دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 20 ذو الحجة 1440هـ/21-08-2019م, 02:16 AM
مرام الصانع مرام الصانع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 118
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}

تلخيص أقوال المفسرين في الآيات:

مسائل السورة:
•نزول السورة: مكية

المسائل التفسيرية:
-قال تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ(١)}
•سبب نزول الآية:
حين أكرم الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وابتدأ نزول الوحي عليه، رأى أمرًا لم ير مثله، ولا يقدر على الثبات له إلا المرسلون، فاعتراه الخوف حين رأى جبريل عليه السلام، فأتى إلى أهله، فقال: "زملوني زملوني" وهو ترعد فرائصه، ثم جاءه جبريل فقال: " اقرأ "، فقال: "ما أنا بقارئ" فغطه حتى بلغ منه الجهد، وهو يعالجه على القراءة، فقرأ صلوات الله وسلامه عليه. وهو ما ذكره السعدي والأشقر.
•المخاطب في الآيات من الأولى حتى العاشرة: كما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
•الغرض من النداء: أمره بترك التزمل والقيام بالعبادات المتعلقة به. كما ذكر ذلك ابن كثير والسعدي.
•معنى المزمل:
جاء في معنى المزمل أربعة أقوال:
الأول: هو التغطي في الليل، ذكره ابن كثير.
الثاني: المتغطي في ثيابه، قاله قتادة، إبراهيم النخعي، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثالث: النائم، قاله ابن عباس، الضحاك، السدي، ذكره ابن كثير.
الرابع: تزمل القرآن، قاله ابن عباس في رواية أخرى له، ذكره ابن كثير.
وبعد النظر للأقوال يترجح اختيار المفسرون للقول الثاني والذي يصدق عليه فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في أول نزول الوحي عليه.
•المراد بالمزمل: كما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
•الحكمة من مخاطبة الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف: لحصوله من النبي صلى الله عليه وسلم في أول أمره من نزول الوحي عليه خوفًا مما رأه وسمعه ثم أنس بجبريل عليه السلام بعد ذلك. وهو حاصل ما ذكره السعدي والأشقر.
•المسائل الإستطرادية:
أنواع الخطاب القرآني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم:
خاطبه الله تعالى بالمزمل كما في هذه الآية وكان ذلك في أول نزول الوحي عليه، ثم بعد ذلك خوطب بالنبوة {يا أيها النبي} والرسالة {يا أيها الرسول}. وهو حاصل ما ذكره السعدي والأشقر.

-قال تعالى: {قُمِ ٱلَّیۡلَ إِلَّا قَلِیلࣰا (٢)}
•متعلق (قم) في الآية: وهي الصلاة، ذكره السعدي والأشقر.
•الغرض من الاستثناء في الآية: التخفيف في عدم قيام الليل كله والتجاوز في النقصان أو الزيادة القليلة رحمةً من الله عز وجل. وهو حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
•مراحل تشريع قيام الليل: وقد جاء على مرحلتين، أولًا: ما كان قبل نسخ السورة بأخرها، وفيه قولان:
الأول: أن قيام الليل كان واجبًا على النبي صلى الله عليه وسلم فقط، ذكره ابن كثير ونوه بذلك السعدي.
الثاني: أن قيام الليل كان واجبًا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه -رضي الله عنهم-، كما قال ابن عباس، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقتادة وغيرهم مما أوردوه من أحاديث ثبوت نسخ أول السورة بأخرها. ذكره ابن كثير نقلًا عن ابن جرير كما ذكره الأشقر.
ثانيًا: ما كان بعد حكم النسخ، بأن أصبح نفلًا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته، وهو ما ذكره ابن كثير نقلًا عن ابن جرير كما ذكره الأشقر. ودليلهم في ذلك، عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.
•صفة قيام الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن سعيد بن هشام قال: قلت: يا أمّ المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قالت: كنّا نعدّ له سواكه وطهوره، فيبعثه اللّه لما شاء أن يبعثه من اللّيل، فيتسوّك ثمّ يتوضّأ ثمّ يصلّي ثماني ركعاتٍ لا يجلس فيهنّ إلّا عند الثّامنة، فيجلس ويذكر ربّه تعالى ويدعو [ويستغفر ثمّ ينهض وما يسلّم. ثمّ يصلّي التّاسعة فيقعد فيحمد ربّه ويذكره ويدعو] ثمّ يسلّم تسليمًا يسمعنا، ثمّ يصلّي ركعتين وهو جالسٌ بعد ما يسلّم. فتلك إحدى عشرة ركعةً يا بنيّ. ذكره ابن كثير.

-المعنى الإجمالي للآيتين الأولى والثانية:
خاطب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بوصف التزمل الذي كان منه في أول الوحي؛ لشدة خوفه مما عاينه من أمر عظيم، وهو يأمره بالقيام للصلاة في الليل، إلا يسيرًا منه. وهو حاصل تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر.
-تفسير القرآن بالقرآن لمعنى الآيتين الأولى والثانية:
ذكر ابن كثير قول الله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم ينفقون} [السّجدة: 16].

-قال تعالى: {نِّصۡفَهُۥۤ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِیلًا (٣) أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ}
•معنى الآية الإجمالي:
أي قم للصلاة ثلثي الليل وهي الزيادة على النصف بالقليل، أو نصفه، أو ثلثه وهي النقصان عن النصف بالقليل. وهو حاصل تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر.
•الناسخ والمنسوخ في الآية:
قال ابن كثير: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا [أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} فأمر اللّه نبيّه والمؤمنين بقيام اللّيل إلّا قليلًا] فشقّ ذلك على المؤمنين، ثمّ خفّف اللّه عنهم ورحمهم، فأنزل بعد هذا: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض} إلى قوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه} فوسّع اللّه -وله الحمد-ولم يضيّق.

و قال الأشقر: عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.
•مناسبة الآية لما قبلها:
بعدما قرر الله الاستثناء في الآية السابقة رحمة من عنده، بين هنا مقدار هذا الاستثناء فقال: {نِّصۡفَهُۥۤ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِیلًا (٣) أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ}، وهو ما ذكره ابن كثير والسعدي.
•مرجع الضمير في (نصفه)(منه)(عليه): وهو الليل كما أجمع بذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.
•إعراب نصف: بدل من الليل كما ذكر ابن كثير.

-قال تعالى: {...وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِیلًا (٤)}
•معنى الآية الإجمالي: أي اقرأه على تمهل بتدبر أحرفه. هو حاصل تفسير ابن كثير والأشقر.
•معنى الترتيل: قال الأشقر: هو أنْ يبين جميع الحروف ويوفي حقها من الإشباع دون تنطع وتقعر في النطق.
•فائدة الترتيل: يحصل التدبر والتفكر، وتحريك القلوب به، مما يكون عونًا على فهم القرآن والتعبد بآياته. وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•أهمية الترتيل وفضله: ذكر ابن كثير عددًا من الأحاديث الدالة على ذلك، ومنها:
قال الإمام أحمد: عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها).
وجاء في الحديث: (زيّنوا القرآن بأصواتكم)، و (ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن)، و (لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود) يعني: أبا موسى، فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنّك كنت تسمع قراءتي لحبّرته لك تحبيرًا.
وعن ابن مسعودٍ أنّه قال: لا تنثروه نثر الرّمل ولا تهذّوه هذّ الشّعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السّورة.
•صفة قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن: أورد ابن كثير قول عائشة -رضي الله عنها- في ذلك، قالت: كان يقرأ السّورة فيرتّلها، حتّى تكون أطول من أطول منها.
وفي صحيح البخاريّ، عن أنسٍ: أنّه سئل عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كانت مدًّا، ثمّ قرأ {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} يمدّ بسم اللّه، ويمدّ الرّحمن، ويمدّ الرّحيم.

-قال تعالى: {إِنَّا سَنُلۡقِی عَلَیۡكَ قَوۡلࣰا ثَقِیلًا (٥)}
•مناسبة الآية لما قبلها: لما كان من الترتيل من الفوائد العظيمة، جعله الله كالتهيئة والاستعداد لتلقي القول الثقيل. وهو ما ذكره السعدي.
•معنى (سنلقي عليك): أي نوحي إليك. قاله السعدي والأشقر.
•المراد بالقول: هو القرآن، بإجماع ابن كثير والسعدي والأشقر.
•المراد بالثقيل: جاء فيها ثلاثة أقوال:
الأول: ثقيل وقت نزوله، ذكره ابن كثير، واستدل على ذلك بقول زيد بن ثابتٍ، قال: أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفخذه على فخذي، فكادت ترض فخذي.
وعن عائشة: أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: "أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ، فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملك رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول". قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلّى اللّه عليه وسلّم في اليوم الشّديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا هذا لفظه.
الثاني: ثقيل العمل به، بفرائضه وحدوده، وحلاله وحرامه، قاله الحسن وقتادة، ذكره ابن كثير والأشقر.
الثالث: ثقيل بعظمة معانيه الجليلة أوصافه، ذكره السعدي.
واختار ابن جرير أنه ثقيلٌ بالقولين الأول والثاني معًا، كما قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: كما ثقل في الدّنيا ثقل يوم القيامة في الموازين.

-قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّیۡلِ هِیَ أَشَدُّ وَطۡـࣰٔا وَأَقۡوَمُ قِیلًا(6)}
•مناسبة الآية لما قبلها من الآيات: وفيها بيان الحكمة من أمر الله تعالى لنبيه بقيام الليل. ذكره السعدي.
•معنى ناشئة: ورد فيها ثلاثة أقوال:
الأول: الليل كله ناشئة، ساعاته وأوقاته، وكل ساعة منه تسمى ناشئة، قاله عمر، ابن عباس، ابن الزبير وغيرهم، ذكره ابن كثير.
الثاني: هي القيام من بعد العشاء، قاله مجاهد، وقتادة وغيرهم، ذكره ابن كثير.
الثالث: هي القيام من بعد النوم، ذكره السعدي والأشقر.
•تقدير المحذوف في {إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّیۡلِ}: أي الصلاة في ساعات الليل. ذكره السعدي والأشقر.
•معنى (أشد وطئًا): ورد فيها قولان:
الأول: أي أشد مواطأةً بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة، ذكره ابن كثير والسعدي.
الثاني: أي أثقل على المصلي من صلاة النهار؛ لأن الليل للنوم، ذكره الأشقر.
•معنى (أقوم قيلًا): أجمع للخاطر، وأسد مقالًا، وأشد استقامة. وهو حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•الحكمة في كون الليل {أشد وطئًا وأقوم قيلًا}: لأن فيه تقل الشواغل، وتسكن الدنيا، وحين ذلك يحضر القلب خاشعًا لله تعالى، بينما في النهار ينتشر الناس وتكثر الأصوات فيه لأنّه وقت معاشهم. وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-قال تعالى: {إِنَّ لَكَ فِی ٱلنَّهَارِ سَبۡحࣰا طَوِیلࣰا(7)}
•مناسبة الآية لما قبلها: وهو ذكر السبب الثاني في بيان الحكمة من قيام الليل. ذكره السعدي والأشقر.
•معنى (سبحًا طويلًا): ورد فيها ثلاثة أقوال:
الأول: الفراغ الطويل والنوم، قاله ابن عباس، عكرمة، قتادة، الضحاك، الحسن وغيرهم، ذكره ابن كثير.
الثاني: تطوعًا طويلا، قاله السدي، ذكره ابن كثير.
الثالث: تصرفًا في حوائجك ومعاشك، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-قال تعالى: {وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَیۡهِ تَبۡتِیلࣰا(8)}
•معنى {واذكر اسم ربك}: أي اذكر الله وأكثر من ذلك. وهو حاصل تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر.
•صفة الذكر بما جاءت به الآية: وهي ذكر الله كمًا بالإكثار من ذكره، وذكر الله نوعًا بشموله لأنواع الذكر كلها، وذكر الله زمانًا بأن يكون ليلًا ونهارًا. وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•معنى {وتبتل إليه تبتيلًا}: ورد فيها قولان:
الأول: الانقطاع إلى الله تعالى، والتفرغ من أمور الدنيا، والاشتغال بالعبادة، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: الإخلاص في العبادة، قاله ابن عباس، مجاهد، عطيّة، والضحاك وغيرهم، ذكره ابن كثير.
واستدل ابن كثير على القول الأول بقول الله تعالى: {فإذا فرغت فانصب} [الشّرح:7]، كما نقل قولًا لابن جرير في موافقته للقول الأول حيث قال ابن جرير: يقال للعابد: متبتّلٌ، ومنه الحديث المرويّ: أنّه نهى عن التّبتّل، يعني: الانقطاع إلى العبادة وترك التّزوّج.
•الغرض من التبتل: هو انفصال القلب عن الخلائق وتعلقه بالله وحده والتماس ما عنده عز وجل وطلب مرضاته ومحبته. وهو مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.

-قال تعالى: {رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِیلࣰا(9)}
•معنى (رب): هو المالك، المتصرف، المدبر، خالق كل شيء. ذكره ابن كثير والسعدي.
• معنى (المشرق والمغرب): اسم جنس يشمل المشارق والمغارب كلها. ذكره السعدي.
•معنى {رب المشارق والمغارب}: هو تعالى المالك المتصرف في المشارق والمغارب، وما يكون فيها من الأنوار، وما هي مصلحة له من العالم العلوي والسفلي، فهو رب كل شيء وخالقه ومدبره. حاصل تفسير ابن كثير والسعدي.
•معنى (لا إله إلا هو): أي لا معبود إلا الله، المختص بالمحبة والتعظيم، والإجلال والتكريم. ذكره السعدي.
•معنى {فاتخذه وكيلًا}: أي حافظا وقائمًا بأمورك كلها. وهو حاصل تفسير السعدي والأشقر.
•الحكمة من اقتران (لا إله إلا هو) بالتوكل في الآية: لأنه المعبود الواحد المختص بالربوبية والمختص بالألوهية وهي إفراد الله بالعبادة، فاستحق جل وعلا أن نفرد له التوكل في الأمور كلها، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكّل عليه} [هود:123] وكقوله: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وآيات كثيرة في هذا المعنى. وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-قال تعالى: {وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرࣰا جَمِیلࣰا(10)}
•مناسبة الآية لما قبلها من الآيات: لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصلاة خصوصا، وبالذكر عموما، وذلك يحصل للعبد ملكة قوية في تحمل الأثقال، وفعل الثقيل من الأعمال، كالصبر والهجر الجميل كما في هذه الآية. ذكره السعدي.
•الناسخ والمنسوخ في الآية: أمر الله نبيه بالهجر الجميل للمعاندين له، وكان ذلك في أول دعوته وقبل الأمر بالقتال. ذكره الأشقر.
•معنى الآية الإجمالي: أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يقولونه سفهاء قومه من سبه وسب ما جاء به، وأن يقابلهم بالهجر والإعراض عنهم دون أذية. وهو حاصل تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر.
•مرجع ضمير الجمع في لفظ (يقولون): هم المعاندون من سفاء قومه. ذكره ابن كثير والسعدي.
•متعلق (القول) في الآية: من السب والأذى والاستهزاء والكذب. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•معنى (الهجر الجميل): هو الذي لا عتاب معه، ولا أذية فيه، ولا جزع. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

والحمد لله رب العالمين،...

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 23 ذو الحجة 1440هـ/24-08-2019م, 03:36 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرام الصانع مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}

تلخيص أقوال المفسرين في الآيات:

مسائل السورة:
•نزول السورة: مكية

المسائل التفسيرية:
-قال تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ(١)}
•سبب نزول الآية:
حين أكرم الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وابتدأ نزول الوحي عليه، رأى أمرًا لم ير مثله، ولا يقدر على الثبات له إلا المرسلون، فاعتراه الخوف حين رأى جبريل عليه السلام، فأتى إلى أهله، فقال: "زملوني زملوني" وهو ترعد فرائصه، ثم جاءه جبريل فقال: " اقرأ "، فقال: "ما أنا بقارئ" فغطه حتى بلغ منه الجهد، وهو يعالجه على القراءة، فقرأ صلوات الله وسلامه عليه. وهو ما ذكره السعدي والأشقر.
•المخاطب في الآيات من الأولى حتى العاشرة: كما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
•الغرض من النداء: أمره بترك التزمل والقيام بالعبادات المتعلقة به. كما ذكر ذلك ابن كثير والسعدي.
•معنى المزمل: ( هذه الأقوال في المراد بالمزمل، فالمعنى يقصد به في اللغة )
جاء في معنى المزمل أربعة أقوال:
الأول: هو التغطي في الليل، ذكره ابن كثير.
الثاني: المتغطي في ثيابه، قاله قتادة، إبراهيم النخعي، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثالث: النائم، قاله ابن عباس، الضحاك، السدي، ذكره ابن كثير.
الرابع: تزمل القرآن، قاله ابن عباس في رواية أخرى له، ذكره ابن كثير.
وبعد النظر للأقوال يترجح اختيار المفسرون للقول الثاني والذي يصدق عليه فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في أول نزول الوحي عليه.
•المراد بالمزمل: كما ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. هذا المخاطب بالنداء وقد قدمتِ ذكره فلا داع للتكرار
•الحكمة من مخاطبة الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف: لحصوله من النبي صلى الله عليه وسلم في أول أمره من نزول الوحي عليه خوفًا مما رأه وسمعه ثم أنس بجبريل عليه السلام بعد ذلك. وهو حاصل ما ذكره السعدي والأشقر.
•المسائل الإستطرادية:
أنواع الخطاب القرآني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم:
خاطبه الله تعالى بالمزمل كما في هذه الآية وكان ذلك في أول نزول الوحي عليه، ثم بعد ذلك خوطب بالنبوة {يا أيها النبي} والرسالة {يا أيها الرسول}. وهو حاصل ما ذكره السعدي والأشقر.

-قال تعالى: {قُمِ ٱلَّیۡلَ إِلَّا قَلِیلࣰا (٢)}
•متعلق (قم) في الآية: وهي الصلاة، ذكره السعدي والأشقر.
•الغرض من الاستثناء في الآية: التخفيف في عدم قيام الليل كله والتجاوز في النقصان أو الزيادة القليلة رحمةً من الله عز وجل. وهو حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
•مراحل تشريع قيام الليل: وقد جاء على مرحلتين، أولًا: ما كان قبل نسخ السورة بأخرها، وفيه قولان: ( المأمور بالقيام أنسب في التسمية )
الأول: أن قيام الليل كان واجبًا على النبي صلى الله عليه وسلم فقط، ذكره ابن كثير ونوه بذلك السعدي.
الثاني: أن قيام الليل كان واجبًا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه -رضي الله عنهم-، كما قال ابن عباس، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقتادة وغيرهم مما أوردوه من أحاديث ثبوت نسخ أول السورة بأخرها. ذكره ابن كثير نقلًا عن ابن جرير كما ذكره الأشقر.
ثانيًا: ما كان بعد حكم النسخ، بأن أصبح نفلًا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته، وهو ما ذكره ابن كثير نقلًا عن ابن جرير كما ذكره الأشقر. ودليلهم في ذلك، عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.
•صفة قيام الرسول صلى الله عليه وسلم: ( امتثال النبي صلى الله عليه وسلم للأمر )
عن سعيد بن هشام قال: قلت: يا أمّ المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قالت: كنّا نعدّ له سواكه وطهوره، فيبعثه اللّه لما شاء أن يبعثه من اللّيل، فيتسوّك ثمّ يتوضّأ ثمّ يصلّي ثماني ركعاتٍ لا يجلس فيهنّ إلّا عند الثّامنة، فيجلس ويذكر ربّه تعالى ويدعو [ويستغفر ثمّ ينهض وما يسلّم. ثمّ يصلّي التّاسعة فيقعد فيحمد ربّه ويذكره ويدعو] ثمّ يسلّم تسليمًا يسمعنا، ثمّ يصلّي ركعتين وهو جالسٌ بعد ما يسلّم. فتلك إحدى عشرة ركعةً يا بنيّ. ذكره ابن كثير.

-المعنى الإجمالي للآيتين الأولى والثانية: ( هذا تكرار لا حاجة له )
خاطب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بوصف التزمل الذي كان منه في أول الوحي؛ لشدة خوفه مما عاينه من أمر عظيم، وهو يأمره بالقيام للصلاة في الليل، إلا يسيرًا منه. وهو حاصل تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر.
-تفسير القرآن بالقرآن لمعنى الآيتين الأولى والثانية: ( هذا لا يصح كمسألة مستقلة )
ذكر ابن كثير قول الله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم ينفقون} [السّجدة: 16].
-قال تعالى: {نِّصۡفَهُۥۤ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِیلًا (٣) أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ}
•معنى الآية الإجمالي:
أي قم للصلاة ثلثي الليل وهي الزيادة على النصف بالقليل، أو نصفه، أو ثلثه وهي النقصان عن النصف بالقليل. وهو حاصل تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر.
•الناسخ والمنسوخ في الآية:( ليس في تلك الآية تحديدًا، والأصح ذكر ذلك في علوم السورة أولًا )
قال ابن كثير: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا [أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} فأمر اللّه نبيّه والمؤمنين بقيام اللّيل إلّا قليلًا] فشقّ ذلك على المؤمنين، ثمّ خفّف اللّه عنهم ورحمهم، فأنزل بعد هذا: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض} إلى قوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه} فوسّع اللّه -وله الحمد-ولم يضيّق.

و قال الأشقر: عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.( هذا تكرار والأصح أنه يتبع المأمور بالقيام)
•مناسبة الآية لما قبلها:
بعدما قرر الله الاستثناء في الآية السابقة رحمة من عنده، بين هنا مقدار هذا الاستثناء فقال: {نِّصۡفَهُۥۤ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِیلًا (٣) أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ}، وهو ما ذكره ابن كثير والسعدي.
•مرجع الضمير في (نصفه)(منه)(عليه): وهو الليل كما أجمع بذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.
•إعراب نصف: بدل من الليل كما ذكر ابن كثير.

-قال تعالى: {...وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِیلًا (٤)}
•معنى الآية الإجمالي: أي اقرأه على تمهل بتدبر أحرفه. هو حاصل تفسير ابن كثير والأشقر.
•معنى الترتيل: قال الأشقر: هو أنْ يبين جميع الحروف ويوفي حقها من الإشباع دون تنطع وتقعر في النطق.
•فائدة الترتيل: يحصل التدبر والتفكر، وتحريك القلوب به، مما يكون عونًا على فهم القرآن والتعبد بآياته. وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•أهمية الترتيل وفضله: ذكر ابن كثير عددًا من الأحاديث الدالة على ذلك، ومنها:
قال الإمام أحمد: عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها).
وجاء في الحديث: (زيّنوا القرآن بأصواتكم)، و (ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن)، و (لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود) يعني: أبا موسى، فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنّك كنت تسمع قراءتي لحبّرته لك تحبيرًا.
وعن ابن مسعودٍ أنّه قال: لا تنثروه نثر الرّمل ولا تهذّوه هذّ الشّعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السّورة.
•صفة قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن: أورد ابن كثير قول عائشة -رضي الله عنها- في ذلك، قالت: كان يقرأ السّورة فيرتّلها، حتّى تكون أطول من أطول منها.
وفي صحيح البخاريّ، عن أنسٍ: أنّه سئل عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كانت مدًّا، ثمّ قرأ {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} يمدّ بسم اللّه، ويمدّ الرّحمن، ويمدّ الرّحيم.

-قال تعالى: {إِنَّا سَنُلۡقِی عَلَیۡكَ قَوۡلࣰا ثَقِیلًا (٥)}
•مناسبة الآية لما قبلها: لما كان من الترتيل من الفوائد العظيمة، جعله الله كالتهيئة والاستعداد لتلقي القول الثقيل. وهو ما ذكره السعدي.
•معنى (سنلقي عليك): أي نوحي إليك. قاله السعدي والأشقر.
•المراد بالقول: هو القرآن، بإجماع ابن كثير والسعدي والأشقر.
•المراد بالثقيل: جاء فيها ثلاثة أقوال:
الأول: ثقيل وقت نزوله، ذكره ابن كثير، واستدل على ذلك بقول زيد بن ثابتٍ، قال: أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفخذه على فخذي، فكادت ترض فخذي.
وعن عائشة: أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: "أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ، فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملك رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول". قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلّى اللّه عليه وسلّم في اليوم الشّديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا هذا لفظه.
الثاني: ثقيل العمل به، بفرائضه وحدوده، وحلاله وحرامه، قاله الحسن وقتادة، ذكره ابن كثير والأشقر.
الثالث: ثقيل بعظمة معانيه الجليلة أوصافه، ذكره السعدي.
واختار ابن جرير أنه ثقيلٌ بالقولين الأول والثاني معًا، كما قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: كما ثقل في الدّنيا ثقل يوم القيامة في الموازين.

-قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّیۡلِ هِیَ أَشَدُّ وَطۡـࣰٔا وَأَقۡوَمُ قِیلًا(6)}
•مناسبة الآية لما قبلها من الآيات: وفيها بيان الحكمة من أمر الله تعالى لنبيه بقيام الليل. ذكره السعدي.
•معنى ناشئة: ورد فيها ثلاثة أقوال:
الأول: الليل كله ناشئة، ساعاته وأوقاته، وكل ساعة منه تسمى ناشئة، قاله عمر، ابن عباس، ابن الزبير وغيرهم، ذكره ابن كثير.
الثاني: هي القيام من بعد العشاء، قاله مجاهد، وقتادة وغيرهم، ذكره ابن كثير.
الثالث: هي القيام من بعد النوم، ذكره السعدي والأشقر.
•تقدير المحذوف في {إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّیۡلِ}: أي الصلاة في ساعات الليل. ذكره السعدي والأشقر.
•معنى (أشد وطئًا): ورد فيها قولان:
الأول: أي أشد مواطأةً بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة، ذكره ابن كثير والسعدي.
الثاني: أي أثقل على المصلي من صلاة النهار؛ لأن الليل للنوم، ذكره الأشقر.
•معنى (أقوم قيلًا): أجمع للخاطر، وأسد مقالًا، وأشد استقامة. وهو حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•الحكمة في كون الليل {أشد وطئًا وأقوم قيلًا}: لأن فيه تقل الشواغل، وتسكن الدنيا، وحين ذلك يحضر القلب خاشعًا لله تعالى، بينما في النهار ينتشر الناس وتكثر الأصوات فيه لأنّه وقت معاشهم. وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-قال تعالى: {إِنَّ لَكَ فِی ٱلنَّهَارِ سَبۡحࣰا طَوِیلࣰا(7)}
•مناسبة الآية لما قبلها: وهو ذكر السبب الثاني في بيان الحكمة من قيام الليل. ذكره السعدي والأشقر.
•معنى (سبحًا طويلًا): ورد فيها ثلاثة أقوال:
الأول: الفراغ الطويل والنوم، قاله ابن عباس، عكرمة، قتادة، الضحاك، الحسن وغيرهم، ذكره ابن كثير.
الثاني: تطوعًا طويلا، قاله السدي، ذكره ابن كثير.
الثالث: تصرفًا في حوائجك ومعاشك، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-قال تعالى: {وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلۡ إِلَیۡهِ تَبۡتِیلࣰا(8)}
•معنى {واذكر اسم ربك}: أي اذكر الله وأكثر من ذلك. وهو حاصل تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر.
•صفة الذكر بما جاءت به الآية: وهي ذكر الله كمًا بالإكثار من ذكره، وذكر الله نوعًا بشموله لأنواع الذكر كلها، وذكر الله زمانًا بأن يكون ليلًا ونهارًا. وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•معنى {وتبتل إليه تبتيلًا}: ورد فيها قولان:
الأول: الانقطاع إلى الله تعالى، والتفرغ من أمور الدنيا، والاشتغال بالعبادة، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: الإخلاص في العبادة، قاله ابن عباس، مجاهد، عطيّة، والضحاك وغيرهم، ذكره ابن كثير.
واستدل ابن كثير على القول الأول بقول الله تعالى: {فإذا فرغت فانصب} [الشّرح:7]، كما نقل قولًا لابن جرير في موافقته للقول الأول حيث قال ابن جرير: يقال للعابد: متبتّلٌ، ومنه الحديث المرويّ: أنّه نهى عن التّبتّل، يعني: الانقطاع إلى العبادة وترك التّزوّج.
•الغرض من التبتل: هو انفصال القلب عن الخلائق وتعلقه بالله وحده والتماس ما عنده عز وجل وطلب مرضاته ومحبته. وهو مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.

-قال تعالى: {رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِیلࣰا(9)}
•معنى (رب): هو المالك، المتصرف، المدبر، خالق كل شيء. ذكره ابن كثير والسعدي.
• معنى (المشرق والمغرب): اسم جنس يشمل المشارق والمغارب كلها. ذكره السعدي.
•معنى {رب المشارق والمغارب}: هو تعالى المالك المتصرف في المشارق والمغارب، وما يكون فيها من الأنوار، وما هي مصلحة له من العالم العلوي والسفلي، فهو رب كل شيء وخالقه ومدبره. حاصل تفسير ابن كثير والسعدي.
•معنى (لا إله إلا هو): أي لا معبود إلا الله، المختص بالمحبة والتعظيم، والإجلال والتكريم. ذكره السعدي.
•معنى {فاتخذه وكيلًا}: أي حافظا وقائمًا بأمورك كلها. وهو حاصل تفسير السعدي والأشقر.
•الحكمة من اقتران (لا إله إلا هو) بالتوكل في الآية: لأنه المعبود الواحد المختص بالربوبية والمختص بالألوهية وهي إفراد الله بالعبادة، فاستحق جل وعلا أن نفرد له التوكل في الأمور كلها، كما قال تعالى: {فاعبده وتوكّل عليه} [هود:123] وكقوله: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وآيات كثيرة في هذا المعنى. وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-قال تعالى: {وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرࣰا جَمِیلࣰا(10)}
•مناسبة الآية لما قبلها من الآيات: لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصلاة خصوصا، وبالذكر عموما، وذلك يحصل للعبد ملكة قوية في تحمل الأثقال، وفعل الثقيل من الأعمال، كالصبر والهجر الجميل كما في هذه الآية. ذكره السعدي.
•الناسخ والمنسوخ في الآية: أمر الله نبيه بالهجر الجميل للمعاندين له، وكان ذلك في أول دعوته وقبل الأمر بالقتال. ذكره الأشقر.
•معنى الآية الإجمالي: أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يقولونه سفهاء قومه من سبه وسب ما جاء به، وأن يقابلهم بالهجر والإعراض عنهم دون أذية. وهو حاصل تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر.
•مرجع ضمير الجمع في لفظ (يقولون): هم المعاندون من سفاء قومه. ذكره ابن كثير والسعدي.
•متعلق (القول) في الآية: من السب والأذى والاستهزاء والكذب. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
•معنى (الهجر الجميل): هو الذي لا عتاب معه، ولا أذية فيه، ولا جزع. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

والحمد لله رب العالمين،...
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
التقييم: أ
الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 28 ذو الحجة 1440هـ/29-08-2019م, 07:04 AM
إيمان الأنصاري إيمان الأنصاري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: السودان
المشاركات: 175
افتراضي

تلخيص تفسير الآيات 1-10 من سورة المزمل
أسباب النزول :
- ذكر السعدي رحمه الله أن قوله تعالى (يا أيها المزمل) حَصَلَ مِن رَسولِ اللَّهِ حِينَ أَكْرَمَه اللَّهُ برِسالتِه وابتَدَأَهُ بإنزالِ وَحْيِه بإرسالِ جِبْرِيلَ إليه، فرَأَى أمْراً لم يَرَ مِثلَه، ولا يَقْدِرُ على الثَّبَاتِ له إلاَّ الْمُرْسَلونَ، فاعْتَرَاه في ابتداءِ ذلكَ انزعاجٌ حينَ رَأَى جِبريلَ عليه السلامُ، فأَتَى إلى أهْلِه فقالَ: ((زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي)). وهو تُرْعَدُ فَرَائِصُه، ثم جاءَه جِبريلُ فقالَ: اقْرَأْ. فقالَ: ((مَا أَنَا بِقَارِئٍ)). فغَطَّه حتى بَلَغَ مِنه الْجَهْدُ، وهو يُعَالِجُه على القِراءَةِ، فقَرأَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ, ثم أَلْقَى اللَّهُ عليه الثَّبَاتَ وتَابَعَ عليه الوَحْيُ، حتى بَلَغَ مبْلَغاً ما بَلَغَه أحَدٌ مِن الْمُرْسَلينَ.
ما جاء في فضل الآيات :
- أَخْرَجَ أحمدُ, ومسلِمٌ, عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.
المسائل التفسيرية :
تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ1 )
• معنى التزمل : فيه 6 أقوال
1/ قال بن كثير رحمه الله : التّغطّي في اللّيل
2/ قال ابن عبّاسٍ، والضّحّاك، والسّدّيّ: يا أيّها النّائم.
3/ قال قتادة: المزّمّل في ثيابه
4/ قال إبراهيم النّخعيّ: نزلت وهو متزمّلٌ بقطيفةٍ.
5/ عن ابن عبّاسٍ: زمّلت القرآن.
6/ قال السعدي رحمه الله : الْمُزَّمِّلُ: الْمُتَغَطِّي بثِيابِه كالْمُدَّثِّر
فهذه الأقوال الستة مرجعها إلى 3 : فقول السعدي رحمه الله ، وقتادة ، وإبراهيم النخعي وبن كثير كلها متقاربة وتفيد أن المتزمل هو المتغطي بثيابه سواءا كانت قطيفة أو ما شابهها وخصصه بن كثير بقيام الليل .
ويبقى القولان الآخران أن المزمل هو النائم ، وقول بن عباس المرقم بالخامس .
• المراد بالمزمل : هو رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ، ذكر ذلك بن كثير والسعدي والأشقر عليهم رحمة رب العالمين .
• سبب تزمله : خَوْفه عليه الصلاة والسلام ، فإنه لَمَّا سَمِعَ صوتَ الْمَلَكِ ونَظَرَ إليه أخَذَتْهُ الرِّعدةُ، فأتى أهْلَه وقالَ: ((زَمِّلُونِي دَثِّرُونِي)). ثم بعدَ ذلك خُوطِبَ بالنُّبُوَّةِ والرسالةِ وأَنِسَ بجبريل، ذكر ذلك السعدي والأشقر .
تفسير قوله تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا 2)
• نوع الأمر : قال بن كثير رحمه الله : كان واجبا عليه خاصة – أي على النبي صلى الله عليه وسلم – واستدل لذلك بقوله تعالى : (ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا( .
• متعلق القيام : ذكر الأشقر رحمه الله أنه يكون بالصلاة ، بينما أورد بن كثير رحمه الله آية تدل على شمول قيام الليل لعبادات أخرى غير الصلاة : منها الدعاء وذلك في قوله تعالى : (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم ينفقون) .
• معنى قليلا : قال الأشقر رحمه الله : يَسِيراً .
• هدف الآية : ذكر بن كثير رحمه الله أنها جاءت لبيان مقدار ما يقوم من الليل .
• مظاهر رحمة الله في الآية : قال السعدي رحمه الله : ومِن رَحْمَتِه تعالى أنَّه لم يَأْمُرْه بقيامِ الليلِ كُلِّه
• فضل المأمور به : قال السعدي رحمه الله : فأَمَرَه هنا بأَشْرَفِ العباداتِ وهي الصلاةُ، وبِآكَدِ الأوقاتِ وأفْضَلِها وهو قِيامُ الليلِ.
تفسير قوله تعالى: (نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا 3)
• مرجع الضمير في (نصفه) : لليل وهذا حاصل ما ذكره بن كثير والسعدي رحمهما الله
• مرجع الضمير في (منه) : من النصف وهو أقرب مذكور أشار لذلك الشيخان السعدي والأشقر
• مقدار النقصان : أقل من النصف بأنْ يكونَ الثُّلُثَ ونحوَه ، قال السعدي رحمه الله
تفسير قوله تعالى: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا4)
• مرجع الضمير في (عليه) : على النصف ، قاله السعدي رحمه الله .
• مقدار الزيادة : قال الأشقر رحمه الله : كأنه قالَ: قُمْ ثُلُثَيِ الليلِ. وقال السعدي : ونحوهما ، يعني ليس الثلثان بالتحديد التام لكن قريبا منهما
• معنى الترتيل : القراءة المتمهلة ، التي أنْ يُبَيِّنَ فيها جميعَ الحروفِ ويُوفِيَ حَقَّها مِن الإشباعِ دُونَ تَنَطُّعٍ وَتَقَعُّرٍ في النُّطْقِ ، حاصل ما ذكره بن كثير والأشقر .
• فائدة الترتيل : فيه عون على فهم القرآن وتدبّره وتفَكُّرُه ، وتحريكُ القلوبِ به وهو حاصل ما ذكره بن كثير والسعدي .
• هدى النبي صلى الله عليه وسلم في الترتيل : قالت عائشة: كان يقرأ السّورة فيرتّلها، حتّى تكون أطول من أطول منها. ، وفي صحيح البخاريّ، عن أنسٍ: أنّه سئل عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كانت مدًّا، ثمّ قرأ {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} يمدّ بسم اللّه، ويمدّ الرّحمن، ويمدّ الرّحيم. وعن أمّ سلمة: أنّها سئلت عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: كان يقطّع قراءته آيةً آيةً، {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه ربّ العالمين الرّحمن الرّحيم مالك يوم الدّين} رواه أحمد، وأبو داود، والتّرمذيّ.
• الأحاديث الحاثة علي الترتيل : عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها".ورواه أبو داود، والتّرمذيّ والنّسائيّ، من حديث سفيان الثّوريّ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ. وحديث "زيّنوا القرآن بأصواتكم"، و "ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن"، و "لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود" يعني: أبا موسى، فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنّك كنت تسمع قراءتي لحبّرته لك تحبيرًا. أوردها بن كثير جميعا
• آثار الصحابة حول الترتيل : عن ابن مسعودٍ أنّه قال: لا تنثروه نثر الرّمل ولا تهذّوه هذّ الشّعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السّورة. رواه البغويّ. وفي البخاري : جاء رجلٌ إلى ابن مسعودٍ فقال: قرأت المفصّل اللّيلة في ركعةٍ. فقال: هذًّا كهذّ الشّعر. لقد عرفت النّظائر الّتي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرن بينهنّ. فذكر عشرين سورةً من المفصّل سورتين في ركعةٍ.
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا 5)
• معنى نلقي : قال السعدي والأشقر أي نوحي .
• المراد بالقول الثقيل : القران ، قاله السعدي والأشقر .
• وجه كونه ثقيلا : فيها 4 أقوال
1/ قال الحسن، وقتادة: أي العمل به ذكر ذلك بن كثير رحمه الله وقريب منه قول الأشقر : (ثَقيلٌ فَرائضُه وحُدودُه، وحَلالُه وحَرامُه، لا يَحْمِلُه إلا قلْبٌ مؤيَّدٌ بالتوفيقِ, ونفْسٌ مُزَيَّنَةٌ بالتوحيدِ )
2/ ثقيلٌ وقت نزوله . ومن أدلة ذلك : (قال زيد بن ثابتٍ: أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفخذه على فخذي، فكادت ترض فخذي. ) وعن عبد اللّه بن عمرٍو قال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، هل تحسّ بالوحي؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أسمع صلاصيل، ثمّ أسكت عند ذلك، فما من مرّةٍ يوحى إليّ إلّا ظننت أنّ نفسي تفيض"، تفرّد به أحمد.
و عن عائشة: أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: "أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ، فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملك رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول". قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلّى اللّه عليه وسلّم في اليوم الشّديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا هذا لفظه في البخاري
و عن عائشة قالت: إن كان ليوحى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو على راحلته، فتضرب بجرانها. والجران: هو باطن العنق. والمقصود أنها لا تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه .
3/ قول عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: كما ثقل في الدّنيا ثقل يوم القيامة في الموازين.
4/ ثقيلا : عظيمةَ مَعانِيهِ ، جليلةَ أَوصافُه وهو قول السعدي رحمه الله
وجميع الأقوال صحيحة في نفسها فهو عظيم المكانة في الدنيا وثقيل الوزن في الآخرة وكذا نزوله والعمل به ، وكان اختيار ابن جريرٍ رحمه الله أنّه ثقيلٌ من الوجهين 1 ، 2 معًا .
• فائدة الاخبار بأنه ثقيل : قال السعدي رحمه الله (ما كانَ بهذا الوصْفِ حَقيقٌ أنْ يُتَهَيَّأَ له ويُرَتَّلَ ويُتَفَكَّرَ فيما يَشْتَمِلُ عليه(
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا 6)
• المراد بناشئة الليل : ورد فيها 6 أقوال
1/ قال بن كثير حمه الله : ناشئة اللّيل هي: ساعاته وأوقاته، وكلّ ساعةٍ منه تسمّى ناشئةً، وهي الآنّات.
2/ عن ابن عبّاسٍ: نشأ: قام بالحبشة.
3/ قال عمر، وابن عبّاسٍ، وابن الزّبير: اللّيل كلّه ناشئةٌ. وكذا قال مجاهد، وغير واحد، يقال: نشأ: إذا قام من اللّيل.
4/ عن مجاهدٍ: بعد العشاء. وكذا قال أبو مجلز، وقتادة، وسالمٌ وأبو حازمٍ، ومحمّد بن المنكدر.
5/ الصلاةَ فيه بعدَ النوْمِ قاله السعدي .
6/ يُقالُ لقيامِ الليلِ: ناشئةٌ. إذا كانَ بعدَ نَومٍ قاله الأشقر
وحاصل ما ذكروه متقارب فساعات الليل التي تتخذ للقيام والصلاة تكون بعد النوم أو بعد العشاء فكل ذلك ناشئة .
• معنى أشد وطئا : فيها قولان
1/ أشدّ مواطأةً بين القلب واللّسان قاله بن كثير ، وبعبارة قريبة عبر عنه السعدي رحمه الله فقال : يَتَوَاطَأُ على القرآنِ القلْبُ واللسانُ
وعلة ذلك خفوت لغط الأصوات .
2/ أثْقَلُ على المصلِّي مِن صلاةِ النهارِ؛ لأنَّ الليلَ للنومِ قاله الأشقر رحمه الله
• معنى أقوم قيلا
1/ أصوب وأقوم ،روي ذلك عن أنس بن مالكٍ قرأ هذه الآية: "إن ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأصوب قيلًا" فقال له رجلٌ: إنّما نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال له: إنّ أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحدٌ. وذكره بن كثير رحمه الله
2/ قال الأشقر رحمه الله : وأَسَدُّ مَقَالاً وأَثْبَتُ قِراءةً، لحضورِ القلْبِ فيها، وأشَدُّ استقامةً؛ لأنَّ الأصواتَ فيها هادئةٌ والدنيا ساكنةٌ.
فالخلاصة أن أقوم من الصواب والاستقامة ، وقيلا من القول وهو القراءة للقران خاصة في هذا الموضع .
• غرض الآية : فيها بيان الحِكْمَةَ في أَمْرِه بقيامِ الليلِ وكونه أَقْرَبُ إلى تَحصيلِ مَقصودِ القرآنِ، لقلة الشواغِلُ هدوء الأصوات وسكون الناس
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا7)
• معنى سبحا طويلا :
1/ قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، وعطاء بن أبي مسلمٍ: الفراغ والنّوم.ذكره بن كثير
2/ قال أبو العالية، ومجاهدٌ، وابن مالكٍ، والضّحّاك، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، وسفيان الثّوريّ: فراغًا طويلًا.
3/ قال قتادة: فراغًا وبغيةً ومنقلبًا.
4/ قال السّدّيّ: تطوّعًا كثيرًا.
5/ قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم : (سبحًا طويلا) قال: لحوائجك، فأفرغ لدينك اللّيل. وبمثله قال الشيخان السعدي والأشقر
فعبر السعدي بقوله ( تَرَدُّداً على حوائِجِكَ ومَعاشِكَ يُوجِبُ اشتغالَ القلْبِ، وعَدَمَ تَفَرُّغِه التفَرُّغَ التامَّ( وعبر الأشقر بقوله : (أيْ: تَصَرُّفاً في حَوَائِجِكَ، وإِقْبَالاً وإِدْبَاراً، وذَهاباً ومَجيئاً، فَصَلِّ بالليلِ(
فحاصل الأمر أن السبح الطويل هو أحد ثلاثة : التردد والتقلب في ابتغاء الحوائج الدنيوية – أو الفراغ الذي قد يقضى بالنوم – أو التطوع .
تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا 8)
• متعلق الفعل اذكر : قال بن كثير (أكثر من ذكره) ، وقال السعدي: (شامِلٌ لأنواعِ الذِّكْرِ كُلِّها) ، وقال الأشقر : ( لَيلاً ونَهاراً واستَكْثِرْ مِن ذلك(
فابن كثير أشار للمقدار ، والسعدي أشار للأنواع (يعني بالقلب واللسان ونحو ذلك) ، وأشار الأشقر رحمه الله للوقت الذي يذكر فيه وهو الليل والنهار.
• المراد بالتبتل : فيه ثلاثة أقوال
1/ الإنقطاع لله وانفصال القلب عن الخلائق ، والانشغال بكل ما يقرب لله هو حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر رحمة الله عليهم ، وقال بن كثير كما قال: {فإذا فرغت فانصب} [الشّرح:7] أي: إذا فرغت من مهامّك فانصب في طاعته وعبادته، لتكون فارغ البال. قاله ابن زيدٍ بمعناه أو قريبٍ منه .
وقال ابن جريرٍ: يقال للعابد: متبتّلٌ، ومنه الحديث المرويّ: أنّه نهى عن التّبتّل، يعني: الانقطاع إلى العبادة وترك التّزوّج). كأنه يرجح هذا القول )
2/ قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ، وأبو صالحٍ، وعطيّة، والضّحّاك، والسّدّيّ: {وتبتّل إليه تبتيلا} أي: أخلص له العبادة. ذكره بن كثير
3/ قال الحسن: اجتهد وبتّل إليه نفسك. ذكره بن كثير رحمه الله
• فائدة الأمر بالصلاة والذكر : قال السعدي رحمه الله : (.. أَمَرَهُ اللَّهُ بالصلاةِ خُصوصاً وبالذكْرِ عُموماً، وذلك يُحَصِّلُ للعبْدِ مَلَكَةً قَوِيَّةً في تَحَمُّلِ الأثقالِ، وفِعْلِ الثقيلِ مِن الأعمالِ ...)
تفسير قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا 9)
• المراد بالمشرق والمغرب : قال السعدي رحمه الله هو اسمُ جِنسٍ يَشمَلُ الْمَشارِقَ والْمَغارِبَ كلَّها
• معنى ربوبيته لهما : أنه المختص بالملك والمتصرف والخالق والمدبر لهما ولما يكون فيهما بحسب ما يحصل به مصلحة العالم العلوي والسفلي أشار لذلك بن كثير والسعدي والأشقر رحمهم الله .
• معنى لا اله الا هو : قال السعدي رحمه الله لا مَعبودَ إلاَّ وَجهُه الأَعْلَى، الذي يَستحِقُّ أنْ يُخَصَّ بالْمَحَبَّةِ والتعظيمِ والإجلالِ والتكريمِ. ، وعبر عنه بن كثير رحمه الله أنه أفرد بالعبادة .
• معنى اتخاذه وكيلا : حافظا ومدبرا وقائما بامور العبد كلها فيعتمد عليه . وهذا حاصل ما ذكره السعدي والأشقر .
• آيات فيها اقتران العبادة بالتوكل : ذكر بن كثيرمنها قوله تعالى : {فاعبده وتوكّل عليه} [هودٍ:123] وقوله: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} .
تفسير قوله تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا 10)
• المخاطب : رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك بن كثير .
• معنى الصبر : فسره الأشقر رحمه الله بضده فقال : لا تجزع .
• فاعل يقولون : من كذّبه من سفهاء قومه المعانِدونَ له ، ذكره بن كثير والسعدي رحمه الله .
• ما الذي قالوه ؟ : سبه وسب ما جاء به ، وسائر أنواع الأذى والاستهزاء ، هذا ملخص ما ذكره السعدي والأشقر .
• معنى الهجر الجميل : فيه 3 أقوال
1/ قال بن كثير هو الّذي لا عتاب معه
2/ قال السعدي : وهو الْهَجْرُ حيثُ اقْتَضَتِ الْمَصلَحَةُ، الْهَجْرُ الذي لا أَذِيَّةَ فيه، فيُقَابِلُهم بالْهَجْرِ والإعراضِ عنهم وعن أقوالِهم التي تُؤْذِيهِ، وأَمَرَه بجِدَالِهم بالتي هي أحسَنُ.
3/ قال الاشقر : لا تَتَعَرَّضْ لهم ولا تَشتغلْ بِمُكَافَأَتِهم. وقيلَ: الْهَجْرُ الجميلُ الذي لا جَزَعَ فيه.
ولعل الأقوال لا تتعارض . والله أعلم

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 1 محرم 1441هـ/31-08-2019م, 02:33 AM
هدى النداف هدى النداف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 135
افتراضي

تلخيص درس تفسير سورة المرسلات (1-15)
قائمة المسائل:
والمرسلات عرفًا (1)
المقسم به ك س ش
المراد بالمرسلات ك س ش
سبب تسمية الملائكة بالمرسلات س ش
اعراب عرفا س
وجه تسمية ما أرسلت به الملائكة بالعرف س
فالعاصفات عصفًا (2)
المراد بالعاصفات ك س ش
سبب تسمية الريح بالعاصفات ش
سبب تسمية الملائكة بالعاصفات س ش
والنّاشرات نشرًا (3)
المراد بالناشرات ك س ش
سبب تسمية الريح بالناشرات ك ش
سبب تسمية الملائكة بالناشرات س ش
سبب تسمية السحاب بالناشرات س
فالفارقات فرقًا (4)
المراد بالفارقات ك ش
سبب تسمية الملائكة بالفارقات ك ش
فالملقيات ذكرًا (5) عذرًا أو نذرًا (6)
المراد بالملقيات ك س ش
سبب تسمية الملائكة بالملقيات ك س ش
سبب تسمية الوحي بالذكر س
متعلق الإعذار والإنذار ك س ش
إنّما توعدون لواقعٌ (7)
المقسم عليه ك س
متعلق توعدون ك س ش
معنى لواقع ك س ش
فإذا النّجوم طمست (8)
مناسبة الآية لما قبلها س
معنى انطماس النجوم ك س ش
وإذا السّماء فرجت (9)
معنى فرجت ك ش
وإذا الجبال نسفت (10)
معنى نسفت ك س ش
وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12)
معنى أقتت ك س ش
سبب توقيت يوم للرسل ك س ش
نوع الاستفهام س ش
ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14)
مناسبة الآية لما قبلها س
المراد بيوم الفصل ك س ش
سبب تسميته بيوم الفصل س ش
المراد من الاستفهام ك ش
معنى أدراك ش
ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (15)
مقصد الآية س
معنى الويل ك س ش

-------------------------------------------------------
والمرسلات عرفًا (1)
المقسم به
ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر أن الله أقسم فيما ذكر في الآيات من (1-5)
المراد بالمرسلات
اختلف المفسرون في المراد بالمرسلات على ثلاثة أقوال:
- الملائكة
رواية عن أبي هريرة وعن مسروقٍ، وأبي الضّحى، ومجاهدٍ في رواية عنه والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ وفي رواية عن أبي صالح ذكره ابن كثير وذكره السعدي والأشقر
- الرسل
قاله أبي صالح في إحدى الروايات عنه ذكره ابن كثير
- الرياح
قاله ابن مسعود وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه- ذكره ابن كثير ورجحه واستدل له بقوله تعالى: (وأرسلنا الرّياح لواقح) (وهو الّذي يرسل الرّياح بشرًا بين يدي رحمته) وذكره الأشقر

توقّف ابن جريرٍ في {والمرسلات عرفًا} هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضًا؟ أو: هي الرّياح إذا هبّت شيئًا فشيئًا ذكر ذلك عنه ابن كثير

سبب تسمية الملائكة بالمرسلات
خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر: أن الله تعالى أرسلها بشؤونه القدرية وتدبير العالم وبشؤونه الشرعية ووحيه إلى رسله
اعراب عرفا
حالٌ مِن المُرْسَلاَتِ ذكره السعدي
وجه تسمية ما أرسلت به الملائكة بالعرف
لأن الوحي والأمر والنهي التي أرسلت به بالعرف والحكمة والمصلحة لا بالعبث ذكر ذلك السعدي

فالعاصفات عصفًا (2)
المراد بالعاصفات
اختلف المفسرون في المراد بالعاصفات على قولين:
- الملائكة
رواية عن أبي صالح ذكره ابن كثير وذكره السعدي والأشقر
- الرياح
قاله ابن مسعود وابن عبّاسٍ وعلي بن أبي طالب، ومجاهدٌ، وقتادة والسدي، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه-
ورجحه ابن جرير بل قطع به وذكره ابن كثير ورجحه واستدل بلغة العرب "يقال: عصفت الرّيح إذا هبّت بتصويتٍ" وذكره السعدي والأشقر.

سبب تسمية الريح بالعاصفات
لأنها تُرْسَلُ عاصفةً لِمَا أُمِرَتْ به مِن نِعمةٍ ونِقمةٍ ذكره الأشقر.
سبب تسمية الملائكة بالعاصفات
- وَصَفَها بالْمُبَادَرَةِ لأَمْرِه، وسُرْعَةِ تَنفيذِ أوامِرِه كالرِّيحِ العاصِفِ. ذكره السعدي
- أنهم ْمُوَكَّلُونَ بالرياحِ يَعْصِفُون بها.
- وقيل لأنهم يَعْصِفونَ برُوحِ الكافرِ. ذكر هذين الوجهين الأشقر.

والنّاشرات نشرًا (3)
المراد بالناشرات
اختلف المفسرون بالمراد بالناشرات:
- الملائكة
في رواية عن أبي صالح ذكره ابن كثير والأشقر
- المطر
في رواية عن أبي صالح ذكره ابن كثير
- السحاب
ذكره السعدي ولم يعزه إلى أحد
- الرياح
قاله ابن مسعود وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه- ذكره ابن كثير ورجحه وذكره الأشقر أيضا

سبب تسمية الملائكة بالناشرات
- لأنها تَنْشُرُ ما دُبِّرَتْ على نَشْرِه كنشر الكتب والملائكة الموكلون بالسحاب ينشرونها. وهذا خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر.
- أو يَنْشُرونَ أَجْنِحَتَهم في الجوِّ عندَ النزولِ بالوَحْيِ. ذكره الأشقر.
سبب تسمية الريح بالناشرات
لأنها تنشر السحاب وتفرقه كما يشاء الله عز وجل. ذكر ذلك ابن كثير والأشقر
سبب تسمية السحاب بالناشرات
لأن الله سبحانه وتعالى ينْشُرُ بها الأرضَ، فيُحْيِيهَا بعدَ موتِها. ذكره السعدي

فالفارقات فرقًا (4)
المراد بالفارقات
الملائكة قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومسروقٌ، ومجاهدٌ، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، والثّوريّ ولا خلاف هنا ذكره ابن كثير والأشقر
سبب تسمية الملائكة بالفارقات
لأنها تَأْتِي بما يَفْرِقُ بينَ الحقِّ والباطلِ والهدى والضلال والحلالِ والحرامِ. ذكره ابن كثير والأشقر.

فالملقيات ذكرًا (5) عذرًا أو نذرًا (6)
المراد بالملقيات
هي الملائكة. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
سبب تسمية الملائكة بالملقيات
لأنها تنزل بأمر اللّه على الرّسل وتلقي إليهم الوحي. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
سبب تسمية الوحي بالذكر
لأن الله يذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم ويرحم به عباده. ذكره السعدي
متعلق الإعذار والإنذار
إعذارا من الله إلى خلقه فتنقطع مَعْذِرَتَهم فلا يكونُ لهم حُجَّةٌ على اللَّهِ، وإنذارا من عذابه إن هم خالفوا أمره. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

إنّما توعدون لواقعٌ (7)
المقسم عليه
المقسم عليه جملة (إنّما توعدون لواقعٌ) ذكره ابن كثير والسعدي
متعلق توعدون
ما توعدون من مجيء السّاعة، والنّفخ في الصّور، والبعث وجمع الأوّلين والآخرين في صعيدٍ واحدٍ ومجازاة كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر. خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
معنى لواقع
أي متحتم وقوعه بلا شك ولا ريب وسيكون لا محالة. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

فإذا النّجوم طمست (8)
مناسبة الآية لما قبلها
فإذا وَقَعَ ما توعدون به بالآية السابقة حصل مِن التغيُّرِ للعالَمِ والأهوالِ الشديدةِ ما يُزْعِجُ القلوبَ وتَشتَدُّ له الكُرُوبُ من انطماس النجوم وانشقاق السماء ونسف الجبال وغير ذلك من علامات الساعة. ذكره السعدي
معنى انطماس النجوم
- محي نورها وذهب ضوؤها ذكره ابن كثير والأشقر.
- تناثرت وزالت عن أماكنها ذكره السعدي.

وإذا السّماء فرجت (9)
معنى فرجت
انفطرت وانشقت ذكره ابن كثير والأشقر
وذكر ابن كثير أنها تدلت أرجاؤها ووهت أطرافها

وإذا الجبال نسفت (10)
معنى نسفت
قلعت من أماكنها وذُهِب بها
فلا يبقى لها عين ولا أثر ذكره وتستوي بالأرض وتصير قاعاً صَفْصَفاً، لا تَرَى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً. وهذه خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12)
معنى أقتت
- جمعت قاله ابن عباس وابن زيد قال هي كقوله تعال: (يوم يجمع الله الرسل) ذكره ابن كثير.
- أجلت قاله مجاهد ذكره ابن كثير والسعدي
- أوعدت قاله إبراهيم ذكره ابن كثير وقال: كأنّه يجعلها كقوله: {وأشرقت الأرض بنور ربّها ووضع الكتاب وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون}
سبب توقيت يوم للرسل
للفصل والقضاء والحكم بينها وبين أممها وللشهادة عليهم. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
نوع الاستفهام
استفهامٌ للتعظيمِ والتفخيمِ والتهويلِ ليومٍ عظيمٍ يَعْجَبُ العِبادُ منه لشِدَّتِه ومَزيدِ أهوالِه. ذكره السعدي والأشقر

ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14)
مناسبة الآية لما قبلها
الآية جواب للسؤال في الآية السابقة. ذكره السعدي
المراد بيوم الفصل
يوم القيامة ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
سبب تسميته بيوم الفصل
يُفْصَلُ فيه بينَ الخلائق بأعمالِهم وحسابُ كلٍّ منهم مُنفرِداً فيُفَرَّقُونَ إلى الجنَّةِ والنارِ. ذكره السعدي والأشقر.
المراد من الاستفهام
تعظيما لشأنه فهو أمْرٌ هائِلٌ لا يُقَدَرُ قَدْرُه. ذكره ابن كثير والأشقر
معنى أدراك
أعلمك ذكره الأشقر.

ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (15)
مقصد الآية
وعيد للمكذبين بهذا اليوم. ذكره السعدي
معنى الويل
- الحسرة والهلاك وشدة العذاب وسوء المنقلب ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- واد في جهنم ذكره ابن كثير وقال لا يصح.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 5 محرم 1441هـ/4-09-2019م, 02:15 AM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان الأنصاري مشاهدة المشاركة
تلخيص تفسير الآيات 1-10 من سورة المزمل
أسباب النزول :
- ذكر السعدي رحمه الله أن قوله تعالى (يا أيها المزمل) حَصَلَ مِن رَسولِ اللَّهِ حِينَ أَكْرَمَه اللَّهُ برِسالتِه وابتَدَأَهُ بإنزالِ وَحْيِه بإرسالِ جِبْرِيلَ إليه، فرَأَى أمْراً لم يَرَ مِثلَه، ولا يَقْدِرُ على الثَّبَاتِ له إلاَّ الْمُرْسَلونَ، فاعْتَرَاه في ابتداءِ ذلكَ انزعاجٌ حينَ رَأَى جِبريلَ عليه السلامُ، فأَتَى إلى أهْلِه فقالَ: ((زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي)). وهو تُرْعَدُ فَرَائِصُه، ثم جاءَه جِبريلُ فقالَ: اقْرَأْ. فقالَ: ((مَا أَنَا بِقَارِئٍ)). فغَطَّه حتى بَلَغَ مِنه الْجَهْدُ، وهو يُعَالِجُه على القِراءَةِ، فقَرأَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ, ثم أَلْقَى اللَّهُ عليه الثَّبَاتَ وتَابَعَ عليه الوَحْيُ، حتى بَلَغَ مبْلَغاً ما بَلَغَه أحَدٌ مِن الْمُرْسَلينَ.
ما جاء في فضل الآيات :
- أَخْرَجَ أحمدُ, ومسلِمٌ, عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.
المسائل التفسيرية :
تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ1 )
• معنى التزمل : فيه 6 أقوال الأصح في التسمية ( المراد بالمزمل ) لأن المعنى نقتصر في تحريره على المعنى اللغوي
1/ قال بن كثير رحمه الله : التّغطّي في اللّيل
2/ قال ابن عبّاسٍ، والضّحّاك، والسّدّيّ: يا أيّها النّائم.
3/ قال قتادة: المزّمّل في ثيابه ومن نقل عن قتادة وغيره من السلف، نسبة الأقوال هكذا ( قاله قتادة نقله ابن كثير )
4/ قال إبراهيم النّخعيّ: نزلت وهو متزمّلٌ بقطيفةٍ.
5/ عن ابن عبّاسٍ: زمّلت القرآن.

6/ قال السعدي رحمه الله : الْمُزَّمِّلُ: الْمُتَغَطِّي بثِيابِه كالْمُدَّثِّر
فهذه الأقوال الستة مرجعها إلى 3 : فقول السعدي رحمه الله ، وقتادة ، وإبراهيم النخعي وبن كثير كلها متقاربة وتفيد أن المتزمل هو المتغطي بثيابه سواءا كانت قطيفة أو ما شابهها وخصصه بن كثير بقيام الليل . كان عليك جمع الأقوال مباشرة ونسبتها لكل من قال بها
ويبقى القولان الآخران أن المزمل هو النائم ، وقول بن عباس المرقم بالخامس .
• المراد بالمزمل : هو رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ، ذكر ذلك بن كثير والسعدي والأشقر عليهم رحمة رب العالمين . هذا المخاطب بالآيات
• سبب تزمله : خَوْفه عليه الصلاة والسلام ، فإنه لَمَّا سَمِعَ صوتَ الْمَلَكِ ونَظَرَ إليه أخَذَتْهُ الرِّعدةُ، فأتى أهْلَه وقالَ: ((زَمِّلُونِي دَثِّرُونِي)). ثم بعدَ ذلك خُوطِبَ بالنُّبُوَّةِ والرسالةِ وأَنِسَ بجبريل، ذكر ذلك السعدي والأشقر .
تفسير قوله تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا 2)
• نوع الأمر : قال بن كثير رحمه الله : كان واجبا عليه خاصة – أي على النبي صلى الله عليه وسلم – واستدل لذلك بقوله تعالى : (ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا( .
• متعلق القيام : ذكر الأشقر رحمه الله أنه يكون بالصلاة ، بينما أورد بن كثير رحمه الله آية تدل على شمول قيام الليل لعبادات أخرى غير الصلاة : منها الدعاء وذلك في قوله تعالى : (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم ينفقون) .
• معنى قليلا : قال الأشقر رحمه الله : يَسِيراً .
• هدف الآية : ذكر بن كثير رحمه الله أنها جاءت لبيان مقدار ما يقوم من الليل . مقصد الآية أصح
• مظاهر رحمة الله في الآية : قال السعدي رحمه الله : ومِن رَحْمَتِه تعالى أنَّه لم يَأْمُرْه بقيامِ الليلِ كُلِّه
• فضل المأمور به : قال السعدي رحمه الله : فأَمَرَه هنا بأَشْرَفِ العباداتِ وهي الصلاةُ، وبِآكَدِ الأوقاتِ وأفْضَلِها وهو قِيامُ الليلِ. نسبة الأقوال تؤخر نهاية الجملة وبدون إطاله ( ذكره السعدي )
تفسير قوله تعالى: (نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا 3)
• مرجع الضمير في (نصفه) : لليل وهذا حاصل ما ذكره بن كثير والسعدي رحمهما الله
• مرجع الضمير في (منه) : من النصف وهو أقرب مذكور أشار لذلك الشيخان السعدي والأشقر
• مقدار النقصان : أقل من النصف بأنْ يكونَ الثُّلُثَ ونحوَه ، قال السعدي رحمه الله
تفسير قوله تعالى: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا4)
• مرجع الضمير في (عليه) : على النصف ، قاله السعدي رحمه الله .
• مقدار الزيادة : قال الأشقر رحمه الله : كأنه قالَ: قُمْ ثُلُثَيِ الليلِ. وقال السعدي : ونحوهما ، يعني ليس الثلثان بالتحديد التام لكن قريبا منهما
• معنى الترتيل : القراءة المتمهلة ، التي أنْ يُبَيِّنَ فيها جميعَ الحروفِ ويُوفِيَ حَقَّها مِن الإشباعِ دُونَ تَنَطُّعٍ وَتَقَعُّرٍ في النُّطْقِ ، حاصل ما ذكره بن كثير والأشقر .
• فائدة الترتيل : فيه عون على فهم القرآن وتدبّره وتفَكُّرُه ، وتحريكُ القلوبِ به وهو حاصل ما ذكره بن كثير والسعدي .
• هدى النبي صلى الله عليه وسلم في الترتيل : قالت عائشة: كان يقرأ السّورة فيرتّلها، حتّى تكون أطول من أطول منها. ، وفي صحيح البخاريّ، عن أنسٍ: أنّه سئل عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كانت مدًّا، ثمّ قرأ {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} يمدّ بسم اللّه، ويمدّ الرّحمن، ويمدّ الرّحيم. وعن أمّ سلمة: أنّها سئلت عن قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: كان يقطّع قراءته آيةً آيةً، {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه ربّ العالمين الرّحمن الرّحيم مالك يوم الدّين} رواه أحمد، وأبو داود، والتّرمذيّ.
• الأحاديث الحاثة علي الترتيل : عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها".ورواه أبو داود، والتّرمذيّ والنّسائيّ، من حديث سفيان الثّوريّ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ. وحديث "زيّنوا القرآن بأصواتكم"، و "ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن"، و "لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود" يعني: أبا موسى، فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنّك كنت تسمع قراءتي لحبّرته لك تحبيرًا. أوردها بن كثير جميعا
• آثار الصحابة حول الترتيل : عن ابن مسعودٍ أنّه قال: لا تنثروه نثر الرّمل ولا تهذّوه هذّ الشّعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السّورة. رواه البغويّ. وفي البخاري : جاء رجلٌ إلى ابن مسعودٍ فقال: قرأت المفصّل اللّيلة في ركعةٍ. فقال: هذًّا كهذّ الشّعر. لقد عرفت النّظائر الّتي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقرن بينهنّ. فذكر عشرين سورةً من المفصّل سورتين في ركعةٍ. هذا استطراد يؤخر نهاية التلخيص

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا 5)
• معنى نلقي : قال السعدي والأشقر أي نوحي .
• المراد بالقول الثقيل : القران ، قاله السعدي والأشقر .
• وجه كونه ثقيلا : فيها 4 أقوال
1/ قال الحسن، وقتادة: أي العمل به ذكر ذلك بن كثير رحمه الله وقريب منه قول الأشقر : (ثَقيلٌ فَرائضُه وحُدودُه، وحَلالُه وحَرامُه، لا يَحْمِلُه إلا قلْبٌ مؤيَّدٌ بالتوفيقِ, ونفْسٌ مُزَيَّنَةٌ بالتوحيدِ )
2/ ثقيلٌ وقت نزوله . ومن أدلة ذلك : (قال زيد بن ثابتٍ: أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفخذه على فخذي، فكادت ترض فخذي. ) وعن عبد اللّه بن عمرٍو قال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، هل تحسّ بالوحي؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أسمع صلاصيل، ثمّ أسكت عند ذلك، فما من مرّةٍ يوحى إليّ إلّا ظننت أنّ نفسي تفيض"، تفرّد به أحمد.
و عن عائشة: أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: "أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ، فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملك رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول". قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلّى اللّه عليه وسلّم في اليوم الشّديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا هذا لفظه في البخاري
و عن عائشة قالت: إن كان ليوحى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو على راحلته، فتضرب بجرانها. والجران: هو باطن العنق. والمقصود أنها لا تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه .
3/ قول عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: كما ثقل في الدّنيا ثقل يوم القيامة في الموازين.
4/ ثقيلا : عظيمةَ مَعانِيهِ ، جليلةَ أَوصافُه وهو قول السعدي رحمه الله
وجميع الأقوال صحيحة في نفسها فهو عظيم المكانة في الدنيا وثقيل الوزن في الآخرة وكذا نزوله والعمل به ، وكان اختيار ابن جريرٍ رحمه الله أنّه ثقيلٌ من الوجهين 1 ، 2 معًا . ليكن تحريرك واضح
• فائدة الاخبار بأنه ثقيل : قال السعدي رحمه الله (ما كانَ بهذا الوصْفِ حَقيقٌ أنْ يُتَهَيَّأَ له ويُرَتَّلَ ويُتَفَكَّرَ فيما يَشْتَمِلُ عليه(
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا 6)
• المراد بناشئة الليل : ورد فيها 6 أقوال
1/ قال بن كثير حمه الله : ناشئة اللّيل هي: ساعاته وأوقاته، وكلّ ساعةٍ منه تسمّى ناشئةً، وهي الآنّات.
2/ عن ابن عبّاسٍ: نشأ: قام بالحبشة.
3/ قال عمر، وابن عبّاسٍ، وابن الزّبير: اللّيل كلّه ناشئةٌ. وكذا قال مجاهد، وغير واحد، يقال: نشأ: إذا قام من اللّيل. هذا موافق للقول الأول يجمع به مباشرة
4/ عن مجاهدٍ: بعد العشاء. وكذا قال أبو مجلز، وقتادة، وسالمٌ وأبو حازمٍ، ومحمّد بن المنكدر.
5/ الصلاةَ فيه بعدَ النوْمِ قاله السعدي .
6/ يُقالُ لقيامِ الليلِ: ناشئةٌ. إذا كانَ بعدَ نَومٍ قاله الأشقر القولين متفقين فوجب جمعهم بعبارة واحدة ونسبتها لكلاهما

وحاصل ما ذكروه متقارب فساعات الليل التي تتخذ للقيام والصلاة تكون بعد النوم أو بعد العشاء فكل ذلك ناشئة .
• معنى أشد وطئا : فيها قولان
1/ أشدّ مواطأةً بين القلب واللّسان قاله بن كثير ، وبعبارة قريبة عبر عنه السعدي رحمه الله فقال : يَتَوَاطَأُ على القرآنِ القلْبُ واللسانُ
وعلة ذلك خفوت لغط الأصوات .
2/ أثْقَلُ على المصلِّي مِن صلاةِ النهارِ؛ لأنَّ الليلَ للنومِ قاله الأشقر رحمه الله
• معنى أقوم قيلا
1/ أصوب وأقوم ،روي ذلك عن أنس بن مالكٍ قرأ هذه الآية: "إن ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأصوب قيلًا" فقال له رجلٌ: إنّما نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال له: إنّ أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحدٌ. وذكره بن كثير رحمه الله تلك مسألة في القراءات تفصل ويقدم ذكرها
2/ قال الأشقر رحمه الله : وأَسَدُّ مَقَالاً وأَثْبَتُ قِراءةً، لحضورِ القلْبِ فيها، وأشَدُّ استقامةً؛ لأنَّ الأصواتَ فيها هادئةٌ والدنيا ساكنةٌ.
فالخلاصة أن أقوم من الصواب والاستقامة ، وقيلا من القول وهو القراءة للقران خاصة في هذا الموضع .
غرض الآية : فيها بيان الحِكْمَةَ في أَمْرِه بقيامِ الليلِ وكونه أَقْرَبُ إلى تَحصيلِ مَقصودِ القرآنِ، لقلة الشواغِلُ هدوء الأصوات وسكون الناس الحكمة من تخصيص الليل بالقيام
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا7)
• معنى سبحا طويلا :
1/ قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، وعطاء بن أبي مسلمٍ: الفراغ والنّوم.ذكره بن كثير
2/ قال أبو العالية، ومجاهدٌ، وابن مالكٍ، والضّحّاك، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، وسفيان الثّوريّ: فراغًا طويلًا.
3/ قال قتادة: فراغًا وبغيةً ومنقلبًا.
4/ قال السّدّيّ: تطوّعًا كثيرًا.
5/ قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم : (سبحًا طويلا) قال: لحوائجك، فأفرغ لدينك اللّيل. وبمثله قال الشيخان السعدي والأشقر
فعبر السعدي بقوله ( تَرَدُّداً على حوائِجِكَ ومَعاشِكَ يُوجِبُ اشتغالَ القلْبِ، وعَدَمَ تَفَرُّغِه التفَرُّغَ التامَّ( وعبر الأشقر بقوله : (أيْ: تَصَرُّفاً في حَوَائِجِكَ، وإِقْبَالاً وإِدْبَاراً، وذَهاباً ومَجيئاً، فَصَلِّ بالليلِ(
فحاصل الأمر أن السبح الطويل هو أحد ثلاثة : التردد والتقلب في ابتغاء الحوائج الدنيوية – أو الفراغ الذي قد يقضى بالنوم – أو التطوع .
تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا 8)
• متعلق الفعل اذكر : قال بن كثير (أكثر من ذكره) ، وقال السعدي: (شامِلٌ لأنواعِ الذِّكْرِ كُلِّها) ، وقال الأشقر : ( لَيلاً ونَهاراً واستَكْثِرْ مِن ذلك(
فابن كثير أشار للمقدار ، والسعدي أشار للأنواع (يعني بالقلب واللسان ونحو ذلك) ، وأشار الأشقر رحمه الله للوقت الذي يذكر فيه وهو الليل والنهار.
• المراد بالتبتل : فيه ثلاثة أقوال
1/ الإنقطاع لله وانفصال القلب عن الخلائق ، والانشغال بكل ما يقرب لله هو حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر رحمة الله عليهم ، وقال بن كثير كما قال: {فإذا فرغت فانصب} [الشّرح:7] أي: إذا فرغت من مهامّك فانصب في طاعته وعبادته، لتكون فارغ البال. قاله ابن زيدٍ بمعناه أو قريبٍ منه .
وقال ابن جريرٍ: يقال للعابد: متبتّلٌ، ومنه الحديث المرويّ: أنّه نهى عن التّبتّل، يعني: الانقطاع إلى العبادة وترك التّزوّج). كأنه يرجح هذا القول )
2/ قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ، وأبو صالحٍ، وعطيّة، والضّحّاك، والسّدّيّ: {وتبتّل إليه تبتيلا} أي: أخلص له العبادة. ذكره بن كثير
3/ قال الحسن: اجتهد وبتّل إليه نفسك. ذكره بن كثير رحمه الله
• فائدة الأمر بالصلاة والذكر : قال السعدي رحمه الله : (.. أَمَرَهُ اللَّهُ بالصلاةِ خُصوصاً وبالذكْرِ عُموماً، وذلك يُحَصِّلُ للعبْدِ مَلَكَةً قَوِيَّةً في تَحَمُّلِ الأثقالِ، وفِعْلِ الثقيلِ مِن الأعمالِ ...)
تفسير قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا 9)
• المراد بالمشرق والمغرب : قال السعدي رحمه الله هو اسمُ جِنسٍ يَشمَلُ الْمَشارِقَ والْمَغارِبَ كلَّها
• معنى ربوبيته لهما : أنه المختص بالملك والمتصرف والخالق والمدبر لهما ولما يكون فيهما بحسب ما يحصل به مصلحة العالم العلوي والسفلي أشار لذلك بن كثير والسعدي والأشقر رحمهم الله .
• معنى لا اله الا هو : قال السعدي رحمه الله لا مَعبودَ إلاَّ وَجهُه الأَعْلَى، الذي يَستحِقُّ أنْ يُخَصَّ بالْمَحَبَّةِ والتعظيمِ والإجلالِ والتكريمِ. ، وعبر عنه بن كثير رحمه الله أنه أفرد بالعبادة .
• معنى اتخاذه وكيلا : حافظا ومدبرا وقائما بامور العبد كلها فيعتمد عليه . وهذا حاصل ما ذكره السعدي والأشقر .
• آيات فيها اقتران العبادة بالتوكل : ذكر بن كثيرمنها قوله تعالى : {فاعبده وتوكّل عليه} [هودٍ:123] وقوله: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} . اسم المسألة لا يدل على تفسير الآية، ولو ذكرت مناسبة ختام الآية بالامر بالتوكل لكان أنسب

تفسير قوله تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا 10)
• المخاطب : رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك بن كثير .
• معنى الصبر : فسره الأشقر رحمه الله بضده فقال : لا تجزع .
• فاعل يقولون : من كذّبه من سفهاء قومه المعانِدونَ له ، ذكره بن كثير والسعدي رحمه الله .
• ما الذي قالوه ؟ : سبه وسب ما جاء به ، وسائر أنواع الأذى والاستهزاء ، هذا ملخص ما ذكره السعدي والأشقر .
• معنى الهجر الجميل : فيه 3 أقوال
1/ قال بن كثير هو الّذي لا عتاب معه
2/ قال السعدي : وهو الْهَجْرُ حيثُ اقْتَضَتِ الْمَصلَحَةُ، الْهَجْرُ الذي لا أَذِيَّةَ فيه، فيُقَابِلُهم بالْهَجْرِ والإعراضِ عنهم وعن أقوالِهم التي تُؤْذِيهِ، وأَمَرَه بجِدَالِهم بالتي هي أحسَنُ.
3/ قال الاشقر : لا تَتَعَرَّضْ لهم ولا تَشتغلْ بِمُكَافَأَتِهم. وقيلَ: الْهَجْرُ الجميلُ الذي لا جَزَعَ فيه.
ولعل الأقوال لا تتعارض . والله أعلم
أحسنت بارك الله فيك.
يعتني بالملاحظات أعلاه، وخاصة نسبة الأقوال وملاحظات التحرير.
يعتنى بتنسيق الملخص وإبراز عناوين المسائل وترك مسافات بين كل مسألة وأخرى.
فاتك القائمة الأولية بالمسائل.
خصم نصف درجة للتأخير.
التقييم: ج

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 5 محرم 1441هـ/4-09-2019م, 03:11 AM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى النداف مشاهدة المشاركة
تلخيص درس تفسير سورة المرسلات (1-15)
قائمة المسائل:
والمرسلات عرفًا (1)
المقسم به ك س ش
المراد بالمرسلات ك س ش
سبب تسمية الملائكة بالمرسلات س ش
اعراب عرفا س
وجه تسمية ما أرسلت به الملائكة بالعرف س
فالعاصفات عصفًا (2)
المراد بالعاصفات ك س ش
سبب تسمية الريح بالعاصفات ش
سبب تسمية الملائكة بالعاصفات س ش
والنّاشرات نشرًا (3)
المراد بالناشرات ك س ش
سبب تسمية الريح بالناشرات ك ش
سبب تسمية الملائكة بالناشرات س ش
سبب تسمية السحاب بالناشرات س
فالفارقات فرقًا (4)
المراد بالفارقات ك ش
سبب تسمية الملائكة بالفارقات ك ش
فالملقيات ذكرًا (5) عذرًا أو نذرًا (6)
المراد بالملقيات ك س ش
سبب تسمية الملائكة بالملقيات ك س ش
سبب تسمية الوحي بالذكر س
متعلق الإعذار والإنذار ك س ش
إنّما توعدون لواقعٌ (7)
المقسم عليه ك س
متعلق توعدون ك س ش
معنى لواقع ك س ش
فإذا النّجوم طمست (8)
مناسبة الآية لما قبلها س
معنى انطماس النجوم ك س ش
وإذا السّماء فرجت (9)
معنى فرجت ك ش
وإذا الجبال نسفت (10)
معنى نسفت ك س ش
وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12)
معنى أقتت ك س ش
سبب توقيت يوم للرسل ك س ش
نوع الاستفهام س ش
ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14)
مناسبة الآية لما قبلها س
المراد بيوم الفصل ك س ش
سبب تسميته بيوم الفصل س ش
المراد من الاستفهام ك ش
معنى أدراك ش
ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (15)
مقصد الآية س
معنى الويل ك س ش

-------------------------------------------------------
والمرسلات عرفًا (1)
المقسم به
ذكر ابن كثير والسعدي والأشقر أن الله أقسم فيما ذكر في الآيات من (1-5)
المراد بالمرسلات
اختلف المفسرون في المراد بالمرسلات على ثلاثة أقوال:
- الملائكة
رواية عن أبي هريرة وعن مسروقٍ، وأبي الضّحى، ومجاهدٍ في رواية عنه والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ وفي رواية عن أبي صالح ذكره ابن كثير وذكره السعدي والأشقر
- الرسل
قاله أبي صالح في إحدى الروايات عنه ذكره ابن كثير
- الرياح
قاله ابن مسعود وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه- ذكره ابن كثير ورجحه واستدل له بقوله تعالى: (وأرسلنا الرّياح لواقح) (وهو الّذي يرسل الرّياح بشرًا بين يدي رحمته) وذكره الأشقر

توقّف ابن جريرٍ في {والمرسلات عرفًا} هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضًا؟ أو: هي الرّياح إذا هبّت شيئًا فشيئًا ذكر ذلك عنه ابن كثير هذه العبارة يحسن تحريرها في مسألة ( وجه التسمية بالمرسلات )

سبب تسمية الملائكة بالمرسلات هناك خلاف في المراد بالمرسلات فلا يصح تحديدك في اسم المسألة وكأنك رجحت قول عن آخر
خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر: أن الله تعالى أرسلها بشؤونه القدرية وتدبير العالم وبشؤونه الشرعية ووحيه إلى رسله
اعراب عرفا
حالٌ مِن المُرْسَلاَتِ ذكره السعدي
وجه تسمية ما أرسلت به الملائكة بالعرف لم قصرت عرفا على معنى واحد، المعنى يختلف حسب الأقوال، مثلاً: من قال بالمرسلات الرياح، فعرفا المراد بها هبوبها شيئاً فشيئا
لأن الوحي والأمر والنهي التي أرسلت به بالعرف والحكمة والمصلحة لا بالعبث ذكر ذلك السعدي

فالعاصفات عصفًا (2)
المراد بالعاصفات
اختلف المفسرون في المراد بالعاصفات على قولين:
- الملائكة
رواية عن أبي صالح ذكره ابن كثير وذكره السعدي والأشقر
- الرياح
قاله ابن مسعود وابن عبّاسٍ وعلي بن أبي طالب، ومجاهدٌ، وقتادة والسدي، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه-
ورجحه ابن جرير بل قطع به وذكره ابن كثير ورجحه واستدل بلغة العرب "يقال: عصفت الرّيح إذا هبّت بتصويتٍ" وذكره السعدي والأشقر.

سبب تسمية الريح بالعاصفات

لأنها تُرْسَلُ عاصفةً لِمَا أُمِرَتْ به مِن نِعمةٍ ونِقمةٍ ذكره الأشقر.
سبب تسمية الملائكة بالعاصفات لا يصح فصلك للمسائل هكذا كما ذكرت قبلا
- وَصَفَها بالْمُبَادَرَةِ لأَمْرِه، وسُرْعَةِ تَنفيذِ أوامِرِه كالرِّيحِ العاصِفِ. ذكره السعدي
- أنهم ْمُوَكَّلُونَ بالرياحِ يَعْصِفُون بها.
- وقيل لأنهم يَعْصِفونَ برُوحِ الكافرِ. ذكر هذين الوجهين الأشقر.

والنّاشرات نشرًا (3)
المراد بالناشرات
اختلف المفسرون بالمراد بالناشرات:
- الملائكة
في رواية عن أبي صالح ذكره ابن كثير والأشقر
- المطر
في رواية عن أبي صالح ذكره ابن كثير
- السحاب
ذكره السعدي ولم يعزه إلى أحد
- الرياح
قاله ابن مسعود وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه- ذكره ابن كثير ورجحه وذكره الأشقر أيضا

سبب تسمية الملائكة بالناشرات
- لأنها تَنْشُرُ ما دُبِّرَتْ على نَشْرِه كنشر الكتب والملائكة الموكلون بالسحاب ينشرونها. وهذا خلاصة ما ذكره السعدي والأشقر.
- أو يَنْشُرونَ أَجْنِحَتَهم في الجوِّ عندَ النزولِ بالوَحْيِ. ذكره الأشقر.
سبب تسمية الريح بالناشرات
لأنها تنشر السحاب وتفرقه كما يشاء الله عز وجل. ذكر ذلك ابن كثير والأشقر
سبب تسمية السحاب بالناشرات
لأن الله سبحانه وتعالى ينْشُرُ بها الأرضَ، فيُحْيِيهَا بعدَ موتِها. ذكره السعدي

فالفارقات فرقًا (4)
المراد بالفارقات
الملائكة قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومسروقٌ، ومجاهدٌ، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، والثّوريّ ولا خلاف هنا ذكره ابن كثير والأشقر
سبب تسمية الملائكة بالفارقات
لأنها تَأْتِي بما يَفْرِقُ بينَ الحقِّ والباطلِ والهدى والضلال والحلالِ والحرامِ. ذكره ابن كثير والأشقر.

فالملقيات ذكرًا (5) عذرًا أو نذرًا (6)
المراد بالملقيات
هي الملائكة. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
سبب تسمية الملائكة بالملقيات
لأنها تنزل بأمر اللّه على الرّسل وتلقي إليهم الوحي. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
سبب تسمية الوحي بالذكر
لأن الله يذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم ويرحم به عباده. ذكره السعدي
متعلق الإعذار والإنذار
إعذارا من الله إلى خلقه فتنقطع مَعْذِرَتَهم فلا يكونُ لهم حُجَّةٌ على اللَّهِ، وإنذارا من عذابه إن هم خالفوا أمره. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

إنّما توعدون لواقعٌ (7)
المقسم عليه
المقسم عليه جملة (إنّما توعدون لواقعٌ) ذكره ابن كثير والسعدي
متعلق توعدون
ما توعدون من مجيء السّاعة، والنّفخ في الصّور، والبعث وجمع الأوّلين والآخرين في صعيدٍ واحدٍ ومجازاة كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر. خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
معنى لواقع
أي متحتم وقوعه بلا شك ولا ريب وسيكون لا محالة. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

فإذا النّجوم طمست (8)
مناسبة الآية لما قبلها
فإذا وَقَعَ ما توعدون به بالآية السابقة حصل مِن التغيُّرِ للعالَمِ والأهوالِ الشديدةِ ما يُزْعِجُ القلوبَ وتَشتَدُّ له الكُرُوبُ من انطماس النجوم وانشقاق السماء ونسف الجبال وغير ذلك من علامات الساعة. ذكره السعدي
معنى انطماس النجوم
- محي نورها وذهب ضوؤها ذكره ابن كثير والأشقر.
- تناثرت وزالت عن أماكنها ذكره السعدي.

وإذا السّماء فرجت (9)
معنى فرجت
انفطرت وانشقت ذكره ابن كثير والأشقر
وذكر ابن كثير أنها تدلت أرجاؤها ووهت أطرافها

وإذا الجبال نسفت (10)
معنى نسفت
قلعت من أماكنها وذُهِب بها
فلا يبقى لها عين ولا أثر ذكره وتستوي بالأرض وتصير قاعاً صَفْصَفاً، لا تَرَى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً. وهذه خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

وإذا الرّسل أقّتت (11) لأيّ يومٍ أجّلت (12)
معنى أقتت
- جمعت قاله ابن عباس وابن زيد قال هي كقوله تعال: (يوم يجمع الله الرسل) ذكره ابن كثير.
- أجلت قاله مجاهد ذكره ابن كثير والسعدي
- أوعدت قاله إبراهيم ذكره ابن كثير وقال: كأنّه يجعلها كقوله: {وأشرقت الأرض بنور ربّها ووضع الكتاب وجيء بالنّبيّين والشّهداء وقضي بينهم بالحقّ وهم لا يظلمون}
سبب توقيت يوم للرسل
للفصل والقضاء والحكم بينها وبين أممها وللشهادة عليهم. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
نوع الاستفهام
استفهامٌ للتعظيمِ والتفخيمِ والتهويلِ ليومٍ عظيمٍ يَعْجَبُ العِبادُ منه لشِدَّتِه ومَزيدِ أهوالِه. ذكره السعدي والأشقر

ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14)
مناسبة الآية لما قبلها
الآية جواب للسؤال في الآية السابقة. ذكره السعدي
المراد بيوم الفصل
يوم القيامة ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
سبب تسميته بيوم الفصل
يُفْصَلُ فيه بينَ الخلائق بأعمالِهم وحسابُ كلٍّ منهم مُنفرِداً فيُفَرَّقُونَ إلى الجنَّةِ والنارِ. ذكره السعدي والأشقر.
المراد من الاستفهام
تعظيما لشأنه فهو أمْرٌ هائِلٌ لا يُقَدَرُ قَدْرُه. ذكره ابن كثير والأشقر
معنى أدراك
أعلمك ذكره الأشقر.

ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (15)
مقصد الآية
وعيد للمكذبين بهذا اليوم. ذكره السعدي
معنى الويل
- الحسرة والهلاك وشدة العذاب وسوء المنقلب ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- واد في جهنم ذكره ابن كثير وقال لا يصح.
أحسنت أحسن الله إليكِ.
ينتبه للملاحظات أعلاه، وتعمم على كل الآيات، ومثال ذلك أيضاً:
ذكر المراد بالعاصفات ووجه تسميتها بذلك فيها أربعة أقوال منها:
الرياح وسميت بالعاصفات لسرعة هبوبها.
الملائكة الموكلة بتنفيذ أوامر الله ووجه تسميتها بذلك لسرعة تنفيذها الأوامر كالريح العاصف.

خصم نصف درجة للتأخير.
التقييم: ب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir