تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )
مرجع الضمير في " وأنّا " و "منّا " و"كنّا " تذكري أننا قلنا أنه لا حاجة لتكرار مسألة مرجع الضمير إذا كانت واضحة ومفهومة من السياق، فنذكر لها مسألة واحدة فقط في أول الملخص، فنقول: من المتكلم في الآية؟
على الجن .
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
المراد بالصالحين معنى {الصالحون}
المؤمنين.
قاله الأشقر.
معنى " دون ذلك"
غير ذلك.
قاله ابن كثير والأشقر.
المراد بـ " دون ذلك "
فساق وفجار وكفار.
حاصل قول السعدي والأشقر. ضمي هذه المسألة للسابقة.
معنى " طرائق قددا "
أيْ: جَماعاتٍ متَفَرِّقَةً، وأَصنافاً مُخْتَلِفَةً، وأهواءً متَبايِنَةً.
وهو حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
المراد بـ"كنّا طرائق قددًا"
أي: منّا المؤمن ومنّا الكافر.
قاله ابن كثير . أيضا ضمي هذه لسابقتها
إمكانية سماع الإنس للجن دون رؤيتهم
أورد ابن كثير ما حاصله إن الإنس قد يسمع الجن دون أن يراه، فقد روى أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه عن أبو معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. " إسناده صحيح إلى الأعمش"
وأيضا ذكر ابن كثير ما قاله الحافظ ابن عساكر في ترجمة العبّاس بن أحمد الدّمشقيّ قال سمعت بعض الجنّ وأنا في منزلٍ لي باللّيل ينشد:
قلوبٌ براها الحبّ حتى تعلّقت = مذاهبها في كلّ غرب وشارق
تهيم بحبّ اللّه، والله ربّها = معلّقةٌ باللّه دون الخلائق.
هذا الكلام الذي أورده ابن كثير للاستدلال على أن الجن طرائق قددا، ففي القصة الأولى بين أن فيهم أهواء وأن منهم رافضة، وفي بيت الشعر بين أن هناك مؤمنين، لذلك فأنت انصرفت عن مقصد المفسر لمسألة استطرادية فانتبهي، لذلك ضمي هذا الكلام لمسألة: معنى {طرائق قددا}
سماع الجن للإنس ورؤيتهم له
أورد ابن كثير ما حاصله أن الجن يسمع الإنس ويراهم، فقد روى أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه عن أبو معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. " إسناده صحيح إلى الأعمش" مكرر.
وذكر الأشقر أن الجن دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد "صلى الله عليه وسلم " بعد استماعهم للقرآن منه.
إثبات سماع الجن للقرآن
ذكر الأشقر أن الجن استمعوا القرآن من محمد "صلى الله عليه وسلم ". القرآن نفسه ذكر ذلك، فلا أدري مقصدك تحديدا من هذه المسألة.
مناسبة قول هذه الآيات
قالها بعض الجن لأصحابهم حين دعوهم للإيمان بمحمد "صلى الله عليه وسلم" بعد أن استمعوا له وهو يتلو القرآن.
ذكره الأشقر. أحسنت، ويمكنك تقديمها في أول مسائل الآية.
أديان الجن
كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً.
ذكره الأشقر. هذه أيضا تضم لمسألة: معنى {طرائق قددا} ولا داعي لتشقيق المسألة الواحدة.
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)
مرجع الضمير في " أنّا" و"ظننّا "و "نعجز" و"نعجزه " تذكري ما قلنا آنفا في مسألة وضوح مراجع الضمير
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
المراد بـ " ظننّا " معنى {ظننا}، تذكري الفرق بين المعنى والمراد
أي علمنا.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
المراد بـ " لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ ِ" معنى..
أيْ: لن نَفوتَه.
ذكره الاشقر.
المراد بـ " لن نعجز الله في الأرض "
أي أنّ قدرة اللّه حاكمةٌ علينا وأنّا لا نعجزه في الأرض، لن نَفوتَه إنْ أَرادَ بِنا أمْرًا. هي عين المسألة السابقة.
وهذا حاصل قول الأشقر والسعدي وابن كثير.
المراد بـ "هَرَبًا"
أيْ: هاربينَ منه.
قاله الأشقر.
المراد بـ " لن نعجزه هربا"
أي: لو أمعنّا في الهرب، وسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه، فإنّه علينا قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّا،لا مَلجأَ منه إلاَّ إليه
وهذا حاصل قول الأشقر والسعدي وابن كثير.
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )
مرجع الضمير في " أنّا" و "سمعنا" و "آمنّا"
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
متعلق السمع
القرآن. الأفضل أن نقول: متعلق السماع هو الهدى والمقصود به القرآن، ثم مسألة: سبب تسمية القرآن بالهدى.
قاله الأشقر والسعدي.
معنى "آمَنَّا بِهِ"
أي صَدَّقْنَا أنه مِن عندِ اللهِ، ولم نُكَذِّبْ به كما كَذَّبَتْ به كَفَرَةُ الإنسِ.
قاله الأشقر واشار إليه السعدي.
معنى "بَخْسا"
البخس: النُّقصانُ.
قاله الأشقر والسعدي.
معنى "رهقا"
الرهق: العُدوانُ والطُّغيانُ.
قاله الاشقر والسعدي.
من فضل القرآن
هو الهادي إلى الصراط المستقيم.
قاله السعدي.
مرجع الضمير في "ربه"
على من يؤمن
المراد بـ "فمن يؤمن بربّه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا" معنى ...
فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته، كما قال تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا}، رُوي عن ابن عباس وقتادة
ذكره ابن كثير.
ثمرات الإيمان
سببٌ داعٍ إلى حُصولِ كلِّ خَيْرٍ وانتفاءِ كلِّ شَرٍّ. مهم ضم هذه المسألة للمسألة قبلها، حتى يتبين حصول الخير وانتفاء الشر، فنقول: ما يفيده أسلوب الآية من الترغيب في الإيمان بذكر ثمرته.
قاله السعدي.
حصول الخير بالسلامة من الشر
ذكر السعدي أن العبد إذا سلم من الشر فإنه يحصل الخير.
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )
مرجع الضمير في " أنّا" و"منّا "
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
مرجع الضمير في " تحروا "
على من أسلم.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
معنى "الْقَاسِطُونَ"
أيْ: الجائرونَ الظالمونَ الذينَ حادُوا عن طريقِ الحقِّ والصراط المستقيم.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
المراد بـ" فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا" معنى {تحروا رشدا} انتبهي لدقة ألفاظ المسألة.
أيْ: طلبوا لأنفسهم النّجاة فقَصَدُوا طريقَ الحقِّ والخيرِ واجْتَهَدوا في البحْثِ عنه حتى وُفِّقُوا له .
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )
المراد بـ " كانوا لجهنم حطبا" معنى الحطب
أي: وقودًا تسعّر بهم
إثبات الجزاء يوم القيامة
ذكر السعدي أن القاسطون من الجن حصب جهنم وذلك جزاء على أعمالهم لا ظلم من الله لهم.
فاتتك آية مهمة -وكل القرآن عظيم-: قوله تعالى: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}
تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )
معنى "لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ"
أي: لِنَخْتَبِرَهم فيه ونَمْتَحِنَهم .
ذكره السعدي والأشقر.
الحكمة من فتنة الناس
لِيَظْهَرَ الصادِقُ مِن الكاذبِ، وليُعلم من يشكر نعم الله
حاصل قول السعدي والأشقر
مرجع الضمير في " لنفتنهم فيه "
المقصود بـ " ذكر ربّه "
القول الأول : القرآن.، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.
القول الثاني: الموعظة، ذكره الأشقر.
معنى "عذابًا صعدًا"
القول الأول: عذابًا شاقًّا شديدًا موجعًا مؤلمًا بليغا صعبا، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.
القول الثاني: مشقّةً لا راحة معها، رواه ابن كثير عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ. الأول والثاني بمعنى واحد كما ترين
القول الثالث: جبلٌ في جهنّم، رواه ابن كثير عن ابن عباس.
القول الرابع: بئرٌ فيها، رواه ابن كثير عن سعيد بن جبيرٍ.
المعنى الإجمالي للآية {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً}
أي: مَن أَعْرَضَ عن ذِكْرِ اللَّهِ، الذي هو كِتابُه فلم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى، يَسْلُكْهُ عَذاباًشَديداً بَليغاً.
ذكره السعدي.
مقصد الآية
الحث علىى الإقبال على القرآن علما وتلاوة وعملا.
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )
مقصد الآية
عبادة الله وحده والإخلاص له.
ذكره ابن كثير.
مناسبة نزول هذه الآية
كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده، قاله قتادة.
ولم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
و روي عن الأعمش أنه قال: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
و روي عن سعيد بن جبيرٍأنها نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، من رواية عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين". اجعلي هذا القول ضمن تفسير المساجد
المراد بالمساجد في قوله "{وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
قيل: المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس، رواه ابن كثير عن ابن عباس إذا لم يكن في الأرض آنذاك إلا هذين المسجدين فإنه يصدق عليهما قول المساجد كلها
قيل: نزلت في المساجد كلّها، رواه ابن كثير عن ابن عباس
قيلَ: المساجدُ كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ، ذكره الأشقر
القول الثالث: أعضاء السجود كما ذكرت منذ قليل
المراد بالدعاء
دعاء عبادة ودعاء مسألة، قاله السعدي
معنى {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}
أيْ: لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان، فإنَّ الدعاءَ عِبادةٌ، قاله الأشقر
إثبات أن الدعاء عبادة
لأن الله أمر نبيه أن يفرد له العبادة واحدة