دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 03:35 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي صفحة مناقشة كتاب المرشد الوجيز المجموعة الثانية

السلام عليكم
أخواتي الفاضلات بفضل الله أنا انهيت تلخيص الأبواب الثلاث فأرجو منكن اختيار أفضلهن والباقي وزعنه بينكن
وجزاكن الله عني خيرا

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 12:03 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخت فاطمة ونفع بك
الباب الأول تقريبا الكل لخصه والمفاضلة بين الثاني والثالث فيختار أحدهما والآخر تلخصه الأخت شيماء حسب الترتيب والرابع ألخصه أنا والخامس الأخت نبيلة الصفدي والسادس الأخت ميسر وفق الله الجميع
فلنبادر أخواتي لإنهاء المطلوب بوركتن ونفع الله بكن

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 12:39 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

عذرا أخواتي الكريمات فقد وجدت أن الباب الثاني تم تلخيصه من الاخوات الشيماء وفاطمة وميسر والباب الثالث الاخت فاطمة فسوف الخص الباب الرابع إن شاء الله والباقي كلا يدلي برأيه بوركتن

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 08:28 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

سألخص بإذن الله الباب الخامس جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 11:30 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

بارك الله في هذا الجمع
سألخص الباب السادس

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 03:41 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

أعتذر عن التأخر كان النت منقطع لدي ، فضلًا أخواتي ننسخ ما تم تلخيصه من الأبواب هنا ليتم المناقشة والمفاضلة والخروج بأفضل تلخيص للكتاب إن شاء الله
وأرى أن نتعاون أنا والأخت فاطمة في ذلك بخصوص الأبواب الثلاثة الأولى لانشغال باقي الأخوات بتلخيص الأبواب الباقية لحين انتهائهم يعاد تقييم التلخيص ككل من الجميع بإذن الله
يسر الله أمرنا وبارك أوقاتنا جميعًا

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 03:52 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي


المقصد الرئيس للباب : الأول
بيان كيفية نزول القرآن وجمعه


المقاصد الفرعية للباب:
أ: بيان وقت نزول القرآن وكيفية والحكمة من ذلك

ب: بيان كيفية جمع القرآن
ج
:
مناسبة بعض الآيات والسور

أنواع النسخ في القرآن

تلخيص مقاصد الباب:



أ: بيان وقت نزول القرآن وكيفية والحكمة من ذلك

- فأما وقت نزول القرآن

قال الله تعالى{إنا أنزلناه في ليلة مباركة}وقال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وقال تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}
فقيل في ذلك :
الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان، وأن قوله تعالى: {أنزل فيه القرآن}معناه: أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه، وأن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين،واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان
وهذا القول باطل من عدة وجوه :
1- قد وردت الأحاديث الصحيحة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها وأنها توجد في شهر رمضان خاصة وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتماسها في العشر الأخير منه وهذا ثابت بالسنة .
2- أنه لا يوجد ليلة هي أبرك من ليلة القدر التى فيها العبادة خير من ألف شهر وقد أرشد إلى ذلك قوله تعالى:{فيها يفرق كل أمر حكيم}فهو موافق لمعنى تسميتها بليلة القدر؛ لأن معناه التقدير .
3- وقد ورد الخبر عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهو ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشهود له بأنه حبر الأمة وترجمان القرآن في جوابه عن سؤال عطية بن الأسود ( إنه قد وقع في قلبيالشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة )أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات
سؤال : في أي زمان نزل جملة إلى السماء الدنيا، أبعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟
الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل،فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكرناه من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإنكان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمدالمرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء كما أعلمالله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم بأنه جاعل في الأرض خليفة.
- وأما في كيفية نزوله
ورد في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر أقوال:
أحدها:أنه ابتدئ إنزاله فيها.
وهو قول الشعبي يقصد بذلك إنزاله على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متحنث بغار حراء في شهر رمضان
والثاني:أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة
في "كتاب المنهاج" لأبي عبد الله الحليمي قال: كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلىالليلة التي تليها، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة.
الثالث : أنه أنزل جملة واحدة
وقد حاول أبو الحسن الماوردي في تفسير قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} الجمع بين القولين الثاني والثالث قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عندالله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا،فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبيصلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.
الرابع : أنه نزل عرضه وإحكامه في رمضان
عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}،أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان. قاله أبو عبيد
زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء.
وزاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين، فاستقر ما نسخ منه وبدل.
والراجح : أنه أنزل جملة واحدة في ليلة واحدة من ليالي القدر ثم نزل مفرقًا بعد ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم ودل على ذلك :


- جواب ابن عباس عن سؤال عطية ابن الأسود (إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام) وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق . ذكره البيهقي في كتاب الأسماء والصفات

- حديث يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهماقال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعدذلك في عشرين سنة ،وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}. أخرجه الحاكم أبو عبد الله في "كتاب المستدرك على الصحيحين"
وقيل: فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا .

- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}،قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقعالنجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثربعض، قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا { أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك


- وفيالكتاب "المستدرك" أيضا عن الأعمش عن سعيد بن جبير، عنابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيافجعل جبريل عليه السلام ينزله على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرتله ترتيلا

ويجوز أن يكون قوله: {أنزل فيه القرآن}إشارة إلى كل ما سبق من الأقوال ذلك أنه أنزل جملة إلى السماء الدنيا ثم كان أول نزوله إلى الأرض في ليلة القدر بشهر رمضان ثم عرضه وإحكامه في شهر رمضان في كل عام على مدار دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالاجملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفيةللقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أنزل فيه القرآن}.
إشكال وجوابه :
قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
قي ذلك وجهان:
أحدهماأن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثانيأن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر،
واختير لفظ الماضي لأمرين:
أحدهماتحققه وكونه أمرا لا بد منه.
والثانيأنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح .

بيان الحكمة من نزول القرآن بتلك الكيفية

- الحكمة من إنزاله جملة إلى السماء الدنيا
تفخيملأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخرالكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم .
تكريمبني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهمورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة لما أنزل سورةالأنعام أن تزفها، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل عليه السلامبإملائه على السفرة الكرام البررة عليهم السلام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له . ذكره أبو الحسن في جمال القراء

الحكمة من نزوله مفرقًا على الرسول صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة * كذلك لنثبت به فؤادك}أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلبوأشد عناية بالمرسل إليه
- أن كثرة نزول الملك على الرسول صلى الله عليه وسلم وتجديد العهدبه وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز يحدث له من السرورما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه.
وقيل: معنى{لنثبت به فؤادك}،أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب، وكان النبي -صلى الله عليهوسلم- أميا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه، ولو نزلجملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه،والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كانغيره، والله أعلم.
فإن قيل: كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة.
فيكون الجواب أن ما كل ممكن في القدرة بلازم وقوعه،فقد كان في قدرته تعالى أن يعلمه الكتابة والقراءة في لحظة واحدة، وأنيلهمهم الإيمان به، ولكنه لم يفعل، ولا معترض عليه في حكم. {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى}، {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
- أن في القرآن ما هو جواب عن أمور سؤل الرسول صلى الله عليه وسلمعنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول.
- أن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ وذلك لحكم عظيمة ولايتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

ب- بيان كيفية جمع القرآن الكريم

أولًا : جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم
- كان النبي صلى الله عليه وسلم أمي لا يعرف القراءة والكتابة فلما كان جبريل ينزل عليه بالوحي كان يحرك لسانه ويتعجل بتلاوته خشية نسيانه فوعد الله تعالى نبيه بحفظ القرآن في صدره أنزل الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه *فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}أي: فاستمع وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى اللهعليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أقرأه.
- ثم كانجبريل يعرض القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كانالعام الذي توفي فيه عرض عليه القرآن مرتين عن عائشة -رضي الله عنها-، عن فاطمة -رضي الله عنها-: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي).
وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان يعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض)).

ثانيًا : حملة القرآن من الصحابة
تعددت الروايات عمن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة فقيل
عن مسروق قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
وعن قتادة قال: (سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد.
وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه)، وفي رواية: أحد عمومتي.
-
قال الحافظ البيهقي في "كتاب المدخل": الرواية الأولى أصح، ثم أسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعبوزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء،وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.
والصحيح في ذلك :
ما ذكره القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" عن حملة القرآن في حياة رسولالله -صلى الله عليه وسلم-،
أنهم كانوا أضعاف هذهالعدة المذكورة وقد ذكر الأدلة على ذلك ومنها :
- كثرة القراءالمقتولين يوم مسيلمة باليمامة وذلك في أول خلافة أبيبكر رضي الله عنه
- ما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونةكانوا يسمون القراء.
- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: قال جمعت القرآنفقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذهالآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان منألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
وقد ذكر القاضي وغيره له عدة تأويلات :
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا،غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمرهوانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهمالراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
ومنها أنه لميذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، سوى هؤلاءالأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي -صلىالله عليه وسلم- حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء،ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
وقد سمى الإمام أبو عبيد أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" فذكر من المهاجرينأبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفةوحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرووعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبدالله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء.

ثالثًا: مراحل جمع القرآن
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته فكتب في الرقاع واللخاف والعسب
فيجامع الترمذي وغيره، عن ابن عباس، عن عثمان -رضي الله عنهم- قال: كان رسولالله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذواتالعدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا .
وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي اللهعنهما قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعرف فصل السورة حتى تنزلعليه "بسم الله الرحمن الرحيم".
وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت{لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}،قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).
وخلف ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها{غير أولي الضرر}.
فكان القرآن مدون بعضه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعضه في صدور الصحابة رضوان الله عليهم
- ثم جمع كله في عهد أبو بكر الصديق رضى الله عنه بإشارة من عمر بن الخطاب فدون كله في صحف.
- ثم جمعت هذه الصحف في عهد عثمان بن عفان بترتيب للسور على رسم النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوته في العرضة الأخيرة
قال ابن أبي شيبة: عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني: القراءة التيعرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي قبض فيه هيالقراءة التي يقرأها الناس اليوم.

ج : مناسبة بعض الآيات والسور


- أول ما نزل من القرآن
سورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته ثم نزل{يا أيها المدثر}ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.
- آخر ما نزل من القرآن
آيات: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}الآية،
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}إلى آخرها
وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}إلى آخر الآيتين
وقيل آيات الربا عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين ، يعنى من آيات الأحكام ، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن{واتقوا يوما}هي آخرهن لحديث أبو عبيد عن ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
- نزل يوم عرفة
نزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.

د: أنواع النسخ في القرآن
الأول :ما نسخت تلاوته وبقي حكمه

الثاني : ما نسخت تلاوته وحكمه، وذلك كآيتي الرجم والرضاع.
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: ((إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها)).
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((كان مما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن)). ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمهوحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوهارسما، وحكمها باق عندنا.
قال: وقولها "... وهن مما يقرأ من القرآن"، يعني عند من لم يبلغه نسخ تلاوته قرآنا.
الثالث : ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها: {أربعة أشهر وعشرا}. في صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 03:54 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المقصد الكلي للباب الثاني
بيان لكيفية جمع القرآن والفرق بين جمع أبو بكر وعثمان

المقاصد الفرعية للباب

أ: بيان كيفية جمع أبو بكر رضى الله عنه للقرآن
سبب جمع أبو بكر للقرآن
المكلف بجمع القرآن من أبو بكر
كيفية جمع أبو بكر للقرآن
آخر ما دون في مصحف أبو بكر
وقع فعل أبو بكر على الصحابة رضى الله عنهم
ب : بيان كيفية جمع عثمان رضى الله عنه للقرآن
سبب جمع عثمان بن عفان للقرآن
المكلفين بجمع القرآن من عثمان بن عفان
كيفية جمع عثمان للقرآن
آخر ما دون في مصحف عثمان
وقع فعل عثمان على الصحابة رضى الله عنهم

ج- الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضى الله عنهم


تلخيص المقاصد الفرعية للباب

أ: بيان كيفية جمع أبو بكر رضى الله عنه للقرآن

سبب جمع أبو بكر للقرآن

مقتل عدد كبير من القراء يوم اليمامة فخشى عمر بن الخطاب من ضياع القرآن فأشار على أبو بكر بجمعه في الصحف حفظًا له .
- قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة،فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أنيستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).

المكلف بجمع القرآن من أبو بكر
زيد بن ثابت رضى الله عنه
- قال زيد: قال أبو بكر: (( إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى اللهعليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ماكان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن.

كيفية جمع أبو بكر للقرآن
1- أمر أبو بكر زيد بن ثابت بتتبع القرآن وتدوينه في صحف .
2- فتتبع زيد القرآن فجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال فدونه في صحف
3- بقيت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر . رواه زيد
وقيل في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه : أن أبو بكر أمر عمر بنالخطاب وزيد بن ثابت أن اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه
والمعنى : من جاءكم بشاهدين على شيء من كتابالله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن ، ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.قاله أبو الحسن في كتابه "جمال القراء

آخر ما دون في مصحف أبو بكر
- قال زيد ( وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره{لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة
- وفي كتاب ابن أبي داود عن أبي العالية: أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من "سورة براءة": {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أنها آخر ما نزل من القرآن. فقال أبي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدهن آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه}إلى{وهو رب العرش العظيم}. فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به، يعني بكلمة التوحيد.

وقع فعل أبو بكر على الصحابة رضى الله عنهم
- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان قال: قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)).وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).

ب : بيان كيفية جمع عثمان رضى الله عنه للقرآن
سبب جمع عثمان بن عفان للقرآن
اختلاف الناس في القرآن على عهد عثمان حال غزو أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك فأفزع ذلك حذيفة بن اليمان فأشار على عثمان بجمع القرآن
- فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. رواه أنس بن مالك

المكلفين بجمع القرآن من عثمان بن عفان
هناك أقوال في ذلك
الأول : رواية أنس بن مالك أن عثمان كلف زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيدبن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام بنسخ الصحف .

الثاني : أن أبي كان يملي القرآن وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.
روى يحيى بن عبد الله عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي:إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ فيزمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن فيالمصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا

الثالث : أن سعيد بن العاص كان يملى القرآن وزيد يكتب
روى القاضى أن عثمان قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال:فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان:فليمل سعيد وليكتب زيد

ولا خلاف في ذلك ولايمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي وذلك من عدة وجوه
- ضبط أبي وحفظه لوجوه القراءات المنزلة التى يجب إثباتها جميعًا
- فصاحة سعيد بن العاص وعلمه بوجوه الإعراب وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى اللهعليه وسلم
- فلا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب. قاله القاضى

كيفية جمع عثمان للقرآن
1- أرسل عثمان إلى حفصةأن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك
2- أمر بنسخ الصحف في مصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا .
3- رد عثمان الصحف إلى حفصة بعد ما نسخوها.
4- أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا
5- أمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. رواه أنس بن مالك

- قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
-
قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.
في "السنن الكبير" عن علقمة بن مرثد عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خيرمن قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيتأن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك))

آخر ما دون في مصحف عثمان
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
فائدة :
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي وخزيمة هذا غير أبي خزيمة الذي وجد معه الآيتين آخر "سورة براءة"، ذاك أبو خزيمة بن أوس بن زيد من بني النجار، شهد بدرا وما بعدها، وتوفي في خلافة عثمان،وهذا خزيمة بن ثابت بن الفاكه من الأوس، شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم صفين، وقيل غير ذلك.
- معنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعندغيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية،لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم.

وقع فعل عثمان على الصحابة والتابعين رضى الله عنهم
- عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك أو قال: لم يعب ذلك أحد.
- قال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل
- قال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
-
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
- قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.

ج- الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضى الله عنهم
أجمع أقوال الأئمة أن تأليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإذنه وأمره وإنما كان جمعه لأسباب :
- أن أبوبكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذبالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 01:52 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

الباب السادس
-المقصد العام :في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآنوالعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها
-المقاصد الفرعية:
&-أصناف قراء القرآن.
&-الأمور الواجبة على حامل القرآن الكريم
-بالترتيل،
-تفسير المعاني،
-الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار.
&-المساويء التي تؤخذ على حامل القرآن الكريم .
&-أخلاق حامل القرآن
&-عاقبة من أخذ الفرآن بحقه

-المقصد العام :
في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن
والعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها
-تلخيص المقاصد الفرعية:
- أصناف قراء القرآن :
1-صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به.
2-وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة، وهذا الصنف كثير.لا كثرهم الله.
3- وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر
.قاله الحسن.

&-الأمور الواجبة على حامل القرآن الكريم:
هي أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان :تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل :تفسير المعاني، وحظ القلب :الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ.قاله العزالي في كتاب تلاوة الفرآن.
-فترتيله ؛يكون من خلال :
1-تحقيق معنى قوله تعالى :{ورتل القرآن ترتيلا}،-بينه تبيينا. وعن مجاهد قال: قاله ابن عباس
-بعضه في إثر بعض ،ترسل فيه ترسلا.قاله مجاهد.
2-أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".- قاله أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني .
- وأنشد أبو الحسن علي بن محمد السخاوي رحمه الله تعالى قصيدة من نظمه في علم التجويد، يقول فيها:
لا تحسب التجويد مدا مفرطا أو مد ما لا مد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مد همزة أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعا فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان، فلا تك طاغيا فيه، ولا تك مخسر الميزان
فإذا همزت فجئ به متلطفا من غير ما بهر وغير توان
وامدد حروف المد عند مسكن أو همزة حسنا أخا إحسان .
-أما تفسيره والتفكر والتدبر؛ فيكون من خلال ما يلي :
1-الاهتمام بالتكرار طريق للتفكر وتأثيره على القلب :عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.عن محمد بن كعب قال: لأن أقرأ {إذا زلزلت} و {القارعة}، أرددهما وأتفكر فيهما، أحب إلي من أن أهذ القرآن.
-عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد: {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح.
وعن عامر بن عبد قيس: أنه قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
3- فهم معانيه والتفكر فيه :وهذا هو الجمع الصحيح للقرآن وليس جمعه حفظاً من غير فهم.وأن لا يكون همة قوة حفظه وسرعة سرده وتحرير النطق بألفاظه والبحث عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به.
-عن أبي الزاهرية: أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: ((اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه)).
-"قال رجل لسليم رحمه الله: جئتك لأقرأ عليك التحقيق، فقال سليم: يا ابن أخي، شهدت حمزة وأتاه رجل في مثل هذا، فبكى وقال: يا ابن أخي، إن التحقيق صون القرآن، فإن صنته فقد حققته، وهذا هو التشديق".
معنى قوله تعالى:قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}:
تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.
-أما التأثر به والخشوع عند قراءته والاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فيكون بالأمور التالية:
1-التأثر بذكر النار والعقاب والبكاء عن. قراءته :عن سليمان بن سحيم قال: أخبرني من رأى ابن عمر وهو يصلي ويترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه من يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}، أو شبه ذلك.
فالبكاء عند القراءة هو مقياس للعلم : عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه: فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
-معنى قوله تعالى{الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، يتبعونه حق إتباعه. قاله عكرمة وذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن"
-معنى قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}، قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
:وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
وعن الحسن: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.
2-تحسين الصوت في القرآن وتحرينه: و هو القراءة بطريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية. عن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: وما بأس بذلك، سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان داود عليه السلام يفعل كذا وكذا لشيء ذكره، يريد أن يبكي بذلك ويبكي.ذكره أبو عبيد، عن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)؛فالخشبة هي مقياس حسن الصوت :عن طاوس قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).

&المساويء التي تؤخذ على حامل القرآن الكريم :
1-السرعة في القراءة والتعجل :
- عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
- وحدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: فداك أبي وأمي، رتل، فإنه زين القرآن.
- وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
2-البدعة في قراءة القرآن:
- وعن الحارث عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها ويغلط أصحابه.
- وعن يحيى بن أبي كثير قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ههنا قوما يجهرون بالقراءة في صلاة النهار، فقال: ((ارموهم بالبعر)).
3-القراءة بدون تفكر وتدبر:
-لأسباب والحجب التي منعت من فهم القرآن ،وبيان عجائب أسرار ه هي :
1- أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، .قاله الغزالي في كتاب تلاوة القرآن
2-اللحن في القراءة الذي يحجب المعنى:- وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
-وعن عابس الغفاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته خصالا: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن من أمير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا بأفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء.
حكم تلحين القرآن:
- وعن أنس: أنه سمع رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
- فائدة:
جواز إخفاء شيء من العلم لمصلحة معينة:
وقال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
- قال أبو عبيد: وإنما ذكره أيوب فيما يرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في هذه الألحان المبتدعة، يعني معنى الحديث غير ذلك، وهو لما سبق.
3- التنطع والاختلاف :
قال أبو بكر بن أبي شيبة:
- حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).
وقال عبد الله: إياكم والتنطع والاختلاف.
- وقال حذيفة: إن من أقرأ الناس المنافق الذي لا يدع واوا ولا ألفا، يلفت كما تلفت البقرة بلسانها، لا يجاوز ترقوته.
-قال صاحب الغريبين في الحديث: ((هلك المتنطعون...)).
- معنى التنطع:
"هم المتعمقون الغالون"، قال: "ويكون الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم، مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى". قال: "وفي حديث حذيفة: من أقرأ الناس منافق لا يدع منه واوا ولا ألفا يلفته بلسانه، كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، أي تلويه، يقال: لفته وفتله، أي لواه" والخلاء الرطب من الكلأ.
4-الاغترار بعلوم فرعية لها علاقة بالقرآن والإسهاب فيها ووصف الغزالي لهذا الاغترار في كتام ذم الغرور حيث قال:"اللب الأقصى هو العمل، والذي فوقه هو معرفة العمل، وهو كالقشر للعمل وكاللب بالإضافة إلى ما فوقه، والذي فوقه هو سماع الألفاظ وحفظها بطريق الرواية، وهو قشر بالإضافة إلى المعرفة ولب بالإضافة إلى ما فوقه، وما فوقه هو العلم باللغة والنحو، وفوق ذلك القشرة العليا وهو العلم بمخارج الحروف، والعارفون بهذه الدرجات كلهم مغترون إلا من اتخذ هذه الدرجات منازل، فلم يعرج عليها إلا بقدر حاجته، فتجاوز إلى ما وراءه، حتى وصل إلى باب العمل، وطالب بحقيقة العمل قلبه وجوارحه، ورجى عمره في حمل النفس عليه وتصحيح الأعمال وتصفيتها عن الشوائب والآفات، فهذا هو المقصود المخدوم من جملة علوم الشرع، وسائر العلوم خدم له ووسائل إليه وقشور له ومنازل بالإضافة إليه، وكل من لم يبلغ المقصد فقد خاب، سواء كان في المنزل القريب، أو في المنزل البعيد، وهذه العلوم لما كانت متعلقة بعلوم الشرع اغتر بها أربابها".

&-أخلاق حامل القرآن:
1-عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.
2- قال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله
3-صون حامل القرآن نفسه عن حاجة الناس والترفع عن الدنيا :عن قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته، فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم، فأكرمتهما عن ذلك.
ذكر أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن". عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يكره أن يقرأ القرآن عند الأمر يعرض من أمر الدنيا.
- وذكر عن حفص عن هشام بن عروة قال: كان إذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه، قرأ: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}الآية-

&-عاقبة من أخذ الفرآن بحقه :
-علو مكانة حامل القرآن في الآخرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا)).- ذكر في "كتاب شعب الإيمان":
-علو مكانة حامل القرآن في الدنيا :
حدثنا معاذ عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه.
ورواه البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط)).

‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 02:29 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

الباب الرابع : في معنى القراءات المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان
المقصد الرئيس من الباب: بيان معنى القراءات السبع المشهور وأنها ليست هي الأحرف السبعة وبيان متي ظهرت وكيف تكونت واشتهرت .
المقاصد الفرعية
- هل القراءاترالسبع هي الأحرف السبعة.
- المراد بالأحرف السبعة.
- مثال عليها.
- المراد بالقراءات السبع.
- هل ما زالت الأحرف السبعة يقرأ بها.
- سبب بقاء هذه الأحرف اليسيرة.
- سبب ثبات الأمة على حرف واحد وترك البقية من الأحرف السبعة.
- حكم اختلاف القراء في القراءات السبع وفي حكم من مارى في الحروف السبعة.
- ما السبب في اختلاف هؤلاء الأئمة بعد المرسوم لهم، ذلك شيء تخيروه من قبل أنفسهم، أم ذلك شيء وقفوا عليه بعد توجيه المصاحف إليهم؟
- بيان غلط من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- قراءة كل إمام تسمى حرفا.
-أول من صنف في القراءات واقتصر على هؤلاء السبعة
- سبب اختيار ابن مجاهد هؤلاء القُراء وحصرهم بسبعة .
- ماهو الرد على من نسب لابن مجاهد تقصيره في اقتصاره على السبعة وعدم أضافة يعقوب الحضرمي
- سبب اختيار ابن مجاهد لقراءة ابن عامر مع انه استبعد الطبري قراءته على عثمان رضي الله عنه.
- الأصل الذي بني عليه في ثبوت القراءات.
-الذي في أيدينا من القراءات هو من الإجماع
-سبب كونهم من هذه الأمصار الخمسة دون غيرها
- ما العلة التي من أجلها كثر الاختلاف عن هؤلاء الأئمة، وكل واحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته"؟
- ما العلة التي من أجلها اشتهر هؤلاء السبعة بالقراءة دون من هو فوقهم، فنسبت إليهم السبعة الأحرف مجازا، وصاروا في وقتنا أشهر من غيرهم ممن هو أعلى درجة منهم وأجل قدرا؟.
- هل تركت القراءة برواية غير هؤلاء السبعة؟
- كيف اختاروا غير هذه القراءات ؟
- قراء الأمصار الذين كانوا من التابعين.
- لم جعل القراء الذين اختيروا للقراءة سبعة؟ ألا كانوا أكثر أو أقل؟".
- جميع ما اشتهر من القراءات منزل من عند الله وهو مما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على صحته.
- سبب اختلاف القراء في الشيء الواحد مع اختلاف المواضع من هذا.
- مثاله.
خلاصة القول في هذه المسائل
- هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة ؟.
ظن جماعة ممن لا خبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، فقراءة كل واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف، ولقد نسب إلى ابن مجاهد أنه قال ذلك. فهؤلاء قد أخطأوا في ظنهم فالقراءات ليست هي الأحرف السبعة بل جزءاً منها.
قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن،
- المراد بالأحرف السبعة
قال أهل العلم في معنى قوله عليه السلام: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)): إنهن سبع لغات، بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل".
مثال:
قراءة عبد الله: (إن كانت إلا زقية واحدة) و(كالصوف المنفوش)، وقراءة أبي رضي الله عنه: (أن بوركت النار ومن حولها)، (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار)، وكقراءة ابن عباس رضي الله عنهما: (وعلى كل ضامر يأتون).
- المراد بالقراءات السبع
ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته .
- هل ما زالت الأحرف السبعة يقرأ بها ؟
الأحرف السبعة اليوم غير مأخوذ بها ولا معمول بشيء منها بل القرآن اليوم متلو على حرف واحد متفق الصورة في الرسم غير متناف في المعاني إلا حروفا يسيرة اختلفت صور رسمها في مصاحف الأمصار واتفقت معانيها فجرى مجرى ما اتفقت صورته.
وذلك كالحرف المرسوم في مصحف أهل المدينة والشام (وأوصى بها إبراهيم)، وفي مصحف الكوفيين "ووصى"، وفي مصحف أهل الحرمين {لئن أنجيتنا}، وفي مصحف الكوفيين "أنجينا".
- سبب بقاء هذه الأحرف اليسيرة.
قال ابن أبي هاشم : "ولا شك أن زيد بن ثابت سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها على هذه الهيئات فأثبتها في المصاحف مختلفة الصور على ما سمعها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". ذكره عبد الواحد بن أبي هاشم
- سبب ثبات الأمة على حرف واحد وترك البقية من الأحرف السبعة .
١- لأن الأمر بقراءة القرآن على سبعة أحرف أمر تخيير.
٢- حين خاف صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الأمة تكفير بعضهم بعضا و أن يستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة، فكان ذلك حجة قاطعة وفرضا لازما".ذكره عبد الواحد بن أبي هاشم نقله عن شيخه الطبري
- حكم اختلاف القراء في القراءات السبع وفي حكم من مارى في الحروف السبعة.
قال ابن أبي هاشم : أن كل حرف اختلفت فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرا لمن مارى به في قول أحد من المسلمين، وقد أثبت النبي -صلى الله عليه وسلم- الكفر للمماري بكل حرف من الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن".
- ما السبب في اختلاف هؤلاء الأئمة بعد المرسوم لهم، ذلك شيء تخيروه من قبل أنفسهم، أم ذلك شيء وقفوا عليه بعد توجيه المصاحف إليهم؟
لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".
ذكر ذلك ابن أبي هاشم وذكر نحو ذلك مكي في كتابه المفرد الذي ألحقه "بكتاب الكشف" وكذلك الإمام أبو بكر بن العربي في "كتاب القبس"،
- بيان غلط من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي -صلى الله عليه وسلم-.
على هذا الظن يجب :
1- أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".
٢- ويجب من هذا القول أن تترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة.
٣- ويجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذه القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة.
وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطرحهم: قد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر، وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة".
"وكذلك زاد الطبري في "كتاب القراءات" له على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلا".
- "وكذلك فعل أبو عبيد وإسماعيل القاضي".
قال مكي:"فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا تخلف عظيم، أكان ذلك بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أم كيف ذلك".ذكره مكي
- قال أبو علي الأهوازي:
وقد ظن بعض من لا معرفة له بالآثار أنه إذا أتقن عن هؤلاء السبعة قراءتهم أنه قد قرأ السبعة الأحرف التي جاء بها جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-". قال: "وهو خطأ بين وغلط ظاهر عند جميع أهل البصر بالتأويل".
- قراءة كل إمام تسمى حرفا
إن قول الناس: قرأ فلان بالأحرف السبعة فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفا، كما يقال: قرأت بحرف نافع، وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، فهي أكثر من سبعمائة حرف لو عددنا الأئمة الذين نقلت عنهم القراءات من الصحابة فمن بعدهم". ذكره مكي

-أول من صنف في القراءات واقتصر على هؤلاء السبعة
في العصر الرابع سنة ثلاثمائة وما قاربها، كان أبو بكر بن مجاهد رحمه الله، قد انتهت إليه الرياسة في علم القراءة، وقد تقدم في ذلك على أهل ذلك العصر فصنف كتابه في قراءاتهم،وكان أول من اقتصر على هؤلاء السبعة، واتبعه الناس على ذلك، ولم يسبقه أحد إلى تصنيف قراءة هؤلاء السبعة".
- سبب اختيار ابن مجاهد هؤلاء القُراء وحصرهم بسبعة
لأنه اختار من القراءات ما وافق خط المصحف ومن القراء بها من اشتهرت قراءته، وفاقت معرفته، وقد تقدم أهل زمانه في الدين والأمانة والمعرفة والصيانة، واختاره أهل عصره في هذا الشأن، وأطبقوا على قراءته، وقصد من سائر الأقطار، وطالت ممارسته للقراءة والإقراء، وخص في ذلك بطول البقاء، ورأى أن يكونوا سبعة تأسيا بعدة المصاحف الأئمة، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب))، فاختار هؤلاء القراء السبعة أئمة. قاله أبو الحسن علي بن محمد رحمه الله
- ماهو الرد على من نسب لابن مجاهد تقصيره في اقتصاره على السبعة وعدم أضافة يعقوب الحضرمي
الرد : من قال بذلك لم يكن عالما بغرض ابن مجاهد فقراءة يعقوب خارجة عن غرضه لنزول الإسناد؛ لأنه قرأ على سلام بن سليمان وقرأ سليمان على عاصم، ولما فيها من الخروج عن قراءة العامة، وكذلك من صنف العشرة".ذكره أبو الحسن علي بن محمد رحمه الله.
- سبب اختيار ابن مجاهد لقراءة ابن عامر مع انه استبعد الطبري قراءته على عثمان رضي الله عنه.
أن لم يصح أنه قرأ على عثمان، فقد قرأ على غيره من الصحابة، وكان يقول: هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها. ذكره أبو شامة
- قال أبو جعفر:
"ولعله أراد أنه أخذ ذلك عن جماعة من قرائها، فقد كان أدرك منهم من الصحابة وقدماء السلف خلقا كثيرا".
- ثم قال أبو طاهر:
"وأحسن الوجوه عندي أن يقال: إن قراءة ابن عامر قراءة اتفق عليها أهل الشام وإنها مسندة إلى أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
قال: "ولم يتفقوا إن شاء الله عليها، إلا ولها مادة صحيحة من بعض الصحابة تتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كنا لا نعلمها كعلمنا بمادة قراءة أهل الحرمين والعراقين".انتهى
وكان غرض ابن مجاهد أن يأتي بسبعة من القراء من الأمصار التي نفدت إليها المصاحف، ولم يمكنه ذلك في البحرين واليمن لإعواز أئمة القراءة منهما، فأخذ بدلهما من الكوفة لكثرة القراء بها، وإذا كان هذا غرضه فلم يكن له بد من ذكر إمام من أهل الشام، ولم يكن فيهم من انتصب لذلك من التابعين مثل ابن عامر، فذكره. ذكر ذلك أبو شامة
- الأصل الذي بني عليه في ثبوت القراءات
الأصل الذي يعتمد عليه في هذا: أن ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق لفظه خط المصحف فهو من السبعة المنصوص عليها، ولو رواه سبعون ألفا، مفترقين أو مجتمعين، فهذا هو الأصل الذي بني عليه في ثبوت القراءات عن سبعة أو عن سبعة آلاف. مكي
- "والعامة عندهم ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة، فذلك عندهم حجة قوية توجب الاختيار".
- "وربما جعلوا العامة ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وربما جعلوا الاختيار ما اتفق عليه نافع وعاصم، فقراءة هذين الإمامين أوثق القراءات وأصحها سندا وأفصحها في العربية، ويتلوها في الفصاحة خاصة قراءة أبي عمرو والكسائي رحمهم الله". ذكره مكي
-الذي في أيدينا من القراءات هو من الإجماع
الذي في أيدينا من القرآن هو ما في مصحف عثمان رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون عليه.
والذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف".
- سبب كونهم من هذه الأمصار الخمسة دون غيرها
قال أبو علي الأهوازي :إنما كانوا من هذه الأمصار الخمسة دون غيرها لأجل أن عثمان رضي الله عنه جعل لكل مصر من هذه الأمصار مصحفا، وأمر باتباعه، ووجه بمصحف إلى اليمن، وبمصحف إلى البحرين، فلم نسمع لهما خبرا ولا رأينا لهما أثرا".
قال: "وهؤلاء السبعة لزموا القيام بمصحفهم، وانتصبوا لقراءته، وتجردوا لروايته، ولم يشتهروا بغيره، واتبعوا ولم يبتدعوا.
قال: "وقد كان في وقتهم جماعة في مصر كل واحد منهم من القرأة ولم يجمعوا عليهم لأجل مخالفتهم للمصحف في يسير من الحروف".
- ما العلة التي من أجلها كثر الاختلاف عن هؤلاء الأئمة، وكل واحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته"؟
الجواب: أن كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم، يقرءون الناس بما قرءوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه؛ إذ كان ذلك مما قرءوا به على أئمتهم".
مثال : نافعا قال: قرأت على سبعين من التابعين، فما اتفق عليه اثنان أخذته، وما شك فيه واحد تركته. يريد -والله أعلم- مما خالف المصحف. وكان من قرأ عليه بما اتفق فيه اثنان من أئمته لم ينكر عليه ذلك".
"وقد روي عنه أنه كان يقرئ الناس بكل ما قرأ به حتى يقال له: نريد أن نقرأ عليك باختيارك مما رويت".
"وهذا قالون ربيبه وأخص الناس به، وورش أشهر الناس المتحملين إليه اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف من قطع وهمز وتخفيف وإدغام وشبهه".
"ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش، وإنما ذلك لأن ورشا قرأ عليه بما تعلم في بلده فوافق ذلك رواية قرأها نافع على بعض أئمته فتركه على ذلك. وكذلك ما قرأ عليه به قالون وغيره". ذكره مكي
- ما العلة التي من أجلها اشتهر هؤلاء السبعة بالقراءة دون من هو فوقهم، فنسبت إليهم السبعة الأحرف مجازا، وصاروا في وقتنا أشهر من غيرهم ممن هو أعلى درجة منهم وأجل قدرا؟.
الجواب: أن الرواة عن الأئمة من القراء كانوا في العصر الثاني والثالث كثيرا في العدد، كثيرا في الاختلاف. فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين وكمال العلم، واشتهر أمره وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرئ به، ولم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان رضي الله عنه مصحفا إماما، هذه صفته وقراءته على مصحف ذلك المصر".
"فكان أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها، والكسائي من أهل العراق، وابن كثير من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة، كلهم ممن اشتهرت أمانته وطال عمره في الإقراء، وارتحل الناس إليه من البلدان، ولم يترك الناس مع هذا نقل ما كان عليه أئمة هؤلاء من الاختلاف ولا القراءة بذلك". ذكره مكي
فهم قوم، ليست لهم أسنان من قبلهم ولا قدمهم، غير أنهم تجردوا في القراءة، فاشتدت بها عنايتهم، ولها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم ويقتدون بهم فيها،ذكره أبو طاهر
- هل تركت القراءة برواية غير هؤلاء السبعة؟
لم تترك القراءة برواية غيرهم واختيار من أتى بعدهم إلى الآن.
"فهذه قراءة يعقوب الحضرمي غير متروكة، وكذلك قراءة عاصم الجحدري وقراءة أبي جعفر وشيبة إمامي نافع، وكذلك اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، واختيار المفضل، واختيارات لغير هؤلاء الناس على القراءة كذلك في كل الأمصار من المشرق".
- كيف اختاروا غير هذه القراءات ؟
"وهؤلاء الذين اختاروا إنما قرءوا للجماعة بروايات، فاختار كل واحد مما قرأ وروى قراءة تنسب إليه بلفظ الاختيار، وقد اختار الطبري وغيره، وأكثر اختياراتهم إنما هو في الحرف إذا اجتمع فيه ثلاثة أشياء:
قوة وجهه في العربية، وموافقته للمصحف، واجتماع الأمة عليه".
- قراء الأمصار الذين كانوا من التابعين.
هم خمسة عشر رجلا من هذه الأمصار، في كل مصر منهم ثلاثة رجال:
"فكان من قراء المدينة: أبو جعفر ثم شيبة بن نصاح ثم نافع وإليه صارت قراءة أهل المدينة".
"وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن محيصن، وأقدمهم ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم".
"وكان من قراء الكوفة: يحيى بن وثاب وعاصم والأعمش، ثم تلاهم حمزة رابعا، وهو الذي صار عظم أهل الكوفة إلى قراءته من غير أن يطبق عليه جماعتهم. وأما الكسائي فإنه يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا وترك بعضا".
"وكان من قراء البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر. والذي صار إليه أهل البصرة في القراءة، واتخذوه إماما أبو عمرو. وقد كان لهم رابعا، وهو عاصم الجحدري، غير أنه لم يرو عنه في الكثرة ما روي عن هؤلاء الثلاثة".
"وكان من قراء الشام: عبد الله بن عامر ويحيى بن الحارث الذماري وثالث، قد سمي لابي عبيد بالشام ونسي اسمه، فهؤلاء قراء الأمصار الذين كانوا من التابعين".ذكره أبو عبيد في كتابه القراءات
- لم جعل القراء الذين اختيروا للقراءة سبعة؟ ألا كانوا أكثر أو أقل؟".
"فالجواب: أنهم جعلوا سبعة لعلتين:
"إحداهما: أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف".
"والثانية: أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن، وهي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك؛ إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى".
"وقد ألف ابن جبير المقرئ -وكان قبل ابن مجاهد- كتابا في القراءات وسماه "كتاب الخمسة"، ذكر فيه خمسة من القراء لا غير، وألف غيره كتابا وسماه "كتاب الثمانية"، وزاد على هؤلاء السبعة يعقوب الحضرمي، وهذا باب واسع".
- جميع ما اشتهر من القراءات منزل من عند الله وهو مما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على صحته.
جميع ما قرأ به قراء الأمصار مما اشتهر عنهم واستفاض نقله ولم يدخل في حكم الشذوذ، ولم يقع بين القراء تناكر له، ولا تخطئة لقارئه، بل رواه سائغا جائزا من همز وإدغام ومد وتشديد وحذف وإمالة، أو ترك كل ذلك، أو شيء منه، أو تقديم وتأخير، فإنه كله منزل من عند الله تعالى ومما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على صحته وخير بينه وبين غيره وصوب جميع القراءة به. ولو سوغنا لبعض القراء إمالة ما لم يمله الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة أو غير ذلك، لسوغنا لهم مخالفة جميع قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم".
ويجوز أن يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقرئ واحدا بعض القرآن بحرف، وبعضه بحرف آخر على قدر ما يراه أيسر على القارئ. ذكره القاضي أبو بكر الاشعري
- سبب اختلاف القراء في الشيء الواحد مع اختلاف المواضع من هذا.
إن اختلاف القراء في الشيء الواحد مع اختلاف المواضع من هذا على قدر ما رووا، وأن ذلك المتلقن له من النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك الوجه أقرأ غيره كما سمعه، ثم من بعده كذلك إلى أن اتصل بالسبعة،
ومثاله :
قراءة نافع "يحزن" بضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن، إلا حرف الأنبياء، وقراءة ابن عامر "إبراهام" بالألف في بعض السور دون بعض، ونحو ذلك مما يقال فيه: إنه جمع بين اللغتين، والله أعلم).[المرشد الوجيز: 146-167]

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 02:35 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة فاطمة إن تيسر لك مراجعة تلخيصي للدرس الرابع لانه عن القراءات بوركت وسددت وهو من تخصصك نفع الله بك

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 02:38 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

الباب الأول: في بيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
المقصد الرئيس للباب : نزول القرآن وكيفيته وحفظه في السطور والصدور في العهد النبوي
المقاصد الفرعية
- نزول القرآن
١- ابتداء نزول القرآن
2- معنى إنزالة ليلة القدر
3- كيفية نزوله
4- الحكمة من نزوله جملة واحدة
5- زمن نزول القرآن بعد ظهور النبوة أم قبلها والحكمة من ذلك.
6- استشكال.
7- الحكمة من نزوله منجما
8- أول ما نزل
9- آخر ما نزل
- النسخ في القرآن
- حفظ القرآن في الصدور
١- حفظ النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
٢- معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
٣ - حفظ الصحابة رضي الله عنهم
أ‌- من جمع القرآن من الصحابة
ب‌- هل الحفاظ من الصحابة هؤلاء فقط .
- كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
- جمع القرآن .
1- تأليف القرآن.
2- تعدد جمع القرآن
3- مصحف عثمان رضي الله عنه مؤلف على ما يسمعون تلاوتة النبي صلى الله عليه وسلم
تلخيص مقاصد الباب
- نزول القرآن
١- ابتداء نزول القرآن
ابتدأ نزول القرآن في ليلة القدر ولكن اختلف في المراد بليلة القدر وفي معنى كون انزاله في شهر رمضان فورد فيها قولان
الأول : قيل:أن ليلة القدر هي ليلة النصف من شعبان وأن قوله تعالى :( أنزل فيه القرآن) معناه أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامة وأن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان بل هي متنقلة في الشهور على ممر السنين واتفق أن وافق زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان .
الثاني : ليلة القدر هي في شهر رمضان في العشر الأواخر منه قال تعالى :( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) وقال :( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )وقال :( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) فليلة القدر هي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان .وبهذا وردت الأحاديث الصحيحة ولقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه بالتماسها بالعشر الأواخر من رمضان .
- الاستدلال على أن ليلة القدر هي الليلة المباركة وابطال القول الأول :
قال تعالى في الليلة المباركة ( فيها يفرق كل أمر حكيم) وهذا موافق لمعنى تسميتها بليلة القدر لأن معناه التقدير .
وليلة القدر خير من ألف شهر فلا أبرك من ليلة هي خير من ألف شهر .
الدليل على أن أنزال القرآن في شهر رمضان
عن واثلة بن الاسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(..وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان)اخرجه البيهقى في ( كتاب الاسماء والصفات)و( شعب الإيمان)وذكره الثعلبي في تفسيره.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات"
وبهذا يبطل قول من زعم أنها ليلة النصف من شعبان وأن قوله ( أنزل فيه القرآن) معناه انزل في شأنه وفضل صيامه.
٢- معنى إنزال القرآن في رمضان وفي ليلة القدر
قال البيهقى في قوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) يريد والله أعلم : إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع فيكون الملك متنقلاً به من علو إلى سفل.
الرد عليه قال أبو شامة: هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الانزال المضافة إلى القرآن أو إلى شيء منه.
ولكن وردت أقوال في معنى إنزاله في ليلة القدر
أحدها: أنه ابتدئ إنزاله فيها.قال به الشعبي ذكره الماوردي في تفسيره
والثاني: أنه أنزل فيها جملة واحدة.قال به ابن عباس ذكره الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك"وأسنده البيهقي في دلائله والواحدي في تفسيره.
والثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة. قال به ابن عباس ذكره القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن": وأخرجه الحاكم أبو عبد الله في "كتاب المستدرك على الصحيحين"
الرابع : معنى إنزال القرآن في رمضان عرضه وإحكامه . قال به الشعبي رواه عنه داوود
الاستدلال على هذه الأقوال:
دليل القول الأول:- ذكر الماوردي في تفسيره ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما وجعله القول الأول في معنى الآية ثم قال والقول الثاني : أن الله عز وجل ابتدأ بإنزاله في ليلة القدر، قال: وهذا قول الشعبي
الرد عليه
هو إشارة إلى ابتداء إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك كان وهو متحنث بحراء في شهر رمضان، وقد بين ذلك أبو شامة في "شرح حديث المبعث"، وغيره، وهذا وإن كان الأمر فيه كذلك إلا أن تفسير الآية به بعيد مع ما قد صح من الآثار عن ابن عباس: أنه نزل جملة إلى سماء الدنيا، على ما تقدم.
دليل القول الثاني- عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}،أسنده الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" صحيح على شرطهما.وأسنده البيهقي في دلائله والواحدي في تفسيره.
دليل القول الثالث:- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.ذكره الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن": وأخرجه الحاكم أبو عبد الله في "كتاب المستدرك على الصحيحين" وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
دليل القول الرابع: عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.ذكره أبو عبيد
زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء.
زاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين، فاستقر ما نسخ منه وبدل.
عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين، قال ابن سيرين: فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة.ذكره أبو عبيد
وعن عبيدة السلماني قال: القراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرأها الناس اليوم. ذكره ابن أبي شيبة
قال أبو شامة تعليقا على قول الشعبي :ما رواه داود عن الشعبي، يعد قولا رابعا في معنى قوله تعالى: {أنزل فيه القرآن}، وكأنه نزل عرضه وإحكامه في رمضان من كل سنة منزلة إنزاله فيه، مع أنه قد لا ينفك من إحداث إنزال ما لم ينزل أو تغيير بعض ما نزل بنسخ أو إباحة تغيير بعض ألفاظه على ما سيأتي، وإن ضم إلى ذلك كونه ابتدأ نزوله في شهر رمضان ظهرت قوته.
الجمع بين الأقوال:
قال أبو شامة: ويجوز أن يكون قوله: {أنزل فيه القرآن} إشارة إلى كل ذلك، وهو كونه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وأول نزوله إلى الأرض وعرضه وإحكامه في شهر رمضان، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالا جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفية للقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أنزل فيه القرآن}.
٣- كيفية نزوله
نزل القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ ليلة القدر إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل منجما ًعلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه حسب الاحداث والوقائع مدة عشرون سنة او ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة حسب الخلاف في مدة إقامته عليه الصلاة والسلام بمكة بعد النبوة فقيل :عشر وقيل: ثلاث عشر وقيل: خمسة عشر ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا.خرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن"
وفي "تفسير الثعلبي" عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم نجوما عشرين سنة، فذلك قوله عز وجل: {فلا أقسم بمواقع النجوم}.
٤- الحكمة من نزوله جملة واحدة
الحكمة من ذلك
فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم،وميزة عن الكتب السابقة حيث كانت تنزل جملة واحدة والقرآن جمع له بين نزوله جملة واحدة وبين نزوله منجما.
وفي ذلك تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة لما أنزل سورة الأنعام أن تزفها، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل عليه السلام بإملائه على السفرة الكرام البررة عليهم السلام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له.ذكره الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء...":

٥- زمن نزول القرآن جملة بعد ظهور النبوة أم قبلها والحكمة من ذلك؟
الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل، فإن كان بعدها، فهو من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإن كان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء كما أعلم الله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم بأنه جاعل في الأرض خليفة، وكما أعلمهم أيضا قبل إكمال خلق آدم عليه السلام بأنه يخرج من ذريته محمد وهو سيد ولده،، وكان العلم بذلك حاصلا عند الملائكة، ففي حديث الإسراء ، لما كان جبريل يستفتح له السماوات سماء سماء؟ كان يقال له: من هذا؟ فيقول: جبريل، يقال: من معك؟ فيقول: محمد، فيقال: وقد بعث إليه؟ فيقول: نعم. فهذا كلام من كان عنده علم بذلك قبل ذلك .
6- استشكال :
قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر،
واختير لفظ الماضي لأمرين: أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه،
والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم.
7- الحكمة من نزوله منجما
{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}، يعنون كما أنزل على من كان قبله من الرسل، فأجابهم الله تعالى بقوله: {كذلك} أي أنزلناه كذلك مفرقا {لنثبت به فؤادك} أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه.
وقيل معنى ( لنثبت به فؤدك) : أي لتحفظه فيكون ثابتاً به غير مضطرب .
كذلك ليسهل عليه حفظه فقد كان عليه الصلاة والسلام أميا لا يقرأ ولا يكتب والله قادر على أن ييسر له حفظه دفعة واحدة ولكن الله يفعل ما يريد لا معترض عليه في حكم.
كذلك في القرآن ما هو جواب عن أمور سُأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه فهذا من اسباب نزوله مفرقا.
كذلك هناك من الاحكام ما هو منسوخ ومنها ماهو ناسخ ولا يمكن هذا إلا بنزوله مفرقاً.
8- أول ما نزل
أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.
9- آخر ما نزل
أختلف في آخر ما نزل من الآيات
١- قيل :{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية،
٢- وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها،
٣- وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين،
٤- وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن،
٥- ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
والراجح:
قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.ذكره أبو عبيد
يعني العاشر من يوم مرضه.
و عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين. ذكره ابو عبيد
يعني من آيات الاحكام والله أعلم
- النسخ في القرآن
من القرآن ما نسخ لحكمة اقتضت نسخه، وهو على ثلاثة أضرب:
١- منه ما نسخت تلاوته وبقي حكمه، ٢- منه ما نسخت تلاوته وحكمه، وذلك كآيتي الرجم والرضاع.
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
قال: وقولها "... وهن مما يقرأ من القرآن"، يعني عند من لم يبلغه نسخ تلاوته قرآنا.
الضرب الثالث: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها {أربعة أشهر وعشرا}.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.

- حفظ القرآن في الصدور
١- حفظ النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
كان الله تعالى قد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه، وضمن له عدم نسيانه بقوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}، أي علينا أن نجمعه في صدرك فتقرؤه فلا ينفلت عنك منه شيء، وقال تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}، أي غير ناس له.
وفي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى.
وفي رواية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، كان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}، قال: جمعه في صدرك ثم تقرؤه {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: فاستمع وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه.
٢- معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
وكان يعرض القرآن على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة . رواه البخاري
وفيه عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضي الله عنها: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي.
٣ - حفظ الصحابة رضي الله عنهم
وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر، ورخص لهم قراءته على سبعة أحرف توسعة عليهم.
عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).رواه البخاري
وفيه عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه، وفي رواية: أحد عمومتي.
وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم.
هل الحفاظ من الصحابة هؤلاء فقط؟
أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة ، وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء. وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
وقد ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
قال المازري: وكيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون في البلاد؟ وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة.
وإن لم يكمل القرآن سوى أربعة، فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترا.
قال أبوشامة :وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء.
- كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا))،
عن عثمان رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))...ذكرهالترمذي في جامعه .. هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت. ذكره أبو داود في سننه
وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).
وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها {غير أولي الضرر}.
وقد ذكرأبو شامة أسماء كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يكتبون له الوحي وغيره في ترجمته صلى الله عليه وسلم في "تاريخ دمشق" نحو خمسة وعشرين اسما. والله أعلم.
- جمع القرآن
1- تأليف القرآن
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)). ذكره البيهقي في كتاب المدخل والدلائل
زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأخرج هذا الحديث الحاكم أبو عبد الله في "كتاب المستدرك"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
2- تعدد جمع القرآن
قال الحاكم في المستدرك تعليقاً على الحديث السابق : وفيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث -وهو ترتيب السور- كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنهم أجمعين.
3- إن مصحف عثمان مؤلف على ما يسمعون من تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
قال القاضي أبو بكر بن الطيب: "الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين، الذي حواه مصحف عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه، وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه، وأن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بجميعه بيانا شائعا ذائعا وواقعا على طريقة واحدة، ووجه تقوم به الحجة وينقطع العذر، وأن الخلف نقله عن السلف على هذه السبيل، وأنه قد نسخ منه بعض ما كانت تلاوته ثابتة مفروضة، وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله سبحانه ورتبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدم من ذلك مؤخر، ولا أخر منه مقدم، وأن الأمة ضبطت عن النبي صلى الله عليه وسلم ترتيب آي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها، كما ضبطت عنه نفس القرآن وذات التلاوة، وأنه قد يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد رتب سوره على ما انطوى عليه مصحف عثمان، كما رتب آيات سوره، ويمكن أن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده، ولم يتول ذلك بنفسه صلى الله عليه وسلم، وإن هذا القول الثاني أقرب وأشبه بأن يكون حقا على ما سنبينه فيما بعد إن شاء الله تعالى، وإن القرآن لم يثبت آيه على تاريخ نزوله، بل قدم ما تأخر إنزاله، وأخر بعض ما تقدم نزوله على ما قد وقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك"... وساق الكلام إلى آخره في "كتاب الانتصار" للقرآن، على كثرة فوائده، رحمه الله.
عن الشاطبي بإسناده إلى ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم...ذكره أبوالحسن في كتاب الوسيلة وذكره أبو عمرو الداني في "كتاب المقنع"

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 10:02 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي الباب الخامس

الباب الخامس
المقصد الرئيس للباب:
الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
o المقاصد الفرعية للباب:
أ: "اختلاف الناس في القراءات، كما اختلفوا في الأحكام
o تفاضل حملة القرآن في حمل القرآن ونقل حروفه
o الآثار التي رويت في الأحكام
o الآثار التي رويت في حروف القرآن

ب- أنواع القراءات وشروط القراءة الصحيحة
o معنى القراءة :
o شروط القراءة الصحيحة :
o بيان أنالقراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم:
o اتفاق الأمة على ماجاء بالعرضة الأخيرة وكتابة المصحف أنهى الاختلاف في القراءة:
ج- القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها
القراءات منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ
o القراءات المجمع عليها
o القراءة الشاذة
o معنى الشاذ لغة
o حكم القراءة بالشاذ
o طرق نقل الشاذ
o حكم من قرأ بصلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف
o حكم من قرأ بالقراءة الشاذة في صلاة أو غيرها
o حكم من بدل كلمة بمعناها
o حكم من قرأ كل آية بقراءة قارئ

المقصد الرئيس للباب:
الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
المقاصد الفرعية للباب:
أ: "اختلاف الناس في القراءات، كما اختلفوا في الأحكام
-
تفاضل حملة القرآن في حمل القرآن ونقل حروفه :
- المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين".
- ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه، فهو مطبوع على كلامه".
- "ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده، فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله
- ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا
- الآثار التي رويت في الأحكام:
ü منها المجتمع عليه السائر المعروف،
ü ومنها المتروك المكروه عند الناس: المعيب من أخذ به، وإن كان قد روي وحفظ،
ü ومنها ما قد توهم فيه من رواه فضيع روايته ونسي سماعه لطول عهده، فإذا عرض على أهله عرفوا توهمه وردوه على من حمله.- ولعل كثيرا ممن ترك حديثه واتهم في روايته كانت هذه علته .


- الآثار التي رويت في حروف القرآن :
ü منها اللغة الشاذة القليلة،
ü ومنها الضعيف المعنى في الإعراب، غير أنه قد قرئ به،
ü ومنها ما توهم فيه فغلط به، فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية غير اليسير،
ü ومنها اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا العالم الخبير،

ب- أنواع القراءات وشروط القراءة الصحيحة
- معنى القراءة :هي القراءة التي تلقاها الناس عن أوليهم تلقيا، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه
"القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرءوا كما علمتموه، عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين
o شروط القراءة الصحيحة :
ü فكل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة.
ü وبعنى آخر : إذا اجتمع للحرف قوته في العربية وموافقة المصحف واجتماع العامة عليه فهو المختار عند أكثرهم.
§ قراءة العامة، ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة. وربما اختاروا ما اجتمع عليه أهل الحرمين،
§ موافقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلم ونقصانها
ü اذا اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة
ذكر ذلك الشيخ المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني في كتاب معاني القراءات السبع وذكره أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" في باب مراتب الأصول وغرائب الفصول
ü ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف، فلا اعتبار بذلك في الرسم، فإنه مظنة الاختلاف، وأكثره اصطلاح، وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع منها :الصلاة والزكاة والحياة، فهي مرسومات بالواو ولم يقرأها أحد على لفظ الواو.فيكتف في مثل ذلك بالأمرين الآخرين، وهما صحة النقل والفصاحة في لغة العرب


o بيان أنالقراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم:
ü عن محمد بن سيرين أنه قال:"كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"،
ü وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين". قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره
o اتفاق الأمة على ماجاء بالعرضة الأخيرة وكتابة المصحف أنهى الاختلاف في القراءة:
ü ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "إن القرآن نزل على سبعة أحرف"
ü كثر الاختلاف في القراءة في زمانه صلى الله عليه وسلم وبعده إلى أن كتبت المصاحف
ü بعد أن كتبت المصاحف، باتفاق من الصحابة بالمدينة على ذلك، ونفذت إلى الأمصار وأمر الناس باتباعها وترك ما عداها، أخذ الناس بها، وتركوا من تلك القراءات كل ما خالفها، وأبقوا ما يوافقها صريحا

ج- القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها
o القراءات منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ:
§ القراءات المجمع عليها :
- القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها انتهت إلى القراء السبعة وسبب شهرة نقلها عنهم لتصديهم لذلك وإجماع الناس عليهم، فاشتهروا بها
- بيانليس جميع ما روي عن القراء السبع معتبر ومجمع عليه، بل قد روي عنهم ما يطلق عليه أنه ضعيف وشاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة - وهذا محمول على قلة ضبط الرواة فيه كما ذكر ابن مجاهد وإن صح فيه النقل فهو من بقايا الأحرف السبعة التي كانت القراءة مباحة عليها، على ما هو جائز في العربية، فصيحا كان أو دون ذلك.

- شبهة أن القراءات السبعة كلها متواترة والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب.
-
n القراءات السبع وهي ما روي عن الأئمة السبعة القراء المشهورين، المروي عنهم منقسم إلى :
v ما أجمع عليه عنهم ولم يختلف فيه الطرق، فالقطع بأنه منزل من عند الله واجب
v وإلى ما اختلف فيه بمعنى أنه نفيت نسبته إليهم في بعض الطرق.
n أما إن القراءات السبع متواترة، لـ(أن القرآن أنزل على سبعة أحرف) فخطؤه ظاهر؛ لأن الأحرف السبعة المراد بها غير القراءات السبع ، بمعرفة شروط التواتر لا يمكن أن تكون في كل حرف من حروف القراءة.فلا يلتزم التواتر في جميع الألفاظ المختلف فيها بين القراء
o والراجح أن القراءات كلها منقسمة إلى متواتر وغير متواتر

n القراءة الشاذة:
- معنى الشاذ لغة :"الشاذ مأخوذ من قولهم: شذ الرجل يشذ ويشذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم
- حكم القراءة بالشاذ :
- لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف
- طرق نقل الشاذ :
- من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن.
- ومنها ما نقله من لا يعتد بنقله ولا يوثق بخبره، فهذا أيضا مردود، لا تجوز القراءة به ولا يقبل، وإن وافق العربية وخط المصحف،
- حكم من قرأ بصلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف:
- المنع من قراءة ما خالف المصحف في الصلاة،
- قال مالك:"من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
- "إن الصلاة بالقراءة الشاذة لا تصح".ذكره الإمام أبو بكر الشاشي في كتابه المسمى بالمستظهري نقلا عن القاضي الحسين وهو من كبار فقهاء الشافعية المراوزة

- حكم من قرأ بالقراءة الشاذة في صلاة أو غيرها :
- إذا قرأ بها قارئ كان جاهلا بالتحريم عرف به وأمر بتركها،
- وإن كان عالما أدب بشرطه،
- وإن أصر على ذلك أدب على إصراره وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك".
- ومنهم "ابن شنبوذ البغدادي" : الذي زعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن، يوافق خط المصحف فقراءته به جائزة في الصلاة وفي غيرها،
وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع يقرأ بها. فصنف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه، وقد استتاب واعترف بخطئه
-
حكم من بدل كلمة بمعناها :
مثل تبديل "أتينا" بأعطينا و"سولت" بزينت ونحوه، فليس هذا من الشواذ، بل هو أشد تحريما، والتأديب عليه أبلغ، والمنع منه أوجب

- حكم من قرأ كل آية بقراءة قارئ :
- يشترط بذلك :
- يشترط أن يكون المقروء به قد تواتر نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآنا أو استفاض نقله كذلك وتلقته الأمة بالقبول
- إذا شرع القارئ بقراءة فينبغي أن لا يزال يقرأ بها ما بقي للكلام تعلق بما ابتدأ به، وما خالف هذا ففيه جائز وممتنع،
- كراهة بعض الأئمة ترداد الآية بقراءات مختلفة لما فيه من الابتداع منهم شيخ المالكية

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 10:05 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

السلام عليكم أخواتي هذا الباب الخامس
آسفة لتأخري
أرجو أن تراجعوه وأن تعدلوا عليه في حال أي خطأ وجدتموه
وجزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 10:50 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله
أختي الفاضلة مضاوي موضوعك شامل وكامل باْذن الله ،جزاك الله خيرا وتقبل منك

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 01:45 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

بارك الله فيكم أخواتي هكذا أتممتم بفضل الله تلخيص الكتاب ونشرع الآن إن شاء الله في المفاضلة والمناقشة للوصول لأفضل تلخيص بإذن الله

وبالنسبة للباب الثاني فيه جمع القرآن مفصل فيمكننا إضافة جزئية الباب الأول في جمع القرآن للباب الثاني
هكذا

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 01:49 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

تلخيص مقاصد كتاب "المرشد الوجيز"


المقصد الكلي للباب الأول
بيان ما يتعلق بكيفية نزول الوحي وتلاوته وذكر حفاظه في زمن النبوة.

● المقاصد الفرعية للباب



المقصد الكلي للباب الثاني
بيان لكيفية جمع القرآن والفرق بين جمع أبو بكر وعثمان

المقاصد الفرعية للباب

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 02:18 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

فما رأيكم ؟ وما التعديل الأمثل للباب الأول والثاني ؟ وكيف نجمع المقاصد الفرعية ؟

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 04:54 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان
المقاصد الفرعية:
المقصد
الأول:
بدء نزول القران
المسائل:
أول مانزل من القران
آخر مانزل من القران
المقصد الثاني:
كيفية
نزول القرآن
المسائل:
نزول القران جملة واحدة إلى السماء الدنيا
نزول القران مفرقا
المقصد الثالث:
حملة
القران في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
المقصد الرابع:
أحكام تتعلق بالقران
المسائل:
الترخيص في القراءات السبع
الناسخ والمنسوخ
العرضة الأخيرة
جمع القران
تأليف القران
تلخيص المقصد الأول:
بدء نزول القران
بدء نزول القران في ليلة القدر بدليل قوله تعالى: ((إنَّا أنزلناه في ليلة القدر))
وفي المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر أقوال:
أحدها: أنه ابتدئ إنزاله فيها.
والثاني: أنه أنزل فيها جملة واحدة.
والثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
- قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن": عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.
المسألة الثانية:
أول
مانزل من القران
أن أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وذلك بحراء عند ابتداء نبوته، على الراجح .
ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.
المسألة الثالثة:
أخر ما نزل من القران:
آخر ما نزل من الآيات: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية، وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها، وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين، وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
تلخيص المقصد الثاني:
كيفية
نزول القران
المسألة الاولى :
كيفية
نزوله ليلة القدر
- فيه قولان:
أحدهما :ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة، كأنه فسر قول من قال: نزل في عشرين ليلة بأن المراد بهذا الإنزال تنجيم السفرة ذلك على جبريل.
-القول الثاني :أن الله عز وجل ابتدأ بإنزاله في ليلة القدر، وهذا قول الشعبي.
و هو إشارة إلى ابتداء إنزال القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن ذلك كان وهو متحنث بحراء في شهر رمضان،وهذا وإن كان الأمر فيه كذلك إلا أن تفسير الآية به بعيد مع ما قد صح من الآثار عن ابن عباس: أنه نزل جملة إلى سماء الدنيا، على ما تقدم.
المسألة الثانية:
نزول
القران جملة واحدة إلى السماء الدنيا
جاء في "تفسير الثعلبي" عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا.
السر في إنزاله جملة واحدة:
فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم.
-زمن نزوله إلى السماء الدنيا
قيل بعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقيل قبلها وكلاهما محتمل،والظاهر أنه قبلها
المسألة الثالثة:
تلخيص
الحكمة من نزول القران مفرقا
الحكمة من نزوله منجما هي:
تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتقويته ، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه على ما سنذكره.
وقيل :
يحفظ قلبه فيكون فؤاده ثابتا به غير مضطرب، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أميا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه، ولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه
وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

المقصد الثالث:
تلخيص
حملة القران في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)
واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.
ومن أمهات المؤمنين:
عائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهن.
وقيل أكثر من ذلك وإنما اختص هؤلاء الأربعة لأنه:
- لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
-ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
-ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
-ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
- ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
-ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي -صلى الله عليه وسلم- حيا، فقد لا يستجيز النطق بإنه إكمله.
ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
المقصد الرابع :
تلخيص
أحكام تتعلق بالقران
المسألة الاولى:
العرضة
الأخيرة
-عن عائشة -رضي الله عنها-، عن فاطمة -رضي الله عنها-: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي)).
المسألة الثانية:
تأليف
القران
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا)).
))... هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت.
المسألة الثالثة:
جمع القران
مرعلى ثلاث مراحل:
في عهده صلى الله عليه وسلم ،وكانت تعتمد على الحفظ في الصدور ، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر.
ثم في عهد أبي بكر ثم ترتيب السور في خلافة عثمان رضي الله عنه.
المسألة الرابعة:
أنواع
المنسوخ
هي ثلاث:
- منه ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
- ومنه ما نسخت تلاوته وحكمه، وذلك كآيتي الرجم والرضاع.
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: ((إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها)).
-ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها: {أربعة أشهر وعشرا}.
المسألة الخامسة:
الترخيص في القراءات السبع
ورخص لامته قراءة القران على سبعة أحرف توسعة عليهم.
مقصد الباب:
بدء
نزول القران وكيفية ذلك وجمعه وتأليفه وحفاظه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أحكام تتعلق به.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 2 شعبان 1436هـ/20-05-2015م, 03:48 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المقصد الرئيسي للباب:
بيان مراحل جمع القران وكيفية جمعه وأسبابه وفضل من جمعه.
المقاصد الفرعية:
سبب
عدم جمعه في مصحف في عهده صلى الله عليه وسلم
جمع القران في عهد أبي بكر
سبب جمعه في عهد ابي بكر
سبب اعتماد زيد بن ثابت في جمع القران في عهد ابي بكر
قصد ابي بكر من جمعه
سبب جمعه في عهد عثمان
كيفية جمعه
المصاحف التي نسخها عثمان
قصد عثمان من جمعه
تلخيص المقاصد:
-سبب عدم جمعه في مصحف في عهده صلى الله عليه وسلم
يشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي.
-جمع القران في عهد أبي بكر
في تفسير الطبري: عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب.
فالجمع في الصحف كان في زمن أبي بكر.
-سبب جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه
-عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)). رواه البخاري.
كيفية جمعه:
قال
زيد: فقلت يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو اجتمعت أنا وعمر جميعا، فقال أبو بكر لعمر، فقال عمر: نعم، فانطلق بنا فخرجنا، حتى جلسنا على باب المسجد الذي يلي موضع الجنائز فجلسنا، وجعل الناس يأتون بالقرآن، منهم من يأتي به في الصحيفة، ومنهم من يأتي به في العسب حتى فرغنا من ذلك. وفي رواية: فقال أبو بكر لزيد: قم فاقعد على باب المسجد، فكل من جاءك بشيء من كتاب الله عز وجل تنكره فاطلب منه شاهدين، ثم قال: يا عمر، قم فكن مع زيد، قال عمر: فقمنا حتى جلسنا على باب المسجد فأرسلت إلى أبي بن كعب فجاء، فوجدنا مع أبي كتبا مثل ما وجدنا عند جميع الناس.
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
- سبب اعتماد زيد بن ثابت في جمع القران في عهد ابي بكر
قال زيد: قال أبو بكر: ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر
فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر)).
-شهادة علي رضي الله عنه بفضل أبي بكر
- عن عبد خير، قال: قال علي:((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)). وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
قصد ابي بكر من جمعه
أبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله قراؤه.
تلخيص جمع القران في عهد عثمان
سبب جمعه في عهد عثمان
اختلاف الناس في القراءة
- جاء في "السنن الكبير" عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك)).
كيفية جمعه:
روى
أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع" أن عثمان قال: ((يا أصحاب محمد، اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما يجمعهم))، قال: وكانوا في المسجد فكثروا، فكانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال.
وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر.
-سبب تولية عثمان زيد بن ثابت بكتابة المصاحف:
لأنه شهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، رضي الله عنهم أجمعين.
-المصاحف التي نسخها عثمان:
قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة،وأخر إلى الكوفة ،وحبس بالمدينة واحدا.
وقال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.
- قصد عثمان من جمعه
قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ.
-أقوال السلف في فضل عثمان رضي الله عنه:
قال
علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل".
-- وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 2 شعبان 1436هـ/20-05-2015م, 04:02 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الرئيسي:
نزول القران بالاحرف السبعة والمراد بها والترخيص بها وحكم القراءة بها
المقاصد الفرعية :
نزول القران على سبعة أحرف:
الترخيص بالاحرف السبع
إختلاف الصحابة في القراءة
سبب الترخيص بالاحرف السبع
-المراد بالاحرف السبعة
شروط القراءة الصحيحة
حكم القراءة بالاحرف السبع
التلخيص:
- نزول القران على سبعة أحرف
ففي الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وفي سنن أبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف)).
-شرح حديث أنزل القران على ثلاث أحرف:
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)). قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
قال الشيخ المقدسي :أخرج حديث الثلاثة الحاكم في مستدركه، فيجوز أن يكون معناه: أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كـ {جذوة} و {الرهب} و {الصدفين}، يقرأ كل واحد على ثلاثة أوجه في هذه القراءات المشهورة، أو أراد: أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم.
-سبب الترخيص بالاحرف السبع:
- في صحيح مسلم عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله -تعالى- يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا.
- وفي جامع الترمذي عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)). قال: هذا حديث حسن صحيح.
قال الشيخ المقدسي:روى أبو جعفر الطبري في تفسيره: "منهم الغلام والخادم والشيخ العاسي والعجوز فقال جبريل: فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف".
فكان السبب هو التيسير على الأمة .
"وقال أبو جعفر الطحاوي: كانت هذه السبعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا.
-شروط القراءة الصحيحة :
1-موافقتها للمصحف الامام - قال أبو بكر بن العربي: سقط جميع اللغات والقراءات إلا ما ثبت في المصحف بإجماع من الصحابة وما أذن فيه قبل ذلك ارتفع وذهب والله أعلم.
"قال أبو عمر: وهو الذي عليه الناس في مصاحفهم وقراءاتهم من بين سائر الحروف؛ لأن عثمان رضي الله عنه جمع المصاحف عليه". قال: "وهذا الذي عليه جماعة الفقهاء فيما يقطع عليه، وتجوز الصلاة به، وبالله العصمة والهدى".
2-التواتر،وصح عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وعن غيره أنه قال: ((إن القراءة سنة)).
قَال البيهقي: أراد أن اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة، أو أظهر منها.
3-موافقتها للغة العربية
-إختلاف الصحابة في القراءة:
- وعن زيد بن أرقم قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أقرأني عبد الله بن مسعود سورة أقرأنيها زيد وأقرأنيها أبي بن كعب فاختلفت قراءتهم، بقراءة أيهم آخذ؟ قال: فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((وعلي إلى جنبه))، فقال علي: ليقرأ كل إنسان كما علم، كل حسن جميل.
إختلاف الصحابة في القراءة
- عن علقمة عن عبد الله قال: لقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن، ولقد كنت أعلم أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه، فيخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية -وفي رواية: بحرف- منه جحد به كله.
-المراد بالأحرف السبعة:
-القول الإول:
أبو
عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في كتاب "غريب الحديث": قوله سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة، قال: ومما يبين ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على ذلك.
-القول الثاني:
- قال
الأهوازي: وقالت طائفة: سبع لغات من قريش حسب. وقال بعضهم: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربي في هوازن ونشأ في هذيل. وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)). وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
ورجح هذا القول الشيخ المقدسي.
قال رحمه الله:
هو الحق؛ لأنه إنما أبيح أن يقرأ بغير لسان قريش توسعة على العرب، فلا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم، فلا يكلف أحد إلا قدر استطاعته، فمن كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك
القول الثالث:
وهو أن القرآن أنزل مرخصا للقارئ، وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف، أي يقرأ بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه، ولو أراد أن يقرأ على معنى ما قاله ابن الأنباري لقيل: أنزل القرآن سبعة أحرف، وإنما قيل: "على سبعة أحرف" ليعلم أنه أريد به هذا المعنى، أي كأنه أنزل على هذا من الشرط، أو على هذا من الرخصة والتوسعة، وذلك لتسهل قراءته على الناس، ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهادة فيه وسببا للنفور عنه.
القول الرابع:
وهو أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد".
قال الشيخ المقدسي: هذا موافق لما سبق تقريره على ما روي عن علي وابن عباس رضي الله عنهم، وهو كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد، والله أعلم.
القول الخامس:
السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
القول السادس:
- ذهب قوم في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) إلى أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
وهذا القول ضعفه أهل العلم بسبب أن الحديث ضعيف من جهة إسناده،قالالطحاوي: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
القول السابع:
قال الشيخ المقدسي:
قال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)، (وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك)، و(إن كانت إلا زقية واحدة)، و(كالصوف المنفوش)، و(طعام الفاجر)، و(إن بوركت النار ومن حولها) في نظائر ذلك، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
القول الثامن:
قال
بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
وحسن هذا القول ابن عبد البر
واعتمد على هذه الأوجه مكي، وجعل من القسم الأول نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة" بضم السين وفتحها، ثم قال: "وهذه الأقسام كلها كثيرة، لو تكلفنا أن نؤلف في كل قسم كتابا بما جاء منه وروي لقدرنا على ذلك".
- ثم ذكر أنه لا يقرأ من ذلك بما خالف خط المصحف، ثم قال:
"فأما ما اختلف فيه القراء من الإمالة والفتح والإدغام والإظهار والقصر والمد والتشديد والتخفيف وشبه ذلك، فهو من القسم الأول لأن القراءة بما يجوز منه في العربية، وروي عن أئمة وثقات: جائزة في القرآن؛ لأن كله موافق للخط". قال: "وإلى هذه الأقسام في معاني السبعة ذهب جماعة من العلماء، وهو قول ابن قتيبة، وابن شريح، وغيرهما، لكنا شرحنا ذلك من قولهم".
قال: "وهو الذي نعتقده ونقول به وهو الصواب إن شاء الله تعالى".
القول التاسع:
"قال
بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".
القول العاشر:
ثم ذكر وجها آخر فقال: "قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا}و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
قال أبو علي: "وهذا معنى يضاهي معنى القول الأول الذي قبله، وعليه اختلاف قراءة السبعة الأحرف".
وقد روي عن مالك بن أنس أنه كان يذهب إلى هذا المعنى". ونسب الوجه الثاني إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل.
القول الحادي عشر:
هي
متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم}و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
ثم قال الشيخ: "وقوله عز وجل: {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية}، وقوله عز وجل: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}، ولذلك نظائر".
قلت: يعني في مجموع هذه الكلم من هذه الآيات سبعة أوجه، لا في كل كلمة منها، وقد يأتي في غيرها أكثر من سبعة أوجه بوجوه كثيرة إذا نظر إلى مجموع الكلم دون آحادها، كقوله سبحانه في "طه": {وهل أتاك حديث موسى}، الآية، وذلك كثير، وإنما الشأن أن يكون في الكلمة الواحدة سبعة أوجه، فهذا الذي عز وجوده فعد من ذلك ألفاظ يسيرة، نحو {أف} و {عذاب بئيس}، وليست كل الوجوه فيها من القراءات المشهورة، بل بعضها من القراءات الشاذة، إلا أنها من جملة اللغات والألفاظ المرادفة التي كانت القراءة قد أبيحت عليها، وقد تقدم أن معنى الحديث أن كلمات القرآن أبيح أن يقرأ كل كلمة منها على ما يحتمله من وجهين وثلاثة إلى سبعة، توسعة على الناس على قدر ما يخف على ألسنتهم.
-بيان المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها أو حرف واحد منها؟
1-ميل القاضي أبي بكر إلى أنه جميعها.
"إنما اختار عثمان حرف زيد؛ لأنه هو كان حرف جماعة المهاجرين والأنصار، وهو القراءة الراتبة المشهورة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعليها كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي وعبد الله ومعاذ ومجمع بن جارية وجميع السلف رضي الله عنهم، وعدل عما عداها من القراءات والأحرف؛ لأنها لم تكن عند عثمان والجماعة ثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا مشهورة مستفيضة استفاضة حرف زيد".
"وإنما نسب هذا الحرف إلى زيد؛ لأنه تولى رسمه في المصاحف وانتصب لإقراء الناس به دون غيره".
2-وصرح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده على أنه حرف منها.
- وقال أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية":
"أصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن".
-ومال الشيخ الشاطبي إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر، وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان رضي الله عنهما.
-حكم القراءات السبع:
مام أبو جعفر الطبري:
"الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت. كما أمرت، إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة، أن تكفر بأي الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق أو إطعام أو كسوة. فلو أجمع جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث دون حظرها التكفير فيها بأي الثلاث شاء المكفر، كانت مصيبة حكم الله مؤيدة في ذلك الواجب عليها في حق الله، فكذلك الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت -لعله من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد- قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به".
"فأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية، والتوسعة قائمة بعد ثبوتها وصحتها، بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".قاله: صاحب شرح السنة.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 2 شعبان 1436هـ/20-05-2015م, 05:10 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
أخواتي الفاضلات نقلت لكن تلخيصي للأبواب الثلاث وأرجو منكن اختيار الأفضل وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 2 شعبان 1436هـ/20-05-2015م, 08:06 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

- هل ما زالت الأحرف السبعة يقرأ بها ؟
الأحرف السبعة اليوم غير مأخوذ بها ولا معمول بشيء منها بل القرآن اليوم متلو على حرف واحد متفق الصورة في الرسم غير متناف في المعاني إلا حروفا يسيرة اختلفت صور رسمها في مصاحف الأمصار واتفقت معانيها فجرى مجرى ما اتفقت صورته.
وذلك كالحرف المرسوم في مصحف أهل المدينة والشام (وأوصى بها إبراهيم)، وفي مصحف الكوفيين "ووصى"، وفي مصحف أهل الحرمين {لئن أنجيتنا}، وفي مصحف الكوفيين "أنجينا".
- سبب بقاء هذه الأحرف اليسيرة.
قال ابن أبي هاشم : "ولا شك أن زيد بن ثابت سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها على هذه الهيئات فأثبتها في المصاحف مختلفة الصور على ما سمعها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". ذكره عبد الواحد بن أبي هاشم
- سبب ثبات الأمة على حرف واحد وترك البقية من الأحرف السبعة .
1- لأن الأمر بقراءة القرآن على سبعة أحرف أمر تخيير.
2- حين خاف صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الأمة تكفير بعضهم بعضا و أن يستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة، فكان ذلك حجة قاطعة وفرضا لازما".ذكره عبد الواحد بن أبي هاشم نقله عن شيخه الطبري
...........
أرى أن هذه الفقرة من الدرس الرابع تضاف للدرس الثالث لانها تخص الأحرف السبعة

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 11:01 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

بارك الله فيكم وكتب أجركم
سأحاول جمع الأبواب من المشاركات جميعًا إن شاء الله
والله المستعان

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 12:25 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

تلخيص مقاصد كتاب "المرشد الوجيز"


المقصد الكلي للباب الأول
بيان كيفية نزول الوحي وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

● المقاصد الفرعية




المقصد الكلي للباب الثاني
بيان لكيفية جمع القرآن والفرق بين جمع أبو بكر وعثمان

المقاصد الفرعية


المقصد الكلي للباب الثالث والرابع
بيان لمعنى الأحرف السبعة والقراءات السبعة والفرق بينهما
المقاصد الفرعية


المقصد الكلي للباب الخامس
الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
المقاصد الفرعية

المقصد الكلي للباب السادس
بيان عاقبة حامل القرآن وما يجب عليه وما يحذر منه

المقاصد الفرعية

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مناقشة, صفحة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir