دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #19  
قديم 13 ربيع الأول 1440هـ/21-11-2018م, 11:25 AM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تطبيق على الأسلوب الوعظي
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونثنى عليه الخير كله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين والآخرين ، قال فة محكم كتابه : { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ... } ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، صل الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
يقول تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } الملك (٢)
هذه الآية الكريمة تتضمن ثلاثة مقاطيع فى كل منها اتعاظ للخلق والتبصير لهم وارشادهم إلى ما هو خير لهم فى دينهم ودنياهم ، واخاذ الزاد من دنياه لآخرته ، والاعتراف بعظمة الله تعالى وشدة بطشه على العصاة ، وسعة رحمته وغفرانه على الطائعين .

المقطع الأول : قوله تعالى : { الذى خلق الموت والحياة ... }
فالموت والحياة ضدان ، والموت انعدام الحياة ، والموت والحياة معنيان يتعاقبان جسم الحيوان ، فيرتفع أحدهما بحلول الآخر ، ويعنى هذا أن الموت أمرٌ وجوديٌّ لأنّه مخلوقٌ .
[المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي: 8/ 351-352]

ففى المقطع الأول يخبر الله سبحانه وتعالى عن خلقه للموت والحياة ، فهما من مخلوقات الله كما دلت الآية عليها صريحة ، وهي كقوله تعالى : { خلق السماوات والأرض فى يومين ... }فصلت (١٢) وقوله تعالى : { خلق الإنسان علمه البيان }الرحمن (٣-٤) وقوله تعالى : { والأنعام خلقها ... }النحل (٥) وغيرها من الآيات التى تصرح بخلق الله تعالى للمخلوقات جميعا .
فإذا كان الموت مخلوقا كسائر المخلوقات فإنها ستفنى كما ستفنى الخلائق أجمعين ، والحياة معدومة من كل شيء ثم تحيا من جديد . فقد كتب الله تبارك وتعالى الفناء على كل شيء ، والبقاء له وحده .
فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام فى قوله : { خلق الموت } قال : " أذل الله ابن آدم بالموت ، وفى رواية – بنى آدم – وجعل الدنيا دار فناء ، وجعل الآخرة دار بقاء وجزاء " . [تفسير عبد الرزاق: 2/ 304]
وروي عنه عليه الصلاة والسلام : " أنه يجاء بالموت يوم القيامة فى صورة كبش فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون من هذا ؟ فيقولون : " نعم " ، ثم يقال لأهل النار : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : يا رب هذا الموت ، فيسحط سحطا أي : يذبح ذبحا ، ثم يقال : " خلود لا موت فيه " [تفسير عبد الرزاق: 2/ 304] [جامع البيان: 23 / 118-119]
فإذا علم العبد المؤمن بمصير أمره ، وأنه وإن طالت سلامته فى هذه الدنيا ، سوف يحمل يوما على آلة حدباء ، فإنه يقشعر من ذلك اليوم ، ويخشى وقوفه بين يدي ربه تبارك وتعالى ، فيحسن أعماله ابتغاء وجه ربه سبحانه وتعالى .
ومعنى {خلق الموت والحياة}: خلق لكم الحياة ليختبركم فيها وخلق الموت ليبعثكم ويجازيكم بأعمالكم.

وأما المقطع الثانى : فقوله تعالى : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا ... }
الابتلاء بمعنى الاختبار ، واللام من ( ليبلوكم ) السببية ، يعنى كان سبب خلقه تعالى للموت والحياة ابتلاء خلقه واختبارهم حتى يعلم الصالح منهم من الطالح .
وقوله : { أيكم أحسن عملا } أي : فينظر أي العباد يحسن أعماله وطاعته لله ابتغاء وجهه ، وأيهم أسرع إلى طلب رضوان الله ، فيحسن الذكر للموت كما فى قوله عليه الصلاة والسلام : " أكثروا من ذكر حاذم اللذات – الموت – " فيخاف الله ويحذر من بطشه وعذابه ، فيعلم أيكم أحسن عملا علم ما وقع ، واللّه -عزّ وجلّ- قد علم ما يكون منهم إلا أنّ الجزاء يجب بوقوع العمل منهم .
وقيل : { أيكم أحين عملا ... } أي : أحسن عقلا فى أمره تعالى ونهيه وأزهدكم فى الدنيا .
فإذا علم المؤمن أنه يبتلى بالموت ، وأن حياته بمثابة الابتلاء ، ازداد إيمانه بربه وأحسن إليه العمل واتخذ لنفسه من دنياه زادا للآخرة { فتزودوا فإن خير الزاد اتقوى واتقون يا أولى الألباب } . البقرة (١٩٧)

وأما المقطع الثالث الأخير ، فقوله تعالى : { وهو العزيز الغفور } صفتان من صفات الله الكمال " العزيز " من العزة ، أي الشديد القوي ، فهو العزيز العظيم المنيع الجناب، وهو مع ذلك غفورٌ لمن تاب إليه وأناب، بعدما عصاه وخالف أمره، وإن كان تعالى عزيزًا، هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز .
فإذا علم المؤمن الصادق فى إيمانه لربه هذا ، أحسن الظن فى الله ، وأنه تعالى وإن اشتد نقمته وبطشته للعصاة ، فإنه مع ذلك غفور رحيم .
ومعنى الآية: أنّه تعالى أوجد الخلائق من العدم، ليبلوهم ويختبرهم أيّهم أحسن عملًا؟
وقوله: {وهو العزيز} يقول: وهو القويّ الشّديد انتقامه ممّن عصاه، وخالف أمره، {الغفور} ذنوب من أناب إليه وتاب من ذنوبه). [جامع البيان: 23 / 118-119]

كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} [البقرة: 28] فسمّى الحال الأوّل -وهو العدم-موتًا، وسمّى هذه النّشأة حياةً. ولهذا قال: {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} [البقرة: 28] { ثم إليه ترجعون } فيجازيكم بالعفو والغفران لمن أطاعه ، وبالعذاب الشديد لمن عصاه تعالى .

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir