دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ربيع الثاني 1441هـ/30-11-2019م, 11:51 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).

اختلفوا في المراد باللغو على أقوال :
القول الأول : ما يصل به كلامه من الحلف دون قصد ، وهو قول ابن عباس وعائشة وعكرمة والشعبي وابن عامر وأبو قلابة وأبو صالح .
وقول عائشة أخرجه ابن وهب المصري وعبد الرزاق في تفسيره والنسائي في السنن الكبرى وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره من طرق عن عروة عن عائشة بألفاظ متقاربة وبزيادات في بعضها .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معاني اللغو في اللغة ، قال الجوهري : اللغو : الباطل ، واللغو رفث الكلام ، واللغو من الأيمان وهو مالا يعقد عليه القلب .
القول الثاني : الحلف بالظن الخاطيء ، وهو قول إبراهيم وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وإبراهيم ، ابن أبي نجيح ، وسليمان يسار ، والربيع .
وهذا القول مبني أيضا على بعض ما يتضمنه معاني اللغة ، فاللغو في اللغة : الباطل ، كما ذكر ذلك الجوهري . فيكون هنا الظن الخاطيء هو باطل القول ، وقد جاء في الحديث أيضا : ( عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ..) .
القول الثالث : الحلف لحظة الغضب من غير عقد ، وهو قول ابن عباس وطاوس .
وهذا القول مبني أيضا على بعض ما يتضمنه معاني اللغو في اللغة أيضا ، لأن الغضب لحظة يكون المرء قد يتكلم بدون وعي أو غير قصد .
قال الخليل أحمد : اللغو يعني اختلاط الكلام بالباطل .
وقال بن سيدة : اللغو السقط وكل ما لا يعتد به لغو .
ومنه حديث : (لا طلاق ولا عتاق في اغلاق )
القول الرابع : الحلف على فعل محرم أو ترك واجب، وهو قول سعيد بن جبير ومسروق والشعبي .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معنى اللغو في اللغة ، فاللغو : الباطل كما ذكر ذلك الجوهري ، فالحلف على فعل محرم أو ترك واجب من الباطل ، كما جاء في الحديث : من حلف بغير الله كفر أو أشرك .
القول الخامس :الحلف بالدعاء على النفس ، وهو قول زيد بن أسلم وابن زيد .
وهو مبني على بعض معاني التي تتضمنها اللغو في اللغة ، فاللغو في اللغة الباطل ، فمن الباطل الحلف على النفس ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم ، قال صلى الله عليه وسلم : لا تدعو ا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم ..) .
القول السادس : الحنث على حلف نسيانا ، وهو قول إبراهيم .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معاني اللغو أيضا التي تشملها في اللغة ، فاللغو الباطل والذي لا يعتد به ، ومن الباطل الذي لا يعتد به أيضا الحلف نسيانا ، فقد جاء في الحديث : (عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ) .

الراجح :
أن هذه الأقوال كلها صحيحة وكلها أمثلة على اللغو ، فهو اختلاف تنوع ، ولا تعارض بينها .
فاللغو في اللغة يشمل كل ما لافائدة منه ومالا يعتد به سواء من قصد بفعل خاطيء أو بدون قصد .


2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
اختلفوا في معناه على أقوال :
القول الأول : شهيدا ، وهو قول ابن عبا س ومجاهد والسدي وقتادة.
وهذا مبني على معناه اللغوي ، ففي اللغة ذكر ابن فارس في تهذيب اللغة : قَالَ الْكسَائي: الْمُهَيْمِن: الشَّهيد .
القول الثاني : رقيبا ، وهو قول ذكره مكي وابن جرير وغيرهم .
وهذا القول مبني على بعض معانيها اللغوية .
قال ابن فارس في تهذيب اللغة : هَيمَن يُهيمِن هَيْمنة: إِذا كَانَ رقيباً على الشَّيْء.
القول الثالث : أمينا ، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد .
وهذا القول مبني على أصله اللغوي ، فقد قيل أن أصله في اللغة مؤيمن ، وهو مفعيل من الأمانة ، وقد ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب .

وقول ابن عباس أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور والثوري وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن المنذر في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات وعزاه السيوطي إلى الفرياني وإلى عبد بن حميد من طرق عن أبي اسحاق عن التميمي عن ابن عباس ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
وأبي اسحاق صدوق لكنه يخطيء .
القول الثالث: مصدقا ، وهو قول ابن زيد والحسن .
وهو مبني على لوزام الهيمنة ، فالهيمنة الحفظ والأمانة فمن لازمه أنه يكون مصدقا لما فيه من الأخبار أنه صدق .

القول الرابع : حافظا ، وهو قول ذكره ابن جرير و الألوسي وغيرهم .
وهذا القول مبني على قراءة ابن المحيصن بفتح الميم ( مهيمنا ) .
ومبني على بعض معانيها اللغوية ، فقال أبو عبيد: يقال: هيمن على الشيء، إذا حفظه.
القول الخامس : قاضيا ، وهو قول منسوب إلى سعيد بن المسيب والضحاك ، ذكره البغوي .
وهذا القول لم أجده .
وهذا القول مبني على دلالة ما يقتضيه هيمنة القرآن ، فيقتضي أنه يكون قاضيا وحاكما لما سبق ، كما قال الله تعالى في هذه الآية : ( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ) .
الراجح :
أن كل الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بين الأقوال ، فكل الأوصاف هي أوصاف القرآن ، فهو حافظا وشاهدا ورقيبا وأمينا لما قبله من الكتب السابقة .
قَالَ الْخَلِيلُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ قَدْ هَيْمَنَ الرَّجُلُ يُهَيْمِنُ إِذَا كَانَ رَقِيبًا عَلَى الشَّيْءِ وَشَاهِدًا عَلَيْهِ حَافِظًا.
قال الشوكاني : وَالْمَعْنَى عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ: أَنَّ الْقُرْآنَ صَارَ شَاهِدًا بِصِحَّةِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ وَمُقَرِّرًا لِمَا فِيهَا مِمَّا لَمْ يُنْسَخْ، وَنَاسِخًا لِمَا خَالَفَهُ مِنْهَا، وَرَقِيبًا عَلَيْهَا وَحَافِظًا لِمَا فِيهَا مِنْ أُصُولِ الشَّرَائِعِ، وَغَالِبًا لَهَا لِكَوْنِهِ الْمَرْجِعَ فِي الْمُحْكَمِ مِنْهَا وَالْمَنْسُوخِ، وَمُؤْتَمَنًا عَلَيْهَا لِكَوْنِهِ مُشْتَمِلًا عَلَى مَا هُوَ مَعْمُولٌ بِهِ مِنْهَا وَمَا هُوَ مَتْرُوكٌ.

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
اختلفوا في المراد في قوله ( في أنفسكم ) على أقوال :
القول الأول :سبيل الغائط والبول ، وهو قول عبد الله بن الزبير وعلي بن أبي طالب .
وهذا القول مبني على بعض الأمثلة على الذي في الإنسان ، ومبني على تقدير المحذوف .
وقول عبد الله بن الزبير أخرجه عبد الرزاق في تفسيره و الثعلبي في تفسيره وابن جرير في تفسيره والبيهقي في الاعتقاد وشعب الإيمان عن محمد بن المرتفع عن عبد الله بن الزبير .
القول الثاني :تسوية البدن ، وهو حاصل قول ابن زيد .
وهذا القول مبني على دلالة عموم اللفظ ، فلفظة ( نفس ) لفظة عامة ، تدل على كل شيء في النفس ، وصيغة الجمع أيضا تفيد الإشارة إلى كل النفس ، من جوارح ومفاصل وغيرها .
القول الثالث : الحياة والموت ، وهو قول السدي ، ذكره الماوردي والقرطبي .
لم أجد هذا القول .
وهذا القول مبني على دلالة المحذوف ، وعلى مواضع أخرى من القرآن التي ذكرت عن جانب من جوانب النفس ، فقال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ) .
الراجح :
الراجح أنها كل الأقوال صحيحة ، فيشمل البدن كله وتسويته لما فيها من عجائب وإعجاز خلقه ، فسواهن بأحسن صورة ، كما في قوله تعالى : ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) ( الذي خلقك فسواك فعدلك . في أي صورة ما شاء ركبك ) ، وأيضا سبيل الخلاء والبول فيه عجائب صعنه ، وبديع خلقه .
قَال الْبُخَارِيُّ ج6ص139: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]: «تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ».
ففي كل جسم من الإنسان عبرة حيا كان أو ميتا آيات وعبر ، وفيه دعوة للتفكر في وحدانية الله .
قال تعالى : ( وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) .


4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

اختلفوا فيه على أقوال :
القول الأول : القرآن، وهو قول علي بن أبي طالب و عبد الله بن مسعود .
وهذا القول مبني على بعض ما يقتضيه المعنى اللغوي ، فالصراط في اللغة هو الطريق ، والقرآن طريق للهداية والاستقامة لما فيها من الأوامر والنواهي والأحكام وغيرها ، ومنه أيضا قوله تعالى : ( {وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى:52].

القول الثاني : الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله و ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن الحنفية .
وهذا القول مبني على أن الصراط المستقيم هو الطريق المستقيم الذي يهدي إلى الله وإلى الجنة ، ولا طريق إلا بإلاسلام ، لقوله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، ومنه أيضا قوله تعالى : ( والله يدعو ا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ، وقال تعالى أيضا : (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
وقول جابر بن عبد الله أخرجه المروزي في السنة وابن جرير والحاكم في مستدركه عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه، وعزاه السيوطي إلى وكيع وعبد بن حميد وابن المنذر والمحاملي في أماليه عنه .
القول الثالث: النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول أبي العالية وابن عباس .
وهذا القول مبني على الهداية ببعض لازم القول وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ،وقوله تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ، فتجد أنه هنا أضيفت الصراط إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
القول الرابع : طريق الحق ، وهو قول مجاهد .
وهذا القول مبني على المعنى اللغوي ، ولازم سياق الآية ، فالصراط في اللغة هو الطريق ، ويقتضي ذلك أن ما يهديه الله إليه هو طريق الحق .
وقد قال الله تعالى : (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) .
القول الخامس : الطريق إلى الجنة ، وهو قول نقل عن ابن عباس وذكره ابن الجوزي .
لم أجد هذا القول ، لكن هذا القول مبني إلى لازم المعنى ، فالذي يهديه الله يقتضي ذلك أنه طريق إلى الجنة ، كقوله تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .

الراجح :
الراجح أن كل الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بين الأقوال ، فالصراط المستقيم هو الطريق المستقيم ، وهذا الطريق المستقيم الإسلام ، كما قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، وهذا الطريق المستقيم لا يصل إليه العبد إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ، فقال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( وأن هذا صراطي مستقيما فتبعوه ولا تتبعوا السب فتفرق بكم عن سبيله ) ، وهذا الطريق المستقيم هو نفسه الذي يؤدي إلى الحق ، وغيره الباطل ، كما قال تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ) ، وقال تعالى : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، وقال تعالى أيضا : (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
ولذلك قال تعالى في الشورى : (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).
فهو الصراط الذي يؤدي إلى الله ، وهذا القرآن يؤدي إلى الله وهذا الإسلام دين الحق يؤدي إلى الله ، واتباع نبيه يؤدي إلى الله ، وكل ذلك هو من صراط الله ، فهي من اختلاف التنوع .

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
اختلفوا في الشجرة المراد بها على أقوال :
القول الأول : الحنظل ، وهو قول أنس بن مالك و مجاهد .
وقول أنس بن مالك أخرجه ابن جرير من طرق عن أنس بن مالك موقوفا ، وأخرجه الترمذي في سننه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الطب النبوي والهيثمي في مواد الظمآن مرفوعا عنه .
وهذا القول مبني على ذكر مثال على الشجرة الخبيثة أو من أنواع النبتة الخبيثة في الطعم ، فصفة الحنظلة أنها شديدة المرارة .
القول الثاني : شجرة لم تخلق ، وهو قول ابن عباس .
وهذا القول مبني على أن القول للتشنيع وأنه قول على سبيل المجاز .
القول الثالث: شجرة الكشوت ، وهو قول ذكره الواحدي والشوكاني .
وهذا القول مبني على صفة الشجرة الخبيبثة التي ذكرت في سياق الآية ( اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) ، فعلى صفتها قالوا أنها الكشوت ، وهو هو من أنواع الشجرة الخبيثة الموجودة .
قال الشوكاني : الكشوت بالضم وآخره مثلة ، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق .
القول الرابع : شجرة الثوم ، وهو قول الشوكاني .
وهذا القول مبني على صفة الشجرة في رائحتها ، فالثوم معروف برائحته السيئة ، فلقد قال الله تعالى أيضا في موضع آخر من القرآن : ( مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ) ، و جاء في الحديث : ( مَنْ أَكَلَ الثُّومَ أَوِ البَصَلَ مِنَ الجُوعِ أَوْ غَيْرِهِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا.)
القول الخامس : الكمأة ، وهو قول ذكره الشوكاني .
وهذا القول على اعتبار أن الكمأة نبتة لا عروق لها ولا ورق لها ، فمبني على صفتها المذكور في الآية : ( اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) .
القول السادس : الطحلب ، وهو قول ذكره الشوكاني .
وهذا القول مبني على أن الطحلب لا عروق لها ولا قرار لها في الأرض ، فمبني على صفتها أيضا المذكور في الآية .
الراجح :
أن كل الأقوال تشملها الآية فكل شجرة صفتها خبيثة ، رائحة أو طعما أو غيره تشملها الوصف ،و هي مثال على الكلمة الخبيثة ،ولكن الأكثرون على أنها شجرة الحنظل ، كما ذكر ذلك الألوسي ، وقال الألوسي عن الحنظل : ، وإطلاق الشجرة عليه للمشاكلة وإلا فهو نجم لا شجر.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 شوال 1441هـ/6-06-2020م, 11:48 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيا أبوداهوم مشاهدة المشاركة
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).

اختلفوا في المراد باللغو على أقوال :
القول الأول : ما يصل به كلامه من الحلف دون قصد ، وهو قول ابن عباس وعائشة وعكرمة والشعبي وابن عامر وأبو قلابة وأبو صالح .
وقول عائشة أخرجه ابن وهب المصري وعبد الرزاق في تفسيره والنسائي في السنن الكبرى وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره من طرق عن عروة عن عائشة بألفاظ متقاربة وبزيادات في بعضها . [حبذا لو ذكرتِ هذه الزيادات فتفيدكِ بإذن الله في تحرير المسألة]
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معاني اللغو في اللغة ، قال الجوهري : اللغو : الباطل ، واللغو رفث الكلام ، واللغو من الأيمان وهو مالا يعقد عليه القلب .
القول الثاني : الحلف بالظن الخاطيء ، وهو قول إبراهيم وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وإبراهيم ، ابن أبي نجيح ، وسليمان يسار ، والربيع .
وهذا القول مبني أيضا على بعض ما يتضمنه معاني اللغة ، فاللغو في اللغة : الباطل ، كما ذكر ذلك الجوهري . فيكون هنا الظن الخاطيء هو باطل القول ، وقد جاء في الحديث أيضا : ( عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ..) .
القول الثالث : الحلف لحظة الغضب من غير عقد ، وهو قول ابن عباس وطاوس .
وهذا القول مبني أيضا على بعض ما يتضمنه معاني اللغو في اللغة أيضا ، لأن الغضب لحظة يكون المرء قد يتكلم بدون وعي أو غير قصد .
قال الخليل أحمد : اللغو يعني اختلاط الكلام بالباطل .
وقال بن سيدة : اللغو السقط وكل ما لا يعتد به لغو .
ومنه حديث : (لا طلاق ولا عتاق في اغلاق )
القول الرابع : الحلف على فعل محرم أو ترك واجب، وهو قول سعيد بن جبير ومسروق والشعبي .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معنى اللغو في اللغة ، فاللغو : الباطل كما ذكر ذلك الجوهري ، فالحلف على فعل محرم أو ترك واجب من الباطل ، كما جاء في الحديث : من حلف بغير الله كفر أو أشرك .
القول الخامس :الحلف بالدعاء على النفس ، وهو قول زيد بن أسلم وابن زيد .
وهو مبني على بعض معاني التي تتضمنها اللغو في اللغة ، فاللغو في اللغة الباطل ، فمن الباطل الحلف على النفس ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم ، قال صلى الله عليه وسلم : لا تدعو ا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم ..) .
القول السادس : الحنث على حلف نسيانا ، وهو قول إبراهيم .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معاني اللغو أيضا التي تشملها في اللغة ، فاللغو الباطل والذي لا يعتد به ، ومن الباطل الذي لا يعتد به أيضا الحلف نسيانا ، فقد جاء في الحديث : (عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ) .
[بعض الأقوال توجيهها ليس مجرد معنى اللغو لغة، وإنما انتفاء الإثم، مثل النسيان والخطأ، وهذه المسألة من المسائل التفسيرية الفقهية فلو أضفتِ لمراجعكِ كتب أحكام القرآن تتضح لكِ الكثير من الأمور بإذن الله]
الراجح :
أن هذه الأقوال كلها صحيحة وكلها أمثلة على اللغو ، فهو اختلاف تنوع ، ولا تعارض بينها .
فاللغو في اللغة يشمل كل ما لافائدة منه ومالا يعتد به سواء من قصد بفعل خاطيء أو بدون قصد .
[إذا تأملتِ الزيادات التي وردت في الروايات عن عائشة رضي الله عنها، وكذلك تأملتِ سياق الآية، والتقسيم الوارد فيها بين لغو اليمين وما تكسبه القلوب
{لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم
ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}
مع تأمل نظائر هذه الآية في قوله تعالى:{ ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان}
علمتِ أن بعض ما ذكرتِ من أقوال لا يدخل في معنى الآية لأنه حصل فيه عقد اليمين، ولكن قد يسقط الإثم عن المرء لعلة أخرى غير كونه لغو، كالنسيان والخطأ]



2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
اختلفوا في معناه على أقوال :
القول الأول : شهيدا ، وهو قول ابن عبا س ومجاهد والسدي وقتادة.
وهذا مبني على معناه اللغوي ، ففي اللغة ذكر ابن فارس في تهذيب اللغة : قَالَ الْكسَائي: الْمُهَيْمِن: الشَّهيد .
القول الثاني : رقيبا ، وهو قول ذكره مكي وابن جرير وغيرهم .
وهذا القول مبني على بعض معانيها اللغوية .
قال ابن فارس في تهذيب اللغة : هَيمَن يُهيمِن هَيْمنة: إِذا كَانَ رقيباً على الشَّيْء.
القول الثالث : أمينا ، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد .
وهذا القول مبني على أصله اللغوي ، فقد قيل أن أصله في اللغة مؤيمن ، وهو مفعيل من الأمانة ، وقد ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب .

وقول ابن عباس أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور والثوري وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن المنذر في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات وعزاه السيوطي إلى الفرياني وإلى عبد بن حميد من طرق عن أبي اسحاق عن التميمي عن ابن عباس ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
وأبي اسحاق صدوق لكنه يخطيء .
القول الثالث: مصدقا ، وهو قول ابن زيد والحسن .
وهو مبني على لوزام الهيمنة ، فالهيمنة الحفظ والأمانة فمن لازمه أنه يكون مصدقا لما فيه من الأخبار أنه صدق .

القول الرابع : حافظا ، وهو قول ذكره ابن جرير و الألوسي وغيرهم .
وهذا القول مبني على قراءة ابن المحيصن بفتح الميم ( مهيمنا ) .
ومبني على بعض معانيها اللغوية ، فقال أبو عبيد: يقال: هيمن على الشيء، إذا حفظه.
القول الخامس : قاضيا ، وهو قول منسوب إلى سعيد بن المسيب والضحاك ، ذكره البغوي .
وهذا القول لم أجده .
وهذا القول مبني على دلالة ما يقتضيه هيمنة القرآن ، فيقتضي أنه يكون قاضيا وحاكما لما سبق ، كما قال الله تعالى في هذه الآية : ( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ) .
الراجح :
أن كل الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بين الأقوال ، فكل الأوصاف هي أوصاف القرآن ، فهو حافظا وشاهدا ورقيبا وأمينا لما قبله من الكتب السابقة .
قَالَ الْخَلِيلُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ قَدْ هَيْمَنَ الرَّجُلُ يُهَيْمِنُ إِذَا كَانَ رَقِيبًا عَلَى الشَّيْءِ وَشَاهِدًا عَلَيْهِ حَافِظًا.
قال الشوكاني : وَالْمَعْنَى عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ: أَنَّ الْقُرْآنَ صَارَ شَاهِدًا بِصِحَّةِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ وَمُقَرِّرًا لِمَا فِيهَا مِمَّا لَمْ يُنْسَخْ، وَنَاسِخًا لِمَا خَالَفَهُ مِنْهَا، وَرَقِيبًا عَلَيْهَا وَحَافِظًا لِمَا فِيهَا مِنْ أُصُولِ الشَّرَائِعِ، وَغَالِبًا لَهَا لِكَوْنِهِ الْمَرْجِعَ فِي الْمُحْكَمِ مِنْهَا وَالْمَنْسُوخِ، وَمُؤْتَمَنًا عَلَيْهَا لِكَوْنِهِ مُشْتَمِلًا عَلَى مَا هُوَ مَعْمُولٌ بِهِ مِنْهَا وَمَا هُوَ مَتْرُوكٌ.
[هذه المسألة من المسائل التفسيرية اللغوية في بحث معنى مفردة من مفردات القرآن
وربما يكون المدخل لدراستها من دراسة الخلاف في اشتقاق كلمة " مهيمن" هل هي على الأصل من " هيمن" أن أنها مبدلة من من " مؤيمن"
فإذا كانت على الأصل وهو الراجح، فكل ما ذُكر في معنى الكلمة هو بعض معناها، وأصل الهيمنة من الحفظ والارتقاب]

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
اختلفوا في المراد في قوله ( في أنفسكم ) على أقوال :
القول الأول :سبيل الغائط والبول ، وهو قول عبد الله بن الزبير وعلي بن أبي طالب .
وهذا القول مبني على بعض الأمثلة على الذي في الإنسان ، ومبني على تقدير المحذوف .
وقول عبد الله بن الزبير أخرجه عبد الرزاق في تفسيره و الثعلبي في تفسيره وابن جرير في تفسيره والبيهقي في الاعتقاد وشعب الإيمان عن محمد بن المرتفع عن عبد الله بن الزبير .
القول الثاني :تسوية البدن ، وهو حاصل قول ابن زيد .
وهذا القول مبني على دلالة عموم اللفظ ، فلفظة ( نفس ) لفظة عامة ، تدل على كل شيء في النفس ، وصيغة الجمع أيضا تفيد الإشارة إلى كل النفس ، من جوارح ومفاصل وغيرها .
القول الثالث : الحياة والموت ، وهو قول السدي ، ذكره الماوردي والقرطبي .
لم أجد هذا القول . [في الكتب المسندة]
وهذا القول مبني على دلالة المحذوف ، وعلى مواضع أخرى من القرآن التي ذكرت عن جانب من جوانب النفس ، فقال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ) .
[وقول قتادة تليين مفاصلكم للعبادة، رواه أبو الشيخ في العظمة]
الراجح :
الراجح أنها كل الأقوال صحيحة ، فيشمل البدن كله وتسويته لما فيها من عجائب وإعجاز خلقه ، فسواهن بأحسن صورة ، كما في قوله تعالى : ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) ( الذي خلقك فسواك فعدلك . في أي صورة ما شاء ركبك ) ، وأيضا سبيل الخلاء والبول فيه عجائب صعنه ، وبديع خلقه .
قَال الْبُخَارِيُّ ج6ص139: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]: «تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ».
ففي كل جسم من الإنسان عبرة حيا كان أو ميتا آيات وعبر ، وفيه دعوة للتفكر في وحدانية الله .
قال تعالى : ( وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) .


4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

اختلفوا فيه على أقوال :
القول الأول : القرآن، وهو قول علي بن أبي طالب و عبد الله بن مسعود .
وهذا القول مبني على بعض ما يقتضيه المعنى اللغوي ، فالصراط في اللغة هو الطريق ، والقرآن طريق للهداية والاستقامة لما فيها من الأوامر والنواهي والأحكام وغيرها ، ومنه أيضا قوله تعالى : ( {وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى:52].

القول الثاني : الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله و ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن الحنفية .
وهذا القول مبني على أن الصراط المستقيم هو الطريق المستقيم الذي يهدي إلى الله وإلى الجنة ، ولا طريق إلا بإلاسلام ، لقوله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، ومنه أيضا قوله تعالى : ( والله يدعو ا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ، وقال تعالى أيضا : (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
وقول جابر بن عبد الله أخرجه المروزي في السنة وابن جرير والحاكم في مستدركه عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه، وعزاه السيوطي إلى وكيع وعبد بن حميد وابن المنذر والمحاملي في أماليه عنه .
القول الثالث: النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول أبي العالية وابن عباس .
وهذا القول مبني على الهداية ببعض لازم القول وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ،وقوله تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ، فتجد أنه هنا أضيفت الصراط إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
القول الرابع : طريق الحق ، وهو قول مجاهد .
وهذا القول مبني على المعنى اللغوي ، ولازم سياق الآية ، فالصراط في اللغة هو الطريق ، ويقتضي ذلك أن ما يهديه الله إليه هو طريق الحق .
وقد قال الله تعالى : (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) .
القول الخامس : الطريق إلى الجنة ، وهو قول نقل عن ابن عباس وذكره ابن الجوزي .
لم أجد هذا القول ، لكن هذا القول مبني إلى لازم المعنى ، فالذي يهديه الله يقتضي ذلك أنه طريق إلى الجنة ، كقوله تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .

الراجح :
الراجح أن كل الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بين الأقوال ، فالصراط المستقيم هو الطريق المستقيم ، وهذا الطريق المستقيم الإسلام ، كما قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، وهذا الطريق المستقيم لا يصل إليه العبد إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ، فقال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( وأن هذا صراطي مستقيما فتبعوه ولا تتبعوا السب فتفرق بكم عن سبيله ) ، وهذا الطريق المستقيم هو نفسه الذي يؤدي إلى الحق ، وغيره الباطل ، كما قال تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ) ، وقال تعالى : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، وقال تعالى أيضا : (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
ولذلك قال تعالى في الشورى : (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).
فهو الصراط الذي يؤدي إلى الله ، وهذا القرآن يؤدي إلى الله وهذا الإسلام دين الحق يؤدي إلى الله ، واتباع نبيه يؤدي إلى الله ، وكل ذلك هو من صراط الله ، فهي من اختلاف التنوع .

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
اختلفوا في الشجرة المراد بها على أقوال :
القول الأول : الحنظل ، وهو قول أنس بن مالك و مجاهد .
وقول أنس بن مالك أخرجه ابن جرير من طرق عن أنس بن مالك موقوفا ، وأخرجه الترمذي في سننه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الطب النبوي والهيثمي في مواد الظمآن مرفوعا عنه .
وهذا القول مبني على ذكر مثال على الشجرة الخبيثة أو من أنواع النبتة الخبيثة في الطعم ، فصفة الحنظلة أنها شديدة المرارة . [أهم من ذلك ما ذكره الله في كتابه {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار}]
القول الثاني : شجرة لم تخلق ، وهو قول ابن عباس .
وهذا القول مبني على أن القول للتشنيع وأنه قول على سبيل المجاز .
القول الثالث: شجرة الكشوت ، وهو قول ذكره الواحدي والشوكاني .
وهذا القول مبني على صفة الشجرة الخبيبثة التي ذكرت في سياق الآية ( اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) ، فعلى صفتها قالوا أنها الكشوت ، وهو هو من أنواع الشجرة الخبيثة الموجودة .
قال الشوكاني : الكشوت بالضم وآخره مثلة ، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق .
القول الرابع : شجرة الثوم ، وهو قول الشوكاني .
وهذا القول مبني على صفة الشجرة في رائحتها ، فالثوم معروف برائحته السيئة ، فلقد قال الله تعالى أيضا في موضع آخر من القرآن : ( مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ) ، و جاء في الحديث : ( مَنْ أَكَلَ الثُّومَ أَوِ البَصَلَ مِنَ الجُوعِ أَوْ غَيْرِهِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا.)
القول الخامس : الكمأة ، وهو قول ذكره الشوكاني .
وهذا القول على اعتبار أن الكمأة نبتة لا عروق لها ولا ورق لها ، فمبني على صفتها المذكور في الآية : ( اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) .
القول السادس : الطحلب ، وهو قول ذكره الشوكاني .
وهذا القول مبني على أن الطحلب لا عروق لها ولا قرار لها في الأرض ، فمبني على صفتها أيضا المذكور في الآية .
الراجح :
أن كل الأقوال تشملها الآية فكل شجرة صفتها خبيثة ، رائحة أو طعما أو غيره تشملها الوصف ،و هي مثال على الكلمة الخبيثة ،ولكن الأكثرون على أنها شجرة الحنظل ، كما ذكر ذلك الألوسي ، وقال الألوسي عن الحنظل : ، وإطلاق الشجرة عليه للمشاكلة وإلا فهو نجم لا شجر.
[أكثر الأقوال على الحنظل لورود الحديث النبوي فيها فإن صح فهو دال على دخول الحنظل في معنى الآية دخولا أوليًا]
بارك الله فيكِ، ونفع بكِ.
أحسنتِ بفضل الله التخريج، وأرجو أن تواصلي التدرب على تحرير المسائل وتوجيه الأقوال
واهتمي أولا بتصنيف المسألة لأنه سيساعدكِ في اختيار المصادر المناسبة.
وكذلك بقراءة تفسير الآية كاملة، والنظر فيما تحتاجينه من مسائل في تحرير مسألتك
مثلا صفة الشجرة الخبيثة أنها " اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" فكل شجرة لها هذه المواصفات يمكن أن تدخل كمثال في المراد بالشجرة الخبيثة.
وعند الداسة والترجيح - إن كان لا يمكن الجمع بين الأقوال-
اجمعي كلام المفسرين الذين يعتنون بتحرير المسائل التفسيرية، وتأملي أوجه ترجيحهم، وعلل الأقوال المرجوحة، حتى يمكنكِ التمييز بين اختلافهم في ترجيحاتهم.

التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir