دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ربيع الأول 1444هـ/28-09-2022م, 03:05 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

٠⚪ المجموعة الثانية:

س1))* هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.

نعم لأن الإخلاص محله القلب ، الذي هو أشرف مواطن الإيمان ولايطلِعُ عليه إلا الرحمن وبزيادة الإخلاص ونقصانه يتفاوت المخلصون وهذه الزيادة تكون بأمرين :*
🔸️ أولا: الاحتساب الصادق وتنقية العمل من كل ما يكدره ويشوبه ، فالنية تعمل عملها في قبول العمل* أو ردِه وقوته* أو ضعفه ، كما قال عليه الصلاة
والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات ) فقد يعظم أجر العمل وهو صغير لصدق النية* ويقل أجر العمل العظيم لضعف النية وربما بطل العمل لفساد النية .
🔸️ ثانيا : كثرة العبادات الصالحات المقبولة ، تزيد العبد إخلاصا*
وقلنا العبادات المقبولة ، لأنها لاتكون كذلك حتى تكون على المتابعة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم* ونهجه .

س2))* ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
🔹️القسم الأول :* استعانة العبادة
تكون في القلب ، قوامها المحبة والخوف والرجاء رغبةً ورهبةً ،فهي عبادة لا تنبغي إلا لله تعالى فمتى صُرفت لغيره كان المستعين مشركا ، وقد عَلمَنا ربنا في كتابه : {إياك نعبد وإياك نستعين } فالتلازم بين العبادة والاستعانة لاينفك فنستعينه ربنا ومولانا وكذا نستغيثه تعبدا له وحده فهو القوي القادر ، ونعوذ به أن نزِل أو نضِل فنشرك مخلوقا فيما ليس الا لله وحده ، كما هو حال عُبّاد القبور والأولياء الذين قارفوا الشرك الأكبر وسقطوا في هاويته .

🔹️القسم الثاني : استعانة التسبب
هي الأخذ بالأسباب المشروعة رجاءَ تحصيل المنفعة ،مع تعلق القلب واعتقاده التام أن النفع والضر بيده وحده سبحانه ، وهي قسمين :
* الاستعانة المشروعة :
أن يبذل المستعين من الأسباب الجائزة المشروعة ليُحَصّل مايرجوه من المنافع المشروعة ، وبحسب الحال يكون حكمها ، فتارة تكون واجبة* وتارة تكون مستحبة ،* ومن أمثلة هذه الاستعانة* قوله عز من قائل :
{ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }
وأي أسباب أعظم من مطيّة الصبر* وعون الصلاة وعطاؤها ، فهما أصل خير الدنيا والآخرة ، ومن الأمثلة أيضا ، أن يأخذ* بأسباب النجاة من الفتن ومتى ماوجد معاذا له منها فليزمه كما نصّ على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم* قائلا في حديث عنه في الصحيحين :* (ومن وجد* ملجأ أو معاذا فليعذ به )
ونحوها من الأخذ بالاسباب المشروعة ،كالتدواي عند الوجع وتوخي الطبيب الماهر ، على أن لاتتعلق القلوب* بهذه الأسباب فتلج باب الشرك .

* الاستعانة الغير مشروعة
وهي تتعلق بتحصيل أغراض محرمة بأسباب محرمة مثل التحيّل وما في نحوه مما لايجوز .

🔸️الفائدة من هذا التقسيم في أنواع الاستعانة
* هذا التفصيل العلمي ، يقي المستعين من الوقوع في الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر .

*التأكيد على لب العقيدة وصميمها ، وأن النفع والضر بيده وحده سبحانه ومزيد
تعلق القلوب به رجاءً وخوفاً .

* يوجه المستعين* إلى وجوب طلب الاستعانة في حال من الأحوال ، ويبين له أنه يستحب له في حال آخر ، وأنها تحرم عليه في حالات ، وهذا هوالأمر و*
النهي الذي أمرنا بالوقوف عنده .

* قطع الطريق على أهل الغش والخيانة ومن في قلبه محبة الحرام ، فتظهر معاملاتهم على حقيقتها رغم ما يخادعون .

س3))* بيّن ثمرات الخشية.
هناك أثر مشهور - رأس الحكمة مخافة الله - فخشية الله دليل على الفهم الصحيح لحقيقة هذه الدنيا ومآلها ، خشية الله بركة في الحياة الأولى وسعادة في الأخرى ، فمن ثمرات الخشية وعطائها في الدنيا :

🔹️ التوبة والأوبة إلى الله تعالى وهي أعظم الثمار وأعلاها .

🔹️أنها عون ودافعٌ قوي لفهم كلام الله تعالى وحسن العظة والاعتبار* بمافيه.

🔹️أنها تقي أهلها الدنو من المعاصي وتحبب إليهم الطاعات والخيرات والسبق إليها .

🔹* هي ️تزكية للنفس والسمو بها، والتشافي من أدواء وعيوب كثيرة ، وهي عون على الزهد في الدنيا وترك الانشغال بما لا يعني وزجرالنفس عن هواها .

🔹️تقي الخشية من الوقوع في المحبة البدعية التى هي خلاف الهَدّىِ الصحيح ، فيتبسط أصحابها حتى يزول عنهم مقام التعظيم والخشية لله تعالى فيتلفظون بعبارات ويَدّعُون منازل زيّنها لهم الهوى والمخالفة ، كما يكون في ضُلّال الصوفية وكما ادعت يهود قديما : { نحن أبناء الله وأحباؤه }وهم في غضب الله يتخبطون .

س4 ))* ما هي حقيقه الزهد ؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟

🔸️ حقيقة الزهد : هو زُهد القلب فيما زهّد الله فيه وحثّ على تركه* وإقباله على ما رغبّ الله فيه ودعا إليه ، فيترك أمورا ، لينصرف إلى ماهو أولى وأحرى.

🔸️ علل الزهد التى تفسده :
*** 1) الزهد البدعي الذي هو مخالف للسنة مردودٌ على صاحبه فهو تُعبد
فاسد لفقده إحدى شرطي القبول وهو الإتباع ، كما قال* الصحابي عبد الله بن مسعود : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة .

2)* شهوة الجاه والظهور ، فيزهد في الظاهر في مأكل وملبس ونحوه ، والقلب
امتلأ برؤية الخلق* ومدحهم .

3) إعجاب المرء بزهده واحتقاره لغير الزاهدين ، فالمظهر زاهد* عابد، والمخبر
* معجب مزهو .

4) تسمية الأمور بغير مُسماها ، فالركون للكسل والراحة والبطالة مع ترك الواجب من النفقة على النفس ومن يعول ، تسمى زوراً ، زهدا .

5) الزهد البارد ،و الباعث عليه الجهل ، لان صاحبه يزهد فيما لا نفع فيه في الآخرة أو يُفوت عليه ماهو أنفع وأصلح .

6) الخطأ في اعتقاد لزوم الفقر مع الزهد ، مع أن الزهد عمل قلبي ، فقد كان يكون في الأنبياء والكبراء مع غناهم وسعة عيشهم .

7) ترك الدنيا بعد اليأس من تحصيل حظوظها ، وليس لإرادة وجه الله والدار الآخرة ، لان هذا ينافي حقيقة الزهد .

🔸️س5))* هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
يسأل العبد ربّه ومولاه العافية ، فقد تواترات الأحاديث والوصايا النبوية بلزوم سؤال الله العافية ، فعنه صلى الله عليه وسلم :
( أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف )
وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكر مرفوعا : *
*( سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية ) فإذا جَدّ أمر وكان حال لابد من الصبر فيه ، كأن يُصاب ببلاء ،أو يخشى على نفسه من مقارفة المعاصي* ونحوها ،* سأل عندها ربّهُ الصبر والقوة بل يكون سؤال الصبر هنا محمودا ، فقد أثنى ربنا في كتابه عن طالوت ومن معه لما دعوه قائلين :
*{* وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }

🔹️ الأسباب المعينة على الصبر
1-* الاستعانة بالله أولا وآخرا فلا صبر* إلا بالله .
2 - المعرفة بفضيلة الصبر وعاقبة أمره المحمودة ، حتى تصير يقينا يدفع صاحبه إلى لزوم عتبات الصبر وترقب عطياه وهباته ،* فإن كانت الطاعات
أقبل عليها متصبرا لعلمه بمنزلتها عند الله* وجميل الثواب* عليها
وإن كانت المعاصي ، تجافى عنها* واصطبر على تركها ، خوفا من شؤمها ووبيل عاقبتها* ، أما في مواطن الاقدار والبلاء ، صبّر نفسه بما يناله أهل البلاء من عظيم الثواب ومعية الله* للصابرين ، وأن البلايا مكفرات* للخطايا مطهرات* للقلوب ، وأن انتظار الفرج من العبادة لله تعالى ..، وهذا ابن عمر كان لا يقوم من مجلسه حتى يدعو قائلا :
( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا )
3 -* حضور الإيمان في القلب وتزيّنُهُ ، وما يقتضيه من حبّ ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله ، عندها يصير الصبر قريبا هينا على صاحبه المؤمن
وهذه من علامات* سلامة القلب وخلوه من عوارض الشبهات والشهوات الصادّة عن الخير* . قال* الله تعالى ممتنا على المؤمنين:
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }

4 - تكلفُ الصبر* والاصطبار ، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ومن يتصبَّر يصبره الله ).

5 - النظر في أحوال الصابرين والاقتداء بهم وبجميل صبرهم ، له أثر كبير في التقوي على الصبر ، قال عزّ من قائل :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}*

س6))** ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

📝 الإيمان كله يقوم على ساق أعمال القلوب ، فمثل هذه الدورة المباركة ، تجديد لحقيقة الإيمان ، ونفض لغبار تراكم الرتابة والتعود في العبادات وغيرها .

📝 أدهشني هذا التفصيل وهذه التفاريع الدقيقة* ، وازدت تأكدا ان العلم كبير واسع ،وان الكلام بغير علم خطيئة .

📝 العلم الصحيح الذي هو على الجادة* ، يغشاه جمال وجلال ، بخلاف العلوم المدخولة* ،* المشوبة الضالة .

📝 هذه الدورة المباركة* لها تأثير كبير في حقيقة معرفة الله بأسمائه وصفاته
وهذه المعرفة العظيمة هي أول الدين وآخره .

📝 في صحيح الأحاديث والآثار* غُنية عن السقيم والضعيف والموضوع منها
فهاهي هذه الدورة قد ازدانت وحفلت بثلة منها* رسّخت لمعانيها ومقاصدها* دون الخروج عند حد العلم الصحيح* وهَدّي السلف وميراث النبوة الأبلج .

📝* لو أننا نتواصى فيما بيننا أن نطالع مثل هذه العلوم التى جاءت في الدورة* حينا بعد حين ، ونفرد لها مجالس خاصة ، فتكون مجالس ذكر* وتذكرة وتجديد* لمعاني الإيمان في القلوب ، فإن الإيمان يخلق ويبلى في الصدور .

* جزى الله شيخنا الكريم الفاضل* على هذا التأصيل و التقريب ، وثبتنا الله جميعا وختم لنا بخواتيم الإحسان
فلا يعيش المؤمن إلا خائف مشفق على إيمانه ، وقد اشتدت الفتن وتزينت الدنيا ، والله مولانا ونعم النصير .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 ربيع الأول 1444هـ/1-10-2022م, 09:26 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,051
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
٠⚪ المجموعة الثانية:

س1))* هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك.

نعم لأن الإخلاص محله القلب ، الذي هو أشرف مواطن الإيمان ولايطلِعُ عليه إلا الرحمن وبزيادة الإخلاص ونقصانه يتفاوت المخلصون وهذه الزيادة تكون بأمرين :*
🔸️ أولا: الاحتساب الصادق وتنقية العمل من كل ما يكدره ويشوبه ، فالنية تعمل عملها في قبول العمل* أو ردِه وقوته* أو ضعفه ، كما قال عليه الصلاة
والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات ) فقد يعظم أجر العمل وهو صغير لصدق النية* ويقل أجر العمل العظيم لضعف النية وربما بطل العمل لفساد النية .
🔸️ ثانيا : كثرة العبادات الصالحات المقبولة ، تزيد العبد إخلاصا*
وقلنا العبادات المقبولة ، لأنها لاتكون كذلك حتى تكون على المتابعة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم* ونهجه .

س2))* ما هي أقسام الاستعانة؟ وما فائدة معرفة هذا التقسيم؟
🔹️القسم الأول :* استعانة العبادة
تكون في القلب ، قوامها المحبة والخوف والرجاء رغبةً ورهبةً ،فهي عبادة لا تنبغي إلا لله تعالى فمتى صُرفت لغيره كان المستعين مشركا ، وقد عَلمَنا ربنا في كتابه : {إياك نعبد وإياك نستعين } فالتلازم بين العبادة والاستعانة لاينفك فنستعينه ربنا ومولانا وكذا نستغيثه تعبدا له وحده فهو القوي القادر ، ونعوذ به أن نزِل أو نضِل فنشرك مخلوقا فيما ليس الا لله وحده ، كما هو حال عُبّاد القبور والأولياء الذين قارفوا الشرك الأكبر وسقطوا في هاويته .

🔹️القسم الثاني : استعانة التسبب
هي الأخذ بالأسباب المشروعة رجاءَ تحصيل المنفعة ،مع تعلق القلب واعتقاده التام أن النفع والضر بيده وحده سبحانه ، وهي قسمين :
* الاستعانة المشروعة :
أن يبذل المستعين من الأسباب الجائزة المشروعة ليُحَصّل مايرجوه من المنافع المشروعة ، وبحسب الحال يكون حكمها ، فتارة تكون واجبة* وتارة تكون مستحبة ،* ومن أمثلة هذه الاستعانة* قوله عز من قائل :
{ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة }
وأي أسباب أعظم من مطيّة الصبر* وعون الصلاة وعطاؤها ، فهما أصل خير الدنيا والآخرة ، ومن الأمثلة أيضا ، أن يأخذ* بأسباب النجاة من الفتن ومتى ماوجد معاذا له منها فليزمه كما نصّ على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم* قائلا في حديث عنه في الصحيحين :* (ومن وجد* ملجأ أو معاذا فليعذ به )
ونحوها من الأخذ بالاسباب المشروعة ،كالتدواي عند الوجع وتوخي الطبيب الماهر ، على أن لاتتعلق القلوب* بهذه الأسباب فتلج باب الشرك .

* الاستعانة الغير مشروعة
وهي تتعلق بتحصيل أغراض محرمة بأسباب محرمة مثل التحيّل وما في نحوه مما لايجوز .

🔸️الفائدة من هذا التقسيم في أنواع الاستعانة
* هذا التفصيل العلمي ، يقي المستعين من الوقوع في الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر .

*التأكيد على لب العقيدة وصميمها ، وأن النفع والضر بيده وحده سبحانه ومزيد
تعلق القلوب به رجاءً وخوفاً .

* يوجه المستعين* إلى وجوب طلب الاستعانة في حال من الأحوال ، ويبين له أنه يستحب له في حال آخر ، وأنها تحرم عليه في حالات ، وهذا هوالأمر و*
النهي الذي أمرنا بالوقوف عنده .

* قطع الطريق على أهل الغش والخيانة ومن في قلبه محبة الحرام ، فتظهر معاملاتهم على حقيقتها رغم ما يخادعون .

س3))* بيّن ثمرات الخشية.
هناك أثر مشهور - رأس الحكمة مخافة الله - فخشية الله دليل على الفهم الصحيح لحقيقة هذه الدنيا ومآلها ، خشية الله بركة في الحياة الأولى وسعادة في الأخرى ، فمن ثمرات الخشية وعطائها في الدنيا :

🔹️ التوبة والأوبة إلى الله تعالى وهي أعظم الثمار وأعلاها .

🔹️أنها عون ودافعٌ قوي لفهم كلام الله تعالى وحسن العظة والاعتبار* بمافيه.

🔹️أنها تقي أهلها الدنو من المعاصي وتحبب إليهم الطاعات والخيرات والسبق إليها .

🔹* هي ️تزكية للنفس والسمو بها، والتشافي من أدواء وعيوب كثيرة ، وهي عون على الزهد في الدنيا وترك الانشغال بما لا يعني وزجرالنفس عن هواها .

🔹️تقي الخشية من الوقوع في المحبة البدعية التى هي خلاف الهَدّىِ الصحيح ، فيتبسط أصحابها حتى يزول عنهم مقام التعظيم والخشية لله تعالى فيتلفظون بعبارات ويَدّعُون منازل زيّنها لهم الهوى والمخالفة ، كما يكون في ضُلّال الصوفية وكما ادعت يهود قديما : { نحن أبناء الله وأحباؤه }وهم في غضب الله يتخبطون .

س4 ))* ما هي حقيقه الزهد ؟ وما هي العلل التي توجب فساده؟

🔸️ حقيقة الزهد : هو زُهد القلب فيما زهّد الله فيه وحثّ على تركه* وإقباله على ما رغبّ الله فيه ودعا إليه ، فيترك أمورا ، لينصرف إلى ماهو أولى وأحرى.

🔸️ علل الزهد التى تفسده :
*** 1) الزهد البدعي الذي هو مخالف للسنة مردودٌ على صاحبه فهو تُعبد
فاسد لفقده إحدى شرطي القبول وهو الإتباع ، كما قال* الصحابي عبد الله بن مسعود : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة .

2)* شهوة الجاه والظهور ، فيزهد في الظاهر في مأكل وملبس ونحوه ، والقلب
امتلأ برؤية الخلق* ومدحهم .

3) إعجاب المرء بزهده واحتقاره لغير الزاهدين ، فالمظهر زاهد* عابد، والمخبر
* معجب مزهو .

4) تسمية الأمور بغير مُسماها ، فالركون للكسل والراحة والبطالة مع ترك الواجب من النفقة على النفس ومن يعول ، تسمى زوراً ، زهدا .

5) الزهد البارد ،و الباعث عليه الجهل ، لان صاحبه يزهد فيما لا نفع فيه في الآخرة أو يُفوت عليه ماهو أنفع وأصلح .

6) الخطأ في اعتقاد لزوم الفقر مع الزهد ، مع أن الزهد عمل قلبي ، فقد كان يكون في الأنبياء والكبراء مع غناهم وسعة عيشهم .

7) ترك الدنيا بعد اليأس من تحصيل حظوظها ، وليس لإرادة وجه الله والدار الآخرة ، لان هذا ينافي حقيقة الزهد .

🔸️س5))* هل يُشرع سؤال الصبر؟ وما الأسباب المعينة على الصبر؟
يسأل العبد ربّه ومولاه العافية ، فقد تواترات الأحاديث والوصايا النبوية بلزوم سؤال الله العافية ، فعنه صلى الله عليه وسلم :
( أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف )
وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكر مرفوعا : *
*( سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية ) فإذا جَدّ أمر وكان حال لابد من الصبر فيه ، كأن يُصاب ببلاء ،أو يخشى على نفسه من مقارفة المعاصي* ونحوها ،* سأل عندها ربّهُ الصبر والقوة بل يكون سؤال الصبر هنا محمودا ، فقد أثنى ربنا في كتابه عن طالوت ومن معه لما دعوه قائلين :
*{* وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }

🔹️ الأسباب المعينة على الصبر
1-* الاستعانة بالله أولا وآخرا فلا صبر* إلا بالله .
2 - المعرفة بفضيلة الصبر وعاقبة أمره المحمودة ، حتى تصير يقينا يدفع صاحبه إلى لزوم عتبات الصبر وترقب عطياه وهباته ،* فإن كانت الطاعات
أقبل عليها متصبرا لعلمه بمنزلتها عند الله* وجميل الثواب* عليها
وإن كانت المعاصي ، تجافى عنها* واصطبر على تركها ، خوفا من شؤمها ووبيل عاقبتها* ، أما في مواطن الاقدار والبلاء ، صبّر نفسه بما يناله أهل البلاء من عظيم الثواب ومعية الله* للصابرين ، وأن البلايا مكفرات* للخطايا مطهرات* للقلوب ، وأن انتظار الفرج من العبادة لله تعالى ..، وهذا ابن عمر كان لا يقوم من مجلسه حتى يدعو قائلا :
( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا )
3 -* حضور الإيمان في القلب وتزيّنُهُ ، وما يقتضيه من حبّ ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله ، عندها يصير الصبر قريبا هينا على صاحبه المؤمن
وهذه من علامات* سلامة القلب وخلوه من عوارض الشبهات والشهوات الصادّة عن الخير* . قال* الله تعالى ممتنا على المؤمنين:
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }

4 - تكلفُ الصبر* والاصطبار ، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ومن يتصبَّر يصبره الله ).

5 - النظر في أحوال الصابرين والاقتداء بهم وبجميل صبرهم ، له أثر كبير في التقوي على الصبر ، قال عزّ من قائل :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}*

س6))** ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟

📝 الإيمان كله يقوم على ساق أعمال القلوب ، فمثل هذه الدورة المباركة ، تجديد لحقيقة الإيمان ، ونفض لغبار تراكم الرتابة والتعود في العبادات وغيرها .

📝 أدهشني هذا التفصيل وهذه التفاريع الدقيقة* ، وازدت تأكدا ان العلم كبير واسع ،وان الكلام بغير علم خطيئة .

📝 العلم الصحيح الذي هو على الجادة* ، يغشاه جمال وجلال ، بخلاف العلوم المدخولة* ،* المشوبة الضالة .

📝 هذه الدورة المباركة* لها تأثير كبير في حقيقة معرفة الله بأسمائه وصفاته
وهذه المعرفة العظيمة هي أول الدين وآخره .

📝 في صحيح الأحاديث والآثار* غُنية عن السقيم والضعيف والموضوع منها
فهاهي هذه الدورة قد ازدانت وحفلت بثلة منها* رسّخت لمعانيها ومقاصدها* دون الخروج عند حد العلم الصحيح* وهَدّي السلف وميراث النبوة الأبلج .

📝* لو أننا نتواصى فيما بيننا أن نطالع مثل هذه العلوم التى جاءت في الدورة* حينا بعد حين ، ونفرد لها مجالس خاصة ، فتكون مجالس ذكر* وتذكرة وتجديد* لمعاني الإيمان في القلوب ، فإن الإيمان يخلق ويبلى في الصدور .

* جزى الله شيخنا الكريم الفاضل* على هذا التأصيل و التقريب ، وثبتنا الله جميعا وختم لنا بخواتيم الإحسان
فلا يعيش المؤمن إلا خائف مشفق على إيمانه ، وقد اشتدت الفتن وتزينت الدنيا ، والله مولانا ونعم النصير .
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir