُدْغِمًا = وشَذَّ مُعْطَى غيرَ ما قَدْ رُسِمَا
مِنْ ياءٍ اوْ واوٍ بتحريكٍ أُصِلْ = أَلِفًا ابْدِلْ بعدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ
إنْ حُرِّكَالتالِي وإنْ سُكِّنَ كَفّ = إعلالَ غيرِ اللامِ وَهْيَ لا يُكَفّ
إعلالُها بسَاكِنٍ غيرِ أَلِفْ = أوْ ياءٍ التشديدُ فيها قدْ أُلِفْ
وصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وفَعِلَا = ذا أَفْعَلٍ كأَغْيَدٍ وأَحْوَلَا
وإنْ يَبِنْ تَفاعُلٌ مِن افْتَعَلْ = والعينُ واوٌ سَلِمَتْ ولمْ تُعَلّ
وإنْ لحرفَيْنِ ذا الإعلالِ اسْتُحِقّ = صُحِّحَ أَوَّلٌ وعَكْسٌ قدْ يَحِقّ
وعَيْنُ ما آخِرُهُ قدْ زِيدَ ما = يَخُصُّ الاسمَ واجِبٌ أنْ يَسْلَمَا
وقبلَ بَا اقْلِبْ مِيمًا النونَ إذا = كانَمُسَكَّنًا كمَنْ بَتَّ انْبِذَا

  #2  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


فصلٌ
إِنْ يَسْكُنِ السابِقُ مِنْ واوٍ وَيَا = واتَّصَلاَ وَمِنْ عُرُوضٍ عَرِيَا([1])
فَيَاءً الوَاوَ اقْلِبَنَّ مُدْغِمَا = وشذَّ مُعْطًى غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا([2])
إذا اجتمعتِ الواوُ والياءُ في كلمةٍ وسبَقَتْ إحداهما بالسكونِ، وكانَ سكونُها أصليًّا أُبْدِلَتِ الواوُ ياءً وأُدْغِمَتِ الياءُ في الياءِ وذلك نحوَ: "سَيِّدٍ ومَيِّتٍ" والأصلُ سَيْوِدٌ ومَيْوِتٌ، فَاجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ وسبَقَتْ إحداهما بالسكونِ؛ فقُلبَتْ الواوُ ياءً وأُدغِمَتِ الياءُ في الياءِ فصارَ سَيِّد ومَيِّت.
فإنْ كانَ الياءُ والواوُ في كلمتينِ لم يؤثِّرْ ذلك نحوَ: يُعْطِي وَاقِدٌ، وكذا إنْ عرضَتْ الياءُ أو الواوُ للسكونِ كقولك في رُؤْيَةٍ "رُويَة" وفي قَوِيَ "قَوْيَ".
وشذَّ التصحيحُ في قولِهم "يَوْمٌ أَيْوَمُ" وشذَّ أيضًا إبدالُ الياءِ واوًا في قولِهم: عَوَى الكلبُ عَوَّةً"([3]).
مِنْ يَاءٍ اوْ واوٍ بِتَحْرِيكٍ أُصِلْ = أَلِفًا ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ([4])
إِنْ حُرِّكَ التالِي، وَإِنْ سُكِّنَ كَفْ = إِعْلاَلَ غَيْرِ اللامِ وَهْيَ لا يُكَفْ([5])
إِعْلاَلُها بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ = أَوْ يَاءٍ التشْدِيدُ فِيهَا قَدْ أُلِفْ([6])
إذا وقَعَتِ الواوُ والياءُ متحرِّكَةً بعدَ فتحةٍ قُلِبَتْ ألفًا نحوَ: قَالَ وبَاعَ أصلُهما قَوَلَ وبَيَعَ، فقُلِبَتِ الواوُ والياءُ ألفًا؛ لتحرُّكِهَا وانفتاحِ ما قبلَها.
هذا إن كانَتْ حركتُهما أصليةً، فإنْ كانَتْ عارضةً لم يُعْتَدَّ بها كجَيَلٍ وتَوَمٍ، أصلُهما جَيْأَلٌ وتَوْأَمٌ، نُقِلَت حركةُ الهمزةِ إلى الياءِ والواوِ فصارَ جَيَلاً وتَوَمًا.
فلو سَكَنَ مَا بعد الياءِ أو الواوِ ولم تكنْ لامًا وجَبَ التصحيحُ نحوَ: بَيَان وطَوِيل، فإنْ كانتا لامًا وَجَبَ الإعلالُ ما لم يكنِ الساكنُ بعدهما ألفًا أو ياءً مشدَّدةً كرَمَيٍّا وعَلَوِيٍّ وذلك نحوَ: يَخْشَونَ، أصلُه يَخْشَيُونَ، فقُلبت الياءُ ألفًا لتحرُّكِها وانفتاحِ ما قبلها، ثم حُذِفَتْ لالتقائِها ساكنةً مع الواوِ الساكنةِ.
وَصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وفَعِلا = ذَا أَفْعَلٍ كَأَغْيَدٍ وَأَحْولاَ([7])
كلُّ فِعْلٍ كانَ اسمُ الفاعلِ منه على وزنِ أفعلَ فإنه يلَزْمُ عينَه التصحيحُ نحوَ: عَوِرَ فهو أَعْوَرُ وهَيِفَ فهو أَهْيَفُ وغَيِد فهو أَغْيَدُ وحَوِلَ فهو أَحْوَلُ، وحُمِلَ المصدرُ على فِعْلِه نحوَ: هَيَفٍ وَغَيْدٍ وعَوَرٍ وحَوَلٍ.
وَإِنْ يَبِنْ تَفَاعُلٌ مِنِ افْتَعَلْ = وَالعَيْنُ وَاوٌ سَلِمَتْ ولمْ تُعَلْ([8])
إذا كانَ افْتَعَلَ معتلَّ العينِ، فحقُّه أنْ تُبدَلَ عينُه ألفًا نحوَ: اعْتَادَ وَارْتَادَ لتحرُّكِهَا وانفتاحِ ما قبلَها فإنْ أبانَ افْتَعَلَ معنى تَفَاعَلَ وهو الاشتراكُ في الفاعليَّةِ والمفعوليَّةِ حُمِلَ عليه في التصحيحِ إن كانَ واويًّا، نحوَ: اشْتَوَرُوا([9]) فإنْ كانتِ العينِ ياءً وَجَبَ إعلالُها نحوَ: ابْتَاعُوا واسْتَافُوا أي تَضَارَبُوا بالسيوفِ.

وَإِنْ لِحَرْفَيْنِ ذَا الاعْلاَلُ اسْتَحَقَّ = صُحِّحَ أَوَّلٌ وَعَكَسٌ قَدْ يَحِقْ([10])
إذا كانَ في كلمةٍ حَرْفَا عِلَّةٍ، كلُّ واحدٍ متحرِّكٌ مفتوحٌ ما قبله لم يَجُزْ إعلالُهما معًا؛ لئلا يَتَوَالَى في كلمةٍ واحدةٍ إعلالانِ، فيجِبُ إعلالُ أحدِهما وتصحيحُ الآخِرِ، والأحقُّ منهما بالإعلالِ الثاني نحوَ: الحَيْا والهَوَى، والأصلُ حَيَيٌ، وهَوَيٌ فوُجِدَ في كلٍّ من العينِ واللامِ سببُ الإعلالِ فعمِلَ به في اللامِ وحدَها لكونِها طرَفًا، والأطرافُ مَحَلُّ التغييرِ، وشذَّ إعلالُ العينِ وتصحيحُ اللامِ نحوَ: غايةٍ.
وَعَيْنُ مَا آخِرُهُ قَدْ زِيدَ مَا = يَخُصُّ الاسمَ وَاجِبٌ أَنْ يَسْلَمَا([11])
إذا كانَ عينُ الكلمةِ واوًا متحرِّكةً مفتوحَا ما قبلها أو ياءً متحرِّكةً مفتوحًا ما قبلها وكانَ في آخرِها زيادةٌ تخصُّ الاسمَ لم يَجُزْ قَلْبُها ألفًا، بلْ يجِبُ تصحيحُها وذلك نحوَ: "جَوَلاَنٍ وهَيمَانٍ" وشذَّ "مَاهَان ودَارَان".
وَقَبْلَ بَا اقْلِبْ ميمًا النونَ إذا = كانَ مَسكَّنًا كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا([12])
لما كانَ النطقُ بالنونِ الساكنةِ قبلَ الباءِ عَسِرًا وجَبَ قَلْبُ النونِ ميمًا ولا فرقَ في ذلك بينَ المُتَّصِلةِ والمُنْفَصِلةِ ويجمعُهما قولُه (مَنْ بَتَّ انْبِذَا) أي: مَنْ قَطَعَكَ فَأَلْقِه عن بالِك واطْرَحْه وألفُ انْبِذَا مُبْدَلَةٌ مِنْ نونِ التوكيدِ الخفيفةِ.


([1])(إن) شرطية (يسكن) فعل مضارع، فعل الشرط (السابق) فاعل يسكن (من واو) جار ومجرور متعلق بقوله (يسكن) و(يا) قصر للضرورة: معطوف على واو و(اتصلا) الواو عاطفة، اتصل: فعل ماض، وألف الاثنين فاعل وهو معطوف على فعل الشرط (ومن عروض) جار ومجرور متعلق بقوله (عريا) الآتي (عريا) عري: فعل ماض، وألف الاثنين فاعل، وهو – أيضا – معطوف على فعل الشرط بالواو الداخلة على الجار والمجرور.

([2])(فياء) الفاء واقعة في جواب الشرط ياء: مفعول ثان لاقلبن الآتي (الواو) مفعول أول لاقلبن (اقلبن): فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (مدغما) بصيغة اسم الفاعل: حال من فاعل اقلبن (وشذ) فعل ماض (معطى) فاعل شذ، وهو اسم مفعول يتعدى كفعله لاثنين أحدهما نائب الفاعل وهو ضمير مستتر فيه (غير) مفعول ثان لمعطى، وغير مضاف و(ما) اسم موصول: مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (رسما) رسم: فعل ماض مبني للمجهول والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة من رسم ونائب فاعله المستتر فيه لا محل لها صلة الموصول.

([3])يقال: عوى الكلب يعوي – مثل رمى يرمي – عيا – بوزن رمي – وعواء، وعوة، وعوية – على فعلة كرمية – إذا لوى خطمه ثم صوت، أو مد صوته ولم يفصح والأخيرتان نادرتان، والقياس عية - بفتح العين وتشديد الياء مفتوحه – وشذوذ أولاهما من جهة قلب الياء التي هي لام الكلمة واوا، عكس القياس القاضي بقلب الواو ياء لما ذكر الشارح وشذوذ ثانيتهما من جهة بقاء كل من الواو والياء على أصلهما مع أنهما اجتمعا في كلمة واحدة وسبقت إحداهما بالسكون.

([4])(من ياء) جار ومجرور متعلق بقوله (أبدل) الآتي (أو) عاطفة (واو) معطوف على ياء (بتحريك) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لياء وما عطف عليه (أصل) فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى تحريك والجملة من أصل ونائب فاعله المستتر فيه في محل جر نعت لتحريك (ألفا) مفعول تقدم على عامله، وهو قوله (أبدل) الآتي، (أبدل) فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (بعد) ظرف متعلق بأبدل، وبعد مضاف و(فتح) مضاف إليه (متصل) نعت لفتح.

([5])(إن) شرطية (حرك) فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط (التالي) نائب فاعل حرك، وجواب الشرط محذوف لدلالة سابق الكلام عليه (وإن) شرطية (سكن) فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى التالي (كف) فعل ماض، جواب الشرط وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى التالي (إعلال) مفعول به لكف، وإعلال مضاف و(غير) مضاف إليه وغير مضاف و(اللام) مضاف إليه (وهي) ضمير منفصل مبتدأ (لا) نافية (يكف) فعل مضارع مبني للمجهول.

([6])(إعلالها) إعلال: نائب فاعل (يكف) في آخر البيت السابق، وإعلال مضاف وها: مضاف إليه، والجملة من يكف ونائب فاعله في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله و(هي) في البيت السابق (بساكن) جار ومجرور متعلق بقوله (يكف) السابق (غير) نعت لساكن (وغير) مضاف و(ألف) مضاف إليه (أو) عاطفة (ياء) معطوف على ألف (التشديد) مبتدأ فيها جار ومجرور متعلق بقوله (ألف) الآتي (قد) حرف تحقيق (ألف) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى التشديد، والجملة من ألف ونائب فاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جر نعت لياء.

([7])(وصح) فعل ماض (عين) فاعل صح، وعين مضاف و(فعل) بفتحتين: مضاف إليه و(فعلا) بفتح فكسر، وأصله فعل ماض فحكاه: معطوف على فعل، والألف للإطلاق (ذا) بمعنى صاحب: حال من فعل المكسور العين, وذا مضاف و(أفعل) مضاف إليه (كأغيد) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف وتقدير الكلام: وهذا كائن كأغيد (وأحولا) معطوف على أغيد، والألف للإطلاق.

([8])(إن) شرطية (يبن) فعل مضارع، فعل الشرط (تفاعل) فاعل يبن (من افتعل) جار ومجرور متعلق بيبن (والعين) الواو واو الحال، العين: مبتدأ (واو) خبر المبتدأ، والجملة في محل نصب حال، والرابط الواو (سلمت) سلم: فعل ماض جواب الشرط وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى الواو، أو إلى العين بهذا القيد، والتاء للتأنيث (ولم) الواو حالية، لم: نافية جازمة (تعل) فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى العين، والجملة في محل نصب حال.

([9])اشتوروا: أي تشاوروا وذلك أن يشير كل منهم على الآخر في الأمر الذي يشير الآخر عليه فيه، وأما "اشتار فلان العسل" فإنه يعل بقلب الواو ألفا لتحركها مع انفتاح ما قبلها، لأنه لا يدل على التفاعل ومعنى اشتار العسل: أخذه من كوراته مثل: (شاره يشوره).

([10])(إن) شرطية (لحرفين) جار ومجرور متعلق بقوله (استحق) الآتي (ذا) اسم إشارة: نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده (الإعلال) بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان عليه، أو نعت له (استحق) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الإشارة، والجملة لا محل لها مفسرة (صحح) فعل ماض مبني للمجهول، جواب الشرط (أول) نائب فاعل و(عكس) مبتدأ، وهو على تقديره الإضافة إلى محذوف، ولهذا جاز الابتداء به مع كونه نكرة (قد) حرف تقليل (يحق) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عكس، والجملة من يحق وفاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله (عكس).

([11])(وعين) مبتدأ، وعين مضاف و(ما) اسم موصول: مضاف إليه (آخره) آخر: ظرف متعلق بقوله (زيد) الآتي، منصوب على الظرفية المكانية وآخر مضاف والهاء مضاف إليه (قد) حرف تحقيق (زيد) فعل ماض مبني للمجهول (ما) اسم موصول: نائب فاعل زيد، والجملة من زيد ونائب فاعله لا محل صلة الموصول الأول (يخص) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه (الاسم) مفعول به ليخص والجملة من يخص وفاعله المستتر فيه لا محل لها صلة الموصول الثاني (واجب) خبر المبتدأ (أن) حرف مصدري ونصب (يسلما) يسلم: فعل مضارع منصوب بأن والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر فيه وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل لواجب وتقدير البيت: وعين ما قد زيد في آخر ما يخص الاسم واجب سلامته.

([12]) و(قبل) ظرف متعلق بقوله (اقلب) الآتي، وقبل مضاف و(با) قصر للضرورة: مضاف إليه (اقلب) فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (ميما) مفعول ثان لاقلب تقدم على المفعول الأول (النون) مفعول أول لاقلب (إذا) ظرف تضمن معنى الشرط (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه (مسكنا) خبر كان والجملة من كان واسمها وخبرها في محل جر بإضافة (إذا) إليها وجواب الشرط محذوف لدلالة سابق الكلام عليه (كمن) الكاف جارة لقول محذوف، وإعراب باقي الكلام ظاهر.

  #3  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


فصلٌ في إبدالِ الألِفِ مِن أُخْتَيْهَا الواوِ والياءِ

وذلك مَشْرُوطٌ بِعَشَرَةِ شُرُوطٍ:
الأوَّلُ: أنْ يَتَحَرَّكَا؛ فلذلك صَحَّتَا في القولِ والبيعِ؛ لِسُكُونِهِما.
والثاني: أنْ تكونَ حَرَكَتُهما أَصْلِيَّةً؛ ولذلك صَحَّتَا في جَيَلَ وتَوَمَ مُخَفَّفِي جَيْأَلٍ وتَوْأَمٍ.
والثالِثُ: أنْ يَنْفَتِحَ ما قبلَهما؛ ولذلك صَحَّتَا في العِوَضِ والحِيَلِ والسُّوَرِ.
والرابِعُ: أنْ تكونَ الفتحةُ مُتَّصِلَةً؛ أي: في كَلِمَتَيْهِما؛ ولذلك صَحَّتَا في ضَرَبَ واحدٌ وضَرَبَ يَاسِرٌ.
والخامِسُ: أنْ يَتَحَرَّكَ ما بعدَهما إنْ كانتا عَيْنَيْنِ، وأنْ لا يَلِيَهُما ألِفٌ ولا ياءٌ مُشَدّدَةٌ إنْ كَانَتَا لاميْنِ؛ ولذلك صَحَّتِ العينُ في بَيَانٍ وطَوِيلٍ وخَوَرْنَقَ، واللامُ في رَمَيَا وغَزَوَا وفَتَيَانِ وعَصَوَانِ وعَلَوِيٍّ وفَتَوِيٍّ، وأُعِلَّتِ العينُ في قامَ وباعَ وبابٍ ونابٍ؛ لِتَحَرُّكِ ما بَعْدَها، واللامُ في غَزَا ودَعَا ورَمَى وبَكَى؛ إذ ليسَ بعدَها ألِفٌ ولا ياءٌ مُشَدَّدَةٌ، وكذلك في يَخْشَوْنَ ويَمْحَوْنَ([1])، وأَصْلُهما يَخْشَيُونَ ويَمْحَوُونَ، فقُلِبَتَا أَلِفَيْنِ ثُمَّ حُذِفَتَا للساكنيْنِ.
والسادِسُ: أنْ لا تكونَ إحداهما عَيْناً لفَعِلَ الذي الوَصْفُ منه على أَفْعَلَ، نحوُ: هَيِفَ فهو أَهْيَفُ، وعَوِرَ فهو أَعْوَرُ.
والسابعُ: أنْ لا تكونَ عَيْناً لِمَصْدَرِ هذا الفعلِ؛ كالهَيَفِ.
والثامِنُ: أنْ لا تكونَ الواوُ عَيْناً لافْتَعَلَ الدالِّ على معنى التفاعُلِ؛ أي: التَّشَارُكِ في الفاعليَّةِ والمفعوليَّةِ، نحوُ: اجْتَوَرُوا واشْتَوَرُوا؛ فإنَّه في معنى تَجَاوَرُوا وتَشَاوَرُوا، فأمَّا الياءُ فلا يُشْتَرَطُ فيها ذلكَ؛ لِقُرْبِهَا مِن الألِفِ؛ ولهذا أُعِلَّتْ في اسْتَافُوا معَ أنَّ معناه تَسَايَفُوا.
والتاسِعُ: أنْ لا تكونَ إحداهما مُتْلُوَّةً بحرفٍ يَسْتَحِقُّ هذا الإعلالَ، فإنْ كانَتْ كذلك صَحَّتْ وأُعِلَّتِ الثانيةُ، نحوُ: الْحَيَا والهَوَى والحَوَى مَصْدَرَ: حَوِيَ إذا اسْوَدَّ، وربما عَكَسُوا فأَعَلُّوا الأُولَى وصَحَّحُوا الثانيةَ، نحوُ: آيَةٍ في أَسْهَلِ الأقوالِ.
فإنْ قُلْتَ: لنا أَسْهَلُ مِنه قولُ بعضِهم: إِنَّها فَعِلَةٌ؛ كنَبِقَةٍ، فإنَّ الإعلالَ حينَئذٍ على القِياسِ، وأمَّا إذا قِيلَ: إنَّ أصلَها أَيَيَةٌ بفتحِ الياءِ الأُولى، أو أَيْيَةٌ بسكونِها، أو آيِيَةٌ فاعِلَةً؛ فإنَّه يَلْزَمُ إعلالُ الأوَّلِ دونَ الثاني، وإعلالُ الساكنِ وحَذْفُ العينِ لغيرِ مُوجِبٍ.
قُلْتُ: ويَلْزَمُ على الأوَّلِ تقديمُ الإعلالِ على الإدغامِ، والمعروفُ العكسُ؛ بدليلِ إبدالِ همزةِ أَيْمَةٍ ياءً لا أَلِفاً؛ فتَأَمَّلْهُ.
والعاشرُ: أنْ لا يكونَ عَيْناً لِمَا آخِرَه زِيَادَةٌ تَخْتَصُّ بالأسماءِ؛ فلذلك صَحَّتَا في نحوِ: الجَوَلاَنِ والهَيَمَانِ والصَّوَرَى والحَيْدَى، وشَذَّ الإعلالُ في مَاهَانِ ودَارَانِ.


([1]) زَعَمَ الشيخُ خالدٌ أنه لا يَصِحُّ التمثيلُ بهذا الفعلِ إلاَّ على أنه مَبْنِيٌّ للمجهولِ، وهو خَطَأٌ؛ فإنَّه قد وَرَدَ من بابِ ضَرَبَ ونَصَرَ ونَفَعَ، كما هو في القاموسِ وغيرِه.



  #4  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


فَصْلٌ

966 - (إِنْ يَسْكُنِ السَّابِقُ مِنْ وَاوٍ وَيَا = واتَّصَلَا ومِنْ عُرُوضٍ عرباعَرِيَا)
967 - فَيَاءً الوَاوَ اقْلَبَنَّ مُدْغِمَا = وشَذَّ مُعْطًى غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا
(فَيَاءً الواوَ اقْلَبَنَّ مُدْغِمَا) أَيْ: هذَا موضِعٌ سَادِسٌ تُنقْلَبُ فيهِ الواوُ ياءً، وهُو أَنْ تَلْتَقِي هِي والياءُ فِي كَلِمَةٍ، أو مَا هُو فِي حُكْمِ الكَلِمَةِ، كَمُسْلِمَيَّ، والسابقُ مِنْهُمَا سَاكِنٌ مُتَأَصِّلٌ ذَاتًا وسُكُونًا، ويَجِبُ حينئذٍ إِدْغَامُ اليَاءِ فِي الياءِ، مِثَالُ ذَلكَ فِيمَا تَقَدَّمَتْ فِيهِ الياءُ سَيِّدٌ ومَيِّتٌ، أَصْلُهُمَا سَيْوِدٌ ومَيْوِتٌ، ومِثَالُهُ فِيمَا تَقَدَّمَتْ فِيهِ الواوُ طَيٌّ، ولَيٌّ، مَصْدَرَا طَوَيْتُ ولَوَيْتُ، وأَصْلُهُمَا طَوْيٌ، ولَوْيٌ.
ويَجِبُ التصحيحُ أن إِنْ لَمْ يَلْتَقِيَا كَزَيْتُونٍ، وكَذَا إِنْ كَانَا مِنْ كلمتينِ، نحوُ: يَدْعُو يَاسِرٌ، ويَرْمِي وَاعِدٌ، أو كانَ السابقُ مِنْهُمَا مُتَحَرِّكًا، نحوُ: طَوِيلٍ، وغَيُورٍ، أو عارِضَ الذاتِ، نحوُ: رُويَةٍ مُخَفَّفُ رُؤْيَةٍ، ودِيوَانٌ، إِذْ أَصْلُهُ دِوَّانِ، وبُويِعَ، إِذْ وَاوُهُ بَدَلٌ مِنْ أَلِفِ بَايَعَ، أَو عَارِضَ السكونِ، نحوُ: قَوْيَ، فَإِنَّهُ أَصْلُهُ الكسرُ ثُمَّ سُكِّنَ للتخفيفِ كَمَا يُقَالُ فِي عَلِمَ: عَلْمَ.
تنبيهٌ: لِوُجُوبِ الإبدالِ المذكورِ شرطٌ آخَرُ لَمْ يُنَبِّهْ عليهِ هُنَا، وهُو أَنْ لا يكونَ فِي تصغيرِ مَا يُكَسَّرُ عَلَى مَفَاعِلٍ، فنحوُ: جَدْوَلٍ وأَسْود للحَيَّةِ، يجوزُ فِي مُصَغَّرِهِ الإِعْلَالُ نحوُ: جُدَيِّلٍ وأُسَيِّدٍ، وهو القياسُ، والتصحيحُ، نحو: جُدَيْولٍ، وأُسَيْوِدٍ، حَمْلًا للتصغيرِ عَلَى التكسيرِ، أَمَّا اسود أَسْوَدُ صفةٌ، فتقولُ فِيهِ “ "أُسَيِّدٌ" “ لا غَيْرَ؛ ن لأَنَّهُ لَمْ يُجْمَعْ عَلَى أَسَاوِدٍ.
(وشَذَّ مُعْطًى غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا) وذلكَ ثلاثةُ أَضْرُبٍ: ضَرْبٌ أُعِلَّ ولَمْ يَسْتَوفِ الشروطَ، كقراءةِ بعضِهِمْ {(إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّيَّا تَعْبُرُونَ} ) بالإبدالِ، وحَكَى بعضُهُم اطِّرَادَهُ عَلَى لُغَةٍ، وضَرْبٌ صُحِّحَ مَعَ اسْتِيفَائِهَا، نحوُ: ضَيْوَن، وهُو السُّنُّورُ الذَّكَرُ، ويَوْمٌ أَيْوَمُ، وعَوَى الكَلْبُ عَوْيَةً، ورَجَاءُ بْنُ حَيْوَةٍ، وضَرْبٌ أُبْدِلَتْ فِيهِ الياءُ واوًا، وأُدْغِمَتْ الواوُ فِيهَا، نحوُ: عَوَى الكلبُ عَوَّةً، وهو نَهُوٌ عَنِ المُنْكَرِ.
[إبدال الواو الياء ألفا]:
ثُمَّ أَشَارَ إِلَى إِبْدَالِ الأَلِفِ مِنْ أُخْتَيْهَا بقولِهِ:
968 - مِنْ يَاءٍ أو او واوٍ بتحريكٍ أَصِلْ = أَلِفًا ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ
969 - إِنْ حُرِّكَ التَّالِي وإِنْ سُكِّنَ كَفّ = إِعْلَالَ غَيْرِ اللامِ وهِي لَا يُكَفّ
970 - إِعْلَالُهَا بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ = أَو يَاءٍ التشديدُ فِيهَا قَدْ أُلِفْ

(مِنْ وَاوٍ او ياءٍ بتحريكٍ أَصِلْ = أَلِفًا أبدل ابْدِلَ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ)
أَيْ: يجبُ إبدالُ الواوِ الياءِ أَلِفًا بشروطٍ أَحَدَ عَشَرَ:
الأولُ: أَنْ يَتَحَرَّكَا، فلذلكَ صَحَّتَا فِي القولِ والبَيْعِ؛ لسِكُونِهِمَا.
والثانِي: أَنْ تكونَ حركَتُهُمَا أَصْلِيَّةً، ولذلكَ صَحَّتَا فِي جَيَلٍ وتَوَمٍ، مخفيي مُخَفَّفَي جيئل جَيْأَلٍ وتَوْأَمٍ، وفِي {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ}، و{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ} و {ولَا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ}
والثالثُ: أَنْ يَنْفَتِحَ مَا قَبْلَهُمَا، ولذلكَ صَحَّتَا فِي العِوَضِ والحِيَلِ والسُّوَرِ.
والرابعُ: أَنْ تكونَ الفتحةُ مُتَّصِلَةً، أَيْ فِي كلمَتَيْهِمَا، ولذلكَ صَحَّتَا فِي (إِنَّ عُمَرَ وَجَدَ يَزِيدَ)
والخامسُ: أَنْ يكونَ اتِّصَالُهُمَا اصلياأَصْلِيًّا، فلوُ بَنَيْتَ مِثْلَ عُلَبِطٍ مِنَ الغَزْوِ والرَّمي، قُلْتَ فِيهِ: غُزَوٍ ورُمَيٍ، مَنْقُوصًا، ولَا تُقْلَبُ الواوُ والياءُ أَلِفًا، لِأَنَّ اتصالَ الفتحةِ بِهِمَا عَارِضٌ بسببِ حَذْفِ الأَلِفِ، إِذِا الأصلُ غُزَاِويٌ ورُمَايِيٌ؛ لِأَنَّ عُلَبِطًا أَصْلُهُ عُلَابِطٌ.
والسادسُ: أَنْ يَتَحَرَّكَ مَا بعدَهُمَا إِنْ كَانَتَا عَيْنَيْنِ، وأَنْ لَا يَلِيَهُمَا أَلِفٌ، ولَا يَاءٌ مُشَدَّدَةٌ، إِنْ كَانَتَا لَامَيْنِ، وإِلَى هَذَا أَشَارَ بقولِهِ: (إِنْ حُرِّكَ التَّالِي) أَيْ: التابِعُ (وإِنْ سَكَنَ كَفَّ * إِعْلَالَ غَيْرِ اللامِ وهِي لا يُكَفُّ) (إِعْلَالُهَا بِسَاكِنٍ غَيْرَ أَلِفْ * أو يَاءٍ التشديدُ فِيهَا قَدْ أُلِفْ)، ولِذَلكَ صَحَّتِ العينُ فِي نحوِ: بَيَانٍ وطَوِيلٍ وغَيُورٍ وخَوَرْنَقٍ، واللامُ فِي نحوِ: رَمَيَا وغَزَوَا، وفَتَيَانِ وعَصَوَانِ، وعَلَوِيّ ٍ وفَتَوِيٍّ، وأُعِلَّتِ العَيْنُ فِي قَامَ وبَاعَ ونَابٍ وبَابٍ، لِتَحَرُّكِ مَا بَعْدَهَا، واللامُ فِي غَزَا ودَعَا ورَمَى وتَلَا، إِذْ لَيْسَ بعدَهَا الأَلِفُ، ولا ياءُ مُشَدَّدَةٌ، وكذلكَ يَخْشَونَ ويَمْحَوْنَ، وأَصْلُهُمَا يَخْشَيُونَ ويَمْحَوُونَ، فَقُلِبَتَا الفين أَلِفَيْنِ لِتَحَرُّكِهِمَا وانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهُمَا، ثُمَّ حُذِفَتَا للساكِنَيْنِ.،
وكذلكَ تقولُ فِي جَمْعِ عَصَا مُسَمًّى بِهِ: قَامَ عَصَوْنَ، وأوصل واوصل عَصَوُوَن فَفُعِلَ بِهِ مَا ذُكِرَ، وعَلَى هَذَا لَوْ بَنَيْتَ مِنَ الرَّمي والغَزْوِ مِثْلَ عَنْكَبُوتٍ، قُلْتَ: رَمْيَوْتٌ، وغَزْوَوْتٌ، والأَصْلُ رَمْيَيُوتٌ، وغَزْوَوُوتٌ، ثُمَّ قُلِبَا، وحُذِفَا لِمُلَاقَاةِ الساكنِ، وسَهَّلَ ذلكَ أَمْنُ اللَّبْسِ، إِذْا لَيْسَ فِي الكلامِ فَعْلَوْتُ. وذَهَبَ بعضُهُمْ إِلَى تَصْحِيحِ هَذَا، لكونِ مَا هُو فيهِ واحِدًا.
وإِنَّمَا صَحَّحُوا قَبْلَ الألفِ والياءِ المُشَدَّدَةِ؛ لأَنَّهُم لَوْ أَعَلُّوا قَبْلَ الألفِ، لاجْتَمَعَ أَلِفَانِ سَاكِنَانِ، فَتُحْذَفُ إِحْدَاهُمَا، فَيَحْصُلُ اللَّبْسُ فِي نحوِ رَمَيَا، لأَنَّهُ يَصِيرُ رَمَى، ولَا يُدْرَى للمثني لِلْمُثَنَّى هُو أَمْ لِلْمُفْرَدِ، وحُمِلَ مَا لَا لَبْسَ فِيهِ عَلَى مَا فِيهِ لَبْسٌ، لِأَنَّهُ مِنْ بَابِهِ.
وأَمَّا نَحْوُ: عَلَوِيٌّ، فَلِأَنَّ وَاوَهُ فِي موضعٍ تُبْدَلُ فِيهِ الأَلِفُ واوًا.
والسابعُ: أَنْ لَا تكونَ إِحْدَاهُمَا عَيْنًا لِفَعِلَ الذِي الوصفُ مِنْهُ عَلَى أَفْعَلَ.
والثامنُ: أَنْ لا تكونَ عَيْنًا لمصدرِ هذَا الفِعْلِ.
وإِلَى هَذَيْنِ الشرطينِ الإِشَارَةُ بقولِهِ:
971 - وصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وفَعِلا = ذَا أَفْعَلٍ كَأَغْيَدَ وأَحْوَلَا
(وصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ) أَيْ: نحوُ: الغَيَدِ والحَوَلِ، (وفَعِلَا) أَيْ: نحوُ، غَيِدَ وحَوِلَ (ذَا أَفْعَلٍ) أَيْ: صَاحِبُ وَصْفٍ عَلَى أَفْعَلٍ (كَأَغْيَدَ وأَحْوَلَا)، وإِنَّمَا الْتَزَمَ تصحيحَ الفِعْلِ فِي هَذَا البابِ حَمْلًا عَلَى أفعلافْعَلَّ، نحوُ: أحول احْوَلَّ وأعور واعْوَرَّ؛ لأَنَّهُ بِمَعْنَاهُ، وحُمِلَ مصدرُ الفِعْلِ عَلَيْهِ فِي التصحيحِ.
واحْتُرِزَ بقولِهِ “ "ذَا أَفْعَلٍ" “ مِنْ نَحْوِ: خَافَ، فَإِنَّهُ فَعِلَ بكسرِ العَيْنِ، بدليلِ أَمِنَ، واعْتَلَّ؛ لأَنَّ الوصفَ مِنْهُ عَلَى فَاعِلٍ كَخَائِفٍ، لا عَلَى أَفْعَل.
والتاسعُ – وهُو المُخْتَصٌّ بالواوِ – أَنْ لَا تكونَ عَيْنًا لافْتَعَلَ الدَّالِّ عَلَى معنَى التفاعُلِ، أَيْ: التَّشَارُكُ فِي الفَاعِلِيَّةِ والمَفْعُولِيَّةِ، وإِلَى هذَا أَشَارَ بِقَوْلِهِ:
972 - وإِنْ يَبِنْ تَفَاعُلٍ مِنَ ا فْتَعَلْ = والعَيْنُ واوٌ سَلِمَتْ ولَمْ تُعَلّ
(وإِنْ يَبِنْ) أَيْ: يَظْهَرُ (تَفَاعُلٌ مِنْ افْتَعَلَ * والعينُ واوٌ سَلِمَتْ وَلَمْ تُعَلّ) أَيْ:إِذَا كَانَ افْتَعَلَ واوِيَّ العينِ، بمعني بِمَعْنَى تَفَاعَلَ صُحِّحَ، حَمْلًا عَلَى تَفَاعَلَ، لِكَوْنِهِ بِمَعْنَاهُ، نحوُ: اجْتَوَرُوا وأزدوجواوازْدَوَجُوا، بِمَعْنَى تَجَاوَرُوا وتَزَاوَجُوا.
واحْتَرَزَ بقولِهِ “ "وإِنْ يَبِنْ تَفَاعُل" “ مِنْ أَنْ يَكُونَ افْتَعَلَ لاَ بمعني بِمَعْنَى تَفَاعَلَ، فَإِنَّهُ يَجِبُ إِعْلَالُهُ مُطْلَقًا، نحوُ: أختان اخُتَانَ بمَعْنَى خَانَ، واجْتَازَ بِمَعْنَى جَازَ.
وبقولِهِ “ "والعَيْنُ واوٌ" “ مِنْ أَنْ تكونَ عَيْنُهُ يَاءً، فَإِنَّهُ يَجِبُ إِعْلَالُهُ، وَلَوْ كَانَ دَالًّا علَى التَّفَاعُلِ، نحوُ: امْتَازُوا وابْتَاعُوا واسْتَافُوا، أيْ: تَضَارَبُوا بالسِّيُوفِ، بمعْنَى تَمَايَزُوا وتَبَايَعُوا وتَسَايَفُوا، لأَنَّ الياءَ أَشْبَهُ بالأَلِفِ مِنَ الواوِ، فَكَانَتْ أَحَقَّ بالإِعْلَالِ مِنْهَا.
والعاشرُ: أَنْ لا تكونَ إِحْدَاهُمَا مَتْلُوَّةً بحرفٍ يَسْتَحِقُّ هَذَا الاعتلالِ، وإلَى هَذَا أَشَارَ بقولِهِ:
973 - وإِنْ لِحَرْفَيْنِ ذَا الإِعْلَالُ اسْتُحِقّ = صُحِّحَ أَوَّلٌ، وعَكْسٌ قَدْ يَحِقّ
(وإِنْ لِحَرْفَيْنِ ذَا إعلال الإعلالُ اسْتُحِقّ * صُحِّحَ أَوَّلٌ)
أيْ: إِذَا اجْتَمَعَ فِي الكَلِمَةِ حَرْفَا عِلَّةٍ: واوانِ أو ياآن ياءانِ أَو واوٌ وياءٌ، وكُلٌّ مِنْها يَسْتَحِقُّ أَنْ يُقْلَبَ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهِ، وانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهُ، فَلا بُدَّ ْمِنْ تَصْحِيحِ إِحْدَاهُمَا، لِئَلَّا يَجْتَمِعَ إِعْلالانِ فِي كلمةٍ، والآخَرُ أَحَقُّ بالإعلالِ، لأَنَّ الطرفَ مَحْلُ التغييرِ، فاجْتِمَاعُ الوَاوَيْنِ نحوُ: الحَوَى مَصْدَرُ حَوِىَ إِذَا أسوداسوَدَّ، ويَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَلِفَ الحَوَى مُنْقَلِبَةٌ عَنْ واوٍ قولُهُمْ فِي مثناةمُثَنَّاهُ: حَوَوَانِ، وفِي جَمْعِ أَحْوَى: حُوٌّ، وفِي مُؤَنَّثِهِ: حَوَّاءٌ، واجْتِمَاعُ اليَاءَيْنِ, نحوُ: الحَيَا للْغَيْثِ, وأَصْلُهُ حَيَيٌ,؛ لِأَنَّ تَثْنِيَتَهُ: حَيَيَانِ, فَأُعِلَّتِ الياءُ الثانيةُ لِمَا تَقَدَّمَ, واجْتِمَاعُ الواوِ والياءِ، نحوُ: الهَوَى، وأَصْلُهُ هَوَيٌ، فَأُعِلَّتِ الياءُ، ولذلكَ صُحِّحَ فِي نحوِ: حَيَوَانِ، لِأَنَّ المُسْتَحِقَّ للإِعْلَالِ هُو الواوُ، و وإِعْلَالُهُ مُمْتَنِعٌ؛ لِأَنَّهُ لامٌ وَلِيَهَا أَلِفٌ.
وأَشَارَ بقولِهِ: (وعَكْسٌ قَدْ يَحِقّ) إِلَى أَنَّهُ أُعِلَّ فِيمَا تقدَّمَ الأولُ وصُحِّحَ الثانِي، كَمَا فِي نحوِ: غَايَةٍ، أَصْلُهَا عيبةغَيَيَةٌ، أُعِلَّتِ الياءُ الأُولَى وصَحَّتِ الثانيةُ، وسَهَّلَ ذَلكَ كونُ الثانيةِ لَمْ تَقَعْ طَرَفًا، ومِثْلُ غَايَةٍ فِي ذلكَ ثَايَةٌ، وهِي حِجَارَةٌ صِغَارٌ يَضَعُهَا الرَّاعِي عِنْدَ مَتَاعِهِ فَيَثْوِي عِنَدَها، وطَايَةٌ، وهِي السطحُ والدكانُ أَيْضًا،.
وكذلكَ آيَةٌ عِنْدَ الخَلِيلِ، أَصْلُهَا أَيَيَه، فَأُعِلَّتِ العينُ شُذُوذًا، إذِ القياسُ إِعْلَالُ الثانيةِ، وهَذَا اسهل أَسْهَلُ الوُجُوهِ كَمَا قَالَ فِي (التَّسْهِيلِ).
وأَمَّا مَنْ قَالَ أَصْلُهَا أَيْيَةٌ، بسكونِ الياءِ الأُولَى، فَيَلْزَمُهُ إِعْلَالُ الياءِ الساكنةِ، ومَنْ قالَ أسلها أَصْلُهَا آيِيَةٌ علَى وَزْنِ فَاعِلَةٍ، فَيَلْزَمُهُ حَذْفُ العَيْنِ لغيرِ مُوجِبٍ، ومَنْ قَالَ أَصْلُهَا أَيِيَةٌ كَنَبِقَةٍ، فَيَلْزَمُهُ تَقْدِيمُ الإِعْلَالِ عَلَى الإِدْغَامِ، والمعروفُ العَكْسُ، بِدَلِيلِ إِبْدَالِ هَمْزَةِ أَئِمَّةٍ ياءً لَا أَلِفًا.
والحَادِي عَشَرَ: أَنْ لَا تكونَ عَيْنًا لِمَا آخِرُهُ زِيَادَةً تَخْتَصُّ بالأسماءِ، وإِلَى هَذَا أَشَارَ بقولِهِ:
974 - (وعَيْنُ مَا آخِرُهُ قَدْ زِيدَ مَا = يَخُصُّ الاسْمَ واجِبٌ أَنْ يَسْلَمَا)
يَعْنِي أَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ قَلْبِ الواوِ والياءِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهِمَا، وانْفِتَاحِ مَا قبلهَا كونُهُمَا عَيْنًا لِمَا فِي آخِرِهِ زِيَادَةٌ تَخُصُّ الأسماءَ، لِأَنَّهُ بِتِلْكَ الزيادةِ بَعُدَ شَبَهُهُ بِمَا هُو الأَصْلُ فِي الإِعْلَالِ، وهُو الفِعْلُ، وذلكَ نحوُ: جَوَلَانٍ وسَيَلَانٍ، وَمَا جَاءَ مِنْ هَذَا النوعِ مُعَلًّّا شَاذًّا، نحوُ: دَارَانِ ومَاهَانِ، وقِيَاسُهُمَا دَوَرَانِ ومَوَهَانِ. وخَالَفَ المُبَرِّدُ فَزَعَمَ أَنَّ الإِعْلَالَ هُو القياسُ، والصحيحُ الأولُ، وهُو مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ.
تنبيهاتٌ: الأولُ: زِيَادَةُ تَاءِ التأنيثِ غيرُ معتبرةٍ فِي التصحيحِ؛ لأَنَّهَا لا تُخْرِجُهُ عَنْ صُورَةِ فِعْلٍ، لأَنَّهَا تَلْحَقُ المَاضِي فَلَا يَثْبُتُ بِلِحَاقِهَا مُبَايَنَةٌ فِي نحوِ: قاله قَالَةٍ وبَاعَةٍ، وأَمَّا تصحيحُ حَوَكَةٍ وخَوَنَةٍ فَشَاذٌّ بالاتفاقِ.
الثانِي: اخْتُلِفَ فِي أَلِفِ التأنيثِ المقصورةِ فِي نحوِ صَوَرَى وهو اسْمُ مَاءٍ. فذَهَبَ المَازِنِيُّ إلَى إنها أَنَّها مَانِعَةٌ مِنَ الإِعْلَالِ لاخْتِصَاصِهَا بالاسمِ، وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلَى أَنَّهَا لا تَمْنَعُ الإِعْلَالِ؛ لأَنَّهَا لَا تُخْرِجُهُ عَنْ شَبَهِ الفِعْلِ، لكونِهَا فِي اللفظِ بمنزلةِ فَعَلَا، فتصحيحُ صَوَرَى عِنْدَ المَازِنِيِّ مَقِيسٌ، وعِنْدَ الأَخْفَشِ شَاذّ ٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، فَلَو بُنِىَ مِثْلُهَا مِنَ القولِ لَقِيلَ عَلَى رَأْىِ المَازِنِيِّ: قَوَلَى، وعَلَى رَأْىِ الأَخْفَشِ: قَالَا. وقَدْ اضْطَرَبَ اختيارُ الناظمِ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ، فاختارَ فِي (التَّسْهِيلِ) مذهبَ الأَخْفَشِ، وفِي بَعْضِ كُتِبِهِ مَذْهَبَ المَازِنِيِّ، وبِهِ جَزَمَ الشارحُ، واعْلَمْ أَنَّ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ المَازِنِيُّ هُو مذهبُ سِيبَوَيْهِ.
الثالثُ: بَقِي شَرْطَانِ آخَرَانِ، أَحَدُهُمَا – وذَكَرَهُ فِي (التَّسْهِيلِ) و(شَرْحِ الكَافِيَةِ) – أَنْ لا تكونَ العينُ بَدَلًا مِنْ حَرْفٍ لَا يُعَلُّ، واحْتَرَز بِهِ عَنْ قولِهِمْ فِي شَجَرَةٍ: شَيَرَةٌ، فلَمْ يُعِلُّوا؛ لأَنَّ الياءَ بدلٌ مِنَ الجِيمِ، قالَ الشاعرُ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
1234 - إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ ولا جَنًى = فَأَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ شَيَرَاتِ
والآخَرُ أَنْ لَا تكونَ فِي مَحَلِّ حرفٍ لا يُعَلُّ، وإِنْ لَمْ تكن بَدَلًا، والاحْتِرَازُ بذلكَ عَنْ نَحوِ: أبس أَيِسَ بمعني بِمَعْنَى يَئِسَ، فَإِنَّ يَاءَهُ تَحَرَّكَتْ وانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا، ولَمْ تُعَلَّ؛ لِأَنَّهَا فِي مَوْضِعِ الهَمْزَةِ، والهَمْزَةُ لَوْ كَانَتْ فِي مَوْضِعِهَا لَمْ تُبْدَلْ، فَعُومِلَتْ الياءُ مُعَامَلَتَها لِوُقُوعِهَا مَوْقِعِهَا،.
هكَذَا قَالَ فِي (شَرْحِ الكَافِيَةِ)، قالَ: ويجوزُ أَنْ يَكونَ تصحيحُ يَاءِ أَيِسَ انتفاءَ عِلَّتِهَا، فَإِنَّهَا كَانَتْ قَبْلَ الهمزةِ، ثُمَّ أُخِّرَتْ فَلَو أُبْدِلَتْ لَاجْتَمَعَ فِيهَا تَغْيِيرَانِ: تغييرُ النقلِ، وتغييرُ الإِبْدَالِ، هذَا كلامُهُ، وذَكَرَ بَعْضُهُم أَنَّ أَيِسَ أنما إِنَّمَا لَمْ يُعَلَّ لعُرُوضِ اتصالِ الفتحةِ بِهِ؛ لِأَنَّ الياءَ فاءُ الكَلِمَةِ، فَهَيِ فِي نِيَّةِ التقديمِ، والهَمْزَةُ قَبْلَهَا فِي نِيَّةِ التأْخِيرِ، وعَلَى هَذَا فيستغني فَيُسْتَغْنَى عَنْ هَذَا الشرطِ بِمَا سَبَقَ مِنَ اشتراطِ أَصَالَةِ اتِّصَالِ الفَتْحَةِ.
الرابعُ: ذَكَرَ ابْنُ بَابْشَاذٍ لِهَذَا الإِعْلَالِ شَرْطًا آخَرَ، وهُو أَنْ لا يكونَ التصحيحُ للتنبيهِ عَلَى الأَصْلِ المَرْفُوضِ، واحْتَرَزَ بذلكَ عَنِ القَوَدِ والصَّيَدِ والجَيَدِ، وهُو طُولُ العُنِقِ وحُسْنُهُ، والحيديوالحَيَدِى، يُقَالُ: حِمَارٌ حيدي حَيَدِىٌ، إِذَا كانَ يَحِيدُ عَنْ ظِلِّهِ لنشاطِهِ، والحَوَكَةُ والخَوَنَةُ، وهَذَا غيرُ مُحْتَاجٍ إِلَيْهِ، لِأَنَّ هذَا مِمَّا شَذَّ مَعَ اسْتِيفَائِهِ الشروطَ، ومِثْلُ ذَلكَ فِي الشذوذِ قولُهُم: رَوَحٌ وغَيَبٌ جَمْعُ رَائِحٍ وغَائِبٍ، وعَفَوَةٌ جَمْعُ عَُِفْو وهُو الجَحْشُ، وهَيَوةٌ وَأُوَوٌ جَمْعُ أُوَّةٍ، وهُو الدَّاهِيَةُ مِنَ الرجالِ، وهروة وقُرْوَةٌ جَمْعُ قَرْوٍ، وهِي مِيلَغَةُ الكَلْبِ، ا هـ.
[إبدال النون والواو ميما]:
975 - وقَبْلَ بَا اقْلِبْ مِيمًا النونَ، إِذَا = كَانَ مُسَكَّنًا كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا
(وقيل وقَبْلَ بَا اقْلِبْ مِيمًا النونَ إِذَا * كانَ مُسَكَّنًا) أَيْ: تُبْدَلُ النونُ الساكنةُ قبلَ الباءِ مِيمًا، وذلكَ لِمَا فِي النطقِ بالنونِ الساكنةِ قَبْلَ الباءِ مِنَ العُسْرِ، لاختلافِ مَخْرَجَيْهِمَا مَعَ تَنَافُرِ لِينِ النونِ وغُنَّتِهَا؛ لِشِدَّةِ الباءِ، وإِنَّمَا اخْتُصِّتِ الميمُ بذلكَ لأنَّهَا مِنْ مَخْرَجِ الباءِ، ومِثْلُ النونِ فِي الغُنَّةِ، ولَا فرقَ فِي ذلكَ بَيْنَ المُنْفَصِلَةِ والمُتَّصِلَةِ، وقَدْ جَمَعَهُمَا فِي قولِهِ: (كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا) أيْ: مَنْ قَطَعَكَ فَأَلْقِهِ عَنْ بَالِكَ واطْرَحْهُ، وأَلِفُ “ "انْبِذَا" “ بدلٌ مِنْ نونِ التوكيدِ الخفيفةِ.
تنبيهاتٌ:
الأولُ: كَثِيرًا مَا يُعَبِّرُونَ عَنْ إِبْدَالِ النونِ مِيمًا بالقَلْبِ كَمَا فَعَلَ الناظمُ، والأَوْلَى أَنْ يُعَبَّرَ بِالإبدالِ؛ لِمَا عَرَفْتَ أَوَّلَ البابِ.
الثانِي: قَدْ تُبْدَلُ النونُ مِيمًا سَاكِنَةً ومُتَحَرِّكَةً دُونَ بَاءٍ، وذلكَ شَاذٌّ، فالساكنةُ كقولِهِم فِي حَنْظَلٍ: حَمْظَلٍ، والمتحركةُ كقولِهِمْ فِي بَنَانٍ: بَنَامٍ، ومِنْهُ قولُهُ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1235 - يَا هَالَ ذَاتَ المَنْطِقِ التَّمْتَامِ = وكَفِّكِ المُخَضَّبِ البَنَامِ
وجاءَ عَكْسُ ذلكَ فِي قولِهِمْ: أَسْودُ قَاتِنٌ، وأَصْلُهُ قَاتِمٌ.
الثالثُ: ابدلت أُبْدِلَتِ الميمُ أَيْضًا مِنَ الواوِ فِي فَمٍ، إِذْا أَصْلُهُ فُوهٌ، بِدَلِيلِ أَفْوَاَهٍ، فَحَذَفُوا الهاءَ تَخْفِيفًا، ثُمَّ أَبْدَلُوا المِيمَ مِنَ الواوِ، فَإِنْ اضيف أُضِيفَ رُجِعَ بِهِ إِلَى الأَصْلِ، فَقِيلَ: فُوكَ، ورُبَّمَا بَقِي الإِبْدَالُ، نحوُ: “ ((لَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ)) “..

  #5  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


فَصْلٌ
مِنْ مَوَاضِعِ قلْبِ الواوِ ياءً
6- أنْ تَجْتَمِعَ الواوُ والياءُ في كلمةٍ واحدةٍ بشُروطٍ خمسةٍ
967- إِنْ يَسْكُنِ السَّابِقُ مِنْ وَاوٍ وَيَا = وَاتَّصَلا وَمِنْ عُرُوضٍ عَرِيَا
968- فَيَاءً الْوَاوَ اقْلِبَنَّ مُدْغِمَا = وَشَذَّ مُعْطًى غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا
الْمَوْضِعُ السادِسُ مِنْ مَوَاضِعِ قَلْبِ الواوِ ياءً: أنْ تَجْتَمِعَ الواوُ والياءُ في كلمةٍ واحدةٍ، بشَرْطِ ألاَّ يَفْصِلَ بَيْنَهما فاصِلٌ، وَأَنْ تَكُونَ الأُولَى منهما ساكنةً سُكُوناً أَصْلِيًّا غيرَ عارِضٍ، وأنْ تكونَ أصْلاً غيرَ مُنْقَلِبَةٍ عنْ حرْفٍ آخَرَ.
فإذا تَحَقَّقَتْ هذهِ الشروطُ الخمسةُ وَجَبَ قلْبُ الواوِ ياءً، وإدغامُها في الياءِ، سواءٌ كانت الياءُ هيَ السابقةَ، نحوُ: سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، وأَصْلُهما: سَيْوِدٌ، ومَيْوِتٌ؛ بدليلِ: سادَ يَسُودُ، وماتَ يَموتُ، أمْ كانت الواوُ هيَ السابقةَ نحوُ: طَيٍّ، ولَيٍّ؛ مَصْدَرُ: طَوَيْتُ ولَوَيْتُ، وأَصْلُهما: طَوْيٌ، ولَوْيٌ. قالَ تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}، وقالَ تعالى: {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ}.
فإن اجْتَمَعَتَا في كلمتَيْنِ فلا قَلْبَ؛ نحوُ: يَدْعُو يُوسُفَ، يَجْرِي وائلٌ. وكذا لوْ كانَ بَيْنَهما فاصِلٌ؛ نحوُ: زَيْتُونٍ، أوْ كانَ السابقُ منهما مُتَحَرِّكاً؛ نحوُ: طَويلٍ وغَيُورٍ، أوْ كانَ سُكونُهُ عَارِضاً؛ كقولِهم في (قَوِيَ) الْمَاضِي المكسورِ أَصَالَةً: قَوْيَ بسكونِ الواوِ للتخفيفِ. أوْ كانَ السابقُ غيرَ أَصِيلٍ؛ نحوُ: كُوَيْتِبٍ في تصغيرِ كَاتِبٍ.
وهذا معنى قولِهِ: (إنْ يَسْكُن السابِقُ مِنْ واوٍ ويا.. إلخ)؛ أيْ: إنْ يَسْكُن الحرْفُ السابِقُ مِنْ واوٍ وَيَا، وقدْ (اتَّصَلا) بأنْ لم يَفْصِلْ بينَهما فاصلٌ، وكَانَا في كلمةٍ واحدةٍ، فأفادَ شَرطَيْنِ.
(ومِنْ عُرُوضٍ عَرِيَا)؛ أيْ: وعَرَى الحرْفُ السابقُ منهما مِن العُروضِ ذاتاً وسُكوناً، ففيهِ شَرطانِ، وألِفُ (عَرِيَا) للإطلاقِ.
وخامسُ الشروطِ مِنْ قولِهِ: (إنْ يَسْكُنِ).
وقولُهُ: (فياءً الواوَ اقْلِبَنَّ) هذا جوابُ الشرْطِ، والتقديرُ: فاقْلِبَنَّ الواوَ ياءً (مُدْغِمَاً) بكسْرِ الغَينِ؛ أيْ: حالَ كوْنِكَ مُدْغِماً الياءَ في الياءِ بعدَ القَلْبِ.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ مَا أُعْطِيَ مِن الكلماتِ مُخَالِفاً لِمَا حُدِّدَ وقُرِّرَ فهوَ شاذٌّ، وذلكَ كإعلالِ العارِضِ غيرِ اللازمِ؛ مِثلُ: (رُيَّةٍ) في رُؤْيَةٍ، معَ أنَّ الواوَ عارِضَةٌ؛ لأنَّها مُخَفَّفَةٌ مِن الهمزةِ، وحَكَى بعضُهم اطِّرَادَهُ على لُغَةٍ.
ومِن الشاذِّ أيضاً تَرْكُ الإعلالِ معَ استيفاءِ الشروطِ؛ كَقَوْلِهم: عَوَى الكلْبُ عَوْيَةً، والقِياسُ: عَيَّةً، أو الإعلالُ بقلْبِ الياءِ واواً؛ كقولِهم: عَوَى الكلْبُ عَوَّةً.
قلْبُ الواوِ والياءِ ألِفاً وشَرْطُ ذلكَ
969- مِنْ وَاوٍ اوْ يَاءٍ بِتَحْريكٍ أُصِلْ = أَلِفاً ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ
970- إِنْ حُرِّكَ التَّالِي وَإِنْ سُكِّنَ كَفّ = إِعْلالَ غَيْرِ الَّلام وَهْيَ لا يُكَفّ
971- إِعْلالُهَا بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ = أَوْ يَاءٍ التَّشْدِيدُ فِيهَا قَدْ أُلِفْ
إذا وَقَعَت الألِفُ عَيْناً أوْ لاماً في الفعْلِ الثلاثيِّ فلا بُدَّ أنْ تكونَ مُنْقَلِبَةً عنْ واوٍ أوْ ياءٍ؛ نحوُ: قالَ، سارَ، ونحوُ: دَعَا، قَضَى، والأصْلُ: قَوَلَ، سَيَرَ، دَعَوَ، قَضَيَ، بفتْحِ الواوِ والياءِ فيهما، والدليلُ على هذا الأصْلِ: المُضَارِعُ مثلاً؛ يَقُولُ، يَسِيرُ، يَدْعُو، يَقْضِي، فقُلِبَت الواوُ والياءُ في تلكَ الأفعالِ أَلِفاً، كما يُقلبانِ في كثيرٍ مِن الأسماءِ أيضاً.
وهذا القلْبُ لا يَتِمُّ إلاَّ إذا تَحَقَّقَ عَشَرةُ شُروطٍ:
الأوَّلُ: أنْ تكونَ الواوُ والياءُ مُتحَرِّكَتَيْنِ كما مُثِّلَ، فإنْ لم يَتحَرَّكَا امْتَنَعَ القلْبُ ووَجَبَ التصحيحُ؛ نحوُ: القوْلِ، الْبَيْعِ.
الثاني: أنْ تكونَ حَرَكَتُهما أَصْلِيَّةً لَيْسَتْ طارئةً للتخفيفِ أوْ لغيرِهِ مِن الحركاتِ التي لا تُلازِمُهما، فلا قَلْبَ في نحوِ: جَيَلٍ، وتَوَمٍ، مُخَفَّفِ: جَيْأَلٍ، وتَوْأَمٍ، فنُقِلَتْ حَركةُ الهمزةِ بعدَ حَذْفِها للتخفيفِ إلى ساكِنٍ قَبْلَها.
الثالثُ: أنْ يكونَ ما قَبْلَهُما مَفتوحاً؛ لأنَّ غيرَ الفتحةِ لا يُجَانِسُ الألِفَ ولا يُنَاسِبُها، فلا قَلْبَ في مِثْلِ: العِوَضِ، السُّوَرِ، الحِيَلِ.
الرابعُ: أنْ تكونَ الفتحةُ التي قَبْلَهما مُتَّصِلَةً بهما في كلمةٍ واحدةٍ، فلا قَلْبَ في مِثْلِ: حَضَرَ واحدٌ، جَلَسَ ياسِرٌ.
الخامسُ: أنْ يَتحرَّكَ ما بعدَهما إنْ كانَتَا عينَيْنِ أوْ فاءَيْنِ، وألاَّ يَقَعَ بعدَهما ألِفٌ ولا ياءٌ مُشَدَّدَةٌ إنْ كانَتَا لامَيْنِ، فلا قَلْبَ في مِثْلِ: تَوَالَى وتَيَامَنَ؛ لِسُكُونِ ما بعْدَهما معَ وُقُوعِهما فَاءَيْنِ، ولا في: بَيَانٍ وطويلٍ وغَيُورٍ وخَوَرْنَقٍ، لسُكُونِ ما بعْدَهما معَ وُقُوعِهما عَينَيْنِ، ولا في مِثْلِ: رَمَيَا، وغَزَوَا، وفَتَيَانِ، وعَصَوَانِ؛ لِوقُوعِهما لاماً للكلمةِ وبعدَهما ألِفٌ، ولا في مِثْلِ: عَلَوِيٍّ، وَحَيِيٍّ؛ لِوُجودِ ياءٍ مُشَدَّدَةٍ بعدَهما.
وإنَّما قُلِبَا في نَحْوِ: عَلا، وَمَشَى، معَ وُقُوعِهما لاماً؛ لِعَدَمِ وُقوعِ ألِفٍ ولا ياءٍ مُشَدَّدَةٍ بعدَهما، وكذا في مِثْلِ: يَخْشَوْنَ ويُدْعَوْنَ معَ وُقُوعِهما لاماً؛ إذْ أَصْلُهما: يَخْشَيُونَ، ويُدعَوُونَ، فقُلِبَتَا ألِفاً؛ لتَحَرُّكِهما وانفتاحِ ما قَبْلَهما، فالْتَقَى ساكنانِ، فحُذِفَت الألِفُ.
وإلى هذهِ الشروطِ الخمسةِ أشارَ بقولِهِ: (مِنْ واوٍ أوْ ياءٍ.. إلخ)؛ أيْ: أُبْدِلَ الألِفُ مِن الياءِ أو الواوِ إذا كَانَا مُتَحَرِّكَيْنِ (بتَحْرِيكٍ أُصِلْ) مَبْنِيٌّ للمجهولِ؛ أيْ: كانَ أَصْلاً، وهذانِ شَرطانِ.
وقولُهُ: (بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ) فيهِ الشرْطُ الثالثُ والرابعُ. وأشارَ إلى الخامسِ بقولِهِ: (إِنْ حُرِّكَ التَّالِي): أيْ أنَّ شَرْطَ الإبدالِ السابقِ أنْ يَتَحَرَّكَ الحرْفُ التالِي لَهُمَا، (وإنْ سُكِّنَ كَفَّ إعلالَ غيرِ اللامِ)؛ أيْ: وإنْ سُكِّنَ ما بعدَهما فإنَّ السكونَ يَكُفُّ؛ أيْ: يَمْنَعُ، قَلْبَ الواوِ والياءِ ألِفاً إذا وَقَعَتَا في غيرِ اللامِ، والمرادُ الفاءُ والعينُ.
وقولُهُ: (وهيَ لا يُكَفُّ إعلالُها بساكنٍ.. إلخ): أيْ أنَّ لامَ الكلمةِ إذا كانتْ واواً أوْ ياءً فإنَّهُ لا يُمْنَعُ إعلالُها بإبدالِها أَلِفاً بساكنٍ غيرِ ألِفٍ أوْ ياءٍ مُشَدَّدَةٍ تَشديداً مألوفاً، وأمَّا بِهِمَا فيُمْنَعُ إعلالُها كما تَقَدَّمَ.
بقيَّةُ شُرُوطِ قلْبِ الواوِ والياءِ أَلِفاً
972- وَصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وَفَعِلا = ذَا أَفْعَلِ كَأَغْيَدٍ وَأَحْوَلا
973- وَإِنْ يَبِنْ تَفَاعُلٌ مِنِ افْتَعَلْ = وَالْعَيْنُ وَاوٌ سَلِمَتْ وَلَمْ تُعَلْ
974- وَإِنْ لِحَرْفَيْنِ ذَا الاعْلالُ اسْتُحِقّ = صُحِّحَ أَوَّلٌ وَعَكْسٌ قَدْ يَحِقّ
975- وَعَيْنُ مَا آخِرَهُ قَدْ زِيدَ مَا = يَخُصُّ الاسْمَ وَاجِبٌ أَنْ يَسْلَمَا
ذَكَرَ في هذهِ الأبياتِ الشروطَ الخمسةَ الباقيَةَ لقَلْبِ الواوِ والياءِ ألِفاً، وهيَ كالآتي:
السادسُ: ألاَّ تكونَ إحداهما عَيْناً لـ(فَعِلَ) الذي الوَصْفُ منهُ على (أفْعَلَ)؛ نحوُ: هَيِفَ فهوَ أَهْيَفُ، وعَوِرَ فهوَ أَعْوَرُ.
السابعُ: ألاَّ تكونَ عَيْناً لِمَصْدَرِ هذا الفِعْلِ كالهَيَفِ والعَوَرِ.
الثامنُ: ألاَّ تكونَ الواوُ عَيْناً لفِعْلٍ ماضٍ على وزْنِ (افْتَعَلَ) الدالِّ على الْمُفاعَلَةِ؛ وهيَ المشارَكَةُ في الفاعلِيَّةِ والمفعوليَّةِ، فلا قَلْبَ في نَحْوِ: اجْتَوَرُوا؛ بمعنى جَاوَرَ بعضُهم بَعْضاً، ولا في: اشْتَوَرُوا، بمعنى: شاوَرَ بعْضُهم بَعْضاً.
فإنْ لم يَدُلَّ على الْمُفاعَلَةِ وَجَبَ القلْبُ؛ نحوُ: اجْتَازَ؛ بمعنى جَازَ؛ أيْ: قَطَعَ، وَاخْتَانَ؛ بمعنى: خَانَ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ}، وأَصْلُهُ تَخْتَوِنُونَ، على وَزْنِ: تَفْتَعِلُونَ، فتُرِكَت الواوُ وانْفَتَحَ ما قَبْلَها فقُلِبَتْ أَلِفاً.
وهذا الشرْطُ خاصٌّ بالواوِ، فإنْ كانت العينُ ياءً وَجَبَ القلْبُ؛ نحوُ: ابْتَاعُوا، وَاسْتَافُوا؛ أيْ: تَضَارَبُوا بالسُّيُوفِ، والأصْلُ: ابْتَيَعُوا واسْتَيَفُوا، فقُلِبَت الياءُ ألِفاً بالرغْمِ مِن الدَّلالةِ على الْمُفاعَلَةِ.
التاسعُ: ألاَّ يكونَ بعدَ أحَدِهما حرْفٌ يَسْتَحِقُّ القَلْبَ ألِفاً؛ لِئَلاَّ يَجتمعَ في كلمةٍ إعلالانِ مُتواليانِ بغيرِ فاصِلٍ، وهوَ ممنوعٌ في الأَغْلَبِ.
فإنْ وَقَعَ بعدَهما حَرْفٌ يَسْتَحِقُّ هذا القلْبَ وَجَبَ في الأَكْثَرِ قلْبُهُ، وتَصحيحُ السابقِ؛ اكْتِفَاءً بالمتأخِّرِ؛ لأنَّهُ طَرَفٌ، والطرَفُ مَحَلُّ التغييرِ، مثلُ: الحَيَا، مصدَرُ الفعْلِ: حَيِيَ، على وَزْنِ (فَعِلَ)، والْهَوَى: مصْدَرُ: هَوِيَ، والْحَوَى: مَصْدَرُ: حَوِيَ، وأصْلُ هذهِ الْمَصادِرِ: حَيَيٌ، هَوَيٌ، حَوَوٌ.
ففي كلٍّ منها حَرفانِ مُتواليانِ صالحانِ للقلْبِ ألِفاً؛ لتَحَرُّكِ كلٍّ منهما وفَتْحِ ما قَبْلَهُ، فجَرَى القلْبُ على الثَّانِي مِنهما؛ لِمَا تَقَدَّمَ، وسَلِمَ الأَوَّلُ.
وقدْ وَقَعَ القلْبُ على الأوَّلِ في بعضِ كلماتٍ مَسموعةٍ؛ مثلُ: آيَةٍ، وأْصْلُها على أَحَدِ الأقوالِ الستَّةِ فيها: أَيَيَةٌ، بِيَاءَيْنِ متَحَرِّكتَيْنِ قبلَ كلٍّ منها فتحةٌ على وزْنِ (فَعَلَةٍ)، ثمَّ قُلِبَت الياءُ الأُولَى ألِفاً على غيرِ قياسٍ؛ لتَحَرُّكِها وانفتاحِ ما قَبْلَها ورَسْمِها في الأَصْلِ: أَايَةٌ، ثمَّ صارَ: آيَةً، وكان القياسُ فيها: أَيَاةً، بقَلْبِ الياءِ الثانيَةِ كما تَقَدَّمَ. ومِثْلُها في ذلكَ: رايَةٌ، وغايَةٌ.
العاشرُ: ألاَّ يكونَ أحَدُهما عَيْناً في كلمةٍ مختومةٍ بزياةٍ تَخْتَصُّ بالأسماءِ؛ كالألِفِ والنونِ معاً، وكألِفِ التأنيثِ المقصورةِ، فلا قَلْبَ في مِثْلِ: الْجَوَلانِ، والهَيَمانِ، والصَّوَرَى، والحَيَدَى، ونحوِها.
وإلى هذهِ الشروطِ الخمسةِ أشارَ بقولِهِ: (وَصَحَّ عينُ فَعَلٍ وفَعِلا.. إلخ)؛ أيْ: صَحَّتْ عينُ الْمَصْدَرِ الذي على وَزْنِ (فَعَلٍ)، وسَلِمَتْ مِن القلْبِ إذا كانت واواً أوْ ياءً، وكذا عينُ الفعْلِ الذي اسْمُ الفاعلِ منهُ على (أَفْعَلَ) (كَأَغْيَدٍ) مِنْ غَيِدَ غَيَداً فهوَ أغْيَدُ، وصَرَفَهُ للضرورةِ، و(أَحْوَلا) مِنْ حَوِلَ حَوَلاً فهوَ أَحْوَلُ، وهذا إشارةٌ إلى الشرطَيْنِ السادسِ والسابعِ.
وقولُهُ: (وإنْ يَبِنْ تَفَاعُلٌ مِن افْتَعَلْ.. إلخ) إشارةٌ إلى الشرْطِ الثامِنِ، والمعنى: وإنْ يَظْهَرْ معنى التفاعُلِ وهوَ التشارُكُ مِنْ لَفْظِ افْتَعَلَ، وكانتْ عينُهُ واواً سلِمَتْ، (ولم تُعَلَّ)؛ أيْ: ولم تُقْلَبْ أَلِفاً.
ثمَّ ذَكَرَ الشرْطَ التاسعَ بقولِهِ: (وإنْ لحرفيْنِ ذا الاعلالِ استُحِقَّ.. إلخ)؛ أيْ: وإنِ اسْتُحِقَّ هذا الإعلالُ -وهوَ القلْبُ- لحرفَيْنِ بأنْ تَحَرَّكَ كلٌّ منهما وانْفَتَحَ ما قَبْلَهُ، فصُحِّحَ الأوَّلُ منهما وأُعِلَّ الثاني، وقولُهُ: (ذا الإعلالِ) يُقرأُ بنَقْلِ حركةِ الهمزةِ - وهيَ الكسرةُ- إلى اللامِ قَبْلَها. وقولُهُ: (وعَكْسٌ قدْ يَحِقْ)؛ أيْ: قدْ يَقَعُ العكْسُ، وهوَ إعلالُ الأوَّلِ وتصحيحُ الثاني كما تَقَدَّمَ.
وقولُهُ: (وعينُ ما آخِرَهُ.. إلخ)؛ أيْ: وعينُ الاسمِ إذا كانَ واواً أوْ ياءً تَستدعِي القلْبَ أَلِفاً، وقدْ زِيدَ في آخِرِ هذا الاسمِ زيادةٌ تَخْتَصُّ بالاسمِ؛ فإنَّهُ يَجِبُ سلامتُها ويَمْتَنِعُ قلْبُها، وهذا هوَ الشرْطُ العاشِرُ.
قلْبُ النونِ مِيماً
976- وَقَبْلَ بَا اقْلِبْ ميماً النُّونَ إذَا = كَانَ مُسَكَّناً كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا
تُقْلَبُ النونُ ميماً بشرطَيْنِ:
1- أنْ تكونَ النونُ ساكنةً.
2- أنْ يَقَعَ بعْدَها الباءُ، سواءٌ أكانتَا في كلمةٍ أوْ كلمتيْنِ، كما في قولِهِ تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا}، وقولِهِ تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}.
وهذا القلْبُ مَقصورٌ على النطْقِ، أمَّا في الكتابةِ فتَبْقَى صورةُ النونِ على حالِها.
وهذا معنى قولِهِ: (وقَبْلَ بَا اقْلِبْ مِيماً.. إلخ)؛ أيْ: واقْلِبْ حرْفَ النونِ مِيماً إذا كانَ النونُ مُسَكَّناً قبلَ باءٍ، ثمَّ ساقَ مِثالاً لنَوْعَيِ النونِ الساكنةِ قبلَ الباءِ في كلمةٍ واحدةٍ، وهوَ قولُهُ: (انْبِذَا)، والألِفُ بَدَلٌ مِنْ نونِ التوكيدِ الخفيفةِ، أوْ في كلمتَيْنِ؛ مِثْلُ: (مَنْ بَتَّ)، والمعنى: مَنْ قَطَعَ مَوَدَّتَهُ فَانْبِذْهُ واتْرُكْهُ ولا تُبَالِ بهِ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir