دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 شوال 1435هـ/14-08-2014م, 04:05 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي صفحة الطالبة هبة مجدي لدراسة أصول التفسير

بسم الله

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 ذو القعدة 1435هـ/5-09-2014م, 09:51 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي القسم الأول من أصول التفسير المقدمة

المقدمة

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً، أما بعد:
فإن من المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه على تلك الأصول، ليكون علمه مبنياً على أسس قوية ودعائم راسخة ً، وقد قيل: من حٌرم الأصول حرم الوصول، ومن أجل فنون العلم، بل هو أجلها وأشرفها، علم التفسير الذي هو تبيين معاني كلام الله عز وجل .
ويتلخص ذلك فيما يأتي:

* القرآن الكريم:
1- متى نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن نزل به عليه من الملائكة؟.
2- أول ما نزل من القرآن.
3- نزول القرآن على نوعين: سببي وابتدائي.
4- القرآن مكي ومدني، وبيان الحكمة من نزوله مفرقاً. وترتيب القرآن.
5- كتابة القرآن وحفظه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
6-جمع القرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.

التفسير:
1-معنى التفسير لغة واصطلاحاً، وبيان حكمه، والغرض منه.
2- الواجب على المسلم في تفسير القرآن.
3- المرجع في التفسير إلى ما يأتي:
أ-كلام الله تعالى بحيث يفسر القرآن بالقرآن.
ب- سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مبلّغ عن الله تعالى، وهو أعلم الناس بمراد الله تعالى في كتاب الله.
ج. كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم.
د. كلام كبار التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم.
هـ. ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق، فإن اختلف الشرعي واللغوي، أخذ بالمعنى الشرعي إلا بدليل يرجح اللغوي.
4- أنواع الاختلاف الوارد في التفسير المأثور.
5- ترجمة القرآن: تعريفها - أنواعها - حكم كل نوع.

* خمس تراجم مختصرة للمشهورين بالتفسير ثلاث للصحابة واثنتان للتابعين.
* أقسام القرآن من حيث الإحكام والتشابه.
* موقف الراسخين في العلم، والزائغين من المتشابه.
* التشابه: حقيقي ونسبي.
* الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه.
* موهم التعارض من القرآن والجواب عنه وأمثلة من ذلك.
القسم:
تعريفه - أداته- فائدته
* القصص:
تعريفها - الغرض منها - الحكمة من تكرارها واختلافها في الطول والقصر والأسلوب.
* الإسرائيليات التي أقحمت في التفسير وموقف العلماء منها.
* الضمير:
تعريفه - مرجعه - الإظهار في موضع الإضمار وفائدته - الالتفات وفائدته - ضمير الفصل وفائدته).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 ذو القعدة 1435هـ/5-09-2014م, 09:58 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي القسم الأول من أصول التفسير الدرس الأول

القرآن في اللغة
مصدر قرأ بمعني تلا، أو بمعني جمع

فعلى المعني الأول (تلا) يكون مصدراً بمعني اسم المفعول؛ أي بمعني متلوّ،
وعلى المعني الثاني: (جمع) يكون مصدراً بمعني اسم الفاعل؛ أي بمعني جامع لجمعه الأخبار والأحكام.

والقرآن في الشرع: كلام الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس. قال تعالى: {إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلاً} [الإنسان: 23] وقال: {إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} [يوسف: 2].

وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة، تدل على عظمته وبركته وتأثيره وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر: 87] {والقرآن المجيد} [ق: الآية 1] ، وقال تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب} [ص: 29] ،{وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون} [الأنعام: 155] ،{إنّه لقرآنٌ كريمٌ} [الواقعة: 77] ،{إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم} [الإسراء: الآية 9] وقال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون} [الحشر: 21]

والقرآن الكريم مصدر الشريعة الإسلامية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس، قال الله تعالى: {تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً} [الفرقان: 1] {كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم إلى صراط العزيز الحميد (1) اللّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض وويلٌ للكافرين من عذابٍ شديدٍ (2) }[إبراهيم: 1-2].

هذا والسنة أيضا مصدر تشريع كما هو معلوم .

نزول القرآن

نزل القرآن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1]. {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين (3) فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ (4) }

وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم،

والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين (192) نزل به الرّوح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ (195) } [الشعراء: 192- 19].
وقد جاء في القرآن الثناء على جبريل عليه السلام قال الله تعالى: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ " (19) ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ (20) مطاعٍ ثمّ أمين (21) } [التكوير: 19- 21]،وقال: {علّمه شديد القوى (5) ذو مرّةٍ فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) } [لنجم: 5-7]، وقال: {قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّت الّذين آمنوا وهدىً وبشرى للمسلمين} [النحل: 102]

أول ما نزل من القرآن

أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا ً الآيات الخمس الأولي من سورة العلق، وهي قوله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1) خلق الإنسان من علقٍ (2) اقرأ وربّك الأكرم (3) الّذي علّم بالقلم (4) علّم الإنسان ما لم يعلم (5) } [العلق: 1- 5] ، ثم فتر الوحي مدة، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر وهي قوله تعالى: {يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5)} [المدثر: 1-5] .
ففي الصحيحين -صحيح البخاري ومسلم- عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت: حتى جاءه الحق ٌّ، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ (يعني لست أعرف القراءة) فذكر الحديث، وفيه ثم قال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1)} إلى قوله: {علّم الإنسان ما لم يعلم (5)} [العلق: 1- 5]،وفيهما عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء...." فذكر الحديث، وفيه، فأنزل الله تعالى:{يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) }إلى {والرّجز فاهجر (5)}[المدثر: 1-5].
وثمت آيات يقال فيها: أول ما نزل، والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين، فتكون أولية مقيدة مثل: حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر: {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1]

فهذه الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله: {قم فأنذر} [المدثر: 2]، ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ ب {اقرأ} [العلق: 1] وأرسل ب {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1].

نزول القرآن ابتدائي وسببي

ينقسم نزول القران إلى قسمين:
الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القران، ومنه قوله تعالى: {ومنهم من عاهد اللّه لئن آتانا من فضله لنصّدّقنّ ولنكوننّ من الصّالحين}[التوبة: 75] الآيات فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة ابن حاطب في قصة طويلة، ذكرها كثير من المفسرين، وروجها كثير من الوعاظ، فضعيف لا صحة له.

القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه، والسبب:
أ - إما سؤال يجيب الله عنه مثل {يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنّاس والحجّ}[البقرة: الآية 189].
ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: {ولئن سألتهم ليقولنّ إنّما كنّا نخوض ونلعب} [التوبة: الآية 65] الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه {أباللّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون}[التوبة: الآية 65].
ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ} [المجادلة: 1] ). [أصول في التفسير: 8 - 14 ]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 ذو القعدة 1435هـ/5-09-2014م, 10:01 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي القسم الأول من أصول التفسير الدرس الثاني

معرفة أسباب النزول تؤدي إلى فوائد كثيرة منها :

1- بيان أن القران نزل من الله تعالى، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحيانا، حتى ينزل عليه الوحي، أو يخفى الأمر الواقع، فينزل الوحي مبينا له. مثال الأول: قوله تعالى: {ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} [الإسراء: 85]، ففي صحيح البخاري عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: أن رجلا من اليهود قال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت، وفي لفظ: فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرد عليهم شيئا، فعلمت أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال {ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي} [الإسراء: 85] الآية

2- بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه. مثال ذلك قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً} [الفرقان: 32] وكذلك آيات الإفك؛ فإنها دفاع عن فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتطهير له عمّا دنسه به الأفاكون.

3- بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم. مثال ذلك آية التيمم، ففي صحيح البخاري أنه ضاع عقد لعائشة رضي الله عنها، وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه، وأقام الناس على غير ماء، فشكوا ذلك إلى أبي بكر، فذكر الحديث وفيه: فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. والحديث في البخاري مطولاً.

4- فهم الآية على الوجه الصحيح. مثال ذلك قوله تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} [البقرة: الآية 158] أي يسعى بينهما، فإن ظاهر قوله: {فلا جناح عليه} [البقرة: الآية 158] أن غاية أمر السعي بينهما، أن يكون من قسم المباح، وفي صحيح البخاري عن عاصم بن سليمان قال: "سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة، قال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه } [البقرة: الآية 158] إلى قوله: {أن يطّوّف بهما} [البقرة: الآية 158] . وبهذا عرف أن نفي الجناح ليس المراد به بيان أصل حكم السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية، أما أصل حكم السعي فقد تبين بقوله: {من شعائر اللّه} [البقرة: الآية 158].


عموم اللفظ وخصوص السبب

إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها، لأن القرآن نزل تشريعا عاما لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه.
مثال ذلك: آيات اللعان، وهي قوله تعالى: {والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلّا أنفسهم} إلى قوله {إن كان من الصّادقين} [النور: 6- الآية 9] ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "البينة أو حد في ظهرك "، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل، وأنزل عليه: {والّذين يرمون أزواجهم} [النور: الآية6] فقرأ حتى بلغ {إن كان من الصّادقين} [النور: الآية9]، فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره، بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن عويمر العجلاني جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك "، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها. الحديث. فجعل البني صلى الله عليه وسلم حكم هذه الآيات شاملا لهلال بن أمية وغيره ).[

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 ذو القعدة 1435هـ/17-09-2014م, 01:03 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي المشتهرون بالتفسير من الصحابة

(المشتهرون بالتفسير من الصحابة)


اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكر السيوطي منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة، لانشغالهم بالخلافة.

ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، فلنترجم لحياة على بن أبي طالب مع هذين رضي الله عنهم.

1- على بن أبي طالب:

هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "، نقل له من المناقب والفضائل ما لم ينقل لغيره، وهلك به طائفتان: النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه، والروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، وروى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.

2- عبد الله بن مسعود:


هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد، تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام: " إنك لغلام معلم "، وقال: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد "، وفي صحيح البخاري أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه، وكان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم" ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة، ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاقتدوا بهما، ثم أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.

3- عبد الله بن عباس:


هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم، وضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب" ، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله، فنال بذلك مكانا عاليا حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ ! فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر اللّه والفتح} [النصر: 1] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس: أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم (أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.
ولاه عثمان على موسم الحج سنة خمس وثلاثين وولاه علي على البصرة فلما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.

المشتهرون بالتفسير من التابعين


أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة.

1- مجاهد:

هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وأخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى ابن إسحاق عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها، وكان سفيان الثوري يقول: إذا جاءت التفسير عن مجاهد فحسبك به، واعتمد تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيرا ما ينقل عنه في صحيحه وقال الذهبي في آخر ترجمته: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به، توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

2- قتادة:


هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري ولد أكمة أي أعمي سنة إحدى وستين، وجد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي، وذكره الإمام أحمد فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل، وقال: هو أحفظ أهل البصرة، لم يسمع شيئا إلا حفظه، وتوفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 ذو القعدة 1435هـ/17-09-2014م, 01:06 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي موهم التعارض في القرآن

موهم التعارض في القرآن


التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشيء والأخرى نافية فيه.
ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى، قال الله تعالى:{ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء: الآية 87]

ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى قال الله تعالى: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها} [البقرة: الآية 106] وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة.
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك، فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف، وتكل الأمر إلى عالمه.
ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب ) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.

أمثلة للتعارض :


فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن: {هدىً للمتّقين} [البقرة: الآية 2] وقوله فيه: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدىً للنّاس} [البقرة: الآية 185] فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين، وفي الثانية عامة للناس، والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع، والهداية في الثانية هداية التبيان والإرشاد.
ونظير هاتين الآيتين، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء} [القصص: 56] وقوله فيه {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} [الشورى: الآية 52] فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:{شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولو العلم} [آل عمران: الآية 18] وقوله: {وما من إلهٍ إلّا اللّه} [آل عمران: الآية 62] وقوله:{فلا تدع مع اللّه إلهاً آخر فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقوله: {فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ} [هود: الآية 101] ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره.
والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة؛ لقوله تعالى:{ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ اللّه هو العليّ الكبير} [الحج: 62].
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {قل إنّ اللّه لا يأمر بالفحشاء} [لأعراف: الآية 28] وقوله: {وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميراً} [الإسراء: 16] ففي الآية الأولى نفي أن يأمر الله تعالى بالفحشاء، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق.
والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي، والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء لقوله تعالى: {إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون} [النحل: 90] والأمر في الآية الثانية هو الأمر الكوني، والله تعالى يأمر كونا بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته لقوله تعالى:{إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} [يّس: 82).

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 ذو القعدة 1435هـ/22-09-2014م, 08:49 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي إجابة الأسئلة

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

السؤال الأول
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.

بيان أن القرآن كلام الله تعالى
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
... - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق


الأدلة على أن القرآن غير مخلوق
• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
• كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً.
• القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا.
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم

الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق


الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
• الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
...- حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
...- حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّحمن على خلقه..)
...- حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: (فضل كلام الله على سائر الكلام ...)
...- حديث الحسن مرفوعا: (فضل القرآن على الكلام كفضل الله عز وجل على عباده)
...- حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً: (فإن قريشاً منعوني أن أبلّغ كلام ربي...)
...- حديث أبي أمامة مرفوعاً: (ما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه...)
...- حديث جبير بن نفير مرفوعاً: (إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (القرآن كلام الله)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (أحسن الكلام كلام الله عز وجل)
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إنّ اللّه قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عامٍ...)
...- حديث أبي الدرداء مرفوعا: (كلام الله غير مخلوق)
... - حديث الحسن مرفوعا: (من حلف بسورة من القرآن ...)
...- مرسل محمد بن كعب القرظي رحمه الله
• الأحاديث المروية في تعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلك أمته
...- حديث خولة بنت حكيم مرفوعا: (لو نزل أحدكم منزلًا فليقل: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات..)
...- حديث ابن عباس مرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة الله التامة..)
... - حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: (إذا أخذت مضجعك لنومك فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامّة..)
... - حديث رجل من أسلم مرفوعاً: (أما إنّك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات كلّها..)
... - حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المعوذات.
... - حديث علي مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته...)
• الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
... - حديث عبد الله بن أبي بكر مرفوعا: (إن القرآن كلام الله، ...)
... - حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث حكيم بن حزام مرفوعا: (لا تمسّ القرآن إلّا وأنت طاهرٌ)
... - حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: (لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
... - حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (كلّم اللّه موسى يوم كلّمه ...)
... - حديث جابر بن عبدالله مرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذي ناداه، ...)
... - حديث ابن عباس مرفوعا: (إنّ اللّه تعالى ناجى موسى بمائة ألفٍ وأربعين ألف كلمةٍ في ثلاثة أيّامٍ، ...)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
... - حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا قضى اللّه الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنّه سلسلةٌ على صفوان)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة..)
...- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق

الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق
• إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق
أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق

السؤال الثاني:

أول من أحدث مسألة الفظ بالقرآن وماحكم اللفظية والواقفة؟

حكم اللفظية الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"
• ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية


أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن

. - حسين الكرابيسي
... - الشرّاك
حكم اللفظية :
ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية

قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (قال أبو الفضل: قلت لأبي من قال لفظي بالقرآن مخلوق يكلم _
قال هذا لا يكلم ولا يصلى خلفه وإن صلى رجل أعاد
قال أبو الفضل سأل يعقوب بن إبراهيم الدروقي أبي عن من قال لفظه بالقرآن مخلوق كيف يقول في هؤلاء؟
قال: لا يكلم هؤلاء ولا يكلم في هذا القرآن كلام الله غير مخلوق على كل جهة وعلى كل وجه وعلى أي حال.). [سيرة الإمام أحمد: 70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( سئل عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق
- سألت أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق، وما ترى في مجانبته وهل يسمى مبتدعا.
فقال: هذا يجانب وهو قول المبتدع وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق، قالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} فالقرآن ليس بمخلوق.
- حدثني ابن شبويه سمعت أبي يقول: من قال شيء من الله عز وجل مخلوق علمه أو كلامه فهو زنديق كافر لا يصلى عليه ولا يصلي خلفه ويجعل ماله كمال المرتد، ويذهب في مال المرتد إلى مذهب أهل المدينة إنه في بيت المال.
- أ سألت أبي رحمه الله قلت: إن قوما يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق.
فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف هذا قول جهم وعظم الأمر عنده في هذا، وقال: هذا كلام جهم.
- ب وسألته عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فقال: قال الله عز وجل: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حتى أبلغ كلام ربي)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس)).
- سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.
- سمعت أبي رحمه الله وسئل عن اللفظية فقال: هم جهمية وهو قول جهم، ثم قال: لا تجالسوه
- سمعت أبي رحمه الله يقول: كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي.
- سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، وقال مرة: هم شر من الجهمية، وقال مرة أخرى: هم جهمية.
- سمعت أبي يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية، قال له أن الكرابيسي يقول هذا، فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشرا المريسي، وكان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو
يقال مخلوق أو غير مخلوق.
قال: سألته عن الكرابيسي حسين هل رأيته يطلب الحديث،
فقال: ما أعرفه وما رأيته يطلب الحديث.
قلت: فرأيته عند الشافعي ببغداد.
فقال: ما رأيته ولا أعرفه.
فقلت: إنه يزعم أنه كان يلزم يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
فقال: ما رأيته عند يعقوب بن إبراهيم ولا غيره وما أعرفه. ).[السنة: 1/ 163-166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا ليس بعالم فليسأل وليتعلم .
- سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وقال مرة أخرى: هم شر من الجهمية .). [السنة: 1/179] (م)
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( واعلم أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي، هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر اللفظية، ...
قال محمد بن الحسين: احذروا رحمكم الله هؤلاء الذين يقولون: إن لفظه بالقرآن مخلوق، وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق،
ومن قال مخلوق، فقد كفر،
ومن قال: القرآن كلام الله ووقف فهو جهمي،
ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أيضا، كذا قال أحمد بن حنبل، وغلظ فيه القول جدا .). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا إسحاق بن داود، قال: سمعت جعفر بن أحمد، يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ، يقول: «اللّفظيّة، والواقفة زنادقةٌ عتقٌ».
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: قال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة، واللّفظيّة جهميّةٌ» .). [الإبانة الكبرى: 5/296] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " الجهميّة على ثلاث ضروبٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام اللّه ونقف، وفرقةٌ قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، فهم عندي في المقالة واحدٌ " .). [الإبانة الكبرى: 5/ 306-307]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثني أبي رحمه اللّه، وأبو القاسم عمر بن يحيى العسكريّ قالا: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن الحسن بن بدينا قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ فقلت: يا أبا عبد اللّه، أنا رجلٌ من أهل الموصل، الغالب على أهل بلدنا الجهميّة، وفيهم أهل سنّةٍ نفرٌ يسيرٌ محبوكٌ، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ فأفتنتهم، قول الكرابيسيّ: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال لي أبو عبد اللّه: «إيّاك إيّاك إيّاك إيّاك، وهذا الكرابيسيّ، لا تكلّمه، ولا تكلّم من يكلّمه، أربع مرارٍ أو خمسًا»، إنّ في كتابي أربعًا، قلت: يا أبا عبد اللّه فهذا القول عندك ما يتشعّب منه يرجع إلى قول جهمٍ؟ قال: «هذا كلّه قول جهمٍ».
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: كتبت رقعةً فأرسلت بها إلى أبي عبد اللّه، وهو يومئذٍ متوارٍ، فأخرج إليّ جوابه مكتوبًا فيه: قلت: رجلٌ يقول: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن ليس بمخلوقٍ، وما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟ وعلى ما يكون عقد القلب في التّلاوة والألفاظ؟ وكيف الجواب فيه؟
قال: " هذا يجانب، وهو قول المبتدع، وما أراه إلّا جهميًّا، وهذا كلام الجهميّة، القرآن ليس بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7] الآية،
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه فاحذروهم، فإنّهم هم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فالقرآن ليس بمخلوقٍ».
- قال أبو داود: وسمعت أحمد يتكلّم في اللّفظيّة، وينكر عليهم كلامهم، وقال له هارون: يا أبا عبد اللّه هم جهميّةٌ؟
فجعل يقول: هم، هم، ولم يصرّح بشيءٍ، ولم ينكر عليه قوله: هم جهميّةٌ.
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، أنّ أحمد بن محمّد بن حنبلٍ قال له: «إنّ اللّفظيّة إنّما يدورون على كلام جهمٍ، يزعمون أنّ جبريل إنّما جاء بشيءٍ مخلوقٍ إلى مخلوقٍ»، يعني: جبريل مخلوقٌ، جاء به إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وحدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: سألت أحمد بن حنبلٍ قلت: هؤلاء الّذين يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ.
قال: «هم شرٌّ من قول الجهميّة، ومن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل جاء بمخلوقٍ، وأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تكلّم بمخلوقٍ».
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: سمعت أحمد بن صالحٍ، ذكر اللّفظيّة، فقال: «هؤلاء أصحاب بدعةٍ، ويكثر عليهم أكثر من البدعة».
- قال: وسمعت إسحاق بن إبراهيم، سئل عن اللّفظيّة، فبدّعهم.
- وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا يعقوب الدّورقيّ، قال: قلت لأحمد بن حنبلٍ: هؤلاء الّذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
فقال: " القرآن على أيّ جهةٍ ما كان لا يكون مخلوقًا أبدًا، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، ولم يقل: حتّى يسمع كلامك يا محمّد "،
فقلت له: إنّما يدور هؤلاء على الإبطال والتّعطيل،
قال: «نعم»، وقال أحمد بن حنبلٍ: «عليهم لعنة اللّه».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، قال: جاءني إبراهيم الكرمانيّ فأخبرني، عن صالحٍ، قال: جاء عبّاسٌ فقال: يا أبا عبد اللّه إنّ قومًا عندنا يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، فيقولون: ليس بمخلوقٍ، قال: «لا، ما سمعت أحدًا يقول هذا».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، قال: حدّثني الحارث الصّائغ، قال: وسمعته، يعني أبا عبد اللّه، يسأل عن قول حسينٍ الكرابيسيّ، قيل له: إنّه يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: " هذا قول جهمٍ قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، فمن يسمع كلام اللّه؟ أهلكهم وضع الكتب، تركوا آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأقبلوا على الكلام "
فقلت له: إذا قال: لفظي بالقرآن، فهو جهميٌّ؟
قال: " فأيّ شيءٍ بقي إذا قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ "
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثني أبو الحارث، قال: ذهبت أنا وأبو موسى إلى أبي عبد اللّه، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد اللّه هذا الأمر الّذي قد أحدثوه تشمئزّ منه القلوب، والنّاس يسألوننا عنه، يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
قال أبو عبد اللّه بالانتهار منه: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ خبيثٌ، لا خير فيه»،
قال له أبو موسى: أليس تقول: القرآن كلام اللّه ليس مخلوقًا على كلّ حالٍ، وبجميع الجهات والمعاني؟
قال: «نعم، وكلّما تشعّب من هذا، فهو رديءٌ خبيثٌ».
- حدّثنا أبو جعفرٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: حدّثنا أبو طالبٍ أحمد بن حميدٍ قال: قلت لأبي عبد اللّه: أخبرني ساكني، أنّ رجلًا، بالرّميلة كان يقول بقول الكرابيسيّ لفظه بالقرآن مخلوقٌ، فمنعوه يصلّي بهم، فجاء فسألك عن الرّجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، يصلّى خلفه؟ فقلت له: لا، فرجع إليهم فأخبرهم بقولك، وقال: إنّي تائبٌ، وأستغفر اللّه ممّا قلت، فقالوا له: صلّ بنا فصلّى بهم، قال: هو كان نفسه، سألني رجلٌ طويل اللّحية بعدما صلّيت الظّهر، فقلت له: لم تكلّمون فيما قد نهيتم عنه، لا يصلّى خلفه ولا يجالس ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، قال: قلت: يا أبا عبد اللّه، إنّي قد احتججت عليهم بالقرآن والحديث، وأحبّ أن أعرضه عليك، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، أليس من محمّدٍ يسمع كلام اللّه؟ قال اللّه عزّ وجلّ: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} [البقرة: 75] وقال اللّه عزّ وجلّ: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98] وقال: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك} [الإسراء: 45] وقال: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} [الأعراف: 204] وقال: {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] وقال: {وأن أتلو القرآن فمن اهتدى} [النمل: 92]، أليس يتلو القرآن؟ . وقال عزّ وجلّ: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}، فعلى كلّ حالٍ، فهو قرآنٌ.
وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث جابرٍ: «إنّ قريشًا منعوني أن أبلّغ كلام ربّي» . وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاوية بن الحكم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس إلّا القرآن»، فالقرآن غير كلام النّاس.
وقال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه: لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه.
فقال لي: ما أحسن ما احتججت به، جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمخلوقٍ، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جاء إلى النّاس بمخلوقٍ؟!.
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سويدٍ، قال: سمعت أبا إسحاق الهاشميّ، يقول: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ " ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: قلت له: كتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ،
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه»،
قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} [الروم: 2] فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه،
قال: «نعم، هذا وغيره إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا،
قال: «كان خاله عبدك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟».
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئٍ النّيسابوريّ، قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ» وقال: «أرأيت جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتلا عليه تلاوة جبريل للنّبيّ القرآن، كان مخلوقًا؟ ما هو بمخلوقٍ».
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص بن جعفرٍ العطّار قال: حدّثنا أبو يوسف محمّد بن المثنّى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عمران بن موسى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو أحمد الأسديّ، قال: دخلت على أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ رضي اللّه عنه وسألته فقلت: يا أبا عبد اللّه، لفظي بالقرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ؟ فما أجابني بشيءٍ، ثمّ أعدت عليه المسألة، فما أجابني فيها بشيءٍ، قال: ثمّ خرجت في سفري إلى مكّة، فصارت البادية في طريقي على شبه الحبس من شدّة الفكرة في أمره، قال: فدخلت إلى مكّة، فقطع بي الطّواف، فخرجت إلى بئر زمزم، وقبّة الشّراب، فصلّيت فيها ركعتين، ثمّ نعست فرأيت ربّ العزّة تبارك وتعالى في منامي، فكان آخر ما قلت له: إلهي، قراءتي بكلامك غير مخلوقٍ؟
قال: نعم.
قال: فقوي عزمي، فلمّا قضيت حجّي وسفري، دخلت بغداد وقد تغيّر أبو عبد اللّه تغيّرًا شديدًا، فقلت له: يا أبا عبد اللّه لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ أو غير مخلوقٍ؟ فانبسط إليّ وقال: " ما حالك، توجّه القرآن على خمس جهاتٍ: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللّسان، وسمعٌ بالأذن، وبصرٌ بعينٍ، وخطٌّ بيدٍ؟ " فأشكل عليّ قوله، وبقيت فيه متحيّرًا، فقال لي: «ما حالك، القلب مخلوقٌ، والمحفوظ به غير مخلوقٍ، واللّسان مخلوقٌ، والمتلوّ به غير مخلوقٍ، والأذن مخلوقٌ، والمسموع إليه غير مخلوقٍ، والعين مخلوقٌ، والمنظور إليه منه غير مخلوقٍ»، قال: فقلت: يا أبا عبد اللّه العين تنظر إلى السّواد في الورق؟
فقال لي: " مه، أصحّ شيءٍ في هذا خبر نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ»، ولم يذكر حبرًا ولا ورقًا "
قال: ثمّ رجع معي إلى باب الدّار وهو يكلّمني بهذا، إذ أتته امرأةٌ معها رجلٌ، فقال: يا أبا عبد اللّه قد ذهبت إلى عبد الوهّاب، فما أجابها في المسألة، وتحبّ أن تسألك.
فقال لها: وما مسألتك؟،
قالت: مسألتي أنّ زوجي حلف بالطّلاق أنّه لا يكلّم جارًا له سنةً، فمرّ به بعد أيّامٍ وهو يقرأ فلحن، فردّ عليه، قال: فحرّمت من هذا إلى غيره؟
قال: " لا، قال: فاذهب فإنّك لم تحنث، إنّك كلّمته كلام الخالق دون المخلوقين "
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» . وقال: " هذا هو قول جهمٍ، وعظّم الأمر عنده في هذا، وقال: قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حتّى أبلّغ كلام ربّي»، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس» فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ "
- قال: فقلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.
فقال: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهو كلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث» وقال: «قد خلف هذا بشرًا المرّيسيّ»
- قال عبد اللّه: وكان أبي يكره أن يتكلّم في اللّفظ بشيءٍ، وأن يقال: لفظي به مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن سليمان الورّاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي: ما تقول في رجلٍ قال: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ؟
قال: «هذا كافرٌ، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة» .
قلت: ما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟
فقال: " هذا يجانب، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة، ليس القرآن بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7]، والقرآن ليس بمخلوقٍ ".
- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " افترقت الجهميّة على ثلاث فرقٍ: الّذين قالوا: مخلوقٌ، والّذين شكّوا، والّذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ ".
- قال المرّوذيّ: قلت لأبي عبد اللّه: إنّ رجلًا من أصحابنا زوّج أخته من رجلٍ، فإذا هو من هؤلاء اللّفظيّة، يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وقد كتب الحديث،
فقال أبو عبد اللّه: «هذا شرٌّ من جهميٍّ» .
قلت: فتفرّق بينهما؟
قال: نعم،
قلت: فإنّ أخاها يفرّق بينهما؟
قال: «قد أحسن»، وقال: «أظهروا الجهميّة، هذا كلامٌ ينقض آخره أوّله» .
قلت لأبي عبد اللّه: إنّ الكرابيسيّ يقول: من لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ؟
قال: «بل هو الكافر» . وقال: «مات بشرٌ المرّيسيّ وخلفه حسينٌ الكرابيسيّ».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: سأله يعقوب بن الدّورقيّ عن من قال: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، كيف تقول في هذا؟
قال: لا يكلّم هؤلاء ولا يكلّم هذا، القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على كلّ جهةٍ، وعلى كلّ وجهٍ تصرّف، وعلى أيّ حالٍ كان، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] .
وقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يصلح في الصّلاة شيءٌ من كلام النّاس ". وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: حتّى أبلّغ كلام ربّي. هذا قول جهمٍ، على من جاء بهذا غضب اللّه ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: وسمعت عبد الوهّاب يعني ابن الحكم الورّاق، يقول: «الواقفة واللّفظيّة واللّه جهميّةٌ» حلف عليها غير مرّةٍ.
- قال أبو جعفرٍ: وسمعت أبا زهيرٍ محمّد بن زهيرٍ يقول: " القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على جميع الجهات، فقال: من قال: هذا يعني: لفظي، فهو يدخل فيه كلٌّ ".
قال الشّيخ: فبهذه الرّوايات والآثار الّتي أثرناها وروّيناها عن سلفنا وشيوخنا وأئمّتنا نقول، وبهم نقتدي، وبنورهم نستضيء، فهم الأئمّة العلماء العقلاء النّصحاء، الّذين لا يستوحش من ذكرهم، بل تنزل الرّحمة إذا نشرت أخبارهم، ورويت آثارهم، فنقول: إنّ القرآن كلام اللّه، ووحيه، وتنزيله، وعلمٌ من علمه، فيه أسماؤه الحسنى، وصفاته العليا، غير مخلوقٍ كيف تصرّف، وعلى كلّ حالٍ، لا نقف، ولا نشكّ، ولا نرتاب، ومن قال: مخلوقٌ، أو قال: كلام اللّه ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهؤلاء كلّهم جهميّةٌ ضلّالٌ كفّارٌ، لا يشكّ في كفرهم، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو ضالٌّ مضلٌّ جهميٌّ، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوقٍ، فهو مبتدعٌ، لا يكلّم حتّى يرجع عن بدعته، ويتوب عن مقالته فهذا مذهبنا، اتّبعنا فيه أئمّتنا، واقتدينا بشيوخنا، رحمة اللّه عليهم، وهو قول إمامنا أحمد بن حنبلٍ رحمه اللّه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 329-346]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكرٍ أحمد بن كاملٍ قال: قال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ: "والقول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه أعلمه عن صحابيٍّ مضى، ولا عن تابعيٍّ قفى إلّا عمّن في قوله الشّفاء والغنا رحمة اللّه عليه ورضوانه وفي اتّباعه الرّشد والهدى، ومن يقوم لدينا مقام الأئمّة الأولى أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ. فإنّ أبا إسماعيل التّرمذيّ حدّثني قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ يقول: اللّفظيّة جهميّةٌ لقول اللّه عزّ وجلّ: {حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] ممّن يسمع. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/207-208] (م)

قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوقٌ، قال: كافرٌ.
وعمّن يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: جهميٌّ.). [سير أعلام النبلاء: 11/288]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (قال أحمد بن زنجوية: سمعت أحمد يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الجهميّة.
وقال صالحٌ: سمعت أبي يقول: الجهميّة ثلاث فرقٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام الله وسكتوا، وفرقةٌ قالوا: لفظنا به مخلوقٌ.
ثمّ قال أبي: لا يصلّى خلف واقفيٍّ، ولا لفظيٍّ .). [سير أعلام النبلاء: 11/289]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (- أنبؤونا: عن محمّد بن إسماعيل، عن يحيى بن مندة الحافظ، أخبرنا أبو الوليد الدّربنديّ سنة أربعين وأربع مائةٍ، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبيد الله بن الأسود بدمشق، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفرٍ النّهاونديّ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إبراهيم بن زوران لفظاً، حدّثنا أحمد بن جعفرٍ الإصطخريّ قال:
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبلٍ: هذا مذاهب أهل العلم والأثر، فمن خالف شيئاً من ذلك أو عاب قائلها، فهو مبتدعٌ.
وكان قولهم: إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونيّةٌ، وتمسّكٌ بالسّنّة، والإيمان يزيد وينقص، ومن زعم أنّ الإيمان قولٌ، والأعمال شرائع، فهو جهميٌّ، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان، فهو مرجئٌ، والزّنى والسرقة وقتل النّفس والشّرك كلّها بقضاءٍ وقدرٍ من غير أن يكون لأحدٍ على الله حجّةٌ.
إلى أن قال: والجنّة والنّار خلقتا، ثمّ الخلق لهما لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبداً.
إلى أن قال: والله -تعالى- على العرش، والكرسيّ موضع قدميه.
إلى أن قال: وللعرش حملةٌ، ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن، وتلاوتنا له مخلوقةٌ، والقرآن كلام الله، فهو جهميٌّ، ومن لم يكفّره، فهو مثله، وكلّم الله موسى تكليماً من فيه. ). [سير أعلام النبلاء: 11/ 302- 303]



حكم الواقفة من كلام العلماء :
إجمال أقوال جماعة من العلماء من بلدان شتّى في شأن الوافقة

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سألت عبّاسًا النّرسيّ عن القرآن، فقال: " نحن ليس نقف، نحن نقول: القرآن غير مخلوقٍ ".
- قال: وسألت عبيد اللّه بن عمر القواريريّ عن الواقفة، فقال: شرٌّ من الجهميّة.
- قال: وسألت يحيى بن أيّوب عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: سألت إبراهيم بن أبي اللّيث عن الواقفة، فقال: «هم كفّارٌ باللّه العظيم، لا يزوّجوا، ولا يناكحوا».
- قال المروزيّ: وسألت محمّد بن عبيد اللّه بن نميرٍ عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة»، وقال: «هذا والوقف زندقةٌ وكفرٌ».
- قال: وسألت أبا بكر بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من أولئك، يعني الجهميّة».
- وسألت عثمان بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة».
- وسألت ابن أبي معاوية الضّرير عن الواقفة، فقال: «هم مثل الجهميّة» ). [الإبانة الكبرى: 5/301-304]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: سألت هارون بن إسحاق الهمدانيّ، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال: وسألت أبا موسى الأنصاريّ عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة»
- وسألت سويد بن سعيدٍ الأنباريّ، فقال: «هم أكفر من الحمار».
- قال: وسألت أبا عبد اللّه بن أبي الشّوارب عن رجلٍ من الواقفة سئل عن وجه اللّه عزّ وجلّ: أمخلوقٌ هو أم غير مخلوقٍ؟ فقال: لا أدري.
فقال: «هذا من الشّاكّة، أحبّ إليّ أن يعيد الصّلاة»، يعني إذا صلّى خلفه). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
- فَرُوِيَ عن أهل المدينة: هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ.
قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
- وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
- وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه.
فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف.
فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
- وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
- وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
- وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
فقال: عيبٌ يردّ منه.
قال: فإن خرج واقفيًّا؟
قال: شرٌّ يردّ منه.
- وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ،
فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
- عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
- وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
- وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ، وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
- وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
- وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
- ومن أهل الكوفة: وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
- ومن أهل بغداد ومن عُدّ فيهم: عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
- ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم: نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ.
- ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
- ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
- قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
- ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف،
قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره.
فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
- وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
- إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ.
- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ».
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ».
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-363]

السؤال الثالث :

المناظرات في مسألة "خلق القرآن"

• مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
• مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
• مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
• مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
• مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
• مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
• مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ذو القعدة 1435هـ/22-09-2014م, 09:03 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص موضوع بيان وجوب الإيمان بالقرآن

بيان وجوب الإيمان بالقرآن:

أولا من القرآن :


ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا} [آل عمران: 3/7].
قال الله عز وجل {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}

الأدلة من السنة :


حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»
حديث جبريل الطويل

فصل :

الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل بما فيه


حكم من أنكر شيئًا من القرآن:


قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). العقيدة الواسطية

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 ذو القعدة 1435هـ/23-09-2014م, 04:14 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

السؤال الأول
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.

بيان أن القرآن كلام الله تعالى
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
... - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق


الأدلة على أن القرآن غير مخلوق
• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
• كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً.
• القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا.
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم

الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق


الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
• الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
...- حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
...- حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّحمن على خلقه..)
...- حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: (فضل كلام الله على سائر الكلام ...)
...- حديث الحسن مرفوعا: (فضل القرآن على الكلام كفضل الله عز وجل على عباده)
...- حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً: (فإن قريشاً منعوني أن أبلّغ كلام ربي...)
...- حديث أبي أمامة مرفوعاً: (ما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه...)
...- حديث جبير بن نفير مرفوعاً: (إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (القرآن كلام الله)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (أحسن الكلام كلام الله عز وجل)
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إنّ اللّه قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عامٍ...)
...- حديث أبي الدرداء مرفوعا: (كلام الله غير مخلوق)
... - حديث الحسن مرفوعا: (من حلف بسورة من القرآن ...)
...- مرسل محمد بن كعب القرظي رحمه الله
• الأحاديث المروية في تعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلك أمته
...- حديث خولة بنت حكيم مرفوعا: (لو نزل أحدكم منزلًا فليقل: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات..)
...- حديث ابن عباس مرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة الله التامة..)
... - حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: (إذا أخذت مضجعك لنومك فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامّة..)
... - حديث رجل من أسلم مرفوعاً: (أما إنّك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات كلّها..)
... - حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المعوذات.
... - حديث علي مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته...)
• الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
... - حديث عبد الله بن أبي بكر مرفوعا: (إن القرآن كلام الله، ...)
... - حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث حكيم بن حزام مرفوعا: (لا تمسّ القرآن إلّا وأنت طاهرٌ)
... - حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: (لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
... - حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (كلّم اللّه موسى يوم كلّمه ...)
... - حديث جابر بن عبدالله مرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذي ناداه، ...)
... - حديث ابن عباس مرفوعا: (إنّ اللّه تعالى ناجى موسى بمائة ألفٍ وأربعين ألف كلمةٍ في ثلاثة أيّامٍ، ...)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
... - حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا قضى اللّه الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنّه سلسلةٌ على صفوان)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة..)
...- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق

الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق
• إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق
أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق

السؤال الثاني:

أول من أحدث مسألة الفظ بالقرآن وماحكم اللفظية والواقفة؟

حكم اللفظية الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"
• ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية


أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن

. - حسين الكرابيسي
... - الشرّاك
حكم اللفظية :
ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية

قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (قال أبو الفضل: قلت لأبي من قال لفظي بالقرآن مخلوق يكلم _
قال هذا لا يكلم ولا يصلى خلفه وإن صلى رجل أعاد
قال أبو الفضل سأل يعقوب بن إبراهيم الدروقي أبي عن من قال لفظه بالقرآن مخلوق كيف يقول في هؤلاء؟
قال: لا يكلم هؤلاء ولا يكلم في هذا القرآن كلام الله غير مخلوق على كل جهة وعلى كل وجه وعلى أي حال.). [سيرة الإمام أحمد: 70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( سئل عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق
- سألت أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق، وما ترى في مجانبته وهل يسمى مبتدعا.
فقال: هذا يجانب وهو قول المبتدع وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق، قالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} فالقرآن ليس بمخلوق.
- حدثني ابن شبويه سمعت أبي يقول: من قال شيء من الله عز وجل مخلوق علمه أو كلامه فهو زنديق كافر لا يصلى عليه ولا يصلي خلفه ويجعل ماله كمال المرتد، ويذهب في مال المرتد إلى مذهب أهل المدينة إنه في بيت المال.
- أ سألت أبي رحمه الله قلت: إن قوما يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق.
فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف هذا قول جهم وعظم الأمر عنده في هذا، وقال: هذا كلام جهم.
- ب وسألته عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فقال: قال الله عز وجل: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حتى أبلغ كلام ربي)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس)).
- سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.
- سمعت أبي رحمه الله وسئل عن اللفظية فقال: هم جهمية وهو قول جهم، ثم قال: لا تجالسوه
- سمعت أبي رحمه الله يقول: كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي.
- سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، وقال مرة: هم شر من الجهمية، وقال مرة أخرى: هم جهمية.
- سمعت أبي يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية، قال له أن الكرابيسي يقول هذا، فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشرا المريسي، وكان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو
يقال مخلوق أو غير مخلوق.
قال: سألته عن الكرابيسي حسين هل رأيته يطلب الحديث،
فقال: ما أعرفه وما رأيته يطلب الحديث.
قلت: فرأيته عند الشافعي ببغداد.
فقال: ما رأيته ولا أعرفه.
فقلت: إنه يزعم أنه كان يلزم يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
فقال: ما رأيته عند يعقوب بن إبراهيم ولا غيره وما أعرفه. ).[السنة: 1/ 163-166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا ليس بعالم فليسأل وليتعلم .
- سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وقال مرة أخرى: هم شر من الجهمية .). [السنة: 1/179] (م)
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( واعلم أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي، هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر اللفظية، ...
قال محمد بن الحسين: احذروا رحمكم الله هؤلاء الذين يقولون: إن لفظه بالقرآن مخلوق، وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق،
ومن قال مخلوق، فقد كفر،
ومن قال: القرآن كلام الله ووقف فهو جهمي،
ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أيضا، كذا قال أحمد بن حنبل، وغلظ فيه القول جدا .). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا إسحاق بن داود، قال: سمعت جعفر بن أحمد، يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ، يقول: «اللّفظيّة، والواقفة زنادقةٌ عتقٌ».
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: قال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة، واللّفظيّة جهميّةٌ» .). [الإبانة الكبرى: 5/296] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " الجهميّة على ثلاث ضروبٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام اللّه ونقف، وفرقةٌ قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، فهم عندي في المقالة واحدٌ " .). [الإبانة الكبرى: 5/ 306-307]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثني أبي رحمه اللّه، وأبو القاسم عمر بن يحيى العسكريّ قالا: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن الحسن بن بدينا قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ فقلت: يا أبا عبد اللّه، أنا رجلٌ من أهل الموصل، الغالب على أهل بلدنا الجهميّة، وفيهم أهل سنّةٍ نفرٌ يسيرٌ محبوكٌ، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ فأفتنتهم، قول الكرابيسيّ: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال لي أبو عبد اللّه: «إيّاك إيّاك إيّاك إيّاك، وهذا الكرابيسيّ، لا تكلّمه، ولا تكلّم من يكلّمه، أربع مرارٍ أو خمسًا»، إنّ في كتابي أربعًا، قلت: يا أبا عبد اللّه فهذا القول عندك ما يتشعّب منه يرجع إلى قول جهمٍ؟ قال: «هذا كلّه قول جهمٍ».
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: كتبت رقعةً فأرسلت بها إلى أبي عبد اللّه، وهو يومئذٍ متوارٍ، فأخرج إليّ جوابه مكتوبًا فيه: قلت: رجلٌ يقول: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن ليس بمخلوقٍ، وما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟ وعلى ما يكون عقد القلب في التّلاوة والألفاظ؟ وكيف الجواب فيه؟
قال: " هذا يجانب، وهو قول المبتدع، وما أراه إلّا جهميًّا، وهذا كلام الجهميّة، القرآن ليس بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7] الآية،
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه فاحذروهم، فإنّهم هم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فالقرآن ليس بمخلوقٍ».
- قال أبو داود: وسمعت أحمد يتكلّم في اللّفظيّة، وينكر عليهم كلامهم، وقال له هارون: يا أبا عبد اللّه هم جهميّةٌ؟
فجعل يقول: هم، هم، ولم يصرّح بشيءٍ، ولم ينكر عليه قوله: هم جهميّةٌ.
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، أنّ أحمد بن محمّد بن حنبلٍ قال له: «إنّ اللّفظيّة إنّما يدورون على كلام جهمٍ، يزعمون أنّ جبريل إنّما جاء بشيءٍ مخلوقٍ إلى مخلوقٍ»، يعني: جبريل مخلوقٌ، جاء به إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وحدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: سألت أحمد بن حنبلٍ قلت: هؤلاء الّذين يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ.
قال: «هم شرٌّ من قول الجهميّة، ومن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل جاء بمخلوقٍ، وأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تكلّم بمخلوقٍ».
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: سمعت أحمد بن صالحٍ، ذكر اللّفظيّة، فقال: «هؤلاء أصحاب بدعةٍ، ويكثر عليهم أكثر من البدعة».
- قال: وسمعت إسحاق بن إبراهيم، سئل عن اللّفظيّة، فبدّعهم.
- وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا يعقوب الدّورقيّ، قال: قلت لأحمد بن حنبلٍ: هؤلاء الّذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
فقال: " القرآن على أيّ جهةٍ ما كان لا يكون مخلوقًا أبدًا، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، ولم يقل: حتّى يسمع كلامك يا محمّد "،
فقلت له: إنّما يدور هؤلاء على الإبطال والتّعطيل،
قال: «نعم»، وقال أحمد بن حنبلٍ: «عليهم لعنة اللّه».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، قال: جاءني إبراهيم الكرمانيّ فأخبرني، عن صالحٍ، قال: جاء عبّاسٌ فقال: يا أبا عبد اللّه إنّ قومًا عندنا يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، فيقولون: ليس بمخلوقٍ، قال: «لا، ما سمعت أحدًا يقول هذا».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، قال: حدّثني الحارث الصّائغ، قال: وسمعته، يعني أبا عبد اللّه، يسأل عن قول حسينٍ الكرابيسيّ، قيل له: إنّه يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: " هذا قول جهمٍ قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، فمن يسمع كلام اللّه؟ أهلكهم وضع الكتب، تركوا آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأقبلوا على الكلام "
فقلت له: إذا قال: لفظي بالقرآن، فهو جهميٌّ؟
قال: " فأيّ شيءٍ بقي إذا قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ "
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثني أبو الحارث، قال: ذهبت أنا وأبو موسى إلى أبي عبد اللّه، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد اللّه هذا الأمر الّذي قد أحدثوه تشمئزّ منه القلوب، والنّاس يسألوننا عنه، يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
قال أبو عبد اللّه بالانتهار منه: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ خبيثٌ، لا خير فيه»،
قال له أبو موسى: أليس تقول: القرآن كلام اللّه ليس مخلوقًا على كلّ حالٍ، وبجميع الجهات والمعاني؟
قال: «نعم، وكلّما تشعّب من هذا، فهو رديءٌ خبيثٌ».
- حدّثنا أبو جعفرٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: حدّثنا أبو طالبٍ أحمد بن حميدٍ قال: قلت لأبي عبد اللّه: أخبرني ساكني، أنّ رجلًا، بالرّميلة كان يقول بقول الكرابيسيّ لفظه بالقرآن مخلوقٌ، فمنعوه يصلّي بهم، فجاء فسألك عن الرّجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، يصلّى خلفه؟ فقلت له: لا، فرجع إليهم فأخبرهم بقولك، وقال: إنّي تائبٌ، وأستغفر اللّه ممّا قلت، فقالوا له: صلّ بنا فصلّى بهم، قال: هو كان نفسه، سألني رجلٌ طويل اللّحية بعدما صلّيت الظّهر، فقلت له: لم تكلّمون فيما قد نهيتم عنه، لا يصلّى خلفه ولا يجالس ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، قال: قلت: يا أبا عبد اللّه، إنّي قد احتججت عليهم بالقرآن والحديث، وأحبّ أن أعرضه عليك، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، أليس من محمّدٍ يسمع كلام اللّه؟ قال اللّه عزّ وجلّ: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} [البقرة: 75] وقال اللّه عزّ وجلّ: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98] وقال: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك} [الإسراء: 45] وقال: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} [الأعراف: 204] وقال: {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] وقال: {وأن أتلو القرآن فمن اهتدى} [النمل: 92]، أليس يتلو القرآن؟ . وقال عزّ وجلّ: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}، فعلى كلّ حالٍ، فهو قرآنٌ.
وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث جابرٍ: «إنّ قريشًا منعوني أن أبلّغ كلام ربّي» . وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاوية بن الحكم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس إلّا القرآن»، فالقرآن غير كلام النّاس.
وقال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه: لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه.
فقال لي: ما أحسن ما احتججت به، جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمخلوقٍ، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جاء إلى النّاس بمخلوقٍ؟!.
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سويدٍ، قال: سمعت أبا إسحاق الهاشميّ، يقول: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ " ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: قلت له: كتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ،
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه»،
قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} [الروم: 2] فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه،
قال: «نعم، هذا وغيره إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا،
قال: «كان خاله عبدك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟».
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئٍ النّيسابوريّ، قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ» وقال: «أرأيت جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتلا عليه تلاوة جبريل للنّبيّ القرآن، كان مخلوقًا؟ ما هو بمخلوقٍ».
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص بن جعفرٍ العطّار قال: حدّثنا أبو يوسف محمّد بن المثنّى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عمران بن موسى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو أحمد الأسديّ، قال: دخلت على أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ رضي اللّه عنه وسألته فقلت: يا أبا عبد اللّه، لفظي بالقرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ؟ فما أجابني بشيءٍ، ثمّ أعدت عليه المسألة، فما أجابني فيها بشيءٍ، قال: ثمّ خرجت في سفري إلى مكّة، فصارت البادية في طريقي على شبه الحبس من شدّة الفكرة في أمره، قال: فدخلت إلى مكّة، فقطع بي الطّواف، فخرجت إلى بئر زمزم، وقبّة الشّراب، فصلّيت فيها ركعتين، ثمّ نعست فرأيت ربّ العزّة تبارك وتعالى في منامي، فكان آخر ما قلت له: إلهي، قراءتي بكلامك غير مخلوقٍ؟
قال: نعم.
قال: فقوي عزمي، فلمّا قضيت حجّي وسفري، دخلت بغداد وقد تغيّر أبو عبد اللّه تغيّرًا شديدًا، فقلت له: يا أبا عبد اللّه لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ أو غير مخلوقٍ؟ فانبسط إليّ وقال: " ما حالك، توجّه القرآن على خمس جهاتٍ: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللّسان، وسمعٌ بالأذن، وبصرٌ بعينٍ، وخطٌّ بيدٍ؟ " فأشكل عليّ قوله، وبقيت فيه متحيّرًا، فقال لي: «ما حالك، القلب مخلوقٌ، والمحفوظ به غير مخلوقٍ، واللّسان مخلوقٌ، والمتلوّ به غير مخلوقٍ، والأذن مخلوقٌ، والمسموع إليه غير مخلوقٍ، والعين مخلوقٌ، والمنظور إليه منه غير مخلوقٍ»، قال: فقلت: يا أبا عبد اللّه العين تنظر إلى السّواد في الورق؟
فقال لي: " مه، أصحّ شيءٍ في هذا خبر نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ»، ولم يذكر حبرًا ولا ورقًا "
قال: ثمّ رجع معي إلى باب الدّار وهو يكلّمني بهذا، إذ أتته امرأةٌ معها رجلٌ، فقال: يا أبا عبد اللّه قد ذهبت إلى عبد الوهّاب، فما أجابها في المسألة، وتحبّ أن تسألك.
فقال لها: وما مسألتك؟،
قالت: مسألتي أنّ زوجي حلف بالطّلاق أنّه لا يكلّم جارًا له سنةً، فمرّ به بعد أيّامٍ وهو يقرأ فلحن، فردّ عليه، قال: فحرّمت من هذا إلى غيره؟
قال: " لا، قال: فاذهب فإنّك لم تحنث، إنّك كلّمته كلام الخالق دون المخلوقين "
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» . وقال: " هذا هو قول جهمٍ، وعظّم الأمر عنده في هذا، وقال: قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حتّى أبلّغ كلام ربّي»، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس» فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ "
- قال: فقلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.
فقال: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهو كلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث» وقال: «قد خلف هذا بشرًا المرّيسيّ»
- قال عبد اللّه: وكان أبي يكره أن يتكلّم في اللّفظ بشيءٍ، وأن يقال: لفظي به مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن سليمان الورّاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي: ما تقول في رجلٍ قال: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ؟
قال: «هذا كافرٌ، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة» .
قلت: ما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟
فقال: " هذا يجانب، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة، ليس القرآن بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7]، والقرآن ليس بمخلوقٍ ".
- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " افترقت الجهميّة على ثلاث فرقٍ: الّذين قالوا: مخلوقٌ، والّذين شكّوا، والّذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ ".
- قال المرّوذيّ: قلت لأبي عبد اللّه: إنّ رجلًا من أصحابنا زوّج أخته من رجلٍ، فإذا هو من هؤلاء اللّفظيّة، يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وقد كتب الحديث،
فقال أبو عبد اللّه: «هذا شرٌّ من جهميٍّ» .
قلت: فتفرّق بينهما؟
قال: نعم،
قلت: فإنّ أخاها يفرّق بينهما؟
قال: «قد أحسن»، وقال: «أظهروا الجهميّة، هذا كلامٌ ينقض آخره أوّله» .
قلت لأبي عبد اللّه: إنّ الكرابيسيّ يقول: من لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ؟
قال: «بل هو الكافر» . وقال: «مات بشرٌ المرّيسيّ وخلفه حسينٌ الكرابيسيّ».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: سأله يعقوب بن الدّورقيّ عن من قال: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، كيف تقول في هذا؟
قال: لا يكلّم هؤلاء ولا يكلّم هذا، القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على كلّ جهةٍ، وعلى كلّ وجهٍ تصرّف، وعلى أيّ حالٍ كان، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] .
وقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يصلح في الصّلاة شيءٌ من كلام النّاس ". وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: حتّى أبلّغ كلام ربّي. هذا قول جهمٍ، على من جاء بهذا غضب اللّه ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: وسمعت عبد الوهّاب يعني ابن الحكم الورّاق، يقول: «الواقفة واللّفظيّة واللّه جهميّةٌ» حلف عليها غير مرّةٍ.
- قال أبو جعفرٍ: وسمعت أبا زهيرٍ محمّد بن زهيرٍ يقول: " القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على جميع الجهات، فقال: من قال: هذا يعني: لفظي، فهو يدخل فيه كلٌّ ".
قال الشّيخ: فبهذه الرّوايات والآثار الّتي أثرناها وروّيناها عن سلفنا وشيوخنا وأئمّتنا نقول، وبهم نقتدي، وبنورهم نستضيء، فهم الأئمّة العلماء العقلاء النّصحاء، الّذين لا يستوحش من ذكرهم، بل تنزل الرّحمة إذا نشرت أخبارهم، ورويت آثارهم، فنقول: إنّ القرآن كلام اللّه، ووحيه، وتنزيله، وعلمٌ من علمه، فيه أسماؤه الحسنى، وصفاته العليا، غير مخلوقٍ كيف تصرّف، وعلى كلّ حالٍ، لا نقف، ولا نشكّ، ولا نرتاب، ومن قال: مخلوقٌ، أو قال: كلام اللّه ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهؤلاء كلّهم جهميّةٌ ضلّالٌ كفّارٌ، لا يشكّ في كفرهم، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو ضالٌّ مضلٌّ جهميٌّ، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوقٍ، فهو مبتدعٌ، لا يكلّم حتّى يرجع عن بدعته، ويتوب عن مقالته فهذا مذهبنا، اتّبعنا فيه أئمّتنا، واقتدينا بشيوخنا، رحمة اللّه عليهم، وهو قول إمامنا أحمد بن حنبلٍ رحمه اللّه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 329-346]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكرٍ أحمد بن كاملٍ قال: قال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ: "والقول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه أعلمه عن صحابيٍّ مضى، ولا عن تابعيٍّ قفى إلّا عمّن في قوله الشّفاء والغنا رحمة اللّه عليه ورضوانه وفي اتّباعه الرّشد والهدى، ومن يقوم لدينا مقام الأئمّة الأولى أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ. فإنّ أبا إسماعيل التّرمذيّ حدّثني قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ يقول: اللّفظيّة جهميّةٌ لقول اللّه عزّ وجلّ: {حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] ممّن يسمع. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/207-208] (م)

قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوقٌ، قال: كافرٌ.
وعمّن يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: جهميٌّ.). [سير أعلام النبلاء: 11/288]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (قال أحمد بن زنجوية: سمعت أحمد يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الجهميّة.
وقال صالحٌ: سمعت أبي يقول: الجهميّة ثلاث فرقٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام الله وسكتوا، وفرقةٌ قالوا: لفظنا به مخلوقٌ.
ثمّ قال أبي: لا يصلّى خلف واقفيٍّ، ولا لفظيٍّ .). [سير أعلام النبلاء: 11/289]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (- أنبؤونا: عن محمّد بن إسماعيل، عن يحيى بن مندة الحافظ، أخبرنا أبو الوليد الدّربنديّ سنة أربعين وأربع مائةٍ، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبيد الله بن الأسود بدمشق، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفرٍ النّهاونديّ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إبراهيم بن زوران لفظاً، حدّثنا أحمد بن جعفرٍ الإصطخريّ قال:
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبلٍ: هذا مذاهب أهل العلم والأثر، فمن خالف شيئاً من ذلك أو عاب قائلها، فهو مبتدعٌ.
وكان قولهم: إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونيّةٌ، وتمسّكٌ بالسّنّة، والإيمان يزيد وينقص، ومن زعم أنّ الإيمان قولٌ، والأعمال شرائع، فهو جهميٌّ، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان، فهو مرجئٌ، والزّنى والسرقة وقتل النّفس والشّرك كلّها بقضاءٍ وقدرٍ من غير أن يكون لأحدٍ على الله حجّةٌ.
إلى أن قال: والجنّة والنّار خلقتا، ثمّ الخلق لهما لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبداً.
إلى أن قال: والله -تعالى- على العرش، والكرسيّ موضع قدميه.
إلى أن قال: وللعرش حملةٌ، ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن، وتلاوتنا له مخلوقةٌ، والقرآن كلام الله، فهو جهميٌّ، ومن لم يكفّره، فهو مثله، وكلّم الله موسى تكليماً من فيه. ). [سير أعلام النبلاء: 11/ 302- 303]



حكم الواقفة من كلام العلماء :
إجمال أقوال جماعة من العلماء من بلدان شتّى في شأن الوافقة

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سألت عبّاسًا النّرسيّ عن القرآن، فقال: " نحن ليس نقف، نحن نقول: القرآن غير مخلوقٍ ".
- قال: وسألت عبيد اللّه بن عمر القواريريّ عن الواقفة، فقال: شرٌّ من الجهميّة.
- قال: وسألت يحيى بن أيّوب عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: سألت إبراهيم بن أبي اللّيث عن الواقفة، فقال: «هم كفّارٌ باللّه العظيم، لا يزوّجوا، ولا يناكحوا».
- قال المروزيّ: وسألت محمّد بن عبيد اللّه بن نميرٍ عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة»، وقال: «هذا والوقف زندقةٌ وكفرٌ».
- قال: وسألت أبا بكر بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من أولئك، يعني الجهميّة».
- وسألت عثمان بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة».
- وسألت ابن أبي معاوية الضّرير عن الواقفة، فقال: «هم مثل الجهميّة» ). [الإبانة الكبرى: 5/301-304]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: سألت هارون بن إسحاق الهمدانيّ، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال: وسألت أبا موسى الأنصاريّ عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة»
- وسألت سويد بن سعيدٍ الأنباريّ، فقال: «هم أكفر من الحمار».
- قال: وسألت أبا عبد اللّه بن أبي الشّوارب عن رجلٍ من الواقفة سئل عن وجه اللّه عزّ وجلّ: أمخلوقٌ هو أم غير مخلوقٍ؟ فقال: لا أدري.
فقال: «هذا من الشّاكّة، أحبّ إليّ أن يعيد الصّلاة»، يعني إذا صلّى خلفه). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
- فَرُوِيَ عن أهل المدينة: هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ.
قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
- وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
- وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه.
فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف.
فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
- وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
- وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
- وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
فقال: عيبٌ يردّ منه.
قال: فإن خرج واقفيًّا؟
قال: شرٌّ يردّ منه.
- وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ،
فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
- عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
- وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
- وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ، وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
- وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
- وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
- ومن أهل الكوفة: وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
- ومن أهل بغداد ومن عُدّ فيهم: عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
- ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم: نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ.
- ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
- ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
- قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
- ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف،
قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره.
فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
- وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
- إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ.
- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ».
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ».
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-363]

السؤال الثالث :

المناظرات في مسألة "خلق القرآن"

• مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
• مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
• مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
• مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
• مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
• مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
• مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه

الدرجة النهائية : 20 / 20
أحسنتِ أختي الفاضلة
فقط ملحوظة :
التفصيل الذي أوردتيه في إجابة السؤال الثاني غير مطلوب
فالهدف من هذا الواجب هو التدرب على حسن الاستفادة من الفهارس العلمية
لذا أرجو أن تعودي لقراءة الدليل وحاولي تلخيص إجابتكِ من خلال استخراج إجابات الأسئلة الآتية :
- تعريف كل من اللفظية والواقفية
- لماذا كفر العلماء الواقفية ؟
- متى يكفر اللفظية ؟

وفقكِ الله.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26 ذو الحجة 1435هـ/20-10-2014م, 11:55 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

السؤال الأول
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.

بيان أن القرآن كلام الله تعالى
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
... - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق


الأدلة على أن القرآن غير مخلوق
• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
• كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً.
• القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا.
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم

الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق


الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
• الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
...- حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
...- حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّحمن على خلقه..)
...- حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: (فضل كلام الله على سائر الكلام ...)
...- حديث الحسن مرفوعا: (فضل القرآن على الكلام كفضل الله عز وجل على عباده)
...- حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً: (فإن قريشاً منعوني أن أبلّغ كلام ربي...)
...- حديث أبي أمامة مرفوعاً: (ما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه...)
...- حديث جبير بن نفير مرفوعاً: (إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (القرآن كلام الله)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (أحسن الكلام كلام الله عز وجل)
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إنّ اللّه قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عامٍ...)
...- حديث أبي الدرداء مرفوعا: (كلام الله غير مخلوق)
... - حديث الحسن مرفوعا: (من حلف بسورة من القرآن ...)
...- مرسل محمد بن كعب القرظي رحمه الله
• الأحاديث المروية في تعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلك أمته
...- حديث خولة بنت حكيم مرفوعا: (لو نزل أحدكم منزلًا فليقل: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات..)
...- حديث ابن عباس مرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة الله التامة..)
... - حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: (إذا أخذت مضجعك لنومك فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامّة..)
... - حديث رجل من أسلم مرفوعاً: (أما إنّك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات كلّها..)
... - حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المعوذات.
... - حديث علي مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته...)
• الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
... - حديث عبد الله بن أبي بكر مرفوعا: (إن القرآن كلام الله، ...)
... - حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث حكيم بن حزام مرفوعا: (لا تمسّ القرآن إلّا وأنت طاهرٌ)
... - حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: (لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
... - حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (كلّم اللّه موسى يوم كلّمه ...)
... - حديث جابر بن عبدالله مرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذي ناداه، ...)
... - حديث ابن عباس مرفوعا: (إنّ اللّه تعالى ناجى موسى بمائة ألفٍ وأربعين ألف كلمةٍ في ثلاثة أيّامٍ، ...)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
... - حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا قضى اللّه الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنّه سلسلةٌ على صفوان)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة..)
...- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق

الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق
• إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق
أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق

السؤال الثاني:

أول من أحدث مسألة الفظ بالقرآن وماحكم اللفظية والواقفة؟

حكم اللفظية الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"
• ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية


أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن

. - حسين الكرابيسي
... - الشرّاك
حكم اللفظية :
ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية

قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (قال أبو الفضل: قلت لأبي من قال لفظي بالقرآن مخلوق يكلم _
قال هذا لا يكلم ولا يصلى خلفه وإن صلى رجل أعاد
قال أبو الفضل سأل يعقوب بن إبراهيم الدروقي أبي عن من قال لفظه بالقرآن مخلوق كيف يقول في هؤلاء؟
قال: لا يكلم هؤلاء ولا يكلم في هذا القرآن كلام الله غير مخلوق على كل جهة وعلى كل وجه وعلى أي حال.). [سيرة الإمام أحمد: 70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( سئل عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق
- سألت أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق، وما ترى في مجانبته وهل يسمى مبتدعا.
فقال: هذا يجانب وهو قول المبتدع وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق، قالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} فالقرآن ليس بمخلوق.
- حدثني ابن شبويه سمعت أبي يقول: من قال شيء من الله عز وجل مخلوق علمه أو كلامه فهو زنديق كافر لا يصلى عليه ولا يصلي خلفه ويجعل ماله كمال المرتد، ويذهب في مال المرتد إلى مذهب أهل المدينة إنه في بيت المال.
- أ سألت أبي رحمه الله قلت: إن قوما يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق.
فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف هذا قول جهم وعظم الأمر عنده في هذا، وقال: هذا كلام جهم.
- ب وسألته عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فقال: قال الله عز وجل: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حتى أبلغ كلام ربي)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس)).
- سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.
- سمعت أبي رحمه الله وسئل عن اللفظية فقال: هم جهمية وهو قول جهم، ثم قال: لا تجالسوه
- سمعت أبي رحمه الله يقول: كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي.
- سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، وقال مرة: هم شر من الجهمية، وقال مرة أخرى: هم جهمية.
- سمعت أبي يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية، قال له أن الكرابيسي يقول هذا، فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشرا المريسي، وكان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو
يقال مخلوق أو غير مخلوق.
قال: سألته عن الكرابيسي حسين هل رأيته يطلب الحديث،
فقال: ما أعرفه وما رأيته يطلب الحديث.
قلت: فرأيته عند الشافعي ببغداد.
فقال: ما رأيته ولا أعرفه.
فقلت: إنه يزعم أنه كان يلزم يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
فقال: ما رأيته عند يعقوب بن إبراهيم ولا غيره وما أعرفه. ).[السنة: 1/ 163-166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا ليس بعالم فليسأل وليتعلم .
- سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وقال مرة أخرى: هم شر من الجهمية .). [السنة: 1/179] (م)
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( واعلم أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي، هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر اللفظية، ...
قال محمد بن الحسين: احذروا رحمكم الله هؤلاء الذين يقولون: إن لفظه بالقرآن مخلوق، وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق،
ومن قال مخلوق، فقد كفر،
ومن قال: القرآن كلام الله ووقف فهو جهمي،
ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أيضا، كذا قال أحمد بن حنبل، وغلظ فيه القول جدا .). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا إسحاق بن داود، قال: سمعت جعفر بن أحمد، يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ، يقول: «اللّفظيّة، والواقفة زنادقةٌ عتقٌ».
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: قال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة، واللّفظيّة جهميّةٌ» .). [الإبانة الكبرى: 5/296] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " الجهميّة على ثلاث ضروبٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام اللّه ونقف، وفرقةٌ قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، فهم عندي في المقالة واحدٌ " .). [الإبانة الكبرى: 5/ 306-307]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثني أبي رحمه اللّه، وأبو القاسم عمر بن يحيى العسكريّ قالا: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن الحسن بن بدينا قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ فقلت: يا أبا عبد اللّه، أنا رجلٌ من أهل الموصل، الغالب على أهل بلدنا الجهميّة، وفيهم أهل سنّةٍ نفرٌ يسيرٌ محبوكٌ، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ فأفتنتهم، قول الكرابيسيّ: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال لي أبو عبد اللّه: «إيّاك إيّاك إيّاك إيّاك، وهذا الكرابيسيّ، لا تكلّمه، ولا تكلّم من يكلّمه، أربع مرارٍ أو خمسًا»، إنّ في كتابي أربعًا، قلت: يا أبا عبد اللّه فهذا القول عندك ما يتشعّب منه يرجع إلى قول جهمٍ؟ قال: «هذا كلّه قول جهمٍ».
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: كتبت رقعةً فأرسلت بها إلى أبي عبد اللّه، وهو يومئذٍ متوارٍ، فأخرج إليّ جوابه مكتوبًا فيه: قلت: رجلٌ يقول: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن ليس بمخلوقٍ، وما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟ وعلى ما يكون عقد القلب في التّلاوة والألفاظ؟ وكيف الجواب فيه؟
قال: " هذا يجانب، وهو قول المبتدع، وما أراه إلّا جهميًّا، وهذا كلام الجهميّة، القرآن ليس بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7] الآية،
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه فاحذروهم، فإنّهم هم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فالقرآن ليس بمخلوقٍ».
- قال أبو داود: وسمعت أحمد يتكلّم في اللّفظيّة، وينكر عليهم كلامهم، وقال له هارون: يا أبا عبد اللّه هم جهميّةٌ؟
فجعل يقول: هم، هم، ولم يصرّح بشيءٍ، ولم ينكر عليه قوله: هم جهميّةٌ.
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، أنّ أحمد بن محمّد بن حنبلٍ قال له: «إنّ اللّفظيّة إنّما يدورون على كلام جهمٍ، يزعمون أنّ جبريل إنّما جاء بشيءٍ مخلوقٍ إلى مخلوقٍ»، يعني: جبريل مخلوقٌ، جاء به إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وحدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: سألت أحمد بن حنبلٍ قلت: هؤلاء الّذين يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ.
قال: «هم شرٌّ من قول الجهميّة، ومن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل جاء بمخلوقٍ، وأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تكلّم بمخلوقٍ».
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: سمعت أحمد بن صالحٍ، ذكر اللّفظيّة، فقال: «هؤلاء أصحاب بدعةٍ، ويكثر عليهم أكثر من البدعة».
- قال: وسمعت إسحاق بن إبراهيم، سئل عن اللّفظيّة، فبدّعهم.
- وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا يعقوب الدّورقيّ، قال: قلت لأحمد بن حنبلٍ: هؤلاء الّذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
فقال: " القرآن على أيّ جهةٍ ما كان لا يكون مخلوقًا أبدًا، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، ولم يقل: حتّى يسمع كلامك يا محمّد "،
فقلت له: إنّما يدور هؤلاء على الإبطال والتّعطيل،
قال: «نعم»، وقال أحمد بن حنبلٍ: «عليهم لعنة اللّه».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، قال: جاءني إبراهيم الكرمانيّ فأخبرني، عن صالحٍ، قال: جاء عبّاسٌ فقال: يا أبا عبد اللّه إنّ قومًا عندنا يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، فيقولون: ليس بمخلوقٍ، قال: «لا، ما سمعت أحدًا يقول هذا».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، قال: حدّثني الحارث الصّائغ، قال: وسمعته، يعني أبا عبد اللّه، يسأل عن قول حسينٍ الكرابيسيّ، قيل له: إنّه يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: " هذا قول جهمٍ قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، فمن يسمع كلام اللّه؟ أهلكهم وضع الكتب، تركوا آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأقبلوا على الكلام "
فقلت له: إذا قال: لفظي بالقرآن، فهو جهميٌّ؟
قال: " فأيّ شيءٍ بقي إذا قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ "
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثني أبو الحارث، قال: ذهبت أنا وأبو موسى إلى أبي عبد اللّه، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد اللّه هذا الأمر الّذي قد أحدثوه تشمئزّ منه القلوب، والنّاس يسألوننا عنه، يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
قال أبو عبد اللّه بالانتهار منه: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ خبيثٌ، لا خير فيه»،
قال له أبو موسى: أليس تقول: القرآن كلام اللّه ليس مخلوقًا على كلّ حالٍ، وبجميع الجهات والمعاني؟
قال: «نعم، وكلّما تشعّب من هذا، فهو رديءٌ خبيثٌ».
- حدّثنا أبو جعفرٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: حدّثنا أبو طالبٍ أحمد بن حميدٍ قال: قلت لأبي عبد اللّه: أخبرني ساكني، أنّ رجلًا، بالرّميلة كان يقول بقول الكرابيسيّ لفظه بالقرآن مخلوقٌ، فمنعوه يصلّي بهم، فجاء فسألك عن الرّجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، يصلّى خلفه؟ فقلت له: لا، فرجع إليهم فأخبرهم بقولك، وقال: إنّي تائبٌ، وأستغفر اللّه ممّا قلت، فقالوا له: صلّ بنا فصلّى بهم، قال: هو كان نفسه، سألني رجلٌ طويل اللّحية بعدما صلّيت الظّهر، فقلت له: لم تكلّمون فيما قد نهيتم عنه، لا يصلّى خلفه ولا يجالس ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، قال: قلت: يا أبا عبد اللّه، إنّي قد احتججت عليهم بالقرآن والحديث، وأحبّ أن أعرضه عليك، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، أليس من محمّدٍ يسمع كلام اللّه؟ قال اللّه عزّ وجلّ: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} [البقرة: 75] وقال اللّه عزّ وجلّ: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98] وقال: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك} [الإسراء: 45] وقال: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} [الأعراف: 204] وقال: {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] وقال: {وأن أتلو القرآن فمن اهتدى} [النمل: 92]، أليس يتلو القرآن؟ . وقال عزّ وجلّ: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}، فعلى كلّ حالٍ، فهو قرآنٌ.
وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث جابرٍ: «إنّ قريشًا منعوني أن أبلّغ كلام ربّي» . وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاوية بن الحكم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس إلّا القرآن»، فالقرآن غير كلام النّاس.
وقال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه: لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه.
فقال لي: ما أحسن ما احتججت به، جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمخلوقٍ، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جاء إلى النّاس بمخلوقٍ؟!.
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سويدٍ، قال: سمعت أبا إسحاق الهاشميّ، يقول: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ " ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: قلت له: كتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ،
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه»،
قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} [الروم: 2] فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه،
قال: «نعم، هذا وغيره إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا،
قال: «كان خاله عبدك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟».
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئٍ النّيسابوريّ، قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ» وقال: «أرأيت جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتلا عليه تلاوة جبريل للنّبيّ القرآن، كان مخلوقًا؟ ما هو بمخلوقٍ».
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص بن جعفرٍ العطّار قال: حدّثنا أبو يوسف محمّد بن المثنّى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عمران بن موسى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو أحمد الأسديّ، قال: دخلت على أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ رضي اللّه عنه وسألته فقلت: يا أبا عبد اللّه، لفظي بالقرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ؟ فما أجابني بشيءٍ، ثمّ أعدت عليه المسألة، فما أجابني فيها بشيءٍ، قال: ثمّ خرجت في سفري إلى مكّة، فصارت البادية في طريقي على شبه الحبس من شدّة الفكرة في أمره، قال: فدخلت إلى مكّة، فقطع بي الطّواف، فخرجت إلى بئر زمزم، وقبّة الشّراب، فصلّيت فيها ركعتين، ثمّ نعست فرأيت ربّ العزّة تبارك وتعالى في منامي، فكان آخر ما قلت له: إلهي، قراءتي بكلامك غير مخلوقٍ؟
قال: نعم.
قال: فقوي عزمي، فلمّا قضيت حجّي وسفري، دخلت بغداد وقد تغيّر أبو عبد اللّه تغيّرًا شديدًا، فقلت له: يا أبا عبد اللّه لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ أو غير مخلوقٍ؟ فانبسط إليّ وقال: " ما حالك، توجّه القرآن على خمس جهاتٍ: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللّسان، وسمعٌ بالأذن، وبصرٌ بعينٍ، وخطٌّ بيدٍ؟ " فأشكل عليّ قوله، وبقيت فيه متحيّرًا، فقال لي: «ما حالك، القلب مخلوقٌ، والمحفوظ به غير مخلوقٍ، واللّسان مخلوقٌ، والمتلوّ به غير مخلوقٍ، والأذن مخلوقٌ، والمسموع إليه غير مخلوقٍ، والعين مخلوقٌ، والمنظور إليه منه غير مخلوقٍ»، قال: فقلت: يا أبا عبد اللّه العين تنظر إلى السّواد في الورق؟
فقال لي: " مه، أصحّ شيءٍ في هذا خبر نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ»، ولم يذكر حبرًا ولا ورقًا "
قال: ثمّ رجع معي إلى باب الدّار وهو يكلّمني بهذا، إذ أتته امرأةٌ معها رجلٌ، فقال: يا أبا عبد اللّه قد ذهبت إلى عبد الوهّاب، فما أجابها في المسألة، وتحبّ أن تسألك.
فقال لها: وما مسألتك؟،
قالت: مسألتي أنّ زوجي حلف بالطّلاق أنّه لا يكلّم جارًا له سنةً، فمرّ به بعد أيّامٍ وهو يقرأ فلحن، فردّ عليه، قال: فحرّمت من هذا إلى غيره؟
قال: " لا، قال: فاذهب فإنّك لم تحنث، إنّك كلّمته كلام الخالق دون المخلوقين "
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» . وقال: " هذا هو قول جهمٍ، وعظّم الأمر عنده في هذا، وقال: قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حتّى أبلّغ كلام ربّي»، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس» فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ "
- قال: فقلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.
فقال: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهو كلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث» وقال: «قد خلف هذا بشرًا المرّيسيّ»
- قال عبد اللّه: وكان أبي يكره أن يتكلّم في اللّفظ بشيءٍ، وأن يقال: لفظي به مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن سليمان الورّاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي: ما تقول في رجلٍ قال: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ؟
قال: «هذا كافرٌ، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة» .
قلت: ما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟
فقال: " هذا يجانب، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة، ليس القرآن بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7]، والقرآن ليس بمخلوقٍ ".
- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " افترقت الجهميّة على ثلاث فرقٍ: الّذين قالوا: مخلوقٌ، والّذين شكّوا، والّذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ ".
- قال المرّوذيّ: قلت لأبي عبد اللّه: إنّ رجلًا من أصحابنا زوّج أخته من رجلٍ، فإذا هو من هؤلاء اللّفظيّة، يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وقد كتب الحديث،
فقال أبو عبد اللّه: «هذا شرٌّ من جهميٍّ» .
قلت: فتفرّق بينهما؟
قال: نعم،
قلت: فإنّ أخاها يفرّق بينهما؟
قال: «قد أحسن»، وقال: «أظهروا الجهميّة، هذا كلامٌ ينقض آخره أوّله» .
قلت لأبي عبد اللّه: إنّ الكرابيسيّ يقول: من لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ؟
قال: «بل هو الكافر» . وقال: «مات بشرٌ المرّيسيّ وخلفه حسينٌ الكرابيسيّ».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: سأله يعقوب بن الدّورقيّ عن من قال: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، كيف تقول في هذا؟
قال: لا يكلّم هؤلاء ولا يكلّم هذا، القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على كلّ جهةٍ، وعلى كلّ وجهٍ تصرّف، وعلى أيّ حالٍ كان، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] .
وقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يصلح في الصّلاة شيءٌ من كلام النّاس ". وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: حتّى أبلّغ كلام ربّي. هذا قول جهمٍ، على من جاء بهذا غضب اللّه ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: وسمعت عبد الوهّاب يعني ابن الحكم الورّاق، يقول: «الواقفة واللّفظيّة واللّه جهميّةٌ» حلف عليها غير مرّةٍ.
- قال أبو جعفرٍ: وسمعت أبا زهيرٍ محمّد بن زهيرٍ يقول: " القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على جميع الجهات، فقال: من قال: هذا يعني: لفظي، فهو يدخل فيه كلٌّ ".
قال الشّيخ: فبهذه الرّوايات والآثار الّتي أثرناها وروّيناها عن سلفنا وشيوخنا وأئمّتنا نقول، وبهم نقتدي، وبنورهم نستضيء، فهم الأئمّة العلماء العقلاء النّصحاء، الّذين لا يستوحش من ذكرهم، بل تنزل الرّحمة إذا نشرت أخبارهم، ورويت آثارهم، فنقول: إنّ القرآن كلام اللّه، ووحيه، وتنزيله، وعلمٌ من علمه، فيه أسماؤه الحسنى، وصفاته العليا، غير مخلوقٍ كيف تصرّف، وعلى كلّ حالٍ، لا نقف، ولا نشكّ، ولا نرتاب، ومن قال: مخلوقٌ، أو قال: كلام اللّه ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهؤلاء كلّهم جهميّةٌ ضلّالٌ كفّارٌ، لا يشكّ في كفرهم، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو ضالٌّ مضلٌّ جهميٌّ، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوقٍ، فهو مبتدعٌ، لا يكلّم حتّى يرجع عن بدعته، ويتوب عن مقالته فهذا مذهبنا، اتّبعنا فيه أئمّتنا، واقتدينا بشيوخنا، رحمة اللّه عليهم، وهو قول إمامنا أحمد بن حنبلٍ رحمه اللّه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 329-346]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكرٍ أحمد بن كاملٍ قال: قال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ: "والقول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه أعلمه عن صحابيٍّ مضى، ولا عن تابعيٍّ قفى إلّا عمّن في قوله الشّفاء والغنا رحمة اللّه عليه ورضوانه وفي اتّباعه الرّشد والهدى، ومن يقوم لدينا مقام الأئمّة الأولى أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ. فإنّ أبا إسماعيل التّرمذيّ حدّثني قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ يقول: اللّفظيّة جهميّةٌ لقول اللّه عزّ وجلّ: {حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] ممّن يسمع. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/207-208] (م)

قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوقٌ، قال: كافرٌ.
وعمّن يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: جهميٌّ.). [سير أعلام النبلاء: 11/288]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (قال أحمد بن زنجوية: سمعت أحمد يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الجهميّة.
وقال صالحٌ: سمعت أبي يقول: الجهميّة ثلاث فرقٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام الله وسكتوا، وفرقةٌ قالوا: لفظنا به مخلوقٌ.
ثمّ قال أبي: لا يصلّى خلف واقفيٍّ، ولا لفظيٍّ .). [سير أعلام النبلاء: 11/289]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (- أنبؤونا: عن محمّد بن إسماعيل، عن يحيى بن مندة الحافظ، أخبرنا أبو الوليد الدّربنديّ سنة أربعين وأربع مائةٍ، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبيد الله بن الأسود بدمشق، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفرٍ النّهاونديّ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إبراهيم بن زوران لفظاً، حدّثنا أحمد بن جعفرٍ الإصطخريّ قال:
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبلٍ: هذا مذاهب أهل العلم والأثر، فمن خالف شيئاً من ذلك أو عاب قائلها، فهو مبتدعٌ.
وكان قولهم: إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونيّةٌ، وتمسّكٌ بالسّنّة، والإيمان يزيد وينقص، ومن زعم أنّ الإيمان قولٌ، والأعمال شرائع، فهو جهميٌّ، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان، فهو مرجئٌ، والزّنى والسرقة وقتل النّفس والشّرك كلّها بقضاءٍ وقدرٍ من غير أن يكون لأحدٍ على الله حجّةٌ.
إلى أن قال: والجنّة والنّار خلقتا، ثمّ الخلق لهما لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبداً.
إلى أن قال: والله -تعالى- على العرش، والكرسيّ موضع قدميه.
إلى أن قال: وللعرش حملةٌ، ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن، وتلاوتنا له مخلوقةٌ، والقرآن كلام الله، فهو جهميٌّ، ومن لم يكفّره، فهو مثله، وكلّم الله موسى تكليماً من فيه. ). [سير أعلام النبلاء: 11/ 302- 303]



حكم الواقفة من كلام العلماء :
إجمال أقوال جماعة من العلماء من بلدان شتّى في شأن الوافقة

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سألت عبّاسًا النّرسيّ عن القرآن، فقال: " نحن ليس نقف، نحن نقول: القرآن غير مخلوقٍ ".
- قال: وسألت عبيد اللّه بن عمر القواريريّ عن الواقفة، فقال: شرٌّ من الجهميّة.
- قال: وسألت يحيى بن أيّوب عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: سألت إبراهيم بن أبي اللّيث عن الواقفة، فقال: «هم كفّارٌ باللّه العظيم، لا يزوّجوا، ولا يناكحوا».
- قال المروزيّ: وسألت محمّد بن عبيد اللّه بن نميرٍ عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة»، وقال: «هذا والوقف زندقةٌ وكفرٌ».
- قال: وسألت أبا بكر بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من أولئك، يعني الجهميّة».
- وسألت عثمان بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة».
- وسألت ابن أبي معاوية الضّرير عن الواقفة، فقال: «هم مثل الجهميّة» ). [الإبانة الكبرى: 5/301-304]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: سألت هارون بن إسحاق الهمدانيّ، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال: وسألت أبا موسى الأنصاريّ عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة»
- وسألت سويد بن سعيدٍ الأنباريّ، فقال: «هم أكفر من الحمار».
- قال: وسألت أبا عبد اللّه بن أبي الشّوارب عن رجلٍ من الواقفة سئل عن وجه اللّه عزّ وجلّ: أمخلوقٌ هو أم غير مخلوقٍ؟ فقال: لا أدري.
فقال: «هذا من الشّاكّة، أحبّ إليّ أن يعيد الصّلاة»، يعني إذا صلّى خلفه). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
- فَرُوِيَ عن أهل المدينة: هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ.
قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
- وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
- وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه.
فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف.
فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
- وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
- وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
- وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
فقال: عيبٌ يردّ منه.
قال: فإن خرج واقفيًّا؟
قال: شرٌّ يردّ منه.
- وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ،
فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
- عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
- وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
- وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ، وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
- وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
- وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
- ومن أهل الكوفة: وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
- ومن أهل بغداد ومن عُدّ فيهم: عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
- ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم: نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ.
- ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
- ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
- قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
- ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف،
قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره.
فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
- وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
- إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ.
- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ».
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ».
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-363]

السؤال الثالث :

المناظرات في مسألة "خلق القرآن"

• مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
• مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
• مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
• مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
• مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
• مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
• مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه

أحسنتِ أختي الفاضلة
وكان من الأولى في السؤال الثاني ، تلخيص حكمهم مما فهمتِ من كلام العلماء
وليس مجرد نسخ كلامهم

الدرجة النهائية : 20 /20
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 05:50 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص القسم الأول من منظومة الزمزمي

حد علم التفسير

-قالَ الإمامُ جَلالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ-رَحِمَهُ اللهُ-: (عِلْمُ التَّفْسِيرِ: عِلْمٌ يُبْحَثُ فيه عَنْ أَحْوَالِ الكتابِ العَزِيزِ، ويَنْحَصِرُ فِي مُقَدِّمَةٍ وخَمْسَةٍِ وخَمْسِينَ نَوْعًا).
-علم أصول التفسير، هو مأخوذ من قولهم: فسرت الشيء: إذا بينته، وسمي العلم المذكور تفسيراً، لأنه يبين القرآن ويوضحه.
-علم التفسير: علمٌ يبحَث فيه أحوالُ الكتابِ العزيزِ من جهةِ نزولِهِ وسَنَدِهِ وآدابِهِ وألفَاظِهِ ومعَانِيهِ المتعلِّقَةِ بألفَاظِهِ والمتعلِّقَةِ بالأحكامِ وغيرِ ذلكَ.



-التفسير ينقسم إلى قسمين:
_ تفسير موضوعي.
_ وتفسير تحليلي.

وكذلك ينقسم إلى :
_ تفسير إجمالي.
_ وتفسير تفصيلي.

-علم التفسير، وعلوم القرآن علم يُبحث به عن أحوال كتابنا الذي هو القرآن العزيز من جهة نزوله ونحوهِ
-ما يرجع إلى النزول زمانًا ومكانًا.
وهو يرجع إلى : مكي ولا مدني.
_ سفري ولا حضري.
_ صيفي ولا شتائي.
_ ليلي ولا نهاري.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م, 12:35 PM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
بيان وجوب الإيمان بالقرآن:

أولا من القرآن :


ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا} [آل عمران: 3/7].
قال الله عز وجل {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}

الأدلة من السنة :


حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»
حديث جبريل الطويل

فصل :

الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل بما فيه


حكم من أنكر شيئًا من القرآن:


قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). العقيدة الواسطية
تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 12 / 20 فاتك بعض المسائل المهمة كفضل الإيمان بالقرآن وغيرها
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 10 / 20
المطلوب: استخراج المسائل الواردة في الموضوع وتلخيصها بدليلها معنونةً مرتبةً محررةً بعبارة موجزة.
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 7 / 10
التقييم العام: 54 / 80
وفقك الله لما يحب ويرضى

* يمكنك إعادة التلخيص بالإرشادات المذكورة، وستعدل درجتك، بالتوفيق.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م, 09:27 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 8 مشاهدة المشاركة
تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 12 / 20 فاتك بعض المسائل المهمة كفضل الإيمان بالقرآن وغيرها
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 10 / 20
المطلوب: استخراج المسائل الواردة في الموضوع وتلخيصها بدليلها معنونةً مرتبةً محررةً بعبارة موجزة.
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 7 / 10
التقييم العام: 54 / 80
وفقك الله لما يحب ويرضى

* يمكنك إعادة التلخيص بالإرشادات المذكورة، وستعدل درجتك، بالتوفيق.
الله المستعان رغم أن نتائجي في جميع الامتحانات جيدة لكن لاأدري لم لا أوفق في مسألة التلخيصات هذه الله المستعان

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م, 10:20 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي محاولة تلخيص الجمع النبوي

عناصر الموضوع:

- الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي

... - حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه
... - حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه
... - أثر زيد بن ثابت

- أقوال العلماء في الجمع النبوي

... - كلام أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ)
... -كلام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ)
... -كلام أبي زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ)
... -كلام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ)
... - كلام جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ)


- كتّاب الوحي للنّبي صلى الله عليه وسلم


- كيف كانت كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم.


تلخيص الموضوع


الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي


-حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه

-عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) [فضائل القرآن : ]

-تخريج حديث عثمان

-رواه أبو داود في سننه في الصّلاة والتّرمذيّ في التّفسير والنّسائيّ في فضائل القرآن من حديث يزيد الفارسي عن ابن عبّاس


-حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه


-عن زيد بن ثابت، قال: (كنا حول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤلف القرآن، إذ قال:((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه)).
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.


أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه

عن زيد بن ثابت، قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}, قال: فالتمستها فوجدتها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها). [فضائل القرآن : ](م)

- أقوال العلماء في الجمع النبوي

-قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة براءة

- ذكر حديث ابن عباس مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما ثم قال :وفيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم ((تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان)).
وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.

-وممّا يدلّك على أنّ القرآن كان مؤلّفًا في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؛ما حدّثناه أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم.

كلام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ)


قال : ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا))، وكان يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين، وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين.
وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر، ورخص لهم قراءته على سبعة أحرف توسعة عليهم، ومنه ما نسخ لحكمة اقتضت نسخه، وكل ذلك فيه أخبار ثابتة.

-وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).

-قال أبو شامة : (وأسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).
زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.

-بيان أن من جمع القرآن من الصحابة خلق كثير والرد على إشكال فيه :

-أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء. وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
وقد ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تَلَقيًّا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.


كلام أبي زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ)


-اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه.


كلام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ)


-إنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعضه ويرفع الشيء بعد الشيء من التلاوة كما كان ينسخ بعض أحكامه فلم يجمع في مصحف واحد ثم لو رفع بعض تلاوته أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم، وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.


-كلام جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ)


-قال الحاكم: جمع القرآن ثلاث مرات:
إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم روي عن زيد بن ثابت، قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع) – الحديث –.
وقال: صحيح على شرط الشيخين.). [التحبير في علم التفسير:371-377]

-قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع السادس والتسعون: ترتيب الآي والسور
قلت: أول القرآن:
الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على الترتيب إلى سورة الناس، وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب، وكان صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين، وكان آخر الآيات نزولاً:
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين. انتهى.


كتّاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم


-قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب أن ابن السباق قال إن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاتبع القرآن إلى آخره). [صحيح البخاري]

-قال ابن حجر رحمه الله :وقد كتب له قبل زيد بن ثابت أبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة ، وأول من كتب له بمكة من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح ، وممن كتب له في الجملة الخلفاء الأربعة والزبير بن العوام وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية وحنظلة بن الربيع الأسدي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد الله بن الأرقم الزهري وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن رواحة في آخرين ، وروى أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عباس عن عثمان بن عفان قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول : ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا " الحديث .

-قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (باب من كتب الوحي لرسول اللّه
عن أبي سعيدٍ مولى أبي أسيدٍ قال: لمّا دخل المصريّون على عثمان رضي اللّه عنه ضربوه بالسّيف على يده فوقعت على{فسيكفيكهم اللّه وهو السّميع العليم} فمدّ يده وقال: (واللّه إنّها لأوّل يدٍ خطّت المفصّل)

-قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي (ت:774هـ): (فصل أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه:
فمنهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم
ومنهم رضي الله عنهم: أبان بن سعيد بن العاص بن أمية
ومنهم: أبي بن كعب
ومنهم رضي الله عنهم: أرقم ابن أبي الأرقم
ومنهم رضي الله عنهم: ثابت بن قيس بن شماس
ومنهم رضي الله عنهم: حنظلة بن الربيع
ومنهم رضي الله عنهم: خالد بن سعيد بن العاص
ومنهم رضي الله عنهم: خالد بن الوليد
ومنهم رضي الله عنهم: الزبير بن العوام

كيف كانت كتابة القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم



حديث البراء بن عازب رضي الله عنه

قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة؛ ثم قال اكتب: {لا يستوي القاعدون} وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى.
قال: يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر؟؛ فنزلت مكانها {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر} ). [صحيح البخاري]


حديث ابن عباس رضي الله عنهما

-قال أبو داوود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت:275هـ): (حدثنا قتيبة بن سعيدٍ وأحمد بن محمدٍ المروزي وابن السرح قالوا: حدثنا سفيان عن عمرٍو عن سعيد بن جبيرٍ قال قتيبة فيه عن ابن عباسٍ قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا لفظ ابن السرح).

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م, 10:45 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي مسائل الاعتقاد في التفسير

س1: ما هي أشهر كتب التفسير التي قررت عقيدة أهل السنة والجماعة؟ اذكر(ي) خمسة منها.


ج1- أشهر كتب التفسير هي : من كتب التفسير بالمأثور كتب : ابن جرير الطبري، ثم البغوي، ثم ابن كثير، ثم صديق خان، ثم القاسمي، ثم رشيد رضا، والقرطبي.
ومن كتب التفسير بالرأي :السعدي والشوكاني والشنقيطي



س2: ما هي أبرز مسائل الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسربن في أبواب الاعتقاد؟
1-باب القدر
2- باب توحيد الألوهية فيما يتعلق بالعبادة فيختلفون مع أهل السنة في أن عبادات معينة لا تدخل فيما لا يجوز إلا لله تعالى وليس أنهم ينكرون وجوب توحيده بالعبادة فقد يدخل لبعضهم نوع الانحراف إما فيما يتعلق بالتطبيق أو أن ما عندهم من انحراف لا يلحقونه في مسمّى العبادة التي لا يجوز صرفها إلا لله.
3- باب الكلام في توحيد الأسماء والصفات. وهذا هو أكثر مايظهر فيه الانحراف .


س3: صنف أتباع الفرق الكلامية تفاسير تقرر مذاهبهم؛ فاذكر(ي) تفسيراً قرر
أ: عقيدة المعتزلة :الكشاف للزمخشري
ب: عقيدة الأشاعرة: تفسير البيضاوي والفخر الرازي
ج: من اضطرب في تفسيره لآيات الصفات.

القاسمي وصديق حسن خان ورشيد رضا

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 11:30 AM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
عناصر الموضوع:

- الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي

... - حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه
... - حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه
... - أثر زيد بن ثابت

- أقوال العلماء في الجمع النبوي

... - كلام أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ)
... -كلام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ)
... -كلام أبي زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ)
... -كلام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ)
... - كلام جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ)


- كتّاب الوحي للنّبي صلى الله عليه وسلم


- كيف كانت كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم.


تلخيص الموضوع


الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي


-حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه

-عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) [فضائل القرآن : ]

-تخريج حديث عثمان

-رواه أبو داود في سننه في الصّلاة والتّرمذيّ في التّفسير والنّسائيّ في فضائل القرآن من حديث يزيد الفارسي عن ابن عبّاس


-حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه


-عن زيد بن ثابت، قال: (كنا حول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤلف القرآن، إذ قال:((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه)).
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.


أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه

عن زيد بن ثابت، قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}, قال: فالتمستها فوجدتها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها). [فضائل القرآن : ](م)

- أقوال العلماء في الجمع النبوي

-قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة براءة

- ذكر حديث ابن عباس مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما ثم قال :وفيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم ((تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان)).
وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.

-وممّا يدلّك على أنّ القرآن كان مؤلّفًا في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؛ما حدّثناه أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم.

كلام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ)


قال : ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا))، وكان يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين، وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين.
وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر، ورخص لهم قراءته على سبعة أحرف توسعة عليهم، ومنه ما نسخ لحكمة اقتضت نسخه، وكل ذلك فيه أخبار ثابتة.

-وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).

-قال أبو شامة : (وأسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).
زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.

-بيان أن من جمع القرآن من الصحابة خلق كثير والرد على إشكال فيه :

-أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء. وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
وقد ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تَلَقيًّا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.


كلام أبي زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ)


-اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه.


كلام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ)


-إنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعضه ويرفع الشيء بعد الشيء من التلاوة كما كان ينسخ بعض أحكامه فلم يجمع في مصحف واحد ثم لو رفع بعض تلاوته أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم، وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.


-كلام جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ)


-قال الحاكم: جمع القرآن ثلاث مرات:
إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم روي عن زيد بن ثابت، قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع) – الحديث –.
وقال: صحيح على شرط الشيخين.). [التحبير في علم التفسير:371-377]

-قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع السادس والتسعون: ترتيب الآي والسور
قلت: أول القرآن:
الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على الترتيب إلى سورة الناس، وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب، وكان صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين، وكان آخر الآيات نزولاً:
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين. انتهى.


كتّاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم


-قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب أن ابن السباق قال إن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاتبع القرآن إلى آخره). [صحيح البخاري]

-قال ابن حجر رحمه الله :وقد كتب له قبل زيد بن ثابت أبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة ، وأول من كتب له بمكة من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح ، وممن كتب له في الجملة الخلفاء الأربعة والزبير بن العوام وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية وحنظلة بن الربيع الأسدي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد الله بن الأرقم الزهري وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن رواحة في آخرين ، وروى أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عباس عن عثمان بن عفان قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول : ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا " الحديث .

-قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (باب من كتب الوحي لرسول اللّه
عن أبي سعيدٍ مولى أبي أسيدٍ قال: لمّا دخل المصريّون على عثمان رضي اللّه عنه ضربوه بالسّيف على يده فوقعت على{فسيكفيكهم اللّه وهو السّميع العليم} فمدّ يده وقال: (واللّه إنّها لأوّل يدٍ خطّت المفصّل)

-قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي (ت:774هـ): (فصل أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه:
فمنهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم
ومنهم رضي الله عنهم: أبان بن سعيد بن العاص بن أمية
ومنهم: أبي بن كعب
ومنهم رضي الله عنهم: أرقم ابن أبي الأرقم
ومنهم رضي الله عنهم: ثابت بن قيس بن شماس
ومنهم رضي الله عنهم: حنظلة بن الربيع
ومنهم رضي الله عنهم: خالد بن سعيد بن العاص
ومنهم رضي الله عنهم: خالد بن الوليد
ومنهم رضي الله عنهم: الزبير بن العوام

كيف كانت كتابة القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم



حديث البراء بن عازب رضي الله عنه

قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة؛ ثم قال اكتب: {لا يستوي القاعدون} وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى.
قال: يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر؟؛ فنزلت مكانها {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر} ). [صحيح البخاري]


حديث ابن عباس رضي الله عنهما

-قال أبو داوود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت:275هـ): (حدثنا قتيبة بن سعيدٍ وأحمد بن محمدٍ المروزي وابن السرح قالوا: حدثنا سفيان عن عمرٍو عن سعيد بن جبيرٍ قال قتيبة فيه عن ابن عباسٍ قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا لفظ ابن السرح).
يمكنكِ تأمل هذا التلخيص (هنا) لهذا الموضوع (هنا)، فإن المطلوب من الطالب استخلاص المسائل وعنونتها بما يراه مناسبًا ثم اختصار كل الكلام الوارد في هذه المسائل تحتها على هيئة نقاط مختصرة شاملة موجزة، هذا الاجتهاد في إعمال الفكر هو الذي نريده من الطالب، لا أن يتبع العناوين المثبتة في الموضوع المراد تلخيصه ويقوم فقط بالنسخ واللصق.
تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 17 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 10 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 10 / 20
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 6 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 10 / 10
التقييم العام: 53 / 80
* يمكنكِ إعادة التلخيص لتحسين الدرجة، وفقك الله وسدد خطاكِ، ونفع بك الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 15 محرم 1436هـ/7-11-2014م, 10:32 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
حد علم التفسير

-قالَ الإمامُ جَلالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ-رَحِمَهُ اللهُ-: (عِلْمُ التَّفْسِيرِ: عِلْمٌ يُبْحَثُ فيه عَنْ أَحْوَالِ الكتابِ العَزِيزِ، ويَنْحَصِرُ فِي مُقَدِّمَةٍ وخَمْسَةٍِ وخَمْسِينَ نَوْعًا).
-علم أصول التفسير، هو مأخوذ من قولهم: فسرت الشيء: إذا بينته، وسمي العلم المذكور تفسيراً، لأنه يبين القرآن ويوضحه.
-علم التفسير: علمٌ يبحَث فيه أحوالُ الكتابِ العزيزِ من جهةِ نزولِهِ وسَنَدِهِ وآدابِهِ وألفَاظِهِ ومعَانِيهِ المتعلِّقَةِ بألفَاظِهِ والمتعلِّقَةِ بالأحكامِ وغيرِ ذلكَ.



-التفسير ينقسم إلى قسمين:
_ تفسير موضوعي.
_ وتفسير تحليلي.

وكذلك ينقسم إلى :
_ تفسير إجمالي.
_ وتفسير تفصيلي.

-علم التفسير، وعلوم القرآن علم يُبحث به عن أحوال كتابنا الذي هو القرآن العزيز من جهة نزوله ونحوهِ
-ما يرجع إلى النزول زمانًا ومكانًا.
وهو يرجع إلى : مكي ولا مدني.
_ سفري ولا حضري.
_ صيفي ولا شتائي.
_ ليلي ولا نهاري.
بارك اللهُ فيكِ أختي
طريقة تلخيص دروس علوم القرآن تُشبه إلى حد كبير طريقة تلخيص دروس التفسير
بداية تستخلصين المسائل الواردة في الدرس
مثلا :
المسائل الواردة في هذا الدرس :

- حد علم التفسير عند الناظم :
- تعريف التفسير عند الجمهور :
والقصد بيان أن التفسير هو من الفسر أو الكشف ويُطلق على بيان معاني آيات القرآن
أما تعريف الناظم فهو في الحقيقة تعريف علوم القرآن
- عدد أنواع علوم القرآن المذكورة بالمنظومة :
- هل تنحصر في هذا العدد ؟
- سبب تخصيص الناظم لهذه الأنواع بالذكر:
- أبواب المنظومة

ثم تقومين بترتيبها وتحرير الأقوال التي وردت تحتها
إذا اتفق الشراح على قول واحد ، تلخصينه بأسلوبك ثم تذكرين من أورد هذا القول
إذا اختلفوا ، تعددين الأقوال مع نسبة كل قول لصاحبه
مع الاهتمام بصياغة المسائل وطريقة عرضها.


تقييم التلخيص :
الشمول : 25 / 30
الترتيب : 15 / 20
التحرير العلمي : 10 / 20
الصياغة : 10 / 15
العرض : 10 / 15
_______
= 70 %

درجة الملخص : 7 / 10


وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 21 محرم 1436هـ/13-11-2014م, 08:09 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي حل أسئلة آداب تلاوة القرآن الكريم

السؤال الأول :آداب القرآن الكريم تنقسم إلى آداب واجبة ومستحبة وضح ذلك؟
الإجابة : الآداب الواجبة :
1-لا يمس المصحف إلا على طهارة فلا يمسه الجنب ولا الحائض ولا المحدث حدثا أصغر وهذا مذهب الأئمة الأربعة.
2-احترام القرآن وتكريمه وقال العلماء لو تعمد إهانة المصحف يكفر بذلك.


الآداب المستحبة :
1-السواك قبل القراءة.
2-استقبال القبلة.
3-الاعتدال في الجلسة .
4-التعوذ قبل القراءة (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)
5-البسملة قبل القراءة
6-الترتيل
7-الخشوع والبكاء.
8-السؤال عند آية السؤال والتعوذ من النار إذار ذكرها والتسبيح إذا قرأ تسبيحا.
9-سجود التلاوة عند مواضعه.
10-تحسين الصوت بالقرآن.
11-مراعاة أحكام الوقف والابتداء.
12-دعاء ختم القرآن.

السؤال الثاني: بيّن فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن، وما شروط حصول أثرها؟
فائدة الاستعاذة طرد الشيطان حتى لا يشغله ولا يشوش عليه قراءته
المساعدة على العمل بالقرآن بعد أن ينهي تلاوته فيطبقه في حياته.

وهي تؤدي عملها إذا قرأها عالما بمعناها مستحضرا له خاشعا قلبه.

السؤال الثالث: ما حكم دعاء ختم القرآن؟
استحب بعض العلماء دعاء ختم القرآن واستدلوا بفعل أنس رضي الله عنه وكان يجمع أهله ويدعو فهي من مواضع الدعاء

والله أعلم


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22 محرم 1436هـ/14-11-2014م, 02:04 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص درس الغريب والمعرب من منظومة الزمزمي

بسم الله وبه نستعين


ما يرجع إلى الألفاظ، وهي سبعة أنواع

النوع الأول والثاني: الغريب والمعرب


المقاصد الفرعية للباب:

1-معنى الغريب والترهيب من تفسيره بغير علم
2-المصنفات في الغريب
3-معنى المعرب وأمثلة عليه
4-ذكر الخلاف في وقوعه في القرآن

تلخيص المسائل في الباب:


1-معنى الغريب والترهيب من تفسيره بغير علم :

- الغريب :فهو معنى الألفاظ التي يحتاج إلى البحث عنها في اللغة، ومرجعه النقل.
-الغريب وسيلة لكل من يريد أن يفهم النصوص من الكتاب والسنة.
-الترهيب من تفسير الغريب بغير علم : قال الإمام أحمد حين سئل عن مسألة في الغريب: سلوا أهل الغريب كما سئل الأصمعي عن مسألة فقال : أنالا أفسر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2-المصنفات في الغريب

-غريب القرآن لابن قتيبة وغريب القرآن للهروي ،ومنها: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ،ومنها :غريب القرآن وهو مختصر جداً لابن عزيز السجستاني .

3-معنى المعرب وأمثلة عليه

-المعرب بتشديد الراء المفتوحة فهو لفظ استعملته العرب في معنى وضع له غير لغتهم.
-وفيه المعرب للجواليقي من أنفس ما كتب في هذا الباب .
-كالمشكاة للكوة بالحبشية والكفل للضعف بها والأواه الرحيم والقسطاس العدل بالرومية الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية الليل وغيرها .

4-ذكر الخلاف في وقوعه في القرآن

1-قال الجمهور أنه غير واقع في القرآن وسلكوا مسلكين في الكلمات المعرب : الأول :قالوا إن هذه مما توافقت فيه اللغات جمهور كالشافعي وابن جرير وغيرهم من جمع وفير من أهل العلم .
الثاني :قال أبو عبيد القاسم بن سلام: أن هذه الأحرف أصولها أعجمية، كما قال الفقهاء، ولكنها وقعت للعرب، فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال إنها أعجمية فصادق.
ومال إلى هذا القول الجواليقى وابن الجوزي وآخرون،
2-الرأي الثاني قال بوجود المعرب في القرآن وقالوا أنه ألفاظ قليلة لا تخرجه عن كونه عربيا .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 23 محرم 1436هـ/15-11-2014م, 01:31 AM
هيئة التصحيح 5 هيئة التصحيح 5 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 476
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
القرآن في اللغة
مصدر قرأ بمعني تلا، أو بمعني جمع

فعلى المعني الأول (تلا) يكون مصدراً بمعني اسم المفعول؛ أي بمعني متلوّ،
وعلى المعني الثاني: (جمع) يكون مصدراً بمعني اسم الفاعل؛ أي بمعني جامع لجمعه الأخبار والأحكام.

والقرآن في الشرع: كلام الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس. قال تعالى: {إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلاً} [الإنسان: 23] وقال: {إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} [يوسف: 2].

وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة، تدل على عظمته وبركته وتأثيره وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر: 87] {والقرآن المجيد} [ق: الآية 1] ، وقال تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب} [ص: 29] ،{وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون} [الأنعام: 155] ،{إنّه لقرآنٌ كريمٌ} [الواقعة: 77] ،{إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم} [الإسراء: الآية 9] وقال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون} [الحشر: 21]

والقرآن الكريم مصدر الشريعة الإسلامية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس، قال الله تعالى: {تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً} [الفرقان: 1] {كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم إلى صراط العزيز الحميد (1) اللّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض وويلٌ للكافرين من عذابٍ شديدٍ (2) }[إبراهيم: 1-2].

هذا والسنة أيضا مصدر تشريع كما هو معلوم .

نزول القرآن

نزل القرآن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1]. {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين (3) فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ (4) }

وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم،

والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين (192) نزل به الرّوح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ (195) } [الشعراء: 192- 19].
وقد جاء في القرآن الثناء على جبريل عليه السلام قال الله تعالى: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ " (19) ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ (20) مطاعٍ ثمّ أمين (21) } [التكوير: 19- 21]،وقال: {علّمه شديد القوى (5) ذو مرّةٍ فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) } [لنجم: 5-7]، وقال: {قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّت الّذين آمنوا وهدىً وبشرى للمسلمين} [النحل: 102]

أول ما نزل من القرآن

أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا ً الآيات الخمس الأولي من سورة العلق، وهي قوله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1) خلق الإنسان من علقٍ (2) اقرأ وربّك الأكرم (3) الّذي علّم بالقلم (4) علّم الإنسان ما لم يعلم (5) } [العلق: 1- 5] ، ثم فتر الوحي مدة، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر وهي قوله تعالى: {يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5)} [المدثر: 1-5] .
ففي الصحيحين -صحيح البخاري ومسلم- عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت: حتى جاءه الحق ٌّ، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ (يعني لست أعرف القراءة) فذكر الحديث، وفيه ثم قال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1)} إلى قوله: {علّم الإنسان ما لم يعلم (5)} [العلق: 1- 5]،وفيهما عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء...." فذكر الحديث، وفيه، فأنزل الله تعالى:{يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) }إلى {والرّجز فاهجر (5)}[المدثر: 1-5].
وثمت آيات يقال فيها: أول ما نزل، والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين، فتكون أولية مقيدة مثل: حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر: {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1]

فهذه الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله: {قم فأنذر} [المدثر: 2]، ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ ب {اقرأ} [العلق: 1] وأرسل ب {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1].

نزول القرآن ابتدائي وسببي

ينقسم نزول القران إلى قسمين:
الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القران، ومنه قوله تعالى: {ومنهم من عاهد اللّه لئن آتانا من فضله لنصّدّقنّ ولنكوننّ من الصّالحين}[التوبة: 75] الآيات فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة ابن حاطب في قصة طويلة، ذكرها كثير من المفسرين، وروجها كثير من الوعاظ، فضعيف لا صحة له.

القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه، والسبب:
أ - إما سؤال يجيب الله عنه مثل {يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنّاس والحجّ}[البقرة: الآية 189].
ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: {ولئن سألتهم ليقولنّ إنّما كنّا نخوض ونلعب} [التوبة: الآية 65] الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه {أباللّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون}[التوبة: الآية 65].
ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ} [المجادلة: 1] ). [أصول في التفسير: 8 - 14 ]
شكر الله لك ، لكنك نسخت الكلام دون تحرير وترتيب للمسائل ، والمقصد من التلخيص صوغ المسائل وترتيبها وتحريرها علميا
مثلا: تُعنوني للمسائل هكذا
- معنى القرآن لغة واصطلاحا:
ثم تذكرين التعريف
- أوصاف القرآن
ثم تذكرين الأوصاف والشاهد على كل وصف
وهكذا

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10/ 15 ( أوردت ما في الكتاب كما هو نسخًا دون صياغة المسائل وعنونتها )
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15

الدرجة النهائية:
9.5
وفقك الله وسددك

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 23 محرم 1436هـ/15-11-2014م, 01:42 AM
هيئة التصحيح 5 هيئة التصحيح 5 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 476
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
موهم التعارض في القرآن


التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشيء والأخرى نافية فيه.
ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى، قال الله تعالى:{ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء: الآية 87]

ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى قال الله تعالى: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها} [البقرة: الآية 106] وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة.
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك، فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف، وتكل الأمر إلى عالمه.
ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب ) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.

أمثلة للتعارض :


فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن: {هدىً للمتّقين} [البقرة: الآية 2] وقوله فيه: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدىً للنّاس} [البقرة: الآية 185] فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين، وفي الثانية عامة للناس، والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع، والهداية في الثانية هداية التبيان والإرشاد.
ونظير هاتين الآيتين، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء} [القصص: 56] وقوله فيه {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} [الشورى: الآية 52] فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:{شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولو العلم} [آل عمران: الآية 18] وقوله: {وما من إلهٍ إلّا اللّه} [آل عمران: الآية 62] وقوله:{فلا تدع مع اللّه إلهاً آخر فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقوله: {فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ} [هود: الآية 101] ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره.
والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة؛ لقوله تعالى:{ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ اللّه هو العليّ الكبير} [الحج: 62].
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {قل إنّ اللّه لا يأمر بالفحشاء} [لأعراف: الآية 28] وقوله: {وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميراً} [الإسراء: 16] ففي الآية الأولى نفي أن يأمر الله تعالى بالفحشاء، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق.
والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي، والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء لقوله تعالى: {إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون} [النحل: 90] والأمر في الآية الثانية هو الأمر الكوني، والله تعالى يأمر كونا بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته لقوله تعالى:{إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} [يّس: 82).

شكر الله لك ، لكنك نسخت الكلام كما هو دون تحرير وترتيب للمسائل ، والمقصد من التلخيص صوغ المسائل وترتيبها وتحريرها علميا

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10/ 15 ( أوردتِ ما في الكتاب كما هو نسخًا دون صياغة المسائل وعنونتها )
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10/ 15

الدرجة النهائية:
10/9
وفقك الله وسددك

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 27 محرم 1436هـ/19-11-2014م, 10:42 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
بسم الله وبه نستعين


ما يرجع إلى الألفاظ، وهي سبعة أنواع

النوع الأول والثاني: الغريب والمعرب


المقاصد الفرعية للباب: ( مسائل الموضوع ) فالهدف هنا ليس استخراج للمقاصد أو تلخيص مسائل موضوع واحد.

1-معنى الغريب والترهيب من تفسيره بغير علم [ لو فصلتِ كل منهما في مسألة كان أفضل ]
2-المصنفات في الغريب
3-معنى المعرب وأمثلة عليه
4-ذكر الخلاف في وقوعه في القرآن

تلخيص المسائل في الباب:


1-معنى الغريب والترهيب من تفسيره بغير علم :

- الغريب :فهو معنى الألفاظ التي يحتاج إلى البحث عنها في اللغة، ومرجعه النقل.
-الغريب وسيلة لكل من يريد أن يفهم النصوص من الكتاب والسنة. [ أهمية معرفة الغريب لطالب العلم ]
-الترهيب من تفسير الغريب بغير علم : قال الإمام أحمد حين سئل عن مسألة في الغريب: سلوا أهل الغريب كما سئل الأصمعي عن مسألة فقال : أنالا أفسر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2-المصنفات في الغريب

-غريب القرآن لابن قتيبة وغريب القرآن للهروي ،ومنها: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ،ومنها :غريب القرآن وهو مختصر جداً لابن عزيز السجستاني .

3-معنى المعرب وأمثلة عليه

-المعرب بتشديد الراء المفتوحة فهو لفظ استعملته العرب في معنى وضع له غير لغتهم.
-وفيه المعرب للجواليقي من أنفس ما كتب في هذا الباب . [ المصنفات في المُعرَّب ]
-كالمشكاة للكوة بالحبشية والكفل للضعف بها والأواه الرحيم والقسطاس العدل بالرومية الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية الليل وغيرها .

4-ذكر الخلاف في وقوعه في القرآن

1-قال الجمهور أنه غير واقع في القرآن وسلكوا مسلكين في الكلمات المعرب : الأول :قالوا إن هذه مما توافقت فيه اللغات جمهور كالشافعي وابن جرير وغيرهم من جمع وفير من أهل العلم .
الثاني :قال أبو عبيد القاسم بن سلام: أن هذه الأحرف أصولها أعجمية، كما قال الفقهاء، ولكنها وقعت للعرب، فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال إنها أعجمية فصادق.
ومال إلى هذا القول الجواليقى وابن الجوزي وآخرون،
2-الرأي الثاني قال بوجود المعرب في القرآن وقالوا أنه ألفاظ قليلة لا تخرجه عن كونه عربيا .

والله أعلم
أحسنتِ جدًا أختي الفاضلة زادكِ ربي من فضله
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) :15 / 15
___________________
= 98 %
درجة الملخص = 10 / 10

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 19 صفر 1436هـ/11-12-2014م, 02:20 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي إجابة أسئلة دورة تاريخ علم التفسير


السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
القرآن بالقرآن

النوع الثاني:

بالحديث القدسي

النوع الثالث:

مايخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالوحي


(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:..........مابيانه تلاوته...................... ومثاله:
الحديث الذي ورد فيه قراءة آيات سورة فصلت ردا على عتبة بن الربيعة.
النوع الثاني: ...........تفصيله في السنة والعمل به وكونه يجيب عن إشكال في فهم الصحابة أو يبتديء هو ببيان مراد الله تعالى مما لايدرك بدلالة اللغة ولا يدرك إلا بوحي
ومثاله: "من حوسب عذب"فقالت عائشة رضي الله عنها :أوليس يقول الله تعالى قال" إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب هلك"
و
.................... ومثاله:
ومنها إقامة الصلاة بيانا للأمر بإقامتها في القرآن وإيتاء الزكاة
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - 1 – عطاء بن ابي رباح
2- مجاهد بن جبر
3- طاووس بن كيسان


(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمدبن كعب القرظي
3- نوف البكاري


(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري
2: البحر المحيط في التفسير، أبو حيان
3: تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي
السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
لا يتضمن معنى باطل يخالف الكتاب والسنة والإجماع

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1-يفسر الآيات إبتداءا
2-كونه يجيب عن إشكال في فهم الصحابة
3-الحاق حكم بمعنى الآية ونحو ذلك تفسيره للغاسق انه القمر وأمر عائشة رضي الله عنها أن تتعوذ بالله منه


3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟

وحمل هذا ان المراد به كتب مخصوصة في هذه المواضيع لزيادات القصاص فيها وقلة العناية بالاسانيد ومنها كتاب الكلبي
وقد قال عنه احمد :من اوله لاخره كذب فسئل عن النظر فيه فقال لا
فمحمول على ماكان مشهورا في عهده مماكان فيه ضعف وزيادات وروايات ساقطة
ولا يعني انه لا يوجد سند صحيح لاحاديث في هذه العلوم الثلاثة

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
-كتب أهل البدع في التفسير وأهل الأهواء لذلك ظهرت المرويات الباطلة

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
-كان الصحابة يقرؤون من بعدهم من التابعين القرآن وكانوا قراء علماء مفسرين وفقهاء
الصحابة أدرى بلغة العرب وأعلم ممن بعدهم بها
الصحابة عاصروا نزول الآيات
الصحابة رباهم النبي صلى الله عليه وسلم وزكاهم وعلمهم


2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كان يسأل بعضهم بعضا ما أشكل عليهم
وأحيانا يطرح الصحابي سؤالا ويجيب الحضور ويبين لهم خطأ أو صواب إجابتهم وقد ثبت هذا عن أبي بكر وحذيفة رضي الله عنهم


3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قتادة السنوسي –عمرو بن شراحبيل –عبيدة السلماني –الأسود -مسروق

السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.


السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
ذكر الأسانيد وجمع الأقوال في الآيات
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
كان بارعا في أصول التفسير وليس متعصبا كغيره من الأشعرية
(3) معاني القرآن للزجاج.
الإهتمام باللغة
(4) تفسير الثعلبي.
-وهو يلقب بالأستاذ المفسر وقد نقل عنه الواحدي وغيره وتكمن أهميته في كثرة الكتب التي نقلت عنه وفي أنه نقل عن كتب كثيرة منهامن لم يصل إلينا
(5) أضواء البيان للشنقيطي
تعليقات مهمة على التفسير

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
الإعتزال وسلاطة اللسان على أهل السنة
(2) التفسير الكبير للرازي.
المذهب الأشعري
(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطا الماواردي في نسبة بعض التفاسير إلى أصحابها
-بعد الموادري ابن الجوزي والرازي وابن عطية ينسبون قول خطأ لابن عباس بسبب الماواردي
وهو أيضا أحيانا يذكر أوجه في التفسير فيها تكلف وبعد

(4) تفسير الثعلبي.
كثرة الموضوعات والأحاديث الصعيفة والإسرائيليات دون تمييز
(5) تنوير المقباس.

رواية السدي عن الكلبي وهي ضعيفة
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م, 01:40 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي أسئلة آداب التلاوة

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.

1-وجوب الإخلاص في القرآن : عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار )
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه))
قالَ جلالُ الدينِ السيوطيُّ (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال). [التحبير في علم التفسير:317-322]
2-ذم من يتعجّل أجر تلاوته
دخل النبي صلى الله عليه و سلم المسجد فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن قال: «اقرؤوا القرآن وابتغوا به الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه» ). [مسند الإمام أحمد:3/357]
3-ذم التأكل بالقرآن والمباهاة به
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل)).) [فضائل القرآن:] (م)
وقال الحسن: "قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء. والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر". ). [جمال القراء:1/106] (م)
4-ذم سؤال الناس بالقرآن
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ((من قرأ القرآن فليسأل اللّه به , فإنّه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس))
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به أو تستكبروا به)) قد شك أبو عبيد). [فضائل القرآن:](م)
5-الآثار الواردة عن السلف في النهي عن التأكل بالقرآن
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، عن أبي يعفور العامري، عن أبي ثابت، عن أم رجاء الأشجعية، عن عبد الله بن مسعود، قال: "سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن, فإذا سألوكم فلا تعطوهم" ). [فضائل القرآن:](م)


س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟


1-قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ العَرَبِيِّ (ت: 543 هـ): (قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}: قَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِن الشَّاهِدِينَ)).
2-قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):(ومنها أنه إذا قرأ قول الله عز وجل: {وقالت اليهود عزير ابن الله}، {وقالت النصاري المسيح ابن الله}، {وقالت اليهود يد الله مغلولة}، {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا}، ونحو ذلك من الآيات ينبغي أن يخفض بها صوته كذا كان إبراهيم النخعي رضي الله عنه يفعل.
3-وعن ابن عباس رضي الله عنهما وابن الزبير وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا قرأ أحدهم سبح اسم ربك الأعلى قال سبحان ربي الأعلى.
4-قال منصور بن يونس بن إدريس البهوتي(ت: 1051) : (وَلِمُصَلٍّ قَوْلُ : سُبْحَانَكَ ، فَبَلَى إذَا قَرَأَ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } نَصًّا ، فَرْضًا كَانَتْ أَوْ نَفْلًا ؛ لِلْخَبَرِ ؛ وَأَمَّا { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ؟ } فَفِي الْخَبَرِ فِيهَا نَظَرٌ ، ذَكَرَهُ فِي الْفُرُوعِ "). [شرح المنتهى 1/206]
5-أخر عمر بن الخطاب كرم الله وجهه العشاء الآخرة فصليت، ودخل فكان في ظهري، فقرأت: {والذاريات ذروا}, حتى أتيت على قوله: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}, فرفع صوته حتى ملأ المسجد: (أشهد) ).[فضائل القرآن: ]
6-عبد الله بن مسعود، سمع رجلا قرأ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}, فقال: إي وعزتك، فجعلته سميعا بصيرا، وحيا وميتا.) [فضائل القرآن: ]
7-عن ابن عباس، أنه قرأ في الصلاة: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}, فقال: سبحانك وبلى). [فضائل القرآن: ]
8-قال أبو هريرة: من قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} , فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}فليقل: بلى، وإذا قرأ والمرسلات فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها:{فبأي حديث بعده يؤمنون}, فليقل: آمنت بالله وما أنزل،ومن قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: {أليس الله بأحكم الحاكمين}, فليقل: بلى). [فضائل القرآن: ]


س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟


قال النَّوَوِيُّ
إذا كان يقرأ ماشيا فمر على قوم يستحب أن يقطع القراءة ويسلم عليهم ثم يرجع إلى القراءة ولو أعاد التعوذ كان حسنا ولو كان يقرأ جالسا فمر عليه غيره فقد قال الإمام أبو الحسن الواحدي الأولى ترك السلام على القارئ لاشتغاله بالتلاوة، قال فإن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:121- 122]

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م, 02:26 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي فهرسة موضوع واحد من آداب التلاوة

الأدب مع القرآن


العناصر الرئيسية:
1-الخطأ في القرآن
2-كراهية قول قرأت سورة كذا حتى أدبرتها
3-لايقول سورة قصيرة ولا خفيفة ولا يسيرة
4-فيمن رخص في قول سورة قصيرة
5-الأدب في كتابة القرآن
6-لايمحى القرآن بما يوهم الإمتهان له
7-لايتذلل صاحب القرآن لذوي السلطان
8-لايقرأ القرآن لعارض من أمر من الدنيا
9-النصيحة للقرآن
10-في كراهة قول قرأت القرآن كله والمفصل


1-الخطأ في القرآن
قال عبد الله بن مسعود " ليس الخطأ أن يدخل بعض السورة في الأخرى ، ولا أن يختم الآية بحكيم عليم ، أو عليم حكيم ، أو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن يجعل فيه ما ليس منه، أو أن يختم آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة "


2-كراهية قول قرأت سورة كذا حتى أدبرتها

صحب رجل أم الدرداء , فقالت له: "هل تحسن من القرآن شيئا ؟"
قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها.
قال: فقالت: "وإن القرآن ليدبر ؟" ، فكفت دابتها، وقالت:"خذ أي طريق شئت")


3-لايقول سورة قصيرة ولا يسيرة

قال رجل لأبي العالية: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال: " أنت أصغر منها وألم، القرآن كله عظيم"). [فضائل القران](م)
-قال خالد الحذاء لابن سيرين: سورة خفيفة. قال ابن سيرين: "من أين تكون خفيفة والله تعالى يقول: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، ولكن قل: يسيرة، فإن الله تعالى يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}").
-عن ابن سيرين قال: (لا تقل سورة قصيرة، ولا سورة خفيفة، قال فكيف أقول ؟ قال: سورة يسيرة ؛ فإن الله تبارك وتعالى قال: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مّدّكرٍ} ولا تقل خفيفة ؛ فإن الله قال {سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}).

4-فيمن رخص في قول سورة قصيرة

-عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في الفجر بأوّل المفصّل، فقرأ ذات يومٍ بقصار المفصّل، فقيل له، فقال: ((إنّي سمعت بكاء صبيٍّ، فأحببت أن أفرغ له أمّه))
-عن البراء بن عازبٍ قال: (صلّى بنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم صلاة الصّبح فقرأ بأقصر سورتين في القرآن)، فلمّا فرغ أقبل علينا بوجهه فقال: ((إنّما عجّلت لتفرغ أمّ الصّبيّ إلى صبيّها)) .
-(كان عمر يغلّس بالفجر وينوّر، ويقرأ سورة يوسف ويونس ومن قصار المثاني المفصّل).
-كتب عمر رضي اللّه عنه إلى أبي موسى الأشعريّ (أن اقرأ في المغرب بقصار المفصّل، وفي العشاء بوسط المفصّل، وفي الفجر بطوال المفصّل).
-عن عمرو بن ميمونٍ قال: (مّا طعن عمر كادت الشّمس أن تطلع، فقدّموا عبد الرّحمن بن عوفٍ، فأمّهم بأقصر سورتين في القرآن: (النّصر) إذا جاء نصر اللّه والفتح، و (الكوثر) إنّا أعطيناك الكوثر).
-عن ابن عمر قال: ذكر عنده المفصّل فقال: ( وأيّ القرآن ليس بمفصّلٍ؟ ولكن قولوا: قصار السّور، وصغار السّور).


5-الأدب في كتابة القرآن

-«نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يكتب القرآن على الأرض»). [الإبانة الكبرى: 5/ 323]
-مرّ عمر بن عبد العزيز على رجلٍ قد كتب في الأرض، يعني قرآنًا أو شيئًا من ذكر اللّه، فقال: «لعن اللّه من كتبه، ضعوا كتاب اللّه مواضعه»). [الإبانة الكبرى: 5/ 324]
-قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تكتبوا القرآن إلّا في شيءٍ طاهرٍ»
قال: وسمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ). [الإبانة الكبرى: 5/ 325]


6-لايمحى القرآن بما يوهم الإمتهان له

-"عن خمسةٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى أن يمحى اسم اللّه بالبصاق "). [الإبانة الكبرى: 5/ 325]
- عن مجاهدٍ، قال: «كانوا يكرهون أن يمحى اسم اللّه بالرّيق»). [الإبانة الكبرى: 5/ 326]
-قال سليمان بن حربٍ: رأيت ابن المبارك يغسل ألواحه بالماء لا يمحوها بريقه ").[الإبانة الكبرى: 5/ 326]
-قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (قال: وسألت ابن المبارك عن الألواح يكون فيها مكتوب القرآن، أيكره أن يمحوه الرّجل برجله؟
قال: نعم، قال: ليمحه بالماء، ثمّ يضربه برجله ").
[الإبانة الكبرى: 5/ 327]
-قال حرب بن إسماعيل، قال: قلت لإسحاق بن راهويه: الصّبيّ يكتب القرآن على اللّوح، أيمحوه بالبزاق؟
قال: «يمحوه بالماء، ولا يعجبني أن يبزق عليه»، وكره أن يمحوه بالبزاق). [الإبانة الكبرى: 5/ 328] (م)
-قال بشر«أكره أن يمحو الصّبيان، ألواحهم بأرجلهم في الكتّاب، وينبغي للمعلّم أن يؤدّبهم على هذا»).[الإبانة الكبرى: 5/ 328] (م)
-عن ابن عبّاسٍ، أنّه رأى رجلًا يمحو لوحًا برجله، فنهاه وقال ابن عبّاسٍ: «لا تمح القرآن برجلك» فلو كان حكاية القرآن لما نهاه، أو قال: إنّ هذا حكاية القرآن، فلا تمحه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 321-322] ]

[color="navy"7-لايتذلل صاحب القرآن لذوي السلطان
][/color]
( قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له لو أتيته فكلمته فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك). [جمال القراء:1/105]

8-لايقرأ القرآن لعارض من أمر من الدنيا

-قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال أبو عبيد: وحدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا. قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة فتأتيه من غير طلبه، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى}. وهذا من الاستخفاف بالقرآن.
-حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كان يكره أن يقرأ القرآن يعرض من أمر الدّنيا).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/515]


9-النصيحة للقرآن

ثبت في صحيح مسلم رضي الله عنه عن تميم الداري رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).


10-في كراهة قول قرأت القرآن كله والمفصل

-(حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال حدّثنا أيّوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّه كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كلّه).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/509]
- عن نافعٍ، أن ابن عمر كره أن يقول: المفصّل، ويقول: (القرآن كلّه مفصّلٌ، ولكن قولوا: قصار القرآن).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/510]
-عن ابن عمر، قال: (سألني عمر، كم معك من القرآن ؟ قلت: عشر سورٍ، فقال لعبيد الله بن عمر: كم معك من القرآن ؟ قال: سورةٌ، قال عبد الله: فلم ينهنا ولم يأمرنا غير، أنّه قال: فإن كنتم متعلّمين منه بشيءٍ فعليكم بهذا المفصّل فإنّه أحفظ).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/510]


11-من كره أن يقول إذا قرأ القرآن: ليس كذا


- كان أبو العالية يقرئ النّاس القرآن، فإذا أراد أن يغيّر على الرجل لم يقل: ليس كذا وكذا، ولكنّه يقول: اقرأ آية كذا، فذكرته لإبراهيم فقال: أظنّ صاحبكم قد سمع، أنّه من كفر بحرفٍ منه، فقد كفر به كلّه).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/513]

-عن علقمة، قال: أمسكت على عبد الله في المصحف فقال: كيف رأيت ؟ قلت: قرأتها كما هي في المصحف إلاّ حرف كذا قرأته كذا وكذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-(حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، قال: كنت أقرأ على إبراهيم فإذا مررت بحرفٍ ينكره لم يقل لي: ليس كذا وكذا، ويقول: كان علقمة يقرأه كذا وكذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا إسحاق الأزرق، عن الأعمش، قال: قال لي إبراهيم: إنّ إبراهيم التّيميّ يريد أن تقرئه قراءة عبد الله، قلت: لا أستطيع، قال: بلى، فإنّه قد أراد ذاك، قال: فلمّا رأيته قد هوي ذاك، قلت: فيكون هذا بمحضرٍ منك فنتذاكر حروف عبد الله فقال: اكفني هذا، قلت: وما تكره من هذا ؟ قال أكره أن أقول لشيءٍ هو هكذا، وليس هو هكذا، أو أقول فيها واوٌ وليس فيها واوٌ.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حفصٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: سأل رجلٌ ابن مسعودٍ: {والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم} فجعل الرّجل يقول: ذرّياتهم، فجعل الرّجل يردّدها ويردّدها، ولا يقول: ليس كذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir