دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 رجب 1436هـ/22-04-2015م, 07:10 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي رسالة تفسيرية في قول الله تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً...)

قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10]..


قول الله تعالى (من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعا) العزة هي الشرف والمنعة كما ذكره المفسرون.

وقد ورد للعلماء في معنى الآية ثلاثة أقوال :

1- من كان يريد العزّة بعبـادته الآلهة فإنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً رواه الطبري بسنده عن مجاهد.
2- من كان يريد العزة فلـيتعزّز بطاعة الله. رواه الطبري عن قتادة.
فمن أراد العزة فهي بالله تعالى بطاعته وترك معاصيه.
3- من كان يريد علـم العزّة لـمن هي، فإنه لله جميعاً كلها: أي كلّ وجه من العزّة فللّه.
أي هو المتصف بها،وهذا ذكره الفراء رحمه الله.

وقد رجح الطبري رحمه الله أن المراد أن المؤمن بالله يتعزز لا بغيره من الآلهة والأوثان ، ومناسبة ذلك لما سبق من الآيات ظاهر ؛ فقد جاءت تذم المشركين على عبادتهم الأوثان فكان هذا حثا للمؤمن على ترك التعزز بكل ماسوى الله تعالى.
وهذا الذي قاله الطبري حسن مناسب للسياق إن شاء الله.

قلتُ : وإن كان الخلاف فيه قد يقال هو من خلاف التنوع ؛ فإن العزة لله وهي تطلب وتبتغى من الله تعالى وتنال العزة بطاعة الله والتقرب إليه وترك عبادة ماسواه سبحانه وتعالى . فإذا أراد المسلم عز الدنيا فعليه بطاعة الله تعالى وإذا أراد عز الآخرة فعليه بطاعة الله تعالى.

وقوله: { إلَـيْه يَصْعَدُ الكَلِـمُ الطَّيِّب }
المراد بالكلم الطيب :

1- الكلم الطيب ذكر الله وبه قال الحسن وقتادة.
2-سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر :
فقد روى الطبري بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إذا حدّثناكم بحديث أتـيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله. إن العبد الـمسلـم إذا قال: سبحان الله وبحمده، الـحمد لله لا إله إلاَّ الله، والله أكبر، تبـارك الله، أخذهنّ ملك، فجعلهنّ تـحت جناحيه، ثم صعد بهنّ إلـى السماء، فلا يـمرّ بهنّ علـى جمع من الـملائكة إلاَّ استغفروا لقائلهنّ حتـى يحيـي بهنّ وجه الرحمن، ثم قرأ عبد الله: { إلَـيْهِ يَصْعَدُ الكَلِـمُ الطَّيِّبِ والعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ {
وروى كذلك بسنده عن عبد الله بن شقـيق، قال: قال كعب: إن لسبحان الله، والـحمد لله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر، لدوياً حول العرش كدويّ النـحل، يذكرن بصاحبهنّ، والعمل الصالـح فـي الـخزائن.
3- وهو قوله لا إله إلا الله ذكر ذلك البغوي في تفسيره.
والمقصود أن هذا كله داخل في الآية من باب اختلاف التنوع بضرب الأمثلة على الكلام الطيب من ذكر الله تعالى وتوحيده والثناء عليه سبحانه.
وقوله تعالى {والعمل الصالح يرفعه} اختلف العلماء في مرجع الضمير في الآية

1- يعود على { العمل } ،واختلف هؤلاء على قولين فقالوا : الفاعل هو الكلم فيكون المعنى والكلم يرفع العمل الصالح لأن العمل الصالح لا يرتفع إلا بالتوحيد. هذا معنى قول الكلبي ومقاتل كما ذكر ذلك البغوي رحمه الله ورجحه صاحب التحرير والتنوير.
وقالت طائفة ضمير الفاعل يعود إلى الله تعالى أي والعمل الصالح يرفعه الله سبحانه تعالى.هذا حاصل كلام ابن عطية رحمه الله. ونقل قول القاضي أبو محمد :هذا أرجح الأقوال.
2- وقال ابن عباس وشهر بن حوشب ومجاهد وقتادة الضمير في { يرفعه } عائد على { الكلم } أي أن العمل الصالح هو يرفع الكلم.فيكون المعنى إلى الله يصعد ذكر العبد لربه والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب . قال الحسن وقتادة : لا يقبل الله قولاً إلاَّ بعمل، من قال وأحسن العمل قبل الله منه.
فهو قول ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، وعكرمة، وأكثر المفسرين كما ذكر ذلك البغوي رحمه الله.
وقد روى الطبري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قوله: { إلَـيْهِ يَصْعَدُ الكَلِـمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ } قال: الكلام الطيب: ذكر الله، والعمل الصالـح: أداء فرائضه فمن ذَكَر الله سبحانه فـي أداء فرائضه، حُمِل علـيه ذكر الله فصعد به إلـى الله، ومن ذكر الله، ولـم يؤدّ فرائضه، رُدّ كلامه علـى عمله، فكان أولـى به.
وروى عن مجاهد قال : العمل الصالـح يرفع الكلام الطيب.
وقد أورد البغوي قولا آخر فقال : قال سفيان بن عيينة العمل الصالح هو الخالص، يعني أن الإِخلاص سبب قبول الخيرات من الأقوال والأفعال، دليله قوله عزّ وجلّ:
{ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً }
{ وَٱلَّذِينَ يمكرونَ السيئات }
المراد بالسيئات: الأعمال السيئة قاله الكلبي.
وقال مقاتل: يعني الشرك.
وقال أبو العالية: يعني الذين مكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الندوة، كما قال الله تعالى:
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ }
[الأنفال: 30].
وقال مجاهد: وشهر بن حوشب: هم أصحاب الرياء.

{ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }
يبطل ويهلك في الآخرة.
فالمقصود أن المشركين لما كانوا يتقربون إلى آلهتهم بأنواع القربات ، ويعظمونها ويزعمون العز بها أبطل الله عز وجل مسلكهم ؛ فذكر سبحانه أن العزة له وبه وبطاعته سبحانه وتعالى، فمن أراد العزة الحقيقية فلا تطلب مما سواه وإن ظهر للناس أن أهل الباطل على عز ظاهر فهو عز زائف يزول كزوال السراب ولاتزال نفوسهم ذليلة بضعف حجتهم وعدم إيمانهم ، ولو لم يكن في عزة المؤمن بربه إلا علوه على الكافر بالحجة لكفت .
ثم جاءت الآيات تحث على الذكر وعلى العمل ؛ فالإيمان ماوقر في القلب وصدقه العمل .
والعمل يشمل عمل الجوارح وعمل اللسان من ذكر وتسبيح وتوحيد ونحو ذلك.
وأما القول الحسن الذي يكذبه العمل فقد قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون).
وإنما يحصل الفوز بالذكر وبالعمل وبالنية معا .وأما المشركون الذين يرتكبون السيئات فهؤلاء لهم عذاب شديد ويمحق الله باطلهم ومكرهم بإذنه.
والله المستعان

المراجع:
1-القرآن العظيم.
2-تفسير الطبري.
3-تفسير ابن عطية.
4-تفسير ابن عاشور.
5-تفسير البيضاوي.
6-تفسير البغوي

المنهج في الرسالة :

اتبعت طريقة التقرير العلمي بذكر الأقوال باختصار في الآية ونسبتها إلى قائليها وذكر شئ مما رجحه المفسرون ، ثم اتبعت ذلك ببيان معنى إجمالي فيه بعض المعاني السلوكية .
والله من وراء القصد.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسيرية, رسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir