دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 09:36 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي صفحة الطالبة ميسر ياسين لدراسة التفسير

صفحة الطالبة ميسر ياسين محمد محمود لدراسة التفسير


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 06:52 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تلخيص الإستعاذة
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً، قوله في الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[الأعراف: 199]، فهذا فيما يتعلّق بمعاملة الأعداء من البشر، ثمّ قال: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}[الأعراف: 200]، وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون ": {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}[المؤمنون: 96 -98]، وقال تعالى في سورة " حم السّجدة ": {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم}[فصّلت: 34 -36].

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 06:56 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي تلخيص البسملة

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({بِسْمِ} أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى؛ لأنَّ لفظَ (اسمْ) مفردٌ مُضافٌ، فيعمُّ جميعَ الأسماءِ [الحسنى].
{اللَّه}:هوَ المألوهُ المعبودُ، المستحقُّ لإفرادهِ بالعبادةِ لما اتصفَ بهِ منْ صفاتِ الألوهيةِ، وهيَ صفاتُ الكمالِ.
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}:اسمانِ دالاَّنِ على أنَّهُ تعالى ذو الرحمةِ الواسعةِ العظيمةِ التي وسعتْ كُلَّ شيءٍ، وعمَّتْ كلَّ حيٍّ وكتبَها للمتّقينَ المتبعينَ لأنبيائهِ ورسلهِ، فهؤلاءِ لهم الرحمةُ المطلقةُ، ومَنْ عَداهُمْ فلهمْ نصيبٌ منهَا.
واعلمْ أنَّ منَ القواعدِ المتفقِ عليهَا بينَ سلفِ الأمةِ وأئِمتهَا، الإيمانَ بأسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، وأحكامِ الصفاتِ، فيؤمنونَ مثلاً بأنَّهُ رحمنٌ رحيمٌ، ذو الرحمةِ التي اتصفَ بهَا، المتعلقةِ بالمرحومِ، فالنعمُ كلُّها أثرٌ مِنْ آثارِ رحمتِهِ، وهكذا في سائرِ الأسماءِ، يُقالُ في العليمِ: إنَّهُ عليمٌ ذو علمٍ يعلمُ [بهِ] كلَّ شيءٍ، قديرٌ ذو قدرةٍ يقْدِرُ على كلِّ شيءٍ).[تيسير الكريم الرحمن: 1/39]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 09:58 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

🔦تفسير سورة النبأ من آية (6إلى آية 16):
💡قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(6- {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً} المِهَادُ:الوِطَاءُ وَالْفِرَاشُ، كالمَهْدِ للصَّبِيِّ، وَهُوَ مَا يُمَهَّدُ لَهُ فَيُنَوَّمُ عَلَيْهِ). [زبدة التفسير: 581]
💡{وخلقناكم أزواجاً}. يعني: ذكراً وأنثى، يستمتع كلٌّ منهما بالآخر، ويحصل التّناسل بذلك،
💡ـ) :(9-{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً}؛ أَيْ: رَاحَةً لأَبْدَانِكُمْ، وَالسُّبَاتُ: أَنْ يَنْقَطِعَ عَن الحَرَكةِ والرُّوحُ فِي بَدَنِهِ)
💡وقال قتادة في قوله: {وجعلنا اللّيل لباساً}. أي: سكناً). [تفسير القرآن العظيم: 8/303]
💡قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(10-{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً}؛ أَيْ: نُلْبِسُكُمْ ظُلْمَتَهُ وَنُغَشِّيكُمْ بِهَا كَمَا يُغَشِّيكُمُ اللِّبَاسُ). [زبدة التفسير: 581]
وقال قتادة في قوله: {وجعلنا اللّيل لباساً}. أي: سكناً). [تفسير القرآن العظيم: 8/303]
💡قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(10-{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً}؛ أَيْ: نُلْبِسُكُمْ ظُلْمَتَهُ وَنُغَشِّيكُمْ بِهَا كَمَا يُغَشِّيكُمُ اللِّبَاسُ). [زبدة التفسير: 581]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(12-{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً} يُرِيدُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ قَوِيَّةِ الْخَلْقِ مُحْكَمَةِ الْبِنَاءِ). [زبدة التفسير: 582]
💡قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(13-{وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً} الْمُرَادُ بِهِ الشَّمْسُ، جَعَلَ فِيهَا نُوراً وَحَرَارَةً، والوَهَجُ يَجْمَعُ النُّورَ والحرارةَ). [زبدة التفسير: 582]
💡{وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجّاجاً}. قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: المعصرات: الرّيح.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {من المعصرات}. أي: من السّحاب. وكذا قال عكرمة أيضاً وأبو العالية والضّحّاك والحسن والرّبيع بن أنسٍ والثّوريّ، واختاره ابن جريرٍ.وقال الفرّاء: هي السّحاب التي تتحلّب بالمطر ولم تمطر بعد، كما يقال: مرأةٌ معصرٌ إذا دنا حيضها ولم تحض، وعن الحسن وقتادة: {من المعصرات}. يعني: السّماوات، وهذا قولٌ غريبٌ.
والأظهر أنّ المراد بالمعصرات السّحاب كما قال تعالى: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحاباً فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله}. أي: من بينه.
💡وقوله: {ماءً ثجّاجاً}. قال مجاهدٌ وقتادة والرّبيع بن أنسٍ: {ثجّاجاً}: منصبًّا.
وقوله: {ماءً ثجّاجاً}. قال مجاهدٌ وقتادة والرّبيع بن أنسٍ: {ثجّاجاً}: منصبًّا.
وقال الثّوريّ: متتابعاً. وقال ابن زيدٍ: كثيراً.
قال ابن جريرٍ: ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثّجّ، وإنّما الثّجّ: الصّبّ المتتابع، ومنه قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (أفضل الحجّ العجّ والثّجّ). يعني: صبّ دماء البدن. هكذا قال.
قلت: وفي حديث المستحاضة حين قال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (أنعت لك الكرسف). يعني: أن تحتشي بالقطن؛ فقالت: يا رسول اللّه هو أكثر من ذلك، إنّما أثجّ ثجًّا. وهذا فيه دلالةٌ على استعمال الثّجّ في الصّبّ المتتابع الكثير، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/303-304]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 10:00 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(15- {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتاً}؛ أَيْ: لِنُخْرِجَ بِذَلِكَ الْمَاءِ حَبًّا يُقْتَاتُ؛ كالحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَنَحْوِهِمَا، وَالنَّبَاتُ مَا تَأْكُلُهُ الدَّوَابُّ مِنَ الحَشِيشِ وَسَائِرِ النباتِ). [زبدة التفسير: 582]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(💡16-{وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً}؛ أَيْ: بَسَاتِينَ مُلْتَفٌّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ؛ لِتَشَعُّبِ أَغْصَانِهَا). [زبدة التفسير: 582]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 10:09 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

📍مقدمات تفسير سورة عبس


من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر


أسماء السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة عبس). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (آخر تفسير سورة عبس. وللّه الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/327]

نزول السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]

سبب نزول السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ذكر غير واحدٍ من المفسّرين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يوماً يخاطب بعض عظماء قريشٍ، وقد طمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أمّ مكتومٍ، وكان ممّن أسلم قديماً، فجعل يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ ويلحّ عليه، وودّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن لو كفّ ساعته تلك؛ ليتمكّن من مخاطبة ذلك الرّجل طمعاً ورغبة ًفي هدايته، وعبس في وجه ابن أمّ مكتومٍ وأعرض عنه وأقبل على الآخر؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2) وما يدريك لعلّه يزّكّى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو القعدة 1435هـ/8-09-2014م, 10:23 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى: حقًّا إنّ كتاب الأبرار، وهم بخلاف الفجّار، {لفي علّيّين}. أي: مصيرهم إلى علّيّين، وهو بخلاف سجّينٍ.
قال الأعمش، عن شمر بن عطيّة، عن هلال بن يسافٍ قال: سأل ابن عبّاسٍ كعباً وأنا حاضرٌ عن: {سجّينٍ} قال: هي الأرض السّابعة، وفيها أرواح الكفّار. وسأله عن: {علّيّين}. فقال: هي السّماء السّابعة، وفيها أرواح المؤمنين. وهكذا قال غير واحدٍ إنّها السّماء السّابعة.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين}. يعني الجنّة وفي رواية العوفيّ عنه: أعمالهم في السّماء عند اللّه. وكذا قال الضّحّاك). [تفسير القرآن العظيم: 8/352]والظّاهر أنّ {علّيّين} مأخوذٌ من العلوّ، وكلّما علا الشّيء وارتفع عظم واتّسع.
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مؤكّداً لما كتب لهم: {كتابٌ مرقومٌ (20) يشهده المقرّبون}. وهم الملائكة، قاله قتادة.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: يشهده من كلّ سماءٍ مقرّبوها). [تفسير القرآن العظيم: 8/352]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} من الملائكةِ الكرامِ، وأرواحِ الأنبياءِ والصِّدِّيقين والشهداءِ، ويُنوِّه اللهُ بذكرِهم في الملأِ الأعلى). [تيسير الكريم الرحمن: 916]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {إنّ الأبرار لفي نعيمٍ}. أي: يوم القيامة هم في نعيمٍ مقيمٍ وجنّاتٍ فيها فضلٌ عميمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/352]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(22- {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}؛ أَيْ: إِنَّ أَهْلَ الطاعةِ لفي تَنَعُّمٍ عَظِيمٍ لا يُقَادَرُ قَدْرُهُ). [زبدة التفسير: 588]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(23-{عَلَى الأَرَائِكِ} الأَرَائِكُ: الأَسِرَّةُ الَّتِي فِي الحِجَالِ، وَلا تُطْلَقُ الأَرِيكَةُ عَلَى السَّرِيرِ إِلاَّ إِذَا كَانَ فِي حَجَلَةٍ؛ وَهِيَ الْكِلَّةُ.{يَنْظُرُونَ} إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ من الكَراماتِ، وَقِيلَ: يَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِهِ جَلَّ جَلالُهُ). [زبدة التفسير: 588]

تفسير قوله تعالى: (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) )قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(24-{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}: إِذَا رَأَيْتَهُمْ عَرَفْتَ أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ النِّعْمَةِ؛لِمَا تَرَاهُ فِي وُجُوهِهِمْ من النُّورِ وَالْحُسْنِ وَالْبَيَاضِ وَالبَهْجَةِ وَالرَّوْنَقِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ زَادَ فِي جَمَالِهِمْ وَفِي أَلْوَانِهِمْ مَا لا يَصِفُهُ وَاصِفٌ). [زبدة التفسير: 588]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ} وهو منْ أطيبِ ما يكونُ منَ الأشربةِ وألذِّها، {مَخْتُومٍ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 916]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(25-{يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ}. الرَّحِيقُ مِنَ الْخَمْرِ: مَا لا غِشَّ فِيهِ وَلا شَيْءَ يُفْسِدُهُ، وَالمَخْتُومُ: الَّذِي لَهُ خِتَامٌ، فَهُوَ مَمْنُوعٌ منْ أَنْ تَمَسَّهُ يَدٌ إِلَى أَنْ يُفَكَّ خَتْمُهُ للأَبْرَارِ). [زبدة التفسير: 588]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ذلكَ الشرابُ {خِتَامُهُ مِسْكٌ}يحتملُ أنَّ المرادَ مختومٌ عنْ أن يداخلَه شيءٌ ينقصُ لذتَهُ، أو يفسدُ طعمَهُ، وذلكَ الختامُ الذي ختمَ به مسكٌ.
ويحتملُ أنَّ المرادَ أنَّهُ يكونُ في آخرِ الإناءِ، الذي يشربونَ منه الرحيقَ حثالةٌ، وهي المسكُ الأذفرُ، فهذا الكدرُ منهُ، الذي جرتِ العادةُ في الدنيا أنَّه يراقُ، يكونُ في الجنةِ بهذهِ المثابةِ، {وَفِي ذَلِكَ} النعيمِ المقيمِ، الذي لا يعلمُ مقدارَهُ وحسنَهُ إلا اللهُ، {فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} أي: يتسابقوا في المبادرةِ إليه والأعمالِ الموصلةِ إليه، فهذا أولى ما بذلتْ فيه نفائسُ الأنفاس، وأحرى ما تزاحمتْ للوصولِ إليه فُحُولُ الرجالِ). [تيسير الكريم الرحمن: 916]قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(27- {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ}؛ أَيْ: وَمِزَاجُ ذَلِكَ الرَّحِيقِ منْ تَسْنِيمٍ، وَهُوَ شَرَابٌ يَنْصَبُّ عَلَيْهِمْ منْ عُلُوٍّ، وَهُوَ أَشْرَفُ شَرَابِ الْجَنَّةِ). [زبدة التفسير: 588]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(28-{عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}؛ أَيْ: يُسْقَوْنَ الرَّحِيقَ أَو التَّسْنِيمَ مِنْ عَيْنٍ يَمْزِجُونَ بِهَا كُؤُوسَهُمْ). [زبدة التفسير: 588]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 ذو القعدة 1435هـ/9-09-2014م, 07:56 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

التفسير اللغوي للآيات 1-8من سورة الأنفطار
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(1- {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} انْفِطَارُهَا: انْشِقَاقُهَا لِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ مِنْهَا). [زبدة التفسير: 587]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(3- {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}؛ أَيْ: فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ، وَهَذِهِ الأَشْيَاءُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ). [زبدة التفسير: 587]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(4-{وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ}؛ أَيْ: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى الَّذِينَ هُمْ فِيهَا). [زبدة التفسير: 587]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(5-{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}: عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْ منْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْ سَيِّئَةٍ). [زبدة التفسير: 587]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: {الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه، بل المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدم بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟! كما جاء في الحديث: ((يقول اللّه تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرّك بي؟ ماذا أجبت المرسلين؟)). قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل.
وقال أيضاً: حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا أبو خلفٍ، حدّثنا يحيى البكّاء، سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه- جهله.
قال: وروي عن ابن عبّاسٍ والرّبيع بن خثيمٍ والحسن مثل ذلك، وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟ لقلت: ستورك المرخاة.
وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم.
وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء، وحكى البغويّ عن الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك الكريم}). [تفسير القرآن العظيم: 8/341-342]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(6- {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}؛ أَيْ: مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ). [زبدة التفسير: 587]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(7-{الَّذِي خَلَقَكَ} مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً،
{فَسَوَّاكَ} رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ،
{فَعَدَلَكَ}: جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا). [زبدة التفسير: 587
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(8-{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}؛ أَيْ: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ). [زبدة التفسير: 587]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 ذو القعدة 1435هـ/15-09-2014م, 08:31 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تم الاطلاع على الموضوع متأخراً
المسائل التفسيرية من الآية الكريمة : {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}👈هي :أنواع المعونة التي يستعان بها على كل الأمور هي:
أولاً :الصبر:
أنواع الصبر:1-الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، 2-والصبر عن معصية الله حتى يتركها، 3-والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها،
ثانياً:الصلاة :التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، {وَإِنَّهَا} أي: الصلاة {لَكَبِيرَةٌ} أي: شاقة {إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ} فإنها سهلة عليهم خفيفة؛
أهمية الخشوع:
-الخشوع، وخشية الله، ورجاء ما عنده يوجب له فعلها، منشرحا صدره لترقبه للثواب، وخشيته من العقاب، بخلاف من لم يكن كذلك، فإنه لا داعي له يدعوه إليها، وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه.
-معنى الخشوع:
والخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته، وسكونه لله تعالى، وانكساره بين يديه، ذلا وافتقارا، وإيمانا به وبلقائه.
ولهذا قال: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ} أي: يستيقنون {أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} فيجازيهم بأعمالهم {وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات، ونفس عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيئات، فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات، وأما من لم يؤمن بلقاء ربه، كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه).

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 ذو القعدة 1435هـ/15-09-2014م, 08:46 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المسائل التفسيرية في قوله تعالى :(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} -سبب افتتاح الآية بهل:ليس المراد بها حقيقة الاستفهام، ولهذا قال بعض الناس: إن (هل) في مثل هذا الموضع بمعنى (قد) التي تقتضي التحقيق.
🔴سبب ورود الكلام في مثل هذا بصيغة الاستفهام :
🔺أولاً :سر لطيف ومعنى بديع؛ فإن المتكلم إذا أراد أن يخبر المخاطب بأمر عجيب ينبغي الاعتناء به وإحضار الذهن له: صدَّر له الكلام بأداة الاستفهام لتنبيه سمعه وذهنه للمخبر به؛ فتارة يصدّره بألا، وتارة يصدّره بهل.
فقول: هل علمت ما كان من كيت وكيت؟ إما مذكرا به، وإما واعظاً له مخوفا، وإما منبها على عِظَم ما يخبر به، وإما مقرراً له.
أمثلة أخرى :
فقوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} و {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} متضمن لتعظيم هذه القصص والتنبيه على تدبرها ومعرفتها ما تضمنته.
🔺ثانياً: التنبيه على أن إتيان هذا إليك علم من أعلام النبوة فإنه من الغيب الذي لا تعمله أنت ولا قومك؛ فهل أتاك من غير إعلامنا وإرسالنا وتعريفنا؟ أم لم يأتك إلا من قِبَلنا؟
فانظر ظهور هذا الكلام بصيغة الاستفهام، وتأمل عظم موقعه في جميع موارده يشهد أنه من الفصاحة في ذروتها العليا.
🔴وقوله: {ضيف إبراهيم المكرمين} متضمن لثنائه على خليله إبراهيم فإنَّ في المكرمين قولين:
- 🔺أحدهما: إكرام إبراهيم لهم ففيه مدح إبراهيم بإكرام الضيف.
- 🔺والثاني: أنهم مكرمون عند الله كقوله تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} وهو متضمن أيضاً لتعظيم خليله ومدحه، إذ جعل ملائكته المكرمين أضيافاً له، فعلى كلا التقديرين فيه مدح لإبراهيم). [الرسالة التبوكية]

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 ذو القعدة 1435هـ/15-09-2014م, 09:07 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

🔷المسائل التفسيرية في قول الله تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين}
🔹🔹🔹أقوال المفسرين المختلفة في تفسير (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)
🔹القول الراجح:
قال أكثر المفسرين: لا تفسدوا فيها بالمعاصي، والداعي إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة والدعاء إلى طاعة الله مفسدٌ؛ فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم الفساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو الشرك بالله ومخالفة أمره، قال الله تعالى : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}
🔹قال ابن عطية في الآية: ولا تعصوا في الأرض فيمسك الله المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم.
🔹وقال غير واحدٍ من السلف: إذا قحط المطر فالدواب تلعن عصاة بني آدم فتقول: اللهم العنهم فبسببهم أجدبت الأرض وقحط المطر.
وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله وإقامة معبودٍ غيره أو مطاعٍ متبعٍ غير الرسول صلى الله عليه وسلم هو أعظم الفساد في الأرض
🔵أسباب صلاح الأرض :
↩️ولا صلاح لها ولأهلها إلا أن يكون الله وحده هو المعبود والدعوة له لا لغيره والطاعة
↩️والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن أمر بمعصيته فلا سمع ولا طاعة : فإن الله أصلح الأرض برسوله صلى الله عليه وسلم ودينه وبالأمر بالتوحيد ونهى عن فسادها بالشرك به ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاحٍ في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
🔄وكل شر في العالم وفتنةٍ وبلاءٍ وقحطٍ وتسليط عدو وغير ذلك؛ فسببه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى غير الله.
ومن تدبر هذا حق التدبر وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه وفي غيره عمومًا وخصوصًا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} إنما ذكر الأمر بالدعاء لما ذكره معه من الخوف والطمع فأمر أولًا بدعائه تضرعًا وخفيةً ثم أمر أيضًا أن يكون الدعاء خوفًا وطمعًا . وفصل الجملتين بجملتين :
إحداهما : خبريةٌ ومتضمنةٌ للنهي وهي قوله : {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30 ذو القعدة 1435هـ/24-09-2014م, 08:05 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

☀️قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (15-{فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ}: امْتَحَنَهُ وَاخْتَبَرَهُ بالنِّعَمِ، {فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ}؛ أَيْ: أَكْرَمَهُ بِالْمَالِ وَوَسَّعَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ، {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}: اعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الكَرامةُ؛ فَرَحاً بِمَا نَالَ، وَسُرُوراً بِمَا أُعْطِيَ غَيْرَ شَاكِرٍ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ، وَلا خَاطِرٍ بِبَالِهِ أَنَّ ذَلِكَ امْتِحَانٌ لَهُ مِنْ رَبِّهِ).
(☀️16-{وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ}؛أَي: اخْتَبَرَهُ وَامْتَحَنَهُ، {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}؛ أَيْ: ضَيَّقَهُ وَلَمْ يُوَسِّعْهُ لَهُ، وَلا بَسَطَ لَهُ فِيهِ، {فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}؛ أَيْ: أَوْلانِي هَوَاناً،وَهَذِهِ صِفَةُ الْكَافِرِ الَّذِي لا يُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ؛لأَنَّهُ لا كَرَامَةَ عِنْدَهُ إِلاَّ الدُّنْيَا والتَّوَسُّعُ فِي مَتَاعِهَا، وَلا إِهَانَةَ عِنْدَهُ إِلاَّ فَوْتُهَا وَعَدَمُ وُصُولِهِ إِلَى مَا يُرِيدُ منْ زِينَتِهَا، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فالكرامةُ عِنْدَهُ أَنْ يُكْرِمَهُ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ، وَيُوَفِّقَهُ لِعَمَلِ الآخِرَةِ، والإهانةُ عِنْدَهُ أَلاَّ يُوَفِّقَهُ اللَّهُ للطَّاعَةِ وَعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَيْسَ سَعَةُ الدُّنْيَا كَرَامَةً، وَلَيْسَ ضِيقُهَا إِهَانَةً، وَإِنَّمَا الغِنَى اخْتِبَارٌ للغَنِيِّ هَلْ يَشْكُرُ، وَالفَقْرُ اخْتِبَارٌ لَهُ هَلْ يَصْبِرُ).
(☀️17-{كَلاَّ}: رَدْعٌ للإنسانِ الْقَائِلِ فِي الحَالَتَيْنِ مَا قَالَ, وَزَجْرٌ لَهُ، {بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} بِمَا آتَاكُمُ اللَّهُ مِنَ الغِنَى، وَلَوْ أَكْرَمْتُمُوهُ لَكَانَ ذَلِكَ لَكُمْ كَرَامَةً عِنْدَ اللَّهِ).
☀️18-{وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}؛ أَيْ: لا تَحُضُّونَ أَنْفُسَكُمْ، أَوْ لا يَحُضُّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً عَلَى ذَلِكَ، وَلا يَأْمُرُ بِهِ، وَلا يُرْشِدُ إِلَيْهِ، فَيَبْقَى مَغْلُوباً مَقْهُوراً بَيْنَكُمْ، لا تُمَدُّ لَهُ يَدٌ بِعَوْنٍ)
(☀️19-{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ}: أَمْوَالَ الْيَتَامَى وَالنِّسَاءِ وَالضُّعَفَاءِ، {أَكْلاً لَمًّا}؛ أَيْ: أَكْلاً شَدِيداً)
وتأكلون التّراث} يعني: الميراث(ك)
☀️ـ) : ({وتحبّون المال حبًّا جمًّا} أي: كثيراً. زاد بعضهم: فاحشاً)(ك)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (☀️21-{كَلاَّ}؛ أَيْ: مَا هكذا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُكُمْ، {إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} الدَّكُّ: الكَسْرُ وَالدَّقُّ؛ زُلْزِلَتْ وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكاً بَعْدَ تَحْرِيكٍ، أَوْ دُكَّتْ جِبَالُهَا حَتَّى اسْتَوَتْ).
{كلاّ} أي: حقًّا، (ك)
({كَلاَّ} أي: ليسَ ما أحببتمْ منَ الأموالِ، وتنافستمْ فيهِ منَ اللذاتِ، بباقٍ لكمْ،(س)
☀️قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجاء ربّك} يعني: لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيّد ولد آدم على الإطلاق: محمّدٍ صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحداً بعد واحدٍ، فكلّهم يقول: لست بصاحب ذاكم. حتى تنتهي النّوبة إلى محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فيقول: ((أنا لها، أنا لها)). فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفّعه الله تعالى في ذلك.
وهي أوّل الشفاعات، وهي المقام المحمود، كما تقدّم في بيانه، وفي سورة (سبحان). فيجيء الربّ تعالى لفصل القضاء كما يشاء، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفاً صفوفاً)
(☀️وقوله: {وجيء يومئذٍ بجهنّم}عن عبد الله - هو ابن مسعودٍ - قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((يؤتى بجهنّم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرّونها)).
☀️وقوله: {يومئذٍ يتذكّر الإنسان} أي: عمله، وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه
{أنّى له الذّكرى} أي: وكيف تنفعه الذكرى
☀️{يقول يا ليتني قدّمت لحياتي} يعني: يندم على ما كان سلف منه من المعاصي - إن كان عاصياً - ويودّ لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعاً؛
عن محمد بن أبي عميرة، وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لو أنّ عبداً خرّ على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت في طاعة الله لحقره يوم القيامة، ولودّ أنه ردّ إلى الدنيا؛ كيما يزداد من الأجر والثواب.
☀(س)️وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ).
☀️قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (25-{فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ}؛ أَيْ: لا يُعَذِّبُ كَعَذَابِ اللَّهِ أَحَدٌ).
: (☀️26- {وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}؛ أَيْ: وَلا يُوثِقُ الْكَافِرَ بالسلاسلِ والأغلالِ كَوَثَاقِ اللَّهِ أَحَدٌ)

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 30 ذو القعدة 1435هـ/24-09-2014م, 08:06 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

☀️27-{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}: المُوقِنَةُ بالإيمانِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ، لا يُخَالِطُهَا شَكٌّ وَلا يَعْتَرِيهَا رَيْبٌ، قَدْ رَضِيَتْ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَعَلِمَتْ أَنَّ مَا أَخْطَأَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا، وَأَنَّ مَا أَصَابَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهَا، فَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُطْمَئِنَّةً؛لأَنَّهَا قَدْ بُشِّرَتْ بالجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ).
(☀️28-{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالثَّوَابِ الَّذِي أَعْطَاكِ، {مَرْضِيَّةً} عِنْدَهُ
(س) {رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي: راضيةً عنِ اللهِ، وعنْ مَا أكرمَهَا بهِ منَ الثوابِ، واللهُ قدْ رضيَ عنهَا).
ق☀️) : ({فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي}
وهذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ). (س)
(29-{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}؛ أَيْ: فِي زُمْرَةِ عِبَادِي الصَّالِحِينَ، وَكُونِي مِنْ جُمْلَتِهِمْ). (ش)
☀️(30 -{وَادْخُلِي جَنَّتِي} مَعَهُمْ؛ أَيْ: فَتِلْكَ هِيَ الكرامةُ، لا كَرَامَةَ سِوَاهَا).
☀️تفسير قوله تعالى: (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيد قال: قرئت عن النبي [صلى الله عليه وسلم] : {يا أيتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّةً} فقال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ هذا لحسنٌ. فقال النّبيّ: أما أنّ الملك سيقولها لك عند الموت). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 39] [سعيد: هو ابن جبير] (م)

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 5 محرم 1436هـ/28-10-2014م, 02:58 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

1-أمثلة للآداب الواجبة:
-🔴الطهارة واجبة عند مس المصحف
مستحبة عند القراءة عن ظهر قلب
-🔴الطهارة واستقبال القبلة والستر عند سجود التلاوة واجبة على رأي الجمهور.
🔴الإستعاذة واجبة على رأي الجمهور لقوله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )النحل .
-أمثلة للآداب المستحبة:
🔴احترام المصحف ودعاء الختم
🔴السواك
🔴استقبال القبلة ولبس ثوب طيب
2-شروط حصول أثر الاستعاذة:
🔴أن نقرأها بقلب خاشع حاضرمستشعراً معناها أنها لجوء واستجارة ولواذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم من وسواسه وقربه وتأثيره عليه موقناً بأثرها
3-حكم دعاء ختم القرآن:
🔴مستحب وهو سنة

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 7 محرم 1436هـ/30-10-2014م, 11:06 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

🔴تفسير سورة الشرح
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}


تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) )

ك : (يقول تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} يعني: أما شرحنا لك صدرك؟ أي: نوّرناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً، كقوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً، لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.وقيل:شرح صدره ليلة الإسراء،

ش:الْمَعْنَى: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ لِقَبُولِ النُّبُوَّةِ، وَمِنْ هُنَا قَامَ بِمَا قَامَ بِهِ من الدَّعْوةِ، وَقَدَرَ عَلَى حَمْلِ أعباءِ النُّبُوَّةِ وَحِفْظِ الْوَحْيِ)

Green heartتفسير قوله تعالى: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) )ك س :بمعنى: {ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}).

ش:حَطَطْنَا عَنْكَ الَّذِي سَلَفَ مِنْكَ فِي الجاهليَّةِ).

Green heartتفسير قوله تعالى: (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) )ك:الإنقاض: الصوت. وقال غير واحدٍ من السلف في قوله: {الّذي أنقض ظهرك} أي: أثقلك حمله

س:أي أثقلَ{ظَهَرَكَ}ش: مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَوْ كَانَ حِمْلاً يُحْمَلُ لَسُمِعَ نَقِيضُ ظَهْرِهِ. وَقِيلَ: الوِزْرُ حَمْلُ أعباءِ النُّبُوَّةِ، سَهَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى تَيَسَّرَتْ لَهُ).

Green heartتفسير قوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) )ش:(4-{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِأُمُورٍ، مِنْهَا تَكْلِيفُهُ لِلْمُؤْمِنِينَ إِذَا قَالُوا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ أَنْ يَقُولُوا: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.وَمِنْهَا ذِكْرُهُ فِي الأذانِ، وَمِنْهَا أَمْرُهُمْ بالصلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ، وَأَمْرُ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ

Green heartتفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (س:(وقوله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} بشارةٌ عظيمةٌ، أنَّهُ كلما وجدَ عسرٌ وصعوبةٌ، فإنَّ اليسرَ يقارنُهُ ويصاحبهُ، حتى لو دخلَ العسرُ جحرَ ضبٍّ لدخلَ عليهِ اليسرُ فأخرجهُ، كمَا قالَ تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} وكمَا قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((وإنَّ الفرجَ معَ الكربِ، وإنَّ معَ العسرِ يسراً)).

-وتعريفُ (العسرِ) في الآيتينِ، يدلُّ على أنَّهُ واحدٌ.

-وتنكيرُ (اليسر) يدلُّ على تكرارهِ، فلنْ يغلبَ عسرٌ يسرينِ.

وفي تعريفهِ بالألفِ واللامِ، الدالةِ على الاستغراقِ والعمومِ، ما يدلُّ على أنَّ كلَّ عسرٍ - وإنْ بلغَ منَ الصعوبةِ مَا بلغَ - فإنهُ في آخرهِ التيسيرُ ملازمٌ لهُ

Green heartتفسير قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)(وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) )ك:أي: إذا فرغت من أمور الدّنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب في العبادة، وقم إليها نشيطاً فارغ البال، وأخلص لربّك النيّة والرغبة.

ومن هذا القبيل قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث المتّفق على صحّته: ((لا صلاة بحضرة طعامٍ، ولا وهو يدافعه الأخبثان)). وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((إذا أقيمت الصّلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء)).س: {فَإِذَا فَرَغْتَ} منَ الصلاةِ وأكملتهَا {فَانْصَبْ} في الدعاءِ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} في سؤالِ مطالبكَ.

قال مجاهدٌ في هذه الآية: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربّك.

وفي روايةٍ عنه: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك.

وعن ابن مسعودٍ: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام اللّيل.

وعن ابن عياضٍ نحوه.

وفي روايةٍ عن ابن مسعودٍ: {فانصب * وإلى ربّك فارغب} بعد فراغك من الصلاة وأنت جالسٌ.

وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {فإذا فرغت فانصب} يعني: في الدعاءوقال زيد بن أسلم والضحّاك: {فإذا فرغت} أي: من الجهاد {فانصب} أي: في العبادة
َكَ؛ فَقَدْ كُنْتَ فَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً).

(س)هذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ

Black sun with rays️(ك){وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).وقال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن.

وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.

وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى).

وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ).

Heart with ribbonتفسير سورة الشرحHeart with ribbon

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}



Green heartتفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) )

ك : (يقول تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} يعني: أما شرحنا لك صدرك؟ أي: نوّرناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً، كقوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً، لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق.وقيل:شرح صدره ليلة الإسراء،

ش:الْمَعْنَى: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ لِقَبُولِ النُّبُوَّةِ، وَمِنْ هُنَا قَامَ بِمَا قَامَ بِهِ من الدَّعْوةِ، وَقَدَرَ عَلَى حَمْلِ أعباءِ النُّبُوَّةِ وَحِفْظِ الْوَحْيِ)

Green heartتفسير قوله تعالى: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) )ك س :بمعنى: {ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر}).

ش:حَطَطْنَا عَنْكَ الَّذِي سَلَفَ مِنْكَ فِي الجاهليَّةِ).

Green heartتفسير قوله تعالى: (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) )ك:الإنقاض: الصوت. وقال غير واحدٍ من السلف في قوله: {الّذي أنقض ظهرك} أي: أثقلك حمله

س:أي أثقلَ{ظَهَرَكَ}ش: مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَوْ كَانَ حِمْلاً يُحْمَلُ لَسُمِعَ نَقِيضُ ظَهْرِهِ. وَقِيلَ: الوِزْرُ حَمْلُ أعباءِ النُّبُوَّةِ، سَهَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى تَيَسَّرَتْ لَهُ).

Green heartتفسير قوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) )ش:(4-{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِأُمُورٍ، مِنْهَا تَكْلِيفُهُ لِلْمُؤْمِنِينَ إِذَا قَالُوا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ أَنْ يَقُولُوا: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.وَمِنْهَا ذِكْرُهُ فِي الأذانِ، وَمِنْهَا أَمْرُهُمْ بالصلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ، وَأَمْرُ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ

Green heartتفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) )

س:(وقوله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} بشارةٌ عظيمةٌ، أنَّهُ كلما وجدَ عسرٌ وصعوبةٌ، فإنَّ اليسرَ يقارنُهُ ويصاحبهُ، حتى لو دخلَ العسرُ جحرَ ضبٍّ لدخلَ عليهِ اليسرُ فأخرجهُ، كمَا قالَ تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} وكمَا قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((وإنَّ الفرجَ معَ الكربِ، وإنَّ معَ العسرِ يسراً)).

-وتعريفُ (العسرِ) في الآيتينِ، يدلُّ على أنَّهُ واحدٌ.

-وتنكيرُ (اليسر) يدلُّ على تكرارهِ، فلنْ يغلبَ عسرٌ يسرينِ.

وفي تعريفهِ بالألفِ واللامِ، الدالةِ على الاستغراقِ والعمومِ، ما يدلُّ على أنَّ كلَّ عسرٍ - وإنْ بلغَ منَ الصعوبةِ مَا بلغَ - فإنهُ في آخرهِ التيسيرُ ملازمٌ لهُ فسير قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)(وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) )ك:أي: إذا فرغت من أمور الدّنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب في العبادة، وقم إليها نشيطاً فارغ البال، وأخلص لربّك النيّة والرغبة.

ومن هذا القبيل قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث المتّفق على صحّته: ((لا صلاة بحضرة طعامٍ، ولا وهو يدافعه الأخبثان)). وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((إذا أقيمت الصّلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء)).س: {فَإِذَا فَرَغْتَ} منَ الصلاةِ وأكملتهَا {فَانْصَبْ} في الدعاءِ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} في سؤالِ مطالبكَ.

قال مجاهدٌ في هذه الآية: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربّك.

وفي روايةٍ عنه: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك.

وعن ابن مسعودٍ: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام اللّيل.

وعن ابن عياضٍ نحوه.

وفي روايةٍ عن ابن مسعودٍ: {فانصب * وإلى ربّك فارغب} بعد فراغك من الصلاة وأنت جالسٌ.

وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {فإذا فرغت فانصب} يعني: في الدعاء.

وقال زيد بن أسلم والضحّاك: {فإذا فرغت} أي: من الجهاد {فانصب} أي: في العبادة
َكَ؛ فَقَدْ كُنْتَ فَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً).

(س)هذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ

Black sun with rays️(ك){وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).وقال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن.

وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.

وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى).

وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ).

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 7 محرم 1436هـ/30-10-2014م, 11:09 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

س:تفسير السعدي
ش:تفسير الأشقر
ك:تفسير ابن كثير

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م, 03:33 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

جزاكِ الله خيرا ، ويرجى الانتباه للآتي :

اقتباس:
جزاكِ الله خيرًا على هذا الجهد المبذول، ولكن لا بد من التنبيه على بعض الأشياء:
- تعلمين أن التلخيص أنواع، وما يهمنا
هو تلخيص المقاصد ويراد به تقريب مقاصد الكتاب وإبرازها.
ولعلك سلكتِ في التلخيص مسلكًا آخر وهو مسلك
الاختصار والتهذيب.

- وعماد التلخيص هو استخلاص المسائل المتعلّقة بالآية وعنونتها وتصنيفها على العلوم، وأنت لم تنتبهي لهذا الأمر، فسردتِ الكلام سردًا كما هو في الكتاب.
يرجى منكِ الاطلاع على هذه المشاركات ثم إعادة التلخيص مع استكمال ما فاتكِ.
المشاراكات (هنا) و (هنا)



وإليكِ معايير التلخيص الجيد ، فيرجى الانتفاع بها
اقتباس:
معاييرالتلخيص الجيّد:
الملخّص الجيّد هو الذي يحقق المعايير التالية: الشمول، والترتيب، والتحرير، وحسن الصياغة، وحسن العرض.

1: الشمول:
والمراد به أن يكون الملخّص وافياً بذكر المسائل التي تضمّنها الدرس؛ بحيث لا تفوته مسألة من مسائل عماد الدرس، وأما المسائل الاستطرادية فالطالب مخيّر بين ذكرها وتركها، وإذا كثرت المسائل الاستطرادية في الدرس فينبغي للطالب أن يتعمّد ترك بعضها؛ وذلك لتكون مسائل العماد ظاهرة بيّنة غير مغمورة في المسائل الاستطرادية الكثيرة.
وينظر في هذه الروابط للفائدة:
- استخلاص مسائل التفسير من كلام المفسّرين.
- شرح طريقة نافعة في تلخيص دروس التفسير.


2: الترتيب:
والمراد به: أن يحسن الطالب ترتيب المسائل بتسلسل موضوعي معتبر، وللطالب أن يختار باجتهاده طريقة الترتيب التي يراها أقرب إلى حسن الفهم، ولو خالف ترتيب مسائل الكتاب الذي يلخّصه.

3: التحرير:
والمراد به أن تكون عبارة الطالب في التلخيص عبارة علمية محررة منضبطة بالأصول والقواعد العلمية، ومما يقدح في التحرير العلمي:
- إطلاق الأحكام والدعاوى التي لا أصل لها.
- التوسّع في إطلاق بعض كلام الشارح بما يخرجه عن مراده.
- تعميم ما حقّه التخصيص، أو إطلاق ما حقّه التقييد.
- إغفال ذكر بعض الأقوال المهمّة في المسألة.

4: حسن الصياغة:
ومما يقدح في حسن الصياغة ويضعف تلخيص الطالب:
- ضعف الأسلوب، وركاكة العبارات.
- الأخطاء الإملائية.
- أخطاء علامات الترقيم المخلّة بأداء المعنى.

5: حسن العرض:
والمراد به أن يحسّن الطالب عرض تلخيصه بما يعين على قراءته بوضوح وارتياح، من حيث توزيع النصوص وتلوينها وتفاوت أحجام الخطوط ، فإذا أحسن الطالب إبراز العناوين الرئيسة والفرعية والتقسيمات والجمل المهمة فقد أحسن التنسيق، وليتجنّب الإفراط في استخدام التلوين فإنّه قد يذهب بحسن العرض.


وإذا أراد الطالب أن يقيس جودة تلخيصه فليسأل نفسه عن تحقيق هذه المعايير:
- هل تلخيصي شامل لمسائل الدرس؟
- هل أحسنت ترتيب المسائل؟
- هل عباراتي محررة علميا؟
- هل أحسنت صياغة التلخيص؟
- هل أحسنت طريقة العرض؟

وفقكِ الله وأدام النفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م, 03:09 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

إعادةتلخيص تفسير الإستعاذة

التفسير
معنى الاستعاذة
الآيات الدالة على معنى الاستعاذة
المعنى الإجمالي للإستعاذة
الآيات الدالة على عداوة الشيطان للإنسان
الأحكام الفقهية
قراءتها في مواضع مخصوصة
وجوبها واستحبابها ومواضع قراءتها
صيغ الاستعاذة
المسائل العقدية
أهمية الإستعاذ

التفسير
معنى الاستعاذة
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه.
والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب؛ قال أميّة بن أبي الصّلت في ذكر ما أوتي سليمان، عليه السّلام:
أيّما شاطنٍ عصاه عكاه ...... ثمّ يلقى في السّجن والأغلال
فقال: أيّما شاطنٍ، ولم يقل: أيّما شائطٍ.
وقال النّابغة الذّبيانيّ -وهو: زياد بن عمرو بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن مرّة بن سعد بن ذبيان-:
نأت بسعادٍ عنك نوًى شطون ...... فبانت والفؤاد بها رهين
يقول: بعدت بها طريقٌ بعيدةٌ.
[وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط]. والشّيطان مشتقٌّ من البعد على الصّحيح؛ ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا، قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112].
وفي مسند الإمام أحمد، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس والجنّ»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم».
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي ذرٍّ -أيضًا-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلب الأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ».
وقال ابن وهبٍ: أخبرني هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، ركب برذونًا، فجعل يتبختر به، فجعل لا يضربفلا يزداد إلّا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: «ما حملتموني إلّا على شيطانٍ، ما نزلت عنه حتّى أنكرت نفسي». إسناده صحيحٌ.
والرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه، كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]، وقال تعالى: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب * وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ * لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ * دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ}[الصّافّات: 6 -10]، وقال تعالى: {ولقد جعلنا في السّماء بروجًا وزيّنّاها للنّاظرين * وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ * إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ}[الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
[وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث والأوّل أشهر] ). [تفسير ابن كثير: 1 /114-116]
الآيات الدالة على معنى الاستعاذة:
) : (1-قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}[الأعرف
2-وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}[المؤمنون
3-وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم}[فصّلت
المعنى الإجمالي للآيات
وهو أنّ اللّه يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيّ والإحسان إليه، ليردّه عنه طبعه الطّيب الأصل إلى الموادّة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدوّ الشّيطانيّ لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعةً ولا إحسانًا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدّة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل
الآيات الدالة على عداوة الشيطان للإنسان
قال تعالى: {يا بني آدم لا يفتننّكم الشّيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة}[الأعراف: 27] وقال: {إنّ الشّيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير}[فاطرٍ: 6
وقال: {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلا} [الكهف
وقد أقسم للوالد إنّه لمن النّاصحين، وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال: {فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين}[ص: 82، 83]، وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}[النّحل: 98، 99].
:
الأحكام الفقهية
قراءتها في مواضع مخصوصة
1-قالت طائفةٌ من القرّاء وغيرهم: نتعوّذ بعد القراءة،
دليلهم:
واعتمدوا على ظاهر سياق الآية، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة؛
وممّن ذهب إلى ذلك :
حمزة فيما ذكره ابن قلوقا عنه، وأبو حاتمٍ السّجستانيّ، حكى ذلك أبو القاسم يوسف بن عليّ بن جبارة الهذليّ المغربيّ في كتاب " الكامل ".
وروي عن أبي هريرة -أيضا-وهو غريب.
[ونقله فخر الدّين محمّد بن عمر الرّازيّ في تفسيره عن ابن سيرين في روايةٍ عنه قال: وهو قول إبراهيم النّخعيّ وداود بن عليٍّ الأصبهانيّ الظّاهريّ، وحكى القرطبيّ عن أبي بكر بن العربيّ عن المجموعة عن مالكٍ، رحمه اللّه تعالى، أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة، واستغربه ابن العربي. وحكى قول ثالث وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين].
2-والمشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة،
دليلهم
أ-معنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}[النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
ب-الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك؛ قال الإمام أحمد بن حنبلٍ رحمه اللّه: حدّثنا محمّد بن الحسن بن آتش حدّثنا جعفر بن سليمان، عن عليّ بن عليٍّ الرّفاعيّ اليشكريّ، عن أبي المتوكّل النّاجي، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه
وممّن ذهب إلى ذلك.
وقد رواه أهل السّنن الأربعة من رواية جعفر بن سليمان، عن عليّ بن عليٍّ، وهو الرّفاعيّ، وقال التّرمذيّ: هو أشهر حديثٍ في هذا الباب. وقد فسر الهمز بالموتة وهي الخنق، والنّفخ بالكبر، والنّفث بالشّعر. كما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عاصمٍ العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر».
وقال ابن ماجه: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
قال: «همزه: الموتة، ونفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا شريكٌ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن رجلٍ حدّثه: أنّه سمع أبا أمامة الباهليّ يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصّلاة كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: «لا إله إلّا اللّه» ثلاث مرّاتٍ، و «سبحان اللّه وبحمده»، ثلاث مرّاتٍ. ثمّ قال: «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
وقال الحافظ أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصليّ في مسنده: حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن أبان الكوفيّ، حدّثنا عليّ بن هشام بن البريد عن يزيد بن زيادٍ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: تلاحى رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتمزّع أنف أحدهما غضبًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم شيئًا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم».
وكذا رواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة، عن يوسف بن عيسى المروزيّ، عن الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، به.
وقد روى هذا الحديث أحمد بن حنبلٍ، عن أبي سعيدٍ، عن زائدة، وأبو داود عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد،
3-وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا
دليلهم
جمعًا بين الدّليلين
وممّن ذهب إلى ذلك
فخر الدين وابن العربي
وجوبها واستحبابها وموضع قراءتها
1-وجمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها
2-، وحكى فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة قال:
3-وقال ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب،
4-واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب.
5-وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته،
6-وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ
منه
7-الاستعاذة في الصّلاة إنّما هي للتّلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمّدٍ. وقال أبو يوسف: بل للصّلاة، فعلى هذا يتعوّذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوّذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد، والجمهور بعدها قبل القراءة
صيغ الاستعاذة
1--فإذا قال المستعيذ: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم كفى ذلك عند الشّافعيّ وأبي حنيفة
2-وزاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم،
3-وقال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ
4-وحكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور، ،
.المسائل العقدية
أهمية الإستعاذة
1-الاستعاذة في الصّلاة إنّما هي للتّلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمّدٍ. وقال أبو يوسف: بل للصّلاة، فعلى هذا يتعوّذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوّذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد، والجمهور بعدها قبل القراءة.
2-أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث، وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه، ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان كما دلّت على ذلك آيات القرآن في ثلاثٍ من المثاني، وقال تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا}[الإسراء: 65]، وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّ الباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا،
3-ولمّا كان الشّيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالّذي يراه ولا يراه الشيطان.
والاستعاذة هي الالتجاء إلى اللّه والالتصاق بجنابه من شرّ كلّ ذي شرٍّ، والعياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير كما قال المتنبّي:
يا من ألوذ به فيما أؤمّله ...... ومن أعوذ به ممّن أحاذره
لا يجبر النّاس عظمًا أنت كاسره ...... ولا يهيضون عظمًا أنت جابر

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م, 03:25 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم هل هذا هو المطلوب حتى أكمل على بصيرة

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc مقاصد التفسير ميسر.doc‏ (69.5 كيلوبايت, المشاهدات 2)
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م, 11:42 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المقاصد العامة والفرعية
1-تفسير قوله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
2-من قواعد الأسماء والصفات
3-دحض زعم كفار قريش بعدم معرفتها لأسم الله الرحمان
4-تفسير قوله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (
5-أقوال العلماء في البسملة والجهر بها
من جهر بها من الصحابة والتابعين وحجتهم في ذلك
من لم يجهر بها من الصحابة والتابعين وحجتهم في ذلك
6-المسائل اللغوية في البسملة
المسألة الأولى في (باسم)
المسألة الثانيةفي لفظ الجلالة (اللّه)
7-هل اسم الله اسم جامد أم مشتق؟
من قال أن اسم الله اسم جامد وأدلتهم
من قال أن اسم الله اسم مشتق وأدلتهم
8-القراءات

تفسير قوله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
({بِسْمِ} أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى؛ لأنَّ لفظَ (اسمْ) مفردٌ مُضافٌ، فيعمُّ جميعَ الأسماءِ [الحسنى].
(اللَّه):هوَ المألوهُ المعبودُ، المستحقُّ لإفرادهِ بالعبادةِ لما اتصفَ بهِ منْ صفاتِ الألوهيةِ، وهيَ صفاتُ الكمالِ.
(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ):اسمانِ دالاَّنِ على أنَّهُ تعالى ذو الرحمةِ الواسعةِ العظيمةِ التي وسعتْ كُلَّ شيءٍ، وعمَّتْ كلَّ حيٍّ وكتبَها للمتّقينَ المتبعينَ لأنبيائهِ ورسلهِ، فهؤلاءِ لهم الرحمةُ المطلقةُ، ومَنْ عَداهُمْ فلهمْ نصيبٌ منهَا(السعدي)
يقال: إنّه الاسم الأعظم؛ لأنّه يوصف بجميع الصّفات، كما قال تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم * هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان اللّه عمّا يشركون * هو اللّه الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}[الحشر: 22 -24]، فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له، كما قال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}، وقال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: 110] .
وفي الصّحيحين، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ للّه تسعةً وتسعين اسمًا، مائةٌ إلّا واحدًا من أحصاها دخل الجنّة»، وجاء تعدادها في رواية الترمذي
(الرّحمن الرّحيم) اسمان مشتقّان من الرّحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشدّ مبالغةً من رحيمٍ، وفي كلام ابن جريرٍ ما يفهم حكاية الاتّفاق على هذا، وفي تفسير بعض السّلف ما يدلّ على ذلك، كما تقدّم في الأثر، عن عيسى عليه السّلام، أنّه قال: «والرّحمن رحمن الدّنيا والآخرة، والرّحيم رحيم الآخرة».
وقد زعم بعضهم أنّه غير مشتقٍّ إذ لو كان كذلك لاتّصل بذكر المرحوم وقد قال: {وكان بالمؤمنين رحيمًا}[الأحزاب: 43]، وحكى ابن الأنباريّ في الزّاهر عن المبرّد: أنّ الرّحمن اسمٌ عبرانيٌّ ليس بعربيٍّ، وقال أبو إسحاق الزّجّاج في معاني القرآن: وقال أحمد بن يحيى: الرّحيم عربيٌّ، والرّحمن عبرانيٌّ، فلهذا جمع بينهما. قال أبو إسحاق: وهذا القول مرغوبٌ عنه. وقال القرطبيّ: والدّليل على أنّه مشتقٌّ ما خرّجه التّرمذيّ وصحّحه عن عبد الرّحمن بن عوفٍ، أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قال اللّه تعالى: [أنا الرّحمن خلقت الرّحم وشققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته]». قال: وهذا نصٌّ في الاشتقاق فلا معنى للمخالفة والشّقاق.
قال: وإنكار العرب لاسم الرّحمن لجهلهم باللّه وبما وجب له، قال القرطبيّ: هما بمعنًى واحدٍ كندمان ونديمٍ قاله أبو عبيدٍ، وقيل: ليس بناء فعلان كفعيلٍ، فإنّ فعلان لا يقع إلّا على مبالغة الفعل نحو قولك: رجلٌ غضبان، وفعيلٌ قد يكون بمعنى الفاعل والمفعول، قال أبو عليٍّ الفارسيّ: الرّحمن: اسمٌ عامٌّ في جميع أنواع الرّحمة يختصّ به اللّه تعالى، والرّحيم إنّما هو من جهة المؤمنين، قال اللّه تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيمًا}[الأحزاب: 43]، وقال ابن عبّاسٍ: «هما اسمان رقيقان، أحدهما أرقّ من الآخر»، أي أكثر رحمةً، ثمّ حكي عن الخطّابيّ وغيره: أنّهم استشكلوا هذه الصّفة، وقالوا: لعلّه أرفق كما جاء في الحديث: «إنّ اللّه رفيقٌ يحبّ الرّفق في الأمر كلّه وإنّه يعطي على الرّفق ما لا يعطي على العنف». وقال ابن المبارك: «الرّحمن إذا سئل أعطى، والرّحيم إذا لمّ يسأل يغضب»، وهذا كما جاء في الحديث الّذي رواه التّرمذيّ وابن ماجه من حديث أبي صالحٍ الفارسيّ الخوزيّ عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من لم يسأل اللّه يغضب عليه»، وقال بعض الشّعراء:
لا تطلبنّ بنيّ آدم حاجةً ....... وسل الّذي أبوابه لا تغلق
اللّه يغضب إن تركت سؤاله ....... وبنيّ آدم حين يسأل يغضب
قال ابن جريرٍ: حدّثنا السّريّ بن يحيى التّميميّ، حدّثنا عثمان بن زفر، سمعت العرزميّ يقول: الرّحمن الرّحيم، قال: «الرّحمن لجميع الخلق»، الرّحيم، قال: «بالمؤمنين».
قالوا: ولهذا قال: {ثمّ استوى على العرش الرّحمن}[الفرقان: 59] وقال: {الرّحمن على العرش استوى}[طه: 5] فذكر الاستواء باسمه الرّحمن ليعمّ جميع خلقه برحمته، وقال: {وكان بالمؤمنين رحيمًا}[الأحزاب: 43] فخصّهم باسمه الرّحيم، قالوا: فدلّ على أنّ الرّحمن أشدّ مبالغةً في الرّحمة لعمومها في الدّارين لجميع خلقه، والرّحيم خاصّةٌ بالمؤمنين، لكن جاء في الدّعاء المأثور: «رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما».
واسمه تعالى الرّحمن خاصٌّ به لم يسم به غيره، كما قال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، وقال تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون}.
ولمّا تجهرم مسيلمة الكذّاب وتسمّى برحمن اليمامة كساه اللّه جلباب الكذب وشهر به؛ فلا يقال إلّا مسيلمة الكذّاب، فصار يضرب به المثل في الكذب بين أهل الحضر من أهل المدر، وأهل الوبر من أهل البادية والأعراب
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمارة، حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: «الرّحمن: الفعلان من الرّحمة، وهو من كلام العرب»، وقال: «{الرّحمن الرّحيم}[الفاتحة: 3]الرّقيق الرّفيق بمن أحبّ أن يرحمه، والبعيد الشّديد على من أحبّ أن يعنّف عليه، وكذلك أسماؤه كلّها».
.
وقد زعم بعضهم أنّ الرّحيم أشدّ مبالغةً من الرّحمن؛ لأنّه أكّد به، والتّأكيد لا يكون إلّا أقوى من المؤكّد، والجواب أنّ هذا ليس من باب التّوكيد، وإنّما هو من باب النّعت [بعد النّعت] ولا يلزم فيه ما ذكروه،
من قواعد الأسماء والصفات
-واعلمْ أنَّ منَ القواعدِ المتفقِ عليهَا بينَ سلفِ الأمةِ وأئِمتهَا، الإيمانَ بأسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، وأحكامِ الصفاتِ، فيؤمنونَ مثلاً بأنَّهُ رحمنٌ رحيمٌ، ذو الرحمةِ التي اتصفَ بهَا، المتعلقةِ بالمرحومِ، فالنعمُ كلُّها أثرٌ مِنْ آثارِ رحمتِهِ، وهكذا في سائرِ الأسماءِ، يُقالُ في العليمِ: إنَّهُ عليمٌ ذو علمٍ يعلمُ [بهِ] كلَّ شيءٍ، قديرٌ ذو قدرةٍ يقْدِرُ على كلِّ شيءٍ).[تيسير الكريم الرحمن: 1/39
-أنّ من أسمائه تعالى ما يسمّى به غيره، ومنها ما لا يسمّى به غيره، كاسم اللّه والرّحمن والخالق والرّزّاق ونحو ذلك
وعلى هذا فيكون تقدير اسم اللّه الّذي لم يسمّ به أحدٌ غيره، ووصفه أوّلًا بالرّحمن الّذي منع من التّسمية به لغيره، كما قال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}[الإسراء: 110]. وإنّما تجهرم مسيلمة اليمامة في التّسمّي به ولم يتابعه على ذلك إلّا من كان معه في الضّلالة.
وقال ابن جريرٍ أيضًا: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا حمّاد بن مسعدة، عن عوفٍ، عن الحسن، قال: «الرّحمن اسمٌ ممنوعٌ».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ [بن] يحيى بن سعيدٍ القطّان، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن، قال: «الرّحمن: اسمٌ لا يستطيع النّاس أن ينتحلوه، تسمّى به تبارك وتعالى وأمّا الرّحيم فإنّه تعالى وصف به غيره حيث قال: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ}[التّوبة: 128]، كما وصف غيره بذلك من أسمائه في قوله: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا}[الإنسان: 2].
فلهذا بدأ باسم اللّه، ووصفه بالرّحمن؛ لأنّه أخصّ وأعرف من الرّحيم؛ لأنّ التّسمية أوّلًا إنّما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخصّ فالأخصّ.
فإن قيل: فإذا كان الرّحمن أشدّ مبالغةً؛ فهلّا اكتفي به عن الرّحيم؟
فقد روي عن عطاءٍ الخراسانيّ ما معناه: أنّه لمّا تسمّى غيره تعالى بالرّحمن، جيء بلفظ الرّحيم ليقطع التّوهّم بذلك، فإنّه لا يوصف بالرّحمن الرّحيم إلّا اللّه تعالى. كذا رواه ابن جريرٍ عن عطاءٍ. ووجّهه بذلك، واللّه أعلم
دحض زعم كفار قريش بعدم معرفتها لأسم الله الرحمان.
وقد زعم بعضهم أنّ العرب لا تعرف الرّحمن، حتّى ردّ اللّه عليهم ذلك بقوله: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}[الإسراء: 110]؛ ولهذا قال كفّار قريشٍ يوم الحديبية لمّا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعلي: «اكتب{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}»، فقالوا: لا نعرف الرّحمن ولا الرّحيم. رواه البخاريّ، وفي بعضبعض الرّوايات: لا نعرف الرّحمن إلّا رحمن اليمامة. وقال تعالى: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرّحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورًا}[الفرقان: 60].
والظّاهر أنّ إنكارهم هذا إنّما هو جحود وعنادٌ وتعنّتٌ في كفرهم؛ فإنّه قد وجد في أشعارهم في الجاهليّة تسمية اللّه تعالى بالرّحمن، قال ابن جريرٍ -وقد أنشد لبعض الجاهليّة الجهّال-:
ألا ضربت تلك الفتاة هجينها ...... ألا قضب الرحمن ربى يمينها
وقال سلامة بن جندب الطّهويّ:
عجلتم علينا عجلتينا عليكم ...... وما يشأ الرّحمن يعقد ويطلق
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمارة، حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: «الرّحمن: الفعلان من الرّحمة، وهو من كلام العرب»، وقال: «{الرّحمن الرّحيم}[الفاتحة: 3]الرّقيق الرّفيق بمن أحبّ أن يرحمه، والبعيد الشّديد على من أحبّ أن يعنّف عليه، وكذلك أسماؤه كلّها».
وقال ابن جريرٍ أيضًا: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا حمّاد بن مسعدة، عن عوفٍ، عن الحسن، قال: «الرّحمن اسمٌ ممنوعٌ>>

أقوال العلماء في البسملة والجهر بها
1-افتتح بها الصحابة كتاب اللّه،
2-واتّفق العلماء على أنّهابعض آيةٍ من سورة النّمل،
3- ثمّ اختلفوا: هل هي آيةٌ مستقلّةٌ في أوّل كلّ سورةٍ،
وممّنحكي عنه أنّها آيةٌ من كلّ سورةٍ إلّا براءةٌ: ابن عبّاسٍ، وابن عمر، وابن الزّبير،وأبو هريرة، وعليٌّ. ومن التّابعين:عطاءٌ، وطاوسٌ، وسعيد بن جبيرٍ،ومكحولٌ، والزّهريّ، وبه يقول عبد اللّه بن المبارك، والشّافعيّ، وأحمد بن حنبلٍ،في روايةٍ عنه، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيدٍ القاسم بن سلام، رحمهمالله.
4-أومن أوّل كلّ سورةٍ كتبت في أوّلها،
وأمّا منقال بأنّها من أوائل السّور فاختلفوا؛ فذهب الشّافعيّ، رحمه اللّه، إلى أنّه يجهربها مع الفاتحة والسّورة، وهو مذهب طوائفٍ من الصّحابة والتّابعين وأئمّة المسلمينسلفًا وخلفًا،

5- أو أنّها بعض آيةٍ من أوّل كلّ سورةٍ،
6- أو أنّهاكذلك في الفاتحة دون غيرهاوفيصحيح ابن خزيمة، عن أمّ سلمة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ البسملة فيأوّل الفاتحة في الصّلاة وعدّها آيةً، لكنّه من رواية عمر بن هارون البلخيّ، وفيهضعفٌ، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عنها. وروى له الدّارقطنيّ متابعًا، عن أبيهريرة مرفوعًا. وروى مثله عن عليٍّ وابن عبّاسٍ وغيرهما
من قال: إنّها آيةٌ من أوّل الفاتحة جهر بها
،7- أو أنّها [إنّما] كتبت للفصل، لا أنّها آيةٌ؟ علىأقوالٍ للعلماء سلفًا وخلفًا، وذلك مبسوطٌ في غير هذاالموضع.
وفي سنن أبي داود بإسنادٍ صحيحٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضياللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان لا يعرف فصل السّورة حتّىينزل عليه{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}وأخرجه الحاكم أبو عبد اللّهالنّيسابوريّ في مستدركه أيضًا، وروي مرسلًا عن سعيد بن جبير.
.

8- ما يتعلّق بكونها منالفاتحة أم لا :قال مالكٌ وأبو حنيفة وأصحابهما: ليست آيةٌ من الفاتحةولا من غيرها من السّور، وقال الشّافعيّ في قولٍ، في بعض طرق مذهبه: هي آيةٌ منالفاتحة وليست من غيرها، وعنه أنّها بعض آيةٍ من أوّل كلّ سورةٍ، وهماغريبان.
وقال داود: هي آيةٌ مستقلّةٌ في أوّل كلّ سورةٍ لا منها،وهذه روايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبلٍ. وحكاه أبو بكرٍ الرّازيّ، عن أبي الحسنالكرخيّ، وهما من أكابر أصحاب أبي حنيفة، رحمهم اللّه.
فمن رأىأنّها ليست من الفاتحة فلا يجهر بها، وكذا من قال: إنّها آيةٌ من أوّلها

من جهر بها من الصحابة والتابعين وحجتهم في ذلك
فجهر بها من الصّحابةأبو هريرة، وابن عمر، وابن عبّاسٍ،ومعاوية، وحكاه ابن عبد البرّ، والبيهقيّ عن عمر وعليٍّ، ونقله الخطيب عن الخلفاءالأربعة، وهم: أبو بكرٍ وعمر وعثمان وعليٌّ، وهو غريبٌ. ومنالتّابعينسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، وأبي قلابة، والزّهريّ، وعليّبن الحسين، وابنه محمّدٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٍ، وطاوسٍ، ومجاهدٍ، وسالمٍ،ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ، وأبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزمٍ، وأبي وائلٍ، وابنسيرين، ومحمّد بن المنكدر، وعليّ بن عبد اللّه بن عبّاسٍ، وابنه محمّدٍ، ونافعٍمولى ابن عمر، وزيد بن أسلم، وعمر بن عبد العزيز، والأزرق بن قيسٍ، وحبيب بن أبيثابتٍ، وأبي الشّعثاء، ومكحولٍ، وعبد اللّه بن معقل بن مقرّن. زاد البيهقيّ: وعبداللّه بن صفوان، ومحمد بن الحنفيّة. زاد ابن عبد البرّ: وعمرو بندينارٍ.
حجتهم في ذلك: أنّها بعض الفاتحة، فيجهر بها كسائرأبعاضها، وأيضًا فقد روى النّسائيّ في سننه وابن خزيمة وابن حبّان في صحيحيهما،والحاكم في مستدركه، عن أبي هريرة أنّه صلّى فجهر في قراءته بالبسملة، وقال بعد أنفرغ: «إنّي لأشبهكم صلاةً برسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم». وصحّحه الدّارقطنيّ والخطيب والبيهقيّ وغيرهم.
وروى أبو داود والتّرمذيّ، عن ابنعبّاسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يفتتح الصّلاةبـ{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}. ثمّ قال التّرمذيّ: وليس إسنادهبذاك.
وقد رواه الحاكم في مستدركه، عن ابن عبّاسٍ قال: «كانرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يجهر بـ{بسم اللّه الرّحمنالرّحيم، ثمّ قال: صحيحٌ وفي صحيح البخاريّ، عن أنس بن مالكٍأنّه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كانت قراءتهمدًّا»،ثمّ قرأ {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، يمدّ {بسماللّه}،ويمدّ {الرّحمن}، ويمدّ {الرّحيم}.
وفي مسند الإمام أحمد، وسنن أبي داود، وصحيح ابن خزيمة،ومستدرك الحاكم، عن أمّ سلمة، قالت: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقطعقراءته:{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}.{الحمد للّه ربّالعالمين}.{الرّحمن الرّحيم}.{مالك يومالدّين}». وقال الدّارقطنيّ: إسنادهصحيحٌ.
وروى الشّافعيّ، رحمه اللّه، والحاكم في مستدركه، عنأنسٍ: أنّ معاوية صلّى بالمدينة، فترك البسملة، فأنكر عليه من حضره من المهاجرينذلك، فلمّا صلّى المرّة الثّانية بسمل.
وفي هذه الأحاديث، والآثار الّتيأوردناها كفايةٌ ومقنعٌ في الاحتجاج لهذا القول عمّا عداها، فأمّا المعارضاتوالرّوايات الغريبة، وتطريقها، وتعليلها وتضعيفها، وتقريرها، فله موضعٌآخر.
من لم يجهر بها من الصحابة والتابعين
وذهب آخرون إلى أنّه لا يجهر بالبسملة في الصّلاة، وهذاهو الثّابت عن الخلفاء الأربعة وعبد اللّه بن مغفّلٍ، وطوائفٍ من سلف التّابعينوالخلف، وهو مذهب أبي حنيفة، والثّوريّ، وأحمد بنحنبلٍ.
وعند الإمام مالكٍ: أنّه لا يقرأ البسملة بالكلّيّة، لاجهرًا ولا سرًّا،
حجتهم في ذلك :واحتجّوا بما في صحيح مسلمٍ، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: «كانرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفتتح الصّلاة بالتّكبير، والقراءةبـ{الحمد للّه ربّ العالمين}».
وبما في الصّحيحين، عن أنس بن مالكٍ،قال: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍوعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد للّه ربّ العالمين». ولمسلمٍ: «لايذكرون{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}في أوّل قراءةٍ ولا فيآخرها». ونحوه في السّنن عن عبد اللّه بن مغفّل، رضي اللّهعنه.
فهذه مآخذ الأئمّة، رحمهم اللّه، في هذه المسألة وهيقريبةٌ؛ لأنّهم أجمعوا على صحّة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسرّ، وللّه الحمدوالمنّة). [تفسير ابن كثير: 1 /116-118]

فضل البسملة
1-قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِكَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فصلٌ في فضلها
قال الإمام العالم الحبر العابد أبومحمّدٍ عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ، رحمه الله، في تفسيره: حدّثنا أبي، حدّثنا جعفربن مسافرٍ، حدّثنا زيد بن المبارك الصّنعانيّ، حدّثنا سلّام بن وهبٍ الجنديّ،حدّثنا أبي، عن طاوسٍ، عن ابن عبّاسٍ؛ أنّ عثمان بن عفّان سأل رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم عن {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}. فقال: «هو اسمٌ من أسماء اللّه، وما بينهوبين اسم اللّه الأكبر، إلّا كما بين سواد العينين وبياضهما منالقرب».
2-وقد روى الحافظ ابن مردويه من طريقين،عن إسماعيل بن عيّاشٍ، عن إسماعيل بن يحيى، عن مسعر، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ عيسى ابن مريم أسلمته أمّه إلىالكتّاب ليعلّمه، فقال المعلّم: اكتب، قال ما أكتب؟ قال: بسم اللّه، قال له عيسى: وما باسم اللّه؟ قال المعلّم: ما أدري. قال له عيسى: الباء بهاء اللّه، والسّينسناؤه، والميم مملكته، واللّه إله الآلهة، والرّحمن رحمن الدّنيا والآخرة، والرّحيمرحيم الآخرة».. وهذا غريبٌ جدًّا، وقد يكون صحيحًا إلى من دون رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم، ويكون من الإسرائيليّات لا من المرفوعات، واللّهأعلم.
وقد روى جويبر، عن الضحّاك، نحوه منقبله.
3- وفي روايةٍ عن عبد الكريم أبي أميّة، عن ابن بريدة، عن أبيه؛ أنّ رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «أنزلت عليّ آيةٌ لم تنزل على نبيٍّ غير سليمان بن داودوغيري، وهي{بسم الله الرّحمن الرّحيم}».
4-وروى بإسناده عن عبد الكبير بنالمعافى بن عمران، عن أبيه، عن عمر بن ذرّ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن جابر بن عبداللّه، قال: «لمّا نزل{بسم الله الرّحمنالرّحيم}هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الرّياح، وهاج البحر، وأصغتالبهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف اللّه تعالى بعزّته وجلاله ألّايسمّى اسمه على شيءٍ إلّا بارك فيه».
5-[وقال وكيعٌ عن الأعمش عن أبي وائلٍ عن ابن مسعودٍ قال: «من أرادأن ينجيه اللّه من الزّبانية التّسعة عشر فليقرأ:{بسم اللّه الرّحمنالرّحيم}، ليجعل اللّه له من كلّ حرفٍ منها جنّةً من كلّواحدٍ»،ووجّهه ابن عطيّة ونصره بحديث: «فقد رأيتبضعةً وثلاثين ملكًا يبتدرونها»،لقول الرّجل: «ربّنا ولك الحمد حمدًا كثيرًاطيّبًا مباركًا فيه»، من أجل أنّها بضعةٌ وثلاثون حرفًا وغيرذلك].
6-وقال الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا محمّد بنجعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن عاصمٍ، قال: سمعت أبا تميمة يحدّث، عن رديف النّبيّ صلّىاللّه عليه وسلّم قال: عثر بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت: تعس الشّيطان. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تقل تعس الشّيطان. فإنّك إذا قلت: تعس الشّيطانتعاظم، وقال: بقوّتي صرعته، وإذا قلت: باسم اللّه، تصاغر حتّى يصير مثلالذّباب».
7-وقد ذكر الرّازيّ في تفسيره في فضل البسملة أحاديث منها: عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيت أهلك فسمّ اللّه؛ فإنّه إنولد لك ولدٌ كتب لك بعدد أنفاسه وأنفاس ذرّيّته حسناتٌ» وهذا لا أصل له، ولا رأيته في شيءٍمن الكتب المعتمد عليها ولا غيرها.

مواضع استحبابها ووجوبها
1-تستحبّ في أوّل كل عمل وقولٍ. فتستحبّفي أوّل الخطبة لما جاء: «كلّ أمرٍ لا يبدأ فيهبـ{بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، فهو أجذم»،
2-تستحبّالبسملة عند دخول الخلاء ولما ورد منالحديث في ذلك]،
3-تستحبّفي أوّل الوضوء لما جاء في مسند الإمام أحمد والسّنن،من رواية أبي هريرة، وسعيد بن زيدٍ، وأبي سعيدٍ مرفوعًا: «لا وضوءلمن لم يذكر اسم اللّه عليه»، وهو حديثٌ حسنٌ. ومن العلماء من أوجبها عند الذّكرهاهنا، ومنهم من قال بوجوبها مطلقًا،
4-تستحبّعند الذّبيحة في مذهب الشّافعيّوجماعةٍ،
5-أوجبها آخرون عند الذّكر، ومطلقًا في قول بعضهم، كما سيأتي بيانه فيموضعه إن شاء اللّه،
.
6-وهكذا تستحبّعند الأكل لما في صحيح مسلمٍ أنّرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة: «قل: باسماللّه، وكل بيمينك، وكل ممّا يليك». ومن العلماء من أوجبها والحالة هذه،
7-وكذلكتستحبّعند الجماع لما في الصّحيحين، عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّمقال: «لوأنّ أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم اللّه، اللّهمّ جنّبنا الشّيطان، وجنّب الشّيطانما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولدٌ لم يضرّه الشّيطانأبدًا».
المسائل اللغوية في البسملة
المسألة الأولى في (باسم)
-القولين عند النّحاة في تقديرالمتعلّق بالباء في قولك: باسم اللّه، هل هو اسمٌ أو فعلٌ مع الأدلة :
1-أمّا من قدّره باسمٍ، تقديره: باسم اللّه ابتدائي،فلقوله تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّيلغفورٌ رحيمٌ}[هود: 41]،
2-ومن قدّره بالفعل [أمرًا وخبرًا نحو: أبدأ ببسم اللّه أوابتدأت ببسم اللّه]، فلقوله: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}[العلق: 1] ،
وكلاهما صحيحٌ، فإنّ الفعل لا بدّ لهمن مصدرٍ، فلك أن تقدّر الفعل ومصدره، وذلك بحسب الفعل الّذي سمّيت قبله، إن كانقيامًا أو قعودًا أو أكلًا أو شربًا أو قراءةً أو وضوءًا أو صلاةً، فالمشروع ذكر [اسم] اللّه في الشّروع في ذلك كلّه، تبرّكًا وتيمّنًا واستعانةً على الإتماموالتّقبّل، واللّه أعلم؛
ولهذا روى ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ، من حديث بشر بنعمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: «إنّ أوّل ما نزل به جبريل علىمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: يا محمّد قل: أستعيذ بالسّميع العليم منالشّيطان الرّجيم، ثمّ قال: قل: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم،قال: «قال له جبريل: قل: باسم اللّه يامحمّد، يقول: اقرأ بذكر اللّه ربّك، وقم، واقعد بذكراللّه». [هذا] لفظ ابن جريرٍ). [تفسير ابن كثير: 1 /118-121]

- وأمّا مسألة الاسم: هل هو المسمّى أو غيره؟ففيهاللنّاس ثلاثة أقوالٍ:
1-أحدها:أنّ الاسم هو المسمّى، وهو قول أبي عبيدة وسيبويه،واختاره الباقلّانيّ وابن فوركٍ، وقال فخر الدّين الرّازيّ -وهو محمّد بن عمرالمعروف بابن خطيب الرّيّ- في مقدّمات تفسيره: قالت الحشويّة والكرّاميّةوالأشعريّة: الاسم نفس المسمّى وغير التّسمية، واحتجّ من قال: الاسم هو المسمّى،بقوله تعالى: {تبارك اسم ربّك}[الرّحمن: 78] والمتبارك هو اللّه. والجواب: أنّ الاسم معظّمٌ لتعظيم الذّات المقدّسة،
وأيضًا فإذا قال الرّجل: زينب طالقٌ، يعني امرأته طالقٌ،طلّقت، ولو كان الاسم غير المسمّى لما وقع الطّلاق،
والجواب:أنّ المراد أنّ الذّات المسمّاة بهذاالاسم طالقٌ. قال الرّازيّ: وأمّا التّسمية فإنّها جعل الاسم معيّنًا لهذه الذّاتفهي غير الاسم أيضًا، واللّه أعلم

2- وقالت المعتزلة: الاسم غير المسمّىونفس التّسمية،
3-والمختار عندنا: أنّ الاسم غير المسمّى وغير التّسمية، ثمّ نقول: إنكان المراد بالاسم هذا اللّفظ الّذي هو أصواتٌ مقطّعةٌ وحروفٌ مؤلّفةٌ، فالعلمالضّروريّ حاصلٌ أنّه غير المسمّى، وإن كان المراد بالاسم ذات المسمّى، فهذا يكونمن باب إيضاح الواضحات وهو عبثٌ، فثبت أنّ الخوض في هذا البحث على جميع التّقديراتيجري مجرى العبث.
الأدلة على أن الأسم غير المسمى
أ- ، بأنّه قد يكونالاسم موجودًا والمسمّى مفقودًا كلفظة المعدوم،
ب- وبأنّه قد يكون للشّيء أسماءٌمتعدّدةٌ كالمترادفة وقد يكون الاسم واحدًا والمسمّيات متعدّدةٌ كالمشترك، وذلكدالٌّ على تغاير الاسم والمسمّى،
ج-فالاسم لفظٌ وهو عرضٌ والمسمّى قد يكون ذاتًا ممكنةً أوواجبةً بذاتها،
د-وأيضًافلفظ النّار والثّلج لو كان هو المسمّى لوجد اللّافظبذلك حرّ النّار أو برد الثّلج ونحو ذلك، ولا يقوله عاقلٌ،
ه-وأيضًافقد قال اللّه تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوهبها}[الأعراف: 180]، وقال النّبيّ صلّى اللّه عليهوسلّم: «إنللّه تسعةً وتسعين اسمًا»، فهذه أسماءٌ كثيرةٌ والمسمّى واحدٌ وهو اللّه تعالى،
و-وأيضًافقوله: {ولله الأسماءالحسنى} أضافها إليه، كما قال: {فسبّح باسم ربّك العظيم} [الواقعة: 74، 96] ونحوذلك. والإضافة تقتضي المغايرة وقوله: {فادعوهبها} أي: فادعوا اللّه بأسمائه، وذلك دليلٌ على أنّها غيره،
المسألة الثانيةفي لفظ الجلالة (اللّه)
(الله):علمٌ على الرّبّ تبارك وتعالى،
هل اسم الله اسم جامد أم مشتق؟
من قال أن اسم الله اسم جامد وأدلتهم
1-وهو اسمٌ لم يسمّ به غيره تبارك وتعالى؛ ولهذا لا يعرففي كلام العرب له اشتقاقٌ من فعل ويفعل، فذهب من ذهب من النّحاة إلى أنّه اسمٌجامدٌ لا اشتقاق له.
2-وقد نقل القرطبيّ عن جماعةٍ من العلماء منهم الشّافعيّوالخطّابيّ وإمام الحرمين والغزاليّ وغيرهم، وروي عن الخليل وسيبويه أنّ الألفواللّام فيه لازمةٌ. قال الخطّابيّ: ألا ترى أنّك تقول: يا اللّه، ولا تقول: ياالرّحمن، فلولا أنّه من أصل الكلمة لما جاز إدخال حرف النّداء على الألف واللّام
3-وقد اختار فخر الدّين أنّه اسم علمٍ غير مشتقٍّ البتّة، قال: وهو قول الخليل وسيبويه وأكثر الأصوليّين والفقهاء، ثمّ أخذ يستدلّ على ذلك بوجوهٍ:
منها: أنّه لو كان مشتقًّا لاشترك في معناه كثيرون،
ومنها: أنّ بقيّة الأسماء تذكر صفات له، فتقول: اللّه الرّحمن الرّحيم الملك القدّوس، فدلّ أنّه ليس بمشتقٍّ، قال: فأمّا قوله تعالى: {العزيز الحميد اللّه} [إبراهيم: 1، 2] على قراءة الجرّ فجعل ذلك من باب عطف البيان،
ومنها: قوله تعالى: {هل تعلم له سميًّا}[مريم: 65]، وفي الاستدلال بهذه على كون هذا الاسم جامدًا غير مشتقٍّ نظرٌ، واللّه أعلم.
من قال أن اسم الله اسم مشتق وأدلتهم
1-وقيل: إنّه مشتقٌّ، واستدلّوا عليه بقول رؤبة بن العجّاج:

للّه درّالغانيات المدّه ....... سبّحن واسترجعن منتألّهي

فقد صرّح الشّاعر بلفظ المصدر، وهو التّألّه، من ألهيأله إلاهةً وتألّهًا، كما روي أنّ ابن عبّاسٍ قرأ: "ويذرك وإلاهتك" قال: «عبادتك»، أي: أنّه كان يعبد ولا يعبد، وكذا قال مجاهدٌوغيره.
2-وقد استدلّ بعضهم على كونه مشتقًّا بقوله: {وهواللّه في السّماوات وفي الأرض} [الأنعام: 3] أي: المعبود في السّماوات والأرض،كما قال: {وهو الّذي في السّماء إلهٌ وفي الأرضإلهٌ}[الزّخرف: 84]،
3- ونقل سيبويه عن الخليل: أنّ أصله: إلاهٌ، مثل فعالٍ، فأدخلت الألف واللّام بدلًا من الهمزة، قال سيبويه: مثل النّاس،أصله: أناسٌ، وقيل: أصل الكلمة: لاه، فدخلت الألف واللّام للتّعظيم وهذا اختيارسيبويه. قال الشّاعر:
لاه ابنعمّك لا أفضلت في حسبٍ ....... عنّي ولا أنت ديّانيفتخزوني
قال القرطبيّ: بالخاء المعجمة، أي: فتسوسني،
4-وقالالكسائيّ والفرّاء: أصله: الإله حذفوا الهمزة وأدغموا اللّام الأولى في الثّانية،كما قال: {لكنّا هو اللّه ربّي}[الكهف: 38] أي: لكنّ أنا، وقد قرأها كذلك الحسن، 5-قال القرطبيّ: ثمّ قيل: هو مشتقٌّ من وله: إذاتحيّر، والوله ذهاب العقل؛ يقال: رجلٌ والهٌ، وامرأةٌ ولهى، وماءٌ مولهٌ: إذا أرسلفي الصّحاري، فاللّه تعالى تتحيّر أولو الألباب والفكر في حقائق صفاته، فعلى هذايكون أصله: ولّاه، فأبدلت الواو همزةً، كما قالوا في وشاحٍ: أشاح، ووسادةٍ: أسادةٌ،
6-وقال فخر الدّين الرّازيّ: وقيل: إنّه مشتقٌّ من ألهت إلى فلانٍ، أي: سكنت إليه،فالعقول لا تسكن إلّا إلى ذكره، والأرواح لا تفرح إلّا بمعرفته؛ لأنّه الكامل علىالإطلاق دون غيره قال اللّه تعالى: {ألا بذكر اللّه تطمئنّالقلوب}[الرّعد: 28] قال: وقيل: من لاه يلوه: إذا احتجب. وقيل: اشتقاقه من أله الفصيل، إذ ولع بأمّه، والمعنى: أنّ العباد مألوهون مولعونبالتّضرّع إليه في كلّ الأحوال، قال: وقيل: مشتقٌّ من أله الرّجل يأله: إذا فزع منأمرٍ نزل به فألّهه، أي: أجاره، فالمجير لجميع الخلائق من كلّ المضارّ هو اللّهسبحانه؛ لقوله تعالى:{وهو يجير ولا يجار عليه}[المؤمنون: 88]، وهوالمنعم لقوله: {وما بكم من نعمةٍ فمن اللّه}[النّحل: 53] وهوالمطعم لقوله: {وهو يطعم ولا يطعم}[الأنعام: 14] وهوالموجد لقوله: {قل كلٌّ من عند اللّه}[النّساء
: 78].، وقيل: إنّه مشتقٌّ من الارتفاع، فكانت العرب تقول لكلّ شيءٍ مرتفعٍ: لاها، وكانوا يقولون إذا طلعت الشّمس: لاهت.
وأصل ذلك الإله، فحذفت الهمزة الّتي هي فاء الكلمة، فالتقت اللّام الّتي هي عينها مع اللّام الزّائدة في أوّلها للتّعريف فأدغمت إحداهما في الأخرى، فصارتا في اللّفظ لامًا واحدةً مشدّدةً، وفخّمت تعظيمًا، فقيل: اللّه..

-وحكى فخر الدّين عن بعضهم أنّه ذهب إلى أنّ اسم اللّهتعالى عبرانيٌّ لا عربيٌّ، ثمّ ضعّفه، وهو حقيقٌ بالتّضعيف كما قال، وقد حكى فخرالدّين هذا القول ثمّ قال: واعلم أنّ الخلق قسمان: واصلون إلى ساحل بحر المعرفة،ومحرومون قد بقوا في ظلمات الحيرة وتيه الجهالة؛ فكأنّهم قد فقدوا عقولهم وأرواحهم،وأمّا الواجدون فقد وصلوا إلى عرصة النّور وفسحة الكبرياء والجلال، فتاهوا فيميادين الصّمديّة، وبادوا في عرصة الفردانيّة، فثبت أنّ الخلق كلّهم والهون فيمعرفته، وروي عن الخليل بن أحمد أنّه قال: لأنّ الخلق يألهون إليه بنصب اللّاموجرّها لغتان
القراءات
وقد جاء في حديث أمّ سلمة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقطّع قرآنه حرفًا حرفًا {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم * الحمد للّه ربّ العالمين * الرّحمن الرّحيم * مالك يوم الدّين}، فقرأ بعضهم كذلك وهم طائفةٌ من الكوفيّين، ومنهم من وصلها بقوله: {الحمد للّه ربّ العالمين} وكسرت الميم لالتقاء السّاكنين وهم الجمهور. وحكى الكسائيّ عن بعض العرب أنّها تقرأ بفتح الميم وصلة الهمزة فيقولون: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم * الحمد للّه ربّ العالمين} فنقلوا حركة الهمزة إلى الميم بعد تسكينها كما قرئ قوله تعالى: {الم * اللّه لا إله إلا هو} قال ابن عطيّة: ولم ترد بهذه قراءةٌ عن أحدٍ فيما علمت). [تفسير ابن كثير: 1 /122-127]


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 30 محرم 1436هـ/22-11-2014م, 03:45 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

قولهتعالى: ((أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا )(6) )
1-خلق الأرض
جعل الأرض ممهدة ذلولاك
جعل فيها مصالح الخلق س
جعلها كالفراش للصبي ش

قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) )
2-إرساء الجبال ك،س،ش

3-خلق الأحياء أزواجا(ك،س،ش)

4-النوم
قوله تعالى(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا )
قطع الحركة لحصول الراحة ك
لمنع الضرر الحاصل بعدم النوم س
بقاء الروح في البدن عند النوم ش

5-الليل
قولهتعالى (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا)
غشيان ظلامه (ك،س(
سكن
6-النهار
قولهتعالى (وَجَعَلْنَا النَّهَارَمَعَاشًا (11) )
منيرا مضيئا للتكسب والمعاش ك
ليحصل كل منهم على رزقه ش
7-بناء السماء
قولهتعالى (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) (12
اتقان خلقها وتزينها ك
جعل فيها منافع س
اتقانها وإحكامها ش
8-الشمس
لجميع الخلق ك
ما فيها من وهج تتحقق به المصالح س،ش

9-إنزال الغيث

قولهتعالى (وَأَنْزَلْنَا مِنَالْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)
استدرار المطر من السماء ك
اختلاف ا في كلمة المعصرات والترجيح:
اختلاف التنوع في كلمة الثج
فائدة
10-إخراج النبات
منه الحب والنبات ك
قولهتعالى (لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّاوَنَبَاتًا (15)
الحب للآدميون والنبات للمواشي س،ش
11-بساتين وحدائق من ثمرات متنوعة مجتمعة ك
قولهتعالى (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)
مجتمعة
ملتفة س
متشعبة الأغصان ش
التعجب من إنكار الكفار ليوم البعث بعد بيان عظمة الله سبحانه من خلال آياته الكونية س
قوله تعالى: ((أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا )(6) )
قدرة الله العظيمة على خلق الأشياء
الغريبة والأمور العجيبة الدّالّة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره :
1-خلق الأرض
جعل الأرض ممهدة ذلولاك
(ألم نجعلالأرض مهاداً). أي: ممهّدةً للخلائق ذلولاً لهم قارّةً ساكنةً ثابتةً
جعل فيها مصالح الخلق س
أي: ممهَّدة مهيَّأةً لكمْ ولمصالحكمْ، منَ الحروثِ والمساكنِ والسبلِ
جعلها كالفراش للصبي ش
المِهَادُ:الوِطَاءُ وَالْفِرَاشُ، كالمَهْدِ للصَّبِيِّ، وَهُوَ مَا يُمَهَّدُلَهُ فَيُنَوَّمُ عَلَيْهِ


قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) )
2-إرساء الجبال ك،س،ش
(والجبال أوتاداً). أي: جعلها أوتاداً أرساها بها وثبّتها وقرّرها؛ حتّىسكنت ولم تضطرب بمن عليها

3-خلق الأحياء أزواجا(ك،س،ش)

(وخلقناكم أزواجاً). يعني: ذكراً وأنثى، يستمتع كلٌّمنهما بالآخر، ويحصل التّناسل بذلك، كقوله: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكمأزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمةً}[الروم: 21
4-النوم
(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا )
قطع الحركة لحصول الراحة ك
وجعلنا نومكم سباتاً}. أي: قطعاً للحركة؛ لتحصل الرّاحة منكثرة التّرداد والسّعي في المعاش في عرض النّهار،
لمنع الضرر الحاصل بعدم النوم س
:
راحةًلكُم؛ وقطعاً لأشغالكمْ،التي متىَ تمادتْ بكمْ أضرَّتْ بأبدَانكمْ، فجعلَاللهُ الليلَ والنومَ يغشى الناسَ، لتنقطعَ حركاتهُمُ الضارةُ، وتحصلَ راحتُهمالنافعةُ
بقاء الروح في البدن عند النوم ش
رَاحَةً لأَبْدَانِكُمْ،وَالسُّبَاتُ: أَنْ يَنْقَطِعَ عَن الحَرَكةِ والرُّوحُ فِي بَدَنِهِ
5-الليل
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا)
غشيان ظلامه (ك،س)
أي: يغشى النّاس ظلامه وسواده كماقال: {واللّيل إذا يغشاها}. وقال الشّاعر:
فلمّا لبسناللّيل أو حين نصّبت....... له من خذا آذانها وهوجانح

سكن
وقال قتادة في قوله: {وجعلنا اللّيللباساً}. أي: سكناً

6-النهار
(وَجَعَلْنَا النَّهَارَمَعَاشًا (11) )
منيرا مضيئا للتكسب والمعاش ك
وجعلنا النّهار معاشاً}. أي: جعلناه مشرقاً منيراً مضيئاً؛ليتمكّن النّاس من التّصرّف فيه والذّهاب والمجيء للمعاش والتّكسّب والتّجارات وغيرذلك
ليحصل كل منهم على رزقه ش
مُضِيئاً لِيَسْعَوْا فِيمَا يَقُومُبِهِ مَعَاشُهُمْ وَمَا قَسَمَهُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الرِّزْقِ
7-بناء السماء
(وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) (12
اتقان خلقها وتزينها ك
يعني: السّماوات السّبع في اتّساعهاوارتفاعها وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثّوابتوالسّيّارات.
ولهذا قال: {وجعلنا سراجاً وهّاجاً
جعل فيها منافع س

سبعَ سمواتٍ، في غايةِ القوةِ، والصلابةِ والشدةِ، وقد أمسكها اللهُ بقدرتهِ،وجعلها سقفاً للأرضِ، فيها عدةُ منافعَ لهمْ، ولهذا ذكرَ من منافعها الشمس، فقالَ(َجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً)
اتقانها وإحكامها ش
يُرِيدُ سَبْعَسَمَاوَاتٍ قَوِيَّةِ الْخَلْقِ مُحْكَمَةِ الْبِنَاءِ
8-الشمس
لجميع الخلق ك
(وجعلنا سراجاً وهّاجاً). يعني: الشّمس المنيرة على جميعالعالم، التي يتوهّج ضوؤها لأهل الأرض كلّهم
ما فيها من وهج تتحقق به المصالح س،ش
نبَّهبالسراجِ على النعمةِ بنورِها، الذي صارَ كالضرورةِ للخلقِ وبالوهاجِ الذي فيهالحرارةُ على حرارتهِا وما فيها منَ المصالحِ
الْمُرَادُ بِهِ الشَّمْسُ، جَعَلَفِيهَا نُوراً وَحَرَارَةً، والوَهَجُ يَجْمَعُ النُّورَ والحرارةَ
9-إنزال الغيث

(وَأَنْزَلْنَا مِنَالْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)
استدرار المطر من السماء ك
اختلاف ا في كلمة المعصرات والترجيح:
المُعْصِرَاتُ: هِيَ السَّحابُ الَّتِي تَنْعَصِرُ بالماءِ وَلَمْ تُمْطِرْ بَعْدُ،ش
المعصرات:الرّيح.ك
ومعنى هذا القول: أنّها تستدرّ المطر منالسّحاب.ك
من المعصرات : من السّحاب س
كما يقال: مرأةٌ معصرٌ إذا دنا حيضها ولم تحضمنالمعصرات ك
. يعني: السّماوات، وهذا قولٌ غريبٌ.ك
والأظهر أنّ المراد بالمعصرات السّحابكما قال تعالى: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحاباً فيبسطه فيالسّماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله}. أي: منبينه.ك
اختلاف التنوع في كلمة الثج
وقوله: {ماءًثجّاجاً
ثجّاجاً}: منصبًّا.
متتابعاً.
كثيراً.س
الثّجّ: الصّبّ المتتابع، ومنه قول النّبيّصلّى اللّه عليه وسلّم: (أفضل الحجّ العجّ والثّجّ). يعني: صبّ دماء البدن. هكذاقال.
فائدة
وفيحديث المستحاضة حين قال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (أنعت لك الكرسف). يعني: أن تحتشي بالقطن؛ فقالت: يارسول اللّه هو أكثر من ذلك، إنّما أثجّ ثجًّا. وهذا فيه دلالةٌ على استعمال الثّجّفي الصّبّ المتتابع الكثير، واللّه أعلموالثَّجَّاجُ: المُنْصَبُّ بِكَثْرَةٍ ش
10-إخراج النبات
منه الحب والنبات ك
(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّاوَنَبَاتًا (15) أي: لنخرج بهذا الماء الكثير الطّيّب النّافع المبارك{حبًّا} يدّخر للأناسيّ والأنعام،{ونباتاً}. أي: خضراً يؤكل رطباً).:
الحب للآدميون والنبات للمواشي س،ش
(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا)من بُرًّوشعير، وذرةٍ وأرزٍ، وغيرِ ذلكَ مما يأكُلهُ الآدميونَ، {وَنَبَاتاً} يشملُ سائر النباتِ، الذي جعلَه اللهُ قوتاً لمواشيهم

11-بساتين وحدائق من ثمرات متنوعة مجتمعة ك
(وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)
وجنّاتٍ}. أي: بساتين وحدائق من ثمراتٍ متنوّعةٍ وألوانٍ مختلفةٍوطعومٍ وروائح متفاوتةٍ، وإن كان ذلك في بقعةٍ واحدةٍ من الأرض مجتمعاً،
مجتمعة
قال ابنعبّاسٍ وغيره: {ألفافاً}: مجتمعةً، وهذه كقوله تعالى: {وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌوجنّاتٌ من أعنابٍ وزرعٍ ونخيلٍ صنوانٌ وغير صنوانٍ يسقى بماءٍ واحدٍ ونفضّل بعضهاعلى بعضٍ في الأكل
ملتفة س
أي: بساتينَ ملتفةً،فيها من جميعِ أصنافِ الفواكهِاللذيذةِ.
متشعبة الأغصان ش
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً}؛ أَيْ: بَسَاتِينَ مُلْتَفٌّبَعْضُهَا بِبَعْضٍ؛ لِتَشَعُّبِ أَغْصَانِهَا
التعجب من إنكار الكفار ليوم البعث بعد بيان عظمة الله سبحانه من خلال آياته الكونية س
فالذي أنعمَ عليكمْ بهذه النعم العظيمة، التي لا يقدَّرُقدرهَا، ولا يحصى عدُّها، كيفَ [تكفرونَ بهِ وتكذِّبونَ] ما أخبركمْ به منَ البعثِوالنشورِ؟ أمْ كيفَ تستعينونَ بنعمهِ على
معاصيهِ وتجحدونَها]


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 30 محرم 1436هـ/22-11-2014م, 03:52 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

ك:ابن كثير
س :السعدي
ش:الأشقر

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 1 صفر 1436هـ/23-11-2014م, 09:56 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1
) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَاالرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًانَّخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَزَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14)}


مشهد نزول العذاب
أنواع الملائكة
-
قال الأشقر وَالنَّازِعَاتِ} أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالملائكةِ الَّتِي تَنْزِعُ أرواحَ الْعِبَادِ عَنْ أجسادِهِم كَمَا يَنْزِعُ النازِعُ فِي القَوْسِ فَيَبْلُغُ بِهَا غايةَ المَدِّ،

ذكر ابن كثير (والسّابحات سبحاً) ؛ فقال ابن مسعودٍ: هي الملائكة،
قال السعدي (وَالسَّابِحَاتِ) أي: المتردداتِ في الهواءِ صعوداً ونزولاً{سَبْحاً
قالَ ابْنِ كَثِيرٍ عن بعض السلف (فالسّابقات سبقاً.) يعني الملائكة، قاله الحسن، سبقت إلى الإيمان والتّصديق به.
وفي زبدة التفاسير ذكر أن (وَالسَّابِحَاتِ):الْمَلائِكَةُ يَنْزِلُونَ مِن السَّمَاءِ مُسْرِعِينَ لأمرِ اللَّهِ
قالَ السّعْدِيُّ (فَالسَّابِقَاتِ} لغيرهَا {سَبْقاً} فتبادرُ لأمرِ اللهِ، وتسبقُ الشياطينَ في إيصالِ الوحيِ إلى رسلِ اللهِ حتى لا تسترقَهُ

قالَ الأَشْقَرُ:هِيَ الْمَلائِكَةُ تَسْبِقُ بِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ\

ذكر ابن كَثِيرٍ) : (وقوله(فالمدبّرات أمراً): هي الملائكة.
زاد الحسن: تدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض. يعني: بأمر ربّها عزّ وجلّ. ولم يختلفوا في هذا، ولم يقطع ابن جريرٍ بالمراد في شيءٍ من ذلك، إلاّ أنّه حكى في: {المدبّرات أمراً}: أنّها الملائكة ولا أثبت ولا نفى
وظائف الملائكة س
(فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرا) الملائكةُ الذينَ وكَّلهم اللهُ أن يدبروا كثيراً منْ أمور العالمِ العلويِّ والسفليِّ، منَ الأمطارِ، والنباتِ، والأشجارِ، والرياحِ، والبحارِ، والأجنحةِ، والحيواناتِ، والجنةِ، والنارِ وغيرِ ذلكَ
عدد الملائكة التي تدبر الأرض وأسماءهم والأعمال الموكلون بها ش
تَدْبِيرُ الْمَلائِكَةِ للأمْرِ: نُزُولُهَا بالحلالِ والحرامِ وَتَفْصِيلِهِمَا، وَبِتَدْبِيرِ أَهْلِ الأَرْضِ فِي الرياحِ والأمطارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، قِيلَ: وَتَدْبِيرُ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ: جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وعَزْرَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ.فَأَمَّا جِبْرِيلُ فَمُوَكَّلٌ بالرِّياحِ والجنودِ، وَأَمَّا مِيكَائِيلُ فَمُوَكَّلٌ بالقَطْرِ والنباتِ، وَأَمَّا عَزْرَائِيلُ فَمُوَكَّلٌ بِقَبْضِ الأَنْفُسِ، وَأَمَّا إِسْرافيلُ فَهُوَ يَنْزِلُ بالأَمْرِ عَلَيْهِمْ
وصف النزاع
ش{غَرْقاً}؛ أَيْ: إِغْرَاقاً فِي النَّزْعِ حَيْثُ تَنْزِعُهَا مِنْ أَقَاصِي الأجسادِ
-قال ابن كثير عن بعض السلف (والنّازعات غرقاً): الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها

ومنهم من تأخذ روحه بسهولةٍ وكأنّما حلّته من نشاطٍ، وهو قوله: {والنّاشطات نشطاً(س،ش)و تبين من التفاسير أنه القول الراجح
-وقال (والنّازعات.) هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار ك
-وقال (
والنّازعات غرقاً): الموت.ك
-معاني مرجوحة ك وقال (والنّازعات غرقاً (1) والنّاشطات نشطاً.) هي النّجوم.
-وقال ( والنّازعات)،( والنّاشطات:) هي القسيّ في القتال.

ما هو المقسم عليه؟س
-يحتملُ أنَّ المقسمَ عليه، الجزاءُ والبعثُ، بدليلِ الإتيانِ بأحوالِ القيامةِ بعدَ ذلكَ.
-ويحتملُ أنَّ المقسم عليهِ والمقسمَ بهِ متحدانِ،

سبب القسم س
- أنَّه أقسمَ على الملائكةِ؛ لأنَّ الإيمانَ بهمْ أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ،
-ولأنَّ في ذكِر أفعالهِمْ هنَا ما يتضمنُ الجزاءَ الذي تتولاهُ الملائكةُ عندَ الموتِ وقبلَه وبعدَه،
أهوال يوم القيامة
النفخة الأولى والثانية


قالَ ابْنِ كَثِيرٍوقوله: {يوم ترجف الرّاجفة (6) تتبعها الرّادفة}. قال ابن عبّاسٍ: هما النّفختان الأولى والثّانية. وهكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغير واحدٍ.
وعن مجاهدٍ أمّا الأولى: وهي قوله: {يوم ترجف الرّاجفة}. فقوله جلّت عظمته: {يوم ترجف الأرض والجبال}. والثّانية: وهي الرّادفة، فهي كقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً}.
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيلٍ، عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وآله وسلّم:
(جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه). فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، أرأيت إن جعلت صلاتي كلّها عليك؟ قال: (إذن يكفيك اللّه ما أهمّك من دنياك وآخرتك).
وقد رواه التّرمذيّ وابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ من حديث سفيان الثّوريّ بإسناده مثله، ولفظ التّرمذيّ وابن أبي حاتمٍ: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا ذهب ثلثا اللّيل قام فقال: (يا أيّها النّاس اذكروا اللّه، جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه) ).
]

قالَ السّعْدِيُّ (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}وهيَ قيامُ الساعةِ
قالَ الأَشْقَرُ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}:وَهِيَ النَّفْخَةُ الأُولَى الَّتِي يَمُوتُ بِهَا جَمِيعُ الخلائقِ

عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وآله وسلّم: (جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه). فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، أرأيت إن جعلت صلاتي كلّها عليك؟ قال: (إذن يكفيك اللّه ما أهمّك من دنياك وآخرتك).
قالَ السّعْدِيُّ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} أي: الرجفةُ الأخرى التي تردفهَا وتأتي تِلوَها
قال الاَشْقَرُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} الرَّادِفَةُ: النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي يَكُونُ عِنْدَهَا الْبَعْثُ

حال الكافرين عند نزول العذاب
وصف قلوبهم ك

قالَ اَ بْنِ كَثِيرٍ وقوله: {قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ}. قال ابن عبّاسٍ: يعني: خائفةٌ. وكذا قال مجاهدٌ وقتادة]

قالَ السّعْدِيُّ (
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ) أي: موجفةٌ ومنزعجةٌ من شدَّةِ ما ترى وتسمعُ

سبب اضطراب القلوب س
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ}
وَالوَاجِفَةُ: المُضْطَرِبَةُ القَلِقَةُ؛ لِمَا عَايَنَتْ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ قَلِقَةٌ مُسْتَوْفِزَةٌ

وصف أبصارهم عند معاينة أهوال القيامة س
(أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ) أي: ذليلةٌ حقيرةٌ، قد ملكَ قلوبهَم الخوفُ، وأذهلَ أفئدتهَمُ الفزعُ، وغلَبَ عليهمُ التأسفُ [واستولتْ عليهمُ] الحسرةُ
(أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ):تَظْهَرُ فِي أَعْيُنِهِمُ الذِّلَّةُ وَالْخُضُوعُ عِنْدَ مُعَايَنَةِ أهوالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يُرِيدُ أَبْصَارَ مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ الإِسْلامِ
أقوال الكفار وتكذيبهم للبعث
القول الأول
:استبعاد الكفار وقوع البعث ك(وقوله: {يقولون أئنّا لمردودون في الحافرة}. يعني مشركي قريشٍ ومن قال بقولهم في إنكار المعاد، يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلى {الحافرة}: وهي القبور - قاله مجاهدٌ - وبعد تمزّق أجسادهم وتفتّت عظامهم ونخورها.

معاني أخرى للحافرة
-قال ابن كثير عن بعض السلف (الحافرة): الحياة بعد الموت
-. وقال ابن زيدٍ: الحافرة: النّار، وما أكثر أسماءها! هي النّار والجحيم وسقر وجهنّم والهاوية والحافرة ولظى والحطمة.
القول الثاني
:ولهذا قالوا: {أئذا كنّا عظاماً نخرة. وقرئ: (ناخرةً

- (أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً} أي: باليةًفُتاتاً
وذكر ابن كثير قول ابن عبّاسٍ:نخرة وهو العظم إذا بلي ودخلت الرّيح فيه،{
يَقُولُونَ}أي: الكفارُ في الدنيا، على وجهِ التكذيبِ س
-.هَذَا يَقُولُهُ المُنْكِرُونَ لِلْبَعْثِ إِذَا قِيلَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ تُبْعَثُونَ.أَيْ: أَنُرَدُّ إِلَى أَوَّلِ حَالِنَا وَابْتِدَاءِ أَمْرِنَا، فَنَصِيرَ أَحْيَاءً بَعْدَ مَوْتِنَا، وَبَعْدَ كَوْنِنَا فِي حُفَرِ الْقُبُورِ؟
) أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً)؛ أَيْ: أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً بَالِيَةً نُرَدُّ وَنُبْعَثُ مَعَ كَوْنِهَا أَبْعَدَ شَيْءٍ مِنَ الْحَيَاةِ؟). (ش)

تعنت المشركين
القول الثالث
: ذكر ابن كثيروأمّا قولهم: {تلك إذًا كرّةٌ خاسرةٌ}؛ فقال محمّد بن كعبٍ: قالت قريشٌ: لئن أحيانا اللّه بعد أن نموت لنخسرن

تجرؤ الكفار بإنكارهم البعث س
قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي: استبعدوا أنْ يبعثَهمُ اللهُ ويعيدَهمْ بعدمَا كانوا عظاماً نخرةً، جهلاً [منهم] بقدرةِ اللهِ، وتجرُّؤَاً عليهِ
قال الأشقر قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}؛ أَيْ: إِنْ رُدِدْنَا بَعْدَ الْمَوْتِ لَنَخْسَرَنَّ بِمَا يُصِيبُنَا مِمَّا يَقُولُهُ مُحَمَّدٌ
رد الله سبحانه وتعالى على أقاويلهم
قالَ اَ بْنِ كَثِيرٍ (قال اللّه تعالى: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ (13) فإذا هم بالسّاهرة}. أي: فإنّما هو أمرٌ من اللّه لا مثنويّة فيه ولا تأكيد، فإذا النّاس قيامٌ ينظرون، وهو أن يأمر تعالى إسرافيل فينفخ في الصّور نفخة البعث، فإذا الأوّلون والآخرون قيامٌ بين يدي الرّبّ عزّ وجلّ ينظرون، كما قال: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلاّ قليلاً}.
وقال تعالى: {وما أمرنا إلاّ واحدةٌ كلمحٍ بالبصر}.
وقال تعالى: {وما أمر السّاعة إلاّ كلمح البصر أو هو أقرب}.
قال مجاهدٌ: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ}: صيحةٌ واحدةٌ، وقال إبراهيم التّيميّ: أشدّ ما يكون الرّبّ غضباً على خلقه يوم يبعثهم.
وقال الحسن البصريّ: {زجرةٌ}من الغضب، وقال أبو مالكٍ والرّبيع بن أنسٍ: {زجرةٌ واحدةٌ}هي النّفخة الآخرة
قالَ اللهُ في بياِن سهولةِ هذَا الأمرِ عليهِ: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} يُنفخُ فيهَا في الصورِ، فإذَا الخلائقُ كلُّهمْ
قال الأشقر في معنى (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ) الْمَعْنَى: لا تَسْتَبْعِدُوا ذَلِكَ؛ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي يَكُونُ الْبَعْثُ بِهَ
المعاني المختلفة للساهرة مع الترجيح عند ابن كثير

قالَ ابْنِ كَثِيرٍوقوله: {فإذا هم بالسّاهرة}. قال ابن عبّاسٍ: (السّاهرة)الأرض كلّها، وكذا قال سعيد بن جبيرٍ وقتادة وأبو صالحٍ.
وقال عكرمة والحسن والضّحّاك وابن زيدٍ: السّاهرة: وجه الأرض.
وقال مجاهدٌ: كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها. وقال: و(السّاهرة): المكان المستوي.
وقال الثّوريّ: (السّاهرة): أرض الشّام.
وقال عثمان بن أبي العاتكة: (السّاهرة): أرض بيت المقدس.
وقال وهب بن منبّهٍ: (السّاهرة): جبلٌ إلى جانب بيت المقدس.

عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ: {فإذا هم بالسّاهرة}. قال: أرضٌ بيضاء عفراء كالخبزة النّقيّ.
وقال الأشقر فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} قِيلَ: السَّاهِرَةُ: أَرْضٌ بَيْضَاءُ يَأْتِي بِهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ، فَيُحَاسِبُ عَلَيْهَا الخلائقَ
وقال قتادة أيضاً: (السّاهرة): جهنّم).
وهذه الأقوال كلّها غريبةٌ، والصّحيح أنّها الأرض، وجهها الأعلى.

تفسيرمعنى الساهرة بالقرءان عند ابن كثير

-وقال الرّبيع بن أنسٍ: {فإذا هم بالسّاهرة}. يقول اللّه عزّ وجلّ: (يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا للّه الواحد القهّار)
-. ويقول(ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً).
وقال(ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزةً) وبرزت الأرض التي عليها الجبال، وهي لا تعدّ من هذه الأرض، وهي أرضٌ لم يعمل عليها خطيئةٌ ولم يهرق عليها دمٌ
(:بِالسَّاهِرَةِ) أي: على وجهِ الأرضِ، قيامٌ ينظرونَ، فيجمعهمُ اللهُ ويقضي بينهمْ بحكمِه العدلِ ويجازيهم
المسائل اللغوية

سبب اضافة البصر الى القلوب ك

(
{أبصارها خاشعةٌ}. أي: أبصار أصحابها، وإنّما أضيف إليها للملابسة، أي: ذليلةٌ حقيرةٌ ممّا عاينت من الأهوال

القراءات
قاله مجاهدٌ - وبعد تمزّق أجسادهم وتفتّت عظامهم ونخورها ولهذا قالوا
(أئذا كنّا عظاماً نخرةً.) وقرئ: (ناخرةً
 
 

 

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 3 صفر 1436هـ/25-11-2014م, 01:11 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُانْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُفُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْوَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُمَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
1-وصف أهوال القيامة
أ-بين يدي الساعة
-قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ[font="&amp] [/font]انْفَطَرَتْ (1[font="&amp]) ) [/font]
المعنى في تفسير ابن كثيريقول تعالى: {إذا السّماء انفطرت}. أي: انشقّت،[font="&amp] [/font]كما قال: {السّماء منفطرٌ به.[font="&amp] [/font]
قالَ السّعْدِيُّ أي: إذا انشقتِ السماءُ[font="&amp] [/font]وانفطرتْ،
قالَ الأَشْقَرُ :انْفِطَارُهَا: انْشِقَاقُهَا لِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ مِنْهَا[font="&amp][/font]
-قوله[font="&amp] [/font]تعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2[font="&amp]) )[/font]
قالَ ابْنِ كَثِيرٍ :أي: تساقطت
قالَ السعدي :وانتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا،
قالَ الأَشْقَرُ أَيْ: تَسَاقَطَتْ مُتَفَرِّقَةً[font="&amp]][/font]
-قوله[font="&amp] [/font]تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3[font="&amp]) )[/font]
المعنى في تفسير ابن كثير :قال عليّ بن أبي طلحة عن[font="&amp] [/font]ابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ[font="&amp]. [/font]
وقال الحسن: فجّر اللّه[font="&amp] [/font]بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها
وقال قتادة: اختلط مالحها[font="&amp] [/font]بعذبها[font="&amp].[/font]
وقال الكلبيّ: ملئت
قال الأشقر: أَيْ: فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً[font="&amp] [/font]وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ، وَهَذِهِ الأَشْيَاءُ بَيْنَ يَدَيِ[font="&amp] [/font]السَّاعَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ
- قال تعالى(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ )
ب-اخراج العباد من القبور للحساب[font="&amp] [/font]س وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ[font="&amp] [/font]للجزاءِ على الأعمالِ[font="&amp].[/font]
قالَ ابْنِ كَثِيرٍ :قال ابن عبّاسٍ[font="&amp]: [/font]بحثت[font="&amp].[/font]
وقال السّدّيّ: تبعثر[font="&amp]: [/font]تحرّك فيخرج من فيها
قالَ الأَشْقَرُ :[font="&amp] [/font]أَيْ: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى[font="&amp] [/font]الَّذِينَ هُمْ فِيهَا


2-الرؤية العينية للحقائق
-قال تعالى(عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْوَأَخَّرَتْ)
أ-مشهد نشر الصحف[font="&amp] [/font]عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْ[font="&amp] [/font]منْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْ[font="&amp] [/font]سَيِّئَةٍ(ش)
فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ،[font="&amp] [/font]ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ،(س)
}. أي: إذا كان هذا،[font="&amp] [/font]حصل هذا (ك)
ب-تحسر الظالم عند معاينة العذابس هنالكَ[font="&amp] [/font]يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُقدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ[font="&amp] [/font]تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ،
ج-العذاب الأبدي للظالم وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ[font="&amp] [/font]السرمديِّ[font="&amp].[/font]
د-فوز المتقين ويفوزُ المتقونَ،[font="&amp] [/font]المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ[font="&amp] [/font]عذابِ الجحيم
3-خطاب الإنسان[font="&amp][/font]
قوله[font="&amp] [/font]تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6[font="&amp]) )[/font]
سبب نزول الآية
حكى البغويّ عن[font="&amp] [/font]الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى[font="&amp] [/font]اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك[font="&amp] [/font]الكريم[font="&amp]}).[/font]
-هل المعنى تهديد ام ارشاد[font="&amp] [/font]إلى جواب؟ك
-بمعنى تهديدبل المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدم[font="&amp] [/font]بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟! كما جاء في[font="&amp] [/font]الحديث: ((يقول اللّه تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرّك بي؟ ماذا أجبت[font="&amp] [/font]المرسلين؟)
-بمعنى ارشاد الى جواب قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان،[font="&amp] [/font]سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر[font="&amp]: [/font]الجهل[font="&amp].[/font]
وقال أيضاً: حدّثنا عمر[font="&amp] [/font]بن شبّة، حدّثنا أبو خلفٍ، حدّثنا يحيى البكّاء، سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية[font="&amp]: {[/font]يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه[font="&amp]- [/font]جهله[font="&amp].[/font]
قال: وروي عن ابن عبّاسٍ[font="&amp] [/font]والرّبيع بن خثيمٍ والحسن مثل ذلك، وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما[font="&amp] [/font]غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟[font="&amp] [/font]لقلت: ستورك المرخاة[font="&amp].[/font]
وقال أبو بكرٍ الورّاق[font="&amp]: [/font]لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم[font="&amp]. [/font]
المعنى الذي يرجحه ابن كثير هو قالَ إِبْنُ[font="&amp] [/font]كَثِيرٍ وقوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك[font="&amp] [/font]الكريم}.بمعنى تهديد هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ[font="&amp] [/font]إلى الجواب حيث قال[font="&amp]: {[/font]الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرم
تعليل أن المعنى الراجح هو التهديدوقال بعض أهل الإشارة[font="&amp]: [/font]إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا[font="&amp] [/font]الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على[font="&amp] [/font]أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء،
4-عتاب الانسان المقصر :س
[font="&amp] [/font]قال السعدي:يقولُ تعالَى[font="&amp] [/font]معاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّهِ، المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَا[font="&amp] [/font]الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ[font="&amp] [/font]احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ
قال الأشقر:أَيْ: مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى[font="&amp] [/font]كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ[font="&amp] [/font]خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ[font="&amp] [/font]عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ[font="&amp]: [/font]غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
5-اقامة الحجة على الانسان :
قوله[font="&amp] [/font]تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7[font="&amp]) )[/font]
أ-المعنى :قال ابن كثير:أليسَ هوَ[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]الَّذِي خَلَقَكَ[font="&amp] [/font]فَسَوَّاكَ[font="&amp]} [/font]في أحسنِ[font="&amp] [/font]تقويمٍ؟[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]فَعَدَلَكَ[font="&amp]} [/font]وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ[font="&amp][/font]
وقوله: {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. أي:ما غرّك[font="&amp] [/font]بالرّبّ الكريم {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. أي: جعلك سويًّا مستقيماً معتدل القامة[font="&amp] [/font]منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال[font="&amp].[/font]
قال الإمام أحمد: حدّثنا[font="&amp] [/font]أبو المغيرة، حدّثنا حريزٌ، حدّثني عبد الرّحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفيرٍ،
حديث بمعنى الآية ك
عن بسر[font="&amp] [/font]بن جحاشٍ القرشيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصق يوماً في كفّه فوضع[font="&amp] [/font]عليها أصبعه ثمّ قال: ((قال اللّه عزّ وجلّ: ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل[font="&amp] [/font]هذه، حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردين، وللأرض منك وئيدٌ، فجمعت ومنعت، حتّى[font="&amp] [/font]إذا بلغت التّراقي قلت: أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة)). وكذا رواه ابن ماجه عن أبي[font="&amp] [/font]بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حريز بن عثمان به، قال شيخنا الحافظ أبو[font="&amp] [/font]الحجّاج المزّيّ، وتابعه يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن ميسرة
ب-من نعم الله على الإنسان[font="&amp] [/font][font="&amp]:[/font]ش
الَّذِي خَلَقَكَ[font="&amp]} [/font]مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً،[font="&amp] [/font]
[font="&amp]{[/font]فَسَوَّاكَ[font="&amp]} [/font]رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ،
[font="&amp]{[/font]فَعَدَلَكَ[font="&amp]}: [/font]جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ[font="&amp] [/font]أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا[font="&amp]. [/font]
ج-بيان حلم الله ولطفه بالإنسان :ك
ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّ[font="&amp] [/font]حسن المنظر والهيئة
د-سبب كفرنعم المنعم وجحودإحسان المحسن هوجهل الإنسان وظلمه لنفسه (س)
قالَ السّعْدِيُّ [font="&amp]([/font]أليسَ هوَ[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]الَّذِي خَلَقَكَ[font="&amp] [/font]فَسَوَّاكَ[font="&amp]} [/font]في أحسنِ[font="&amp] [/font]تقويمٍ؟[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]فَعَدَلَكَ[font="&amp]}[/font][font="&amp] [/font]وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ، فهلْ يليقُ[font="&amp] [/font]بكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟
إنْ هذا إلاَّ منْ جهلكَ[font="&amp] [/font]وظلمكَ وعنادكَ وغشمكَ،[font="&amp][/font]
6-وجوب الحمد على حسن الخلقة
قال ابن كثير: وقال قتادة: {في أيّ[font="&amp] [/font]صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك[font="&amp].[/font]
ومعنى هذا القول عند[font="&amp] [/font]هؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيوانات[font="&amp] [/font]المنكرة الخلق،
قال السعدي :فاحمد اللهَ أنْ لمْ يجعلْ صورتكَ صورة كلبٍ أو حمارٍ، أو[font="&amp] [/font]نحوهمَا من الحيواناتِ[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]فِي[font="&amp] [/font]أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ
أَيْ: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ[font="&amp] [/font]المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ
7-فوائد:
المعنى في قوله تعالى: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}.:وحديث ضعيف فيه ك
قال ابن كثير : قال[font="&amp] [/font]مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ. وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن[font="&amp] [/font]سنانٍ القزّاز، حدّثنا مطهّر بن الهيثم، حدّثنا موسى بن عليّ بن رباحٍ، حدّثني أبي[font="&amp] [/font]عن جدّي: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يا[font="&amp] [/font]رسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال[font="&amp]: [/font]يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه[font="&amp] [/font]وسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ، النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها[font="&amp] [/font]اللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّ[font="&amp] [/font]صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك[font="&amp])).[/font]
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ[font="&amp] [/font]والطّبرانيّ من حديث مطهّر بن الهيثم به. وهذا الحديث لو صحّ لكان فيصلاً في هذه[font="&amp] [/font]الآية، ولكنّ إسناده ليس بالثّابت؛ لأنّ مطهّر بن الهيثم قال فيه أبو سعيد بن يونس[font="&amp]: [/font]كان متروك الحديث[font="&amp]. [/font]
وقال ابن حبّان: يروي عن[font="&amp] [/font]موسى بن عليٍّ وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات[font="&amp].[/font]
حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أثر العرق ولكن في الصّحيحين عن أبي[font="&amp] [/font]هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك من[font="&amp] [/font]إبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟[font="&amp])) [/font]قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسى[font="&amp] [/font]أن يكون نزعه عرقٌ)). وقد قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء[font="&amp] [/font]في صورة وكذا قال أبو صالحٍ: إن[font="&amp] [/font]شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ

تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُانْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُفُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْوَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُمَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
1-وصف أهوال القيامة
أ-بين يدي الساعة
-قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ[font="&amp] [/font]انْفَطَرَتْ (1[font="&amp]) ) [/font]
المعنى في تفسير ابن كثيريقول تعالى: {إذا السّماء انفطرت}. أي: انشقّت،[font="&amp] [/font]كما قال: {السّماء منفطرٌ به.[font="&amp] [/font]
قالَ السّعْدِيُّ أي: إذا انشقتِ السماءُ[font="&amp] [/font]وانفطرتْ،
قالَ الأَشْقَرُ :انْفِطَارُهَا: انْشِقَاقُهَا لِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ مِنْهَا[font="&amp][/font]
-قوله[font="&amp] [/font]تعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2[font="&amp]) )[/font]
قالَ ابْنِ كَثِيرٍ :أي: تساقطت
قالَ السعدي :وانتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا،
قالَ الأَشْقَرُ أَيْ: تَسَاقَطَتْ مُتَفَرِّقَةً[font="&amp]][/font]
-قوله[font="&amp] [/font]تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3[font="&amp]) )[/font]
المعنى في تفسير ابن كثير :قال عليّ بن أبي طلحة عن[font="&amp] [/font]ابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ[font="&amp]. [/font]
وقال الحسن: فجّر اللّه[font="&amp] [/font]بعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها
وقال قتادة: اختلط مالحها[font="&amp] [/font]بعذبها[font="&amp].[/font]
وقال الكلبيّ: ملئت
قال الأشقر: أَيْ: فُجِّرَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً[font="&amp] [/font]وَاخْتَلَطَ العَذْبُ مِنْهَا بالمالحِ، وَهَذِهِ الأَشْيَاءُ بَيْنَ يَدَيِ[font="&amp] [/font]السَّاعَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ
- قال تعالى(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ )
ب-اخراج العباد من القبور للحساب[font="&amp] [/font]س وبعثرتِ القبورُ بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِ[font="&amp] [/font]للجزاءِ على الأعمالِ[font="&amp].[/font]
قالَ ابْنِ كَثِيرٍ :قال ابن عبّاسٍ[font="&amp]: [/font]بحثت[font="&amp].[/font]
وقال السّدّيّ: تبعثر[font="&amp]: [/font]تحرّك فيخرج من فيها
قالَ الأَشْقَرُ :[font="&amp] [/font]أَيْ: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَى[font="&amp] [/font]الَّذِينَ هُمْ فِيهَا


2-الرؤية العينية للحقائق
-قال تعالى(عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْوَأَخَّرَتْ)
أ-مشهد نشر الصحف[font="&amp] [/font]عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْ[font="&amp] [/font]منْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْ[font="&amp] [/font]سَيِّئَةٍ(ش)
فحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ،[font="&amp] [/font]ويزولُ ما كانَ خفيّاً، وتعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ،(س)
}. أي: إذا كان هذا،[font="&amp] [/font]حصل هذا (ك)
ب-تحسر الظالم عند معاينة العذابس هنالكَ[font="&amp] [/font]يعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُقدْ خفَّ، والمظالمُ قدْ[font="&amp] [/font]تداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ،
ج-العذاب الأبدي للظالم وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِ[font="&amp] [/font]السرمديِّ[font="&amp].[/font]
د-فوز المتقين ويفوزُ المتقونَ،[font="&amp] [/font]المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْ[font="&amp] [/font]عذابِ الجحيم
3-خطاب الإنسان[font="&amp][/font]
قوله[font="&amp] [/font]تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6[font="&amp]) )[/font]
سبب نزول الآية
حكى البغويّ عن[font="&amp] [/font]الكلبيّ ومقاتلٍ أنّهما قالا: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ ضرب النّبيّ صلّى[font="&amp] [/font]اللّه عليه وسلّم ولم يعاقب في الحالة الرّاهنة؛ فأنزل اللّه: {ما غرّك بربّك[font="&amp] [/font]الكريم[font="&amp]}).[/font]
-هل المعنى تهديد ام ارشاد[font="&amp] [/font]إلى جواب؟ك
-بمعنى تهديدبل المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدم[font="&amp] [/font]بربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟! كما جاء في[font="&amp] [/font]الحديث: ((يقول اللّه تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرّك بي؟ ماذا أجبت[font="&amp] [/font]المرسلين؟)
-بمعنى ارشاد الى جواب قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان،[font="&amp] [/font]سمع عمر رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر[font="&amp]: [/font]الجهل[font="&amp].[/font]
وقال أيضاً: حدّثنا عمر[font="&amp] [/font]بن شبّة، حدّثنا أبو خلفٍ، حدّثنا يحيى البكّاء، سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الآية[font="&amp]: {[/font]يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. قال ابن عمر: غرّه -واللّه[font="&amp]- [/font]جهله[font="&amp].[/font]
قال: وروي عن ابن عبّاسٍ[font="&amp] [/font]والرّبيع بن خثيمٍ والحسن مثل ذلك، وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ما[font="&amp] [/font]غرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟[font="&amp] [/font]لقلت: ستورك المرخاة[font="&amp].[/font]
وقال أبو بكرٍ الورّاق[font="&amp]: [/font]لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم[font="&amp]. [/font]
المعنى الذي يرجحه ابن كثير هو قالَ إِبْنُ[font="&amp] [/font]كَثِيرٍ وقوله: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك[font="&amp] [/font]الكريم}.بمعنى تهديد هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ[font="&amp] [/font]إلى الجواب حيث قال[font="&amp]: {[/font]الكريم}. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرم
تعليل أن المعنى الراجح هو التهديدوقال بعض أهل الإشارة[font="&amp]: [/font]إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذا[font="&amp] [/font]الّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه على[font="&amp] [/font]أنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء،
4-عتاب الانسان المقصر :س
[font="&amp] [/font]قال السعدي:يقولُ تعالَى[font="&amp] [/font]معاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّهِ، المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَا[font="&amp] [/font]الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِ[font="&amp] [/font]احتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ
قال الأشقر:أَيْ: مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّى[font="&amp] [/font]كَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِ[font="&amp] [/font]خَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَ[font="&amp] [/font]عَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ[font="&amp]: [/font]غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
5-اقامة الحجة على الانسان :
قوله[font="&amp] [/font]تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7[font="&amp]) )[/font]
أ-المعنى :قال ابن كثير:أليسَ هوَ[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]الَّذِي خَلَقَكَ[font="&amp] [/font]فَسَوَّاكَ[font="&amp]} [/font]في أحسنِ[font="&amp] [/font]تقويمٍ؟[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]فَعَدَلَكَ[font="&amp]} [/font]وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ[font="&amp][/font]
وقوله: {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. أي:ما غرّك[font="&amp] [/font]بالرّبّ الكريم {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. أي: جعلك سويًّا مستقيماً معتدل القامة[font="&amp] [/font]منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال[font="&amp].[/font]
قال الإمام أحمد: حدّثنا[font="&amp] [/font]أبو المغيرة، حدّثنا حريزٌ، حدّثني عبد الرّحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفيرٍ،
حديث بمعنى الآية ك
عن بسر[font="&amp] [/font]بن جحاشٍ القرشيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصق يوماً في كفّه فوضع[font="&amp] [/font]عليها أصبعه ثمّ قال: ((قال اللّه عزّ وجلّ: ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل[font="&amp] [/font]هذه، حتّى إذا سوّيتك وعدلتك مشيت بين بردين، وللأرض منك وئيدٌ، فجمعت ومنعت، حتّى[font="&amp] [/font]إذا بلغت التّراقي قلت: أتصدّق وأنّى أوان الصّدقة)). وكذا رواه ابن ماجه عن أبي[font="&amp] [/font]بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حريز بن عثمان به، قال شيخنا الحافظ أبو[font="&amp] [/font]الحجّاج المزّيّ، وتابعه يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن ميسرة
ب-من نعم الله على الإنسان[font="&amp] [/font][font="&amp]:[/font]ش
الَّذِي خَلَقَكَ[font="&amp]} [/font]مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً،[font="&amp] [/font]
[font="&amp]{[/font]فَسَوَّاكَ[font="&amp]} [/font]رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ،
[font="&amp]{[/font]فَعَدَلَكَ[font="&amp]}: [/font]جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَ[font="&amp] [/font]أَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا[font="&amp]. [/font]
ج-بيان حلم الله ولطفه بالإنسان :ك
ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّ[font="&amp] [/font]حسن المنظر والهيئة
د-سبب كفرنعم المنعم وجحودإحسان المحسن هوجهل الإنسان وظلمه لنفسه (س)
قالَ السّعْدِيُّ [font="&amp]([/font]أليسَ هوَ[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]الَّذِي خَلَقَكَ[font="&amp] [/font]فَسَوَّاكَ[font="&amp]} [/font]في أحسنِ[font="&amp] [/font]تقويمٍ؟[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]فَعَدَلَكَ[font="&amp]}[/font][font="&amp] [/font]وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ، فهلْ يليقُ[font="&amp] [/font]بكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟
إنْ هذا إلاَّ منْ جهلكَ[font="&amp] [/font]وظلمكَ وعنادكَ وغشمكَ،[font="&amp][/font]
6-وجوب الحمد على حسن الخلقة
قال ابن كثير: وقال قتادة: {في أيّ[font="&amp] [/font]صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك[font="&amp].[/font]
ومعنى هذا القول عند[font="&amp] [/font]هؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيوانات[font="&amp] [/font]المنكرة الخلق،
قال السعدي :فاحمد اللهَ أنْ لمْ يجعلْ صورتكَ صورة كلبٍ أو حمارٍ، أو[font="&amp] [/font]نحوهمَا من الحيواناتِ[font="&amp] [/font][font="&amp]{[/font]فِي[font="&amp] [/font]أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ
أَيْ: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِ[font="&amp] [/font]المختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ
7-فوائد:
المعنى في قوله تعالى: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}.:وحديث ضعيف فيه ك
قال ابن كثير : قال[font="&amp] [/font]مجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ. وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن[font="&amp] [/font]سنانٍ القزّاز، حدّثنا مطهّر بن الهيثم، حدّثنا موسى بن عليّ بن رباحٍ، حدّثني أبي[font="&amp] [/font]عن جدّي: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يا[font="&amp] [/font]رسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال[font="&amp]: [/font]يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه[font="&amp] [/font]وسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ، النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها[font="&amp] [/font]اللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّ[font="&amp] [/font]صورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك[font="&amp])).[/font]
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ[font="&amp] [/font]والطّبرانيّ من حديث مطهّر بن الهيثم به. وهذا الحديث لو صحّ لكان فيصلاً في هذه[font="&amp] [/font]الآية، ولكنّ إسناده ليس بالثّابت؛ لأنّ مطهّر بن الهيثم قال فيه أبو سعيد بن يونس[font="&amp]: [/font]كان متروك الحديث[font="&amp]. [/font]
وقال ابن حبّان: يروي عن[font="&amp] [/font]موسى بن عليٍّ وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات[font="&amp].[/font]
حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أثر العرق ولكن في الصّحيحين عن أبي[font="&amp] [/font]هريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك من[font="&amp] [/font]إبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟[font="&amp])) [/font]قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسى[font="&amp] [/font]أن يكون نزعه عرقٌ)). وقد قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاء[font="&amp] [/font]في صورة وكذا قال أبو صالحٍ: إن[font="&amp] [/font]شاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 3 صفر 1436هـ/25-11-2014م, 01:14 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

عذرا لا أعرف لماذا خرجت بهذا الشكل سأعيد ارسالها والله المستعان

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir