دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 جمادى الأولى 1439هـ/27-01-2018م, 12:52 AM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، وهذه المحبة يكون بإيثار محبة الله على من سواه من البشر، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على ذلك، وهي ا أصل من أصول الإيمان ، ويتوقف وجده على وجود الإيمان، فالمسلم لا يدخل في عداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه بل ومن الناس أجمعين .
قال الله تعالى :{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } ففي الآية توعد الله من كان أهله وماله أحب إليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله بقوله تعالى :{ فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } ومعلوم أن الله لا يتوعد أحداً بمثل هذا الوعيد الشديد إلا على ترك واجب، أو فعل محرم .
وفي الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ) وقوله صلى الله عليه وسلم :( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده ووولده والناس أجمعين ).
فإذا قويت المحبة لله والرسول صلى الله عليه وسلم زاد تبعاً لذلك الإيمان في القلب .

س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
قوله تعالى :{ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياه }: أي الشيطان يخوف المؤمنين بأولياءه من المشركين .
قوله تعالى :{ فلا تخافوهم وخافون }: الخطاب من الله تعالى للمؤمنين وذلك بالنهي والتحذير لهم أن يخافوا غيره عز وجل، والمقصود هنا خوف العبادة، وذلك بالإخلاص لله وحده .
قوله تعالى :{ إن كنتم مؤمنين }: فعلامة الإيمان الكامل لا يكون إلا بتحقيق العبادة لله وحده، وما يتبعه من الخوف والرجاء والتوكل ..وغيره من العبادات القلبية التي لا تكون إلا لله وحده سبحانه.
مناسبته لكتاب التوحيد : أن الخوف من الله عبادة قلبية كسائر العبادات كالرجاء والتوكل والإخلاص، ومن الخوف ما يكون شركاً منافياً للتوحيد .
ويفهم من الآية : أن الخوف من الشيطان وأوليائه مناف للإيمان، فإن كان الخوف يؤدي إلى الشرك فهو مناف لأصله، وإلا فهو مناف لكماله . " قول ابن عثيمين " .

س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته.*
التوكل : هو الاعتماد على الله - سبحانه وتعالى - اعتماداً صحيحاً في حصول المطلوب ودفع المكروه، مع فعل الأسباب ، وهو من العبادات القلبية .
حكمه : فريضة وشرط لصحة الإيمان، حيث ينتفي الإيمان عند انتفائه ، قال تعالى : { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } وأعظم منازل العبودية في قوله تعالى :{ إياك نعبد وإياك نستعين } فلا يكون كمال التوحيد إلا بكمال التوكل على الله.
ثمراته :
- أثنى الله تعالى على المتوكلين عليه في كتابه العظيم، قال تعالى :{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } فمن حقق عبادة التوكل، حصل على كفاية الله ووقايته .
- تحقيق كمال الإيمان بالله في القلب، قال تعالى :{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه }.
- الحصول على محبة الله ، التي هي أعظم مقصد في هذه الحياة الدنيا، قال تعالى :{ إن الله يحب المتوكلين }
- يمن الله تعالى على العبد الذي حقق التوكل عليه بالراحة والطمأنينة في قلبه وإن تعرض لأنواع المصائب والابتلاءات، بل وينصره عز وجل ، قال تعالى :{ إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون } .


س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟
أراد المؤلف أن يبين أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب،و ينافي كمال التوحيد، وأن مآل صاحبه إلى الخسارة والهلاك ، وقلب المؤمن في هذه الدنيا يكون بين الرجاء والخوف، فلا يغلب جانب الرجاء فيأمن من مكر الله ، ولا يغلب الخوف فييأس من رحمة الله .

س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة.*
القنوط من رحمة الله من صفات الضالون، قال تعالى :{ ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون } والضال هو الفاقد للهداية، فيصبح تائه في هذه الدنيا . بحيث يستبعد رحمة الله ، ويستبعد حصول المطلوب ، لذلك فهذه الصفة لا تصح للعبد المؤمن صادق الإيمان ، فحرم الله تعالى القنوط من رحمته، لأنه سوء ظن بربه، وقد ذكر ابن ابن عثيمين -رحمه الله- أن القنوط من رحمة الله لا تجوز من وجهين :
الأول : أنه طعن في قدرته سبحانه، لأن من علم أن الله تعالى على كل شيء قدير لم يستبعد شيئاً على قدرة الله .
الثاني : أنه طعن في رحمته تعالى، لأن من علم أن الله رحيم لا يستبعد رحمته سبحانه، لهذا كان القانط من رحمة الله ضالاً .
لذلك هو من كبائر الذنوب، وصفة من صفات أهل الكفر والضلال . قال ابن مسعود رضي الله عنه : " الكبائر : الإشراك بالله ، والأمن مكر الله ، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله "
العلاج :
- الايمان بأسماء الله وصفاته والعلم بها، فأسماء الله وصفاته دالة على رحمته ومغفرته وكرمه وجوده وحلمه ولطفه وإحسانه … مما يجعل المؤمن راجياً لرحمته طامعاً في مغفرة ذنوبه غير قانط ولا آيس من روحه وفضله وعطائه وإحسانه، قال تعالى :{ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون } .
- حسن الظن بالله ورجاء رحمته، فالواجب على العبد أن يحسن الظن بربه، مع فعل الأسباب .
- يتأمل في الآيات والأحاديث التي تساعد وتعين العبد على النجاة من هذه الصفات الذميمة، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً، وأتاني يمشي أتيته هروله }. متفق عليه .
- كذلك من العلاج الصبر على قضاء الله وقدره، فإن علم العبد وأيقن أنما حصل له إنما بقضاء الله وقدره، استرح قلبه ولم يقنط وييأس لفوات مطلوب ، قال تعالى :{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } .
- القراءة في سير الأنبياء والرسل ، ففي سيرهم أروع الأمثلة في الصبر والثبات وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله .

س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟
الصبر: هو حبس الانسان نفسه من الإعتراض على ما قدر الله عليه والتسخط سواء بالقول أو الفعل التشكي باللسان ، أو لطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك .
والصبر واجب ، بحيث يأثم الإنسان إذا لم يصبر على ماأصابه من مكروه .
أما الرضا: انشراح الصدر وسعته ، وتسليم أمره لله مع الرضا بقضاء الله وقدره ، فتصيبه المصيبة فيرضى بقضاء الله ، وذلك رغبة في الثواب من الله تعالى،
والرضا درجة أعلى من الصبر، وهي درجة السابقين بالخيرات، فهي مستحبه وليست واجبه، فلا يأثم المسلم إذا لم يصلها، ولكن عليه مجاهدة نفسه للوصول إلى هذه الدرجة العالية .

قال الشيخ ابن عثيمين : الصبر : يتألم الإنسان من المصيبة جداً ويحزن، ولكنه يصبر، بالخيرات، لا ينطق بلسانه، ولا يفعل بجوارحه، قابض على قلبه، موقفه أنه قال: : ( اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها) ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين :
" الصبر : حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله، والقلب عن التسخط، والجوارح عن لطم وشق الثياب ونحوها " أ. هـ

س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد.
الرياء من الآفات التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن العمل للخالق إلى العمل للناس، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على النفس بما لا يستحق، وعن التواضع للخالق والأنكسار بين يديه إلى التكبر والغرور بالأعمال.
فينبغي الحذر أشد الحذر من الرياء الذي يفسد على العبد عبادته، ويكون بذلك من الذين ليس لهم حظ من أعمالهم إلا التعب والعناء، والبعد عن رب السماوات والأرض .
فيجب على العبد أن تكون أعماله الظاهرة والباطنة خالصة لله تعالى بلا رياء ولا سمعة ، ولا يشرك مع الله أحد من خلقه، قال تعالى :{ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ، ومن كان هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلا ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم .
وقد حذر الله ورسوله من الرياء أشد التحذير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى :{ أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من سمع سمع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ). قال تعالى :{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
فينبغي للمكلف أن يخلص العمل لله تعالى، ويجاهد نفسه، فلا ينظر للخلق، لأنهم لا يضرون ولا ينفعون بل يضرون في مثل هذا الأمر ، قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه : " ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص الخلاص من هذين ".
ولعلاج ذلك :
- تعظيم الله تعالى في القلب، وذلك بتحقيق التوحيد الخالص والتعبد بأسمائه وصفاته.
- استشعار نعم الله علينا ، ومنه وفضله على عباده ، وما يقابله من ضعفنا وشدة حاجتنا لله رب العالمين .
- تذكير النفس دائماِ وأبداً، بصفات المنافقين ، وبغض الله تعالى ورسوله لهم، واستحضار الآيات والأحاديث في هذا الشأن . قال الله تعالى : { يراءون الناس ولا يذكرون إلا قليلاً} .
- التوجه إلى الله تعالى بالدعاء ، والإكثار من العبادات ، وخاصة السرية منها ، مثل قيام الليل ، وصدقة السر، والبكاء خالياً من خشية الله .
- الرفقة الطيبة والصالحين ، فالجليس يؤثرعلى جليسه.





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1439هـ/28-01-2018م, 12:12 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى عبدالله عبدالعزيز مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، وهذه المحبة يكون بإيثار محبة الله على من سواه من البشر، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على ذلك، وهي ا أصل من أصول الإيمان ، ويتوقف وجده على وجود الإيمان، فالمسلم لا يدخل في عداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه بل ومن الناس أجمعين .
قال الله تعالى :{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } ففي الآية توعد الله من كان أهله وماله أحب إليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله بقوله تعالى :{ فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } ومعلوم أن الله لا يتوعد أحداً بمثل هذا الوعيد الشديد إلا على ترك واجب، أو فعل محرم .
وفي الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ) وقوله صلى الله عليه وسلم :( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده ووولده والناس أجمعين ).
فإذا قويت المحبة لله والرسول صلى الله عليه وسلم زاد تبعاً لذلك الإيمان في القلب .

س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
قوله تعالى :{ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياه }: أي الشيطان يخوف المؤمنين بأولياءه من المشركين .
قوله تعالى :{ فلا تخافوهم وخافون }: الخطاب من الله تعالى للمؤمنين وذلك بالنهي والتحذير لهم أن يخافوا غيره عز وجل، والمقصود هنا خوف العبادة، وذلك بالإخلاص لله وحده .
قوله تعالى :{ إن كنتم مؤمنين }: فعلامة الإيمان الكامل لا يكون إلا بتحقيق العبادة لله وحده، وما يتبعه من الخوف والرجاء والتوكل ..وغيره من العبادات القلبية التي لا تكون إلا لله وحده سبحانه.
مناسبته لكتاب التوحيد : أن الخوف من الله عبادة قلبية كسائر العبادات كالرجاء والتوكل والإخلاص، ومن الخوف ما يكون شركاً منافياً للتوحيد .
ويفهم من الآية : أن الخوف من الشيطان وأوليائه مناف للإيمان، فإن كان الخوف يؤدي إلى الشرك فهو مناف لأصله، وإلا فهو مناف لكماله . " قول ابن عثيمين " .

س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته.*
التوكل : هو الاعتماد على الله - سبحانه وتعالى - اعتماداً صحيحاً في حصول المطلوب ودفع المكروه، مع فعل الأسباب ، وهو من العبادات القلبية .
حكمه : فريضة وشرط لصحة الإيمان، حيث ينتفي الإيمان عند انتفائه ، قال تعالى : { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } وأعظم منازل العبودية في قوله تعالى :{ إياك نعبد وإياك نستعين } فلا يكون كمال التوحيد إلا بكمال التوكل على الله.
ثمراته :
- أثنى الله تعالى على المتوكلين عليه في كتابه العظيم، قال تعالى :{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } فمن حقق عبادة التوكل، حصل على كفاية الله ووقايته .
- تحقيق كمال الإيمان بالله في القلب، قال تعالى :{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه }.
- الحصول على محبة الله ، التي هي أعظم مقصد في هذه الحياة الدنيا، قال تعالى :{ إن الله يحب المتوكلين }
- يمن الله تعالى على العبد الذي حقق التوكل عليه بالراحة والطمأنينة في قلبه وإن تعرض لأنواع المصائب والابتلاءات، بل وينصره عز وجل ، قال تعالى :{ إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون } .


س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟
أراد المؤلف أن يبين أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب،و ينافي كمال التوحيد، وأن مآل صاحبه إلى الخسارة والهلاك ، وقلب المؤمن في هذه الدنيا يكون بين الرجاء والخوف، فلا يغلب جانب الرجاء فيأمن من مكر الله ، ولا يغلب الخوف فييأس من رحمة الله .

س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة.*
القنوط من رحمة الله من صفات الضالون، قال تعالى :{ ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون } والضال هو الفاقد للهداية، فيصبح تائه في هذه الدنيا . بحيث يستبعد رحمة الله ، ويستبعد حصول المطلوب ، لذلك فهذه الصفة لا تصح للعبد المؤمن صادق الإيمان ، فحرم الله تعالى القنوط من رحمته، لأنه سوء ظن بربه، وقد ذكر ابن ابن عثيمين -رحمه الله- أن القنوط من رحمة الله لا تجوز من وجهين :
الأول : أنه طعن في قدرته سبحانه، لأن من علم أن الله تعالى على كل شيء قدير لم يستبعد شيئاً على قدرة الله .
الثاني : أنه طعن في رحمته تعالى، لأن من علم أن الله رحيم لا يستبعد رحمته سبحانه، لهذا كان القانط من رحمة الله ضالاً .
لذلك هو من كبائر الذنوب، وصفة من صفات أهل الكفر والضلال . قال ابن مسعود رضي الله عنه : " الكبائر : الإشراك بالله ، والأمن مكر الله ، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله "
العلاج :
- الايمان بأسماء الله وصفاته والعلم بها، فأسماء الله وصفاته دالة على رحمته ومغفرته وكرمه وجوده وحلمه ولطفه وإحسانه … مما يجعل المؤمن راجياً لرحمته طامعاً في مغفرة ذنوبه غير قانط ولا آيس من روحه وفضله وعطائه وإحسانه، قال تعالى :{ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون } .
- حسن الظن بالله ورجاء رحمته، فالواجب على العبد أن يحسن الظن بربه، مع فعل الأسباب .
- يتأمل في الآيات والأحاديث التي تساعد وتعين العبد على النجاة من هذه الصفات الذميمة، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً، وأتاني يمشي أتيته هروله }. متفق عليه .
- كذلك من العلاج الصبر على قضاء الله وقدره، فإن علم العبد وأيقن أنما حصل له إنما بقضاء الله وقدره، استرح قلبه ولم يقنط وييأس لفوات مطلوب ، قال تعالى :{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } .
- القراءة في سير الأنبياء والرسل ، ففي سيرهم أروع الأمثلة في الصبر والثبات وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله .

س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟
الصبر: هو حبس الانسان نفسه من الإعتراض على ما قدر الله عليه والتسخط سواء بالقول أو الفعل التشكي باللسان ، أو لطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك .
والصبر واجب ، بحيث يأثم الإنسان إذا لم يصبر على ماأصابه من مكروه .
أما الرضا: انشراح الصدر وسعته ، وتسليم أمره لله مع الرضا بقضاء الله وقدره ، فتصيبه المصيبة فيرضى بقضاء الله ، وذلك رغبة في الثواب من الله تعالى،
والرضا درجة أعلى من الصبر، وهي درجة السابقين بالخيرات، فهي مستحبه وليست واجبه، فلا يأثم المسلم إذا لم يصلها، ولكن عليه مجاهدة نفسه للوصول إلى هذه الدرجة العالية .

قال الشيخ ابن عثيمين : الصبر : يتألم الإنسان من المصيبة جداً ويحزن، ولكنه يصبر، بالخيرات، لا ينطق بلسانه، ولا يفعل بجوارحه، قابض على قلبه، موقفه أنه قال: : ( اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها) ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين :
" الصبر : حبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله، والقلب عن التسخط، والجوارح عن لطم وشق الثياب ونحوها " أ. هـ

س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد.
الرياء من الآفات التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن العمل للخالق إلى العمل للناس، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على النفس بما لا يستحق، وعن التواضع للخالق والأنكسار بين يديه إلى التكبر والغرور بالأعمال.
فينبغي الحذر أشد الحذر من الرياء الذي يفسد على العبد عبادته، ويكون بذلك من الذين ليس لهم حظ من أعمالهم إلا التعب والعناء، والبعد عن رب السماوات والأرض .
فيجب على العبد أن تكون أعماله الظاهرة والباطنة خالصة لله تعالى بلا رياء ولا سمعة ، ولا يشرك مع الله أحد من خلقه، قال تعالى :{ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ، ومن كان هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلا ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم .
وقد حذر الله ورسوله من الرياء أشد التحذير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى :{ أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من سمع سمع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ). قال تعالى :{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
فينبغي للمكلف أن يخلص العمل لله تعالى، ويجاهد نفسه، فلا ينظر للخلق، لأنهم لا يضرون ولا ينفعون بل يضرون في مثل هذا الأمر ، قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه : " ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص الخلاص من هذين ".
ولعلاج ذلك :
- تعظيم الله تعالى في القلب، وذلك بتحقيق التوحيد الخالص والتعبد بأسمائه وصفاته.
- استشعار نعم الله علينا ، ومنه وفضله على عباده ، وما يقابله من ضعفنا وشدة حاجتنا لله رب العالمين .
- تذكير النفس دائماِ وأبداً، بصفات المنافقين ، وبغض الله تعالى ورسوله لهم، واستحضار الآيات والأحاديث في هذا الشأن . قال الله تعالى : { يراءون الناس ولا يذكرون إلا قليلاً} .
- التوجه إلى الله تعالى بالدعاء ، والإكثار من العبادات ، وخاصة السرية منها ، مثل قيام الليل ، وصدقة السر، والبكاء خالياً من خشية الله .
- الرفقة الطيبة والصالحين ، فالجليس يؤثرعلى جليسه.





التقدير: (أ).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir