دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 رجب 1439هـ/12-04-2018م, 12:21 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير جزء تبارك

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.



1.
(عامّ لجميع الطلاب)

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1.
فسّر قوله تعالى:

{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى:
{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.

ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)
} المزمل.
2. حرّر القول في:

معنى
قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
(6)} الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.

ب: الدليل على حفظ الوحي.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 رجب 1439هـ/12-04-2018م, 05:28 PM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

عام
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
الجن.

١- من أعظم نعم الله على عبده أن يتلوا القرآن بقلب منيب خاشع، يبتغ الهدى من الله، عارف بمعاني كلام الله، عاقل لما فيه من الأمثال، فيفتح الله له من أبواب الهداية والفهم لكتابه ما لم يخطر له على بال، قال تعالى " يهدي إلى الرشد "
٢- اليقين بأن مدار سعادة العبد وفوزه وفلاحه على استجابته لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
٣- الأدب والإنصات عند استماع المواعظ والبحث عن الحق ، " أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً" .
٤- أن أول ما يجب الدعوة إليه هو توحيد رب العالمين ، لأنه أصل هذا الدين . " ولن نشرك بربنا أحدا"
٥- الإيمان بأن الجن مأمورين بالعبادة والتوحيد ، ومدى فقه الجن والدعوة إلى الله عز وجل .


المجموعة الثانية:

1. فسّر*قوله تعالى:*
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.

{ وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً }: يقول الله تعالى مخبراً عن الجن : أنهم يخبرون عن أنفسهم : أن منهم المؤمن ومنهم الكافر، وكانوا في جماعات متفرقة وطرائق متعددة وأراء وأهواء متفرقة .

{وأنا طننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هرباً}: أي أننا نعلم كمال قدرة الله علينا مع كمال عجزنا ، وأن نواصينا بيد الله وحده، لن نعجزه في الأرض، ولن نعجزه هربا، فلا ملجأ منه إلا إليه .
{ وأنا لما سمعنا الهدى أمنا به فمن يؤمن بربه فبل يخاف بخساً ولا رهقاً } : يفتخرون بما سمعوا من الهدى وهو القرآن الكريم الهادي إلى الصراط المستقيم آمنوا به إيماناً صادقاً، وهذا الأيمان سبب لعدم تعرض الإنسان لا للنقص ولا للبخس والخسارة ولا الطغيان ولا أي أذى يلحقه .

{ وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فألئك تحروا رشداً } : أي منا المسلم ومنا الجائر عن الحق الناكب عنه، وهم الظالمون الذين حادوا عن طريق الحق . وهذا بخلاف المقسط فإنه العادل، فالذي يسلم كمن طلب لنفسه النجاة، وأصاب طريق الرشد .

{ وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً } : وأما الجائرون الظالمون فهم وقوداً تسعر بهم النار، وذلك جزاء على أعمالهم، لا ظلم من الله لهم .


2. حرّر القول*في:

معنى قوله تعالى:*{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.

القول الأول: أن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها، لكان الجزاء سعة في الرزق، كقوله تعالى :{ ولو أنهم أقاموا التوارة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } . ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني: وأن لو استقاموا على الضلالة لأوسعنا عليهم الرق استدراجاً ، كما قال تعالى :{ فلما نسوا من ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرخوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثالث: أن لو استقام الجن أوالإنس أو كلاهما على طريقة الإسلام لآتاهم الله خيراً ؛ثيراً واسعاً ، ذكره السهدي والأشقر في تفسيرهما.

3. بيّن ما يلي:

أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.


قيام الليل يورث نوراً في القلب، وسكينة في الجوارح، وإطمئناناً يغمر النفس، فبه تتحقق العبودية الخالصة، وبه يستعان على شدائد الأمور ومصاعبها؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس قياماً في الليل، وكان ذلك متوافقاً مع كونه أشد الناس هماً وأثقلهم حملاً للدعوة والتبليغ.
والصلاة في جوف الليل هي أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن، يتواطأ على القرآن القلب واللسان ، وتقل الشواغل ويفهم ما يقول ويستقيم أمره، وهذا بخلاف النهار فإنه لا يحص به المقصود ، ذكره السعدي في تفسيره .

ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.

رفقاء السوء هم سبب لإفساد أخلاق الإنسان، ولهم تأثير مباشر على السلوك ، فكثرة مجالستهم تؤدي إلى إرتكاب كثير من الذنوب والمعاصي ، وذلك من تزيين له الباطل، وتسهيل الوصول إليه، وقد يصل به الحال إلى تدمير حياته ومستقبله، وقد تؤدي به الحال إلى العزلة بسبب ابتعاد الناس من حوله لما فيه من سوء.
وقد يصل به الحال إلى ما هو أعظم من الذنوب والمعاصي، قد يصل إلى المعتقدات، فيحاول تغييرها وتبديلها إلى معتقدات خاطئة بتأثير الآخرين عليه قد تهوي به في نار جهنم دون الوعي لخطورة هذا الأمر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( المرء على دين خليه فلينظر أحدكم من يخالل ).
وقال صلى الله عليه وسلم :( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما يحذيك وإما أن تبتاع منه،وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة ) .
وقد أمر الله تعالى أن يلزم العبد الصحبة الصالحة وأن يتجنب صحبة السوء فقال: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)
الاستدلال من السورة :
ذكر ابن كثيرفي تفسيره؛ قصة الوليد بن المغيرة المخزومي، وذلك عند تفسير قوله تعالى :{ إن هذا إلا قول البشر }:
كان الوليد أحد رؤساء قريش ، وفي رواية ابن عباس قا : دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر لن أبي صحافة فسأله عن القرآن، فلما أخبره خرج على قريش فقال : يا عجباً لما يقول ابن كبشة ، فوالله ماهو بشعر ولا بسحر ولا بهذي من الجنون، وإن قوله لمن كلام الله ، فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا فقالوا : والله لئن صبا الوليد لتصبون قريش ، فسمع أبو جهل بن هشام قال : أنا والله أكفيكم شأنه، فبدأ بالحديث معه والتأثير عليه حتى رجع عن قوله، وقال: وما قوله إلا سحر، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم : { ذرني ومن خلقت وحيداً} إلى قوله : { لا تبقي ولا تذر } . 


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 رجب 1439هـ/13-04-2018م, 04:42 AM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيالرحمن
مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير جزء تبارك .

١- (عامّ لجميع الطلاب)

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها فى قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

ج١/ الفوائد السلوكية الخمسة كالآتية :
١- أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يعلم شيئا من علم الغيب سوى ما أوحاه الله تعالى إليه ، كما قال تعالى : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ... }، بلا شعور منه عليه الصلاة والسلام ، فغيره من باب أولى .

٢- شمولية الرسالة المحمدية الثقلين الجن والإنس ؛ إذ صرف الله عز وجل إليه مجموعة من الجن ، وهذا كقوله تعالى : {... فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } ، وأشار هنا إلى استماع نفر من الجن للوحي وإبلاغهم له قومهم ، فقال تعالى { ... أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا } .

٣- من ابتغى سبل الرشد والهداية بأنواعها المختلفة الكثيرة ، فعليه بالقرآن ، فإنه المنهج القويم والطريق السديد إلى الهدى والرشاد ، كما قال تعالى : { يهدى إلى الرشد ... }.

٤- وجوب الإيمان بمن أوحى هذا القرآن المعجبة آياته ، والكثيرة سبل هداياته ، وهو الله رب الثقلين سبحانه وتعالى ، كما قال تعالى : { ... إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ... } .

٥- اتّباع الحق والإذعان له - بعدما تبين - أمر إلزامي على الفرد والجماعات ، وحرمة الإصرار على الباطل ، كما فى قوله تعالى : { ولن نشرك بربنا أحدا } أي : بعدما تبين الحق الذى جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من بطلان ما كنا عليه من العقائد المنحرفة والزيغ عن الهدى المستقيم .

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.

ج ١/ قوله تعالى : { يا أيها المزمل } نداء من الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك لمّا تبين له الملك جبريل عليه السلام على هيئته الملكية ، فأرجفه ذلك المنظر وأرهبه ، وسعى إلى أهله يلتمس النجاة قائلا : " زملونى ... " فجاء النداء الإلهي بوصفه المزمل ، أي : المتغطى فى الليل بثيابه أو النائم .
فكان النداء لأمر بالغ فى الأهمية ، وهو الأمر بإحياء الليل وقيامه بالصلاة ، فقال تعالى : { قم الليل إلا قليلا }، أي : أحي الليل بقدر يسير منه ، لتناجي فيه ربك بعد طول العناة بالنهار ، فلا تجعل الليل كله للنوم ، ولا تحيه كله بالقيام .
ثم بين سبحانه مقادير قيام الليل ، فقال عز وجل : { نصفه أن انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا } أي : إما أن تنصف الليل نصفين ، فتنام النصف الأول ، وتحيى الثانى بالقيام ، أو تنقص من النصف قدرا يسيرا ، بأن تقسم الليل ثلاثا ، فتنام الثلثين منه وتحيى الثلث الأخير بالقيام ، أو إما أن تزيد على النصف قدرا يسيرا ، فتنام الثلث الأول وتحيى الثلثي الأخير بالقيام ، مراعاة للمصالح والتوقى من الفتور .
وقوله : { ورتل القرآن ترتيلا } ، أي : اقرأه على التمهل والإصغاء ، بإعطاء الحروف حقها بالإشباع ، ليحصل الفائدة والبركة التى لا تحصل إلا من القرآن .
* فكانت الآيات الأربع الأول تنبيها من الله سبحانه وتعالى لرسول عليه الصلاة والسلام ومقدمات للتكليف الإلهي ، بإنزال الوحي والزام العمل بمقتضاه ، فقال سبحانه : { إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا } ، (إنّا) الله المفرد المعظم نفسه يخاطب نبيه ، وأنه سينزل عليه - بواسطة جبريل عليه السلام - ( قولا ) وهو القرآن ، ( ثقيلا ) أي : ثقيل عند نزوله ، وثقيل ما يحمله من الأحكام والشرائع الربانية ، حيث أنه تكليف يوجب العمل به ، وثقيل ثواب العامل به ، فيثقل ميزانه يوم القيامة .
ثم بين تعالى السبب من اختصاصه الليل واختياره بالقيام دون النهار ، فقال تعالى ذكره : { إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا } أي : لما فى الليل من خاصية السكينة والاطمئنان والهدوء وحضور القلب – والنهار ليس كذلك – اخترنا لك ساعات الليل منشئا للاجتهاد والتقرب إلى ربك سبحانه وتعالى ، فهي أثبت قراءة لحضور القلب فيها ، وأبين للمعانى لهدوء الطباع فيها وصفاء النفوس .
ثم لم يهمل سبحانه النهار ، بل جعل أحيانه للأشغال ، والكد فى طلب الرزق والمعاش ، فقال تعالى : { إن لك فى النهار سبحا طويلا }، أي : تقلبا كثيرا للحصول على المصالح والاشتغال الطويل ، فمن أجل ذلك نوصيك بالتفرغ ليلا للعبادة .
ثم يضيف الله عز وجل نوعا آخر من العبادة على ما سبق ذكرها ، كالصلاة بالليل وبيان مقاديرها ، فقال : { واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا } ، أي : فلا تنسى ذكر الرب أدبار الصلوات ، كقوله تعالى : { فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب } وكقوله تعالى : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } ، وقال فى آخر : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا }. وكقوله تعالى : { فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ... } .
ومعنى قوله : { وتبتل إليه تبتيلا } أي : انقطع إلى ربك بالعبادة والطاعة انقطاعا تاما ، بصرف الانتباه إليه وحده ، وطرح الدنيا وشواغلها وراء الظهر .
قوله تعالى : { رب المشرق والمغرب ... } أي : كقوله : { رب المشرقين ورب المغربين } بالتثنية ، وفى آخر : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب ... } بالجمع ، وجاء هنا بالإفراد ، أي : ربك هو من يملك هذه الجهات كلها ، وهو المتصرف فيها بقدرته ومشيئته ، { لا إله إلا هو } أي : لا إله معه فى ملكه وسلطانه ، لا إله معه فى تدبيره وتسييره للأمور ؛ وعليه فلا معبود بحق إلا هو { فاتخذه ... } وحده { وكيلا } أي : فتوكل عليه وحده دون سواه ، كقوله تعالى : { فتوكل على الله إنك على الحق المبين } ، وآيات الآمرة بالتوكل على الله كثيرة ليس هنا محل ذكرها .
والله تعالى أعلم .

2. حرّر القول فى:
معنى قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن.

ج/ أقوال العلماء الواردة فى معنى قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا }
• قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ... } ، أي : قديما كان الإنس يستعيذون من سفهاء الجن ، خوفا منهم أن يصيبوهم بالأذى والشر والنكبات حيثما قطنوا واحتلوا بأكابر الجن وأسيادهم وعظمائهم .
وقوله تعالى : { فزادوهم رهقا } ، اختلف العلماء فى مرجع واو الجمع إلى قولين :

• أنه راجع إلى الجنّ ، فيكون السياق ، أي : فزاد الجنُ المستعيذ به من الإنس رهقا ، أي : خوفا وارهابا وذعورا وبلاء وضعفا وإهانة وإضلالا، فيلبسوا عليهم دينهم . وهذا المعنى الأول برجوع ضمير الجمع إلى الجن . ويؤيد هذا المعنى ما رواه ابن أبى حاتم بسند عن كردم بن أبى السّائب الأنصاريّ قال: خرجت مع أبي من المدينة فى حاجةٍ، وذلك أوّل ما ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة، فآوانا المبيت إلى راعى غنمٍ. فلمّا انتصف اللّيل جاء ذئبٌ فأخذ حملًا من الغنم، فوثب الرّاعى فقال: يا عامر الوادي، جارك. أي : أستجيرك .
فنادى منادٍ لا نراه، يقول: يا سرحان، أرسله. فأتى الحمل يشتدّ حتّى دخل فى الغنم لم تصبه كدمةٌ. وأنزل اللّه تعالى على رسوله بمكّة {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا} .

** قال ابن كثير تعقيبا :
وقد يكون هذا الذّئب الّذي أخذ الحمل -وهو ولد الشّاة-وكان جنّيًّا حتّى يرهب الإنسيّ ويخاف منه، ثمّ ردّه عليه لمّا استجار به، ليضلّه ويهينه، ويخرجه عن دينه، واللّه أعلم).

والمعنى الثانى ، أي : فزاد الجنُّ المستعيذ به من الإنس خبلا وجنونا . ويؤيد هذا القول ما رواه ابن أبى حاتم بسند عن عكرمة قال: كان الجنّ يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشدّ، وكان الإنس إذا نزلوا واديًا هرب الجنّ، فيقول سيّد القوم: نعوذ بسيّد أهل هذا الوادي.
فقال الجنّ: نراهم يفرقون منّا كما نفرق منهم. فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون، فذلك قول اللّه: {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا}.

• أنه راجع إلى الإنس ، فيكون السياق ، أي : فزاد الإنسُ المستعاذ منه من الجن رهقا ، أي : رؤية الفضل على الإنس طغيانا وتكبرا والجراءة بالإثم من سفهاء الجن .

وورد فى معنى (رهقا) أقوال أشهرها :

• القول الأول : أي : خوفا وإرهابا وذعرا وبلاء وضعفا وإهانة وإضلالا، وذلك حاصل قول مجاهد أبى العالية والحسن وسعيد بن جبير والربيع وزيد بن أسلم وإبراهيم النخعي ، وأورده ابن كثير فى تفسيره والسعدي .

• القول الثانى : أي : طغيان وتكبر والجراءة بالإثم الذى يحصل من السفيه ، وذلك حاصل قول السلف ( ابن عباس وقتادة ومجاهد ، وحكاه الثوري عن منصور عن إبراهيم ، وأورده ابن كثير والسعدي والأشقر .

• القول الثالث : أي : الخبل والجنون ، قاله عكرمة ورواه عنه ابن حاتم ، وأورده ابن كثير فى تفسيره .

والمعانى كلها صالحة ، ويمكن حمل الآية عليها ، والله تعالى أعلم.

3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.

ج/ قوله تعالى { ... وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا ، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } .
المناسبة بين الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات هي أن العباد خطاؤون ، ولا يخلو منهم من تقصير بجانب ما أمروا به من فعل الطاعات ، فإما أن لا يفعلوه أصلا ، وإما أن يفعلوه عن طريق غير مشروع ، فأمر بالاستغفار جبرا لما حصل منه من ناقص وهفوات ، كما يغرنّ العبد طاعته لله ؛ لأنه متى لم يتغمده الله بواسع رحمته ومغفرته فإنه هالك .

ب: الدليل على حفظ الوحي.

ج/ قوله تعالى : { وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا } الجن(٩) ، فحفظ الله تعالى وحي السمآء من أن يسترقه الجن إلى أعونهم من شياطين الإنس .

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 رجب 1439هـ/13-04-2018م, 08:56 PM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي


بسم الله الرحمن الالرحمن
مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير جزء تبارك .

١- (عامّ لجميع الطلاب)

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها فى قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

ج١/ الفوائد السلوكية الخمسة كالآتية :

١- أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يعلم شيئا من علم الغيب سوى ما أوحاه الله تعالى إليه ، كما قال تعالى : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ... }، بلا شعور منه عليه الصلاة والسلام ، فغيره من باب أولى .

٢- شمولية الرسالة المحمدية الثقلين الجن والإنس ؛ إذ صرف الله عز وجل إليه مجموعة من الجن ، وهذا كقوله تعالى : {... فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } ، وأشار هنا إلى استماع نفر من الجن للوحي وإبلاغهم له قومهم ، فقال تعالى { ... أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا } .

٣- من ابتغى سبل الرشد والهداية بأنواعها المختلفة الكثيرة ، فعليه بالقرآن ، فإنه المنهج القويم والطريق السديد إلى الهدى والرشاد ، كما قال تعالى : { يهدى إلى الرشد ... }.

٤- وجوب الإيمان بمن أوحى هذا القرآن المعجبة آياته ، والكثيرة سبل هداياته ، وهو الله رب الثقلين سبحانه وتعالى ، كما قال تعالى : { ... إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ... } .

٥- اتّباع الحق والإذعان له - بعدما تبين - أمر إلزامي على الفرد والجماعات ، كما فى قوله تعالى : { قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهمآ أتبعه إن كنتم صادقين } ويحرم الإصرار على الباطل ، كما فى قوله تعالى : { ولن نشرك بربنا أحدا } أي : بعدما تبين الحق الذى جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من بطلان ما كنا عليه من العقائد المنحرفة والزيغ عن الهدى المستقيم .

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.

ج ١/ قوله تعالى : { يا أيها المزمل } نداء من الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك لمّا تبين له الملك جبريل عليه السلام على هيئته الملكية ، فأرجفه ذلك المنظر وأرهبه ، وسعى إلى أهله يلتمس النجاة قائلا : " زملونى ... " فجاء النداء الإلهي بوصفه المزمل ، أي : المتغطى فى الليل بثيابه أو النائم .

فكان النداء لأمر بالغ فى الأهمية ، وهو الأمر بإحياء الليل وقيامه بالصلاة ، فقال تعالى : { قم الليل إلا قليلا }، أي : أحي الليل بقدر يسير منه ، لتناجي فيه ربك بعد طول العناة بالنهار ، فلا تجعل الليل كله للنوم ، ولا تحيه كله بالقيام .

ثم بين سبحانه مقادير قيام الليل ، فقال عز وجل : { نصفه أن انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا } أي : إما أن تنصف الليل نصفين ، فتنام النصف الأول ، وتحيى الثانى بالقيام ، أو تنقص من النصف قدرا يسيرا ، بأن تقسم الليل ثلاثا ، فتنام الثلثين منه وتحيى الثلث الأخير بالقيام ، أو إما أن تزيد على النصف قدرا يسيرا ، فتنام الثلث الأول وتحيى الثلثي الأخير بالقيام ، مراعاة للمصالح والتوقى من الفتور .

وقوله : { ورتل القرآن ترتيلا } ، أي : اقرأه على التمهل والإصغاء ، بإعطاء الحروف حقها بالإشباع ، ليحصل الفائدة والبركة التى لا تحصل إلا من القرآن .

* فكانت الآيات الأربع الأول تنبيها من الله سبحانه وتعالى لرسول عليه الصلاة والسلام ومقدمات للتكليف الإلهي ، بإنزال الوحي والزام العمل بمقتضاه ، فقال سبحانه : { إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا } ، (إنّا) الله المفرد المعظم نفسه يخاطب نبيه ، وأنه سينزل عليه - بواسطة جبريل عليه السلام - ( قولا ) وهو القرآن ، ( ثقيلا ) أي : ثقيل عند نزوله ، وثقيل ما يحمله من الأحكام والشرائع الربانية ، حيث أنه تكليف يوجب العمل به ، وثقيل ثواب العامل به ، فيثقل ميزانه يوم القيامة .

ثم بيّن تعالى السبب من اختصاصه الليل واختياره بالقيام دون النهار ، فقال تعالى ذكره : { إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا } أي : لما فى الليل من خاصية السكينة والاطمئنان والهدوء وحضور القلب – والنهار ليس كذلك – اخترنا لك ساعات الليل منشئا للاجتهاد والتقرب إلى ربك سبحانه وتعالى ، فهي أثبت قراءة لحضور القلب فيها ، وأبين للمعانى لهدوء الطباع فيها وصفاء النفوس .

ثم لم يهمل سبحانه النهار ، بل جعل أحيانه للأشغال ، والكد فى طلب الرزق والمعاش ، فقال تعالى : { إن لك فى النهار سبحا طويلا }، أي : تقلبا كثيرا للحصول على المصالح والاشتغال الطويل ، فمن أجل ذلك نوصيك بالتفرغ ليلا للعبادة .

ثم يضيف الله عز وجل نوعا آخر من العبادة على ما سبق ذكرها ، كالصلاة بالليل وبيان مقاديرها ، فقال : { واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا } ، أي : فلا تنسى ذكر الرب أدبار الصلوات ، كقوله تعالى : { فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب } وكقوله تعالى : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } ، وقال فى آخر : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا }. وكقوله تعالى : { فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا زعلى جنوبكم ... } .

ومعنى قوله : { وتبتل إليه تبتيلا } أي : انقطع إلى ربك بالعبادة والطاعة انقطاعا تاما ، بصرف الانتباه إليه وحده ، وطرح الدنيا وشواغلها وراء الظهر .

قوله تعالى : { رب المشرق والمغرب ... } أي : كقوله : { رب المشرقين ورب المغربين } بالتثنية ، وفى آخر : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب ... } بالجمع ، وجاء هنا بالإفراد ، أي : ربك هو من يملك هذه الجهات كلها ، وهو المتصرف فيها بقدرته ومشيئته ، { لا إله إلا هو } أي : لا إله معه فى ملكه وسلطانه ، لا إله معه فى تدبيره وتسييره للأمور ؛ وعليه فلا معبود بحق إلا هو { فاتخذه ... } وحده { وكيلا } أي : فتوكل عليه وحده دون سواه ، كقوله تعالى : { فتوكل على الله إنك على الحق المبين } ، وآيات الآمرة بالتوكل على الله كثيرة ليس هنا محل ذكرها .

والله تعالى أعلم .

2. حرّر القول فى:
معنى قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن.

ج/ أقوال العلماء الواردة فى معنى قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا }.
قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ... } ، أي : قديما كان الإنس يستعيذون من سفهاء الجن ، خوفا منهم أن يصيبوهم بالأذى والشر والنكبات حيثما قطنوا واحتلوا بأكابر الجن وأسيادهم وعظمائهم .

وقوله تعالى : { فزادوهم رهقا } ، اختلف العلماء فى مرجع واو الجمع إلى قولين :

أنه راجع إلى الجنّ ، فيكون السياق ، أي : فزاد الجنُ المستعيذ به من الإنس رهقا ، أي : خوفا وارهابا وذعورا وبلاء وضعفا وإهانة وإضلالا، فيلبسوا عليهم دينهم .
وهذا هو المعنى الأول برجوع ضمير الجمع إلى الجن . ويؤيد هذا المعنى ما رواه ابن أبى حاتم بسند عن كردم بن أبى السّائب الأنصاريّ قال: " خرجت مع أبي من المدينة فى حاجةٍ، وذلك أوّل ما ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة، فآوانا المبيت إلى راعى غنمٍ. فلمّا انتصف اللّيل جاء ذئبٌ فأخذ حملًا من الغنم، فوثب الرّاعى فقال: يا عامر الوادي، جارك. أي : أستجيرك .
فنادى منادٍ لا نراه، يقول: يا سرحان، أرسله. فأتى الحمل يشتدّ حتّى دخل فى الغنم لم تصبه كدمةٌ. وأنزل اللّه تعالى على رسوله بمكّة {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا}" .

** قال ابن كثير تعقيبا :
وقد يكون هذا الذّئب الّذي أخذ الحمل -وهو ولد الشّاة-وكان جنّيًّا حتّى يرهب الإنسيّ ويخاف منه، ثمّ ردّه عليه لمّا استجار به، ليضلّه ويهينه، ويخرجه عن دينه، واللّه أعلم).

والمعنى الثانى ، أي : فزاد الجنُّ المستعيذ به من الإنس خبلا وجنونا . ويؤيد هذا القول ما رواه ابن أبى حاتم بسند عن عكرمة قال: كان الجنّ يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشدّ، وكان الإنس إذا نزلوا واديًا هرب الجنّ، فيقول سيّد القوم: نعوذ بسيّد أهل هذا الوادي.

فقال الجنّ: نراهم يفرقون منّا كما نفرق منهم. فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون، فذلك قول اللّه: {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا}.

أنه راجع إلى الإنس ، فيكون السياق ، أي : فزاد الإنسُ المستعاذ منه من الجن رهقا ، أي : رؤية الفضل على الإنس طغيانا وتكبرا والجراءة بالإثم من سفهاء الجن .

وورد فى معنى (رهقا) أقوال أشهرها :

القول الأول : أي : خوفا وإرهابا وذعرا وبلاء وضعفا وإهانة وإضلالا، وذلك حاصل قول مجاهد أبى العالية والحسن وسعيد بن جبير والربيع وزيد بن أسلم وإبراهيم النخعي ، وأورده ابن كثير فى تفسيره والسعدي .

• القول الثانى : أي : طغيان وتكبر والجراءة بالإثم الذى يحصل من السفيه ، وذلك حاصل قول السلف ( ابن عباس وقتادة ومجاهد ، وحكاه الثوري عن منصور عن إبراهيم ، وأورده ابن كثير والسعدي والأشقر .

• القول الثالث : أي : الخبل والجنون ، قاله عكرمة ورواه عنه ابن حاتم ، وأورده ابن كثير فى تفسيره .

والمعانى كلها صالحة ، ويمكن حمل الآية عليها ، والله تعالى أعلم.

3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.

ج/ قوله تعالى { ... وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا ، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } .
المناسبة بين الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات هي أن العباد خطاؤون ، ولا يخلو منهم من تقصير بجانب ما أمروا به من فعل الطاعات ، فإما أن لا يفعلوه أصلا ، وإما أن يفعلوه عن طريق غير المشروع ، فأمروا بالاستغفار جبرا لما حصل منهم من نقص وتقصير وهفوات وزلات ، كما لاتغرنّ العبد طاعته لله ؛ لأنه متى لم يتغمده الله بواسع رحمته ومغفرته فإنه هالك .

ب: الدليل على حفظ الوحي.

ج/ قوله تعالى : { وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا } الجن(٩) ، فحفظ الله تعالى وحي السمآء من أن يسترقه الجن إلى أعونهم من شياطين الإنس .

والله تعالى أعلم .



رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 رجب 1439هـ/13-04-2018م, 10:07 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية‎:
‎1.فسّر‎ ‎قوله تعالى‎:
‎)‎وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ ‏نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)
وَأَنَّا ‏مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ ‏حَطَبًا (15)) الجن‏‎.‎

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11))
يخبر الجن عن حالهم بأن منهم الصالحون المستقيمون، ومنهم من هم غير ‏ذلك كالفجار والفساق والكفار، وقد كانوا جماعات متعددة الطرق، متباينة الأهواء، ‏مختلفة المذاهب.‏‎

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12))
وقد علموا علما يقينيا أنهم غير معجزين الله، وأقروا بكمال قدرته، وتبين لهم نقصهم ‏وعوارهم، وأن ليس لهم بسبيل للخروج من تحت قدرته وسلطانه،
وإن حاولوا الهروب فلا فوت من قدرة الله، فهو الذي يفر الخلائق منه إليه سبحانه.‏


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ‏‏(13))
ثم يبدون فخرهم كونهم آمنوا، فلما سمعوا القرآن وعلموا الحق أذعنوا له، وحُق لهم الفخر ‏بذلك، إذ أنه من الخلق من لا يوفق للإيمان والهدى،
وفي سياق الحديث عن إيمانهم يرغبون ‏غيرهم فيه لأنه سبب لكل خير، فقالوا أنه من آمن بالخالق وعلم كمال ربوبيته فلا يخاف ‏أن يُخسف بحقه وتضيع حسناته، أو أن يُحمل عليه ذنوب غيره فيُظلم بذلك.‏‎


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ‏‏(14))‏
وما زال الجن يخبرون عن مآل كل فريق منهم، فيقولون أن هناك المسلمون وهناك الجائرون ‏الرافضون للحق المائلون عن الصراط المستقيم، المنقلبون عليه،
وهم بخلاف الفريق الأول، فالذين أسلموا تحروا سبيل النجاة الموصل للجنة و وفقوا لاتباعه.‏


تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15))
وأما المخالفون للحق فإنهم يوم القيامة تسعر بهم النار جزاء لأعمالهم، ويشترك معهم من ‏كان مثلهم من الإنس، كما قال تعالى‎ ‎‏: ( ..فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ‏أعدت للكافرين..)،
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها ‏الناس والحجارة.. ) فيكونوا جميعا حطبا لها، وهذا من عدل الله فإنه لا يظلم أحدا.‏


‎2.حرّر القول‎ ‎في‎:
معنى قوله تعالى‎: {‎وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن‏‎.
المفسرون على قولين في تفسير هذه الآية، ولعل هذا يرجع إلى الاختلاف في تقدير المراد.
فإما يراد بقوله تعالى: ( استقاموا على الطريقة):
1.لزوم الطاعة أو الإسلام أو طريقة الحق.
وهذه المعاني وردت في أقوال الصحابة والتابعين،كابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، ‏وسعيد بن المسيب، والسدي، والقرظي.
ويكون المعنى الإجمالي للآية: ‏
أي أن هؤلاء الجائرون لو أسلموا وثبتوا على الحق، لرُزقوا رزقا واسعا كثيرا،
ونظيره قول الله تعالى: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء ‏والأرض)
وعلى ذلك فيكون معنى: ( لنفتنهم فيه) أي: لنتختبرهم ونبتليهم من يلزم الحق، ومن يرتد ‏للضلالة.
وقد ذهب أكثر من قال بالقول الأول، أو جميعهم إلى أن معنى ( لنفتنهم ): ‏لنختبرهم).‏

2.وإما يُراد بها البقاء على الضلالة.‏‎
ويكون المعنى الإجمالي للآية:
أي أن هؤلاء الجائرون لو بقوا على ضلالهم، ورفضوا الانقياد للحق، لوسعنا عليهم، ورزقناهم ‏رزقا كثيرا ليس إنعاما أو إكراما لهم، بل استدراجا.
وهذا نظيره قول الله تعالى: (فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ ‏شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون)
والقول الثاني قال به أبو مجلز، والربيع بن أنس وزيد بن أسلم، وغيرهم.‏
ورواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، وحكاه البغوي عن عدد من الصحابة والتابعين.
ومن قال بهذا القول، ذهب إلى أن ( لنفتنهم فيه) يراد بها الاستدراج.
ذكر القولين ابن كثير في تفسيره، وذهب السعدي والأشقر للقول الأول، ‏وفسروا بذلك الآية.‏‎


‎3.بيّن ما يلي‎:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل‎.‎‏
‏1.ذكر الله عز وجل، والقنوت له سبحانه؛ استحقاقا لكمال صفاته، وشكرا على جميل إنعامه.
‏2.النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يخاطب بالآيات وبه يتأسى المؤمنون، إلا ما اختص به وحده.
3.تدبر القرآن، إذ أن الليل يكون فيه السكون وخلو البال من شواغل الدنيا، فيكون الأفضل للقيام وقراءة القرآن.


ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال‎.‎‏
لا شك أن الصحبة مؤثرة، والمرء على دين خليله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فمن كانت صحبته صحبة ‏طيبة صالحة كانت عونا له على الصلاح،
وطوق نجاة له من الوقوع في المعاصي.
وكذلك من كانت صحبته صحبة سوء انعكس ذلك عليه، وكانت سببا له في كل شر.

وقد قال الله تعالى: ( وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا)
فقد أخبر الله تعالى عن الجن وحالهم بعد أن علموا الحق وآمنوا به، فأنكروا على جماعة منهم ومن ‏كان مثلهم من الإنس، أنهم كذبوا على الله، فنسبوا له الصاحبة والولد،
ولبسوا عليهم أمرهم ‏وجعلوهم يظنوا ذلك، لولا أن هداهم الله وأسمعهم الحق، وكانوا من قبل يحسنون الظن بهم أنهم لن ‏يخدعوهم ويفتروا على الله، فأتبعناهم ‏


الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 12:18 AM
هويدا فؤاد هويدا فؤاد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 164
افتراضي مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.


1.(
عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن
.

1- شرف الإنتساب للدين الإسلامى الذى أُرسل للإنس والجن كافة.
وجه الدلالة: قوله تعالى: "اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ"
2- الصدق مع النفس والإعتراف بالحق وقبوله.
وجه الدلالة: قوله تعالى: "فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا - يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ"
3- إلتماس هدايات القرآن.
وجه الدلالة: قوله تعالى: " يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ"
4- من أسباب زيادة الإيمان الإستماع للقرآن.
وجه الدلالة: قوله تعالى: " اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ" ........." فَآَمَنَّا بِهِ"
5- فى القرآن دلالات نقلية وعقلية على توحيد الله تعالى.
وجه الدلالة: قوله تعالى: " فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا" ........" وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا".

المجموعة الثالثة:
1.
فسّر قوله تعالى:
{
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل
.
"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" هذا الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وخُوطب بذلك الوصف تذكيرا له بما أَلْقى اللَّهُ عليه من الثبات والأنس يجبريل حال متابعة الوحيُ عليه بعدما كان يعتريه من انزعاج ورعدة أول أمره لما جاءه جبريل بالوحى، فأتى أهله وهو تُرعد فرائصه، فقالَ: "زَمِّلُونِي دَثِّرُونِي"، فأمره بترك التزمل والقيام للصلاة، فقال: " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا" وذلك رحمة منه سبحانه إذ لم يأمره بقيام الليل كله، فبين له ذلك القدر من الليل فقال:"نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا - أَوْ زِدْ عَلَيْهِ" فيكونُ الثُّلُثَيْنِ ونحوَها وذلك لرفع الحرج عنه،"وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا" أى: قراءته على تمهّلٍ، ليكون عونًا على فهمه، ويحصل التدبر والتفكر وتحريك القلب به، وخص الله تعالى الصلاة لكونها أشرف العبادات بعد التوحيد، وخص الليل بها لكونه آكَد الأوقات وأفضلها، وكل ذلك تهيئة واستعداد للقيام بما هو مأمور به، فقال تعالى: "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا" أى: القرءان، يثقل العمل به في الدّنيا، ويثقل يوم القيامة في الموازين، وبين سبحانه الحكمة من تخصيص الليل بالقيام، فقال:" إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا" لأن الشواغل تقل، والأصواتَ فيها هادئةٌ، والدنيا ساكنةٌ، فيكون أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهّمها لتواطأ القلْبُ واللسانُ على القرآن، فيحصيلِ مقصود القرآن، ولما خص الله تعالى الليل بالقيام دون النهار، بين علة ذلك، فقال: " إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا" أى: النهار وقت المعاش ولغط الأصوات، وانتشار النّاس وانشغالهم، وإقبالهم وإدبارهم، مما يُوجب اشتغال القلب، فبين له ما فيه من عبادات أخرى فقال: "وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا" أى: أكثر من ذكره بأنواع الذكر كلها، ليلا و نهارا، فإذا فرغت من أشغالك، وما تحتاج إليه من أمور دنياك، فانقطع إليه، وتفرغ له مُنشغلا بعبادته والتماس ما عنده، مجتهدا مخلصا له، فهو سبحانه "رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا" فكونه المالك المتصرف الخالق المدبر فهو المستحق للعبادة وحده دون سواه، فإذا عرفت أنه المختص بالربوبية الذي يستحق أن يُخص وينفرد بسائر أنواع العبادة من محبة وتعظيمِ وإجلال وتكريم ، فأفرده بالتّوكّل، أى: اجعله حافظاً قائما ومُدَبراً لأمورك كلِّها وعَوِّلْ عليه في جميعها كما قال في الآية الأخرى: "فاعبده وتوكّل عليه".
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن
.
﴿وَأنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنِّ﴾ كانت العرب فى الجاهلية إذا نزلوا واديًا أو مكانًا موحشًا من البراري وغيرها، يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجانّ، أن يصيبهم بشيءٍ يسوؤهم، فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم.
الأقوال فى معنى " فزادوهم رهقًا"
القول الأول: لما رأت الجنّ أنّ الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم، فزادوهم خوفًا وإرهابًا وذعرًا، حتّى يبقوا أشدّ منهم مخافةً وأكثر تعوّذًا بهم، قول أبو العالية، والرّبيع، وزيد بن أسلم، ذكره ابن كثير، وكذلك ذكر السعدى والأشقر.
القول الثانى : إثمًا، قول ابن عباس وقتادة، ذكره ابن كثير
القول الثالث: ازدادت الجنُّ عليهم جرأةً، قول الثورىّ، ذكره ابن كثير
القول الرابع: كان الرّجل يخرج بأهله فيأتي الأرض فينزلها فيقول: أعوذ بسيّد هذا الوادي من الجنّ أن أضرّ أنا فيه أو مالي أو ولدي أو ماشيتي، قال: فإذا عاذ بهم من دون اللّه، رهقتهم الجنّ الأذى عند ذلك، قول السدى، ذكره ابن كثير
القول الخامس: كان الجنّ يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشدّ، وكان الإنس إذا نزلوا واديًا هرب الجنّ، فيقول سيّد القوم: نعوذ بسيّد أهل هذا الوادي.
فقال الجنّ: نراهم يفرقون منّا كما نفرق منهم. فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون، قول عكرمة، ذكره ابن كثير
القول السادس: زاد الجنُّ طغيانا، قول مجاهد، ذكره ابن كثير، وكذلك ذكر السعدى والأشقر
ويمكن الجمع بين الأقوال: كان الجنّ يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشدّ،فلما رأت الجنُّ أنّ الإنسَ يعوذون بهم من خوفهم منهم، فرهقوهم الأذى، فازداد الجنُّ طغيانا وجرأة، وزادوا الإنسَ خوفًا وإرهابًا وذعرًا، وخبلا وجنونا وسفها، حتّى يبقوا أشدّ منهم مخافةً وأكثر تعوّذًا بهم، ويزداوا إثما بذلك.


3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات
.
امر الشارع بالإستغفار بعد فعل المأمور به، وذلك فى مواضع كثيرة فى كتاب الله تعالى، كآيات الحج " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله"، وآيات الصيام " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم"، والأمر بالصلاة والزكاة "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا"، وذلك أنَّ العبد غالبا ما يكون مقصر فيما أُمر به، فإما لا يفعله أصلا أو يفعله على وجه ناقص، أو يرى نفسه فى العمل فيُعجب بعمله، فأُمر بترقيع النقص وكسر العجب بالإستغفار.
ب: الدليل على حفظ الوحي.
قوله تعالى حكاية عن الجن: "وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا - وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا" .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 12:48 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

عذرا سقط مني سهوا أثناء نقل الإجابة

1.عامّ لجميع الطلاب‎
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى‎:

‎(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ ‏وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)) الجن

‏1. وجوب تلقي خبر الوحي بالقبول والتسليم، فقد أخبر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن إيمان جماعة من ‏الجن لما سمعوا القرآن منه، و إن أعظم ما يثاب عليه المؤمن تسليمه وتصديقه بخبر الوحي.
‏2.وجوب التهيئة القلبية عند تلاوة القرآن، واستشعار مخاطبة الله عز وجل لنا بكل ما جاء في ‏القرآن، فبذلك يحصل الانتفاع به ويسترشد طالب الهدى.
‏3. سؤال الله الهداية دوما، فالهداية بيده وحده، فقد بين الهدى للثقلين، فقد هدى جماعة من الجن للإيمان لما ‏علموا الحق، ولم يهدي رجال من قريش رغم تكرار الآيات عليهم،
فقدر لأقوام الهدى، وكتب ‏الضلالة على آخرين.
‏4. تعظيم القرآن، فهو أولا كلام الله عز وجل، وفيه من الآيات والبينات ما يوجب زيادة الإيمان ‏عند قراءته، فقد تآلفت ألفاظه في نسق عجيب، مع الوفاء بالمعنى، فلا زيادة فيه ولا نقصان،
ولا ‏باطل آتيه، بل هو الحق الذي به يتم تعزيز اليقين، وتثبيت قلوب المؤمنين.‏
‏5. قراءة القرآن بنية طلب الهداية، طلبا للهدى والرشد، فإن من أسباب نزوله هداية الناس، ‏وتبشير المتقين، وإنذار المعاندين.
‏6. تحقيق الإخلاص، وتخليصه من شوائب الشرك، فكلما سمع المرء آيات القرآن الحكيم، وعلم ‏عن الخالق وأسمائه ، وصفاته، ازادا إخلاصا لله وأفرده وحده بالعبادة.‏

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 12:53 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

إعادة السؤال الأخير
المجموعة الثانية
ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال‎.‎‏
لا شك أن الصحبة مؤثرة، والمرء على دين خليله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فمن كانت صحبته صحبة ‏طيبة صالحة كانت عونا له على الصلاح،
وطوق نجاة له من الوقوع في المعاصي.
وكذلك من كانت صحبته صحبة سوء انعكس ذلك عليه، وكانت سببا له في كل شر.
وقد قال الله تعالى: ( وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا)
فقد أخبر الله تعالى عن الجن وحالهم بعد أن علموا الحق وآمنوا به، فأنكروا على جماعة منهم ومن ‏كان مثلهم من الإنس، أنهم كذبوا على الله، فنسبوا له الصاحبة والولد،
ولبسوا عليهم أمرهم ‏وجعلوهم يظنوا ذلك، لولا أن هداهم الله وأسمعهم الحق، وكانوا من قبل يحسنون الظن بهم أنهم لن ‏يخدعوهم ويفتروا على الله الكذب.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 12:49 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- وجوب الإيمان بوجود الجن وأن منهم المؤمنون ومنهم الكافرون, ويترتب علي ذلك حب المؤمنون منهم وبغض الكافرين وجه الدلالة قوله تعالي (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ)
2- علم الغيب لا يعلمه إلا الله لا نبي نرسل ولا ملك مقرب, مما يترتب عليه عدم تصديق الكهان والمنجمون وجه الدلالة قوله تعالي (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ)
3- ينبغي علي مريد الرشاد أن يهتدي بالقرآن. وجه الدلالة قوله تعالي (قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ)
4- إذا استبان الحق للعبد بدليله وجب عليه الإيمان به والعمل به. وجه الدلالة قوله تعالي (فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)
5- علي الباحث عن الحق ان يسمع بقلبه لا يسمع بإذنه فقط. وجه الدلالة قوله تعالي (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ)
المجموعة الأولي
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
يخبر تعالي عن صفة وحال خزنة النار وفي ذلك من الفوائد الكثير منها
1- أن ذلك فتنة للمشركين أي ابتلاء واختبار لهم.
2- ان ذلك تصديق لما عند أهل الكتاب من عدد خزنة النار فيكون دليلا لهم علي ان محمد صلي الله عليه وسلم نبي مرسل فهذا خبر لا يعلمه إلا المرسلون.
3- أن في ذلك زيادة إيمان للمؤمنين لما يجدوا ان ما في كتابهم موافق لما في كتب أهل الكتاب من الأمور الغيبية.
ورؤساء خزنة النار عددهم 19 ملكاً شداد غلاظ لا يعصون الله ما أمرهم واستهزأ المشركون من هذا العدد حتي قال بعضهم أيعجز مائة رجل منكم أن يأخذوا ملكاً منهم حتي يخرجوا من النار وهذا من جهلهم وسفه عقولهم وقالوا ذلك ليصدوا الضعفاء عن الإسلام.
ومما زاد الكفار والمنافقون حيرة هو لماذا ضرب الله هذا المثل وما الفائدة التي تعود بذكر هذا الخبر ولكن الغرض المقصود هو الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم وخاصة من امور الغيب وهو الذي أدي لزيادة إيمان المؤمنين وعدم ريبتهم هم وأهل الكتاب لموافقة كتبهم لذلك العدد.
ثم بين سبحانه أن الهداية بيده وحده عز وجل وهو أعلم بالمهتدين من عباده فيوفق كل لما هو من أهله فيوفق أهل السعادة للإيمان والعمل الصالح , كما يوفق أهل الكفر والفسوق لما فيه هلاكهم.
ويخبر تعالي انه لا يعلم جنوده إلا هو سبحانه وتعالي وهذا من كمال علمه وقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه إلي قيام الساعة.
وأن هذه السورة وهذا العدد ما هو إلا ذكري للبشر يتذكرون بها قدرة الله عز وجل وقوته ويسلمون له في أمورهم كلها ويقبلون كل ما أخبر به النبي صلي الله عليه وسلم.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
اختلف المفسرون في المراد بقوله تعالي وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ علي أقوال
1- أنها نزلت في اليهود والنصاري الذين كانوا يدعون غير الله في كنائسهم وبيعهم وكذلك المشركون الذين كانوا يدعون غير الله في المسجد الحرام, فأمر المسلمون بإخلاص العبادة لله في المساجد واختلفوا في المساجد هل هي المساجد القائمة وقتئذ أم في المساجد كلها علي قولين
أ- أنها نزلت في المسجد الحرام ومسجد إيليا ذكره ابن كثير عن السدي
ب – أنها نزلت في المساجد كلها ذكره ابن كثير عن عكرمة وقتادة وهو اختيار ابن كثير وقول السعدي
2- أنها نزلت في الجن لما أرادوا الصلاة مع النبي صلي الله عليه وسلم. ذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير و الأعمش ونقله الأشقر عن سعيد
3- أنها نزلت في أعضاء السجود ذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير
4- المراد به كل الأرض لأنها كلها مسجد ذكره الأشقر
والراجح في المسألة أنها نزلت في الأمر بإخلاص العبادة لله في المساجد كلها
3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
المقصود بذلك الإنفاق في سبيل الله عز وجل ابتغاء مرضاته بنية خالصة لا يراد بها غير وجهه سبحانه من النفقات الواجبة علي الأولاد والأهل والزكاة المفروضة ومن الصّدقات المستحبة، فإنّ اللّه يجازي على ذلك أحسن الجزاء وأوفره
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
قيام الليل فرض في اول الإسلام علي النبي صلي الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين واختلفوا في مدة فريضته هل هي ثمانية أشهر أم سنة أم ستة عشر شهراً علي أقوال لعل أرجحها القول بالسنة. ثم نسخ هذا الحكم فصار قيام الليل مستحباً وهذا هو أخر الأمرين والذي مات عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن الأدلة علي ذلك قوله تعالي (إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)
ومن سنة النبي صلي الله عليه وسلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سئل عن رجلٍ نام حتّى أصبح، فقال: "ذاك رجلٌ بال الشّيطان في أذنه". فقيل معناه: نام عن المكتوبة. وقيل: عن قيام اللّيل.
وفي السّنن: "أوتروا يا أهل القرآن."
وفي الحديث الآخر: "من لم يوتر فليس منّا".
والأحاديثُ الصحيحةُ الْمُصَرِّحَةُ بقولِ السائلِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:هل علَيَّ غيرُها؟ يَعنِي الصلواتِ الخمسَ، فقالَ:((لاَ, إِلاَّ أَن تَطَّوَّعَ)) تَدُلُّ على عدَمِ وُجوبِ غيرِها، فارْتَفَعَ بهذا وُجوبُ قِيامِ الليلِ وصلاتِه عن الأُمَّةِ.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 03:09 PM
إبراهيم الكفاوين إبراهيم الكفاوين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 181
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

1- الاستماع صفة جميلة تدل على الادب وحسن الخلق وحب الاستفادة من المتكلم ونتيجته الافادة والهداية{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)

2- القرآن كلام الله معجز فيه الهداية والرشد والحق () يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ )

3- الجن تأثروا بالقرآن واستمعوا له وآمنوا به فنحن اولى وحري بنا ان نفوز بالقرآن وهو بين ايدينا (أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)
4- القرآن فيه الهداية والرشد فمن اهتدى به نجاه ومن حاد عنه ضل ( يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
5- نتيجة الاهتداء بالقرآن هو الإيمان وتحقيق التوحيد (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)

المجموعة الأولى:

1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.

يقول تعالى ردٌّ ا على مشركي قريشٍ حين ذكر عدد الخزنة، فقال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟
ان خزنة النار هم ملائكة لإنهم اشداء ويفعلون ما يؤمرون وجعل الله تعالى عدتهم تسعة عشر فتنة وهو اختبار وابتلاء ليرى من يصدق ومن يكذب وقيل لتعذيبهم الكفار يوم القيامة حتى يزداد يقين اهل الكتاب اذا وافق العدد ما عندهم وليزداد المؤمنين ايمانا مع ايمانهم ولا يشك اهل الكتاب والمؤمنين وحتى يقول المشركين والذين في قلوبهم نفاق وشبهة لماذا هذا العدد وهذا على وجه الحيرة والكفر والشك ,
والهداية والضلال كله بيد الله فمن يريد الهداية هداه الله ومن ضل أضله الله وهذا العدد وماهيته لا يعلمه الا الله تعالى (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) وهذه الموعظة والتذكره حتى يتذكرها الانسان ويعمل بها وقيل ان الكلام عن النار وخزنتها هُوَ ماهي الا موعظة حتى يتذكر الناس قدرة الله وكمال قدرته .


2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ورد عدة أقوال :

1- المراد بها المسجد الحرام وبيت المقدس قاله ابن عباس وذكره ابن كثير في تفسيره .
2- نزلت في المساجد كلّها قاله عكرمة وذكره ابن كثير والسعدي والاشقر في تفسيرهم .
3- مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام قاله الأعمش ذكره ابن كثير في تفسيره .
4-. نزلت في أعضاء السّجود قاله سعيد بن جبيرٍ ذكره ابن كثير في تفسيره .
5- المساجدُ كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ ذكره الأشقر في تفسيره .

الراجح في الأقوال :
هو انها نزلت في المساجد كلها فإِنَّ المساجِدَ التي هي أعْظَمُ مَحالَّ للعِبادةِ مَبْنِيَّةٌ على الإخلاصِ للهِ والخضوعِ لعَظَمَتِه، والاستكانةِ لعِزَّتِه.


3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
{وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا} من الصّدقات خالِصاً لوجْهِ اللَّهِ، مِن نِيَّةٍ صادِقَةٍ، وتَثْبِيتاً مِن النفْسِ ومالٍ طَيِّبٍ، ويَدخُلُ في هذا الصدَقَةُ الواجبةُ والمُستحَبَّةُ.


ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
كانت صلاة الليل واجبه لكن هذه الآية نسخت وجوب قيام الليل قال تعالى :
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ )
والأحاديثُ الصحيحةُ الْمُصَرِّحَةُ بقولِ السائلِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:هل علَيَّ غيرُها؟ يَعنِي الصلواتِ الخمسَ، فقالَ:((لاَ, إِلاَّ أَن تَطَّوَّعَ)) تَدُلُّ على عدَمِ وُجوبِ غيرِها، فارْتَفَعَ بهذا وُجوبُ قِيامِ الليلِ وصلاتِه عن الأُمَّةِ.

وبارك الله فيكم .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 10:06 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور الحاقة والمزمل والمدثر

ج١:- خمس فوائد سلوكية ، ووجه الدلاله :
" قل أوحي الى ...١-٢
١- ان يحرص المسلم على تلقي العلم ، وسماع الحق من مصادره الأصلية ، حتى يكون على الطريق المستقيم ، وجه
وجه الدلالة ، قوله تعالى " أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا .." فالجن حرصوا على استماع القرآن وتلمسوا ذلك في مواطنه ومصادرة الأصلية .
٢- أن يركن المسلم إلى الحق ، عندما يقتنع به ، ويسلم بالحقائق الصحيحة ويؤمن بالإعجاز بالقرآن في فصاحته ومواعظه وبيانه كما ذكر ذلك الحق " فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا "
فالجن سمعوا ووعوا واعترفوا بعظمة القرآن ، وكذلك ينبغي للإنسان -أن يكون منقادا للحق معترفا به


٣- أن يدرك الإنسان عظمة القرآن وهدايته للحق والصواب ، فآمن الجن عندما أدركوا ذلك ، إيمانا مثمرا حقيقا يبعدهم عن الشهوات و الشبهات قال تعالى " يهدي إلى الرشد فآمنا به"

فذلك الإنسان ينبغي أن يهتدي بهداية القرآن إلى سبل الرشاد .
٤- أن يبتعد الإنسان عن الشرك ومظاهرة ويتمسك بعقيدة التوحيد ومثبتهاتها ويتعظ من موقف الجن الذين قالوا "
" ولن نشرك بربنا أحدا " حلاف كفار قريش الذين سمعوه مرات ولم يؤمنوا
٥- أن يقطع المسلم العهد على نفسه أن يهتدي بهدي القرآن ، ويلتزم بأحكامه
ويصفي عقيدته، ويتجنب مظاهر الشرك كما ذكر ذلك الجن عندما قطعوا العهد بأن لا يشركوا بالله أي أحد " قال تعالى " ولن نشرك بربنا أحد

المجموعة ٣
تفسير الايات من سورة المزمل ١-٩
يأمر الله سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يترك الغطاء في الفراش وينهض لقيام الليل بالصلاة وقراءة القرآن ، في أكبر الأوقات وبأشرف العبادات ، وكان الأمر بالقيام لليل كله إلا قليلا منه ، أو أقل مثل : ثلثه، ثم نزل التحفيف والأمر بقرآءة القرآن على مهل وتدبر وتفكر ، ليكون عونا على فهمه وتحريك القلب به ، لأجل العمل به ، فهو ثقيل وقت نزوله لعظمته ، في معانيه أو أوصافه ، فلا بد من التهيؤ له و الاستعداد ، وأن في قيام الليل أشد مواطأة بين القلب واللسان ، وأجمع على تلاوته للخاطر ،من قراءته في النهار وهو وقت للفراغ والنوم وقضاء للحوائج وتفرغ الليل للعبادة ، وكانت صلاة الليل فريضة ثم أصبحت نافلة
وفي النهار" سبحا طويلا " أي ترددا على الحوائج والمعاش ، يوجب اشتغال القلب وعدم تفرغه التام ، ثم أمر الله سبحانه عبده بكثرة ذكر الله والانقطاع لعبادته على فراغ البال ، بأنواع الذكر لأجل التماس ماعند الله سبحانه ، المالك المتصرف ، وخصه بالتوكل عليه ، لا معبود سواه يستحق العبادة ، وهو الحافظ المدبر

ج٢:- تحرير القول في معنى " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون ...٦ الجن
أي: كان الإنس يعبدون الجن ويستعيذون بهم عند المخاوف فزاد الإنس الجن طغيانا وتكبرا.
أو : يرجع الضمير إلى الجن ، في " زادوهم" إي؛ زاد الجن الإنس ذعرا وتخويفا لما رأوهم يستعيذون بهم
رهقا: أو : زادوهم بلاء وضعفا وخوفا.
ج٣: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات :
لأن العبد لا يخلو من تقصير فيما أمر به فأمر بترفيع ذلك بالاستغفار فإن لم يتغمده الله برحمته فهو هالك .
ج٤: الدليل على حفظ الوحي :
قوله تعالى " وأنا ظننا أن لن تقول الجن والإنس على الله كذبا"
وقوله تعالى ( ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم )





رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 10:56 PM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن

.
قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن: استماع الجن للقرآن الكريم وتأثرهم به ، ومعرفتهم أنه كلام الخالق، ولا يمكن أن يكون كلام مخلوق؛ فكانوا خير من بعض الإنس الذين كذبوا وأعرضوا عن كلام الرب تبارك في علاه وشكوا في ذلك واختلفوا.


قرآنا عجبا: عجائب القرآن لا تنقضي، في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وأخلاقه وبصائره وما فيه من هدى ونور.


يهدي إلى الرشد: من يبحث عن الهداية والطريق الموصلة إلى الغايات المحمودة في الدين والدنيا ؛ فليبحث عن ذلك في القرآن.


فآمنا به: سرعة استجابة الجن وإيمانهم ، لما سمعوا كلام الله تعالى ، وكثير من الإنس يسمع نداء الله تعالى له وأمره له بالخير ونهيه عن السوء؛ لكنه يتأخر في الاستجابة ويلهيه طول الأمل.


ولن نشرك بربنا أحدا: علق قلبك بالله تعالى ، وذلك بالإخلاص في العبادة ، والحذر من المعصية، والثقة في كمال تدبيره لجميع أمور العبد في دنياه وآخرته.









فسّر قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.

ياأيها المزمل: نداء من الله تعالى لنبيه وهو على حال معينة، نائم متغطي بثيابه بعد أن أصابه الفزع والخوف ؛ مما رأى في غار حراء من نزول جبريل عليه السلام عليه وضمه على صدره وابتداء نزول الوحي.
قم الليل إلا قليلا: يأمر الله تبارك وتعالى نبيه الكريم، بأن ينهض من فراش نومه وأن يقوم لصلاة الليل وحدد له زمنا فقال تعالى إلا قليلا: أي أغلب الليل وأكثره. وهذا فرض على رسول الله وأمته (قيام الليل) ثم جاء التخفيف بعده في المدة وفي الفرضية على الأمة ، فصار واجبا على الرسول مستحبا لأمته من بعده.
نصفه او انقص منه قليلا: بيان لما سبق في الآية، في الأمر بالقيام لصلاة الليل، فقال تعالى: قم نصف الليل أو أقل منه بشيء قليل.
أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا: أي زد على نصف الليل في قيامك إلى الثلثين، ثم بيّن سبحانه كيفية القيام، وهو أن يقوم بالقرآن بترتيل وتمهل في القراءة وطمأنينة به، فذلك أدعى لحضور القلب عند القراءة واستفادة القلب وتأثره بالقرآن.
إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا: أي سننزل عليك قولا وهو كلام الله تعالى (القرآن الكريم) ثقيلا في العمل بحدوده وفرائضه وشرائعه ، ثقيلا في نزول على الرسول لعظمته.
إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا: أي ساعات الليل وأوقاته، وقيل الناشئة القيام للصلاة بعد النوم، هي أشد وطئا : أكثر ثقلا على النفس، وهي كذلك أشد مواطأة بين القلب واللسان فيكون القلب حاضرا؛ لسكون الليل وخلو القلب من الشواغل ؛ وكل ذلك مدعاة لاستقامة القلب وخشوعه وتأثره بما يقرأ والاستجابة له.
إن لك في النهار سبحا طويلا: أي فراغا وانشغالا في أمور المعاش والعمل والسعي في تحقيق المصالح الدينية والدنيوية.
فاذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا: هنا الأمر بالذكر ليلا ونهارا وفي كل وقت، وانقطاع القلب عن التعلق بغيره تعالى ، وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى على الوجه الذي يرضيه.
رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا: بيان لربوبية الله تعالى التي عمت كل شيء، فهو رب المشرق والمغرب وما بينهما مما يراه الخلق ويعلمونه وما لا يعلمون، وهو الخالق الواحد المنفرد بتدبير الأمور الذي خضع كل شيء لملكه وسلطانه؛ فاتخذه وكيلا: أي علق قلبك بالله في كفايتك وفي تدبير أمورك واعتمد عليه في جميع أحوالك، فلا يقضي حوائجك ويعينك في أمور دينك ودنياك إلا هو سبحانه وبحمده.







حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا".
فزادوهم رهقا، في ذلك أقوال للمفسرين، بناء على ضمير الواو في زادوهم:
أولا: ضمير الواو يرجع إلى الجن، أي زاد الجن الإنس رهقا. ومعنى رهقا هنا:
1ـ خوفا وإرهابا وذعرا، قول أبي العالية والربيع وزيد بن أسلم ذكره ابن كثير، وأحد قولي السعدي والأشقر.
2ـ إثما، قول ابن عباس من طريق العوفي و قتادة ذكره ابن كثير.
الثاني: الضمير يرجع إلى الإنس، زاد الإنس الجن رهقا، ومعنى رهقا هنا:
1ـ جرأة، الثوري عن منصور بن إبراهيم، ذكره ابن كثير.
2ـ زاد الكفار طغيانا، قول مجاهد ذكره ابن كثير ، وهو القول الآخر للسعدي، والأشقر.






بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.
لأن العبد عند فعل الأمر الشرعي، إما غفل عنه وقصر فلم يفعله ، أو فعله ناقصا غير تام كما أراده الله تعالى، أو فعل تاما لكن قد غفل ولم يحضر قلبه عند فعل الأمر؛ فاحتاج بعد كل عبادة وعمل صالح الإكثار من الاستغفار لجبر النقص والخلل والتقصير في الفعل.




ب: الدليل على حفظ الوحي.
قوله تعالى " (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) ).


تم الجواب وبالله التوفيق

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 11:29 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

1- استماع القران بتجرد يقود للحق و هو من أقوى ما يؤثر في القلوب [فَآَمَنَّا بِهِ]
2- الاهتمام بالقران و التعرف على ما فيه من عجائب و أسرار فهو مليء لمن تتبع عجائبه [إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا]
3- الإيمان لا يكمل و لا يتم إلا بالإخلاص و البعد عن الشرك [فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا]
4- العلم بإرشادات القران و تعليماته و ما اشتمل عليه هو الإيمان الراسخ المبني على هداية القران بخلاف الايمان المبني على العادة و الالف [يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ]
5- المسارعة إلى اتباع الحق و عدم التردد بعد ظهوره و وضوحه [إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ]

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
لما قاد الطغيان و التجبر الكفار و من على شاكلتهم إلى الاستهزاء بما يذكره الله في كتابه و ما ينقله عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أخبر سبحانه بأن المكذبين و المستهزئين بعدد الملائكة الذين على النار أخبر سبحانه بقوله [وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً] فهم من جنس الملائكة الغلاظ الشداد الذين خصهم الله بصفات عظيمة و كذلك جعل الله عدد هؤلاء الملائكة ابتلاء و اختبار[وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا] فهم من سيرسب في الاختبار و يكذب بهذا الخبر ، و لكن هناك أقوام لن يكذبوا بهذا الخبر و إنما [لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ]
فسيستيقن أهل الكتاب بصحة الخبر الموافق لما عندهم و سيكون أيضا سببا لزيادة إيمان المؤمنين لما رأوا من موافقة أهل الكتاب، فلا يدخل الشك و الريب إليهما [وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا] فهم في شك و تردد و يتساءلون ما الحكمة و ما العلة من وراء ذلك ، و لذلك ينقسم الناس عند آيات الله لمصدق مهتد و مكذب ضال [كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ] ثم يخبر سبحانه بأن له من الجنود ما لا يعلمهم إلا هو، فعنده من الملائكة ما لا يحصى عددهم فقد أطت السماء منهم، و منهم من يطوف بالبيت المعمور فلا يعود إليه و عد من يطوف به كل يوم سبعون ألاف ملك، فسبحان من خلقهم و جل من سواهم و تبارك من له الأمر من قبل و من بعد.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
و رد فيه أقوال :
- قيل المسجد الحرام و بيت المقدس قاله ابن عباس ذكره ابن كثير
- قيل المسجد النبوي و هو حاصل قول الأعمش ذكره ابن كثير
- و قيل المساجد كلها قاله عكرمة ذكره ابن كثير و هو حاصل قول السعدي والأشقر
- و قيل أعضاء السجود قاله سعيد بن جبير و استدل بقوله عليه الصلاة و السلام : أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين.
- و قيل كل البقاع لأن الأرض كلها مسجد ذكره الأشقر.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.

المراد النفقة الواجبة و المستحبة و أن تكون خالصة لله من نية صادقة و تثبتا من النفس ومن مال طيب

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.

مستحب لأن الآية التي في آخر المزمل نسخت وجوب قيام الليل و هي قوله تعالى [إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ]
و كذلك الأحاديث التي تصرح بأن الواجب الفرائض حين كان يجيب عليه الصلاة و السلام على السائل حين يقول : هل علي غيرها يعني الصلوات الخمس فقال : لا إلا أن تطوع .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 11:30 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- التصرف الحسن عند سماع القول الحق قال تعالى( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا )
2- استماع الجن للقران استماع تدبر و تمعن مما جعلهم يصفونه بالصفات التي ذكروها لاحقا (أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
3- صدق الجن في استماعهم للقران حيثوا استمعوا و ءامنوا به و أصبحوا دعاة و منذرين لقومهم من الجن قال تعالى (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
4- من سبل التعلم الاستماع و الإنصات قال تعالى ( ...أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا)
5-رسالة النبي صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الثقلين الانس و الجن و بالتالي ما وعده من ثواب و عقاب يشمل الثقلين الجن و الانس قال تعالى ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا)
6- التعامل مع الجن ينبغي ان يكون كالتعامل مع الانس في الدعوة الى الله و عدم الاعتداء و النصح و الارشاد قال تعالى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)}
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
يقول الله عز وجل مبينا حال عالم الجن المخفيون عنا أن منهم الصالحون المؤمنون بالله الحريصون على الاعمال الصالحة و منهم من ليس كذلك لم يصلوا الى درجة الصلاح و التقوى بل هم مثلهم مثل الانس لهم عدد مذاهب بل فيهم المسلم و الكافر و اليهودي و النصراني و لهم طرق يسلكونها في حياتهم الدينية و العقلية ثم قال الله تعالى مبينا حالهم و ضعفهم امام قدرة الله عز وجل فقال تعالى ( و أنا ظننا أن لن نعجز الله في الارض و لن نعجزه هرباً) أي أنهم - الجن - علموا علم اليقين أنهم مهما عملوا من عمل لأجل يهربوا من عذاب الله او عقابه ممن لم يُؤْمِن به فلن يعجزوا الله في الأرض بل الله قادر عليهم و لن يهربوا من قضاء الله و أمره فيهم ،ثم بين الله عز وجل موقف الجن عند سماعهم هداية الله و القران الكريم قال الله عز وجل ( وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} و كذلك أوضح القران الكريم موقفهم بعد سماع كتاب الله و ما كان منهم الا ان ءامنوا به وهم على يقين بأن من يُؤْمِن بالله تعالى فلن يخاف الخسران و لا التعب في الدنيا و الآخرة ثم أخذ الجن يتكلمون بحالهم و موقفهم بصدق في الحديث حيث لم يعمموا لأنفسهم الهداية و الصلاح و ينفوا عنهم الغواية بل قالوا ان منهم المسلمون الذين أسلموا دينهم لله تعالى و صدقوا ما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم و ما وصل اليهم من الهدى ومنهم كذلك الجائرون المائلون عن الهدى و الصواب - الكافرون من يهود و نصارى - او اصحاب الفرق الضالة ثم أكدوا حسن طريق متبعيهم للهدى و الحق بأنهم من اجتهدوا لان يكونوا أصحاب الرشاد و الصلاح و الفوز في الآخرة ،و اما الجائرون عن الحق الذين لم يستجيبوا لداعي الله و لم يسلموا له فان مصيرهم النار و سيكونون من حطب جهنم و العياذ بالله.
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
اختلاف العلماء في معنى الآية على قولين
القول الاول: يرجع ضمير واو الجماعة الى القاسطون و المعنى ان لو استقام القاسطون على الطريقة الصحيحة طريقة الاسلام و المسلمين لفتح الله عليهم من واسع رزقه من ماء يسقي زرعهم و خير واسع في الطعام و الشراب و الأموال
وهو كقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96]
القول الثاني: ( و أن لو استقاموا على الطريقة) الضلال أي أصروا و استمروا على الضلال الذي هم فيه (لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ) لأسقيناهم استدراجاً ( ومهل الكافرين أمهلهم رويدا ) ماء وفيراً و رزقا واسعا ثم ينالهم العذاب أليم من الله جل و علا وهو كقوله تعالى {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}
و القولان ممكن ان يكونا
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل لان وقت الليل هو أكثر الأوقات مواطأة القلب و اللسان حيث السكون و افراغ القلب و النفس من مشاغل الدنيا فيكون المرء أكثر صفاء و مناجأة لله تعالى ذاك الوقت و يكون عقله و قلبه أكثر خشوعا و تدبرا للقران الكريم الذي أمره الله ان يقوم الليل به .
ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.
1-رفيق السوء يشغل صاحبه عن الحق و عن اتباع الحق قال تعالى على لسان اهل النار ( و كنّا نخوض مع الخائضين )
2- لولا ما قدره الله عليه من الكفر في الوليد بن المغيرة و رفقاء السوء الذين خشوا ان يكون قد أسلم مع محمد صلى الله عليه وسلم حين وصف الكلام بانه ليس كلام شعر و لا كلام كاهن و كلام بشر بل قال انه كلام الله فعندما سمع قومه رفقاء السوء بذلك تأمروا عليه حتى قال في القران انه سحر يؤثر فلآن معهم و كتبه الله من الضالين و خسر دنياه و اخرته و لم يكن من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هكذا صديق السوء يريد من صديقه الضلالة و الغواية قال تعالى ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)
و قال الشاعر
عن المرء لا تسل و سل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
و في الحكم : قل لي من تصاحب اقول لك من انت

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30 رجب 1439هـ/15-04-2018م, 05:18 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

1.(عامّ لجميع الطلاب):
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.


* إيمان الجن بالقرآن وتصديقه حين سماعه وهم جن , فمن باب أولى أن يصدق ويؤمن جميع البشر بهذا القرآن.
وجه الدلالة قوله تعالى : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا }.
* إنصات قلوبنا للقرآن بخشية , يوصلنا إلى فهم وتدبر معانيه , تتجلى حقائق عظيمة في قلوبنا.
وجه الدلالة قوله تعالى : {أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}.
* تعظيم القرآن في قلوبنا لما فيه من جميل الفصاحة والبلاغة وأسمى المواعظ.
وجه الدلالة قوله تعالى :{ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}.
* سبيلنا إلى الفوز والفلاح في الدارين هو إيماننا بالقرآن وتصديقه.
وجه الدلالة قوله تعالى :{ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}.
* من أجل نعم الله علينا, والتي تستحق الشكر وحمد الله , أن أرسل لنا الرسل بدعوة التوحيد الخالصة لله تعالى ,وهذا بحد ذاته النجاة من النار.
وجه الدلالة قوله تعالى :{ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً}.

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.

هي من الآيات العظيمة التي تخبر عن خزنة جهنم التسعة عشر ، وكيف أن إخبار الله عز وجل عن عددهم كان فتنة , فآمن المؤمنون به وصدقوه ، وارتاب الذين في قلوبهم مرض , كأمثال أبي جهل حيث قال وهو مستكبرا : يا معشر قريش، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم ؟
فجاء قول الله تعالى :
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً}: لقد خلق الله تعالى الملائكة وجعل منهم خزنة لجنهم , وحباهم الله بفضله وقدرته صفة القوة والشدة والغلظة , فلن يقوى أحد على مغالبتهم , فهم أقوى خلق الله بحقه, فكيف تتعاطون أيها الكفار مغالبتهم ؟
{وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا}: وما أخبرناكم بعددهم الـ ( تسعة عشر ) إلا لنختبركم أيها الناس , ونميز الصادق من الكاذب منكم . وقيل : ما جعلنا عددهم هذا الـ ( تسعة عشر) إلا ليكون ذلك محنة وضلالة لكل من في قلبه أدنى ريب من الكافرين , وقد استقل بعددهم , فيكون ذلك وبالا وخيما عليهم فيضاعف العذاب عليهم , ويزداد غضب الله عليهم.
{لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}: ليحصل اليقين بالحق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب ( اليهود والنصارى),لموافقة ما في القرآن من عدة خزنة جهنم الـ ( تسعة عشر) كما في كتبهم .
{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا}: فيكون ذلك زيادة إيمان ويقين في قلوب المؤمنين إلى إيمانهم ويقينهم , لصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم , ولموافقة أهل الكتاب لهم.
{وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ}: حتى ينجلي وينتفي الريب والشك من قلوب المؤمنين وأهل الكتاب , في الدين أو في أن عدة خزنة جنهم تسعة عشر.
{وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا}: فكان تساؤل وحيرة كل من المنافقين الذي ملأ قلبهم الشك والريب, والشبهات , والنفاق , والكفار من العرب من أهل مكة وغيرهم , حول الحكمة من ذكر هذا العدد المستغرب منه استغراب المثل.
{ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }: فقد كان التصديق بما ذكر بالقرآن, والإيمان بآياته , هو الهداية الحقيقة للمؤمنين وزيادة إيمانهم بفضل الله ومشيئته , وكان الشك , والحيرة والكفر في قلوب المنافقين والكفار هو إضلال الله لهم وشقاء بمشيئته .
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}: فلا أحدا من الخلق يستطيع أن يحصي أو يكون على علم يقين بعدد خلق الله من الملائكة , فهذا علم من الغيب فلا يعلمه إلا الله , فإن ذُكر أن خزنة جهنم تسعة عشر فإن لهم من الأعوان والجنود لا يعلمه إلا علام الغيوب.
{وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} : أن هذه المواعظ ما ذكرت بعثا أو لعبا , وإنما غايتها التذكير للبشر .وقيل أنها سقر و ما ذكر من عدد خزنتها إلا تذكرة وموعظة للبشر , ليعلموا كمال قدرة الله وأنه لا يحتاج إلى أعوان وأنصار.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ذكر ابن كثير أقوالا:
- المسجد الحرام , و مسجد إيليا ( بيت المقدس) قاله ابن عباس.
- المسجد النبوي, قاله الأعمش.
- أعضاء السجود , هي لله فلا تسجدوا بها لغيره, قاله سعيد بن جبير .
وقد استدل ابن كثير بحديث ,عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة - أشار بيديه إلى أنفه- واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين"
- محال للعبادة المختصة بالله , فيجمع معها المساجد كلها ,و كنائس وبيع النصارى واليهود , قاله قتادة, وسفيان وهو حاصل ما ذكره أيضا السعدي والأشقر .
* وقد ذكر الأشقر : كل البقاع ,لأن الأرض كلها مسجد.
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال أن المساجد هي أعظم محال مختصة لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له , مخلصين له موحدين في ذلك , فيدخل في ذلك المسجد الحرام , والمسجد النبوي , ومسجد إيليا , وجميع المساجد على بقاع الأرض التي تقوم على هذا الشرط .
فيخرج منها كنائس وبيع النصارى اليهود لانتفائها شرط الإخلاص لله تعالى وحده , باتخاذهم شريك لله في عبادتهم.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.

قال تعالى : {وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا}
المقصود بالقرض الحسن : هو الإنفاق في سبيل الخير في الأموال الطيبة التي يمتلكها العبد إنفاقا حسنا ابتغاء وجه الله تعالى , خالص القصد لله وحده , فتشمل جميع الصدقات الواجبة ( كالنفقة على الأهل , والزكاة الواجبة ) , والمستحبة (كنفقات الجهاد , مساعدة الآخرين بالمال).

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
- كان حكم قيام الليل واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وحده , فقال تعالى :{ يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا}, فقام النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه حولا , وقيل حولين , وقيل عشرة سنين , إلى أن تفطرت أقدامهم .
- ثم خفف الله عنهم وأصبح حكم قيام الليل تطوعا .فقد قال ابن جرير لما أنزل اللّه تعالى على نبيه صلّى اللّه عليه وسلم: {يا أيّها المزّمّل} قال: مكث النبي صلى اللّه عليه وسلم على هذه الحال عشر سنين يقوم اللّيل، كما أمره، وكانت طائفةٌ من أصحابه يقومون معه، فأنزل اللّه عليه بعد عشر سنين: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك} إلى قوله: {وأقيموا الصّلاة} فخفّف اللّه تعالى عنهم بعد عشر سنين.. فقال تعالى :{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}..

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 1 شعبان 1439هـ/16-04-2018م, 06:08 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور:
(الجن، والمزمل، والمدثر).

أحسنتم وفقكم الله وزادكم علما ونفعا للأمة ، وأشيد بإحسانكم في إجابتكم على سؤال التفسير ، وأخذكم بالملحوظات السابقة وما يأتي مزيدا منها :
- اتفقنا على أن نحرص على الاستهلال بمقدمة يسيرة بين يدي الآيات التي بيننا ونحسن الربط بينها مع التذكير بالأسلوب الخاص لكل طالب وحسن الصياغة.
- مما يساعد على تفسير مميّز ومؤثر للقارئ ؛الاهتمام بالفوائد السلوكية المستفادة من الآيات إذ بإمكانك إيصال العلم العمل في تفسيرك للقارئ، مع الاحتفاظ بعدم الإسهاب إن كان مطلب السؤال الاختصار في التفسير .
- لمزيد من الشمول في تفسير الآيات ؛ ضرورة العناية بمرجع الضمائر المذكورة في الآيات منها مثلا:

قوله تعالى: (
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ).
وقوله تعالى:(
إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا) وما أشبه ذلك.
- الشمول لا يتعارض مع الاختصار فيمكن أن يكون التفسير مختصرا وشاملا لعناصره .
فمثلا إن تطرقتم لمسألة ذُكر فيها أقوال ،يكفي ذكر الراجح منها كما تعلمنا في المهارات الأساسية للتفسير .

المجموعة الأولى:
1.
مؤمن عجلان.أ
ج2: لديك أسلوبك حسن في التفسير ، وهذا ما نرجوه منكم أن يُظهر كل طالب ما لديه من إبداع في طريقة بيان المعاني يجذب بها القارئ ، وفقك الله وسددك.
واحرص على تنمية هذا الأسلوب بالاستفادة من الملحوظات التي توّجه إليكم ، واعتني بذكرك لجمل الآيات أثناء التفسير حتى يتسنى لك الإتيان على المعنى الكامل فلا يفوتك شيء من البيان .
ج2ب: خلاصة الأقوال في المراد بالمساجد ثلاثة:
القول الأول: أنها محال العبادة ؛ سواء في المسجد الحرام ومسجد إيليا أو في عموم المساجد.
القول الثاني: أعضاء السجود.
القول الثالث: بقاع الأرض.

2. إبراهيم الكفاوين .ب+
أوصيك بالانتباه لهمزة القطع .
ج2: أثناء تفسيرك احرص على تقسيم الآية لجمل واذكرها في تفسيرك.
ج2ب: نفس الملحوظة على إجابة الطالب مؤمن .
ج3: رعاك الله صغ الإجابة بأسلوبك فهو الأنفع لك .

3
. عبدالكريم محمد
ج2: أحسنت في تفسيرك وأسلوبك مميّز وفقك الله.
ج2ب: نفس الملحوظة على المراد بالمساجد.

4. ناديا عبده .أ+


المجموعة الثانية:
1. سلوى عبدالعزيز.أ+
ج2ب: القول الثالث هو نفس القول الأول
،و اتجه ابن جرير للقول الثاني ويؤيد ذلك قوله تعالى :{ لنفتنهم فيه}.

2. إنشاد راجح.أ
ج1: فاتكِ الاستدلال من الآيات على الفوائد السلوكية .
ج3: يحسن الاستدلال بقصة الوليد بن المغيرة .

3. ميمونة التيجاني.أ+
ج2أ: أحسنتِ في تفسيرك وفقكِ اللع مع التنبيه لضرورة العناية بهمزة القطع .
ج2ب: اتجه ابن جرير للقول الثاني ويؤيد ذلك قوله تعالى :{ لنفتنهم فيه}.


المجموعة الثالثة:
ملحوظة :

1.حرّر القول في:

معنى
قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
(6)} الجن.

خلاصة ما ذكر من الأقوال والتي تعود لمرجع الضمير الواو في قوله تعالى :(زادوهم).
1: إما أن يعود الضمير على الجن، فيكون المعنى: إن رجالا من الأنس كانوا إذا نزلوا واديا استجاروا واستعاذوا بسيد جن هذا الوادي، فيجترئ الجن عليهم ويصيبوهم بالخبل والذعر والخوف والجنون.
2: أو أن يعود الضمير على الإنس، فيكون المعنى: أنه كان رجال من الإنس يستعيذون ويستجيرون بالجن فزاد الإنسُ الجنَّ كبرا وطغيانا لعبادتهم إياهم.



2.
ب: الدليل على حفظ الوحي.
يُستدل من الآيات على حفظ الوحي .
أولا: حفظه في السماء، قوله تعالى: { وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا}
ثانيا: حفظه في الأرض، قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا }
والأكمل في الجواب ذكر الدليلين بارك الله فيكم.



1.
عنتر علي.أ
ج2: أحسنت في تفسيرك وعنايتك بربط الآيات ببعضها،ولك أسلوب مميّز وفقك الله.
ج3: الحفظ كما يكون في السماء يكون في الأرض وبيان ذلك في قوله تعالى
: { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا0 إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا0 } .

2. هويدا فؤاد.أ
ج2: أحسنتِ وبإمكانكِ الاستفادة من الملحوظة .

ج3: الحفظ كما يكون في السماء يكون في الأرض وبيان ذلك في قوله تعالى
: { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا0 إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا0 } .

3. عبد الكريم الشملان.ب+
ج2: يحسن ذكرك للآيات أثناء التفسير .
ج3:
راجع التعليق .
يتضح الاختصار جليا في إجابتك .

4.حليمة السلمي.أ
ج الأخير : راجعي التعليقات للاستفادة .

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 30 رجب 1439هـ/15-04-2018م, 09:30 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

المجموعة الأولى:
.(عامّ لجميعالطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قولهتعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1. من إعجاز هذا القرآن أنّ له وقع عجيب على الأذآن ، فلا يستطيع من سمعه إلا أن يلامس قلبه ، فينبهر عقله ، وتخشع جوارحه. قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا.
2. من أعظم نعم الله على العباد هي نعمة السمع. أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا
3. المؤمن الصادق الذي يبحث عن الهداية والرشد ، لا يزيده هذا القرآن إلا إيمانا ويقينا. يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ.
4. لا يكتمل إيمان المؤمن إلا بترك الشرك وإفراد الله بالعبادة. فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا.
5. من عظمة هذا القرآن أنه من عظّمه في قلبه ، رفعه الله شأنه وشاع ذكره. قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ.

1.
فسّر قوله تعالى:
{
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَكَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
نزلت هذه الآيات ردا على مشركي قريش حين سمعوا عن عدد خزنة جهنم ، فقال أبو جهل متهكما : يا معشر قريش، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلوبهم؟ فأنزل الله قوله :
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ أي خزنتها الموكلين بعذاب من فيهاإِلَّا مَلَائِكَةً شديدي الخلق والقوة ، وليس رجالا تصارعونهم فتغلبونهم وَمَا جَعَلْنَا من ذكر عِدَّتَهُمْ أي عددهم لكم إِلَّا فِتْنَةً أي: إختبارا ومحنة ، وقيل: عذابا لِلَّذِينَكَفَرُوا فيزيدوا ضلالا بتكذيبهم فيتضاعف عذابهم ويشتد غضب الله عليهم لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ أي ليحصل اليقين لليهود والنصارى بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لموافقة القرآن لما عندهم وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا زائدا على إيمانهم لما رأوه من موافقة أهل الكتاب لكتابهم وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ أي لا يدخلهم الشك والريبة في الدين بعد أن حصل لهم اليقينوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ محاولة منهم في التشكيك في الدين والتقليل من اليقين ، مستنكرين باستفهامهم :مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا أي ما الذي أراده الله من ذكر هذا المثل كَذَلِكَ المثل الذي ضُرب فأنكر من أنكر واهتدى من اهتدى كذلك يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ من عباده وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ منهم وذلك بعد اطلاعه على قلوبهم والكشف عن إرادتهم في صدق طلبهم للهداية وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ أي ما يعلم حقيقة جنوده الذي أعدهم لعذاب من في النار إلا هو وإن كان قد ذكر منهم تسعة عشر ، فهذا ليس إلا مثال لُيعلم المهتدي من الضال وَمَا هِيَ أي سقر التي ذكرت وعدد خزتها ، ما ذكرت إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ ليتذكر الخلق ما ينفعهم فيفعلونه ، وما يضرهم فيتركونه.

2. حرّر القولفي:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَاللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
المراد بالمساجد :
1. المسجد الحرام و مسجد بيت المقدس ،قال ابن عباس : لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ، ومسجد إيليا: بيت المقدس. رواه ابن أبي حاتم ، ونقله ابن كثير في تفسيره.


2. هي المساجد كلها. قاله عكرمه ، و نقل ابن جرير عن سعيد بن جبير: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} ، ذكر هذا القول ابن كثير في تفسيره. ، وذكر مثله السعدي والأشقر.
3. بقاع الأرض كلها. لأن الأرض كلها مسجد ، ذكره الأشقر في تفسيره.
4. أعضاء السجود السبعة. قال سعيد بن جبيرٍ. نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. جاء في الحديث الصّحيح، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلىأنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين". ذكره ابن كثير.
ويمكن الجمع بين الأقوال الثلاثة الأولى بأن المراد بالمساجد هي الأماكن التي اتخذت للصلاة فيها ،وإقامة ذكر الله ، وأريد بها كل البقاع لما ورد في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم :وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا. ويدخل في ذلك المسجد الحرام وبيت المقدس لأنه لم يكن هناك غيره.
أما القول الأخيربأنها أعضاء السجود السبعة فهي من باب وصف الصلاة التي لا تكون إلا على المساجد السبعة. فتكون الأقوال الأولى لبيان مكان الصلاة والقول الأخير لوصف هيئتها.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرضالحسن.
هي الصدقات الواجبة والمستحبة والتي أُنفقت خالصة لوجه الله ، بنية صادقة ومن طيب نفس ، وسميت قرضا لأنه الله يجازي المنفق فيها بأحسن الجزاء وأوفره سواء في الدنيا أو في الآخرة.
ب: حكم قيام الليل، معالاستدلال.
استحباب قيام الليل بعد أن كان فرضا ، فقد افترض الله قيام الليل في أول سورة المزمل ثم نُسخ الحكم في آخر السورة ، قال تعالى :{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُأَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَمَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُفَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}.(20)
كما ثبت في الصحيحين أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للرجل : (خمس صلوات في اليوم والليلة". قال : هل علي غيرها؟ قال : "لا إلا أن تطوّع". وهذا الحديث يدل على عدم وجوب غير هذه الصلوات الخمس.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 1 شعبان 1439هـ/16-04-2018م, 09:21 AM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
Thumbs down

1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.


- أن العبد إذا سمع آيات الله أو تلاها، فعليه أن يتدبر معانيها ومقاصدها، فإن هذا القرآن عجب في ألفاظه ومعانيه، كما كانت حال الجن عند سماعهم للقرآن، ولا تكون قراءته قراءة مجردة سريعة من غير تعقل وتفكر وتدبر، ومن كانت هذه حاله وجد حلاوة في تلاوة القرآن وتدبره.
- أن القرآن يهدي الناس إلى الرشد وإلى التي هي أقوم في جوانب حياتهم الدنيوية والأخروية، وفيه فلاحهم ونجاحهم في الدنيا والآخرة، وفي الإعراض والتخلي عنه الخسارة العظمى، كما قالت الجن عن القرآن:(يهدي إلى الرشد).
- أن الإيمان وقبول الحق والانقياد له، سبب في هداية الخلق، فإن الله هدى الجن إلى الرشد، لإيمانهم بالقرآن وانقيادهم لهم، لما علموه من صدق ما فيه، قال تعالى: (يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)، وأما من استكبر وعاند كحال الكفار، فما يزيدهم القرآن إلا كفرا وجحودا.
-أن الكفر والمعاصي تعمي البصيرة، فمشركو قريش مع قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، واستماعهم لآيات الله تتلى وقيام الحجة عليهم، لم يؤمنوا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الجن فآمنوا بالقرآن من أول مرة سمعوا بها آيات الله، فعلى العبد أن يحذر من المعاصي فهي تعمي القلوب، وتقلب الحقائق، وتري أصحابها الحق باطلا، والباطل حقا.
- على العبد أن يسارع بالعمل بما جاء في القرآن من هدى، فكل ما يتعلمه من القرآن فعليه أن يعمل به، فالجن سارعوا في الإيمان بالقرآن وبالنبي صلى الله عليه وسلم، بمجرد استماعهم لآيات الله، فأدوا أعظم ما افترضه الله عليهم، فآمنوا بالله ووحدوه بالعبادة، ولم يشركوا به أحدا، قال تعالى: (فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا).
2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.


بعد أن ذكر تعالى عدد خزنة جهنم من الملائكة، وأن الله أعد لها تسعة عشر من الملائكة الغلاظ الشداد، بين سبحانه الحكمة من ذكر خزنتها وعددهم، وذكر أحوال الفرق في تلقيهم ما جاء من أخبار الغيب التي استأثر عز وجل بعلمها.
قال تعالى: ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة)، فقد أعد الله تعالى لجهنم خزنة من الملائكة الشداد الغلاظ، وفيه رد على ما روي من قول أبي جهل أنه قال: يا معشر قريش، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم؟، فذكر تعالى أن خزنة جهنم من الملائكة، وهم أعظم من البشر في القوة والشدة والخلقة، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون وما يؤمرون.
قال تعالى: ( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا)، أي: وما ذكرنا عدد خزنة جهنم، إلا فتنة واختبارا وامتحانا، ليعلم الله من يؤمن به ويصدق، ممن أضله الله واستهزأ وتكبر وكفر، فيزداد بذلك كفرا إلى كفره، ولذلك قال تعالى: ( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا)، أي: ليستيقن اليهود والنصارى بأن النبي صلى الله عليه وسلم رسول من الله حق، لموافقة ما أخبر من عدد خزنة جهنم ما وجدوه عندهم من كتب سابقة، وليزداد الذين آمنوا إيمانا وتصديقا، فإن آيات الله يتلقاها المؤمنون بتصديق وقبول وانقياد، فتزيدهم إيمانا مع إيمانهم، ويزدادوا إيمانا عند موافقة ما أخبر به نبيهم صلى الله عليه وسلم، ما جاؤوا به أهل الكتاب من أخبار.
قال تعالى: ( ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ) أي: وليزول الريب والشك من قلوب أهل الكتاب والمؤمنين، في عدد خزنة جهنم وفي دين الله الذين أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فالريب يزول بالإيمان والتسليم واليقين بما جاءت به الرسل من آيات وهدى وبصائر وبينات.
قال تعالى: (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا)، وأما المنافقون، ففي قلوبهم مرض وشك، والكافرون فتزيدهم آيات الله كفرا إلى كفرهم، وشكا إلى شكهم، ومنها ما أخبر تعالى عن عدد خزنة جهنم، فلا يزدادوا بآيات الله وأخباره بالغيب إلا كفرا وعنادا، لفساد قلوبهم ومقاصدهم، وعدم رغبتهم في الانقياد إلى الحق متى تبين، ولذلك قال تعالى: ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء)، فيضل من يشاء بحكمته وعدله، ويهدي من يشاء برحمته وإنعامه.
ثم قال تعالى: ( وما يعلم جنود ربك إلا هو)، واستأثر سبحانه وتعالى بعلمه بجنوده، فلا يعلم جنوده إلا هو، فلا يعلم عددهم إلا هو، سواء من خزنة من جهنم أو من غيرهم من الملائكة، فينبغي التسليم بما أخبر تعالى من أمور الغيب.
قال تعالى: ( وما هي إلا ذكرى للبشر)، أي: النار كما قال مجاهد وذكره عنه ابن كثير، التي أنذرتموها إلا ذكرى وموعظة، فمن شاء اتعظ وعمل ما ينجبه منها، وقيل: وما التذكرة والموعظة المذكورة في الآية، وذكره السعدي، من الإيمان والتصديق والتسليم بما أخبر تعالى من أخبار الغيب ومنها عدد خزنة جهنم، إلا ذكرى ليتذكر بها البشر ما ينفعهم.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.


ورد في المراد بالمساجد أقوال لأهل العلم، منها:
الأول: المساجد كلها، مفهوم من كلام ابن عباس وقتادة، وقال به عكرمة وذكره عنهم ابن كثير، وذكره السعدي والأشقر، وذكر ابن عباس أنها نزلت ولم يكن في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام، ومسجد بيت المقدس.
الثاني: أعضاء السجود، قاله سعيد بن جبير وذكره عنه ابن كثير، ويكون المعنى: هي لله فلا تسجدوا بها لغيره، وذكر ابن كثير أن من قال بهذا القول ذكر الحديث الصحيح الذي رواه عبدالله بن طاوس، أن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه- واليدين والركبتين وأطراف القدمين)).
الثالث: كل البقاع، ذكره الأشقر، لأن الأرض كلها مسجد.
والراجح أن المراد بالمساجد في الآية، المساجد المعروفة التي اتخذت للعبادة والصلوات، ويدل على ذلك ما ذكره قتادة ورواه عنه ابن كثير، أن اليهود والنصارى كانت تشرك في البيع والكنائس، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يوحدوه وحده في المساجد، وهو مفهوم من كلام ابن عباس، وقاله عكرمة ورواه عنهم ابن كثير، وقال به السعدي والأشقر.
بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.


الصدقات الواجبة والمستحبة، بشرط أن تكون خالصة لوجه الله، ومن مال طيب، واحتسابا وتثبيتا من النفس، من غير من ولا أذى.

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.

مستحب، لأن حكم وجوب قيام الليل نسخ بقوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن)، ويدل على ذلك الحديث الذي روي في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل:((خمس صلوات في اليوم والليلة))، قال: هل علي غيرها، قال: ((لا، إلا أن تطوع)).

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 4 شعبان 1439هـ/19-04-2018م, 08:35 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود الجهوري مشاهدة المشاركة
1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.


- أن العبد إذا سمع آيات الله أو تلاها، فعليه أن يتدبر معانيها ومقاصدها، فإن هذا القرآن عجب في ألفاظه ومعانيه، كما كانت حال الجن عند سماعهم للقرآن، ولا تكون قراءته قراءة مجردة سريعة من غير تعقل وتفكر وتدبر، ومن كانت هذه حاله وجد حلاوة في تلاوة القرآن وتدبره.
- أن القرآن يهدي الناس إلى الرشد وإلى التي هي أقوم في جوانب حياتهم الدنيوية والأخروية، وفيه فلاحهم ونجاحهم في الدنيا والآخرة، وفي الإعراض والتخلي عنه الخسارة العظمى، كما قالت الجن عن القرآن:(يهدي إلى الرشد).
- أن الإيمان وقبول الحق والانقياد له، سبب في هداية الخلق، فإن الله هدى الجن إلى الرشد، لإيمانهم بالقرآن وانقيادهم لهم، لما علموه من صدق ما فيه، قال تعالى: (يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)، وأما من استكبر وعاند كحال الكفار، فما يزيدهم القرآن إلا كفرا وجحودا.
-أن الكفر والمعاصي تعمي البصيرة، فمشركو قريش مع قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، واستماعهم لآيات الله تتلى وقيام الحجة عليهم، لم يؤمنوا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الجن فآمنوا بالقرآن من أول مرة سمعوا بها آيات الله، فعلى العبد أن يحذر من المعاصي فهي تعمي القلوب، وتقلب الحقائق، وتري أصحابها الحق باطلا، والباطل حقا.
- على العبد أن يسارع بالعمل بما جاء في القرآن من هدى، فكل ما يتعلمه من القرآن فعليه أن يعمل به، فالجن سارعوا في الإيمان بالقرآن وبالنبي صلى الله عليه وسلم، بمجرد استماعهم لآيات الله، فأدوا أعظم ما افترضه الله عليهم، فآمنوا بالله ووحدوه بالعبادة، ولم يشركوا به أحدا، قال تعالى: (فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا).
2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.


بعد أن ذكر تعالى عدد خزنة جهنم من الملائكة، وأن الله أعد لها تسعة عشر من الملائكة الغلاظ الشداد، بين سبحانه الحكمة من ذكر خزنتها وعددهم، وذكر أحوال الفرق في تلقيهم ما جاء من أخبار الغيب التي استأثر عز وجل بعلمها.
قال تعالى: ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة)، فقد أعد الله تعالى لجهنم خزنة من الملائكة الشداد الغلاظ، وفيه رد على ما روي من قول أبي جهل أنه قال: يا معشر قريش، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم؟، فذكر تعالى أن خزنة جهنم من الملائكة، وهم أعظم من البشر في القوة والشدة والخلقة، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون وما يؤمرون.
قال تعالى: ( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا)، أي: وما ذكرنا عدد خزنة جهنم، إلا فتنة واختبارا وامتحانا، ليعلم الله من يؤمن به ويصدق، ممن أضله الله واستهزأ وتكبر وكفر، فيزداد بذلك كفرا إلى كفره، ولذلك قال تعالى: ( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا)، أي: ليستيقن اليهود والنصارى بأن النبي صلى الله عليه وسلم رسول من الله حق، لموافقة ما أخبر من عدد خزنة جهنم ما وجدوه عندهم من كتب سابقة، وليزداد الذين آمنوا إيمانا وتصديقا، فإن آيات الله يتلقاها المؤمنون بتصديق وقبول وانقياد، فتزيدهم إيمانا مع إيمانهم، ويزدادوا إيمانا عند موافقة ما أخبر به نبيهم صلى الله عليه وسلم، ما جاؤوا به أهل الكتاب من أخبار.
قال تعالى: ( ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ) أي: وليزول الريب والشك من قلوب أهل الكتاب والمؤمنين، في عدد خزنة جهنم وفي دين الله الذين أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فالريب يزول بالإيمان والتسليم واليقين بما جاءت به الرسل من آيات وهدى وبصائر وبينات.
قال تعالى: (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا)، وأما المنافقون، ففي قلوبهم مرض وشك، والكافرون فتزيدهم آيات الله كفرا إلى كفرهم، وشكا إلى شكهم، ومنها ما أخبر تعالى عن عدد خزنة جهنم، فلا يزدادوا بآيات الله وأخباره بالغيب إلا كفرا وعنادا، لفساد قلوبهم ومقاصدهم، وعدم رغبتهم في الانقياد إلى الحق متى تبين، ولذلك قال تعالى: ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء)، فيضل من يشاء بحكمته وعدله، ويهدي من يشاء برحمته وإنعامه.
ثم قال تعالى: ( وما يعلم جنود ربك إلا هو)، واستأثر سبحانه وتعالى بعلمه بجنوده، فلا يعلم جنوده إلا هو، فلا يعلم عددهم إلا هو، سواء من خزنة من جهنم أو من غيرهم من الملائكة، فينبغي التسليم بما أخبر تعالى من أمور الغيب.
قال تعالى: ( وما هي إلا ذكرى للبشر)، أي: النار كما قال مجاهد وذكره عنه ابن كثير، التي أنذرتموها إلا ذكرى وموعظة، فمن شاء اتعظ وعمل ما ينجبه منها، وقيل: وما التذكرة والموعظة المذكورة في الآية، وذكره السعدي، من الإيمان والتصديق والتسليم بما أخبر تعالى من أخبار الغيب ومنها عدد خزنة جهنم، إلا ذكرى ليتذكر بها البشر ما ينفعهم.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.


ورد في المراد بالمساجد أقوال لأهل العلم، منها:
الأول: المساجد كلها، مفهوم من كلام ابن عباس وقتادة، وقال به عكرمة وذكره عنهم ابن كثير، وذكره السعدي والأشقر، وذكر ابن عباس أنها نزلت ولم يكن في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام، ومسجد بيت المقدس.
الثاني: أعضاء السجود، قاله سعيد بن جبير وذكره عنه ابن كثير، ويكون المعنى: هي لله فلا تسجدوا بها لغيره، وذكر ابن كثير أن من قال بهذا القول ذكر الحديث الصحيح الذي رواه عبدالله بن طاوس، أن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه- واليدين والركبتين وأطراف القدمين)).
الثالث: كل البقاع، ذكره الأشقر، لأن الأرض كلها مسجد.
والراجح أن المراد بالمساجد في الآية، المساجد المعروفة التي اتخذت للعبادة والصلوات، ويدل على ذلك ما ذكره قتادة ورواه عنه ابن كثير، أن اليهود والنصارى كانت تشرك في البيع والكنائس، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يوحدوه وحده في المساجد، وهو مفهوم من كلام ابن عباس، وقاله عكرمة ورواه عنهم ابن كثير، وقال به السعدي والأشقر.
بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.


الصدقات الواجبة والمستحبة، بشرط أن تكون خالصة لوجه الله، ومن مال طيب، واحتسابا وتثبيتا من النفس، من غير من ولا أذى.

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.

مستحب، لأن حكم وجوب قيام الليل نسخ بقوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن)، ويدل على ذلك الحديث الذي روي في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل:((خمس صلوات في اليوم والليلة))، قال: هل علي غيرها، قال: ((لا، إلا أن تطوع)).
بارك الله فيك وزادك علما.
الدرجة :أ

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 4 شعبان 1439هـ/19-04-2018م, 08:19 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالحة الفلاسي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
.(عامّ لجميعالطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قولهتعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1. من إعجاز هذا القرآن أنّ له وقع عجيب على الأذآن ، فلا يستطيع من سمعه إلا أن يلامس قلبه ، فينبهر عقله ، وتخشع جوارحه. قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا.
2. من أعظم نعم الله على العباد هي نعمة السمع. أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا
3. المؤمن الصادق الذي يبحث عن الهداية والرشد ، لا يزيده هذا القرآن إلا إيمانا ويقينا. يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ.
4. لا يكتمل إيمان المؤمن إلا بترك الشرك وإفراد الله بالعبادة. فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا.
5. من عظمة هذا القرآن أنه من عظّمه في قلبه ، رفعه الله شأنه وشاع ذكره. قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ.

1.
فسّر قوله تعالى:
{
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَكَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
نزلت هذه الآيات ردا على مشركي قريش حين سمعوا عن عدد خزنة جهنم ، فقال أبو جهل متهكما : يا معشر قريش، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلوبهم؟ فأنزل الله قوله :
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ أي خزنتها الموكلين بعذاب من فيهاإِلَّا مَلَائِكَةً شديدي الخلق والقوة ، وليس رجالا تصارعونهم فتغلبونهم وَمَا جَعَلْنَا من ذكر عِدَّتَهُمْ أي عددهم لكم إِلَّا فِتْنَةً أي: إختبارا ومحنة ، وقيل: عذابا لِلَّذِينَكَفَرُوا فيزيدوا ضلالا بتكذيبهم فيتضاعف عذابهم ويشتد غضب الله عليهم لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ أي ليحصل اليقين لليهود والنصارى بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لموافقة القرآن لما عندهم وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا زائدا على إيمانهم لما رأوه من موافقة أهل الكتاب لكتابهم وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ أي لا يدخلهم الشك والريبة في الدين بعد أن حصل لهم اليقينوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ محاولة منهم في التشكيك في الدين والتقليل من اليقين ، مستنكرين باستفهامهم :مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا أي ما الذي أراده الله من ذكر هذا المثل كَذَلِكَ المثل الذي ضُرب فأنكر من أنكر واهتدى من اهتدى كذلك يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ من عباده وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ منهم وذلك بعد اطلاعه على قلوبهم والكشف عن إرادتهم في صدق طلبهم للهداية وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ أي ما يعلم حقيقة جنوده الذي أعدهم لعذاب من في النار إلا هو وإن كان قد ذكر منهم تسعة عشر ، فهذا ليس إلا مثال لُيعلم المهتدي من الضال وَمَا هِيَ أي سقر التي ذكرت وعدد خزتها ، ما ذكرت إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ ليتذكر الخلق ما ينفعهم فيفعلونه ، وما يضرهم فيتركونه.أحسنتِ.

2. حرّر القولفي:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَاللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
المراد بالمساجد :
1. المسجد الحرام و مسجد بيت المقدس ،قال ابن عباس : لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ، ومسجد إيليا: بيت المقدس. رواه ابن أبي حاتم ، ونقله ابن كثير في تفسيره.


2. هي المساجد كلها. قاله عكرمه ، و نقل ابن جرير عن سعيد بن جبير: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} ، ذكر هذا القول ابن كثير في تفسيره. ، وذكر مثله السعدي والأشقر.
3. بقاع الأرض كلها. لأن الأرض كلها مسجد ، ذكره الأشقر في تفسيره.
4. أعضاء السجود السبعة. قال سعيد بن جبيرٍ. نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. جاء في الحديث الصّحيح، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلىأنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين". ذكره ابن كثير.
ويمكن الجمع بين الأقوال الثلاثة الأولى بأن المراد بالمساجد هي الأماكن التي اتخذت للصلاة فيها ،وإقامة ذكر الله ، وأريد بها كل البقاع لما ورد في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم :وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا. ويدخل في ذلك المسجد الحرام وبيت المقدس لأنه لم يكن هناك غيره.
أما القول الأخيربأنها أعضاء السجود السبعة فهي من باب وصف الصلاة التي لا تكون إلا على المساجد السبعة. فتكون الأقوال الأولى لبيان مكان الصلاة والقول الأخير لوصف هيئتها.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرضالحسن.
هي الصدقات الواجبة والمستحبة والتي أُنفقت خالصة لوجه الله ، بنية صادقة ومن طيب نفس ، وسميت قرضا لأنه الله يجازي المنفق فيها بأحسن الجزاء وأوفره سواء في الدنيا أو في الآخرة.
ب: حكم قيام الليل، معالاستدلال.
استحباب قيام الليل بعد أن كان فرضا ، فقد افترض الله قيام الليل في أول سورة المزمل ثم نُسخ الحكم في آخر السورة ، قال تعالى :{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُأَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَمَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُفَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}.(20)
كما ثبت في الصحيحين أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للرجل : (خمس صلوات في اليوم والليلة". قال : هل علي غيرها؟ قال : "لا إلا أن تطوّع". وهذا الحديث يدل على عدم وجوب غير هذه الصلوات الخمس.

بارك الله فيك وسددك.
الدرجة :أ

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 6 شعبان 1439هـ/21-04-2018م, 01:18 AM
وحدة المقطري وحدة المقطري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 216
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- الجن حين استمعوا للقرآن علموا انه ليس كأي كلام بل هو كلام من أعاجيب الدرر النفيسة التي لا يصل لها كلام البشر، وفي هذا دليل على كذب كفار قريش ومن شابههم من زنادقة الزمان {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا}.
2- الجن لما استمعوا للقرآن فقهوه وانتفعوا به؛ فعلينا الإنصات للقرآن والاستماع له سماع قبول وتفهم {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا}.
3- من أراد الهداية فليعتصم بالوحي {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}.
4- الهدف من القرآن وهداياته توحيد الله {ولن نشرك بربنا أحد}.
5- رسولنا بشر لا يعلم الغيب إلا أن يعلمه الله؛ فعلينا ألا نؤلهه أو نصرف له شيئا من خصائص الربوبية، وغيره من باب أولى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}

2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1.
فسّر قوله تعالى:
{
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
حين أن ذكر الله سقر وصفتها وشنيع فعلها وذكر خزنتها ذكر صفتهم وعددهم فقال {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ ماذا أراد الله بهذا مثلا}
فقال أن خزنة النار هم ملائكة من جنس الملائكة لا هم إنس ولا جان ولا من غيرهم من خلق الله، بل هي أعظم خلق الله ولذا فقد كان يكفي منهم أن يكون عددهم تسعة عشر ، وما جعل الله عددهم هذا إلا فتنة للذين كفروا فيقولوا ردا للخبر كيف لهذا العدد البسيط أن يغلب أمم من الكفار، وليزداد أهل الكتاب يقينا لمطابقة هذا العذاب بما هو عندهم في كتبهم، وليزداد بهذا الخبر إيمان المؤمنين لأنهم يؤمنون بكل ما جاءهم من ربهم، وزيادة إيمان المؤمنين هو من مطالب الشريعة الجليلة لذا قال تعالى: { وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ } وكذلك من المقاصد هو اختبار صدق المصدق بالخبر عن الله بالشاك فيه كالذي في قلبه مرض أي ريب فهذا الخبر يزيده رجسا وشكا فيقول {مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا } {كَذَلِكَ} كهذا التوفيق لمعرفة المراد من هذا الخبر {يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} فلا يتوفق الموفق للحق، ولا يضل الضال عنه؛ إلا وفق إرادة الله ومشيئته الكونية الواقعة لزوما، و{وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} فمادام أنهم جنوده ولا يعلم عددهم غيره فعليكم التسليم والتصديق { وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر}ِ وما هذه الآيات إلا موعظة للبشر فيتعظون بها ويعتبرون ويعلمون أنها من عند الحق فيدعنون.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
اختلف فيه لقولين:
1- محال العبادة ، قاله قتادة، وبمعناه ابن عباس وعكرمة، اختاره ابن كثير ، وقاله السعدي والأشقر.
دليله: أن الجن قالت: يا رسول اللّه،ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوامع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس. رواه ابن كثير عن الأعمش.

2- أعضاء السجود، قاله سعيد بن جبير ، ذكره ابن كثير.
دليله: عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلىأنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
اختلف فيه:
1- الصدقات المستحبة ، قاله ابن كثير ودليله: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا فيضاعفهله أضعافًا كثيرةً}.
2- الصدقات الواجبة والمستحبة، قاله السعدي والأشقر.

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
كان في أول الأمر قيام الليل واجب بدليل قوله تعالى في سورة المزمل: {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا} ثم نسخ هذا الأمر بقوله تعالى في آخر السورة { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم (20) } وبدليل الحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي "خمس صلوات في اليوم والليلة " وحين سأله: "هل عليّ غيرها" قال له صلى الله عليه وسلم: "لا إلا أن تطوَّع" كما قال ابن كثير والأشقر.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 6 شعبان 1439هـ/21-04-2018م, 07:20 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحدة المقطري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- الجن حين استمعوا للقرآن علموا انه ليس كأي كلام بل هو كلام من أعاجيب الدرر النفيسة التي لا يصل لها كلام البشر، وفي هذا دليل على كذب كفار قريش ومن شابههم من زنادقة الزمان {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا}.
2- الجن لما استمعوا للقرآن فقهوه وانتفعوا به؛ فعلينا الإنصات للقرآن والاستماع له سماع قبول وتفهم {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا}.
3- من أراد الهداية فليعتصم بالوحي {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}.
4- الهدف من القرآن وهداياته توحيد الله {ولن نشرك بربنا أحد}.
5- رسولنا بشر لا يعلم الغيب إلا أن يعلمه الله؛ فعلينا ألا نؤلهه أو نصرف له شيئا من خصائص الربوبية، وغيره من باب أولى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}

2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1.
فسّر قوله تعالى:
{
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
حين أن ذكر الله سقر وصفتها وشنيع فعلها وذكر خزنتها ذكر صفتهم وعددهم فقال {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ ماذا أراد الله بهذا مثلا}
فقال أن خزنة النار هم ملائكة من جنس الملائكة لا هم إنس ولا جان ولا من غيرهم من خلق الله، بل هي أعظم خلق الله ولذا فقد كان يكفي منهم أن يكون عددهم تسعة عشر ، وما جعل الله عددهم هذا إلا فتنة للذين كفروا فيقولوا ردا للخبر كيف لهذا العدد البسيط أن يغلب أمم من الكفار، وليزداد أهل الكتاب يقينا لمطابقة هذا العذاب بما هو عندهم في كتبهم، وليزداد بهذا الخبر إيمان المؤمنين لأنهم يؤمنون بكل ما جاءهم من ربهم، وزيادة إيمان المؤمنين هو من مطالب الشريعة الجليلة لذا قال تعالى: { وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ } وكذلك من المقاصد هو اختبار صدق المصدق بالخبر عن الله بالشاك فيه كالذي في قلبه مرض أي ريب فهذا الخبر يزيده رجسا وشكا فيقول {مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا } {كَذَلِكَ} كهذا التوفيق لمعرفة المراد من هذا الخبر {يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} فلا يتوفق الموفق للحق، ولا يضل الضال عنه؛ إلا وفق إرادة الله ومشيئته الكونية الواقعة لزوما، و{وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} فمادام أنهم جنوده ولا يعلم عددهم غيره فعليكم التسليم والتصديق { وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر}ِ وما هذه الآيات إلا موعظة للبشر فيتعظون بها ويعتبرون ويعلمون أنها من عند الحق فيدعنون.أحسنتِ بارك الله فيكِ.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
اختلف فيه لقولين:
1- محال العبادة ، قاله قتادة، وبمعناه ابن عباس وعكرمة، اختاره ابن كثير ، وقاله السعدي والأشقر.
دليله: أن الجن قالت: يا رسول اللّه،ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوامع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس. رواه ابن كثير عن الأعمش.

2- أعضاء السجود، قاله سعيد بن جبير ، ذكره ابن كثير.
دليله: عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلىأنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
اختلف فيه:
1- الصدقات المستحبة ، قاله ابن كثير ودليله: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا فيضاعفهله أضعافًا كثيرةً}.
2- الصدقات الواجبة والمستحبة، قاله السعدي والأشقر.

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
كان في أول الأمر قيام الليل واجب بدليل قوله تعالى في سورة المزمل: {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا} ثم نسخ هذا الأمر بقوله تعالى في آخر السورة { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم (20) } وبدليل الحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي "خمس صلوات في اليوم والليلة " وحين سأله: "هل عليّ غيرها" قال له صلى الله عليه وسلم: "لا إلا أن تطوَّع" كما قال ابن كثير والأشقر.
أحسنتِ وفقكِ الله .
احرصي على االمشاركة المبكرة .
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 16 شوال 1439هـ/29-06-2018م, 09:36 AM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

السؤال العام .

• استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى : { قل أوحي إلي أنّه استمع نفر من فقالوا إنّا سمعنا قرءاناً عجباً • يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً } .

• اتّباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم وسنّته، وتصديقه بما أُوحيَ إليه، قال تعالى : { قل أوحي إلي أنّه استمع نفر من الجنّ .. } .
• الالتزام بالأدب والإنصات عند استماع المواعظ، والبحث عن الحق، قال تعالى : { إنّا سمعنا قرءاناً عجباً } .
• الحذر من الإشراك باللّه، وخطورة الوقوع فيه، والدعوة إلى توحيد اللّه سبحانه وتعالى لأنّه أصل الدين، قال تعالى : { .. ولن نشرك بربّنا أحداً } .
• ينبغي على الإنسان اتّباع القرآن الكريم بما فيه من أوامر، واجتناب نواهيه؛ لعظمته فهو الهادي إلى كل خير وإلى كل رشد، قال تعالى: { .. يهدي إلى الرشد فآمنّا به } .
• الاهتمام بالدعوة إلى اللّه عزّ وجلّ؛ فهي من أفضل الأعمال وأقرب القُربات، وأوجب الواجبات، فالجنّ أيضأ تسمع وتتكلم بل تَعِظ وتدعو إلى اللّه؛ ودل ذلك عموم الآيتين، قال تعالى : { قل أوحي إليّ أنّه استمع نفر من فقالوا إنّا سمعنا قرءاناً عجباً • يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً } .


المجموعة الأولى :

1- فسّر قوله تعالى :

{ وماجعلنا أصحاب النار إلّا ملائكة وماجعلنا عدّتهم إلّا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ولايرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلاً كذلك يضلّ اللّه مَن يشاء ويهدي مَن يشاء ومايعلم جنود ربّك إلّا هو وماهي إلّا ذكرى للبشر }


• أي وماجعلنا خزنة النار إلّا من الملائكة الغلاظ، وماجعلنا ذلك العدد إلّا اختباراً للذين كفروا باللّه من مشركي قريش؛ مَن يُصدّق ومَن يُكذّب، وليحصل اليقين للذين أعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأنّ ماجاء في القرآن عن خزنة جهنّم إنّما هو حق من اللّه تعالى، إذ وافق حقيقة مافي كتبهم من عدة خزنة النار ماأنزل اللّه في كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وليزداد المؤمنون إيماناً وتصديقاً إلى تصديقهم باللّه ورسوله، وليزولَ الشكّ عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وعن المؤمنين باللّه ورسوله في حقيقة ذلك؛ وليقول الذين في قلوبهم ريب ونفاق، والكافرون من مشركي قريش: أي شيء أراده اللّه بهذا العدد المستغرب، وبهذا الخبر حتى يخوّفنا بذكر عدّتهم؟، فيُضلّ اللّه من أراد إضلاله، ويهدي مَن أراد هدايته، ومايعلم عدد جنود ربّك من الملائكة وغيرهم من كثرتهم إلّا اللّه وحده، وماالنار التي وُصفت إلّا موعظة للناس وتذكاراً لهم .

2- حرّر القول في المراد في المساجد في قوله تعالى : { وأنّ المساجد للّه فلا تدعو مع اللّه أحداً } .

القول الأول : المسجد الحرام، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني : مسجد إيليا؛ أي بيت المقدس، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثالث : المسجد النبوي، قاله الأعمش، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الرابع : أعضاء السجود، قاله سعيد بن جبير، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الخامس : كل المساجد، قاله عكرمة، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول السادس : أعظم محالّ للعبادة، مبنية على الإخلاص لله، والخضوع لعظمته، والاستكانة لعزته، ذكره السعدي في تفسيره .
القول السابع : كل بقاع الأرض، فالأرض كلها مسجد، ذكره الأشقر في تفسيره .
- وبالجمع بين الأقوال نجد أنّ المساجد هي كل بقعة أرض مبينة على الإخلاص للّه، عامرة بتوحيد اللّه، خالية من الشرك، فالأرض كلها مسجد، ويدخل في ذلك المسجد النبوي، والمسجد الحرام، وإيليا، وغيرها من المساجد، هذا مفاد قول السعدي في تفسيره، كما أشار إلى ذلك ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .

3- بيّن مايلي :

أ- المقصود بالقرض الحسن .

القرض الحسن : هو إنفاق الأموال الطيّبة إنفاقاً حسناً من نية صادقة خالصة للّه في سبیل الخير، وهو خيرٌ ممايُبقيه العبد لنفسه في الدنيا، ويدخل ذلك الصدقات الواجبة والمستحبة؛ كالزكاة المفترضة والنفقة على الأهل وفي الجهاد، قال تعالى : { من ذا الذي يُقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة واللّه يقبض ويبسط وإليه ترجعون } ، وقال تعالى: { وماتُقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيراً وأعظم أجراً } .

ب- حكم قيام الليل مع الاستدلال .

• حكم قيام الليل واجباً في بداية الأمر، فقد افترضه اللّه سبحانه وتعالى على النبي صلى اللّه عليه وسلم وحده، قال تعالى: { ياأيها المزّمل • قمِ الليل إلّا قليلاً • نصفه أو انقص منه قليلاً }، وقال تعالى: { ومن الليل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً }، فقد كان يقوم صلى اللّه عليه وسلم ومعه طائفة من الصحابة رضوان اللّه عليهم، ومكث على هذه الحال سنة كاملة أو عشر سنين حتى ورمت أقدامهم وانتفخت .
• ثم صار حكم قيام الليل تطوعاً : بعد أن أمر اللّهُ النبيَ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بقيام الليل إلّا قليلاً؛ فشقّ ذلك على المؤمنين، فخفّف اللّه عنهم من بعد أن فرضه عليهم؛ رحمة بالعباد؛ فصار تطوعاً، فأنزل اللّه تعالى: { علِم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرؤوا ماتيسر منه } .

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 17 شوال 1439هـ/30-06-2018م, 06:52 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
السؤال العام .

• استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى : { قل أوحي إلي أنّه استمع نفر من فقالوا إنّا سمعنا قرءاناً عجباً • يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً } .

• اتّباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم وسنّته، وتصديقه بما أُوحيَ إليه، قال تعالى : { قل أوحي إلي أنّه استمع نفر من الجنّ .. } .
• الالتزام بالأدب والإنصات عند استماع المواعظ، والبحث عن الحق، قال تعالى : { إنّا سمعنا قرءاناً عجباً } .
• الحذر من الإشراك باللّه، وخطورة الوقوع فيه، والدعوة إلى توحيد اللّه سبحانه وتعالى لأنّه أصل الدين، قال تعالى : { .. ولن نشرك بربّنا أحداً } .
• ينبغي على الإنسان اتّباع القرآن الكريم بما فيه من أوامر، واجتناب نواهيه؛ لعظمته فهو الهادي إلى كل خير وإلى كل رشد، قال تعالى: { .. يهدي إلى الرشد فآمنّا به } .
• الاهتمام بالدعوة إلى اللّه عزّ وجلّ؛ فهي من أفضل الأعمال وأقرب القُربات، وأوجب الواجبات، فالجنّ أيضأ تسمع وتتكلم بل تَعِظ وتدعو إلى اللّه؛ ودل ذلك عموم الآيتين، قال تعالى : { قل أوحي إليّ أنّه استمع نفر من فقالوا إنّا سمعنا قرءاناً عجباً • يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً } .


المجموعة الأولى :

1- فسّر قوله تعالى :

{ وماجعلنا أصحاب النار إلّا ملائكة وماجعلنا عدّتهم إلّا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ولايرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلاً كذلك يضلّ اللّه مَن يشاء ويهدي مَن يشاء ومايعلم جنود ربّك إلّا هو وماهي إلّا ذكرى للبشر }


• أي وماجعلنا خزنة النار إلّا من الملائكة الغلاظ، وماجعلنا ذلك العدد إلّا اختباراً للذين كفروا باللّه من مشركي قريش؛ مَن يُصدّق ومَن يُكذّب، وليحصل اليقين للذين أعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأنّ ماجاء في القرآن عن خزنة جهنّم إنّما هو حق من اللّه تعالى، إذ وافق حقيقة مافي كتبهم من عدة خزنة النار ماأنزل اللّه في كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وليزداد المؤمنون إيماناً وتصديقاً إلى تصديقهم باللّه ورسوله، وليزولَ الشكّ عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وعن المؤمنين باللّه ورسوله في حقيقة ذلك؛ وليقول الذين في قلوبهم ريب ونفاق، والكافرون من مشركي قريش: أي شيء أراده اللّه بهذا العدد المستغرب، وبهذا الخبر حتى يخوّفنا بذكر عدّتهم؟، فيُضلّ اللّه من أراد إضلاله، ويهدي مَن أراد هدايته، ومايعلم عدد جنود ربّك من الملائكة وغيرهم من كثرتهم إلّا اللّه وحده، وماالنار التي وُصفت إلّا موعظة للناس وتذكاراً لهم .

2- حرّر القول في المراد في المساجد في قوله تعالى : { وأنّ المساجد للّه فلا تدعو مع اللّه أحداً } .

القول الأول : المسجد الحرام، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني : مسجد إيليا؛ أي بيت المقدس، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثالث : المسجد النبوي، قاله الأعمش، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الرابع : أعضاء السجود، قاله سعيد بن جبير، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الخامس : كل المساجد، قاله عكرمة، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول السادس : أعظم محالّ للعبادة، مبنية على الإخلاص لله، والخضوع لعظمته، والاستكانة لعزته، ذكره السعدي في تفسيره .
القول السابع : كل بقاع الأرض، فالأرض كلها مسجد، ذكره الأشقر في تفسيره .
- وبالجمع بين الأقوال نجد أنّ المساجد هي كل بقعة أرض مبينة على الإخلاص للّه، عامرة بتوحيد اللّه، خالية من الشرك، فالأرض كلها مسجد، ويدخل في ذلك المسجد النبوي، والمسجد الحرام، وإيليا، وغيرها من المساجد، هذا مفاد قول السعدي في تفسيره، كما أشار إلى ذلك ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .

3- بيّن مايلي :

أ- المقصود بالقرض الحسن .

القرض الحسن : هو إنفاق الأموال الطيّبة إنفاقاً حسناً من نية صادقة خالصة للّه في سبیل الخير، وهو خيرٌ ممايُبقيه العبد لنفسه في الدنيا، ويدخل ذلك الصدقات الواجبة والمستحبة؛ كالزكاة المفترضة والنفقة على الأهل وفي الجهاد، قال تعالى : { من ذا الذي يُقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة واللّه يقبض ويبسط وإليه ترجعون } ، وقال تعالى: { وماتُقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خيراً وأعظم أجراً } .

ب- حكم قيام الليل مع الاستدلال .

• حكم قيام الليل واجباً في بداية الأمر، فقد افترضه اللّه سبحانه وتعالى على النبي صلى اللّه عليه وسلم وحده، قال تعالى: { ياأيها المزّمل • قمِ الليل إلّا قليلاً • نصفه أو انقص منه قليلاً }، وقال تعالى: { ومن الليل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً }، فقد كان يقوم صلى اللّه عليه وسلم ومعه طائفة من الصحابة رضوان اللّه عليهم، ومكث على هذه الحال سنة كاملة أو عشر سنين حتى ورمت أقدامهم وانتفخت .
• ثم صار حكم قيام الليل تطوعاً : بعد أن أمر اللّهُ النبيَ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بقيام الليل إلّا قليلاً؛ فشقّ ذلك على المؤمنين، فخفّف اللّه عنهم من بعد أن فرضه عليهم؛ رحمة بالعباد؛ فصار تطوعاً، فأنزل اللّه تعالى: { علِم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرؤوا ماتيسر منه } .
أحسنت بارك الله فيك.
الدرجة: أ
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 11 ربيع الثاني 1440هـ/19-12-2018م, 11:31 AM
نور اليافعي نور اليافعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 229
افتراضي


1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

خمس فوائد سلوكية لقوله تعالى :
1- رسالة سيدنا محمد شاملة لكل البشر والجن دليل اخبار الله تعالى لنبيه عن استماع الجن له
2- قبول الحق يتطلب قلبا خاليا من الشر والكذب والجحود والنفاق فقد آمن الجن وكفر بني البشر من قريش وساداتها
3- القرآن طريق ارشاد وتصحيح وهداية ومنهج حياة لقوله يهدي إلى الرشد
4- تأثير القرآن على القلوب قرآن عجبا
5- الايمان تحلي وتخلي فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.

2.
ورد في الآيات عن عدة خزنة النار وأنهم 19 من الملائكة الاشداء الغلاظ وكان ذكر عددهم محض اختبار وتمحيص وتثبيت وفتنة واضلال بحسب من تلقاها فالمؤمن الموحد آمن وصدق وسلم
والكافر استهزأ وأزداد كفرا وضلالا
وأهل الكتاب استيفنوا من صحة الرسالة لموافقتها ما لديهم من الكتب السابقة
ومن عاند من أهل الكتاب فقد كفر أيضا بعناده وجحوده
والله الهادي إلى سواء السبيل



2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.

المراد بالمساجد :
القول الأول : هي المساجد التي تقام فيها الصلوات والعبادات يجب أن تطهر من الشرك والبدع والخرافات فلا يدعى غير الله عز وجل ولا يعبد سواه ولا تتخذ فيها المقابر للعظماء ولا يقدسون ولا للأولياء فيشركون بالله في العبادات والدعاء
وسبب نزولها أن الجن سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلوا معه في مسجده فأذن لهم دون أن يخالطوا الناس وقيل أنهم قالوا كيف نصلي معك ونحن ناءون عنك فنزلت الآيات ، قال عكرمة : نزلت في المساجد كلها .

القول الثاني : المساجد هي أعضاء السجود التي يسجد عليها أي فلا تسجدوا بها إلا لله عزوجل والدليل حديث : عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين").

القول الثالث : أنها جميع الأرض لقوله عليه الصلاة والسلام ( وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) فاينما ادركت الصلاة فصلي



3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.


أ - القرض الحسن هو الإنفاق في وجوه الخير وفيما يرضي الله باتداء بالواجبات وانتهاء بالصدقات أمثال الإنفاق على الأهل إلى الزكاة إلى الصدقات والإحسان للفقير والمسكين وذو الحاجة

ب - حكم قيام الليل
كان فرضا في بداية الدعوة واستمر نحو سنة ثم خفف عن المسلمين كما جاء في سورة المزمل في بدايتها قوله تعالى ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو إنقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )
ثم جاء التخفيف في قوله تعالى في نهاية السورة ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه )

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir