دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1436هـ/11-03-2015م, 03:51 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي صفحة أم أسامة لدراسة التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م, 09:26 PM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

واجب التفسير الأول
تلخيص تفسير قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
مسائل علوم الآية:
· القراءات الواردة في الصراط. ك
· فضل الآية ومنزلتها. ك س
المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية لما قبلها. ك
· دلالة الآية على أكمل الدعاء وفيه: فصل في هيئات الدعاء. ك
· معنى: {اهدنا}. ك س ش
· معنى {الصراط المستقيم}. ك س ش
· أقوال المفسرين في تحديد المقصود بالصراط. ك
· كيف تكون هداية الصراط المستقيم؟ س
· كيف يسأل العبد الهداية وهو متصف بها؟ ك
المسائل اللغوية:
· بيان الفارق في المعنى عند تعدية الهداية بنفسها، وتعديها باللام أو إلى. ك

أولا: مسائل علوم الآية:
· القراءات الواردة في الصراط:
- قراءة الجمهور بالصاد: الصراط.
- وقرئ بالسين: السراط. [وهي قراءة قنبل عن ابن كثير المكي]
- وقرئ بالزاي: الزراط، وهي لغة بني عذرة وبلقين وبني كلب كما قال الفراء. [إشماما كما قرأ خلف وخلاد عن حمزة الزيات]
وأورد هذه القراءات ابن كثير رحمه الله.
· منزلة الآية وفضلها:
دلالتها على الكمال في الدعاء فهي من أجمع الأدعية وأنفعها وأرجاها للإجابة، ولا ينفك العبد في حاجتها، ولهذا أرشد الله إليه وأوجب علينا الدعاء بها في كل ركعة. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
ثانيا: المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية لما قبلها:
تقديم الثناء على المسؤول قبل سؤاله، قال تعالى: (فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل). ذكره ابن كثير رحمه الله.
· دلالة الآية على أكمل الدعاء:
- (بتقديم الثناء على المسؤول قبل سؤاله.
- سؤال حاجته مع حاجة إخوانه) ذكره ابن كثير.
فصل: ومن هيئات الدعاء التي ذكرها ابن كثير:
- الإخبار عن الحال والحاجة، كقول موسى عليه السلام: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير}.
- تقديم وصف المسؤول قبل عرض الحال، كقول ذي النون عليه السلام: {لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين}.
- الثناء المجرد على المسؤول، كقول الشاعر:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني = حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوما = كفاه من تعرضه الثناء
· معنى {اهدنا}:
سؤال الدلالة والإرشاد والتوفيق، وهذا حاصل ما ذكره الثلاث، وزادا دون السعدي (طلب الزيادة من الهداية، كقوله تعالى {والذين اهتدوا زادهم هدى}). نصا عن الأشقر وبنحوه سبق ابن كثير.
· معنى {الصراط المستقيم}:
(الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه) قاله الطبري رحمه الله وذكر أنه إجماع المفسرين، ونقله عنه ابن كثير، وبنحوه قال السعدي والأشقر.
· أقوال المفسرين في تحديد المقصود بالصراط:
- القول الأول: أنه كتاب الله. وروي ذلك عن النبي وعلي ورواه أبو وائل عن ابن مسعود.
وسنده: (الصراط المستقيم كتاب الله) روي مرفوعا وموقوفا على ابن مسعود.
(وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم) روي مرفوعا وموقوفا على عليّ.
- القول الثاني: أنه الإسلام. وقال بهذا من الصحابة ابن عباس كما روى عنه الضحاك وميمون، وابن مسعود كما روى عنه مرة الهمداني وقال: (عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي)، وجابر بن عبد الله، وممن بعدهم: ابن الحنفية، وابن زيد.
ومما جاء في معناه: الحديث الذي رواه أحمد عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ضرب اللّه مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ).
- القول الثالث: الحق. وقال به مجاهد.
- القول الرابع: أنه النبي وخليفتاه. وقاله أبي العالية، وقريب منه قول ابن مسعود رضي الله عنه: (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله).
جامعها: يرجع حاصلها إلى شيءٍ واحدٍ، وهو المتابعة للّه وللرّسول، كما قال ابن كثير رحمه الله، وختمها بقوله: (كلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد).
ومثله ما نقله عن الطبري: (وفّقنا للثّبات على ما ارتضيته ووفّقت له من أنعمت عليه من عبادك، من قولٍ وعملٍ، وذلك هو الصّراط المستقيم؛ لأنّ من وفّق لما وفق له من أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرّسل، والتّمسّك بالكتاب، والعمل بما أمره اللّه به، والانزجار عمّا زجره عنه، واتّباع منهاج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومنهاج الخلفاء الأربعة، وكلّ عبدٍ صالحٍ، وكلّ ذلك من الصّراط المستقيم(.
وقد مال السعدي والأشقر إلى أن معنى الصراط المستقيم: الإسلام، فعدى السعدي بإلى وفي وشرحهما على معنى الإسلام مع الإشارة للحق، وأورد الأشقر حديث النواس.
· كيف تكون الهداية؟
قال السعدي رحمه الله: (فاهدِنَا إلى الصراطِ واهدِنَا في الصراطِ، فالهدايةُ إلى الصراطِ: لزومُ دينِ الإسلامِ، وتركُ ما سواهُ منَ الأديانِ، والهدايةُ في الصراطِ تشملُ الهدايةَ لجميعِ التفاصيلِ الدينيّةِ علماً وعملاً.(
· كيف يسأل المؤمن الهداية وهو متصف بها؟
لاحتياجه وافتقاره إليها في كل ساعة، وسؤاله للتثبيت والتبصرة والازدياد منها، فهو سؤال معونة وثبات وتوفيق، قال ابن كثير رحمه الله: (فمعنى قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم}:استمرّ بنا عليه ولا تعدل بنا إلى غيره).

ثالثا: المسائل اللغوية:
ودلالة تعدي الهداية بنفسها في الآية: تضمنها لمعنى (ألهمنا أو وفقنا أو ارزقنا أو اعطنا)، فالهداية تأتي:
- بمعنى البيان: كما في قوله: {وهديناه النجدين}، أي: بينا له الخير والشر.
- وبمعنى الإرشاد والدلالة: إذا تعدت ب (إلى) كما في قوله تعالى: {اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}، وقوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم}.
- وبمعنى التوفيق: بتعديها باللام، كما في قول أهل الجنة {الحمد لله الذي هدانا لهذا} أي: وفقنا لهذا وجعلنا أهلا له.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير.

تلخيص تفسير قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
مسائل علوم الآية:
· القراءات الواردة في {غير}. ك
· اغتفار من قرأ ضاد {الضالين} بالظاء. ك
المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية للتي قبلها. ك
· المعنى الإجمالي للآية. ك
· المراد بالمنعم عليهم: من هم؟ وبماذا أنعم عليهم؟ ك س ش
· بيان من هم المغضوب عليهم، والضالين، وسبب وسمهم بذلك. ك س ش
· الآيات والآثار الواردة في أن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى تصريحا و استشهادا. ك
· سبب تأكيد الكلام بـ {لا}. ك
المسائل اللغوية:
· معنى آخر ل {غير}، وبيان التفسير عليه. ك
· الرد على من زعم بأن {لا} زائدة. ك

أولاً: مسائل علوم الآية:
· القراءات الواردة في {غير}:
- قرأ {غيرِ} بالجر على النعت، وهي قراءة الجمهور.
- وقرأ {غيرَ} بالنصب على الحال، قاله الزمخشري وهي قراءة النبي وعمر ورويت عن ابن كثير المكي.
وعلى القراءة الثانية يكون ذو الحال الضمير في عليهم، والعامل: أنعمت. ذكر ذلك كله ابن كثير.
· اغتفار من قرأ ضاد {الضالين} بالظاء:
قال ابن كثير رحمه الله: (والصّحيح من مذاهب العلماء أنّه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضّاد والظّاء لقرب مخرجيهما) ثم بين مخرجيهما وصفاتهما.
[ومن علومها: أنها أول آية في ترتيب المصحف يستفاد منها في تطبيق قاعدة تفسير القرآن بالقرآن على نوعيه؛ المتصل: {الصراط المستقيم: صراط الذين أنعمت عليهم}. والمنفصل: في تفسير: {الذين أنعمت عليهم} بآية سورة النساء: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}. كذلك في تفسير القرآن بالسنة، في بيان معنى المغضوب عليهم والضالين]

ثانيا: المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية للتي قبلها:
هذه الآية تعتبر مفسرة للآية التي سبقتها، ومن الناحية الإعرابية اختلف في كونها بدل منه أو عطف بيان. ذكر ذلك ابن كثير.
· المعنى الإجمالي للآية:
قال الضحاك: عن ابن عباس رضي الله عنه: (صراط الّذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من ملائكتك، وأنبيائك، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين؛ وذلك نظير ما قال ربّنا تعالى: {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم}). نقل ذلك ابن كثير رحمه الله، وقال: (والمعنى: اهدنا الصّراط المستقيم، صراط الّذين أنعمت عليهم ممّن تقدّم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية والاستقامة والطّاعة للّه ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره، غير صراط المغضوب عليهم، وهم الّذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحقّ وعدلوا عنه، ولا صراط الضّالّين وهم الّذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضّلالة لا يهتدون إلى الحقّ)
· المراد بالمنعم عليهم: من هم؟ وبماذا أنعم عليهم؟
أما من هم: فقد ذكرهم الله تعالى في سورة النساء، بقوله: {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين} قاله ابن كثير والسعدي والأشقر مع إيرادهم لآية النساء دون أوسطهم، وقد ثنى ابن كثير رحمه الله بإيراد أقوال أخص فقيل:
- هم المؤمنون. قاله مجاهد وفي رواية عن ابن عباس فيما نقله ابن جريج.
- هم المسلمون. وهو المروي عن وكيع.
- هم النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه. قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
ثم قال ابن كثير: (والتفسير المتقدم عن ابن عباس أعم وأشمل) وقد نقلناه في العنصر السابق.
وما أنعم به عليهم: طاعته وعبادته كما ذكره صراحة ابن عباس في تفسيره للآية، ويؤخذ من صدر آية سورة النساء المفسرة {ومن يطع الله والرسول}.
· بيان من هم المغضوب عليهم، والضالين، وسبب وسمهم بذلك:
أما من هم: فالمغضوب عليهم هم اليهود، والضالين: النصارى. قال ابن أبي حاتم: (ولا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافًا) وبهذا تظافرت الأحاديث والآثار موقوفة ومرفوعة. حاصل ما ذكره ابن كثير رحمه الله -وقد أورد الأحاديث بأسانيدها ورتبها- وبنحوه قال السعدي والأشقر.
وسبب وسمهم بذلك: كلا الطائفتين ضلت واستحقت الغضب، إنما وسمت كل واحدة منهما بأخص صفاتها كما أشار لذلك ابن كثير رحمه الله؛ فاليهود (عرفوا الحق وتركوه) والنصارى (تركوا الحق على جهل وضلال) قاله السعدي وبنحوه قال ابن كثير والأشقر، غير أن السعدي يفهم من كلامه أن الداعي يسأل الله الوقاية من الصفة بالتمثيل عليها بأشهر من وصف بها، والآخرين يفهم من تفسيرهما أن الداعي يسأل الوقاية من اتباع الموصوف نفسه، والله تعالى أعلم.
· الآيات والآثار الواردة في أن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى تصريحا و استشهادا:
- قال تعالى: {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضبٍ على غضبٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ} [البقرة:90]
- وقال تعالى: {قل هل أنبّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند اللّه من لعنه اللّه وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطّاغوت أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ عن سواء السّبيل} [المائدة:60]
- وقال تعالى: {لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} [المائدة: 78، 79]
- وقال صلى الله عليه وسلم: "المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى". في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، رواه الترمذي وقال حسن غريب.
- عن بديل العقيلي، أخبرني عبد اللّه بن شقيق، أنّه أخبره من سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو بوادي القرى، وهو على فرسه، وسأله رجلٌ من بني القين، فقال: يا رسول اللّه، من هؤلاء؟ قال: "المغضوب عليهم -وأشار إلى اليهود- والضّالّون هم النّصارى".
- وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «{غير المغضوب عليهم} هم اليهود،{ولا الضّالّين} هم النّصارى».
- وقال الضّحّاك، وابن جريج، عن ابن عبّاسٍ: «{غير المغضوب عليهم} اليهود، {ولا الضالين}[هم] النّصارى».
- وكذلك قال الرّبيع بن أنسٍ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وغير واحدٍ.
- وفي السّيرة عن زيد بن عمرو بن نفيلٍ؛ أنّه لمّا خرج هو وجماعةٌ من أصحابه إلى الشّام يطلبون الدّين الحنيف، قالت له اليهود: إنّك لن تستطيع الدّخول معنا حتّى تأخذ بنصيبك من غضب اللّه. فقال: أنا من غضب اللّه أفرّ. وقالت له النّصارى: إنّك لن تستطيع الدّخول معنا حتّى تأخذ بنصيبك من سخط اللّه فقال: لا أستطيعه. فاستمرّ على فطرته، وجانب عبادة الأوثان ودين المشركين، ولم يدخل مع أحدٍ من اليهود ولا النّصارى، وأمّا أصحابه فتنصّروا ودخلوا في دين النّصرانيّة؛ لأنّهم وجدوه أقرب من دين اليهود إذ ذاك، وكان منهم ورقة بن نوفلٍ، حتّى هداه اللّه بنبيّه لمّا بعثه آمن بما وجد من الوحي، رضي اللّه عنه.
أورد ذلك كله ابن كثير رحمه الله.
· سبب تأكيد الكلام بـ {لا}:
قال ابن كثير رحمه الله: (وأكد الكلام بلا ليدل على أن ثم مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنصارى)

ثالثا: المسائل اللغوية:
· معنى آخر ل {غير}، وبيان التفسير عليه:
قال ابن كثير رحمه الله: (زعم بعض النّحاة أنّ {غير} هاهنا استثنائيّةٌ، فيكون على هذا منقطعًا لاستثنائهم من المنعم عليهم وليسوا منهم، وما أوردناه أولى)
· الرد على من زعم بأن {لا} زائدة:
منهم من زعم أنّ (لا) في قوله {ولا الضّالّين} زائدةٌ، وأن تقدير الكلام عنده: غير المغضوب عليهم والضّالّين والصّحيح ما قدّمناه [بأن لا مؤكدة]. وعن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: أنّه كان يقرأ: "غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين". وكذا حكي عن أبيّ بن كعبٍ، فيدلّ على ما قلناه من أنّه إنّما جيء بها لتأكيد النّفي، لئلّا يتوهّم أنّه معطوفٌ على {الّذين أنعمت عليهم}، وللفرق بين الطّريقتين، لتجتنب كلٌّ منهما. هذا حاصل ما ذكره ابن كثير رحمه الله وقد نقلته بنصه مع يسير من الحذف اختصارا.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م, 09:27 PM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

واجب التفسير الرابع
تلخيص تفسير سورة الفجر من 21 إلى 30

تفسير قوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا . وجاء ربك والملك صفا صفا}
المسائل التفسيرية:
  • الأقوال الواردة في متعلق {كلا}. ك س ش
  • معنى {دكت الأرض دكا دكا}. ك س ش.
  • لماذا يجيء الله جل وعلا؟ ك س ش
  • متى يجيء الله جل وعلا؟ ك
  • كيف يجيء الملائكة؟ ك س ش
التلخيص:
· الأقوال الواردة في متعلق {كلا}:
القول الأول: أن كلا متعلقة بما ورد بعدها، ومعناها حقا يحصل ما سيذكر عن يوم القيامة. وهذا قول ابن كثير رحمه الله.
القول الثاني: أن كلا متعلقة بالآيات التي سبقتها وبما بعدها أيضا، ومعناها التذكير بأن حب الأموال والتلذذ بالدنيا والتنافس عليها ليس بباقٍ فأمامكم يوم عظيم. وهذا حاصل ما ذكره السعدي رحمه الله.
القول الثالث: أن كلا متعلقة بالآيات السابقة، ومعناها الزجر فما هكذا ينبغي أن يكون عملكم. قاله الأشقر رحمه الله.
· معنى: {دكت الأرض دكا دكا}:
الدك لغة: الكسر والدق، وعليه فمعنى الآية أن الأرض تزلزل وتحرك بشدة حتى تسوى جبالها وما عليها فتصير ممهدة قاعا صفصفا لا ترى فيها اعوجاجا، وتخرج ما فيها فيبعث الخلق من باطنها إلى ظاهرها الممهد قائمون لربهم. وهذا مجموع قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
· لماذا يجيء الله جل وعلا؟
لفصل القضاء بين عباده. قاله ثلاثتهم بنصه.
· متى يجيء الله جل وعلا؟
قال ابن كثير رحمه الله: (بعدما يستشفعون [أي الخلق] إليه [إلى الله] بسيّد ولد آدم على الإطلاق: محمّدٍ صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحداً بعد واحدٍ، فكلّهم يقول: لست بصاحب ذاكم. حتى تنتهي النّوبة إلى محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فيقول: ((أنا لها، أنا لها)). فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفّعه الله تعالى في ذلك.(
· كيف يجيء الملائكة؟
يجيء أهل كل سماء صفا مصطفين بخضوع بين يدي الملك الجبار سبحانه، محيطين بمن دونهم من الخلائق. وهذا حاصل ما ذكره الثلاثة، ولم يفصلوا في {المَلَك} مع ما يفهم من كلامهم أنهم الملائكة، فلعله هنا اسم للجنس.

تفسير قوله تعالى: {وجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}
المسائل التفسيرية:
  • كيف يؤتى بجهنم؟ ك س ش
  • ماذا يتذكر الإنسان؟ ك س ش
  • معنى {وأنى له الذكرى} ك س ش
التلخيص:
  • كيف يؤتى بجهنم؟
يؤتى بها مزمومة تجرها الملائكة بالسلاسل. كما قال السعدي والأشقر، ونقل ابن كثير رحمه الله الحديث الوارد في ذلك: "يؤتى بجهنّم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرّونها" رواه مسلم مرفوعا، ورواه الترمذي موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه.
· ماذا يتذكر الإنسان؟
يتذكر عمله وما قدم من خير وشر في قديم دهره وحديثه. حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي، أما الأشقر فقد جعل التذكر لما قدم من الشر فقط، وذاك لذكر مقام الندم بعده.
· معنى: {وأنى له الذكرى}
أي: وكيف تنفعه الذكرى قد فات أونها فإنما كانت لتنفعه قبل حضور الموت. وهذا مجموع قول ثلاثتهم.

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي . فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ . وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}
المسائل التفسيرية:
  • معنى {قدمت لحياتي}. ك س
  • دلالة قول الإنسان {يا ليتني قدمت لحياتي}. ك س
  • بيان أن الندم يقع لجنس الإنسان مؤمنهم وكافرهم. ك
  • مما تدل عليه الآية. س
  • معنى: {لا يعذب عذابه أحد} ك ش
  • على من يقع التعذيب؟ ولماذا؟ س
  • من الذي يوثٍق؟ ك ش
  • من الذي يوثَق؟ ك س ش
  • صفة الوثق. ك س ش
  • كيف يكون حالهم بعد الوثاق؟ س
التلخيص:
· معنى {قدمت لحياتي}:
يتمنى أنه عمل صالحا وازداد من الطاعات وكف عن المعاصي ليقدم لحياته الباقية الدائمة في الآخرة. حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
· دلالة قول الإنسان {يا ليتني قدمت لحياتي}:
دلالة على وقوع الإنسان في الحسرة والندم على تفريطه يوم القيامة. حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر.
· بيان أن الندم يقع لجنس الإنسان مؤمنهم وكافرهم:
قال محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه: قال: (لو أنّ عبداً خرّ على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت في طاعة الله لحقره يوم القيامة، ولودّ أنه ردّ إلى الدنيا؛ كيما يزداد من الأجر والثواب). ذكره ابن كثير بسنده، وذكر أنه روي مرفوعا من طريق آخر. وقال من نفسه: (يندم على ما كان سلف منه من المعاصي إن كان عاصيا، ويود لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعا).
· مما تدل عليه الآية:
قال السعدي رحمه الله: (دليل على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ)
  • معنى: {لا يعذب عذابه أحد}:
أي كأشد ما يكون العذاب، ولا يعذب كعذاب الله أحد. حاصل قول ابن كثير والأشقر.
  • على من يقع التعذيب؟ ولماذا؟
يقع التعذيب على من غفل عن ذلك اليوم ونسيه، ويعذب لأنه لم يعمل له. بنحوه قال السعدي.
  • من الذي يوثٍق؟
القول الأول: الزبانية. قاله ابن كثير.
القول الثاني: الله جل وعلا. قاله الأشقر.
ولا تعارض بينهما بحمد الله، فإن الزبانية يعملون بأمر الله، فلعل ابن كثير ذكر من يباشر العمل والأشقر ذكر من أصدر الأمر.
  • من الذي يوثَق؟
المجرمين والكفرة والظالمين، مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
  • صفة الوثق.
وثاقا لا أشد منه وليس كوثاق الله وثاقا، بسلاسل وأغلال من نار. مجموع ما قاله ثلاثتهم.
  • كيف يكون حالهم بعد الوثاق؟
قال السعدي رحمه الله: (يسحبون على وجوههم في الحميم، ثم في النار يسجرون).

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي}
مسائل علوم الآية:
  • في ذكر من نزلت فيه هذه الآيات. ك

المسائل التفسيرية:
  • تعريف {النفس المطمئنة} ك
  • صاحب {النفس المطمئنة} س ش
  • أين يكون الاطمئنان؟ س ش
  • معنى الرجوع إلى الله. ك
  • مناسبة ذكر الله جل وعلا بربوبيته ومعناه. س
  • معنى: {راضية}. ك س ش
  • معنى: {مرضية}. ك س ش
  • معنى: {في عبادي} ك ش
  • متعلق الخطاب في الآيتين الأخيرتين. ك س
التلخيص:
أولا: مسائل علوم الآية:
  • في ذكر من نزلت فيه هذه الآيات:
- القول الأول: في عثمان بن عفان. قاله ابن عباس فيما رواه عنه الضحاك.
- القول الثاني: في حمزة بن عبد المطلب. وهو المروي عن بريدة بن الحصيب.
- القول الثالث: أن أبو بكر الصديق من أصحابها للحديث: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّةً} قال: نزلت وأبو بكرٍ جالسٌ، فقال رسول الله: ((ما أحسن هذا!)) فقال: ((أما إنّه سيقال لك هذا((.
ذكر ذلك كله ابن كثير، ثم أورد قصتين فيهما من كرامات الصالحين، والله أعلم بسندهما.

ثانيا: المسائل التفسيرية:
· تعريف {النفس المطمئنة}:
هي النفس الزكية الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق. قاله ابن كثير.
· صاحب {النفس المطمئنة}:
الذي اطمأن إلى الله وآمن به ووحده، موقنا بالإيمان بلا شك، راضيا بالقضاء مصدقا للرسل. مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.
· أين يكون الاطمئنان؟
القول الأول: مطمئنة في الدنيا إلى ذكر الله قريرة العين بربها. بنحوه قال السعدي.
القول الثاني: (تجيء يوم القيامة مطمئنة، لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث) قاله الأشقر.
والقولين ليسا مختلفين إنما ذكر الأول حال المؤمن في الدنيا والثاني ذكر حاله في الآخرة.
· معنى الرجوع إلى الله:
قال ابن كثير رحمه الله: (أي: إلى جواره وثوابه، وما أعد لعباده في جنته)
· مناسبة ذكر الله جل وعلا بربوبيته ومعناه:
تذكير بفضل الله وأنه برحمته وإحسانه بلغت جواره، قال السعدي رحمه الله: (الذي رباك بنعمته، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه).
ويجدر الإشارة هنا إلى قول غريب رواه العوفي عن ابن عباس حاصله أن الخطاب للروح وربها أي صاحبها وبدنها، وكان يقرأ {عبدي} مفردة. ذكره ابن كثير في النزول ورجح الثاني مستدلا بمثل قوله تعالى: {وأن مردنا إلى الله}.
· معنى: {راضية}:
أي راضية في نفسها عن الله وعن الثواب الذي أكرمها به. مجموع ما ذكره ثلاثتهم.
· معنى: {مرضية}:
قال ابن كثير رحمه الله: (أي قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها) وبنحو أوله قال السعدي والأشقر.
· معنى {في عبادي} :
قال الأشقر: (أي في زمرة عبادي الصالحين وكوني من جملتهم) وبنحو آخره قال ابن كثير.
· متعلق الخطاب في الآيتين الأخيرتين:
أما المتكلم فيفهم من كلام ابن كثير أنهم الملائكة، وأما المخاطب فذكر السعدي أنها الروح، وأما وقت الخطاب فيوم القيامة، ويكون قد قيل لها من قبل حال الاحتضار كما ذكر كلاهما.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م, 09:36 PM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

عفوا، كيف يمكنني النسخ من الوورد بنفس التنسيق؟
فقد أعددته في الوورد ولما نسخته حصل خلل كثير في التنسيق هنا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 جمادى الآخرة 1436هـ/31-03-2015م, 03:11 PM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

واجب التفسير الخامس
تلخيص تفسير سورة العصر
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

المسائل التفسيرية:

  • أركان القسم في مطلع السورة. ك س ش
  • المراد بالعصر. ك س ش
  • فائدة القسم بالعصر. س ش
  • معنى: {في خسر}. ك س ش
  • مسألة: هل الخسران كله مقام واحد؟ س
  • أركان الاستثناء في السورة. ك س ش
  • المراد بالإيمان، والمراد بالعمل الصالح. س
  • فائدة القرن بين الإيمان والعمل الصالح. ك
  • معنى الحق. ك س ش
  • معنى التواصي. س ش
  • على ماذا يكون التواصي بالصبر؟ ك س ش
  • سبب اختصاص الصبر بالذكر. ش
  • جامعية هذه السورة وشموليتها على قصرها. س
التلخيص:
  • أركان القسم في مطلع السورة:
حرف القسم: الواو في أول السورة، المقسم به: العصر، والمقسم عليه: خسران جنس الإنسان. وهذا ما يفهم إجمالا من كلام الثلاثة.
  • المراد بالعصر:
ورد في مقررنا أربعة أقوال للمراد بالعصر:
القول الأول: العشي. قاله زيد بن أسلم، وذكره ابن كثير.
القول الثاني: صلاة العصر. قاله مقاتل، وذكره الأشقر.
القول الثالث: الزمان الإنساني (أي: الذي يقع فيه حركات بني آدم) هكذا قال ابن كثير وأورد اشتهاره، وكذا هو قول السعدي رحمه الله وإن ذكره ب (الليل والنهار) فكلاهما جعل قيد العصر ارتباطه بالإنسان وعمله.
القول الرابع: الدهر، وقاله الأشقر، ويفهم من كلامه أن القسم بجنس الدهر بغض النظر عن ارتباطه بالإنسان وإن كان يشمله.
وحاصله أن الله أقسم بالدهر (وهي اللفظة الأشمل لأقوالهم) أو أن الله أقسم بقدر محدد من الزمن فيكون خلافهم معتبرا، أو أن نعد اختلافهم من قبيل التفسير بالمثل، فتكون أقوالهم تنوعا لا تضاد.
  • فائدة القسم بالعصر:
لأن المقسم عليه متعلق بجنس الإنسان، فإن القسم كان بالشيء الذي هو محل أفعالهم. وهذا ما فهمته من السعدي.
ولأن الدهر فيه من العبر والآيات وتسخير الحياة لجنس الإنسان ما يستدعي شكرهم للصانع وتوحيده واتقاء الخسران. ونجد الإشارة لذلك عند الأشقر.
  • معنى: {في خسر}:
الخسر والخسران: من النقصان وذهاب رأس المال، وفيه معنى الهلكة، والخاسر ضده الرابح. مجموع ما ذكره ثلاثتهم.
فيكون معنى الآية: (أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ، وَلا يُسْتَثْنَى منْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلاَّ مَا يُذْكَرُ [في الآية التالية]) نصا عن الأشقر.
  • مسألة: هل الخسران كله مقام واحد؟
هذه مسألة قد استفاض فيها أهل التفسير، لكنها ذكرت إجمالا في مقررنا، وثلاثتهم على أن المراد بالإنسان: جنس الإنسان بكل أفراده، فيتفرع منه ما ذكره السعدي رحمه الله في ذكر أنواع الخسران، فيكون لكل إنسان خسارة بحسبه، قال رحمه الله: (والخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ: قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ، وقدْ يكونُ خاسراً من بَعضِ الوجوهِ دونَ بعضٍ، ولهذا عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ)
  • أركان الاستثناء في السورة.
حرف الاستثناء: إلا، المستثنى منه: خسران الإنسان، والمستثنى: المتصف بالصفات الاربعة المذكورة في الآية، وسيأتي بيانها.
  • المراد بالإيمان، والعمل الصالح:
الإيمان: بالله تعالى وفرعه العلم بما يؤمن به (ومنه التوحيد كما أشار لذلك الأشقر).
والعمل الصالح: شامل لكل صالح سواء كان عمل قولي أو عمل جوارحي، وسواء كان ظاهر أما باطنا، وكذلك كان صالحا من جهة تعلقه بحق الله جل وعلا أو بحق عبيده. وهذا حاصل ما ذكره السعدي رحمه الله.
  • فائدة القرن بين الإيمان والعمل الصالح:
قال ابن كثير رحمه الله: (الذين ءامنوا: بقلوبهم، وعملوا الصالحات: بجوارحهم) وبينهما عموم وخصوص، وفيه الإشارة لأهمية إتباع العلم بالعمل، وأن النجاة تكون بصلاح القلب والجوارح. والله تعالى أعلم.
  • معنى الحق:
اختلفت عباراتهم في ذلك، وحاصله: أن الحق الإيمان والعمل الصالح، كما قال السعدي
قال ابن كثير: (أداء الطاعات وترك المحرمات) فهذا يدخل في العمل الصالح.
وقال الأشقر: (الإيمان بالله والتوحيد، والقيام بما شرعه الله واجتناب ما نهى عنه) فالأول الإيمان والأخير العمل وهو كقول ابن كثير باختلاف في استخدام اللفظ.
  • معنى التواصي:
أي يوصي بعضهم بعضا مع الحث والترغيب، ذكره السعدي وبنحوه قال الأشقر.
  • على ماذا يكون التواصي بالصبر؟
وفيه قولين:
الأول: أن الصبر على الأقدار المؤلمة، وهذا ما ذكره ابن كثير وسنده مناسبة السياق فإن التواصي بالحق يوجب حصول الأذى من الناس فيتواصون بالصبر على أذاهم من بعد تواصيهم على الحق.
الثاني: أن الصبر هنا عام لكل نوعه، فيتواصون بالصبر على الطاعة وبالصبر عن المعصية وبالصبر على البلاء. وهذا حاصل قول السعدي والأشقر.
ولا تعارض بينهما: فابن كثير ذكر نوع مخصوص لمناسبته للتواصي المذكور قبله، فلعله رحمه الله ذكره تمثيلا لا حصرا. والله تعالى أعلم.
  • سبب اختصاص الصبر بالذكر:
قال الأشقر رحمه الله: (والصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ) وهذا يردنا إلى سبب اقتصار ابن كثير رحمه الله في العنصر السابق.
  • جامعية هذه السورة وشموليتها على قصرها.
قال الشافعي رحمه الله: (لو ما أنزل الله على عباده إلا هذه السورة لكفتهم)
ولعل سبب ذلك ما ختم به السعدي رحمه الله تفسير السورة فقال: (
بالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ)
وغاية الإنسان الفوز والربح والظفر، واتقاء الهلاك والخسر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 08:08 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

واجب التفسير الثالث
تلخيص مطلع سورة الانفطار

تفسير قوله تعالى: {إذا السماء انفطرت . وإذا الكواكب انتثرت . وإذا البحار فجرت . وإذا القبور بعثرت . علمت نفس ما قدمت وأخرت}
المسائل التفسيرية:

  • معنى: {انفطرت}. ك س ش
  • معنى: {انتثرت}. ك س ش
  • المراد بتفجير البحار. ك س ش
  • المراد بتبعثر القبور. ك س ش
  • أركان الشرط. ك
  • متعلق {قدمت} و {أخرت}. س ش
  • متى وكيف تعلم؟ س ش
التلخيص:
  • معنى: {انفطرت}
أي: انشقّت، كما قال: {السّماء منفطرٌ به}. ذكره ابن كثير وبنحوه السعدي والأشقر، وزاد الأخير سبب الانشقاق فقال (لنزول الملائكة منها)
  • معنى: {انتثرت}:
القول الأول: تساقطت. قاله ابن كثير وبنحوه الأشقر وزاد ذكر تفرقها.
القول الثاني: زال جمالها. قاله السعدي
وحاصله: أنها إذا تساقطت تفرقت ولا بد وزال جمالها.
  • المراد بتفجير البحار.
وفيه أقوال:القول الأول: فجر الله بعضها في بعض. قاله ابن عباس فيما ذكره ابن كثير، وبنحوه قال السعدي.
القول الثاني: كالأول وزيد، فذهب ماؤها. وهو قول الحسن فيما ذكره ابن كثير.
القول الثالث: اختلط مالحها بعذبها. قول قتادة ونقله ابن كثير.
القول الرابع: ملئت. قاله الكلبي ونقله ابن كثير.
وجمعها الأشقر بقوله: (فجر بعضها في بعض، فصارت بحرا واحدا، واختلط العذب بالمالح)
  • المراد بتبعثر القبور.
القول الأول: بحثت. مروي عن ابن عباس وذكره ابن كثير.القول الثاني: تحركت فخرج ما فيها. قاله السدي ونقله ابن كثير، وبنحوه قال السعدي والأشقر بألفاظ مقاربة، حاصلها: إخراج الموتى من باطنها.
  • أركان الشرط:
قال ابن كثير رحمه الله: (إذا كان هذا، حصل هذا)فأداة الشرط: إذا وكررت، وأفعال الشرط: الانفطار والتناثر والتفجير والبعثرة، وجوابهن: (علمت).
  • متعلق {قدمت} و {أخرت}.
هو عمل الإنسان في حياته الدنيا، وما فعله مما يستدعي ربحه أو خسارته، قال الأشقر: (ما قدمت من عمل خير أو شر، وما أخرت من سنة حسنة أو سيئة)
  • متى وكيف تعلم؟
حين يحصل ما سبق ذكره وتأتي القيامة بأهوالها، ينكشف الغطاء وتنشر الصحف وترى كل نفس عملها، يقول تعالى: {لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد}. أشار إلى ما يقاربه السعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: {
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}
مسائل علوم الآية:
  • ذكر من نزل فيه قوله تعالى: {ما غرك بربك الكريم}. ك
المسائل التفسيرية:
  • غرض الاستفهام في قوله: {ما غرك}. ك س
  • جواب الاستفهام. ك ش
  • مناسبة ختم الآية بصفة {الكريم}. ك ش
  • دلالة اغترار الإنسان بربه. ك س ش
  • معنى: {فسواك فعدلك} ك س ش.
  • مناسبتها للآية السابقة. ك س
  • الأقوال الواردة في المراد بقوله: {في أي صورة ما شاء ركبك}. ك س ش
التلخيص:
مسائل علوم الآية:
  • ذكر من نزل فيه قوله تعالى: {ما غرك بربك الكريم}:
قال الكلبي ومقاتل: (
نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم}) ذكره ابن كثير منقولا عن البغوي.

المسائل التفسيرية:

  • غرض الاستفهام في قوله: {ما غرك}:
القول الأول: التهديد. قاله ابن كثير وانتصر له.
القول الثاني: العتاب. قاله السعدي.
القول الثالث: الإرشاد للجواب. واعتمادهم في هذا القول على ذكر صفة {الكريم} ذكر ذلك ابن كثير ورده مستدلا بالحديث: "يقول الله تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرك بي؟ ماذا أجبت المرسلين} وبما سنورده من آثار في الفقرتين التاليتين.
  • جواب الاستفهام:
القول الأول: قال ابن عمر: غرّه -والله- جهله. وبنحوه روي عن أبيه، رضي الله عنهما. وذكره ابن كثير وهو قوله فيما يظهر.
القول الثاني: غره كرم الله. ذكره ابن كثير مردودا كما أسلفنا، ورواه عن أبي بكر الوراق.
القول الثالث: العدو الشيطان. قاله قتادة وذكره ابن كثير.
القول الرابع: غرته ستور الله المرخاة. قاله الفضيل بن عياض. وذكره ابن كثير أيضا.
القول الخامس: غره عفو الله إذ لم يعاجله بالعقوبة. نقله الأشقر.
ولعلنا إذا أردنا جمعها أن نقول: جهل الإنسان بصفات العدل والقوة، غره بصفات الرحمة والإحسان، وعدوه الشيطان ممن قاده للغفلة عن صفات العدل (والغفلة جهل كما ورد في تفسيرهم لقوله: {يعملون السوء بجهالة}). والله تعالى أعلم.
  • مناسبة ختم الآية بصفة {الكريم}:
قال بعض أهل الإشارة، أنه لتلقينه الإجابة، هكذا ذكر ابن كثير ورده بقوله: (
وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء) وبنحوه قال الأشقر.
  • دلالة اغترار الإنسان بربه:
الإقدام على معصيته والتجرؤ على مساخطه، ومقابلة إحسانه بما لا يليق كفرانا بنعمه. مجموع ما ذكره ثلاثتهم.
  • المعنى الإجمالي لقوله تعالى: {الذي خلقك فسواك فعدلك}:
حاصل أقوالهم فيها: الذي خلقك من نطفة في أحسن تقويم فجعلك سويًّا مستقيماً تسمع وتبصر وتعقل، معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال، عن بسر بن جحاشٍ القرشيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصق يوماً في كفّه فوضع عليها أصبعه ثمّ قال: ((قال اللّه عزّ وجلّ: ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردين، وللأرض منك وئيدٌ، فجمعت ومنعت، حتّى إذا بلغت التّراقي قلت: أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة)). رواه أحمد وابن ماجه، ونقله ابن كثير بكامل هذا السند وبسند ابن ماجة إلى عبد الرحمن بن ميسرة.
  • مناسبتها للآية السابقة:
أي ما غرك بالرب الكريم على ما أحسن إليك ومن إحسانه حسن خلقتك، فما أجحدك وأكفرك لنعمه؟!.
  • الأقوال الواردة في المراد بقوله: {في أي صورة ما شاء ركبك}
القول الأول: (
في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ) قاله مجاهد، وذكره ابن كثير وهو اختيار الأشقر فيما يبدو.
القول الثاني: (
إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ) قاله أبو صالح، وبنحوه عن عكرمة ونقله عنهما ابن كثير، وقول السعدي كقولهما.
ولا تعارض والحمد لله، فالقول الأول جعل الآية على واقع الإنسان المقضي، والقول الثاني تذكير بقدرة الله وأنه لو شاء لقدر له ذلك وقضي، لكن من رحمته أن لم يكن، وسياق الآيات في امتنان الله على عباده، فالقول الأول امتنانه فيما كان وعلى القول الثاني امتنانه فيما صرف، وإنه لو شاء لكان.
وهذا من بعد أن ضعف ابن كثير الحديث الوارد في هذا السياق، وما أحسن قوله إذا قال: (وهذا الحديث لو صح لكان فيصلا في هذه الآية).
والحديث عن رباح وفيه: (
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يا رسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال: يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ، النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها اللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك)).
ثم ظهر من ابن كثير رغم تضعيفه للحديث أعلاه، تأييده لهذا المعنى وما قاله مجاهد للحديث الوارد في الصحيحين:
عن أبي هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك من إبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟)) قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسى أن يكون نزعه عرقٌ)).

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 09:25 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

واجب التفسير الثاني
تلخيص مطلع سورة عبس
تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
مسائل علوم الآية:
سبب نزول الآية. ك س ش
المسائل التفسيرية:
معنى: {عبس} ش
أركان الجملة في قوله: {عبس وتولى} ك س ش
معنى: {أن} س ش
من هو {الأعمى}؟ ك ش
متعلق الخطاب في {وما يدريك لعله يزكى} س ش
معنى: {يزكى}
المعنى الإجمالي لقوله: {أو يذكر فتنفعه الذكرى} ك س ش
عظم قدر هذه الآية. س
دلالة الآية على قاعدة من القواعد الأصولية. س
الأقوال الواردة في معنى: {استغنى}
معنى: {تصدى}
المراد من قوله تعالى لنبيه: {وما عليك ألا يزكى} ك ش
دلالة التعبير بالسعي في قوله: {جاءك يسعى} ك ش
معنى الخشية. ش
معنى التلهي في الآية. ك ش
ما تضمنه الآيات من أمر. ك
التلخيص:
مسائل علوم الآية:

سبب نزول الآية:
عن عروة، عن عائشة قالت: أنزلت: {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجعل يقول: أرشدني. قالت: وعند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من عظماء المشركين. قالت: فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: ((أترى بما أقول بأساً؟)). فيقول: لا. ففي هذا أنزلت: {عبس وتولّى}. رواه الترمذي ومالك وأبو يعلى والطبري بمثل سنده أو بغيره، وذكره عنهم مع روايات أخرى ابن كثير رحمه الله، وبنحوه ذكر السعدي والأشقر، غير أن السعدي لم يسمه.
المسائل التفسيرية:
معنى {عبس}: كلح. وقاله الأشقر
أركان الجملة في قوله: {عبس وتولى}:
الفاعل هو رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام كما سبق في سبب النزول، وهذا قولهم جميعا.
أما الفعل وأداته فكما قال السعدي: (عبس في وجهه، وتولى [أي:أعرض] في بدنه) وبنحوه قال الآخرين.
معنى {أن}: السببية، أي أنه فعل ما سبق لأجل مجيء الأعمى.
من هو {الأعمى}؟
هو ابن أم مكتوم رضي الله عنه. ذكره ابن كثير والأشقر، وحديث ابن عمر في الأذان فيه قال ابن عمر، من بعد قول رسول الله: "فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتومٍ"، قال ابن عمر: (وهو الأعمى الذي أنزل اللّه تعالى فيه: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى}.)
واسمه: عبد الله أو عمرو كما نقل ذلك ابن كثير.
متعلق الخطاب في {وما يدريك لعله يزكى}:
المخاطب ب {يدريك} : رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره صراحة الأشقر.
ومرجع الضمير في {لعله}: على الأعمى، ذكره صراحة السعدي وكذا الأشقر.
وهو أيضا فاعل {يزكى}.
معنى {يزكى}: يتطهر في نفسه من الذنوب بالعمل الصالح ومن الرذيلة بالفضيلة. مجموع ما ذكروه.
المعنى الإجمالي لقوله: {أو يذكر فتنفعه الذكرى}: يذكر بما ينفعه فيتعظ ويعمل بمقتضى الموعظة، ومنها انزجاره عن المحارم. مجموع أقوالهم أيضا، ويفهم من ابن كثير والأشقر أنهما جعلا الذكرى والتذكر بمعنى الموعظة والاتعاظ.
عظم قدر هذه الآية:
أنها مقصد بعثة الرسل ومن بعدهم العمالين بعمل الرسل في الوعظ والدعوة والتذكير:
فمقصدهم: تذكير الناس ورجاء نفعهم بالذكرى، مع سلوك الأسلوب المناسب لتحقيق ذلك بما يوافق الشرع.
وهــديـهـم: الإقبال على المفتقر والسائل والمستفتي، والاهتمام بحاجته ما دام مقبلا على الذكرى راغبا فيها، وعدم الانشغال عنه بمنى يرتجى من تذكره نفع أعظم.
وهذا حاصل ما ذكره السعدي رحمه الله.
دلالة الآية على قاعدة من القواعد الأصولية: وهي: لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققه لمصلحة موهومة.
الأقوال الواردة في معنى: {استغنى}
القول الأول: استغنى بماله.
القول الثاني: استغنى عن الإيمان والعلم.
ذكرهما الأشقر رحمه الله، ولا تعارض ويفهم من ابن كثير تأيده للمعنى الأول لقوله (أي: أما الغني) هكذا دون قيد.
معنى {تصدى}: تتعرض له وتقبل عليه. مجموع قولي ابن كثير والأشقر.
المراد من قوله تعالى لنبيه: {وما عليك ألا يزكى}
الكاف في الخطاب: للنبي، وفاعل {ألا يزكى}: {من استغنى}.
والمراد: إما قريب من قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت}، أو قريب من قوله تعالى: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
فالأول: رأي ابن كثير من قوله: (ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ)، والثاني: رأي الأشقر من قوله: (أَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ فِي أَلاَّ يُسْلِمَ وَلا يَهْتَدِيَ)
دلالة التعبير بالسعي في قوله: {جاءك يسعى}: فيه معنى الإسراع والقصد طلبا للإرشاد بنية الاهتداء وحصول الذكرى. حاصل ما قالاه (ابن كثير والأشقر).
معنى الخشية: الخوف. قاله الأشقر.
معنى التلهي في الآية: التشاغل، قاله ابن كثير وزاد الأشقر: الإعراض والتغافل.
ما تضمنه الآيات من أمر:
قال ابن كثير رحمه الله: (أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة)

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 12:37 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة بنت يوسف مشاهدة المشاركة
واجب التفسير الأول

تلخيص تفسير قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
مسائل علوم الآية:
· القراءات الواردة في الصراط. ك
· فضل الآية ومنزلتها. ك س
المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية لما قبلها. ك
· دلالة الآية على أكمل الدعاء وفيه: فصل في هيئات الدعاء. ك [ الأفضل أن تعنوني المسألة بما يدل على جميع هيئات الدعاء وفي التحرير اذكري أن التقدم بالثناء على المسؤول هو أفضلها ]
· معنى: {اهدنا}. ك س ش
· معنى {الصراط المستقيم}. ك س ش
· أقوال المفسرين في تحديد المقصود بالصراط. ك
· كيف تكون هداية الصراط المستقيم؟ س
· كيف يسأل العبد الهداية وهو متصف بها؟ ك
المسائل اللغوية:
· بيان الفارق في المعنى عند تعدية الهداية بنفسها، وتعديها باللام أو إلى. ك [ يمكن إجمالها؛ وتعديها بنفسها وبالحرف ]


أولا: مسائل علوم الآية:
· القراءات الواردة في الصراط:
- قراءة الجمهور بالصاد: الصراط.
- وقرئ بالسين: السراط. [وهي قراءة قنبل عن ابن كثير المكي]
- وقرئ بالزاي: الزراط، وهي لغة بني عذرة وبلقين وبني كلب كما قال الفراء. [إشماما كما قرأ خلف وخلاد عن حمزة الزيات]
وأورد هذه القراءات ابن كثير رحمه الله.
· منزلة الآية وفضلها:
دلالتها على الكمال في الدعاء فهي من أجمع الأدعية وأنفعها وأرجاها للإجابة، ولا ينفك العبد في حاجتها، ولهذا أرشد الله إليه وأوجب علينا الدعاء بها في كل ركعة. وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
ثانيا: المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية لما قبلها:
تقديم الثناء على المسؤول قبل سؤاله، قال تعالى: (فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل). ذكره ابن كثير رحمه الله.
· دلالة الآية على أكمل الدعاء:
- (بتقديم الثناء على المسؤول قبل سؤاله.
- سؤال حاجته مع حاجة إخوانه) ذكره ابن كثير.
فصل: ومن هيئات الدعاء التي ذكرها ابن كثير:
- الإخبار عن الحال والحاجة، كقول موسى عليه السلام: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير}.
- تقديم وصف المسؤول قبل عرض الحال، كقول ذي النون عليه السلام: {لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين}.
- الثناء المجرد على المسؤول، كقول الشاعر:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني = حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوما = كفاه من تعرضه الثناء
· معنى {اهدنا}:
سؤال الدلالة والإرشاد والتوفيق، وهذا حاصل ما ذكره الثلاث، وزادا دون السعدي (طلب الزيادة من الهداية، كقوله تعالى {والذين اهتدوا زادهم هدى}). نصا عن الأشقر وبنحوه سبق ابن كثير.
· معنى {الصراط المستقيم}:
(الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه) قاله الطبري رحمه الله وذكر أنه إجماع المفسرين، ونقله عنه ابن كثير، وبنحوه قال السعدي والأشقر.
· أقوال المفسرين في تحديد المقصود بالصراط:
- القول الأول: أنه كتاب الله. وروي ذلك عن النبي وعلي ورواه أبو وائل عن ابن مسعود.
وسنده: (الصراط المستقيم كتاب الله) روي مرفوعا وموقوفا على ابن مسعود.
(وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم) روي مرفوعا وموقوفا على عليّ.
- القول الثاني: أنه الإسلام. وقال بهذا من الصحابة ابن عباس كما روى عنه الضحاك وميمون، وابن مسعود كما روى عنه مرة الهمداني وقال: (عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي)، وجابر بن عبد الله، وممن بعدهم: ابن الحنفية، وابن زيد.
ومما جاء في معناه: الحديث الذي رواه أحمد عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ضرب اللّه مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ).
- القول الثالث: الحق. وقال به مجاهد.
- القول الرابع: أنه النبي وخليفتاه. وقاله أبي العالية، وقريب منه قول ابن مسعود رضي الله عنه: (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله).
جامعها: يرجع حاصلها إلى شيءٍ واحدٍ، وهو المتابعة للّه وللرّسول، كما قال ابن كثير رحمه الله، وختمها بقوله: (كلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد).
ومثله ما نقله عن الطبري: (وفّقنا للثّبات على ما ارتضيته ووفّقت له من أنعمت عليه من عبادك، من قولٍ وعملٍ، وذلك هو الصّراط المستقيم؛ لأنّ من وفّق لما وفق له من أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرّسل، والتّمسّك بالكتاب، والعمل بما أمره اللّه به، والانزجار عمّا زجره عنه، واتّباع منهاج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومنهاج الخلفاء الأربعة، وكلّ عبدٍ صالحٍ، وكلّ ذلك من الصّراط المستقيم(.
وقد مال السعدي والأشقر إلى أن معنى الصراط المستقيم: الإسلام، فعدى السعدي بإلى وفي وشرحهما على معنى الإسلام مع الإشارة للحق، وأورد الأشقر حديث النواس.
· كيف تكون الهداية؟
قال السعدي رحمه الله: (فاهدِنَا إلى الصراطِ واهدِنَا في الصراطِ، فالهدايةُ إلى الصراطِ: لزومُ دينِ الإسلامِ، وتركُ ما سواهُ منَ الأديانِ، والهدايةُ في الصراطِ تشملُ الهدايةَ لجميعِ التفاصيلِ الدينيّةِ علماً وعملاً.(
· كيف يسأل المؤمن الهداية وهو متصف بها؟
لاحتياجه وافتقاره إليها في كل ساعة، وسؤاله للتثبيت والتبصرة والازدياد منها، فهو سؤال معونة وثبات وتوفيق، قال ابن كثير رحمه الله: (فمعنى قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم}:استمرّ بنا عليه ولا تعدل بنا إلى غيره).

ثالثا: المسائل اللغوية:
ودلالة تعدي الهداية بنفسها في الآية: تضمنها لمعنى (ألهمنا أو وفقنا أو ارزقنا أو اعطنا)، فالهداية تأتي:
- بمعنى البيان: كما في قوله: {وهديناه النجدين}، أي: بينا له الخير والشر.
- وبمعنى الإرشاد والدلالة: إذا تعدت ب (إلى) كما في قوله تعالى: {اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}، وقوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم}.
- وبمعنى التوفيق: بتعديها باللام، كما في قول أهل الجنة {الحمد لله الذي هدانا لهذا} أي: وفقنا لهذا وجعلنا أهلا له.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير.

تلخيص تفسير قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
مسائل علوم الآية:
· القراءات الواردة في {غير}. ك
· اغتفار من قرأ ضاد {الضالين} بالظاء. ك
المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية للتي قبلها. ك
· المعنى الإجمالي للآية. ك
· المراد بالمنعم عليهم: من هم؟ وبماذا أنعم عليهم؟ ك س ش [ هنا مسألتان : 1: المراد بالمنعم عليهم. 2: متعلق الإنعام. ]
· بيان من هم المغضوب عليهم، والضالين، وسبب وسمهم بذلك. ك س ش
· الآيات والآثار الواردة في أن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى تصريحا و استشهادا. ك
· سبب تأكيد الكلام بـ {لا}. ك
المسائل اللغوية:
· معنى آخر ل {غير}، وبيان التفسير عليه. ك
· الرد على من زعم بأن {لا} زائدة. ك

أولاً: مسائل علوم الآية:
· القراءات الواردة في {غير}:
- قرأ {غيرِ} بالجر على النعت، وهي قراءة الجمهور.
- وقرأ {غيرَ} بالنصب على الحال، قاله الزمخشري وهي قراءة النبي وعمر ورويت عن ابن كثير المكي.
وعلى القراءة الثانية يكون ذو الحال الضمير في عليهم، والعامل: أنعمت. ذكر ذلك كله ابن كثير.
· اغتفار من قرأ ضاد {الضالين} بالظاء:
قال ابن كثير رحمه الله: (والصّحيح من مذاهب العلماء أنّه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضّاد والظّاء لقرب مخرجيهما) ثم بين مخرجيهما وصفاتهما.
[ومن علومها: أنها أول آية في ترتيب المصحف يستفاد منها في تطبيق قاعدة تفسير القرآن بالقرآن على نوعيه؛ المتصل: {الصراط المستقيم: صراط الذين أنعمت عليهم}. والمنفصل: في تفسير: {الذين أنعمت عليهم} بآية سورة النساء: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}. كذلك في تفسير القرآن بالسنة، في بيان معنى المغضوب عليهم والضالين]

ثانيا: المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية للتي قبلها:
هذه الآية تعتبر مفسرة للآية التي سبقتها، ومن الناحية الإعرابية اختلف في كونها بدل منه أو عطف بيان. ذكر ذلك ابن كثير.
· المعنى الإجمالي للآية:
قال الضحاك: عن ابن عباس رضي الله عنه: (صراط الّذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من ملائكتك، وأنبيائك، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين؛ وذلك نظير ما قال ربّنا تعالى: {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم}). نقل ذلك ابن كثير رحمه الله، وقال: (والمعنى: اهدنا الصّراط المستقيم، صراط الّذين أنعمت عليهم ممّن تقدّم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية والاستقامة والطّاعة للّه ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره، غير صراط المغضوب عليهم، وهم الّذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحقّ وعدلوا عنه، ولا صراط الضّالّين وهم الّذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضّلالة لا يهتدون إلى الحقّ)
· المراد بالمنعم عليهم: من هم؟ وبماذا أنعم عليهم؟
أما من هم: فقد ذكرهم الله تعالى في سورة النساء، بقوله: {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين} قاله ابن كثير والسعدي والأشقر مع إيرادهم لآية النساء دون أوسطهم، وقد ثنى ابن كثير رحمه الله بإيراد أقوال أخص فقيل:
- هم المؤمنون. قاله مجاهد وفي رواية عن ابن عباس فيما نقله ابن جريج.
- هم المسلمون. وهو المروي عن وكيع.
- هم النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه. قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
ثم قال ابن كثير: (والتفسير المتقدم عن ابن عباس أعم وأشمل) وقد نقلناه في العنصر السابق.
وما أنعم به عليهم: طاعته وعبادته كما ذكره صراحة ابن عباس في تفسيره للآية، ويؤخذ من صدر آية سورة النساء المفسرة {ومن يطع الله والرسول}.
· بيان من هم المغضوب عليهم، والضالين، وسبب وسمهم بذلك:
أما من هم: فالمغضوب عليهم هم اليهود، والضالين: النصارى. قال ابن أبي حاتم: (ولا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافًا) وبهذا تظافرت الأحاديث والآثار موقوفة ومرفوعة. حاصل ما ذكره ابن كثير رحمه الله -وقد أورد الأحاديث بأسانيدها ورتبها- وبنحوه قال السعدي والأشقر.
وسبب وسمهم بذلك: كلا الطائفتين ضلت واستحقت الغضب، إنما وسمت كل واحدة منهما بأخص صفاتها كما أشار لذلك ابن كثير رحمه الله؛ فاليهود (عرفوا الحق وتركوه) والنصارى (تركوا الحق على جهل وضلال) قاله السعدي وبنحوه قال ابن كثير والأشقر، غير أن السعدي يفهم من كلامه أن الداعي يسأل الله الوقاية من الصفة بالتمثيل عليها بأشهر من وصف بها، والآخرين يفهم من تفسيرهما أن الداعي يسأل الوقاية من اتباع الموصوف نفسه، والله تعالى أعلم.
· الآيات والآثار الواردة في أن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى تصريحا و استشهادا:
- قال تعالى: {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيًا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضبٍ على غضبٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ} [البقرة:90]
- وقال تعالى: {قل هل أنبّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند اللّه من لعنه اللّه وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطّاغوت أولئك شرٌّ مكانًا وأضلّ عن سواء السّبيل} [المائدة:60]
- وقال تعالى: {لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} [المائدة: 78، 79]
- وقال صلى الله عليه وسلم: "المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى". في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، رواه الترمذي وقال حسن غريب.
- عن بديل العقيلي، أخبرني عبد اللّه بن شقيق، أنّه أخبره من سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو بوادي القرى، وهو على فرسه، وسأله رجلٌ من بني القين، فقال: يا رسول اللّه، من هؤلاء؟ قال: "المغضوب عليهم -وأشار إلى اليهود- والضّالّون هم النّصارى".
- وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «{غير المغضوب عليهم} هم اليهود،{ولا الضّالّين} هم النّصارى».
- وقال الضّحّاك، وابن جريج، عن ابن عبّاسٍ: «{غير المغضوب عليهم} اليهود، {ولا الضالين}[هم] النّصارى».
- وكذلك قال الرّبيع بن أنسٍ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وغير واحدٍ.
- وفي السّيرة عن زيد بن عمرو بن نفيلٍ؛ أنّه لمّا خرج هو وجماعةٌ من أصحابه إلى الشّام يطلبون الدّين الحنيف، قالت له اليهود: إنّك لن تستطيع الدّخول معنا حتّى تأخذ بنصيبك من غضب اللّه. فقال: أنا من غضب اللّه أفرّ. وقالت له النّصارى: إنّك لن تستطيع الدّخول معنا حتّى تأخذ بنصيبك من سخط اللّه فقال: لا أستطيعه. فاستمرّ على فطرته، وجانب عبادة الأوثان ودين المشركين، ولم يدخل مع أحدٍ من اليهود ولا النّصارى، وأمّا أصحابه فتنصّروا ودخلوا في دين النّصرانيّة؛ لأنّهم وجدوه أقرب من دين اليهود إذ ذاك، وكان منهم ورقة بن نوفلٍ، حتّى هداه اللّه بنبيّه لمّا بعثه آمن بما وجد من الوحي، رضي اللّه عنه.
أورد ذلك كله ابن كثير رحمه الله.
· سبب تأكيد الكلام بـ {لا}:
قال ابن كثير رحمه الله: (وأكد الكلام بلا ليدل على أن ثم مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنصارى)

ثالثا: المسائل اللغوية:
· معنى آخر ل {غير}، وبيان التفسير عليه:
قال ابن كثير رحمه الله: (زعم بعض النّحاة أنّ {غير} هاهنا استثنائيّةٌ، فيكون على هذا منقطعًا لاستثنائهم من المنعم عليهم وليسوا منهم، وما أوردناه أولى)
· الرد على من زعم بأن {لا} زائدة:
منهم من زعم أنّ (لا) في قوله {ولا الضّالّين} زائدةٌ، وأن تقدير الكلام عنده: غير المغضوب عليهم والضّالّين والصّحيح ما قدّمناه [بأن لا مؤكدة]. وعن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: أنّه كان يقرأ: "غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين". وكذا حكي عن أبيّ بن كعبٍ، فيدلّ على ما قلناه من أنّه إنّما جيء بها لتأكيد النّفي، لئلّا يتوهّم أنّه معطوفٌ على {الّذين أنعمت عليهم}، وللفرق بين الطّريقتين، لتجتنب كلٌّ منهما. هذا حاصل ما ذكره ابن كثير رحمه الله وقد نقلته بنصه مع يسير من الحذف اختصارا.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 100 %

أحسنتِ وتميزتِ أختي الفاضلة ، زادكِ الله علمًا وهدىً ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 12:51 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة بنت يوسف مشاهدة المشاركة
واجب التفسير الثاني
تلخيص مطلع سورة عبس
تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
مسائل علوم الآية:
سبب نزول الآية. ك س ش
المسائل التفسيرية:
معنى: {عبس} ش
أركان الجملة في قوله: {عبس وتولى} ك س ش
معنى: {أن} س ش
من هو {الأعمى}؟ ك ش
متعلق الخطاب في {وما يدريك لعله يزكى} س ش
معنى: {يزكى}
المعنى الإجمالي لقوله: {أو يذكر فتنفعه الذكرى} ك س ش
عظم قدر هذه الآية. س
دلالة الآية على قاعدة من القواعد الأصولية. س
الأقوال الواردة في معنى: {استغنى}
معنى: {تصدى}
المراد من قوله تعالى لنبيه: {وما عليك ألا يزكى} ك ش
دلالة التعبير بالسعي في قوله: {جاءك يسعى} ك ش
معنى الخشية. ش
معنى التلهي في الآية. ك ش
ما تضمنه الآيات من أمر. ك
التلخيص:
مسائل علوم الآية:

سبب نزول الآية:
عن عروة، عن عائشة قالت: أنزلت: {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجعل يقول: أرشدني. قالت: وعند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من عظماء المشركين. قالت: فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: ((أترى بما أقول بأساً؟)). فيقول: لا. ففي هذا أنزلت: {عبس وتولّى}. رواه الترمذي ومالك وأبو يعلى والطبري بمثل سنده أو بغيره، وذكره عنهم مع روايات أخرى ابن كثير رحمه الله، وبنحوه ذكر السعدي والأشقر، غير أن السعدي لم يسمه.
المسائل التفسيرية:
معنى {عبس}: كلح. وقاله الأشقر [ لعل من المناسب أن نبدأ بالحديث عن المخاطب بالآيات ]
أركان الجملة في قوله: {عبس وتولى}: [ ثم نبين معنى كلمات هذه الآية ]
الفاعل هو رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام كما سبق في سبب النزول، وهذا قولهم جميعا.
أما الفعل وأداته فكما قال السعدي: (عبس في وجهه، وتولى [أي:أعرض] في بدنه) وبنحوه قال الآخرين.
معنى {أن}: السببية، أي أنه فعل ما سبق لأجل مجيء الأعمى.
من هو {الأعمى}؟
هو ابن أم مكتوم رضي الله عنه. ذكره ابن كثير والأشقر، وحديث ابن عمر في الأذان فيه قال ابن عمر، من بعد قول رسول الله: "فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتومٍ"، قال ابن عمر: (وهو الأعمى الذي أنزل اللّه تعالى فيه: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى}.)
واسمه: عبد الله أو عمرو كما نقل ذلك ابن كثير.
متعلق الخطاب في {وما يدريك لعله يزكى}:
المخاطب ب {يدريك} : رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره صراحة الأشقر.
ومرجع الضمير في {لعله}: على الأعمى، ذكره صراحة السعدي وكذا الأشقر.
وهو أيضا فاعل {يزكى}.
معنى {يزكى}: يتطهر في نفسه من الذنوب بالعمل الصالح ومن الرذيلة بالفضيلة. مجموع ما ذكروه.
[ وفي هذه الآية التفات من الغيبة إلى الخطاب ، واستفهام ومن المهم تخصيص مسألة لغرض الاستفهام في الآية وقد نص عليه السعدي في تفسيره ]
المعنى الإجمالي لقوله: {أو يذكر فتنفعه الذكرى}: يذكر بما ينفعه فيتعظ ويعمل بمقتضى الموعظة، ومنها انزجاره عن المحارم. مجموع أقوالهم أيضا، ويفهم من ابن كثير والأشقر أنهما جعلا الذكرى والتذكر بمعنى الموعظة والاتعاظ.
عظم قدر هذه الآية:
أنها مقصد بعثة الرسل ومن بعدهم العمالين بعمل الرسل في الوعظ والدعوة والتذكير:
فمقصدهم: تذكير الناس ورجاء نفعهم بالذكرى، مع سلوك الأسلوب المناسب لتحقيق ذلك بما يوافق الشرع.
وهــديـهـم: الإقبال على المفتقر والسائل والمستفتي، والاهتمام بحاجته ما دام مقبلا على الذكرى راغبا فيها، وعدم الانشغال عنه بمنى يرتجى من تذكره نفع أعظم.
وهذا حاصل ما ذكره السعدي رحمه الله.
دلالة الآية على قاعدة من القواعد الأصولية: وهي: لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققه لمصلحة موهومة.
الأقوال الواردة في معنى: {استغنى}
القول الأول: استغنى بماله.
القول الثاني: استغنى عن الإيمان والعلم.
ذكرهما الأشقر رحمه الله، ولا تعارض ويفهم من ابن كثير تأيده للمعنى الأول لقوله (أي: أما الغني) هكذا دون قيد.
معنى {تصدى}: تتعرض له وتقبل عليه. مجموع قولي ابن كثير والأشقر.
المراد من قوله تعالى لنبيه: {وما عليك ألا يزكى}
الكاف في الخطاب: للنبي، وفاعل {ألا يزكى}: {من استغنى}.
والمراد: إما قريب من قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت}، أو قريب من قوله تعالى: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
فالأول: رأي ابن كثير من قوله: (ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ)، والثاني: رأي الأشقر من قوله: (أَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ فِي أَلاَّ يُسْلِمَ وَلا يَهْتَدِيَ)
[ لم لجأتِ إلى تلخيص ما ورد في الآيات دون صياغة المسائل كما اعتدنا في السابق ، ويحسن تسمية المسألة بـ ( معنى " ما " في الآية ) ]
دلالة التعبير بالسعي في قوله: {جاءك يسعى}: فيه معنى الإسراع والقصد طلبا للإرشاد بنية الاهتداء وحصول الذكرى. حاصل ما قالاه (ابن كثير والأشقر).
معنى الخشية: الخوف. قاله الأشقر.
معنى التلهي في الآية: التشاغل، قاله ابن كثير وزاد الأشقر: الإعراض والتغافل.
ما تضمنه الآيات من أمر:
قال ابن كثير رحمه الله: (أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة)

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 28 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) :20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 96 %
بارك الله فيكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 01:20 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة بنت يوسف مشاهدة المشاركة
واجب التفسير الثالث
تلخيص مطلع سورة الانفطار

تفسير قوله تعالى: {إذا السماء انفطرت . وإذا الكواكب انتثرت . وإذا البحار فجرت . وإذا القبور بعثرت . علمت نفس ما قدمت وأخرت}
المسائل التفسيرية:

  • معنى: {انفطرت}. ك س ش
  • معنى: {انتثرت}. ك س ش
  • المراد بتفجير البحار. ك س ش
  • المراد بتبعثر القبور. ك س ش
  • أركان الشرط. ك
  • متعلق {قدمت} و {أخرت}. س ش
  • متى وكيف تعلم؟ س ش
التلخيص:
  • معنى: {انفطرت}
أي: انشقّت، كما قال: {السّماء منفطرٌ به}. ذكره ابن كثير وبنحوه السعدي والأشقر، وزاد الأخير سبب الانشقاق فقال (لنزول الملائكة منها)
  • معنى: {انتثرت}:
القول الأول: تساقطت. قاله ابن كثير وبنحوه الأشقر وزاد ذكر تفرقها.
القول الثاني: زال جمالها. قاله السعدي
وحاصله: أنها إذا تساقطت تفرقت ولا بد وزال جمالها.
  • المراد بتفجير البحار.
وفيه أقوال:القول الأول: فجر الله بعضها في بعض. قاله ابن عباس فيما ذكره ابن كثير، وبنحوه قال السعدي.
القول الثاني: كالأول وزيد، فذهب ماؤها. وهو قول الحسن فيما ذكره ابن كثير.
القول الثالث: اختلط مالحها بعذبها. قول قتادة ونقله ابن كثير.
القول الرابع: ملئت. قاله الكلبي ونقله ابن كثير.
وجمعها الأشقر بقوله: (فجر بعضها في بعض، فصارت بحرا واحدا، واختلط العذب بالمالح)
  • المراد بتبعثر القبور.
القول الأول: بحثت. مروي عن ابن عباس وذكره ابن كثير.القول الثاني: تحركت فخرج ما فيها. قاله السدي ونقله ابن كثير، وبنحوه قال السعدي والأشقر بألفاظ مقاربة، حاصلها: إخراج الموتى من باطنها.
  • أركان الشرط: [ أحسنتِ ،والأفضل أن تبدأي المسائل بذكر معنى " إذا " لبيان أن أسلوب الآيات " أسلوب شرط " ، فنفهم وجه هذه المسألة بعد التفصيل أعلاه ]
قال ابن كثير رحمه الله: (إذا كان هذا، حصل هذا)فأداة الشرط: إذا وكررت، وأفعال الشرط: الانفطار والتناثر والتفجير والبعثرة، وجوابهن: (علمت).
  • متعلق {قدمت} و {أخرت}.
هو عمل الإنسان في حياته الدنيا، وما فعله مما يستدعي ربحه أو خسارته، قال الأشقر: (ما قدمت من عمل خير أو شر، وما أخرت من سنة حسنة أو سيئة)
  • متى وكيف تعلم؟
حين يحصل ما سبق ذكره وتأتي القيامة بأهوالها، ينكشف الغطاء وتنشر الصحف وترى كل نفس عملها، يقول تعالى: {لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد}. أشار إلى ما يقاربه السعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: {
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}
مسائل علوم الآية:
  • ذكر من نزل فيه قوله تعالى: {ما غرك بربك الكريم}. ك
المسائل التفسيرية:
  • غرض الاستفهام في قوله: {ما غرك}. ك س
  • جواب الاستفهام. ك ش
  • مناسبة ختم الآية بصفة {الكريم}. ك ش
  • دلالة اغترار الإنسان بربه. ك س ش
  • معنى: {فسواك فعدلك} ك س ش. [ لم لم تفصليها في مسألتين ؟ ]
  • مناسبتها للآية السابقة. ك س
  • الأقوال الواردة في المراد بقوله: {في أي صورة ما شاء ركبك}. ك س ش
التلخيص:
مسائل علوم الآية:
  • ذكر من نزل فيه قوله تعالى: {ما غرك بربك الكريم}:
قال الكلبي ومقاتل: (
نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم}) ذكره ابن كثير منقولا عن البغوي.

المسائل التفسيرية:

  • غرض الاستفهام في قوله: {ما غرك}:
القول الأول: التهديد. قاله ابن كثير وانتصر له.
القول الثاني: العتاب. قاله السعدي.
القول الثالث: الإرشاد للجواب. واعتمادهم في هذا القول على ذكر صفة {الكريم} ذكر ذلك ابن كثير ورده مستدلا بالحديث: "يقول الله تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرك بي؟ ماذا أجبت المرسلين} وبما سنورده من آثار في الفقرتين التاليتين.
  • جواب الاستفهام:
القول الأول: قال ابن عمر: غرّه -والله- جهله. وبنحوه روي عن أبيه، رضي الله عنهما. وذكره ابن كثير وهو قوله فيما يظهر.
القول الثاني: غره كرم الله. ذكره ابن كثير مردودا كما أسلفنا، ورواه عن أبي بكر الوراق.
القول الثالث: العدو الشيطان. قاله قتادة وذكره ابن كثير.
القول الرابع: غرته ستور الله المرخاة. قاله الفضيل بن عياض. وذكره ابن كثير أيضا.
القول الخامس: غره عفو الله إذ لم يعاجله بالعقوبة. نقله الأشقر.
ولعلنا إذا أردنا جمعها أن نقول: جهل الإنسان بصفات العدل والقوة، غره بصفات الرحمة والإحسان، وعدوه الشيطان ممن قاده للغفلة عن صفات العدل (والغفلة جهل كما ورد في تفسيرهم لقوله: {يعملون السوء بجهالة}). والله تعالى أعلم. [ ليس على العموم ، فإن كان هذا فيما يخص المسلم ، فكيف بالكافر والمشرك ؟ والجهل أحد أسباب الكفر ولكن له أسباب أخرى وبعضها يكون لدى الكافر علم ولكن غره كبره واستعلاءه عن اتباع الحق ]
  • مناسبة ختم الآية بصفة {الكريم}:
قال بعض أهل الإشارة، أنه لتلقينه الإجابة، هكذا ذكر ابن كثير ورده بقوله: (
وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء) وبنحوه قال الأشقر.
  • دلالة اغترار الإنسان بربه:
الإقدام على معصيته والتجرؤ على مساخطه، ومقابلة إحسانه بما لا يليق كفرانا بنعمه. مجموع ما ذكره ثلاثتهم.
  • المعنى الإجمالي لقوله تعالى: {الذي خلقك فسواك فعدلك}:
حاصل أقوالهم فيها: الذي خلقك من نطفة في أحسن تقويم فجعلك سويًّا مستقيماً تسمع وتبصر وتعقل، معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال، عن بسر بن جحاشٍ القرشيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصق يوماً في كفّه فوضع عليها أصبعه ثمّ قال: ((قال اللّه عزّ وجلّ: ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردين، وللأرض منك وئيدٌ، فجمعت ومنعت، حتّى إذا بلغت التّراقي قلت: أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة)). رواه أحمد وابن ماجه، ونقله ابن كثير بكامل هذا السند وبسند ابن ماجة إلى عبد الرحمن بن ميسرة.
  • مناسبتها للآية السابقة:
أي ما غرك بالرب الكريم على ما أحسن إليك ومن إحسانه حسن خلقتك، فما أجحدك وأكفرك لنعمه؟!.
  • الأقوال الواردة في المراد بقوله: {في أي صورة ما شاء ركبك}
القول الأول: (
في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ) قاله مجاهد، وذكره ابن كثير وهو اختيار الأشقر فيما يبدو.
القول الثاني: (
إن شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ) قاله أبو صالح، وبنحوه عن عكرمة ونقله عنهما ابن كثير، وقول السعدي كقولهما.
ولا تعارض والحمد لله، فالقول الأول جعل الآية على واقع الإنسان المقضي، والقول الثاني تذكير بقدرة الله وأنه لو شاء لقدر له ذلك وقضي، لكن من رحمته أن لم يكن، وسياق الآيات في امتنان الله على عباده، فالقول الأول امتنانه فيما كان وعلى القول الثاني امتنانه فيما صرف، وإنه لو شاء لكان.
وهذا من بعد أن ضعف ابن كثير الحديث الوارد في هذا السياق، وما أحسن قوله إذا قال: (وهذا الحديث لو صح لكان فيصلا في هذه الآية).
والحديث عن رباح وفيه: (
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يا رسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال: يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ، النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها اللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك)).
ثم ظهر من ابن كثير رغم تضعيفه للحديث أعلاه، تأييده لهذا المعنى وما قاله مجاهد للحديث الوارد في الصحيحين:
عن أبي هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك من إبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟)) قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسى أن يكون نزعه عرقٌ)).
أحسنتِ اختي الفاضلة ، مع بعض الملحوظات اليسيرة أعلاه.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 29 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13/ 15
___________________
= 97 %

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بك الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 01:37 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة بنت يوسف مشاهدة المشاركة
واجب التفسير الرابع

تلخيص تفسير سورة الفجر من 21 إلى 30

تفسير قوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا . وجاء ربك والملك صفا صفا}
المسائل التفسيرية:
  • الأقوال الواردة في متعلق {كلا}. ك س ش
  • معنى {دكت الأرض دكا دكا}. ك س ش.
  • لماذا يجيء الله جل وعلا؟ ك س ش
  • متى يجيء الله جل وعلا؟ ك
  • كيف يجيء الملائكة؟ ك س ش
التلخيص:
· الأقوال الواردة في متعلق {كلا}:
القول الأول: أن كلا متعلقة بما ورد بعدها، ومعناها حقا يحصل ما سيذكر عن يوم القيامة. وهذا قول ابن كثير رحمه الله.
القول الثاني: أن كلا متعلقة بالآيات التي سبقتها وبما بعدها أيضا، ومعناها التذكير بأن حب الأموال والتلذذ بالدنيا والتنافس عليها ليس بباقٍ فأمامكم يوم عظيم. وهذا حاصل ما ذكره السعدي رحمه الله.
القول الثالث: أن كلا متعلقة بالآيات السابقة، ومعناها الزجر فما هكذا ينبغي أن يكون عملكم. قاله الأشقر رحمه الله.
· معنى: {دكت الأرض دكا دكا}:
الدك لغة: الكسر والدق، وعليه فمعنى الآية أن الأرض تزلزل وتحرك بشدة حتى تسوى جبالها وما عليها فتصير ممهدة قاعا صفصفا لا ترى فيها اعوجاجا، وتخرج ما فيها فيبعث الخلق من باطنها إلى ظاهرها الممهد قائمون لربهم. وهذا مجموع قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
· لماذا يجيء الله جل وعلا؟
لفصل القضاء بين عباده. قاله ثلاثتهم بنصه.
· متى يجيء الله جل وعلا؟
قال ابن كثير رحمه الله: (بعدما يستشفعون [أي الخلق] إليه [إلى الله] بسيّد ولد آدم على الإطلاق: محمّدٍ صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحداً بعد واحدٍ، فكلّهم يقول: لست بصاحب ذاكم. حتى تنتهي النّوبة إلى محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فيقول: ((أنا لها، أنا لها)). فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفّعه الله تعالى في ذلك.( [ تفاصيل الشفاعة تُفصل في مسألة عقدية بعد تفصيل المسائل التفسيرية ]
· كيف يجيء الملائكة؟ [ مثل هذه المسائل يفضل أن نبين علاقتها بتفسير الآية فنقول مثلا : معنى { صفا صفا } ، فائدة اصطفاف الملائكة ]
يجيء أهل كل سماء صفا مصطفين بخضوع بين يدي الملك الجبار سبحانه، محيطين بمن دونهم من الخلائق. وهذا حاصل ما ذكره الثلاثة، ولم يفصلوا في {المَلَك} مع ما يفهم من كلامهم أنهم الملائكة، فلعله هنا اسم للجنس.

تفسير قوله تعالى: {وجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}
المسائل التفسيرية:
  • كيف يؤتى بجهنم؟ ك س ش
  • ماذا يتذكر الإنسان؟ ك س ش
  • معنى {وأنى له الذكرى} ك س ش
التلخيص:
  • كيف يؤتى بجهنم؟
يؤتى بها مزمومة تجرها الملائكة بالسلاسل. كما قال السعدي والأشقر، ونقل ابن كثير رحمه الله الحديث الوارد في ذلك: "يؤتى بجهنّم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرّونها" رواه مسلم مرفوعا، ورواه الترمذي موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه.
· ماذا يتذكر الإنسان؟
يتذكر عمله وما قدم من خير وشر في قديم دهره وحديثه. حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي، أما الأشقر فقد جعل التذكر لما قدم من الشر فقط، وذاك لذكر مقام الندم بعده.
· معنى: {وأنى له الذكرى}
أي: وكيف تنفعه الذكرى قد فات أونها فإنما كانت لتنفعه قبل حضور الموت. وهذا مجموع قول ثلاثتهم.

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي . فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ . وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}
المسائل التفسيرية:
  • معنى {قدمت لحياتي}. ك س
  • دلالة قول الإنسان {يا ليتني قدمت لحياتي}. ك س
  • بيان أن الندم يقع لجنس الإنسان مؤمنهم وكافرهم. ك [ المقصود بالإنسان في الآيات ]
  • مما تدل عليه الآية. س
  • معنى: {لا يعذب عذابه أحد} ك ش
  • على من يقع التعذيب؟ ولماذا؟ س
  • من الذي يوثٍق؟ ك ش
  • من الذي يوثَق؟ ك س ش
  • صفة الوثق. ك س ش
  • كيف يكون حالهم بعد الوثاق؟ س
التلخيص:
· معنى {قدمت لحياتي}:
يتمنى أنه عمل صالحا وازداد من الطاعات وكف عن المعاصي ليقدم لحياته الباقية الدائمة في الآخرة. حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
· دلالة قول الإنسان {يا ليتني قدمت لحياتي}:
دلالة على وقوع الإنسان في الحسرة والندم على تفريطه يوم القيامة. حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر.
[ فاتكِ بيان المقصود بالحياة في الآية ، ثم بيان فائدة قصر وصف الحياة على الآخرة ، وقد أدرجتها مع المسألة الأولى والأولى تفصيلها :
دلالة التعبير بقوله { ياليتني }
متعلق التقديم :
المقصود بالحياة
فائدة قصر وصف الحياة على الآخرة ]

· بيان أن الندم يقع لجنس الإنسان مؤمنهم وكافرهم:
قال محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه: قال: (لو أنّ عبداً خرّ على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت في طاعة الله لحقره يوم القيامة، ولودّ أنه ردّ إلى الدنيا؛ كيما يزداد من الأجر والثواب). ذكره ابن كثير بسنده، وذكر أنه روي مرفوعا من طريق آخر. وقال من نفسه: (يندم على ما كان سلف منه من المعاصي إن كان عاصيا، ويود لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعا).
· مما تدل عليه الآية:
قال السعدي رحمه الله: (دليل على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ)
  • معنى: {لا يعذب عذابه أحد}:
أي كأشد ما يكون العذاب، ولا يعذب كعذاب الله أحد. حاصل قول ابن كثير والأشقر.
  • على من يقع التعذيب؟ ولماذا؟
يقع التعذيب على من غفل عن ذلك اليوم ونسيه، ويعذب لأنه لم يعمل له. بنحوه قال السعدي.
  • من الذي يوثٍق؟
القول الأول: الزبانية. قاله ابن كثير.
القول الثاني: الله جل وعلا. قاله الأشقر.
ولا تعارض بينهما بحمد الله، فإن الزبانية يعملون بأمر الله، فلعل ابن كثير ذكر من يباشر العمل والأشقر ذكر من أصدر الأمر.
  • من الذي يوثَق؟
المجرمين والكفرة والظالمين، مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
  • صفة الوثق.
وثاقا لا أشد منه وليس كوثاق الله وثاقا، بسلاسل وأغلال من نار. مجموع ما قاله ثلاثتهم.
  • كيف يكون حالهم بعد الوثاق؟
قال السعدي رحمه الله: (يسحبون على وجوههم في الحميم، ثم في النار يسجرون).

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي}
مسائل علوم الآية:
  • في ذكر من نزلت فيه هذه الآيات. ك

المسائل التفسيرية:
  • تعريف {النفس المطمئنة} ك
  • صاحب {النفس المطمئنة} س ش
  • أين يكون الاطمئنان؟ س ش
  • معنى الرجوع إلى الله. ك
  • مناسبة ذكر الله جل وعلا بربوبيته ومعناه. س
  • معنى: {راضية}. ك س ش
  • معنى: {مرضية}. ك س ش
  • معنى: {في عبادي} ك ش
  • متعلق الخطاب في الآيتين الأخيرتين. ك س
التلخيص:
أولا: مسائل علوم الآية:
  • في ذكر من نزلت فيه هذه الآيات:
- القول الأول: في عثمان بن عفان. قاله ابن عباس فيما رواه عنه الضحاك.
- القول الثاني: في حمزة بن عبد المطلب. وهو المروي عن بريدة بن الحصيب.
- القول الثالث: أن أبو بكر الصديق من أصحابها للحديث: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّةً} قال: نزلت وأبو بكرٍ جالسٌ، فقال رسول الله: ((ما أحسن هذا!)) فقال: ((أما إنّه سيقال لك هذا((.
ذكر ذلك كله ابن كثير، ثم أورد قصتين فيهما من كرامات الصالحين، والله أعلم بسندهما.

ثانيا: المسائل التفسيرية:
· تعريف {النفس المطمئنة}:
هي النفس الزكية الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق. قاله ابن كثير.
· صاحب {النفس المطمئنة}:
الذي اطمأن إلى الله وآمن به ووحده، موقنا بالإيمان بلا شك، راضيا بالقضاء مصدقا للرسل. مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.
· أين يكون الاطمئنان؟
القول الأول: مطمئنة في الدنيا إلى ذكر الله قريرة العين بربها. بنحوه قال السعدي.
القول الثاني: (تجيء يوم القيامة مطمئنة، لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث) قاله الأشقر.
والقولين ليسا مختلفين إنما ذكر الأول حال المؤمن في الدنيا والثاني ذكر حاله في الآخرة.
· معنى الرجوع إلى الله:
قال ابن كثير رحمه الله: (أي: إلى جواره وثوابه، وما أعد لعباده في جنته)
· مناسبة ذكر الله جل وعلا بربوبيته ومعناه:
تذكير بفضل الله وأنه برحمته وإحسانه بلغت جواره، قال السعدي رحمه الله: (الذي رباك بنعمته، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه).
ويجدر الإشارة هنا إلى قول غريب رواه العوفي عن ابن عباس حاصله أن الخطاب للروح وربها أي صاحبها وبدنها، وكان يقرأ {عبدي} مفردة. ذكره ابن كثير في النزول ورجح الثاني مستدلا بمثل قوله تعالى: {وأن مردنا إلى الله}.
[ إذن نسمي المسألة : " معنى الرب في الآية " ، ونفصل القولين على الطريقة التي اعتدناها ثم نرجح ونذكر وجه الترجيح ، وتذكرين بعدها : فائدة التعبير بصفة الربوبية في الآية ]
· معنى: {راضية}:
أي راضية في نفسها عن الله وعن الثواب الذي أكرمها به. مجموع ما ذكره ثلاثتهم.
· معنى: {مرضية}:
قال ابن كثير رحمه الله: (أي قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها) وبنحو أوله قال السعدي والأشقر.
· معنى {في عبادي} :
قال الأشقر: (أي في زمرة عبادي الصالحين وكوني من جملتهم) وبنحو آخره قال ابن كثير.
· متعلق الخطاب في الآيتين الأخيرتين:
أما المتكلم فيفهم من كلام ابن كثير أنهم الملائكة، وأما المخاطب فذكر السعدي أنها الروح، وأما وقت الخطاب فيوم القيامة، ويكون قد قيل لها من قبل حال الاحتضار كما ذكر كلاهما.

أحسنتِ أختي الفاضلة.
وقد أورد المفسرون في تفسير هذه الآيات بعض المسائل العقدية وذكرها ليس من صلب التفسير ولكن لو أشرتِ إليها في نهاية التلخيص ؛ لكان أفضل ، فنصنف المسائل على العلوم :
المسائل التفسيرية
المسائل العقدية
المسائل اللغوية

ويفيدكِ ذلك حال مراجعتكِ بإذن الله.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 28 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 19 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 96 %

بارك الله فيكِ ، وجعلكِ من أئمة الهدى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 01:45 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسامة بنت يوسف مشاهدة المشاركة
واجب التفسير الخامس
تلخيص تفسير سورة العصر
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

المسائل التفسيرية:

  • أركان القسم في مطلع السورة. ك س ش
  • المراد بالعصر. ك س ش
  • فائدة القسم بالعصر. س ش
  • معنى: {في خسر}. ك س ش
  • مسألة: هل الخسران كله مقام واحد؟ س [ مراتب الخسران ]
  • أركان الاستثناء في السورة. ك س ش
  • المراد بالإيمان، والمراد بالعمل الصالح. س [ هنا مسألتان ]
  • فائدة القرن بين الإيمان والعمل الصالح. ك
  • معنى الحق. ك س ش
  • معنى التواصي. س ش
  • على ماذا يكون التواصي بالصبر؟ ك س ش
  • سبب اختصاص الصبر بالذكر. ش
  • جامعية هذه السورة وشموليتها على قصرها. س
التلخيص:
  • أركان القسم في مطلع السورة:
حرف القسم: الواو في أول السورة، المقسم به: العصر، والمقسم عليه: خسران جنس الإنسان. وهذا ما يفهم إجمالا من كلام الثلاثة.
  • المراد بالعصر:
ورد في مقررنا أربعة أقوال للمراد بالعصر:
القول الأول: العشي. قاله زيد بن أسلم، وذكره ابن كثير.
القول الثاني: صلاة العصر. قاله مقاتل، وذكره الأشقر.
القول الثالث: الزمان الإنساني (أي: الذي يقع فيه حركات بني آدم) هكذا قال ابن كثير وأورد اشتهاره، وكذا هو قول السعدي رحمه الله وإن ذكره ب (الليل والنهار) فكلاهما جعل قيد العصر ارتباطه بالإنسان وعمله.
القول الرابع: الدهر، وقاله الأشقر، ويفهم من كلامه أن القسم بجنس الدهر بغض النظر عن ارتباطه بالإنسان وإن كان يشمله.
وحاصله أن الله أقسم بالدهر (وهي اللفظة الأشمل لأقوالهم) أو أن الله أقسم بقدر محدد من الزمن فيكون خلافهم معتبرا، أو أن نعد اختلافهم من قبيل التفسير بالمثل، فتكون أقوالهم تنوعا لا تضاد.
  • فائدة القسم بالعصر:
لأن المقسم عليه متعلق بجنس الإنسان، فإن القسم كان بالشيء الذي هو محل أفعالهم. وهذا ما فهمته من السعدي.
ولأن الدهر فيه من العبر والآيات وتسخير الحياة لجنس الإنسان ما يستدعي شكرهم للصانع وتوحيده واتقاء الخسران. ونجد الإشارة لذلك عند الأشقر.
  • معنى: {في خسر}:
الخسر والخسران: من النقصان وذهاب رأس المال، وفيه معنى الهلكة، والخاسر ضده الرابح. مجموع ما ذكره ثلاثتهم.
فيكون معنى الآية: (أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ، وَلا يُسْتَثْنَى منْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلاَّ مَا يُذْكَرُ [في الآية التالية]) نصا عن الأشقر. [ فنذكر : معنى الخسر ، والمقصود بالخسر في الآيات ]
  • مسألة: هل الخسران كله مقام واحد؟
هذه مسألة قد استفاض فيها أهل التفسير، لكنها ذكرت إجمالا في مقررنا، وثلاثتهم على أن المراد بالإنسان: جنس الإنسان بكل أفراده [ افصلي هذه في مسألة واجعليها قبل الحديث عن معنى الخسر ] ، فيتفرع منه ما ذكره السعدي رحمه الله في ذكر أنواع الخسران، فيكون لكل إنسان خسارة بحسبه، قال رحمه الله: (والخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ: قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ، وقدْ يكونُ خاسراً من بَعضِ الوجوهِ دونَ بعضٍ، ولهذا عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ)
  • أركان الاستثناء في السورة.
حرف الاستثناء: إلا، المستثنى منه: خسران الإنسان [ جنس الإنسان ] ، والمستثنى: المتصف بالصفات الاربعة المذكورة في الآية، وسيأتي بيانها.
  • المراد بالإيمان، والعمل الصالح:
الإيمان: بالله تعالى وفرعه العلم بما يؤمن به (ومنه التوحيد كما أشار لذلك الأشقر).
والعمل الصالح: شامل لكل صالح سواء كان عمل قولي أو عمل جوارحي، وسواء كان ظاهر أما باطنا، وكذلك كان صالحا من جهة تعلقه بحق الله جل وعلا أو بحق عبيده. وهذا حاصل ما ذكره السعدي رحمه الله.
  • فائدة القرن بين الإيمان والعمل الصالح:
قال ابن كثير رحمه الله: (الذين ءامنوا: بقلوبهم، وعملوا الصالحات: بجوارحهم) وبينهما عموم وخصوص، وفيه الإشارة لأهمية إتباع العلم بالعمل، وأن النجاة تكون بصلاح القلب والجوارح. والله تعالى أعلم.
  • معنى الحق:
اختلفت عباراتهم في ذلك، وحاصله: أن الحق الإيمان والعمل الصالح، كما قال السعدي
قال ابن كثير: (أداء الطاعات وترك المحرمات) فهذا يدخل في العمل الصالح.
وقال الأشقر: (الإيمان بالله والتوحيد، والقيام بما شرعه الله واجتناب ما نهى عنه) فالأول الإيمان والأخير العمل وهو كقول ابن كثير باختلاف في استخدام اللفظ.
  • معنى التواصي:
أي يوصي بعضهم بعضا مع الحث والترغيب، ذكره السعدي وبنحوه قال الأشقر.
  • على ماذا يكون التواصي بالصبر؟
وفيه قولين:
الأول: أن الصبر على الأقدار المؤلمة، وهذا ما ذكره ابن كثير وسنده مناسبة السياق فإن التواصي بالحق يوجب حصول الأذى من الناس فيتواصون بالصبر على أذاهم من بعد تواصيهم على الحق.
الثاني: أن الصبر هنا عام لكل نوعه، فيتواصون بالصبر على الطاعة وبالصبر عن المعصية وبالصبر على البلاء. وهذا حاصل قول السعدي والأشقر.
ولا تعارض بينهما: فابن كثير ذكر نوع مخصوص لمناسبته للتواصي المذكور قبله، فلعله رحمه الله ذكره تمثيلا لا حصرا. والله تعالى أعلم.
  • سبب اختصاص الصبر بالذكر:
قال الأشقر رحمه الله: (والصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ) وهذا يردنا إلى سبب اقتصار ابن كثير رحمه الله في العنصر السابق.
  • جامعية هذه السورة وشموليتها على قصرها.
قال الشافعي رحمه الله: (لو ما أنزل الله على عباده إلا هذه السورة لكفتهم)
ولعل سبب ذلك ما ختم به السعدي رحمه الله تفسير السورة فقال: (
بالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ)
وغاية الإنسان الفوز والربح والظفر، واتقاء الهلاك والخسر.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها):20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) :15 / 15
___________________
= 99 %
بارك الله فيكِ وزادكِ علمًا وهدىً ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir