المجموعة الأولى :
ج1: مناسبة نزول قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3)}.
لَمَّا مَاتَ ابْنٌ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَحَدُ الْمُشْرِكِينَ: إِنَّهُ أَبْتَرُ. فَنَزَلَتِ السُّورَةُ.
ج2: ذكر الأقوال في تفسير الفلق.
- أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، والْبَيْهَقِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِن عَيْنِ الْجَانِّ، وَمِنْ عَيْنِ الإنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَتَا المُعَوِّذَتَيْنِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ.
- وَأَخْرَجَ مَالِكٌ فِي المُوَطَّأِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِه عَلَيْهِ؛ رَجَاءَ بَرَكَتِهِمَا.
ج3: تفسّير سورة الفيل، مع ذكر فوائد سلوكية من هذه السورة.
1- {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} هُم الَّذِينَ قَصَدُوا تخريبَ الْكَعْبَةِ، وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الحَبَشةِ؛ أَيْ: قَدْ عَلِمْتَ يَا مُحَمَّدُ والناسُ فِي عَصْرِكَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ بِقِصَّةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ، وَمَا فَعَلَ اللَّهُ بِهِمْ، فَمَا لِقَوْمِكَ بِاللَّهِ لا يُؤْمِنُونَ؟!
وَأَصْحَابُ الْفِيلِ قَوْمٌ من النَّصَارَى من الأحباشِ، مَلَكُوا الْيَمَنَ، ثُمَّ سَارُوا مِنْهُ يُرِيدُونَ تخريبَ الْكَعْبَةِ، فَلَمَّا أَقْبَلُوا عَلَى مَكَّةَ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِم الطَّيْرَ المذكورةَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ، فَأَهْلَكَهُمْ، وَكَانَ ذَلِكَ آيَةً.
وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ قَبْلَ بَعْثَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِينَ عَاماً، وَكَانَ بَعْضُ الَّذِينَ شَهِدُوا ذَلِكَ أَحْيَاءً عِنْدَ البَعثةِ.
2- {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ}؛ أَيْ: أَلَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ تَعَالَى مَكْرَهُمْ وَسَعْيَهُمْ فِي تخريبِ الْكَعْبَةِ واستباحةِ أَهْلِهَا فِي تضليلٍ عَمَّا قَصَدُوا إِلَيْهِ، حَتَّى لَمْ يَصِلُوا إِلَى الْبَيْتِ، وَلا إِلَى مَا أَرَادُوهُ بِكَيْدِهِمْ، بَلْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، كَمَا يَذْكُرُهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ؛ أَيْ: فَإِذَا عَلِمَ قَوْمُكَ هَذَا الأَمْرَ، فَمَا لَهُمْ لا يَخَافُونَ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ بِهِمْ عُقُوبَتَهُ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِرَسُولِهِ وَكِتَابِهِ وَيَصُدُّونَ النَّاسَ عَن الإِيمَانِ؟!
3- {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ}: جَمَاعَاتٍ مُتَفَرِّقَةً، وَهِيَ طَيْرٌ سُودٌ، جَاءَتْ مِن قِبَلِ الْبَحْرِ فَوْجاً فَوْجاً، مَعَ كُلِّ طائرٍ ثَلاثَةُ أحجارٍ: حَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ، وَحَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ، لا يُصِيبُ شَيْئاً إِلاَّ هَشَمَهُ.
4- {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} قَالُوا: هِيَ حِجَارَةٌ مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ، مَكْتُوبٌ فِيهَا أَسْمَاءُ الْقَوْمِ، فَإِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمْ حَجَرٌ مِنْهَا خَرَجَ بِهِ الجُدَرِيُّ، وَكَانَ الحَجَرُ كالحِمَّصَةِ وَفَوْقَ العَدَسَةِ.
5- {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}:كَوَرَقِ الزَّرْعِ إِذَا أَكَلَتْهُ الدَّوَابُّ فَرَمَتْ بِهِ مِن أسفل، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: صَارُوا كَوَرَقِ زَرْعٍ قَدْ أَكَلَتْ مِنْهُ الدَّوَابُّ وَبَقِيَ مِنْهُ التِّبْنُ.
من الفوائد: إظهار قدرة الله -عز و جل- على حماية بيته الحرام، تذكيرا و امتنانا
ج4: تحدث عن خطر الإعانة على المعصية، في ضوء دراستك لسورة المسد.
من أعان على معصية، فله من جنس العذاب الذي يلحق بالعاصي و هما في ذلك مشتركان.
فهذا الوعيد نذير لنا بين يدي عذاب شديد إذا ما أعنا الظالم على ظلمه، والسلامة منه يكون بكف الأذى و الأخد بيد الظالم.