دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 شوال 1443هـ/26-05-2022م, 02:12 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

(المرحلة الثانية)

لخّص مقاصد 1: رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
المقصد الأول: العبادات الشرعية وضوابطها
• مسائله:
- التعريف بأصل الدين.
- بيان أن كثرة الاضطراب حصل في بابين من أصول الدين، هما: العبادات، والحلال والحرام. مع ذكر الأمثلة عليها، والدليل على بطلانها.
- النهي عن مخالفة أصل الدين، والحث على لزوم الصراط المستقيم، والأدلة عليه.
- تعريف العبادات الشرعية وأنواعها، والدليل عليها، مع ذكر شروطها.
- بيان أصول العبادات الشرعية، والدليل عليها.
- ذكر لبعض العبادات الشرعية (من حيث الوجوب أو الاستحباب).
- العبادات الشرعية تتفاضل فيما بينها، مثاله، وسبب ذلك.

المقصد الثاني: العبادات البدعية، والخلوات البدعية كأبرز أمثلتها.
• مسائله:
- تعريف العبادات البدعية.
- أسباب الابتداع في العبادات، ومثال عليه، وأبرز من تأثر بها.
- أمثلة على العبادات البدعية.
- الرد على مزاعم المتفلسفة.
- فداحة ما تفضي إليه العبادات البدعية.
- تعريف الخلوات البدعية.
- أسباب وقوع الناس فيها، وأماكنها، وأحوال أصحابها، وحججهم في استحداثها، والرد عليهم.
- أسباب التنزل الشيطاني على أهل الخلوات البدعية، والرد على مزاعمهم.
- حبائل الشيطان وتزيينه لأهل الخلوات البدعية
- مسائل العزلة الشرعية.

المقصد الثالث: وصايا للحذر من الوقوع في البدع.
• مسائله:
- وجوب لزوم الدليل الصحيح الثابت في الكتاب والسنة.
- التأسي بسلف الأمة الصالح ولزوم غرزهم.

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
- المقصد الأول: العبادات الشرعية وضوابطها
- المقصد الثاني: العبادات البدعية، والخلوات البدعية كأبرز أمثلتها
- المقصد الثالث: وصايا للحذر من الوقوع في البدع.

ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
العبادات والفرق بين شرعيها وبدعيها

ثانيا: تلخيص المقاصد.
المقصد الأول: العبادات الشرعية وضوابطها
• مسائله:
- التعريف بأصل الدين.
 هو أن الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله.

- بيان أن كثرة الاضطراب حصل في بابين من أصول الدين، هما: العبادات، والحلال والحرام. مع ذكر الأمثلة عليها، والدليل على بطلانها.
 كما أحدث العباد في تحليل الحرام وتحريم الحلال، فقد أحدثوا كذلك في العبادات.
 مثال على:
** تحليل الحرام: كقتل أولادهم.
** تحريم الحلال: كالبحيرة والسائبة.
** الإحداث في العبادات: كالشرك، والفواحش ومنه: الطواف بالبيت عراة.
 الدليل على بطلان ابتداعهم فيها: قال تعالى: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه".

- النهي عن مخالفة أصل الدين، والحث على لزوم الصراط المستقيم، والأدلة عليه.
 ليس لأحد أن يخرج عن الصراط المستقيم الذي بعث الله فيه رسوله.
 الأدلة على هذا:
** قال اللّه تعالى: "وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون".
** في حديث عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خطّ خطًّا وخطّ خطوطًا عن يمينه وشماله ثمّ قال: (هذه سبيل اللّه وهذه سبلٌ، على كلّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمّ قرأ: "وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله").

- تعريف العبادات الشرعية وأنواعها، والدليل عليها، مع ذكر شروطها.
 تعريفها: هي العبادات الّتي يتقرّب بها إلى اللّه تعالى ويحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم.
 أنواعها: منها الواجب، ومنها المستحب.
 الدليل عليها: كما في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيءٍ أنا فاعله تردّدي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ له منه).
 شروطها:
أولا: الإخلاص لله تعالى فيها.
 فلا تبنى المساجد على القبور، ولا تبنى إلا ابتغاء وجه الله، ولا يدعى ولا يصلى فيها إلا لله.
** قال تعالى: "وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا".
** قال تعالى: "ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون * إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلّا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين".
** قال تعالى: "قل أمر ربّي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجدٍ وادعوه مخلصين له الدّين".
** عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك). رواه مسلم [532].
ثانيا: متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
 فيما فعله على وجه التعبد، سواء كان مستحبا أم واجبا.
ويكون المتعبد بالعبادات الشرعية منضبطا ب:
** موافقتها للوقت: كالصلوات الخمس.
** موافقتها للمكان: كالحج إلى مكة فقط.
** موافقتها للسبب: كتحية المسجد، وسجود التلاوة، وصلاة الكسوف، وصلاة الاستخارة.
** موافقتها للقدْر: كالركعات الأربع في صلاة العصر مثلا.

- بيان أصول العبادات الشرعية، والدليل عليها.
 أصولها: الصلاة والصيام والقراءة.
 الدليل عليها: جاء في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس، ثمّ أمره بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، فقال إنّي أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يومٍ وفطر يومٍ، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك فقال: لا أفضل من ذلك وقال: أفضل الصّيام صيام داود عليه السّلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبعٍ).

- ذكر لبعض العبادات الشرعية (من حيث الوجوب أو الاستحباب).
 الصلاة.
الواجب منها: الصلوات الخمس.
المستحب منها: قيام الليل.
 الصيام.
الواجب منه: صيام رمضان.
المستحب منه: صيام ثلاثة أيام من كل شهر – صيام يوم وفطر يوم.
 الأذكار والدعوات الشرعية المطلقة والمقيدة.
سواء حددت بوقت: كأذكار الصباح والمساء، أو بسبب: كتحية المسجد، وسجود التلاوة، وصلاتي الكسوف والاستخارة.
 السفر الشرعي.
الواجب منه: كالسفر إلى مكة.
المستحب منه: كالسفر إلى المسجد النبوي والمسجد الأقصى.
 الصدقة.
الواجب منها: زكاة المال.
المستحب منه: من العفو، لقوله تعالى: "ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو".
 الجهاد.
على اختلاف أنواعه.

- العبادات الشرعية تتفاضل فيما بينها، مثاله، وسبب ذلك.
 الصلاة هي أفضل العبادات البدنية، ثم القراءة، ثم الذكر، ثم الدعاء.
 مثاله:
** كالتسبيح في الركوع والسجود فإنه أفضل من قراءة القرآن في هذه المواطن.
** الدعاء في آخر الصلاة أفضل من القراءة.
 سببه: أن المفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل.

المقصد الثاني: العبادات البدعية، والخلوات البدعية كأبرز أمثلتها.
• مسائله:
- تعريف العبادات البدعية.
 هي إحداث عبادات غير مشروعة يراد بها التقرب إلى الله.

- أسباب الابتداع في العبادات، ومثال عليه، وأبرز من تأثر بها:
أولا: الغلو في العبادات بلا علم ولا فقه.
 مثاله: الخوارج: ذمهم الشرع، وتواترت الأدلة على ذمهم والتحذير منهم.
 الدليل: في حديث الخوارج الّذي في الصّحيحين: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة).
 قال أبي بن كعب: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة.
 أبرز المصنفات في هذا الباب:
** كتاب "الاقتصاد في العبادة".

ثانيا: نقص إيمانهم بالرسل، فقد آمنوا ببعض ما جاءت به الرسل وكفروا ببعض.
 حيث ادعى أبو حامد إنه سمع الخطاب كما سمعه موسى وإن لم يقصد هو بالخطاب.

ثالثا: التأثر بالفكر الفلسفي الخارج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم.
 ومن أبرز مزاعمهم وحججهم:
1) أن الملائكة والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط.
2) وجوب تفريغ القلب من كل شيء، استعدادا بذلك إلى نزول المعرفة كما نزلت على قلوب الأنبياء.
3) أنه قد حصل لبعضهم أكثر مما حصل للأنبياء.
4) أن كل ما يحصل في قلوب الأنبياء من العلوم إنما يعود إلى العقل الفعال، فادعوا أن النبوة مكتسبة.
5) أن موسى عليه السلام إنما كلّم من سماء عقله ولم يسمع الكلام من خارج.
6) لبّسوا الشرع بما يخالفه، فقد أخذوا أسماء جاء بها الشرع فسموها بمسميات مخالفة لصاحب الشرع، ثم تكلموا بتلك المسميات حتى ظن الجاهل أنهم يقصدون ما قصده الشرع، فأخذوا مخ الفلسفة وكسوة لحاء الشريعة فضلوا وأضلوا. وبعض تلك المسميات هي: الملك، الجبروت، اللوح المحفوظ، الشيطان، الحدوث، القدم.. إلخ.
 أبرز من تأثر بالفكر الفلسفي: أبو حامد الذي امتدح هذا العلم، وابن سينا.
- الرد على مزاعم المتفلسفة
1) أن ما يجعله الله في القلوب من الحق يكون بواسطة الملائكة، وما يكون من باطل فهو من الشياطين، وكلاهما أحياء ناطقون.
2) لم يكن ما حصل للأنبياء مجرد فيض، ولكنه وحي أنزله الله على أنبيائه، ومنهم من كلمه، ومنهم من ناداه.
3) أن السمع والعقل هما أبواب العلم، فكيف يحصل الفرد منهم على الحق إن فرغ قلبه من كل خاطر؟
4) أن ما يسمونه ب "العقل الفعال" هو باطل لا حقيقة له.
5) أن القلب المفرغ من كل علم، حلت فيه الشياطين التي ما كانت لتتنزل على القلوب الذاكرة لربها.
الأدلة:
** قال اللّه تعالى: "ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون".
** وقال الشّيطان فيما أخبر اللّه عنه: "قال فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلّا عبادك منهم المخلصين". وقال تعالى: "إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلّا من اتّبعك من الغاوين".
6) على فرض صحة ادعائهم، فإنها تصح في حق من لم يأته رسول، أما وقد أرسل لهم تعالى رسلا وأنزل كتبا أرشدهم فيها للعبادات بكيفيتها وقدرها وسببها وزمانها ومكانها، فمن خالفهم فقد ضل، حيث لم يأمرهم بتفريغ القلب من كل خاطر وانتظار ما قد يتنزل على قلوبهم. وعلى فرض أنها قد حصلت لبعض الأنبياء، فإنها قد نسخت بالشريعة الخاتمة.
7) قياسهم الفاسد في تشبيههم ذلك بنقش أهل الصين والروم على تزويق الحائط حتى تمثل فيه ما صقله هؤلاء، وذلك لأن الذي فرغ قلبه ليس له قلب آخر يحصل له به التحلية، بخلاف الحائط الذي نقشه هؤلاء. وقد زاد أبو حامد طامة أخرى إلى طوامهم حين شبهه بالعلم المنقوش في النفس الفلكية! وسماه ب "اللوح المحفوظ".
فعلى تمثيلهم الباطل، لا يعقل أن يكون الناظر كالمستدل والمفرغ قلبه.

- أمثلة على العبادات البدعية.
 تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الابتداع في العبادات التي لها أصل في الشرع.
مثاله:
** صيام الدهر. فالصيام من العبادات المشروعة، ولكنهم ابتدعوا فيها.
** الخلوات. وهو يشبه الاعتكاف الذي جاء في الشرع ولكنهم ابتدعوا فيه. وسيأتي على تفصيلها.
القسم الثاني: الابتداع في العبادات التي ليس لها أصل في الشرع.
مثاله: ** ادعاءهم أن ذكر الله بالنسبة للخاصة عندهم هو: "الله الله"، أما ذكر الله لخاصة الخاصة فهو: "هو هو".

- فداحة ما تفضي إليه العبادات البدعية.
 لا يزال المبتدع يتدرج في البدع حتى يصل بها إلى المعاصي، فالكبائر، ومن ثم إلى الكفر.
** غلا الخوارج في الابتداع، حتى وصلوا لاستحلال دماء المسلمين، ثم تكفيرهم. فجاءت الشريعة فأمرت بقتلهم ورتبت الأجور على قتلهم، مما يدل على خروجهم من الملة.
الدليل: الحديث الذي جاء في الصحيحين، والذي رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة، أينما وجدتموهم فاقتلوهم فإنّ في قتلهم أجرًا عند اللّه لمن قتلهم يوم القيامة".
 حصول التنزل الشيطاني على رؤوس المبتدعة، وخطاب الشيطان لهم، بل قد يخيل لبعضهم أنهم قد صاروا في الملأ الأعلى، وأنه أعطي ما لم يعطه الأنبياء.


- تعريف الخلوات البدعية.
 تشبه الاعتكاف الشرعي من حيث اعتزال المشغلات مع الفارق الشاسع بينهما كما بين السماء والأرض.
 حصلت في المتأخرين، فليس لها أصل مشروع واجب ولا مستحب.
 تختلف في أزمانها و وأماكنها وقدرها عن الاعتكاف الشرعي.

- أسباب وقوع الناس فيها، وأماكنها، وأحوال أصحابها، وحججهم في استحداثها، والرد عليهم
 شبههوها باعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في المساجد.
 احتج بعضهم بتحنث النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء قبل النبوة.
 احتج بعضهم بمواعدة الله تعالى لنبيه موسى في الأربعين ليلة، فعظموا امر الأربعينية.
- الرد عليهم
 اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في المساجد للتفرغ للعبادات الشرعية على ما جاءت به الشريعة تقرب إلى الله، أما خلواتهم فقد كانت بعبادات بدعية شيطانية تباعدهم عن الله.
 تحنث النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء كان:
1) قبل البعثة، ولم يشرع بعد نبوته عليه الصلاة والسلام لنتبعه به. فبعد عمرة القضاء، وفتح مكة، وحجة الوداع لم يزر النبي صلى الله عليه وسلم الغار ولا صحابته من بعده.
2) من شريعة الجاهلية حيث سنّ عبد المطلب لهم إتيانه حيث لم تكن لهم عبادات.
3) قبل النبوة، أما وقد جاءت الشريعة بالاعتكاف الشرعي في المساجد فهذه تغني عن إتيان حراء.
 مواعدة موسى عليه السلام:
1) هي في شرع غير شرعنا، ونحن مأمورون بما جاءت به شريعتنا، فلا يصح الاقتداء بشرع غيرنا وعندنا ما يغني عنه. فنحن مأمورون باتباع الأنبياء في أخلاقهم وسلوكهم وليس بشرعهم.
** قال تعالى: "قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون".
** قال تعالى: "أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده".
2) الشرائع السابقة لشرعنا منسوخة، ما لم يأت في شرعنا ما يثبته.
3) مواعدة الله لموسى كانت خاصة بموسى عليه السلام، فلا يحتج بها.
 النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، لا نبي بعده، وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره، فلا طريق موصل إلى الله إلا باتباعه.

- أماكنها:
يقصدون الأماكن التي ليس فيها أذان ولا إقامة ولا مسجد يصلى فيه الصلوات الخمس، إما مساجد مهجورة، وإما غير المساجد: كالكهوف والمقابر لا سيما قبر من يحسن الظن به.

- أحوال أصحابها
 يجعلونها أربعين يوما.
 يخلوا كثير منهم في أي مكان وفي أي زمان لا حد للمكان والزمان عندهم في خلوتهم.
 يتمسك بعضهم بعبادات مشروعة، والبعض الآخر يتمسك بعبادات غير مشروعة كطريقة أبي حامد الذي يأمر أصحابه بألا يزيدوا على الفرض، ولا النظر في الحديث النبوي.
 طريقة أبي حامد أن لا يكون الذكر ب "لا إله إلا الله" ولكن يكون ب "الله الله" و "هو هو".
 يأمرون المريد بأن يفرغ قلبه من كل شيء، وأن يقعد في مكان مظلم ويغطي رأسه ويقول: الله الله.
 يأمرون بالجوع والسهر والصمت مع الخلوة، بل سهر مطلق وجوع مطلق وصمت مطلق.
 يزنون الخبز بخشب الرطب، كلما جف نقص الاكل.
 يصلّون الأيام والليالي، مع ذكرهم للخيالات الفاسدة.
 يقصدون الأماكن التي ليس فيها أذان ولا إقامة ولا مسجد يصلى فيه الصلوات الخمس، إما مساجد مهجورة، وإما غير المساجد: كالكهوف والمقابر لا سيما قبر من يحسن الظن به.


- ذكر حججهم في ممارسة طقوسها
 لأن الله تعالى واعد موسى عليه السلام ثلاثين ليلة وأتمها بعشر، حصل له بعدها خطاب الله له، كما حصل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي بعد تحنثه في حراء.
 أن أصحاب طريقة أبي حامد هم من الخواص فلا يشابهون العامة في أذكارهم الذين يقولون "لا إله إلا الله"، بل يذكرون "الله الله"، بل أن خاصة الخواص لديهم يكون ذكرهم ب "هو هو".
 يدعون أن الغرض من طريقتهم في الذكر هو جمع القلب على شيء معين حتى تستعد النفس لما يرد عليها، مهما كان الذكر الذي يقال.
 إيمانهم بوحدة الوجود لقولهم بجعل القصد والقاصد والمقصود شيئا واحدا.
 يزعمون أن ما يحصل لهم هو كرامات رحمانية، وأن صاحب القبر الذي يختلون عنده خلواتهم قد جاء إليهم وقد خرج من القبر.
 يعتقدون بجواز أخذ العلم من الميت الذي قد يأتيه في منامه، وأن هذا من كرامته عند الله.

- الرد على حججهم ودحضها.
 لا يجوز التمسك بشرع منسوخ، فإن كانت خلوة موسى حصلت في شريعته، فهي ليست شرعا عندنا، كما هو السبت في شريعة موسى وليس في شريعتنا، ومثله تحريم ما شرع في شريعة موسى وأحل لنا وغيرها.
 لا يجوز التمسك بما كان قبل النبوة.
 أن الذّكر بالاسم المفرد مظهرًا ومضمرًا بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة فإنّ الاسم المجّرّد ليس هو كلامًا لا إيمانًا ولا كفرًا، فلا هو يعقل ولا فيه إيمان.
الدليل:
** ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر).
** وفي حديثٍ آخر: (أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ).
 رد عليهم ابن عبد البر في ادعائهم أن لهم كرامة عند الله: ويحك أترى هذا أفضل من السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار؟ فهل في هؤلاء من سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد الموت وأجابه؟ وقد تنازع الصّحابة في أشياء فهلّا سألوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأجابهم؟ وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثه فهلّا سألته فأجابها؟
 ما يحصل لهم في الخلوات البدعية هو تنزلات شيطانية. فالميت الذي خيل إليهم أنه جاءهم ما هو إلا شيطان صوّر لهم بصورة الإنس من الأنبياء أو الصالحين في اليقظة وفي المنام، والأنبياء لا تتمثل بهم الشياطين كما هو معلوم.

- أسباب التنزل الشيطاني على أهل الخلوات البدعية والرد على مزاعمهم:
ما يمارسونه من شركيات وعبادات بدعية:
- كالشرك الذي يقعون فيه نتيجة لسجودهم للصنم لينالوا مرادهم، أو استشفاعهم بصاحب هذه الصورة أو القبر، أو دعائهم الكواكب أو المخلوق سواء كان نبيا أو ملكا أو شيخا. فتتراءى لهم الشياطين فيخاطبونهم من الصنم ويقضون لهم حوائجهم، فيشترون منهم توحيدهم بما قدموه لهم من نفع، كحال الساحر.
الدليل:
- قال تعالى: "وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحدٍ إلّا بإذن اللّه ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون".
سماعهم للمعازف.
- فالمعازف هي خمر النفوس، تفعل في النفوس ما تفعله حميّا الكؤوس، فإذا سكروا بالأصوات حلّ فيهم الشّرك ومالوا إلى الفواحش وإلى الظّلم فيشركون ويقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه ويزنون.
- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (اتّقوا الخمر فإنّها أمّ الخبائث؛ وإنّ رجلًا سأل امرأةً فقالت: لا أفعل حتّى تسجد لهذا الوثن، فقال: لا أشرك باللّه، فقالت: أو تقتل هذا الصّبيّ؟ فقال: لا أقتل النّفس الّتي حرّم اللّه، فقالت: أو تشرب هذا القدح؟ فقال هذا أهون فلمّا شرب الخمر قتل الصّبيّ وسجد للوثن وزنى بالمرأة).
النذور الشركية.
- فينذر لصنم أو كنيسة أو قبر أو نجم أو شيخ، فيعطيه الشيطان بعض حوائجه، ثم يستعبده مقابل ما قدمه له من نفع.

- حبائل الشيطان وتزيينه لأهل الخلوات البدعية:
 يبغض إليهم السبل الشرعية، والعلم، والقرآن، والحديث، والكتاب، فلا يحبون سماع القرآن والحديث ولا ذكره، ولا الكتاب سواء كان مصحفا أو حديثا.
- قال النصر أباذي: يدع علم الخرق، ويأخذ علم الورق.
- قال سهل بن عبد اللّه التستري: يا معشر الصّوفيّة لا تفارقوا السّواد على البياض فما فارق أحدٌ السّواد على البياض إلّا تزندق.
- وقال الجنيد: علمنا هذا مبنيٌّ على الكتاب والسّنّة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الشّأن.
 يبغض لهم أهل العلم، وكل من معه كتاب ممن يذكر الشرع أو القرآن، أو يكون معه كتاب أو يكتب.
- قال النصر أباذي: وكنت أستر ألواحي منهم فلما كبرت احتاجوا إلى علمي.
- حكى السّريّ السقطي أنّ واحدًا منهم دخل عليه فلمّا رأى عنده محبرةً وقلمًا خرج ولم يقعد عنده.
 تُهرّبهم شياطينهم من الكلام الحق كما يهرب اليهودي والنصراني ابنه أن يسمع كلام المسلمين حتى لا يتغير اعتقاده، وكحال قوم نوح الذين كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم.
- وقال اللّه تعالى عن المشركين: "وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون".
- وقال تعالى: "فما لهم عن التّذكرة معرضين * كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ * فرّت من قسورةٍ".
فينفرهم من سماع القرآن ويرغبهم في سماع المعازف.
 يبغضهم بأهل السنة لرؤيتهم أنفسهم أنهم هم الذين على الجادة والحق وغيرهم على الباطل.
 يلقي عليهم الخواطر الشيطانية فيظنونها وحيا إلهيا وصلهم دونما واسطة، فظنوا أنهم صاروا أعظم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
- يقول أحدهم: فلانٌ عطيّته على يد محمّدٍ وأنا عطيّتي من اللّه بلا واسطةٍ.

- الرد على من ادعى بأن ما تنزل عليهم إنما هو من الرحمن وليس من الشيطان.
 الرحمن لا يتولى أولياء الشيطان.
- قال تعالى: "ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون * حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين".
- قال تعالى: "وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه".
 لابد من التفريق بين أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان. ومقياس ذلك هو عرض ما تراه من أحوالهم على الكتاب والسنة، وقد أنزل الله الفرقان على نبيه ففرق الله به بين الحق والباطل.
** قال تعالى: "الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا".
فيقال له:
أولا: من أين لك أن ما ألقي إلى أهل الخلوات أنه من الله وليس من وسوسة الشيطان؟ فقد تواترت الأخبار بأن هذا موجود كثيرا في عباد المشركين وأهل الكتاب، وفي الكهان والسحرة ونحوهم من أهل البدع، إنما الشياطين يوحون إلى أوليائهم. فإن كان جنس هذه الأحوال مشتركا بين الحق والباطل، فلا بد من دليل يبين أن ما حصل لهم هو الحق.
ثانيا: بل هي تنزلات شيطانية لمخالفتها ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم:
- فينظر إلى سببه وإلى غايته: فما خالف الشرع فهو مردود، وما وافقه فهو مقبول.

- أبرز أسماء رؤوسهم: أبو حامد، ابن عربي، الطائي، التلمساني.

- مسائل العزلة الشرعية
 ما كان مأمورا به العبد:
- أمر إيجاب: كاعتزال الأمور المحرمة ومجانبتها.
الدليل: "وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره".
- أو أمر استحباب: كالزهد.
- قال طاوس: نعم صومعة الرجل بيته يكف فيه بصره وسمعه.
 التخلي لتحقيق علم أو عمل في بعض الأماكن مع المحافظة على الجمعة والجماعة.
الدليل:
- في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: (رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ).

المقصد الثالث: وصايا للحذر من الوقوع في البدع.
• مسائله:
- وجوب لزوم الدليل الصحيح الثابت في الكتاب والسنة.
 لا سبيل إلى طريق الله ونيل محبته ورضوانه إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فما امر به من العبادات أمر إيجاب أو استحباب فهو مشروع، وكذلك ما رغب فيه وذكر ثوابه.
o فما فعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التعبد وبقصد، فإنه يشرع التأسي به:
** ما خصص بقصد: كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
مثاله: كالسفر للحج أو العمرة أو الجهاد.
** ما خصص بزمان: كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
مثاله: الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
** ما خصص بمكان: كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
مثاله: الصلاة في مقام إبراهيم.

o أما ما لم يفعله عليه الصلاة والسلام على وجه التعبد والقصد، وإنما كان بحكم الاتفاق، فلا يشرع التأسي به لأنه لم يقصده، وإن كان فعله حسن.
= مثاله:
** نزوله في السفر بمكان.
** أن يفضل بإداوته ماء فيصبه في أصل شجرة.
** مشي راحلته في أحد جانبي الطريق.
لأهل العلم فيه قولان:
القول الأول: مستحب متابعته بها.
= تابع ابن عمر النبي صلى الله عليه وسلم عليه وإن لم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم الفعل ذاته.
- قال ابن عمر: وإن لم يقصده؛ لكنّ نفس فعله حسنٌ على أيّ وجهٍ كان فأحبّ أن أفعل مثله إمّا لأنّ ذلك زيادةٌ في محبّته وإمّا لبركة مشابهته له.
- رخص أحمد فعل ابن عمر ذلك. كما أن لأحمد روايتان في التمسح بمقعده من المنبر: الأولى الجواز اتباعا لابن عمر، الثانية: الكراهة. ويرى مالك كراهتها وإن فعلها ابن عمر.
- لم يكن ابن عمر يقصد الأماكن التي نزل بها النبي صلى الله عليه وسلم كبيوت أزواجه، وكمواضع نزوله في مغازيه، وإنما يشابهه في صورة الفعل فقط دونما القصد، لعلمه بحرمة تعظيم ما لم يعظمه الشرع كونه وسيلة موصلة للشرك.

القول الثاني: مباح متابعته به.
= أكابر الصّحابة كأبي بكرٍ وعمر وعثمان وغيرهم لم يفعلها.
الدليل: ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".

 لا يقال إن هذا مستحب أو مشروع إلا بدليل شرعي.
- لا تثبت الشريعة بحديث ضعيف.
- لا بأس من الاستئناس في باب الفضائل بأسانيد ضعيفة ما لم يعلم أنها كذب. رخص بذلك ابن حنبل.
- لا بد من تبيين كذب الأحاديث المكذوبة ويحرم العمل بها.

- التأسي بسلف الأمة الصالح ولزوم غرزهم.
 الصحابة كلهم عدول، وهم سلف هذه الأمة وأفقه علماؤها، خير من اقتدى بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأبعدهم عن المحدثات والبدع.
 متابعتهم واجبة والتأسي بهم قربة إلى الله.
- فما فعلوه على وجه الاستحباب فعلناه.
- وما رأوه مباحا فعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الاتفاق رأيناه كذلك.
- لا يعظمون إلا ما عظمه الله لأنهم يعلمون أن تعظيم ما لم يعظمه الشرع يفضي إلى الشرك.
o حيث لم يكن ابن عمر ولا غيره يقصدون الأماكن التي كان ينزل فيها النبي صلى الله عليه وسلم ويبيت فيها كبيوت أزواجه، ومواضع نزوله في مغازيه، ولكنه كان يستحسن مشابهته في صورة الفعل فقط ولا يقصد التعبد فيه.
o لا يقصدون الصلاة والدعاء والعبادة في مكان لم يقصد الأنبياء فيه الصلاة والعبادة، بل روي أنهم مروا بالمكان ونزلوا فيه وسكنوه، وليس بالأمر متابعة. لعلمهم بأن الله لم يشرع للمسلمين مكانًا يقصد للصّلاة إلّا المسجد ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر:
= فمشاعر الحجّ كعرفة ومزدلفة.
= ومنًى تقصد بالذّكر والدّعاء والتّكبير لا الصّلاة بخلاف المساجد فإنّها هي الّتي تقصد للصّلاة.
= وما ثمّ مكانٌ يقصد بعينه إلّا المساجد والمشاعر وفيها الصّلاة والنّسك، لذلك لا يجوز تقصد زيارة مسكن النبيّ أو منزله أو الممر الذي مر به.

الدليل:
قال تعالى: "قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت".

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ذو القعدة 1443هـ/2-06-2022م, 04:28 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
(المرحلة الثانية)

لخّص مقاصد 1: رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
المقصد الأول: العبادات الشرعية وضوابطها
• مسائله:
- التعريف بأصل الدين.
- بيان أن كثرة الاضطراب حصل في بابين من أصول الدين، هما: العبادات، والحلال والحرام. مع ذكر الأمثلة عليها، والدليل على بطلانها.
- النهي عن مخالفة أصل الدين، والحث على لزوم الصراط المستقيم، والأدلة عليه.
- تعريف العبادات الشرعية وأنواعها، والدليل عليها، مع ذكر شروطها.
- بيان أصول العبادات الشرعية، والدليل عليها.
- ذكر لبعض العبادات الشرعية (من حيث الوجوب أو الاستحباب).
- العبادات الشرعية تتفاضل فيما بينها، مثاله، وسبب ذلك.

المقصد الثاني: العبادات البدعية، والخلوات البدعية كأبرز أمثلتها.
• مسائله:
- تعريف العبادات البدعية.
- أسباب الابتداع في العبادات، ومثال عليه، وأبرز من تأثر بها.
- أمثلة على العبادات البدعية.
- الرد على مزاعم المتفلسفة.
- فداحة ما تفضي إليه العبادات البدعية.
- تعريف الخلوات البدعية.
- أسباب وقوع الناس فيها، وأماكنها، وأحوال أصحابها، وحججهم في استحداثها، والرد عليهم.
- أسباب التنزل الشيطاني على أهل الخلوات البدعية، والرد على مزاعمهم.
- حبائل الشيطان وتزيينه لأهل الخلوات البدعية
- مسائل العزلة الشرعية.

المقصد الثالث: وصايا للحذر من الوقوع في البدع.
• مسائله:
- وجوب لزوم الدليل الصحيح الثابت في الكتاب والسنة.
- التأسي بسلف الأمة الصالح ولزوم غرزهم.

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
- المقصد الأول: العبادات الشرعية وضوابطها
- المقصد الثاني: العبادات البدعية، والخلوات البدعية كأبرز أمثلتها
- المقصد الثالث: وصايا للحذر من الوقوع في البدع.

ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
العبادات والفرق بين شرعيها وبدعيها

ثانيا: تلخيص المقاصد.
المقصد الأول: العبادات الشرعية وضوابطها
• مسائله:
- التعريف بأصل الدين.
 هو أن الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله.

- بيان أن كثرة الاضطراب حصل في بابين من أصول الدين، هما: العبادات، والحلال والحرام. مع ذكر الأمثلة عليها، والدليل على بطلانها.
 كما أحدث العباد في تحليل الحرام وتحريم الحلال، فقد أحدثوا كذلك في العبادات.
 مثال على:
** تحليل الحرام: كقتل أولادهم.
** تحريم الحلال: كالبحيرة والسائبة.
** الإحداث في العبادات: كالشرك، والفواحش ومنه: الطواف بالبيت عراة.
 الدليل على بطلان ابتداعهم فيها: قال تعالى: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه".

- النهي عن مخالفة أصل الدين، والحث على لزوم الصراط المستقيم، والأدلة عليه.
 ليس لأحد أن يخرج عن الصراط المستقيم الذي بعث الله فيه رسوله.
 الأدلة على هذا:
** قال اللّه تعالى: "وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون".
** في حديث عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خطّ خطًّا وخطّ خطوطًا عن يمينه وشماله ثمّ قال: (هذه سبيل اللّه وهذه سبلٌ، على كلّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمّ قرأ: "وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله").

- تعريف العبادات الشرعية وأنواعها، والدليل عليها، مع ذكر شروطها.
 تعريفها: هي العبادات الّتي يتقرّب بها إلى اللّه تعالى ويحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم.
 أنواعها: منها الواجب، ومنها المستحب.
 الدليل عليها: كما في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيءٍ أنا فاعله تردّدي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ له منه).
 شروطها:
أولا: الإخلاص لله تعالى فيها.
 فلا تبنى المساجد على القبور، ولا تبنى إلا ابتغاء وجه الله، ولا يدعى ولا يصلى فيها إلا لله.
** قال تعالى: "وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا".
** قال تعالى: "ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون * إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلّا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين".
** قال تعالى: "قل أمر ربّي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجدٍ وادعوه مخلصين له الدّين".
** عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك). رواه مسلم [532].
ثانيا: متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
 فيما فعله على وجه التعبد، سواء كان مستحبا أم واجبا.
ويكون المتعبد بالعبادات الشرعية منضبطا ب:
** موافقتها للوقت: كالصلوات الخمس.
** موافقتها للمكان: كالحج إلى مكة فقط.
** موافقتها للسبب: كتحية المسجد، وسجود التلاوة، وصلاة الكسوف، وصلاة الاستخارة.
** موافقتها للقدْر: كالركعات الأربع في صلاة العصر مثلا.

- بيان أصول العبادات الشرعية، والدليل عليها.
 أصولها: الصلاة والصيام والقراءة.
 الدليل عليها: جاء في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس، ثمّ أمره بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، فقال إنّي أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يومٍ وفطر يومٍ، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك فقال: لا أفضل من ذلك وقال: أفضل الصّيام صيام داود عليه السّلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبعٍ).

- ذكر لبعض العبادات الشرعية (من حيث الوجوب أو الاستحباب).
 الصلاة.
الواجب منها: الصلوات الخمس.
المستحب منها: قيام الليل.
 الصيام.
الواجب منه: صيام رمضان.
المستحب منه: صيام ثلاثة أيام من كل شهر – صيام يوم وفطر يوم.
 الأذكار والدعوات الشرعية المطلقة والمقيدة.
سواء حددت بوقت: كأذكار الصباح والمساء، أو بسبب: كتحية المسجد، وسجود التلاوة، وصلاتي الكسوف والاستخارة.
 السفر الشرعي.
الواجب منه: كالسفر إلى مكة.
المستحب منه: كالسفر إلى المسجد النبوي والمسجد الأقصى.
 الصدقة.
الواجب منها: زكاة المال.
المستحب منه: من العفو، لقوله تعالى: "ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو".
 الجهاد.
على اختلاف أنواعه.

- العبادات الشرعية تتفاضل فيما بينها، مثاله، وسبب ذلك.
 الصلاة هي أفضل العبادات البدنية، ثم القراءة، ثم الذكر، ثم الدعاء.
 مثاله:
** كالتسبيح في الركوع والسجود فإنه أفضل من قراءة القرآن في هذه المواطن.
** الدعاء في آخر الصلاة أفضل من القراءة.
 سببه: أن المفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل.

المقصد الثاني: العبادات البدعية، والخلوات البدعية كأبرز أمثلتها.
• مسائله:
- تعريف العبادات البدعية.
 هي إحداث عبادات غير مشروعة يراد بها التقرب إلى الله.

- أسباب الابتداع في العبادات، ومثال عليه، وأبرز من تأثر بها:
أولا: الغلو في العبادات بلا علم ولا فقه.
 مثاله: الخوارج: ذمهم الشرع، وتواترت الأدلة على ذمهم والتحذير منهم.
 الدليل: في حديث الخوارج الّذي في الصّحيحين: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة).
 قال أبي بن كعب: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة.
 أبرز المصنفات في هذا الباب:
** كتاب "الاقتصاد في العبادة".

ثانيا: نقص إيمانهم بالرسل، فقد آمنوا ببعض ما جاءت به الرسل وكفروا ببعض.
 حيث ادعى أبو حامد إنه سمع الخطاب كما سمعه موسى وإن لم يقصد هو بالخطاب.

ثالثا: التأثر بالفكر الفلسفي الخارج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم.
 ومن أبرز مزاعمهم وحججهم:
1) أن الملائكة والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط.
2) وجوب تفريغ القلب من كل شيء، استعدادا بذلك إلى نزول المعرفة كما نزلت على قلوب الأنبياء.
3) أنه قد حصل لبعضهم أكثر مما حصل للأنبياء.
4) أن كل ما يحصل في قلوب الأنبياء من العلوم إنما يعود إلى العقل الفعال، فادعوا أن النبوة مكتسبة.
5) أن موسى عليه السلام إنما كلّم من سماء عقله ولم يسمع الكلام من خارج.
6) لبّسوا الشرع بما يخالفه، فقد أخذوا أسماء جاء بها الشرع فسموها بمسميات مخالفة لصاحب الشرع، ثم تكلموا بتلك المسميات حتى ظن الجاهل أنهم يقصدون ما قصده الشرع، فأخذوا مخ الفلسفة وكسوة لحاء الشريعة فضلوا وأضلوا. وبعض تلك المسميات هي: الملك، الجبروت، اللوح المحفوظ، الشيطان، الحدوث، القدم.. إلخ.
 أبرز من تأثر بالفكر الفلسفي: أبو حامد الذي امتدح هذا العلم، وابن سينا.
- الرد على مزاعم المتفلسفة
1) أن ما يجعله الله في القلوب من الحق يكون بواسطة الملائكة، وما يكون من باطل فهو من الشياطين، وكلاهما أحياء ناطقون.
2) لم يكن ما حصل للأنبياء مجرد فيض، ولكنه وحي أنزله الله على أنبيائه، ومنهم من كلمه، ومنهم من ناداه.
3) أن السمع والعقل هما أبواب العلم، فكيف يحصل الفرد منهم على الحق إن فرغ قلبه من كل خاطر؟
4) أن ما يسمونه ب "العقل الفعال" هو باطل لا حقيقة له.
5) أن القلب المفرغ من كل علم، حلت فيه الشياطين التي ما كانت لتتنزل على القلوب الذاكرة لربها.
الأدلة:
** قال اللّه تعالى: "ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون".
** وقال الشّيطان فيما أخبر اللّه عنه: "قال فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلّا عبادك منهم المخلصين". وقال تعالى: "إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلّا من اتّبعك من الغاوين".
6) على فرض صحة ادعائهم، فإنها تصح في حق من لم يأته رسول، أما وقد أرسل لهم تعالى رسلا وأنزل كتبا أرشدهم فيها للعبادات بكيفيتها وقدرها وسببها وزمانها ومكانها، فمن خالفهم فقد ضل، حيث لم يأمرهم بتفريغ القلب من كل خاطر وانتظار ما قد يتنزل على قلوبهم. وعلى فرض أنها قد حصلت لبعض الأنبياء، فإنها قد نسخت بالشريعة الخاتمة.
7) قياسهم الفاسد في تشبيههم ذلك بنقش أهل الصين والروم على تزويق الحائط حتى تمثل فيه ما صقله هؤلاء، وذلك لأن الذي فرغ قلبه ليس له قلب آخر يحصل له به التحلية، بخلاف الحائط الذي نقشه هؤلاء. وقد زاد أبو حامد طامة أخرى إلى طوامهم حين شبهه بالعلم المنقوش في النفس الفلكية! وسماه ب "اللوح المحفوظ".
فعلى تمثيلهم الباطل، لا يعقل أن يكون الناظر كالمستدل والمفرغ قلبه.

- أمثلة على العبادات البدعية.
 تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الابتداع في العبادات التي لها أصل في الشرع.
مثاله:
** صيام الدهر. فالصيام من العبادات المشروعة، ولكنهم ابتدعوا فيها.
** الخلوات. وهو يشبه الاعتكاف الذي جاء في الشرع ولكنهم ابتدعوا فيه. وسيأتي على تفصيلها.
القسم الثاني: الابتداع في العبادات التي ليس لها أصل في الشرع.
مثاله: ** ادعاءهم أن ذكر الله بالنسبة للخاصة عندهم هو: "الله الله"، أما ذكر الله لخاصة الخاصة فهو: "هو هو".

- فداحة ما تفضي إليه العبادات البدعية.
 لا يزال المبتدع يتدرج في البدع حتى يصل بها إلى المعاصي، فالكبائر، ومن ثم إلى الكفر.
** غلا الخوارج في الابتداع، حتى وصلوا لاستحلال دماء المسلمين، ثم تكفيرهم. فجاءت الشريعة فأمرت بقتلهم ورتبت الأجور على قتلهم، مما يدل على خروجهم من الملة.
الدليل: الحديث الذي جاء في الصحيحين، والذي رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة، أينما وجدتموهم فاقتلوهم فإنّ في قتلهم أجرًا عند اللّه لمن قتلهم يوم القيامة".
 حصول التنزل الشيطاني على رؤوس المبتدعة، وخطاب الشيطان لهم، بل قد يخيل لبعضهم أنهم قد صاروا في الملأ الأعلى، وأنه أعطي ما لم يعطه الأنبياء.

- تعريف الخلوات البدعية.
 تشبه الاعتكاف الشرعي من حيث اعتزال المشغلات مع الفارق الشاسع بينهما كما بين السماء والأرض.
 حصلت في المتأخرين، فليس لها أصل مشروع واجب ولا مستحب.
 تختلف في أزمانها و وأماكنها وقدرها عن الاعتكاف الشرعي.

- أسباب وقوع الناس فيها، وأماكنها، وأحوال أصحابها، وحججهم في استحداثها، والرد عليهم
 شبههوها باعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في المساجد.
 احتج بعضهم بتحنث النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء قبل النبوة.
 احتج بعضهم بمواعدة الله تعالى لنبيه موسى في الأربعين ليلة، فعظموا امر الأربعينية.
- الرد عليهم
 اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في المساجد للتفرغ للعبادات الشرعية على ما جاءت به الشريعة تقرب إلى الله، أما خلواتهم فقد كانت بعبادات بدعية شيطانية تباعدهم عن الله.
 تحنث النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء كان:
1) قبل البعثة، ولم يشرع بعد نبوته عليه الصلاة والسلام لنتبعه به. فبعد عمرة القضاء، وفتح مكة، وحجة الوداع لم يزر النبي صلى الله عليه وسلم الغار ولا صحابته من بعده.
2) من شريعة الجاهلية حيث سنّ عبد المطلب لهم إتيانه حيث لم تكن لهم عبادات.
3) قبل النبوة، أما وقد جاءت الشريعة بالاعتكاف الشرعي في المساجد فهذه تغني عن إتيان حراء.
 مواعدة موسى عليه السلام:
1) هي في شرع غير شرعنا، ونحن مأمورون بما جاءت به شريعتنا، فلا يصح الاقتداء بشرع غيرنا وعندنا ما يغني عنه. فنحن مأمورون باتباع الأنبياء في أخلاقهم وسلوكهم وليس بشرعهم.
** قال تعالى: "قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون".
** قال تعالى: "أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده".
2) الشرائع السابقة لشرعنا منسوخة، ما لم يأت في شرعنا ما يثبته.
3) مواعدة الله لموسى كانت خاصة بموسى عليه السلام، فلا يحتج بها.
 النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، لا نبي بعده، وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره، فلا طريق موصل إلى الله إلا باتباعه.

- أماكنها:
يقصدون الأماكن التي ليس فيها أذان ولا إقامة ولا مسجد يصلى فيه الصلوات الخمس، إما مساجد مهجورة، وإما غير المساجد: كالكهوف والمقابر لا سيما قبر من يحسن الظن به.

- أحوال أصحابها
 يجعلونها أربعين يوما.
 يخلوا كثير منهم في أي مكان وفي أي زمان لا حد للمكان والزمان عندهم في خلوتهم.
 يتمسك بعضهم بعبادات مشروعة، والبعض الآخر يتمسك بعبادات غير مشروعة كطريقة أبي حامد الذي يأمر أصحابه بألا يزيدوا على الفرض، ولا النظر في الحديث النبوي.
 طريقة أبي حامد أن لا يكون الذكر ب "لا إله إلا الله" ولكن يكون ب "الله الله" و "هو هو".
 يأمرون المريد بأن يفرغ قلبه من كل شيء، وأن يقعد في مكان مظلم ويغطي رأسه ويقول: الله الله.
 يأمرون بالجوع والسهر والصمت مع الخلوة، بل سهر مطلق وجوع مطلق وصمت مطلق.
 يزنون الخبز بخشب الرطب، كلما جف نقص الاكل.
 يصلّون الأيام والليالي، مع ذكرهم للخيالات الفاسدة.
 يقصدون الأماكن التي ليس فيها أذان ولا إقامة ولا مسجد يصلى فيه الصلوات الخمس، إما مساجد مهجورة، وإما غير المساجد: كالكهوف والمقابر لا سيما قبر من يحسن الظن به.


- ذكر حججهم في ممارسة طقوسها
 لأن الله تعالى واعد موسى عليه السلام ثلاثين ليلة وأتمها بعشر، حصل له بعدها خطاب الله له، كما حصل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي بعد تحنثه في حراء.
 أن أصحاب طريقة أبي حامد هم من الخواص فلا يشابهون العامة في أذكارهم الذين يقولون "لا إله إلا الله"، بل يذكرون "الله الله"، بل أن خاصة الخواص لديهم يكون ذكرهم ب "هو هو".
 يدعون أن الغرض من طريقتهم في الذكر هو جمع القلب على شيء معين حتى تستعد النفس لما يرد عليها، مهما كان الذكر الذي يقال.
 إيمانهم بوحدة الوجود لقولهم بجعل القصد والقاصد والمقصود شيئا واحدا.
 يزعمون أن ما يحصل لهم هو كرامات رحمانية، وأن صاحب القبر الذي يختلون عنده خلواتهم قد جاء إليهم وقد خرج من القبر.
 يعتقدون بجواز أخذ العلم من الميت الذي قد يأتيه في منامه، وأن هذا من كرامته عند الله.

- الرد على حججهم ودحضها.
 لا يجوز التمسك بشرع منسوخ، فإن كانت خلوة موسى حصلت في شريعته، فهي ليست شرعا عندنا، كما هو السبت في شريعة موسى وليس في شريعتنا، ومثله تحريم ما شرع في شريعة موسى وأحل لنا وغيرها.
 لا يجوز التمسك بما كان قبل النبوة.
 أن الذّكر بالاسم المفرد مظهرًا ومضمرًا بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة فإنّ الاسم المجّرّد ليس هو كلامًا لا إيمانًا ولا كفرًا، فلا هو يعقل ولا فيه إيمان.
الدليل:
** ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر).
** وفي حديثٍ آخر: (أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ).
 رد عليهم ابن عبد البر في ادعائهم أن لهم كرامة عند الله: ويحك أترى هذا أفضل من السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار؟ فهل في هؤلاء من سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد الموت وأجابه؟ وقد تنازع الصّحابة في أشياء فهلّا سألوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأجابهم؟ وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثه فهلّا سألته فأجابها؟
 ما يحصل لهم في الخلوات البدعية هو تنزلات شيطانية. فالميت الذي خيل إليهم أنه جاءهم ما هو إلا شيطان صوّر لهم بصورة الإنس من الأنبياء أو الصالحين في اليقظة وفي المنام، والأنبياء لا تتمثل بهم الشياطين كما هو معلوم.

- أسباب التنزل الشيطاني على أهل الخلوات البدعية والرد على مزاعمهم:
ما يمارسونه من شركيات وعبادات بدعية:
- كالشرك الذي يقعون فيه نتيجة لسجودهم للصنم لينالوا مرادهم، أو استشفاعهم بصاحب هذه الصورة أو القبر، أو دعائهم الكواكب أو المخلوق سواء كان نبيا أو ملكا أو شيخا. فتتراءى لهم الشياطين فيخاطبونهم من الصنم ويقضون لهم حوائجهم، فيشترون منهم توحيدهم بما قدموه لهم من نفع، كحال الساحر.
الدليل:
- قال تعالى: "وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحدٍ إلّا بإذن اللّه ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون".
سماعهم للمعازف.
- فالمعازف هي خمر النفوس، تفعل في النفوس ما تفعله حميّا الكؤوس، فإذا سكروا بالأصوات حلّ فيهم الشّرك ومالوا إلى الفواحش وإلى الظّلم فيشركون ويقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه ويزنون.
- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (اتّقوا الخمر فإنّها أمّ الخبائث؛ وإنّ رجلًا سأل امرأةً فقالت: لا أفعل حتّى تسجد لهذا الوثن، فقال: لا أشرك باللّه، فقالت: أو تقتل هذا الصّبيّ؟ فقال: لا أقتل النّفس الّتي حرّم اللّه، فقالت: أو تشرب هذا القدح؟ فقال هذا أهون فلمّا شرب الخمر قتل الصّبيّ وسجد للوثن وزنى بالمرأة).
النذور الشركية.
- فينذر لصنم أو كنيسة أو قبر أو نجم أو شيخ، فيعطيه الشيطان بعض حوائجه، ثم يستعبده مقابل ما قدمه له من نفع.

- حبائل الشيطان وتزيينه لأهل الخلوات البدعية:
 يبغض إليهم السبل الشرعية، والعلم، والقرآن، والحديث، والكتاب، فلا يحبون سماع القرآن والحديث ولا ذكره، ولا الكتاب سواء كان مصحفا أو حديثا.
- قال النصر أباذي: يدع علم الخرق، ويأخذ علم الورق.
- قال سهل بن عبد اللّه التستري: يا معشر الصّوفيّة لا تفارقوا السّواد على البياض فما فارق أحدٌ السّواد على البياض إلّا تزندق.
- وقال الجنيد: علمنا هذا مبنيٌّ على الكتاب والسّنّة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الشّأن.
 يبغض لهم أهل العلم، وكل من معه كتاب ممن يذكر الشرع أو القرآن، أو يكون معه كتاب أو يكتب.
- قال النصر أباذي: وكنت أستر ألواحي منهم فلما كبرت احتاجوا إلى علمي.
- حكى السّريّ السقطي أنّ واحدًا منهم دخل عليه فلمّا رأى عنده محبرةً وقلمًا خرج ولم يقعد عنده.
 تُهرّبهم شياطينهم من الكلام الحق كما يهرب اليهودي والنصراني ابنه أن يسمع كلام المسلمين حتى لا يتغير اعتقاده، وكحال قوم نوح الذين كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم.
- وقال اللّه تعالى عن المشركين: "وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون".
- وقال تعالى: "فما لهم عن التّذكرة معرضين * كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ * فرّت من قسورةٍ".
فينفرهم من سماع القرآن ويرغبهم في سماع المعازف.
 يبغضهم بأهل السنة لرؤيتهم أنفسهم أنهم هم الذين على الجادة والحق وغيرهم على الباطل.
 يلقي عليهم الخواطر الشيطانية فيظنونها وحيا إلهيا وصلهم دونما واسطة، فظنوا أنهم صاروا أعظم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
- يقول أحدهم: فلانٌ عطيّته على يد محمّدٍ وأنا عطيّتي من اللّه بلا واسطةٍ.

- الرد على من ادعى بأن ما تنزل عليهم إنما هو من الرحمن وليس من الشيطان.
 الرحمن لا يتولى أولياء الشيطان.
- قال تعالى: "ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون * حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين".
- قال تعالى: "وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه".
 لابد من التفريق بين أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان. ومقياس ذلك هو عرض ما تراه من أحوالهم على الكتاب والسنة، وقد أنزل الله الفرقان على نبيه ففرق الله به بين الحق والباطل.
** قال تعالى: "الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا".
فيقال له:
أولا: من أين لك أن ما ألقي إلى أهل الخلوات أنه من الله وليس من وسوسة الشيطان؟ فقد تواترت الأخبار بأن هذا موجود كثيرا في عباد المشركين وأهل الكتاب، وفي الكهان والسحرة ونحوهم من أهل البدع، إنما الشياطين يوحون إلى أوليائهم. فإن كان جنس هذه الأحوال مشتركا بين الحق والباطل، فلا بد من دليل يبين أن ما حصل لهم هو الحق.
ثانيا: بل هي تنزلات شيطانية لمخالفتها ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم:
- فينظر إلى سببه وإلى غايته: فما خالف الشرع فهو مردود، وما وافقه فهو مقبول.

- أبرز أسماء رؤوسهم: أبو حامد، ابن عربي، الطائي، التلمساني.
[أبو حامد ليس كابن العربي والتلسماني, لكن يوجد في كلامه من أصول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة].
- مسائل العزلة الشرعية
 ما كان مأمورا به العبد:
- أمر إيجاب: كاعتزال الأمور المحرمة ومجانبتها.
الدليل: "وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره".
- أو أمر استحباب: كالزهد.
- قال طاوس: نعم صومعة الرجل بيته يكف فيه بصره وسمعه.
 التخلي لتحقيق علم أو عمل في بعض الأماكن مع المحافظة على الجمعة والجماعة.
الدليل:
- في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: (رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ).

المقصد الثالث: وصايا للحذر من الوقوع في البدع.
• مسائله:
- وجوب لزوم الدليل الصحيح الثابت في الكتاب والسنة.
 لا سبيل إلى طريق الله ونيل محبته ورضوانه إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فما امر به من العبادات أمر إيجاب أو استحباب فهو مشروع، وكذلك ما رغب فيه وذكر ثوابه.
O فما فعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التعبد وبقصد، فإنه يشرع التأسي به:
** ما خصص بقصد: كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
مثاله: كالسفر للحج أو العمرة أو الجهاد.
** ما خصص بزمان: كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
مثاله: الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
** ما خصص بمكان: كان تخصيصه بتلك العبادة سنة.
مثاله: الصلاة في مقام إبراهيم.

O أما ما لم يفعله عليه الصلاة والسلام على وجه التعبد والقصد، وإنما كان بحكم الاتفاق، فلا يشرع التأسي به لأنه لم يقصده، وإن كان فعله حسن.
= مثاله:
** نزوله في السفر بمكان.
** أن يفضل بإداوته ماء فيصبه في أصل شجرة.
** مشي راحلته في أحد جانبي الطريق.
لأهل العلم فيه قولان:
القول الأول: مستحب متابعته بها.
= تابع ابن عمر النبي صلى الله عليه وسلم عليه وإن لم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم الفعل ذاته.
- قال ابن عمر: وإن لم يقصده؛ لكنّ نفس فعله حسنٌ على أيّ وجهٍ كان فأحبّ أن أفعل مثله إمّا لأنّ ذلك زيادةٌ في محبّته وإمّا لبركة مشابهته له.
- رخص أحمد فعل ابن عمر ذلك. كما أن لأحمد روايتان في التمسح بمقعده من المنبر: الأولى الجواز اتباعا لابن عمر، الثانية: الكراهة. ويرى مالك كراهتها وإن فعلها ابن عمر.
- لم يكن ابن عمر يقصد الأماكن التي نزل بها النبي صلى الله عليه وسلم كبيوت أزواجه، وكمواضع نزوله في مغازيه، وإنما يشابهه في صورة الفعل فقط دونما القصد، لعلمه بحرمة تعظيم ما لم يعظمه الشرع كونه وسيلة موصلة للشرك.

القول الثاني: مباح متابعته به.
= أكابر الصّحابة كأبي بكرٍ وعمر وعثمان وغيرهم لم يفعلها.
الدليل: ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".

 لا يقال إن هذا مستحب أو مشروع إلا بدليل شرعي.
- لا تثبت الشريعة بحديث ضعيف.
- لا بأس من الاستئناس في باب الفضائل بأسانيد ضعيفة ما لم يعلم أنها كذب. رخص بذلك ابن حنبل.
- لا بد من تبيين كذب الأحاديث المكذوبة ويحرم العمل بها.

- التأسي بسلف الأمة الصالح ولزوم غرزهم.
 الصحابة كلهم عدول، وهم سلف هذه الأمة وأفقه علماؤها، خير من اقتدى بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأبعدهم عن المحدثات والبدع.
 متابعتهم واجبة والتأسي بهم قربة إلى الله.
- فما فعلوه على وجه الاستحباب فعلناه.
- وما رأوه مباحا فعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الاتفاق رأيناه كذلك.
- لا يعظمون إلا ما عظمه الله لأنهم يعلمون أن تعظيم ما لم يعظمه الشرع يفضي إلى الشرك.
O حيث لم يكن ابن عمر ولا غيره يقصدون الأماكن التي كان ينزل فيها النبي صلى الله عليه وسلم ويبيت فيها كبيوت أزواجه، ومواضع نزوله في مغازيه، ولكنه كان يستحسن مشابهته في صورة الفعل فقط ولا يقصد التعبد فيه.
O لا يقصدون الصلاة والدعاء والعبادة في مكان لم يقصد الأنبياء فيه الصلاة والعبادة، بل روي أنهم مروا بالمكان ونزلوا فيه وسكنوه، وليس بالأمر متابعة. لعلمهم بأن الله لم يشرع للمسلمين مكانًا يقصد للصّلاة إلّا المسجد ولا مكانًا يقصد للعبادة إلّا المشاعر:
= فمشاعر الحجّ كعرفة ومزدلفة.
= ومنًى تقصد بالذّكر والدّعاء والتّكبير لا الصّلاة بخلاف المساجد فإنّها هي الّتي تقصد للصّلاة.
= وما ثمّ مكانٌ يقصد بعينه إلّا المساجد والمشاعر وفيها الصّلاة والنّسك، لذلك لا يجوز تقصد زيارة مسكن النبيّ أو منزله أو الممر الذي مر به.

الدليل:
قال تعالى: "قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت".
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir