دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب الشريعة للآجري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1431هـ/27-05-2010م, 07:34 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي باب ترك البحث والتنقير عن النظر في أمر المقدر: كيف؟ ولم؟ بل الإيمان به والتسليم

باب ترك البحث والتنقير عن النظر في أمر المقدر كيف؟ ولم؟ بل الإيمان به والتسليم

537 - حدثنا أبو العباس سهل بن أبي سهل الواسطي قال: نا أبو حفص عمرو بن علي قال: نا يحيى بن عثمان القرشي سنة ثمانين ومائة سمعته منه قال: نا يحيى بن عبد الله بن أبي مليكة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تكلم في القدر سئل عنه، ومن لم يتكلم فيه لم يسأل عنه»
538 - حدثنا أبو سهل بن أبي سهل أيضا قال: نا عمرو بن علي قال: نا حماد بن مسعدة قال: حدثني زياد أبو عمرو قال: نا محمد بن إبراهيم القرشي، عن أبيه قال: كنت جالسا عند ابن عمر فسئل عن القدر؟ فقال: «شيء أراد الله تعالى ألا يطلعكم عليه، فلا تريدوا من الله تعالى ما أبى عليكم»
قال محمد بن الحسين رحمه الله: هذا معنى ما قال عمر بن عبد العزيز في رسالته لأهل القدر، قوله: فلئن قلتم: قد قال الله في كتابه كذا وكذا، يقال لهم: لقد قرءوا منه يعني الصحابة ما قد قرأتم وعلموا من تأويله ما جهلتم، ثم قالوا بعد ذلك كله: كله كتاب وقدر، وكتب الشقوة، وما قدر يكن، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا، ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا والسلام
539 - أخبرنا الفريابي قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نا وكيع، عن سفيان الثوري، عن داود بن أبي هند: أن عزيرا سأل ربه تعالى عن القدر؟ فقال: سألتني عن علمي، عقوبتك أن لا أسميك في الأنبياء
540 - أخبرنا الفريابي قال: نا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن نوف قال: «قال عزير فيما يناجي به ربه: يا رب تخلق خلقا فتضل من تشاء وتهدي من تشاء قال: قيل له: يا عزير، أعرض عن هذا قال: فعاد فقال: يا رب تخلق خلقا، فتضل من تشاء وتهدي من تشاء قال: قيل له: يا عزير، أعرض عن هذا، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا فعاد فقال: يا عزير، لتعرضن عن هذا أو لمحوتك من النبوة، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون»
541 - حدثني أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القزويني الصواف قال: نا سهل بن عثمان العسكري قال: حدثني سعيد بن النعمان، عن نهشل، عن الضحاك بن عثمان قال: وافيت الموسم، فلقيت في مسجد الخيف ذكر الجماعة قال: ورأيت طاوسا اليماني، فسمعته يقول لرجل: إن القدر سر الله تعالى، فلا تدخلن فيه، ولقد سمعت أبا الدرداء يحدث عن نبيكم صلى الله عليه وسلم: «أن موسى عليه السلام لما خرج من عند فرعون متغير الوجه، إذ استقبله ملك من خزان النار، وهو يقلب كفيه متعجبا لما قال له الروح الأمين: إن ربك عز وجل أرسلك إلى فرعون مع أنه قد طبع على قلبه فلن يؤمن قال: يا جبريل، فدعائي ما هو؟ قال: امض لما أمرت قال صدقت، ثم قال: يا موسى اثنا عشر ملكا من خزان النار، وقد جهدنا على أن نسأل في هذا الأمر، فأوحى إلينا أن القدر سر الله، فلا تدخلوا فيه»
542 - وأخبرنا الفريابي قال: نا عبد الأعلى بن حماد قال: نا حماد بن سلمة قال: أنا كلثوم بن جبر، عن وهب بن منبه أنه قال: «أجد في التوراة، أو في الكتاب: أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخلق، خلقت الخير والشر، وخلقت من يكون الخير على يديه، فطوبى لمن خلقته ليكون الخير على يديه، وويل لمن خلقته ليكون الشر على يديه»
543 - وأخبرنا الفريابي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: نا الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن مسافع الحاجب أنه قال «وجدوا حجرا حين نقضوا البيت فيه ثلاثة صفوح، فيها كتاب من كتب الأول، فدعى لها رجل فقرأها، فإذا في صفح منها: أنا الله ذو بكة صغتها يوم صغت الشمس والقمر حففتها بسبعة أملاك، وباركت لأهلها في اللحم والماء، وفي الصفح الآخر: أنا الله ذو بكة، خلقت الرحم، واشتققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته ، وفي الصفح الثالث: أنا الله ذو بكة خلقت الخير والشر، فطوبى لمن كان الخير على يديه، وويل لمن كان الشر على يديه»
544 - وأخبرنا الفريابي قال: نا سويد بن سعيد قال: يوسف بن سهل الواسطي قال: حججت فسمعت رجلا، يلبي يقول في تلبيته: لبيك لبيك، والشر ليس إليك، فلما دخلت مكة لقيت سفيان، فأخبرته بالذي سمعت، فما زادني على أن قال: قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق
545 - وأخبرنا الفريابي قال: نا قطن بن نسير قال: نا جعفر بن سليمان قال: نا أبو سنان قال: اجتمع وهب بن منبه، وعطاء الخراساني بمكة فقال عطاء: يا أبا عبد الله ما كتب بلغني أنها كتبت عنك في القدر؟ فقال وهب: وما كتبت كتبا، ولا تكلمت في القدر، ثم قال وهب: قرأت نيفا وسبعين من كتب الله تعالى، منها نيف وأربعون ظاهرة في الكنائس، ومنها نيف وعشرون لا يعلمها إلا قليل من الناس، فوجدت فيها كلها: «أن من وكل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر»
546 - وأخبرنا الفريابي قال: حدثني أبو حفص عمرو بن عثمان الحمصي قال: نا بقية بن الوليد قال: حدثنا أبو عمرو يعني الأوزاعي قال: نا العلاء بن الحجاج، عن محمد بن عبيد المكي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل له إن رجلا قدم علينا يكذب بالقدر فقال: «دلوني عليه» وهو يومئذ أعمى فقالوا: وما تصنع به؟ قال: «والذي نفسي بيده، لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه، ولئن وقعت رقبته في يدي لأدقنها، والذي نفسي بيده لا ينتهي بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله تعالى من أن يكون قدر الخير، كما أخرجوه من أن يقدر الشر»
547 - وأخبرنا الفريابي قال: نا عمرو بن عثمان الحمصي قال: نا بقية قال: نا أبو عمرو الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة قال: علم الله تعالى ما هو خالق وما الخلق عاملون، ثم كتبه، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير
548 - وأخبرنا الفريابي قال: نا أبو أنس مالك بن سليمان الألهاني الحمصي قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن أرطاة بن المنذر، عن مجاهد بن جبر، أنه بلغه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول شيء خلقه الله القلم، فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين قال: فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول، بر أو فجور، رطب أو يابس، فأحصاه عنده في الذكر، ثم قال: اقرءوا إن شئتم: هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فهل تكون النسخة إلا من أمر قد فرغ منه»
قال محمد بن الحسين رحمه الله: فهذا طريق أهل العلم: الإيمان بالقدر خيره وشره، واقع من الله بمقدور جرى به، يضل من يشاء ويهدي من يشاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وأما الحجة في ترك مجالسة القدرية ولا يفاتحون بكلام، ولا بمناظرة إلا عند الضرورة وإثبات الحجة عليهم وتبكيتهم، أو يسترشد منهم مسترشد للاسترشاد فيرشد، ويوقف على طريق الحق، ويحذر طريق الباطل، فلا بأس بالبيان على هذا النعت، وسأذكر في ذلك ما يدل على ما قلت إن شاء الله، فالله الموفق لكل رشاد
549 - أخبرنا الفريابي قال: نا إسحاق بن راهويه قال: أنا المقرئ عبد الله بن يزيد قال: نا سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك الهذلي، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشي، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم حدثنا أبو العباس سهل بن أبي سهل الواسطي قال: نا أبو حفص عمرو بن علي قال: نا عبد الله بن يزيد المقرئ قال: نا سعيد بن أبي أيوب وذكر الحديث، مثله سواء
550 - وأخبرنا الفريابي قال: نا محمد بن داود قال: نا أحمد بن صالح قال: نا عبد الله بن وهب قال: نا الليث بن سعد، عن عبيد الله بن عمر قال: كنا نجالس يحيى بن سعيد فيسرد علينا مثل اللؤلؤ، فإذا طلع ربيعة قطع يحيى الحديث إعظاما لربيعة، فبينا نحن يوما يحدثنا تلا هذه الآية: وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم فقال له جميل بن نباتة العراقي وهو جالس معنا: يا أبا محمد، أرأيت السحر من تلك الخزائن؟ فقال يحيى: سبحان الله، ما هذا من مسائل المسلمين، فقال عبد الله بن أبي حبيبة: إن أبا محمد ليس بصاحب خصومة، ولكن علي فأقبل أما أنا فأقول: إن السحر لا يضر إلا بإذن الله، أفتقول أنت ذلك؟ فسكت، فكأنما سقط عنا جبل
551 - أخبرنا إبراهيم بن الهيثم الناقد قال: نا محمد بن بكار قال: نا إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد العمري قال: جاء رجل إلى سالم بن عبد الله فقال: رجل زنى، فقال سالم: «يستغفر الله ويتوب إليه» فقال له الرجل: الله قدره عليه؟ فقال سالم: نعم قال: «ثم أخذ قبضة من الحصباء، فضرب بها وجه الرجل وقال: قم»
552 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: نا أيوب شيخ لنا قال: نا إسماعيل بن عمرو البجلي قال: نا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده قال: أتى رجل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال: أخبرني عن القدر؟ فقال: طريق مظلم فلا تسلكه، قال: أخبرني عن القدر؟ قال: بحر عميق فلا تلجه، قال: أخبرني عن القدر؟ قال: سر الله فلا تكلفه، ثم ولى الرجل غير بعيد، ثم رجع، فقال لعلي: في المشيئة الأولى أقوم وأقعد وأقبض وأبسط؟ فقال له علي رضي الله عنه: إني سائلك عن ثلاث خصال، ولن يجعل الله لك ولا لمن ذكر المشيئة مخرجا، أخبرني أخلقك الله لما شاء أو لما شئت؟ قال: بل لما شاء قال: أخبرني أفتجيء يوم القيامة كما شاء أو كما شئت؟ قال: لا بل كما شاء، قال أخبرني أخلقك الله كما شاء أو كما شئت؟ قال: لا بل كما شاء قال: فليس لك من المشيئة شيء
553 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: نا أحمد بن صالح قال: نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: قال لنا طاوس: أخروا معبدا الجهني فإنه كان قدريا
554 - أخبرنا الفريابي قال: نا قتيبة بن سعيد قال: نا سفيان، عن عمرو قال: قال لنا طاوس: أخروا معبدا الجهني فإنه كان يتكلم بالقدر
555 - أخبرنا الفريابي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نا يزيد بن هارون قال: أخبرني يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير أنه كان مع طاوس يطوف بالبيت، فمر معبد الجهني فقال قائل لطاوس: هذا معبد الجهني فعدل إليه، فقال: أنت المفتري على الله، القائل ما لا تعلم؟ قال: إنه يكذب علي قال أبو الزبير: فعدلت مع طاوس، حتى دخلنا على ابن عباس، فقال له طاوس: يا أبا عباس: الذين يقولون في القدر قال: أروني بعضهم، قلنا: صانع ماذا؟ قال: إذا أضع يدي في رأسه فأدق عنقه
556 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن شاهين قال: نا عمار بن خالد الواسطي قال: نا مرحوم بن عبد العزيز العطار قال: سمعت أبي وعمي يقولان: سمعنا الحسن: «ينهى عن مجالسة، معبد الجهني»، ويقول: «لا تجالسوه»، قال: وقال أبي: لا أعلم يومئذ أحدا يتكلم في القدر غير معبد، ورجل من الأساورة يقال له شيشنويه
557 - أخبرنا الفريابي قال: نا محمد بن مصفى قال: نا بقية قال: حدثني محمد بن نافع الثقفي، عن محمد بن عبيد بن أبي عامر المكي قال: لقيت غيلان بدمشق مع نفر من قريش، فسألوني في أن أكلمه، فقلت له: اجعل لي عهد الله وميثاقه ألا تغضب، ولا تجحد، ولا تكتم قال: فقال: ذلك لك، فقلت: نشدتك الله، هل في السموات والأرض شيء قط من خير أو شر لم يشأه الله، ولم يعلمه حين كان؟ قال غيلان: اللهم لا، قلت: فعلم الله تعالى بالعباد كان قبل أو بعد أعمالهم؟ قال غيلان: بل علمه كان قبل أعمالهم، قلت: فمن أين كان علمه بهم من دار كانوا فيها قبله جبلهم في تلك الدار غيره؟ وأخبره الذي جبلهم هو في الدار عنهم غيره؟ أم من دار جبلهم هو فيها؟ وخلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي؟ قال غيلان: بل من دار جبلهم فيها، وخلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي، قلت: وهل كان الله يحب أن يطيعه جميع خلقه؟ قال غيلان: نعم، قلت: انظر ما تقول؟ قال: هل معها غيرها قلت: نعم، قلت: فهل كان إبليس يحب أن يعصي الله جميع خلقه؟ قال: فلما عرف الذي أريد سكت، فلم يرد علي شيئا
558 - أخبرنا الفريابي قال: نا نصر بن عاصم قال: نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول أنه قال: حسيب غيلان الله، لقد ترك هذه الأمة في مثل لجج البحار
559 - وأخبرنا الفريابي قال: نا نصر قال: نا الوليد، عن ابن جابر قال: سمعت مكحولا يقول: «ويحك يا غيلان لا تموت إلا مفتونا»
قال محمد بن الحسين رحمه الله: فإن قال قائل: من أئمة القدرية في مذاهبهم؟ قيل له: قد أجل الله تعالى المسلمين عن مذاهبهم، وأئمتهم في مذاهبهم القدرية: معبد الجهني بالبصرة، وقد رد عليه الصحابة والتابعون ما قد تقدم ذكرنا له، وقبله رجل من أهل العراق كان نصرانيا فأسلم، ثم تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني القدر، كذا قال الأوزاعي رحمه الله، وأخذ غيلان عن معبد، وقد تقدم ذكرنا لقصة غيلان، وما عجل الله له من الخزي في الدنيا، وما له في الآخرة أعظم، وعمرو بن عبيد وما ذمه العلماء وهجروه وكفروه، هؤلاء أئمتهم الأنجاس والأرجاس
560 - أخبرنا الفريابي قال: نا صفوان بن صالح قال: ثنا محمد بن شعيب قال: سمعت الأوزاعي يقول: أول من نطق بالقدر: رجل من أهل العراق يقال له: سوسن، وكان نصرانيا فأسلم، ثم تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد
561 - أخبرنا الفريابي قال: نا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: نا أنس بن عياض قال: أرسل إلي عبد الله بن يزيد بن هرمز فقال: لقد أدركت وما بالمدينة أحد يتهم بالقدر إلا رجل من جهينة يقال له معبد الجهني، فعليكم بدين العواتق اللائي لا يعرفن إلا الله تعالى
562 - أخبرنا الفريابي قال: نا أحمد بن خالد قال: نا معاذ بن معاذ قال: سمعت ابن عون يقول: أول ما تكلم الناس في القدر بالبصرة معبد الجهني وأبو يونس الأسواري
563 - وأخبرنا الفريابي قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نا مرحوم بن عبد العزيز، عن أبيه، وعمه سمعهما يقولان: سمعنا الحسن «وهو ينهى عن مجالسة معبد الجهني يقول: لا تجالسوه فإنه ضال مضل»
قال محمد بن الحسين رحمه الله: ثم اعلموا رحمنا الله وإياكم أن القدري لا يقول: اللهم وفقني، ولا يقول: اللهم اعصمني، ولا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله لأن عنده أن المشيئة إليه، إن شاء أطاع وإن شاء عصى، فاحذروا مذاهبهم لا يفتنوكم عن دينكم
564 - أخبرنا الفريابي قال: نا عمرو بن علي قال: سمعت معاذ بن معاذ، يقول: صليت أنا وعمر بن الهيثم الرقاشي، خلف الربيع بن برة قال معاذ: أخبرني عمر بن الهيثم أنه حضرته الصلاة مرة أخرى، فصلى خلفه قال: فقعدت أدعو فقال: لعلك ممن يقول: اللهم اعصمني؟ قال: معاذ: فأعدت تلك الصلاة بعد عشرين سنة
قال محمد بن الحسين رحمه الله: وكان الربيع بن برة هذا قدريا، وكان من المتعبدين عندهم
565 - أخبرنا الفريابي قال: نا عمرو بن علي قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول: أخبرني عمر بن الهيثم قال: خرجت في سفينة إلى الأبلة أنا وقاضيها هبيرة بن العديس قال: وصحبنا في السفينة مجوس وقدري قال: فقال القدري للمجوسي: أسلم قال: فقال المجوسي حين يريد الله قال فقال القدري: الله يريد والشيطان لا يدعك قال: يقول المجوسي: أراد الله، وأراد الشيطان، فكان ما أراد الشيطان، هذا شيطان قوي
قال محمد بن الحسين: هذا الكلام ذكره الفريابي بالفارسية عن القدري والمجوسي، ثم فسره لنا الفريابي هذا المعنى ونحوه
566 - حدثنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي: قال: قال بعض العلماء: مسألة يقطع بها القدري يقال له أخبرنا: «أراد الله تعالى من العباد أن يؤمنوا فلم يقدر، أو قدر فلم يرد؟ فإن قال: قدر ولم يرد، قيل له: فمن يهدي من لم يرد الله هدايته؟ وإن قال: أراد، فلم يقدر، قيل له: لا يشك جميع الخلق أنك قد كفرت يا عدو الله»
567 - أخبرنا الفريابي قال: حدثني أبو تقي هشام بن عبد الملك قال: نا بقية بن الوليد قال: حدثني أبو غياث قال: بينا أنا أغسل رجلا من أهل القدر قال: فتفرقوا عني، فبقيت وحدي فقلت: ويل للمكذبين بأقدار الله تعالى قال: فانتفض حتى سقط عن دفه قال: فلما دفناه عند باب الشرقي فرأيته في ليلتي تلك في منامي، كأني منصرف من المسجد، إذ الجنازة في السوق يحملها حبشيان رجلاها بين يديها فقلت: ما هذا؟ فقالوا: فلان، فقلت: سبحان الله، أليس قد دفناه عند باب الشرقي؟ قال: دفنتموه في غير موضعه، فقلت: والله لأتبعنه حتى أنظر ما يصنع به، فلما أن خرجوا به من باب اليهود مالوا به إلى نواويس النصارى، فأتوا قبرا منها فدفنوه فيه، فبدت لي رجلاه، فإذا هو أشد سوادا من الليل
568 - أخبرنا الفريابي قال: نا أحمد بن أبي الحواري، إملاء علي قال: قلت لأبي سليمان الداراني: من أراد الحظة فليتواضع في الطاعة فقال لي: ويحك، وأي شيء التواضع؟ إنما التواضع أن لا تعجب بعملك، وكيف يعجب عاقل بعمله؟ وإنما نعد العمل نعمة من الله تعالى، ينبغي أن يشكر الله تعالى ويتواضع، إنما يعجب بعمله القدري الذي يزعم أنه يعمل، فأما من زعم أنه يستعمل، فكيف يعجب؟
قال محمد بن الحسين: يقال للقدري: يا من لعب به الشيطان، يا من ينكر أن الله تعالى خلق الشر، أليس إبليس أصل كل شر؟ أليس الله خلقه؟ أليس الله تعالى خلق الشياطين وأرسلهم على من أراد ليضلوهم عن طريق الرشد؟ فأي حجة لك يا قدري؟ يا من قد حرم التوفيق، أليس الله تعالى قال: وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم إلى قوله إنهم كانوا خاسرين؟ وقال تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون وقال تعالى ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ؟
569 - حدثنا أبو جعفر بن يحيى الحلواني قال: نا خلف بن هشام البزار قال: نا أبو شهاب يعني الحناط، عن الأعمش، عن خيثمة، وعمارة بن عمير، عن مسروق قال: دخلت أنا وأبو عطية على عائشة رضي الله عنها فقلنا لها: يا أم المؤمنين، إن أبا عبد الرحمن يعني ابن مسعود يقول: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فأينا يحب الموت؟ فقالت: يرحم الله ابن أم عبد، حدث أول الحديث وأمسك عن آخره، ثم أنشأت تحدث فقالت: إذا أراد الله بعبد خيرا بعث إليه ملكا قبل موته بعام يسدده ويوفقه حتى يموت على خير أحايينه، فيقول الناس: مات فلان على خير أحايينه، فإذا حضر ورأى ما أعد له، جعل يتهوع نفسه من الحرص على أن يخرج، هناك أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإذا أراد الله بعبد غير ذلك، قيض له شيطانا قبل موته بعام يغويه ويصده حتى يموت على شر أحايينه، فيقول الناس: مات فلان على شر أحايينه، فإذا حضر ورأى ما أعد له حتى يبتلع نفسه، كراهية أن تخرج، هناك: كره لقاء الله، وكره الله لقاءه
570 - أخبرنا الفريابي قال: أنا عثمان بن أبي شيبة قال: نا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن خيثمة، عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق، على عائشة رضي الله عنها، فذكرنا لها قول عبد الله بن مسعود: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فقالت عائشة رضي الله عنها: يرحم الله أبا عبد الرحمن حدثكم أول الحديث، ولم تسألوه عن آخره، وسأحدثكم عن ذلك: إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا قيض له قبل موته ملكا يسدده ويبشره، حتى يموت وهو على خير ما كان، ويقول الناس: مات فلان على خير ما كان، فإذا حضر ورأى ثوابه من الجنة، فجعل يتهوع نفسه، ود لو خرجت نفسه، فذلك حين أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وإذا أراد الله بعبد شرا قيض له شيطانا قبل موته بعام، فجعل يفتنه ويضله حتى يموت على شر ما كان، ويقول الناس: مات فلان على شر ما كان، فإذا حضر ورأى منزله من النار، فجعل يبتلع نفسه أن تخرج، هناك حين كره لقاء الله وكره الله لقاءه
571 - حدثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي قال: نا أحمد بن أبي الحواري قال: نا عبد الله بن حجر قال: قال عبد الله بن المبارك يعني لرجل سمعه يقول: ما أجرأ فلانا على الله، فقال: «لا تقل ما أجرأ فلانا على الله، فإن الله تعالى أكرم من أن يجترأ عليه، ولكن قل: «ما أغر فلانا بالله «قال: فحدثت به أبا سليمان الدراني فقال: صدق ابن مبارك، الله تعالى أكرم من أن يجترأ عليه، ولكنهم هانوا عليه فتركهم ومعاصيهم، ولو كرموا عليه لمنعهم منها»
572 - وحدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: نا الحسين بن الحسن المروزي قال: أنا ابن المبارك قال: أنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير في قول الله تعالى: أولي الأيدي والأبصار قال: الأيدي: القوة في العمل، والأبصار: بصرهم ما هم فيه من دينهم
قال محمد بن الحسين: فإن اعترض بعض هؤلاء القدرية بتأويله الخطأ، فقال: قال الله تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك فيزعم أن السيئة من نفسه، دون أن يكون الله تعالى قضاها وقدرها عليه، قيل له: يا جاهل، إن الذي أنزلت عليه هذه الآية هو أعلم بتأويلها منك، وهو الذي بين لنا جميع ما تقدم ذكرنا له من إثبات القدر، وكذلك الصحابة الذين شاهدوا التنزيل رضي الله عنهم، هم الذين بينوا لنا ولك إثبات المقادير بكل ما هو كائن من خير وشر، وقيل: لو عقلت تأويلها لم تعارض بها، ولعلمت أن الحجة عليك لا لك فإن قال: كيف؟ قيل له: قوله تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك أليس الله تعالى أصابه بها: خيرا كان أو شرا؟ فاعقل يا جاهل، أليس قال الله تعالى نصيب برحمتنا من نشاء وقال تعالى: أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون وقال تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير وهذا في القرآن كثير، ألا ترى أن الله تعالى يخبرنا أن كل مصيبة تكون بالعباد من خير أو شر فالله يصيبهم بها، وقد كتب مصابهم في علم قد سبق، وجرى به القلم على حسب ما تقدم ذكرنا له، فاعقلوه يا مسلمون فإن القدري محروم من التوفيق، وقد روي أن هذه الآية التي يحتج بها القدري في قراءة عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك
573 - أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: نا محمد بن بكار قال: نا إسماعيل بن عياش، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه قال: في قراءة عبد الله وأبي: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك
574 - أخبرنا الفريابي قال: نا قتيبة بن سعيد، وعبد الأعلى بن حماد قالا: نا المعتمر بن سليمان، عن حميد الطويل، عن ثابت، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: «قضي القضاء وجف القلم، وأمور تقضى في كتاب قد خلا»
575 - أخبرنا الفريابي قال: حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق قال: أخبرنا أصبغ بن الفرج قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني رجل شاب، وأنا أخاف على نفسي العنت ، ولا أجد ما أتزوج به النساء، فأذن لي أختصي قال: فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك، فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة قد جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر
قال محمد بن الحسين رحمه الله: اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الله تعالى ذكره أمر العباد باتباع صراطه المستقيم، وأن لا يعوجوا عنه يمينا ولا شمالا، فقال تعالى ذكره وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل، فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ثم قال تعالى: لمن شاء منكم أن يستقيم ففي الظاهر أنه جل ذكره أمرهم بالاستقامة واتباع سبيله وجعل في الظاهر إليهم المشيئة، ثم أعلمهم بعد ذلك: إنكم لن تشاءوا إلا أن أشاء أنا لكم ما فيه هدايتكم، وإن مشيئتكم تبع لمشيئتي، فقال تعالى: وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين فأعلمهم أن مشيئتهم تبع لمشيئته عز وجل وقال عز وجل: قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وقال عز وجل: كان الناس أمة واحدة، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلى قوله: فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
قال محمد بن الحسين رحمه الله: انقطعت حجة كل قدري قد لعب به الشيطان فهو في غيه يتردد، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به، وبعد فقد اجتهدت وبينت في إثبات القدر بما قال الله عز وجل وبما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، المبين عن الله عز وجل ما أنزله في كتابه، وذكرت قول الصحابة رضي الله عنهم، وقول التابعين، وكثيرا من أئمة المسلمين، على معنى الكتاب والسنة فمن لم يؤمن بهذا فهو ممن قال الله تعالى فيهم: لو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, ترك

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir