اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد
بارك الله فيكم
كيف يكون ظهور أثر الصنعة على المخلوقات هو من الطاعة الكونية ؟
وأنا قد جعلته قولين بناء على اختلاف المفسرين في تفسير آية ( تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ) لتشابه المعنى بينهما
فمنهم من جعله على الحقيقة ومنهم من جعله تجوز، ومن قال أنه تجوز ذكر عبارة ( ظهور أثر الصنعة ) فربطت بين معنى الايتان وما قيل في تفسيرهما
قال ابن عطية في تفسيره (ولكن لا تفقهون تسبيحهم بعد أن ذكر الأقوال فيه:
(وقالَتْ فِرْقَةٌ: هَذا التَسْبِيحُ حَقِيقَةٌ، وكُلُّ شَيْءٍ عَلى العُمُومِ يُسَبِّحُ تَسْبِيحًا لا يَسْمَعُهُ البَشَرُ ولا يَفْقَهُونَهُ، ولَوْ كانَ التَسْبِيحُ ما قالَهُ الآخَرُونَ مِن أنَّهُ أثَرُ الصَنْعَةِ لَكانَ أمْرًا مَفْهُومًا، والآيَةُ تَنْطِقُ بِأنَّ هَذا التَسْبِيحَ لا يُفْقَهُ)
|
بارك الله فيكِ، لا ترابط بين المسألتين
المفهوم من معنى "كلمة أثر الصنعة " ؛ يعني أثر كون المخلوق مخلوقًا من الله عز وجل مفتقرًا لكل أفعال الربوبية من الرزق والتدبير ونحو ذلك، وهذا عام في كل المخلوقات وكل المخلوقات تخضع لله عز وجل بهذا المعنى، وإن كفرت به وجحدت ربوبيته وألوهيته.
أما مسألة التسبيح:
فمن أراد تعطيل كون المخلوقات بما في ذلك الجمادات جعل التسبيح بهذا المعنى، وهو لا يصح، لأن فيه تعطيل لمعنى أثبته الله عز وجل في كتابه، ولا مجال لتأويله أو تعطيله.
أرجو أن يكون الفرق قد اتضح.