دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 15 ذو الحجة 1441هـ/4-08-2020م, 12:20 PM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

مجلس المذاكرة الثاني لدورة طرق التفسير
القسم الثاني : [من مقدمة في التفسير اللغوي إلى درس إعراب القرآن]
المجموعة الثالثة

س1: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
بلغت العرب في العناية بلُغَتها وبلاغتها مبلغاً لم يُسمعْ بمثله في أمةٍ من الأمم ، حتى تنافسوا في الفصاحة ، وتفاخروا بالقصائد المحْكَمَةِ ، والخُطَب البليغة ، والأمثال السائرة ، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها ، وتنافسوا في الاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حُجَّة وألطَفِ منزع ، حتى توصّلوا ببراعتهم في البيان إلى أمورٍ لا تبلغها كثير من الحِيَل.
وكان منْ فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان ؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له ، ومنْ حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.
وتنافسوا في الفصاحة والبيان تنافساً مشهوراً مأثوراً ، ولهم في ذلك قصص وأخبار ، وخطب وأشعار ، وكانوا إذا جمعهم مجمع ، أو وفدت قبيلة على قبيلة ؛ نمّقوا منْ خطبهم وأشعارهم ما يعرضون به فصاحتهم وحسن بيانهم ، ليتوصّلوا بذلك إلى إثبات رفعة شأنهم ، وعلوّ قدرهم ، وتخليد مآثرهم.
واتّخذوا منْ حسن البيان سبيلاً لبلوغِ المآرب ، ونيلِ المكاسب ، واكتسابِ المراتب ، ومؤانسة الجلاس ، والدخول على الملوك والكبراء.
فشاعت فيهم الأشعار والأراجيز ، والخطب والوصايا ، والقصص والأمثال ، فرووا منها شيئاً كثيراً لا يُحدّ ، وكان كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط ، ربما سمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد ؛ فحفظها من أوّل مرة ، وهذا كثير شائع فيهم.
فكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة ، ويحفظونه حفظ الحريص عليه ، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
وكان منَ مفاخرهم : تفاخر الشعراء بكثرةِ إنشادِ شعرِهِ وتَمَثُّلِ النَّاسِ به.
وكان الشعر ديوان العرب ، إذ لم تكن لهم كتب ، وفكانوا يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم ، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء ، ويعرفون مراتبهم ، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم ، حتى كان منهم منْ يميّز بين أشعار الشعراء ، كما نميّز بين الأصوات ؛ وكما يعرف القافةُ الأشباه ، فلا يشتبه عليه شعرُ شاعرٍ بغيره ؛ فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم ، وأشعار القبائل والموالي ، حتى إنّ منهم من يميّز شعرَ الرجل من شعر أبيه ، وإن كان يحتذي بمثاله ، وينسج على منواله.
والمقصود منْ ذكر عناية العرب بلسانهم وبيانهم ، وحفظهم لأشعارهم ومآثرهم وآثارهم ، وتمييزهم بين الصحيح والمنحول ، والفاضل والمفضول ؛ بيان ما وصلوا إليه منَ الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رُتَبِه ، ومعرفة فنونه وأساليبه ، وتنوّع دلائله.

س2: بيّن مع التمثيل هل يصح أنْ يُفسَّر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي.
لا يصح أن يفسر القرآن بمجرد الاحتمال اللغوي ، بل يجب على منْ يفسّر القرآن بلغة العرب أنْ يراعي أصولَ التفسير ، ومراتب الاستدلال ، وقواعد الترجيح ، ولا يحلّ له أن يفسّر القرآن بمجرّد الاحتمال اللغوي منْ غير مراعاةِ ما تقدّم ، وليُعلمْ أنَّ منْ أسباب الانحراف في التفسير الأخذ بمجرّد الاحتمال اللغوي ، وقد اغترّ بذلك بعض من اشتغل بالتفسير من أصحاب الأهواء ، وفتنوا ببعض ما خرجوا به منْ أقوالٍ لمّا رأوا القرآن حمّالاً ذا وجوه ، وأعجبتهم أقوالهم ، وما أشربوا من أهوائهم ، فضلّوا وأضلوا.
فليس كلّ ما تحتمله اللفظة منَ المعاني في اللغة يصحّ أنْ تُفسَّر به في القرآن.
ومنْ أمثلة ذلك : لفظ { الفلق } ؛ يطلق في اللغة على الصبح ، وعلى الخلق كلّه ، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله ، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين ، وعلى مِقْطَرة السجان ، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه ، وعلى الداهية ، ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة.
ومثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر منْ معنى ؛ يؤخذ بما يحتمله السياق منها ، ثمّ يكون النظر فيها على مراتب :
المرتبة الأولى : النظر في دلالة النص أو الإجماع على اختيار بعض تلك المعاني ؛ فما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب المصير إليه وطرح كلّ ما خالفه.
المرتبة الثانية : النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين ؛ فيؤخذ ما قالوا به منها ، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.
وينظر كذلك في المعاني التي يحتملها السياق مما لم يذكروه ، بشرط أنْ لا تعارض ما قالوه ، ولا تعارض نصّاً ولا إجماعاً في موضع آخر.
والمرتبة الثالثة : النظر في أقوال المفسّرين منْ علماء اللغة ، فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول ، إلا أن تكون له علّة لغوية.
والمرتبة الرابعة : النظر في دلالة المناسبة ، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.
المرتبة الخامسة : النظر في توارد المعاني ، وهي أنْ يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوالٍ متغايرةً ؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.

س3: تحدّث بإيجاز عن أنواع المؤلّفات في شرح معاني الحروف.
سلك العلماء طرقاً متنوعة في التأليف في شرح معاني الحروف ، منْ أشهرها :
النوع الأول : إدراجها في كتب الوجوه والنظائر ؛ ومن أشهر الكتب في ذلك :
1 - الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي.
2 - الوجوه والنظائر لهارون بن موسى النحوي.
3 - التصاريف ليحيي بن سلام البصري.
4 - وجوه القرآن لإسماعيل بن أَحْمد الحيري الضرير.
5 - الوجوه والنظائر للدامغاني.
6 - نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي.
7 - كشف السرائر في معني الوجوه والأشباح والنظائر لشمس الدين محمد بم محمد البلبيسي المعروف بابن العماد المصري.
النوع الثاني : إدراج شرحها في معاجم اللغة ؛ ومن أشهر المعاجم اللغوية :
1 - العين للخليل بن أحمد الفراهيدي.
2 - جمهرة اللغة للأزدي.
3 - تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري.
4 - المحيط في اللغة للطالقاني المعروف بالصاحب بن عباد.
5 - تاج اللغة وصحاحُ العربية للجوهري.
6 - مجمل اللغة ، ومقاييس اللغة ، كليهما لابن فارس.
7 - المخصص ، والمحكم والمحيط الأعظم ، كليهما لابن سيده.
8 - لسان العرب لابن منظور.
9 - القاموس المحيط للفيروز أبادي.
10 - تاج العروس من جواهر القاموس لأبي الفيض مرتضي الزبيدي.
النوع الثالث : التأليف المفرد في معاني الحروف ، ومن أشهر كتب هذا النوع :
1 - المحلي لابي بكر بن شقير النحوي البغدادي.
2 - حروف المعاني والصفات للزجاجي.
3 - الحروف لابي الْحسن علي بن الفضل المزني النحوي.
4 - منازل الحروف للرماني.
5 - رصف المباني في حروف المعاني للمالقي.
وغيرها الكثير.
النوع الرابع : إفراد بعض الحروف في التأليف ، ومن ذلك :
1 - الهمز لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري.
2 - الألفات لابن الأنباري ، وآخر لابن خالويه.
3 - اللامات لابن فارس ، وآخر للزجاجي ، وآخر لأبي جعفر النحاس.

س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
اختلاف النحاة والمفسرين في إعراب القرآن الكريم علي نوعين :
النوع الأول : الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى ، سوى الفوراق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.
النوع الثاني : الاختلاف الذي له أثر على المعنى ، ومن أمثلة هذا الاختلاف :
اختلافهم في إعراب { نافلة } في قوله تعالى : { ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة }
فمن أعربها نائب مفعول مطلق ؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومن أعربها حالاً من { يعقوب } ذهب إلى أنَّ المراد بالنافلة الزيادة ، أي : وهبنا له إسحاق ، وزدناه يعقوب زيادة.
قال الأمين الشنقيطي : وقوله : { نافلة } فيه وجهان من الإعراب ؛ فعلى قول من قال : النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من { وهبنا } ؛ أي : وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة ، وعليه النافلة مصدرٌ جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من { يعقوب } ؛ أي : وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق. ا. هـ.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir