المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة مسائل الإيمان

[ريهام حسن]

السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد

• البعد عن الكتاب و السنة قيد أنملة يؤدي الى الفتن العظيمة و البلايا الكبيرة , فلا أسلم من التمسك بالكتاب و السنة و العض عليها بالنواجذ.
• طلب العلم الشرعي يقي المسلم فتن الشبهات, و يزيده يقينا و ثباتا.
• الفتنة تبدأ صغيره, فان لم يتصد لها أهل العلم تعم و تطم.
• ينبغي لأهل العلم التصدي للفتن و بذل الغالي و النفيس و لا يخافون في الله لومة لائم حيث أن بترخص و تنازل العلماء يفتن العامة و تنتشر البدعة.
• قد يقع الانسان في الكفر و ينال سخط الله و هو يظن انه يحسن عملا, و لا سبيل للنجاه من هذا الا بالعودة للكتاب و السنة و أهل العلم فيما استشكل.
• هذا الدين يحتاج الى رجال يثبتون و يتحملون.
• الامام أحمد ابن حنبل امام أهل السنة و الجماعة حقا بثباته أنقذت الامة من هذه الفتنة العظيمة.
• يستشعر المسلم دوما افتقاره الى الله تعالى و حاجته اليه ليقيه من الزلل و الزيغ بعد الهدى و الدعاء الدائم ( اللهم أجرنا من مضلات الفتن و لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين) , ( اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه).
  

س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
القرآن كلام الله حقيقة منه بدأ (منه نزل) و اليه يعود (يرفع آخر الزمان).
أن حروفه و معانيه من الله تعالى.
القرآن غير مخلوق, و من قال أنه مخلوق فهو كافر.
سمعه جبريل من الله عز و جل, و سمعه رسول الله صلى الله عليه و سلم من جبريل, و سمعه الصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم, و هكذا حتى وصل الينا بالتواتر.
الذي في المصاحف بين الدفتين هو القرآن محفوظ في السطور و في الصدور, و كل حرف منه قد تكلم الله به حقيقة.
و أنه بلسان عربي مبين.
و أنه من زعم أن هناك قرآن غيره فقد كفر بالله تعالى.
س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي:
أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن.
الكلابية:قالوا أن القرآن ليس بمخلوق , و لكنه ليس كلام الله حقيقة بألفاظه و انما هو حكاية حكاها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله عز و جل و أسمعه النبي صلى الله عليه و سلم, و قالوا أن القرءان لا يتعلق بقدرة و لا مشيئة و أنه لا يتجزأ و لا يتبعض و يتفاضل.
الأشاعرة: اتفقوا مع الكلابية في أن القرآن ليس بمخلوق , و أنه ليس كلام الله حقيقة بألفاظه, و لكنهم استدركوا عليهم و قالوا انه ليس حكاية لأن الحكاية تقتضي مماثلة المحكي و الحروف لا تماثل المعنى, و انما هو عبارة عبر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله عز و جل و أسمعه النبي صلى الله عليه و سلم.
ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
المعتزلة: قالوا أن كلام الله مخلوق, و أنه سبحانه اذا أراد أن يتكلم خلق كلاما في بعض الاجسام يسمعه من يشاء, و قد قادهم هذا الى القول بخلق القرآن.
الأشاعرة: قالوا أن القرآن ليس بمخلوق , و لكنه ليس كلام الله حقيقة بألفاظه و انما هو عبارة عبر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله عز و جل و أسمعه النبي صلى الله عليه و سلم.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون
أول من قال بخلق القرآن هو ( الجعد ابن درهم), و قتله أمير العراق ( خالد ابن عبد الله القسري) يوم الاضحى سنة 124 هجريا.
قال بقوله (الجهم ابن صفوان), و قتله الامير (سلم بن الاحوز المازني) عام 128 هجريا, و لم يكن للجهم ابن صفوان أتباع كثر في زمانه, و لم يكن معروفا بمجالسة العلماء و لا الاخذ عنهم, و لكن كان فصيحا ذو لسان بارع, و خلف مقالات تلقفها من بعده.
ظهر بعده بزمان بشر بن غياث المريسي و كان فقيها في أول الامر حتى عده البعض من أكبر فقهاء عصره, و لكنه فتن بالكلام و صار يناظر كبار العلماء و يشغب عليهم, حتى وقع على مقالات الجهم ابن صفوان ففتن بها و صار يتبعه في قوله.
تخفى بشر في عهد هارون الرشيد حين بلغه وعيده بقتله, و لكنه ظهر بعد موت الرشيد و بدأ يدعو لمذهبه.
بدأ القول بخلق القرآن ينتشر, و قد حذر منه أهل الحديث تحذيرا شديدا واضحا فحذره طلاب العلم , فبدأ القائلون بهذا القول يتسللون للحكام و الولاة الذين أعجبوا بهم لبراعتهم في الكلام و علمهم بالكتابة و نوادر الاخبار.
حتى تولى الخليفة المأمون فقرب المعتزلة في مجلسه, و أعجب بهم و أمر باحضار كتب الفلاسفة اليونان و ترجمتها, فزاد الامر سوءا, و كان في أول الامر يخشى يزيد ابن هارون فلما مات يزيد بدأ بامتحان العلماء و اشتعلت الفتنة.