دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 23 ربيع الثاني 1436هـ/12-02-2015م, 12:56 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )

المقسم
الله
أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر


المقسم به
قوله تعالى " ما تبصرون * وما لا تبصرون "

أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر

من المخاطب في الآية
الخلق
أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر

المقصود بـ " ما تبصرون * وما لا تبصرون"
ما يشاهده الخلق من آيات الله في مخلوقاته الدّالّة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم ممّا لا يشاهدونه من المغيّبات عنهم،فدَخَلَ في ذلكَ كلُّ الخَلْقِ، بل يَدخُلُ في ذلكَ نفْسُه الْمُقَدَّسَةُ.
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )
المقسم عليه
" إنه لقول رسول كريم "
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


المقصود بـ " إنه " مرجع الضمير في قوله: {إنه}
القرآن
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المقصود بـ "قول"
تلاوة
ذكره الأشقر هذا المسألة قد تكلمت عنها ثانية في مسألة إضافة القول إلى الرسول فيضمان معا

المقصود بـ "رسول" المقصود بالرسول الكريم
القول الأول : أنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم "، وهذا قول ابن كثير والسعدي وأحد القولين عن الأشقر
القول الثاني: أنه جبريل"عليه السلام"، أحد القولين عن الأشقر


فائدة وصف الرسول بأنه كريم
نَزَّهَ اللَّهُ بذلك رَسولَه عمَّا رَماهُ به أَعداؤُه مِن أنَّه شاعرٌ أو ساحِرٌ، ذكره السعدي

الحكمة في إضافة "قول" إلى "رسول" صياغة المسائل بهذه الطريقة ليست متقنة ويبدو الكلام مقطعا مبهما، فنقول: معنى كون القرآن من قول الرسول.
أضافه إليه على معنى التّبليغ؛ لأنّ الرّسول من شأنه أن يبلّغ عن المرسل، ولهذا قال تعالى بعده: {تنزيل من رب العالمين} ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )36
مرجع الضمير " هو "
على القرآن
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
فهذه الآية رد من الله على من زعم أن القرآن شعر قاله محمد
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

من المخاطب في الآية
كفار مكة، أشار إلي ذلك ابن كثير



معنى ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ(
لأنه ليس مِن أصنافِ الشعْرِ، قاله الأشقر.

معنى ـ ( قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ (
أيْ: إِيماناً قَليلاً تُؤمنونَ، وتَصديقاً يَسيراً تُصَدِّقونَ، قاله الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )
{وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ}
أي ليس كهانة كما تَزعمونَ، فإنَّ الكهانةَ أمْرٌ آخَرُ لا جامعَ بينَها وبينَ هذ، قاله الأشقر.
{معنى (قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}
أيْ: تَذَكُّراً قَليلاً تَتذَكَّرونَ، قاله الأشقر.

إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
فهذه الآية رد من الله على من زعم أن القرآن قول كاهن قاله محمد
وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

من المخاطب في الآية
كفار مكة، أشار إلي ذلك ابن كثير


تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )
المقصود بـ " تنزيل "
القرآن

وهذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى الآية

إنه لقولُ رسولٍ كريمٍ، وهو تنزيلٌ مِن رَبِّ العالمينَ على لِسانِه، قاله الأشقر.
إثبات الوحي/ دلالة الآية على صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
بينت الآيات أَنَّ ما جاء به رسول الله "صلى الله عليه وسلم" تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ، لا يَلِيقُ أنْ يَكُونَ قولَ البشَرِ، بل هو كلامٌ دالٌّ على عَظمةِ مَن تَكَلَّمَ به وجَلالةِ أَوصافِه، وكمالِ تَربِيَتِه لعِبادِه، وعُلُوِّه فوقَ عِبادِه، قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )
المقصود بـ " الأقاويل"
أي الافتراءات والادعاءات الكاذبة، ذكره ابن كثير.


من المراد بالآية مرجع الضمير المستتر في {تقوّل}
القول الأول : أنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم "، وهذا قول ابن كثير والسعدي وأحد القولين عن الأشقر.
القول الثاني: أنه جبريل"عليه السلام"، أحد القولين عن الأشقر.


معنى }ولو تقوّل علينا}
أي: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم لو كان كما يزعمون مفتريًا علينا، فزاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )
مرجع الضمير في قوله " أخذنا"
على الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر

معنى " لأخذنا منه باليمين"
القول الأول: لانتقمنا منه باليمين، قاله ابن كثير
القول الثاني: لأخذنا منه بيمينه، قاله ابن كثير والأشقر

فائدة التعبير بلفظ " أخذنا" بل التعبير باليمين لأنها الأشد في البطش
فيه معنى الانتقام وهو أشدّ في البطش، أشار إليه ابن كثير.

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )
مرجع الضمير في قوله " قطعنا "
على الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر


مرجع الضمير في قوله " منه "
على رسول الله، أشار إليه ابن كثير والسعدي والأشقر

المقصود بـ " الوتين "
القول الأول: هو نياط القلب، وهو العرق الّذي القلب معلّقٌ فيه، قاله عكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، والحكم، وقتادة، والضّحّاك، ومسلمٌ البطين، وأبو صخرٍ حميد بن زيادٍ، وابن عباس.
ذكر ذلك ابن كثير، وهو أيضا حاصل قول السعدي والأشقر.
القول الثاني: هو القلب ومراقّه وما يليه، قاله محمد بن كعب، ذكر ذلك ابن كثير.

دلالة الآية على شدة عقوبة الكاذب على الله.
بينت الآية أنه لو قُدِّرَ أنَّ الرسولَ - حَاشَا وكلاَّ - تَقَوَّلَ على اللَّهِ لعَاجَلَه بالعُقوبةِ، وأَخَذَه أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ؛ لأنَّه حكيمٌ، على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
فحِكمتُه تَقْتَضِي أنْ لا يُهْمِلَ الكاذبَ عليه، الذي يَزعُمُ أنَّ اللَّهَ أباحَ له دِماءَ مَن خالَفَه وأموالَهم، وأنَّه هو وأَتباعُه لهم النَّجاةُ، ومَن خالَفَه فله الهَلاَكُ.
وهو تَصويرٌ لإهلاكِه بأَفْظَعِ ما يَفعلُه الْمُلوكُ بِمَن يَغْضَبونَ عليه.
وهذا حاصل قول السعدي وابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )
مرجع الضمير في قوله تعالى " منكم"
على الخلق، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في قوله تعالى " عنه"
أي رسول الله، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}
أي: لو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّهِ، قاله السعدي وذكره معناه ابن كثير والأشقر.

دلالة الآية على صدق الرسول "صلى الله عليه وسلم"
بينت الآيات أنه ليس أحد يحجز رسول الله من عذاب الله لو كذب على الله، ولا حتى هو يمنع العذاب عن نفسه، فكيف يتكلف الكذب لأجل أحد ؟! بل هو الصادق البار الراشد، فاللّه عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات.
وهذا حاصل قول ابن كثير والأشقر.

ودلالة الآيات كلها على صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أن حكمة الله اقتضت ألا يترك من يفتري عليه الكذب بل يعاجله بالعقوبة وينتقم منه أشد الانتقام وهذه سنة الله في كل من يفعل ذلك، فلما لم يعاجله بالعقوبة بل أيده بالبراهين والمعجزات دل ذلك على صدقه وتأييد الله له.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )
مرجع الضمير في قوله " إنه"
على القرآن، وهذا حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.

معنى كون القرآن تذكرة
أييَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ الدينيَّةَ والأخلاقَ الْمَرْضِيَّةَ، والأحكامَ الشرعيَّةَ، قاله السعدي
ثمرات التذكر بالقرآن
يكون المتذكر به مِن العُلماءِ الرَّبَّانِيِّينَ والعُبَّادِ العارفِينَ والأئمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ، قاله السعدي
دلالة الآية على فضل انتفاع المتقين بالقرآن
حيث أن الله خصهم بالذكر دون غيرهم في انتفاعهم بالقرآن، أشار إليه الأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )
مرجع ضمير المتكلم في قوله " إنا لنعلم"
على الله، أشار إلي ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع ضمير المتكلم في قوله " منكم"
على كفار مكة / على الخلق

معنى قوله تعالى }وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين}
أي: مع هذا البيان والوضوح، سيوجد منكم من يكذّب بالقرآن، قاله ابن كثير، وأشار إلي ذلك السعدي والأشقر.

دلالة الآية على عاقبة الكفار.
في الآية تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ، قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )
معنى الآية بناء على مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه "
القول الأول : إنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة
وعلى هذا مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه" : أي يعود على التكذيب، قاله قتادة، السدي.

ذكره ابن كثير واستدل بقوله تعالى:}كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} وقال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون}
القول الثاني: إنَّ القرآنَ لَحَسْرَةٌ ونَدامةٌ على الكافرينَ يومَ القِيامةِ
وعلى هذا مرجع الضمير في قوله تعالى" إنه" : أي القرآن، قاله الأشقر وأحد القولين عن ابن كثير .

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )
معنى الآية }وإنّه لحقّ اليقين}
أي: الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب، قاله ابن كثير

مرجع الضمير في قوله تعالى "إنه"
على القرآن

أعلَى مَراتِبِ العِلْمِ
فإنَّ أَعلى مَراتِبِ العلْمِ اليَقينُ، وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ. قاله السعدي

مراتب اليقين
واليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ، كلُّ واحدةٍ أَعْلَى مِمَّا قَبْلَها:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ،
ثم عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ،
ثم حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ. قاله السعدي

دلالة الآية على عظمة القرآن
فإن الله وصفه بأنه حق اليقين فإنَّ ما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ، قاله السعدي



تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )
من المخاطب في الآية
رسول الله، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي
معنى قوله تعالى }فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}؛
أي: نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه، قاله السعدي

أحسنت بارك الله فيك وزادك علما وفهما
لا داعي لتكرار المسائل المسائل الواضحة كقولنا مرجع الضمير في قوله تعالى: {وما هو بقول شاعر} ثم نفس المسألة في قوله: {وما هو بقول كاهن} لأن السياق متصل ومفهوم أنه يتكلم عن القرآن ويخاطب به الله أهل مكة، فلا داعي كل مرة أن نسأل إلا إذا حصل اختلاف.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 98/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 4 جمادى الأولى 1436هـ/22-02-2015م, 05:16 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )

من المخاطب في الآية

رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في "إنّا " و"نحن"
على الله، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


المقصود بـ "نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا"
أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ذكره الأشقر.

مقصد الآية
إظهار منة الله بإنزال القرآن العظيم على رسوله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير.

إثبات الوحي والنبوة
بيّنت الآيات أن القرآن أنزله على الله على رسوله، لم يأت به من عنده كما يدعيه المشركون، حاصل قول الأشقر وأشار إلي ذلك ابن كثير.


بيان ما تضمنه القرآن
فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك، ذكره السعدي.



تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مناسبة الآية لما قبلها
لما ذكر الله أنه أنزل القرآن على رسوله وفيه الوعدُ والوَعيدُ، وفيه بيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، أمره بالصبرُ على ذلك، ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}، حاصل قول السعدي.

فائدة إضافة حكم لـ "ربك"
لدلالة على أن الحكم من مقتضيات الربوبية.

المراد بـ "فاصبر لحكم ربك"
القول الأول: اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ، ذكره السعدي وأشار إلي بعضه ابن كثير.
القول الثاني: اصبر على تأخير نصرك إلى أجل اقتضته حكمة الله،
ذكره الأشقر.

المقصود بـ " منهم "
الكافرين والمنافقين والمعاندين، ذكره ابن كثير والسعدي.

معنى "آثما"
الآثم هو الفاجر في أفعاله فاعل الإثم والمعاصي، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ " آثما"
عتبة بن الربيعة، ذكره الأشقر.

معنى"كفورا"
هو الكافر بقلبه الغالي في الكفر، حاصل قول ابن كثير والاشقر.

المراد بـ"كفورا"
الوليد بن المغيرة،
ذكره الأشقر.

مناسبة ذكر هذه الآية
عندما قال عُتبةُ بنُ رَبيعةَ، والوليدُ بنُ الْمُغيرةِ للنبيِّ "صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"
: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ، نزلت هذه الآيات تنهى النبي"صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" على طاعتهما وأمرته بالصبر، حاصل قول الأشقر.

بعض أنواع الصبر وبم يتأتى كل نوع

صبر للحكم القدري : ويتأتى بعدم السخط
صبر للحكم الديني: يتأتى بالمضي عليه وألا يُعاق عنه بعائق
حاصل قول السعد


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )

من المخاطب في الآية

رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المرادب بـ"
واذكر اسم ربّك "
القول الأول: ذكر الله عموما
فيدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ، حاصل قول ابن كثير والسعدي.
القول الثاني: الصلاة، ذكره الأشقر.

المراد بـ "بكرةً وأصيلا"
أي: أول النّهار وآخره، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر، وأضاف الأشقر أن المراد بأول النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخره: صلاةُ العصْرِ.

مقصد الآية
الإكثار من ذكر الله طرفي النهار.


تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26
) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"،
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مقصد الآية
الحث على قيام الليل.

المراد بـ" فاسْجُدْ لَهُ"
أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ذكره السعدي.

تضمن الآية الأمر بالإكثار من الصلاة
لأن الله أمر بكثرة السجود ولا يكون ذلك إلا بكثرة الصلاة،
حاصل قول السعدي.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27
) )


من المراد بـ "هؤلاء"
كفار مكة ومن هو موافق لهم، ذكره الأشقر وأشار إلى ذلك ابن كثير والسعدي.

المقصود بـ " العاجلة"
الدنيا، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ "يحبون العاجلة"
حب العاجلة هو حبّ الدّنيا والإقبال عليها والانصباب إليها وإيثارها والاطمئنان إليها، وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المقصود بـ" وَيَذَرُونَ"
أي: يَتْرُكُونَ العملَ ويُهْمِلُونَ، ولا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به، قاله الأشقروالسعدي.

المراد بـ{وَرَاءَهُمْ}
القول الأول: أمامَهم، ذكره السعدي.
القول الثاني: خلف ظهورهم، ذكره ابن كثير.

المراد بـ "يوما ثقيلا"
هو يومُ القيامةِ، ذكره السعدي.

مقدار يوم القيامة
مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ، قاله السعدي.

سبب التعبير عن يوم القيامة باليوم الثقيل
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، قاله الأشقر.

مقصد الآية
ذم حب الدنيا وترك العمل للآخرة وبيان أن هذا من سبيل الهالكين.


تفسير قوله تعالى:(نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

المراد بـ{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ}
أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ، قاله السعدي، ووافقه ابن كثير والأشقر.

معنى {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ}
أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه، قاله السعدي وذكره بعضه الأشقر.

المراد بـ{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا}
على قولين:
القول الأول : وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا، قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد ورواه عنهم كثير ووافقه السعدي.
القول الثاني: لو شِئْنَا لأَهْلَكْنَاهم وجِئْنَا بأَطوعَ للهِ منهم، قاله الأشقر، وروى ابن كثير عن ابن زيد وابن جرير في معناه.

دلالة الآية على ثبوت البعث

لأن الذي خلق الخلق وأَحْكَمْ خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه وأَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم،وهذا دليل عقلي وهواستدلالٌ بالبداءة على الرّجعة.
حاصل قول ابن كثير والسعدي.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )

المقصود بـ {إنّ هذه}

أي: هذه السّورة
، قاله ابن كثير والأشقر.

معنى كون السورة تذكرة
يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ، قاله السعدي.

معنى
}سبيلا}
أي طريقًا ومسلكًا، قاله ابن كثير، والسعدي.

المراد بـ { فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا}

أي: من شاء اهتدى بالقرآن واتخذ طريق الإيمان والطاعة، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

دلالة الآية على وجود مشيئة للعبد وليس كما يدعي الجبرية
فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم، والعبد هو الذي يختار طريق الخير أو طريق الشر.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )

المعنى الإجمالي للآية
لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا، {إلا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا}، فله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ. فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك).
حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

دلالة الآية على بطلان قول القدرية
دلت الآية على أن مش
يئة العبد تابعة لمشيئة الله وأنه مشيئته مجردة لا تفعل شيئا إلا أن يأذن الله ويقدر ذلك، وهذا خلاف ما يقول القدرية الذين يزعمون أنه لا قدر.


تفسير قوله تعالى:(يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )

المراد بـ{وَالظَّالِمِينَ}
الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى، قاله السعدي.

المراد بـ
{يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ}
القول الأول: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها، حاصل قول والسعدي والأشقر .
القول الثاني: يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، قال
ه الأشقر.

سبب استحقاق البعض العذاب
لظلهم وعنادهم، قاله السعدي.


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 19 جمادى الأولى 1436هـ/9-03-2015م, 02:41 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )

مرجع الضمير في " وأنّا " و "منّا " و"كنّا " تذكري أننا قلنا أنه لا حاجة لتكرار مسألة مرجع الضمير إذا كانت واضحة ومفهومة من السياق، فنذكر لها مسألة واحدة فقط في أول الملخص، فنقول: من المتكلم في الآية؟
على الجن .
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بالصالحين
معنى {الصالحون}
المؤمنين.
قاله الأشقر.

معنى " دون ذلك"
غير ذلك.
قاله ابن كثير والأشقر.

المراد بـ " دون ذلك "
فساق وفجار وكفار.
حاصل قول السعدي والأشقر. ضمي هذه المسألة للسابقة.

معنى " طرائق قددا "
أيْ: جَماعاتٍ متَفَرِّقَةً، وأَصنافاً مُخْتَلِفَةً، وأهواءً متَبايِنَةً.
وهو حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ"كنّا طرائق قددًا"
أي: منّا المؤمن ومنّا الكافر.
قاله ابن كثير . أيضا ضمي هذه لسابقتها

إمكانية سماع الإنس للجن دون رؤيتهم
أورد ابن كثير ما حاصله إن الإنس قد يسمع الجن دون أن يراه، فقد روى أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه عن أبو معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. " إسناده صحيح إلى الأعمش"

وأيضا ذكر ابن كثير ما قاله الحافظ ابن عساكر في ترجمة العبّاس بن أحمد الدّمشقيّ قال سمعت بعض الجنّ وأنا في منزلٍ لي باللّيل ينشد:
قلوبٌ براها الحبّ حتى تعلّقت = مذاهبها في كلّ غرب وشارق
تهيم بحبّ اللّه، والله ربّها = معلّقةٌ باللّه دون الخلائق.
هذا الكلام الذي أورده ابن كثير للاستدلال على أن الجن طرائق قددا، ففي القصة الأولى بين أن فيهم أهواء وأن منهم رافضة، وفي بيت الشعر بين أن هناك مؤمنين، لذلك فأنت انصرفت عن مقصد المفسر لمسألة استطرادية فانتبهي، لذلك ضمي هذا الكلام لمسألة: معنى {طرائق قددا}
سماع الجن للإنس ورؤيتهم له
أورد ابن كثير ما حاصله أن الجن يسمع الإنس ويراهم، فقد روى أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه عن أبو معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا. " إسناده صحيح إلى الأعمش" مكرر.
وذكر الأشقر أن الجن دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد "صلى الله عليه وسلم " بعد استماعهم للقرآن منه.

إثبات سماع الجن للقرآن
ذكر الأشقر أن الجن استمعوا القرآن من محمد "صلى الله عليه وسلم ". القرآن نفسه ذكر ذلك، فلا أدري مقصدك تحديدا من هذه المسألة.

مناسبة قول هذه الآيات
قالها بعض الجن لأصحابهم حين دعوهم للإيمان بمحمد "صلى الله عليه وسلم" بعد أن استمعوا له وهو يتلو القرآن.
ذكره الأشقر. أحسنت، ويمكنك تقديمها في أول مسائل الآية.

أديان الجن
كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً.
ذكره الأشقر. هذه أيضا تضم لمسألة: معنى {طرائق قددا} ولا داعي لتشقيق المسألة الواحدة.



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)

مرجع الضمير في " أنّا" و"ظننّا "و "نعجز" و"نعجزه " تذكري ما قلنا آنفا في مسألة وضوح مراجع الضمير
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
المراد بـ " ظننّا " معنى {ظننا}، تذكري الفرق بين المعنى والمراد
أي علمنا.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ " لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ ِ" معنى..
أيْ: لن نَفوتَه.
ذكره الاشقر.

المراد بـ " لن نعجز الله في الأرض "
أي أنّ قدرة اللّه حاكمةٌ علينا وأنّا لا نعجزه في الأرض، لن نَفوتَه إنْ أَرادَ بِنا أمْرًا. هي عين المسألة السابقة.
وهذا حاصل قول الأشقر والسعدي وابن كثير.

المراد بـ "هَرَبًا"
أيْ: هاربينَ منه.
قاله الأشقر.

المراد بـ " لن نعجزه هربا"
أي: لو أمعنّا في الهرب، وسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه، فإنّه علينا قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّا،لا مَلجأَ منه إلاَّ إليه
وهذا حاصل قول الأشقر والسعدي وابن كثير.

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )

مرجع الضمير في " أنّا" و "سمعنا" و "آمنّا"
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

متعلق السمع
القرآن. الأفضل أن نقول: متعلق السماع هو الهدى والمقصود به القرآن، ثم مسألة: سبب تسمية القرآن بالهدى.
قاله الأشقر والسعدي.

معنى "آمَنَّا بِهِ"
أي صَدَّقْنَا أنه مِن عندِ اللهِ، ولم نُكَذِّبْ به كما كَذَّبَتْ به كَفَرَةُ الإنسِ.
قاله الأشقر واشار إليه السعدي.

معنى "بَخْسا"
البخس: النُّقصانُ.
قاله الأشقر والسعدي.

معنى "رهقا"
الرهق: العُدوانُ والطُّغيانُ.
قاله الاشقر والسعدي.

من فضل القرآن
هو الهادي إلى الصراط المستقيم.
قاله السعدي.

مرجع الضمير في "ربه"
على من يؤمن

المراد بـ "فمن يؤمن بربّه فلا يخاف بخسًا ولا رهقًا" معنى ...
فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته، كما قال تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا}، رُوي عن ابن عباس وقتادة
ذكره ابن كثير.

ثمرات الإيمان
سببٌ داعٍ إلى حُصولِ كلِّ خَيْرٍ وانتفاءِ كلِّ شَرٍّ. مهم ضم هذه المسألة للمسألة قبلها، حتى يتبين حصول الخير وانتفاء الشر، فنقول: ما يفيده أسلوب الآية من الترغيب في الإيمان بذكر ثمرته.
قاله السعدي.

حصول الخير بالسلامة من الشر
ذكر السعدي أن العبد إذا سلم من الشر فإنه يحصل الخير.

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )

مرجع الضمير في " أنّا" و"
منّا "
على الجن.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في " تحروا "
على من أسلم.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

معنى "الْقَاسِطُونَ"
أيْ: الجائرونَ الظالمونَ الذينَ حادُوا عن طريقِ الحقِّ والصراط المستقيم.
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ" فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا" معنى {تحروا رشدا} انتبهي لدقة ألفاظ المسألة.
أيْ: طلبوا لأنفسهم النّجاة فقَصَدُوا طريقَ الحقِّ والخيرِ واجْتَهَدوا في البحْثِ عنه حتى وُفِّقُوا له .
وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )

المراد بـ " كانوا لجهنم حطبا" معنى الحطب
أي: وقودًا تسعّر بهم

إثبات الجزاء يوم القيامة
ذكر السعدي أن القاسطون من الجن حصب جهنم وذلك جزاء على أعمالهم لا ظلم من الله لهم.

فاتتك آية مهمة -وكل القرآن عظيم-: قوله تعالى: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}

تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )


معنى "لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ"
أي: لِنَخْتَبِرَهم فيه ونَمْتَحِنَهم .
ذكره السعدي والأشقر.

الحكمة من فتنة الناس
لِيَظْهَرَ الصادِقُ مِن الكاذبِ، وليُعلم من يشكر نعم الله
حاصل قول السعدي والأشقر

مرجع الضمير في " لنفتنهم فيه "

المقصود بـ " ذكر ربّه "
القول الأول : القرآن.، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.
القول الثاني: الموعظة، ذكره الأشقر.



معنى "عذابًا صعدًا"
القول الأول: عذابًا شاقًّا شديدًا موجعًا مؤلمًا بليغا صعبا، حاصل قول ابن كثير والأشقر والسعدي.
القول الثاني: مشقّةً لا راحة معها، رواه ابن كثير عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ. الأول والثاني بمعنى واحد كما ترين
القول الثالث: جبلٌ في جهنّم، رواه ابن كثير عن ابن عباس.
القول الرابع: بئرٌ فيها، رواه ابن كثير عن سعيد بن جبيرٍ.

المعنى الإجمالي للآية
{وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً}
أي: مَن أَعْرَضَ عن ذِكْرِ اللَّهِ، الذي هو كِتابُه فلم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى، يَسْلُكْهُ عَذاباًشَديداً بَليغاً.
ذكره السعدي.


مقصد الآية
الحث علىى الإقبال على القرآن علما وتلاوة وعملا.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )


مقصد الآية

عبادة الله وحده والإخلاص له.
ذكره ابن كثير.


مناسبة نزول هذه الآية
كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده، قاله قتادة.
ولم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
و روي عن الأعمش أنه قال: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك
. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
و روي عن سعيد بن جبيرٍأنها نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره
. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، من رواية عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين". اجعلي هذا القول ضمن تفسير المساجد

المراد بالمساجد في قوله "{وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}

قيل: المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس، رواه ابن كثير عن ابن عباس إذا لم يكن في الأرض آنذاك إلا هذين المسجدين فإنه يصدق عليهما قول المساجد كلها
قيل: نزلت في المساجد كلّها، رواه ابن كثير عن ابن عباس
قيلَ: المساجدُ كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ، ذكره الأشقر
القول الثالث: أعضاء السجود كما ذكرت منذ قليل
المراد بالدعاء

دعاء عبادة ودعاء مسألة، قاله السعدي


معنى {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}
أيْ: لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان، فإنَّ الدعاءَ عِبادةٌ، قاله الأشقر

إثبات أن الدعاء عبادة

لأن الله أمر نبيه أن يفرد له العبادة واحدة

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
ينتبه جيدا لصياغة المسائل، وأظن أنه مع مراجعة بسيطة لما مضى من تطبيقات وتلخيصات تسترجعين إن شاء الله ما تعلمناه في السابق.
كذلك يراعى عدم تشقيق المسألة الواحدة.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 27/30 (فاتتك مسائل آية كاملة، جل من لا يسهو)
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 94/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 30 جمادى الأولى 1436هـ/20-03-2015م, 04:48 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )

من المخاطب في الآية

رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مرجع الضمير في "إنّا " و"نحن"
على الله، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
لماذا أخرت هذه المسألة عن السابقة؟

المقصود بـ "نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا" ما يفيده ورود فعل {نزلنا} على هذه الصيغة.
أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ذكره الأشقر.

مقصد الآية
إظهار منة الله بإنزال القرآن العظيم على رسوله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير.

إثبات الوحي والنبوة
بيّنت الآيات أن القرآن أنزله على الله على رسوله، لم يأت به من عنده كما يدعيه المشركون، حاصل قول الأشقر وأشار إلي ذلك ابن كثير.


بيان ما تضمنه القرآن من مقاصد إنزال القرآن
فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك، ذكره السعدي.



تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مناسبة الآية لما قبلها
لما ذكر الله أنه أنزل القرآن على رسوله وفيه الوعدُ والوَعيدُ، وفيه بيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، أمره بالصبرُ على ذلك، ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}، حاصل قول السعدي.

فائدة إضافة حكم لـ "ربك"
لدلالة على أن الحكم من مقتضيات الربوبية.

المراد بـ "فاصبر لحكم ربك" المراد بالحكم في الآية، واجمعي فيه كل ما ذكر.
القول الأول: اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ، ذكره السعدي وأشار إلي بعضه ابن كثير.
القول الثاني: اصبر على تأخير نصرك إلى أجل اقتضته حكمة الله،
ذكره الأشقر.

المقصود بـ " منهم "
الكافرين والمنافقين والمعاندين، ذكره ابن كثير والسعدي.

معنى "آثما"
الآثم هو الفاجر في أفعاله فاعل الإثم والمعاصي، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ " آثما"
عتبة بن الربيعة، ذكره الأشقر.

معنى"كفورا"
هو الكافر بقلبه الغالي في الكفر، حاصل قول ابن كثير والاشقر.

المراد بـ"كفورا"
الوليد بن المغيرة،
ذكره الأشقر.

مناسبة ذكر (نزول) هذه الآية
عندما قال عُتبةُ بنُ رَبيعةَ، والوليدُ بنُ الْمُغيرةِ للنبيِّ "صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"
: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ، نزلت هذه الآيات تنهى النبي"صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" على طاعتهما وأمرته بالصبر، حاصل قول الأشقر.

بعض أنواع الصبر وبم يتأتى كل نوع

صبر للحكم القدري : ويتأتى بعدم السخط
صبر للحكم الديني: يتأتى بالمضي عليه وألا يُعاق عنه بعائق
حاصل قول السعد


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )
عندي مسألة: مناسبة الآية لما قبلها.

من المخاطب في الآية

رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المرادب بـ"
واذكر اسم ربّك "
القول الأول: ذكر الله عموما
فيدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ، حاصل قول ابن كثير والسعدي.
القول الثاني: الصلاة، ذكره الأشقر.

المراد بـ "بكرةً وأصيلا"
أي: أول النّهار وآخره، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر، وأضاف الأشقر أن المراد بأول النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخره: صلاةُ العصْرِ.
المراد بذكر أول النهار صلاة الصبح، وذكر آخر النهار صلاة العصر.


مقصد الآية
الإكثار من ذكر الله طرفي النهار. لا تتعرضي للمقصد إذا لم يتكلم عنه المفسرون.


تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26
) )

من المخاطب في الآية
رسول الله "صلى الله عليه وسلم"،
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

مقصد الآية
الحث على قيام الليل.

المراد بـ" فاسْجُدْ لَهُ"
أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ذكره السعدي.

تضمن الآية الأمر بالإكثار من الصلاة
لأن الله أمر بكثرة السجود ولا يكون ذلك إلا بكثرة الصلاة،
حاصل قول السعدي.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27
) )


من المراد بـ "هؤلاء"
كفار مكة ومن هو موافق لهم، ذكره الأشقر وأشار إلى ذلك ابن كثير والسعدي.

المقصود بـ " العاجلة"
الدنيا، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

المراد بـ "يحبون العاجلة"
حب العاجلة هو حبّ الدّنيا والإقبال عليها والانصباب إليها وإيثارها والاطمئنان إليها، وهذا حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

المقصود بـ" وَيَذَرُونَ"
أي: يَتْرُكُونَ العملَ ويُهْمِلُونَ، ولا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به، قاله الأشقروالسعدي.

المراد بـ{وَرَاءَهُمْ}
القول الأول: أمامَهم، ذكره السعدي.
القول الثاني: خلف ظهورهم، ذكره ابن كثير.

المراد بـ "يوما ثقيلا"
هو يومُ القيامةِ، ذكره السعدي.

مقدار يوم القيامة
مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ، قاله السعدي.

سبب التعبير عن يوم القيامة باليوم الثقيل
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، قاله الأشقر.

مقصد الآية
ذم حب الدنيا وترك العمل للآخرة وبيان أن هذا من سبيل الهالكين.


تفسير قوله تعالى:(نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

المراد بـ{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ} معنى الخلق
أي: أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ، قاله السعدي، ووافقه ابن كثير والأشقر.

معنى {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ}
أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه، قاله السعدي وذكره بعضه الأشقر.

المراد بـ{وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا}
على قولين:
القول الأول : وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا، قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد ورواه عنهم كثير ووافقه السعدي.
القول الثاني: لو شِئْنَا لأَهْلَكْنَاهم وجِئْنَا بأَطوعَ للهِ منهم، قاله الأشقر، وروى ابن كثير عن ابن زيد وابن جرير في معناه.

دلالة الآية على ثبوت البعث

لأن الذي خلق الخلق وأَحْكَمْ خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه وأَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم،وهذا دليل عقلي وهواستدلالٌ بالبداءة على الرّجعة.
حاصل قول ابن كثير والسعدي.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )

المقصود بـ {إنّ هذه} مرجع اسم الإشارة

أي: هذه السّورة
، قاله ابن كثير والأشقر.

معنى كون السورة تذكرة
يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ، قاله السعدي.

معنى
}سبيلا}
أي طريقًا ومسلكًا، قاله ابن كثير، والسعدي.

المراد بـ { فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا} نقول: كيف يكون السبيل إلى الله؟

أي: من شاء اهتدى بالقرآن واتخذ طريق الإيمان والطاعة، حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

دلالة الآية على وجود مشيئة للعبد وليس كما يدعي الجبرية
فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم، والعبد هو الذي يختار طريق الخير أو طريق الشر.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )

المعنى الإجمالي للآية
لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا، {إلا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا}، فله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ. فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك).
حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

دلالة الآية على بطلان قول القدرية
دلت الآية على أن مش
يئة العبد تابعة لمشيئة الله وأنه مشيئته مجردة لا تفعل شيئا إلا أن يأذن الله ويقدر ذلك، وهذا خلاف ما يقول القدرية الذين يزعمون أنه لا قدر.


تفسير قوله تعالى:(يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )

المراد بـ{وَالظَّالِمِينَ} سابقة في الترتيب
الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى، قاله السعدي.

المراد بـ
{يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ}
القول الأول: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها، حاصل قول والسعدي والأشقر .
القول الثاني: يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، قال
ه الأشقر.
المسألة الأولى: كيف يكون الدخول في رحمة الله؟
الثانية: المقصود بالرحمة.

سبب استحقاق البعض العذاب
لظلهم وعنادهم، قاله السعدي.


أحسنت، بارك الله فيك
أحسنت، بارك الله فيك
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 29/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 13/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 95/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م, 01:44 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال

●نشأته:

-لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى، وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور:
1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى.
2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم.
باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه.
←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق.
ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ .
-بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

●أسبابه:

جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين:
◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان.
-الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى.
-الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول.
مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم.
← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.
وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
◀الجهة الثانية:
قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به.
واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج. فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.


●التفسير بالرأي:
- تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة.
-المفسرون بالرأي على قسمين:
القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ.
القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً}يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها.
ولهذا صنف أصحاب المذاهب العقدية كل مذهب صنف في تفسير القرآن مصنفاً ينصر به مذهبه، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة






رد مع اقتباس
  #31  
قديم 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م, 08:07 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

التضمين:

تعريفه:
الجادة في اللغة أن يتعدى الفعل بحرف جر يناسبه، فإذا خالف الفعل الجادة وتعدى بحرف جر آخر لا يناسبه، فيكون هذا الفعل قد ضمن معنى فعل آخر وتعدّى بحرف جر يناسب الفعل الآخر المُضمَّن فيه ولا يناسب الفعل الأصلي.فالتضمينُ إذًا هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ، لهذا فالتضمينُ يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ. وقاعدة التضمين مهمة جدا لأنها من أنفع علوم التفسير.

أركان التضمين:
الركن الأول: الفعل المذكور.
الركن الثاني: حرف الجر المذكور.
الركن الثالث: الفعل المُضمَّن.
ويدخل في ذلك
شبه الفعل: أحد مشتقاته، كاسم الفاعل أو اسم المفعول ونحو ذلك، فليس شرطا أن نعبر عن المعنى المضمن بفعل، إنما قد يكون أحد مشتقاته وهو ما عناه بـشبه الفعل.
ومثاله قوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
يمكننا تفسير المعنى المضمن هكذا: ومن يرد هامّا فيه بإلحاد بظلم
فكلمة (هامّا) اسم فاعل.


أقوال النحاة فيه:
المذهبُ الأولُ: وهو رأيُ البصريِّين، يقولون بالتضمينُ، وذلك لأن التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. وهذا هو القول الراجح.
والمذهبُ الثاني:
وهو رأيُ الكوفيِّين، لا يرون التضمين بل يقولون بالتعاقُبُ، فالكوفيِّون يَرَوْنَ جوازَ التعاقُبِ بينَ الحروفِ بأن يَرِدَ حرفٌ في مكانِ حرفٍ آخَرَ، ويأخُذَ معناه.

أمثلة على التضمين:
1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
الفعل سأل يتعدى بنفسه وبـ"عن" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: لقد ظلمك بسؤال ضم نعجتك إلي نعاجه.

2- {من أنصاري إلى الله}

لو أردتَ أن تَبْحَثَ عن فعلٍ أو شِبهِه مناسبًا للمعنى الذي تضمَّنَتْه الآيةُ فإنه يكونُ المعنى: مَن أنصارِي متوجِّهًا إلى اللَّهِ.
لكن الذي لم أفهمه هنا أن الآية هنا ليس بها فعل؟

3-{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}

الفعل يفتنونك يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"عن" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: وإن كادوا ليفتنونك فيصدونك عن الذي أوحينا إليك.

4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}

الفعل نصرناه يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"من" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: نصرناه فنجّيناه من القوم.
5- {عينا يشرب بها عباد الله}
فالعين لا يُشرب بها.
والتقدير عينا
يشربُ فيَرْوَى بها المقرَّبُون.
6- {ثم استوى إلى السماء}

الفعل استوى يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: أنه جلّ وعلا استوى قاصدا إلى السماء.
7-
{لأصلبنكم في جذوع النخل}
الفعل أصلبنكم يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
8- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
الفعل يرد يتعدى بـنفس وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: يرد هامًا بظلم فيه.
9-{منهم من إن تأمنه بقنطار}
الفعل تأمنة يتعدى بـ"على" وهنا تعدى بـ"الباء" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.

علاقة التضمين باختلاف التنوع
التضمين يتضمن زيادة معنى على الفعل الأصلي وقد يختلف تقديره من شخص لآخر وهذا أحد أسباب اختلاف التنوع. ( لا أدري مدى صحة هذا القول؟ أرجو الإيضاح )

_______________________________________________________________________________________________
أسئلة متعلقة بمسائل استطرادية وردت بشرح الشيخ صالح آل الشيخ:

س: يقول: هل نستطيع أن نقول إنه لا يوجد اسم يدل على صفة فعلية لله – جل وعلا؟
ج: لا نستطيع؛ لأن أسماء الله – جل وعلا – منها ما يكون فيه صفات الذات وفيه ما يكون الصفات الفعلية، نعم ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم ولكن قد يكون من أسمائه ما هو من قبيل الصفات الفعلية مثل: (الخالق، والرزاق، والستير ونحو ذلك).

س: يقول: فسرت كلمة (عسعس) بأقبل وأدبر فظاهر التفسيرين التناقض فكيف الجمع بينهما؟
ج: ليس متناقضاً هذا يسمى الألفاظ المشتركة يعني يرد هذا ويرد هذا (عسعس الشيء) بمعنى أقبل (عسعس الشيء) بمعنى أدبر.
اللديغ هو الملدوغ واللديغ هو أيضاً السليم من اللدغ تقول فلان لديغ يعني سلم من اللدغ وفلان لديغ بمعنى ملدوغ أصابه اللدغ هذا يجري بعض العلماء يجعل هذا في باب التضاد، وبعضهم لا يجعله في باب التضاد هذا من باب استعمال اللفظ في معنيين فأكثر يسمى المشترك.
هنا: {والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس} هنا: {الليل إذا عسعس} يكون المراد بتفسير من فسر عسعس بأنه أقبل يعني والليل إذا أقبل أو من فسر عسعس بالإدبار قال والليل إذا أدبر ورُجح الثاني وهو الإدبار بفائدة قوله: {والصبح إذا تنفس} لكن كلا التفسيرين صحيح.
يعني أن تفسير اللفظ بالمشترك لا يعد اختلافاً؛ لأن هذا صحيح، وهذا صحيح، وقد يرجح أحدهما على الآخر لأضرب من الترجيح.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 11 جمادى الآخرة 1436هـ/31-03-2015م, 02:26 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال


الاختلاف من جهة الاستدلال
●نشأته:

-لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى؛ وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور:
1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى.
2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم.
باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً؛ وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها؛ فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه.
←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق.
ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ .
-بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

●أسبابه:

جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين:
◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان.
-الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى.
-الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول.
مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم.
← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.
وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
مع العلم أن الدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
◀الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به.
واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
على المعهود في القرآن، وفي القرآن أن الزينة خارجةٌ عن الذات، فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة؛ لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك. وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.

التفسير بالرأي:
- تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة.
-المفسرون بالرأي على قسمين:
القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ.
القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد صاحبه اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها.
وقد صنف أصحاب المذاهب العقدية تفاسير ينصرون بها مذهبهم، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية مثل أحكام القرآن للبيهقي، أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة






رد مع اقتباس
  #33  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 02:00 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
التضمين:

تعريفه:
الجادة في اللغة أن يتعدى الفعل بحرف جر يناسبه، فإذا خالف الفعل الجادة وتعدى بحرف جر آخر لا يناسبه، فيكون هذا الفعل قد ضمن معنى فعل آخر وتعدّى بحرف جر يناسب الفعل الآخر المُضمَّن فيه ولا يناسب الفعل الأصلي.فالتضمينُ إذًا هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ، لهذا فالتضمينُ يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ. وقاعدة التضمين مهمة جدا لأنها من أنفع علوم التفسير.
الفقرة السابقة أنسب لأن تكون تمهيدا للدرس من أن تكون تعريفا، ويمكنك اقتطاع التعريف منها وفصله في مسألة تالية.

أركان التضمين:
الركن الأول: الفعل المذكور.
الركن الثاني: حرف الجر المذكور.
الركن الثالث: الفعل المُضمَّن.
ويدخل في ذلك
شبه الفعل: أحد مشتقاته، كاسم الفاعل أو اسم المفعول ونحو ذلك، فليس شرطا أن نعبر عن المعنى المضمن بفعل، إنما قد يكون أحد مشتقاته وهو ما عناه بـشبه الفعل.
ومثاله قوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
يمكننا تفسير المعنى المضمن هكذا: ومن يرد هامّا فيه بإلحاد بظلم
فكلمة (هامّا) اسم فاعل.


أقوال النحاة فيه:لو أشرت إلى موضوع الخلاف الأصلي لكان أحسن، وهو رأيهم فيما لو تعدّي فعل بحرف لا يتعدّي به في الجادّة.
المذهبُ الأولُ: وهو رأيُ البصريِّين، يقولون بالتضمينُ، وذلك لأن التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. وهذا هو القول الراجح.
ومن فوائده سدّ باب التأويل الذي يفتحه التعاقب، ومثاله تفسير المؤولين لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}

والمذهبُ الثاني:
وهو رأيُ الكوفيِّين، لا يرون التضمين بل يقولون بالتعاقُبُ، فالكوفيِّون يَرَوْنَ جوازَ التعاقُبِ بينَ الحروفِ بأن يَرِدَ حرفٌ في مكانِ حرفٍ آخَرَ، ويأخُذَ معناه.

أمثلة على التضمين:
1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
الفعل سأل يتعدى بنفسه وبـ"عن" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: لقد ظلمك بسؤال ضم نعجتك إلي نعاجه.

2- {من أنصاري إلى الله}

لو أردتَ أن تَبْحَثَ عن فعلٍ أو شِبهِه مناسبًا للمعنى الذي تضمَّنَتْه الآيةُ فإنه يكونُ المعنى: مَن أنصارِي متوجِّهًا إلى اللَّهِ.
لكن الذي لم أفهمه هنا أن الآية هنا ليس بها فعل؟

3-{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}

الفعل يفتنونك يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"عن" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: وإن كادوا ليفتنونك فيصدونك عن الذي أوحينا إليك.

4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}

الفعل نصرناه يتعدى بنفسه وبـ "الباء" وهنا تعدى بـ"من" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: نصرناه فنجّيناه من القوم.
5- {عينا يشرب بها عباد الله}
فالعين لا يُشرب بها.
والتقدير عينا
يشربُ فيَرْوَى بها المقرَّبُون.
6- {ثم استوى إلى السماء}

الفعل استوى يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"إلي" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: أنه جلّ وعلا استوى قاصدا إلى السماء.
7-
{لأصلبنكم في جذوع النخل}
الفعل أصلبنكم يتعدى بـ "على" وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
8- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}
الفعل يرد يتعدى بـنفس وهنا تعدى بـ"في" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.
والتقدير: يرد هامًا بظلم فيه.
9-{منهم من إن تأمنه بقنطار}
الفعل تأمنة يتعدى بـ"على" وهنا تعدى بـ"الباء" فدل على أنه قد ضمّن فعل آخر وتعدى بحرف جر يناسب الفعل الآخر.

علاقة التضمين باختلاف التنوع
التضمين يتضمن زيادة معنى على الفعل الأصلي وقد يختلف تقديره من شخص لآخر وهذا أحد أسباب اختلاف التنوع. ( لا أدري مدى صحة هذا القول؟ أرجو الإيضاح ) نعم صحيح، بارك الله فيك.

_______________________________________________________________________________________________
أسئلة متعلقة بمسائل استطرادية وردت بشرح الشيخ صالح آل الشيخ:

س: يقول: هل نستطيع أن نقول إنه لا يوجد اسم يدل على صفة فعلية لله – جل وعلا؟
ج: لا نستطيع؛ لأن أسماء الله – جل وعلا – منها ما يكون فيه صفات الذات وفيه ما يكون الصفات الفعلية، نعم ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم ولكن قد يكون من أسمائه ما هو من قبيل الصفات الفعلية مثل: (الخالق، والرزاق، والستير ونحو ذلك).

س: يقول: فسرت كلمة (عسعس) بأقبل وأدبر فظاهر التفسيرين التناقض فكيف الجمع بينهما؟
ج: ليس متناقضاً هذا يسمى الألفاظ المشتركة يعني يرد هذا ويرد هذا (عسعس الشيء) بمعنى أقبل (عسعس الشيء) بمعنى أدبر.
اللديغ هو الملدوغ واللديغ هو أيضاً السليم من اللدغ تقول فلان لديغ يعني سلم من اللدغ وفلان لديغ بمعنى ملدوغ أصابه اللدغ هذا يجري بعض العلماء يجعل هذا في باب التضاد، وبعضهم لا يجعله في باب التضاد هذا من باب استعمال اللفظ في معنيين فأكثر يسمى المشترك.
هنا: {والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس} هنا: {الليل إذا عسعس} يكون المراد بتفسير من فسر عسعس بأنه أقبل يعني والليل إذا أقبل أو من فسر عسعس بالإدبار قال والليل إذا أدبر ورُجح الثاني وهو الإدبار بفائدة قوله: {والصبح إذا تنفس} لكن كلا التفسيرين صحيح.
يعني أن تفسير اللفظ بالمشترك لا يعد اختلافاً؛ لأن هذا صحيح، وهذا صحيح، وقد يرجح أحدهما على الآخر لأضرب من الترجيح.
نذكر في الملخص الاستطرادات التي لا تعلّق بالدرس ولو كان تعلّقا غير مباشر، أما هذه المسائل فهي أسئلة مطروحة في مجلس علم بعد انتهاء الدرس، فإن كانت لها صلة به فتذكر، وإن كانت مرتبطة بموضوعات أخرى فلا داعي لإدراجها.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
فاتتك قائمة العناصر، وذكر خلاصة مختصرة لما جاء في الدرس.
وقد عرضت جميع مسائل الدرس تقريبا وشرحتيها شرحا جيدا، وإن كان هناك ما هو أمثل منها نتيجة لاختلاف الموضوع الأصلي الذي انطلق منه الكلام، فأنت جعلت الموضوع الأصلي هو التضمين، وأسست الملخّص عليه، أما في القائمة التالية، فمنطلق التلخيص هو اختلاف المذاهب في تعدية الأفعال على غير الجادّة.
يتبين لك المقصود بمطالعة القائمة التالية:

الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 96/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م, 04:19 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
أنواع الاختلاف الواقع في التفسير
النوع الثاني: الاختلاف من جهة الاستدلال


الاختلاف من جهة الاستدلال
●نشأته:

-لم يظهر هذا النوع من الاختلاف في القرون الثلاثة الأولى؛ وذلك ﻷنهم راعوا ثلاثة أمور:
1-أن المتكلم به هو الله سبحانه وتعالى.
2-أن المنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-أن المخاطب به العرب من قريش وغيرهم.
باﻹضافة إلي أنه لم يكن عندهم اعتقادات مخالفة لمعاني القرآن، واعتقادهم الصحيح المبني على دلائل الكتاب والسنة تعينهم على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين- غالب التابعين- صواباً؛ وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها؛ فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى، كما أنهم كانوا أبعد الناس عن اﻷهواء، وأهل حشية وإنابة وفقه.
←ولهذا كانت تفاسيرهم قليلة الخطأ أو نادرة، وهم وإن ابتعدوا عن المشهور في بعض اﻷلفاظ إلا أنها توافق السياق.
ومن أمثلة تفاسيرهم: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ .
-بدأ ظهور هذا النوع من الاختلاف كثيرا في من جاء بعدهم والمتأخرين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

●أسبابه:

جاء الغلط في الاستدﻻل من جهتين:
◀ الجهة اﻷولى: قوم اعتقدوا معان وأرادوا موافقة القرآن لها، وهم صنفان.
-الصنف الأول: من يسلب لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
ومثاله: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
←وهذا خطأ في الدليل والمدلول : فقوله (إلي ربها ناظرة) ليست دليلا على الانتظار وإنما على النظر إلى الله تعالى.
-الصنف الثاني: يحمل القرآن على ما لم يدل عليه ولم يرد به.
ومثاله:و قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
← وهذا خطأ في الدليل والمدلول: فقوله (لن تراني) ليس دليلا على نفي الرؤية يوم القيامة، وقولهم إنّ ( لن ) للتأبيد خطأ في المدلول.
مثال آخر: قول الرافضة في أن المراد بالشجرة في قوله تعالى: ( والشجرة الملعونة في القرآن ) معاوية وذريته، وهذا خطأ بيّن إذ حملوا القرآن على ما لم يدل عليه ليوافق معتقدهم. وهذا خطأ أيضا في الدليل والمدلول.
← وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده وإذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛ لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.
وقد يكونُ خطأ بعض المفسرين في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ. مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
لو عرضت هذا المثال كالمثالين السابقين لكان أحسن وأتم.
مع العلم أن الدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
◀الجهة الثانية: قوم فسروا القرآن بالنظر إلي اللفظ في العربية دون النظر إلي المتكلم به أو المنزل عليه أو المخاطب به.
واحتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها فالقرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد، هذا يكون بالاستقراء، فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
مثال ذلكً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال، فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به، وقد يكون من الذات، وقد لا يكون من الذات، يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة؛ لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
على المعهود في القرآن، وفي القرآن أن الزينة خارجةٌ عن الذات، فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة؛ لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك،{لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة أي ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك. وعلى هذا لا تفسر الزينة هنا بأنها الوجه؛ لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.
وهناك مثال آخر وفيه عدم مراعاة لحال المخاطبين وهو تفسيرهم لقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة}

التفسير بالرأي:
- تعريفه: أي التفسير بالاجتهاد والاستنباط. وذلك إنما يكون بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-حكمه: منعه البعض، وأجازه الكثيرون وهو الذي كان عليه أكثر الصحابة.
-المفسرون بالرأي على قسمين:
القسم الأول: من التزم شروط التفسير بالرأي فهذا مأجور وإن أخطأ.
القسم الثاني: من خالف شروط الاجتهاد الصحيح واتبع هواه فيكون رأيه مذموم وتفسيره مردود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.
فمثلا: يأتي الجهمي يفسر أسماء الله – جل وعلا – حسب اعتقاده. ويأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد. ويأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد صاحبه اعتقادات ثم أراد حمل القرآن عليها.
وقد صنف أصحاب المذاهب العقدية تفاسير ينصرون بها مذهبهم، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى. كذلك في المذاهب الفقهية مثل أحكام القرآن للبيهقي، أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ممتازة بارك الله فيك
انتبهي لعنصر التمهيد فهو مهم جدا للملخص.
وهناك ملاحظة واحدة على أغلب ملخصاتك وهو حصول إسهاب أحيانا في الشرح يخرجه عن سمت التلخيص، مثل مسألة تفسير لفظ "الزينة"
وغير ذلك فأنت ممتازة، زادك الله من فضله

الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 22 جمادى الآخرة 1436هـ/11-04-2015م, 07:57 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

★★تلخيص كﻻم ابن القيم حول قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..."★★

★ مسائل تفسيرية في اﻵية:

●المراد بالحياة في قوله تعالى: "يحييكم ":
-القول اﻷول: الحق، قاله مجاهد.
-القول الثاني : القرآن وفيه الحياة والثقة والنجاة في الدنيا والآخرة، قاله قتادة.
-القول الثالث: اﻹسﻻم أحياهم به بعد موتهم بالكفر، قاله السدي.
-القول الرابع: الجنة فإنها دار الحيوان، حكاه أبو على الجرجاني.
-القول الخامس : إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوي بالحرب والجهاد فلو تركوا لجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم قلت الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة، قاله الفراء ووافقه الواحدي وابن إسحاق وعروة بن الزبير.
←ذكر ابن القيم أن كل عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
وقال أن الآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، وكمال الحياة في الجنّة، والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة، فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة .

● اﻷقوال في المراد بقوله تعالى: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}:
-القول اﻷول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان، ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين، وهو المشهور.
←ذكر ابن القيم أن وجه مناسبة هذا القول أن التثاقل عن الاستجابة سبب في أن يحولّ اللّه بين العبد وبين قلبه، فلا يمكنه بعد ذلك من الاستجابة عقوبة له على تركها بعد وضوح الحق واستبانة وذلك كقوله تعالى: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل}.
-القول الثاني : أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة.
←رجح ابن القيم هذا القول، وقال أن هذا أنسب بالسياق؛ لأن الاستجابة أصلها بالقلب، فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب، فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.

★مسائل تفسيرية أخرى:

قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها}

● المعنى الإجمالي للآية:
كان كافرًا ضالًّا فهديناه، قاله ابن عبّاس وجميع المفسّرين.

●اﻷقوال في المراد ب" نورا يمشي به ":
-أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
-ثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
-ثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

●فائدة: في هذه اﻵية جمع للمؤمن بين النّور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.

★فوائد :

●أحدها: الحياة الحقيقيّة الطّيبة: هي حياة من استجاب لله والرّسول ظاهرا وباطنا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول. فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة.

●ثانيها: أن الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- حياة بدنه: الّتي بها يدرك النافع والضار، ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه، ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الملك.
- حياة قلبه: الّتي بها يميّز بين الحق والباطل، والغي والرشاد، والهوى والضلال ، فيختار الحق على ضدّه. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الرسول بالروح الذي ألقي إليه.
وإذا بطلت هذه الحياة بطل تمييزه، وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوّة يؤثر بها النافع على الضار.

●ثالثها: أن وحي الله روح ونور، قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال أيضا: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}.

●رابعها: في الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وإن استجاب بالجوارح.

●خامسها: في الآية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشّرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به، فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 24 جمادى الآخرة 1436هـ/13-04-2015م, 06:52 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة

★★تلخيص كﻻم ابن القيم حول قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..."★★

★ مسائل تفسيرية في اﻵية:

●المراد بالحياة في قوله تعالى: "يحييكم ":
-القول اﻷول: الحق، قاله مجاهد.
-القول الثاني : القرآن وفيه الحياة والثقة والنجاة في الدنيا والآخرة، قاله قتادة.
-القول الثالث: اﻹسﻻم أحياهم به بعد موتهم بالكفر، قاله السدي.
-القول الرابع: الجنة فإنها دار الحيوان، حكاه أبو على الجرجاني.
-القول الخامس : الجهاد في سبيل الله
إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوي بالحرب والجهاد فلو تركوا لجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم قلت الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة، قاله الفراء ووافقه الواحدي وابن إسحاق وعروة بن الزبير.
←ذكر ابن القيم أن كل عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
وقال أن الآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، وكمال الحياة في الجنّة، والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة، فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة .
ما ذكرتيه هو الأسباب الجالبة للحياة، قال تعالى: {يحييكم} أي يكون سببا في حياتكم.
أما الحياة فقد ذُكرت ضمنا مع هذه الأسباب فهي حياة القلوب والتي هي أصل الحياة النافعة وقوامها وتكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن، ومنها حياة القوة والعزة في الدنيا والتي تكون بالجهاد في سبيل الله فتحفظ المؤمنين من عدوان الظلمة وتكفل لهم حياة كريمة آمنة، ومنها الحياة التامّة الأبدية والتي تكمل فيها حياة الروح والبدن وهي التي تكون في الجنة.
هذه كلها من معاني الحياة الطيبة التي يحتاجها العباد، وهي مُضمّنة في تفسير هذه الأسباب.

● اﻷقوال في المراد بقوله تعالى: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}:
-القول اﻷول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان، ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين، وهو المشهور.
←ذكر ابن القيم أن وجه مناسبة هذا القول أن التثاقل عن الاستجابة سبب في أن يحولّ اللّه بين العبد وبين قلبه، فلا يمكنه بعد ذلك من الاستجابة عقوبة له على تركها بعد وضوح الحق واستبانة وذلك كقوله تعالى: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل}.
-القول الثاني : أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة.
←رجح ابن القيم هذا القول، وقال أن هذا أنسب بالسياق؛ لأن الاستجابة أصلها بالقلب، فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب، فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.

★مسائل تفسيرية أخرى: يمكنك اختيار عنوان مناسب يربط بين المسألة وبين موضوع الدرس، وليكن:
من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة.
قوله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها}

● المعنى الإجمالي للآية:
كان كافرًا ضالًّا فهديناه، قاله ابن عبّاس وجميع المفسّرين.

●اﻷقوال في المراد ب" نورا يمشي به ":
-أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
-ثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
-ثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

●فائدة: في هذه اﻵية جمع للمؤمن بين النّور والحياة كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.

★فوائد :

●أحدها: الحياة الحقيقيّة الطّيبة: هي حياة من استجاب لله والرّسول ظاهرا وباطنا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان؛ ولهذا كان أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول. فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة.

●ثانيها: أن الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- حياة بدنه: الّتي بها يدرك النافع والضار، ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه، ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الملك.
- حياة قلبه: الّتي بها يميّز بين الحق والباطل، والغي والرشاد، والهوى والضلال ، فيختار الحق على ضدّه. وهذه الحياة ﻻ تكون إﻻ بعد نفخ الرسول بالروح الذي ألقي إليه.
وإذا بطلت هذه الحياة بطل تمييزه، وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوّة يؤثر بها النافع على الضار.

●ثالثها: أن وحي الله روح ونور، قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال أيضا: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}.

●رابعها: في الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وإن استجاب بالجوارح.

●خامسها: في الآية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشّرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به، فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
اجتهدي دائما أن توظفي كلام المفسّر توظيفا جيدا في الملخص، وذلك بمحاولة الربط وإيجاد العلاقة بين كلامه وبين الموضوع الرئيس، ثم اجعلي آخر شيء أن تكون استطرادا لا يتصل مباشرة بالدرس.
وهذا تلخيص للدرس أرجو أن يفيدك.

تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}


● مقصد الآية
معنى قوله تعالى: {لما يحييكم}
● الحياة المذكورة في الآية
أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع
● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة
● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله

● مقصد الآية
أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.

بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم}

ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي:
1- الحق، قاله مجاهد
2- القرآن، قاله قتادة
3- الإسلام، قاله السدي
4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون.
5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين
قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة

● الحياة المذكورة في الآية
- القول الأول: أنها حياة الروح والقلب
وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن.

قال قتادة:
{لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
وقال السّديّ:
{لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
- القول الثاني: أنها الحياة العزيزة
وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله.

قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.

وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة.
- القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة
وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة
قال بعض المفسّرين:
{لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، ويحيي الأمم حياة العزة والقوة في الدنيا، وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة الطيبة النافعة في الدّنيا والآخرة.
وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد.

أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما
الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- الأولى: حياة بدنه
الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل
بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ.
- والثانية: حياة قلبه وروحه
وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة.

وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور.


● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة

في قوله
تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.
قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا:
أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
ورد في معناها قولان:
- القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.

- القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم.
قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.


● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله.
- على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.

- ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 12 شعبان 1436هـ/30-05-2015م, 04:49 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
رسالة تفسيرية حول قوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)”

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، الحمد لله الذي أحيا أمم بكلمة وأمات أخرى بكلمة، الحمد لله الذي إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، وبعد؛


فهاتان الآيتان الجليلتان تضمنتا أهم قضيتين عليهما مدار سعادة الإنسان وفلاحه؛ ألا وهي التقوى والقول السديد، ثم ذكرت جزاء ذلك وهو صلاح العمل وغفران الذنوب، ثم بينت أن طاعة الله ورسوله أساس الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.


وكان النداء للمؤمنين
لاستجلاب الانتباه للأوامر الواردة فيها، وفيه إيماء إلي أن من لم يحقق ذلك لم يحقق الإيمان على الوجه الصحيح.

والأمر بالقول السديد بعد الأمر بالتقوى فيه إشارة إلى أن تعلقه به واعتماده عليه،
وقد جاء نظير هذا في قوله تعالى بسورة النساء"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)" . وقد روى البخاري ومسلم من حديث أَبِيْ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُوْرٌ مُشْتَبِهَات لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس،ِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِيْنِهِ وعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً . أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ). والشاهد هنا قوله: ( أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ).
واللسان أحد أعضاء الجسد فاستقامته باستقامة القلب وإعوجاجه لمرض القلب. فالقلب كالوعاء واللسان مغرفة.


ومن عجيب شأن اللسان مع القلب
أنه يؤثر كذلك وإن كان القلب هو منبع نطقه. فمن المشاهد أن الشخص الغضبان إذا قال كلمة غضب فإنها تزيد قلبه ضغبًا وإن حلم فإن صدره ينشرح. وقد بيّن رسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن صلاح القلب باستقامة اللسان فقال:" لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لايأمن جاره بوائقه ) السلسلة الصحيحة 2841


وإذا كانت الآية الكريمة ضمنت الأمر بالتقوى والقول السديد، فلابد:


أولا: معرفة ماهية التقوى، وكيف تتحقق، وما ثمراتها.

التقوى لغة: "مأخوذة من الوقاية، وإنما هي: وقى يقي وقاية، وإنما الاسم منه وقوى، فحولت الواو تاء، كقوله: ورث يرث وراثا، ثم صيرت الواو تاء، فقيل: تراث وهو قوله تعالى: {وتأكلون التراث أكلا لما}.وإنما صار قوله «اتقوا» أي افعلوا الوقاية، وكان حقه أن يكون «أوتقوا» فأدغمت الواو في التاء، فصارت تاء مشددة." ذكره الإمام الترمذي في تحصيل الوجوه والنظائر.
وحقيقة التقوى: هو تحقيق مقام العبودية التي هي فعل كل ما يرضاه الله ويحبه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)" البقرة. فكان مقصد العبادة هنا تحقيقها، ونظير هذا قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)"البقرة، وقال أيضا" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام، وقال أيضا" خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63" البقرة.

وذكر ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر أن أهل التفسير ذكروا أن: "التقوى في القرآن على خمسة أوجه:
أحدها: التوحيد، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض}، وفي الحجرات: {أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى}.
والثاني: الإخلاص، ومنه قوله تعالى في الحج: {فإنها من تقوى القلوب}، أراد من إخلاص القلوب.
والثالث: العبادة، ومنه قوله تعالى في النحل: {أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، وفي المؤمنين: {وأنا ربكم فاتقون}، وفي الشعراء: {قوم فرعون ألا يتقون}.
والرابع: ترك المعصية، ومنه قوله تعالى في البقرة: {وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله}.
والخامس: الخشية، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {يا أيها الناس اتقوا ربكم}، وفي الشعراء: {إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون}، وكذلك في قصة هود وصالح وشعيب".اهـ
والتقوى محلها القلب، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّرأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه).
وقال تعالى:"يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا . وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ . ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"الأعراف26، وفي هذه الآية إشارة إلى لباس الظاهر، ولباس الباطن: التقوى."
أما عن كيفية تحقيق التقوى: فتكون بتحقيق أحوال المتقين التي بيَّنها الله في كتابه في غير ما موضع فقال:" لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا . وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ . أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا . وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" سورة البقرة177
وقال تعالى" ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)" سورة البقرة
وأما عن ثمرات التقوى:
ففي الدنيا:
-سبب قبول الله أعمال العبد "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " المائدة
-تجلب محبة الله للعبد،قال تعالى" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ "
التوبة، وفي نفس هذا المعنى روى مسلم من حديث عامر بن سعد عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "...إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي".
-تجلب معية الله للعبد
، قال تعالى" وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"التوبة
-سبب فلاح العباد، قال تعالى"
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" البقرة
- سبب في ولاية الله للعبد، قال تعالى" وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ"الجاثية
-سبب نور البصيرة وغفران الذنوب،
قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)"الأنفال
-سبب رد كيد الأعداء، قال تعالى"
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ "آل عمران
-من علامات شكر العبد لربه، قال تعالى"
فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"آل عمران
وفي الآخرة: سبب دخول الجنات، ورفع الدرجات، وحلول رضوان الله على العباد
قال تعالى"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ"آل عمران
قال تعالى"إنّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ"الدخان
وقال تعالى "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ"الذاريات
وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ"الطور
وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ" القمر
وقال تعالى" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ" المرسلات
وقال تعالى" لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ" الزمر

ثانيا: معرفة ما هو القول السديد

القول السديد: هو القول الصادق الصحيح الخالي من كل انحراف عن الحق والصواب، مأخوذ من قولك: سدد فلان سهمه يسدده، إذا وجهه بإحكام الى المرمى الذي يقصده فأصابه. ومنه قولهم: سهم قاصد. إذا أصاب الهدف. ذكره الطنطاوي في تفسيره الوسيط.
وقال القرطبي في تفسيره: أن قوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا" أي قصدا وحقا .
ثم قال بعدها:
"وقال ابن عباس : أي صوابا .
وقال قتادة ومقاتل : يعني قولوا قولا سديدا في شأن زينب وزيد ، ولا تنسبوا النبي إلى ما لا يحل .
وقال عكرمة وابن عباس أيضا : القول السداد لا إله إلا الله .
وقيل : هو الذي يوافق ظاهره باطنه .
وقيل : هو ما أريد به وجه الله دون غيره .
وقيل : هو الإصلاح بين المتشاجرين .
وهو مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض .
والقول السداد يعم الخيرات ، فهو عام في جميع ما ذكر وغير ذلك ". اهـ
والحاصل أن القول السديد قد يشمل كل هذا لأنه صياغة الجملة القرآنية بالتنكير، وعلى هذا فالقول السديد هو ما كان صوابا في نفسه مرادا به وجه الله، فهذا هو القول السديد وهو القول الحسن وهو القول الطيب.
وكثيرا ما دلت الآيات على ذلك وحثت عليه، قال تعالى" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" البقرة، و قال تعالى "وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)" الحج. ففى الحديث : "....فليقل خيرا أو ليصمت " فخيّرنا رسول الله بين قول الخير أو الصمت.

وعلى هذا
فإن اللغو والكذب والغيبة والنميمة وترويج الإشاعات وعدم التثبت من الأخبار والسخرية ليست من القول السديد، وقد تواترت أدلة الكتاب والسنة بالتحذير منها:

أما اللغو:- وهو ما لا فائدة من الكلام به- فقد مدح الله المؤمنين بالإعراض عنه، والمد بترك شئ يقتضي ذم هذا الشئ، قال تعالى:" وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)"المؤمنون، وقال تعالى" وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)"الفرقان، و قال تعالى" وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)"القصص. وأيضا فإن من علو الهمة ترك ما لا خير فيه، والإكثار من اللغو غالبا ما يؤدي إلي القول المحرمز
وأما الكذب: ففي الحديث الذي رواه البخاري تحذير منه "..وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا))
وأما الغيبة: قال تعالى عنها" وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)"الحجرات
وأما النميمة: جاء في الحديث تحذير منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم. وقال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
وأما ترويج الإشاعات وعدم التثبت من الأخبار: فمنهيّ عنها، قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)" الحجرات

وأما السخرية: فإنها من البلاء في أيامنا هذه بمكان، ففى خضم هذه الأحداث وسرعتها تناسى أقوام أنهم عن ألسنتهم سيُسألون وبما لفظوه سيُقيدون! حتى صار دأب بعضهم اللغو و آخرين السخرية وليت شعرى أى نافع حازوه بل إن شئت فقل كم من خير تركوه !
إن السخرية من الآخرين لها عدة أوجه أن يكون الساخر على حق و المسخور منه على باطل أو العكس.
فأما فى الحالة الأولى فهذا خطأ من وجوه :
منها : أن السخرية للمتأمل فى القرآن دأب أهل الباطل وديدنهم، والقارئ المتدبر للقرآن سيبصر هذا الأمر جيدا.
ومنها : أنها فى ذاتها ليس فيها نفع، فهى لا تجلب حسنة ولا تمحو سيئة.
ومنها : أن من صفات المؤمنين "وهدوا إلى الطيب من القول " فالسخرية لا يمكن وصفها أنها من طيب القول، إذن ففاعلها تخلى عن صفة من أهم صفاتهم !
ومنها : أنها تلهى عن ذكر الله، واللسان الذى ذاق حقًا لذة ذكر الله لأشتغل به عن كل ما سواه بل إنه إن انشغل بغيره عنه عاد بالائمة على نفسه.
ومنها : أنها تلهى كذلك عن الدار الآخرة ففاعلها مغبون، لأنه اضاع وقتا كان اسثماره بالخير خير، فإذا كان الانشغال بالمفضول عن الأفضل من خلل فى الفهم، فكيف بما دون المفضول !! ، ابن تيمية -رحمه الله - قال فى آخر عمره "ندمت على تضييع أوقاتى فى غير معانى القرآن " وهو من هو ؟!! الذى قضى عمره فى العلم والتعليم وقمع أهل البدع ودحض شبهاتهم، ولكن قال ذلك لأنه لما أبحر فى كنوز القرآن ندم أن انشغل بغيره عنه.
ومنها : أن الذى دأبه هذا فى حقيقة الأمر إن كان مخالفه على باطل إلا أنه مشغول بعيب غيره عن عيب نفسه، وبالتالى مشغول عن إصلاح نفسه.
ومنها : إن المسخور منه إذا كان على باطل فهو أقل من أن يتحدث فى شأنه، إلا فى حالة تحذير الناس منه إذا خُشى منه الفتنة ولكن لابد حينها أن تكون لله وحده لإحقاق حق أو إبطال باطل ليس مجرد شهوة كلام أو شهوة إزدراء الآخرين أو شهوة إعلاء نفسه على الآخرين بإزدراءهم _ فإن بعض الناس لا يمدح نفسه لأنه يعلم أن ذلك من العجب لكن الشيطان قد يُلبّس عليه فيدفعه للعجب عن طريق إزدراء الآخرين _ فإن كلامه لله تكلم و إن دخلت على نيته الدواخل فليصمت فإن صمته حينئذ خير من كلامه لأن صمته حينها لله أما حديثه حين حظ نفس ، ففى الحديث : "....فليقل خيرا أو ليصمت " فخيّرنا رسول الله بين قول الخير أو الصمت و الخير لا يكون خير إلا إذا كان لله.
ومنها : أنه فى بعض الأحيان يكون فعل المسخور منه خطأ لكنه رجل له من الفضل الكثير فهنا لا ينبغى أن ننظر إلى سيئاته ونغض الطرف عن حسناته فهذا ليس عدلا ومن هذا دأبه فليراجع قلبه _إن كان له قلب _ ولينيب إلى ربه ، قال ابن حجر الهيثمي في الزواجر:" كل من رأيته سيء الظنّ بالناس طالباً لإظهار معايبهم فاعلم أنّ ذلك لخُبْثِ باطنه وسوء طَوِيَّتِه".
ومنها : أن من باب درئ المفاسد عدم السخرية للباطل وأهله لئلا يسخرون هم من الحق وأهله ،قال تعالى "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ".
أما فى الحالة الثانية ( أن يكون الساخر على باطل و الآخر على حق ) فهذا ظلم من وجوه :
منها : أن هذا يُنبأ عن عشى البصيرة وعمى القلب، فيرى الحق باطلًا والباطل حقًا.
ومنها: أن هذا الساخر يقع فى الغيبة و البهتان وآفات اللسان.
ومنها : أنه المسخور منه إن كان مثلا عالما من العلماء الربّانبين فقد أهلك الساخر نفسه لأنه عادى أولياء الله ، فليس بعد الأنبياء خير من العلماء فهو ورثتهم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب .... " رواه البخارى.
ولو تدبر المرئ هذا الأية لكفته : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)" الحجرات، وهذا الحديث لكفاه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه" .صححه الألباني. وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ، ما تجمل الخلائق بمثلهما" حسنه الألباني.


ثالثا: معرفة أن تحقيق التقوى وقول السداد سبب صلاح الأعمال وغفران الذنوب:
وهذا نظير قوله تعالى:" وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)"، وقوله
تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)"الأنفال. وقد تقدم "... أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ). وحديث:" :" لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لايأمن جاره بوائقه ) ومعلوم أن الإيمان هو أصل صلاح العبد وسعادته. وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري. وجاء في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن معاذ بن جبل أن اللسان من أكثر ما يكب الناس في النار
فعَن مُعَاذ بن جَبَلٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ الله أَخبِرنِي بِعَمَلٍٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعدني منٍ النار قَالَ: (لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيْمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيْرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللهَ لاَتُشْرِكُ بِهِ شَيْئَا، وَتُقِيْمُ الصَّلاة، وَتُؤتِي الزَّكَاة، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ. ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيْئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ تَلا : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ: (يَعْملُونَ) [السجدة:16-17] ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ قُلْتُ: بَلَى يَارَسُولَ اللهِ، قَالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذروَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخبِرُكَ بِملاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ:بَلَى يَارَسُولَ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا. قُلْتُ يَانَبِيَّ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ).
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه: كلما كان القول أكثر سدادا كلما كان ذلك أعون للإنسان لتوفيقه لصالح الأعمال، ولكن قد يقال هل بعض القول أكثر سدادا من بعض أم أن القول السديد كله في منزلة واحدة وهي السداد؟ والجواب: أن بعض القول أحسن وأكثر سدادا من بعض، فالقرآن أفضل الذكر على الإطلاق، والقرآن نفسه فيه فاضل ومفضول*، ولا إله إلا الله أفضل الذكر المطلق، وعموم الذكر أفضل من تصانيف العلماء على عظيم نفعها، وهذا أمر ملموس؛ فإنك لو قرأت كتابا فريدا في بابه ولكنه جاف من حيث تضمنه للوحي لوجدت شئ من الغين أو شئ قسوة في القلب بينما القلب يلين ولابد كلما كثر ذكره لله. ومع هذا قد يكون القول بالمفضول أفضل من الفاضل في بعض الأوقات فمثلا بعد الفجر الأفضل فيه أذكار الصباح وهي أولى من قراءة القرآن في هذا الوقت، والأذكار الخاصة أفضل في وقتها من الأذكار العامة، وإنكار المنكر في وقته أفضل من مطلق الذكر، وهكذا. والعلم بهذا يقتضي تحري أفضل الأقوال في أفضل الأوقات، وهذا باب نفيس يوفق الله له من يصطفي من عباده، والله المستعان.
ويلاحظ في الآية أن:
-التعبير بقوله"يصلح لكم" فيه نسبة صلاح الأعمال لله، وهذا فيه إشارة أن الله هو المنعم بها على الحقيقة فهي محض فضل الله المنّان الوهّاب، وليس للعبد يد في ذلك، إلا أنه يسعى لاستمطار رحمة الله ومنته بالتزام التقوى وسداد القول.

- التعبير بلفظ "أعمالكم" بصيغة الجمع فيها بيان لواسع نعم الله وفتوحه على المتقين من عباده، فهو يصلح أعمالهم على اختلافها، وهذا نظير قوله تعالى"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"العنكبوت، فهنا أيضا سبل بصيغة الجمع وليس سبيل واحد.

رابعا: معرفة أن طاعة الله ورسوله عليها مدار سعادة الإنسان وفوزه:
وهذا نظير قوله تعالى"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)" آل عمران، وقوله تعالى"قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)"النور، وقوله تعالى:"
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)"النور، والتعبير هنا بإنما يفيد الحصر، فليس للمؤمن سبيل غير طاعة الله ورسوله. فمن علامات صدق الإيمان وقوته متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم واقتفاء سننَه دقت أم جلت، ظهرت أم خفيت. فالصادقون يفعلون الواجبات والمستحبات، ويدعون المحرمات والمكروهات. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعين يسألون عن سنة النبي فيفعلونها فرضا كانت أم نفلا لا كحال كثير اليوم يسأل عن السنة فإن كانت فرضا أخذها وإن كانت نفلا ربما تركها!
ويلاحظ في الآية أن:
-التعبير بقوله
{ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } إنما صيغت الجملة في صيغة الشرط وجوابه لإِفادة العموم في المطيعين وأنواع الطاعات، فصارت الجملة بهذين العمومين في قوة التذييل . وهذا نسج بديع من نظم الكلام وهو إفادة غرضين بجملة واحدة، ذكره ابن عاشور في تفسيره.
-
التعبير بقوله{ فوزاً عظيماً } كان بصيغة التنكير للتعظيم.


والحمد لله رب العالمين

_______________________________________________________________________

* والفاضل منه كلام الله في الله والمفضول كلام الله في غير الله، ويشهد لذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن ‏ ‏أبي بن كعبنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ‏ ‏أنه قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال قلت: الله ورسوله أعلم. قال "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال "والله! ليهنك العلم أبا المنذر". فهذا الحديث يبين أن بعض القرآن أعظم من بعض، وممن تكلم عن هذه المسألة
العز بن عبد السلام في فوائد في مشكل القرآن، والسيوطي في أصول التفسير.

المراجع:
تفسير ابن كثير- برنامج آيات
تفسير ابن عاشور- برنامج آيات
تفسير القرطبي - برنامج آيات
تفسير الطنطاوي- برنامج آيات
السلسلة الصحيحة الألباني
نزهة الأعين النواظر/ ابن الجوزي - معهد آفاق التيسير
تحصيل الوجوه والنظائر/ الإمام الترمذي -
معهد آفاق التيسير

فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام - معهد آفاق التيسير
شرح أصول التفسير للسيوطي للشيخ عبد الكريم الخضير- موقع الشيخ عبد الكريم الخضير



طريقة عمل الرسالة:
1-بيان مقصد الآية.
2- الإشارة إلي فائدة الأمر بسداد القول بعد الأمر بالتقوى.
3- الإشارة إلى علاقة اللسان بالقلب وأثر كل منهما على الآخر.
4- تحدثت بما تيسير عن التقوى لغة وشرعا ثم بيّنت بعض صفات المتقين وكيفية تحقيق التقوى، وثمراتها.
5- ذكرت معنى القول السديد لغة ثم أقوال المفسرين فيه.
6- ذكرت بعض مخالفات الأقوال.
7- ذكرت أن التقوى وسداد القول سبب صلاح العمل، وتحدثت عن شئ من تفاضل القول السديد.
8- ذكرت أن طاعة الله ورسوله سبب الفوز في الدنيا والآخرة.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وقد أجدت في كتابة الرسالة، وظهر ذلك بوضوح في تنوع مصادرها والاستشهاد لمقاصدها بمختلف أنواع الأدلة.
ومما يحسن الإشارة إليه ويفيد في توضيح مقصد الرسالة التعرض لأسباب النزول ومناسبة الآية لسياق الآيات التي وردت ضمنها، وهي في قصة موسى عليه السلام، وقصة زواج نبينا صلى الله عليه وسلّم من السيدة زينب رضي الله عنها خاصة وقد أشرت إلى ذلك عند تفسير السلف للمراد بالقول السديد في الآية.
وللإفادة، فإنه يمكنك الاقتصار على أحد مقاصد الآية في كتابة الرسالة التفسيرية، وليكن: الأمر بالقول السديد (هذا للفائدة وليس للإلزام)
وبذلك تكون هناك فسحة في تناول المقصد باستفاضة ومعالجة لقضية من أهم القضايا التي يحتاجها المسلمون، دون إغفال الإشارة إلى كون قول السداد من تقوى الله لكن ليس بنفس التفصيل لمسألة الأمر بالتقوى.

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 19
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 97 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 24 شعبان 1436هـ/11-06-2015م, 09:05 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

تحت الإعداد

رسالة حول معنى ردء السيئة بالحسنة

فإن درء السيئة بالحسنة ورد في موضعين في القرآن الكريم؛
الأول: في سورة الرعد{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)}
الثاني: في سورة القصص{أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)}
معنى الدرء لغة: الدفع.
ففي القاموس المحيط: دَرَأَهُ، كَجَعَلَهُ، دَرْءاً ودَرْأَةً: دَفَعَهُ.
وفي لسان العرب: درأ: الدَّرْءُ: الدَّفْع. دَرَأَهُ يَدْرَؤُهُ دَرْءًا ودَرْأَةً: دَفَعَهُ.
وفي مختار الصحاح: (الدَّرْءُ) الدَّفْعُ.
وقد تنوعت عبارات السلف في بيان معنى درء السيئة بالحسنة ومن رويت عنهم آثار من الصحابة والتابعين على أقوال:
الأول: يدفعون بشهادة أن لا إله إلا الله الشرك
قاله ابن عباس في آية الرعد، وحكاه عنه البغوي.
وقال به ابن مسعود، وذكره الألوسي.
الثاني: دفع سيئات أعمالهم بصالحها
فابن عباس قال في معنى الآية: "يدفعون بالصالح من العمل السيء من العمل"، وهذا رواه عنه القرطبي وابن الجوزي والبغوي، واستدل الأخير بــ:
قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}
وما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها ، السر بالسر والعلانية بالعلانية ".

وما رواه عقبة بن عامر رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ، ثم عمل حسنة ، فانفكت عنه حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت أخرى ، حتى يخرج إلى الأرض ".
وذكر هذا القول أيضا القرطبي عن ابن عباس فقال:"يدفعون بالعمل الصالح السيئ من الأعمال"، وقال أن هذا القول أعم ما قيل في الآية ويتناول بقية الأقوال، واستدل بقوله تعالى{إن الحسنات يذهبن السيئات}
وبقوله - عليه السلام - لمعاذ : "وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" .
( الأدلة التي أوردها القرطبي فيها إشارة إلى أن الحسنات تدفع سيئات الشخص نفسه بينما الأقوال الأخرى التي أوردها وقال أن هذا يتناولها أغلبها فيها إشارة إلى دفع سيئات الغير بالحسنات؛ أليس هكذا يوجد تعارض بين الدليل والمستدل عليه ؟ )
ومجاهد قال "يدفعون بحسنات أفعالهم التي يفعلونها سيئاتهم"، رواه ابن جرير عنبن وكيع عن أبي عن سفيان عن منصور عن مجاهد.
وابن شجرة قال:"يدفعون بالعمل الصالح ما تقدم من ذنب"، ذكره الماوردي.
القول الثالث: دفع الذنب بالتوبة
فابن كيسان قال:"يدفعون الذنب بالتوبة"، ذكره البغوي وابن الجوزي.
القول الرابع: دفع سيء القول بالقول الحسن
فقتادة قال:" ردوا عليهم معروفا" واستدل بقوله تعالى{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}، ذكره البغوي.
ومقاتل : "يدفعون ما سمعوا من الأذى والشتم من المشركين بالصفح والعفو"، ذكره البغوي.
والضحاك قال:"يدفعون الفحش بالسلام"، ذكره القرطبي.
والنقاش قال:"يدفعون بالسلام قبح اللقاء"، ذكره الماوردي.

القول الخامس: دفع الفعل السيء بالفعل الحسن
فابن زيد قال:" يدفعون الشر بالخير, لا يكافئون الشرّ بالشر، ولكن يدفعونه بالخير"، رواه الطبري عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد.
وروى نحوه ابن أبي حاتم عن أَبي يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ عن أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
والحسن قال:" إذا حرموا أعطوا، وإذا ظلموا عفوا، وإذا قطعوا وصلوا"، ذكره
البغوي.
والضحاك قال:"يدفعون بالحسنة السيئة"، ذكره السيوطي، ورواه أيضا ابن أبي حاتم عن جويبر عن الضحاك.
وسعيد بن جبير قال : "يدفعون المنكر بالمعروف"، ذكره القرطبي.
وروى ابن أبي حاتم عنيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عن ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أنه قال: بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ يَعْنِي: يردون معروفا على من يسئ إِلَيْهِمْ.
وجويبر قال: "يدفعون الظلم بالعفو"، ذكره القرطبي.
والقتبي قال: "يدفعون سفه الجاهل بالحلم؛ فالسفه السيئة ، والحلم الحسنة" ، ذكره القرطبي.
ويحيى بن سلام قال:"يدفعون بالحلم جهل الجاهل"، ذكره الماوردي.
وذكر الألوسي عنه أنه قال"بالعلم الجهل وبالكظم الغيظ".
أما عبارات المفسرين فحاصلها أن درء السيئة بالحسنة هو رد إساءة القول أو الفعل بالقول أو الفعل الحسن والإحسان إلي الغير بالعفو والصفح.
قال الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
{ويدرءون بالحسنة السّيّئة}:معنى {ويدرءون} : يدفعون - بما يعلمون من الحسنات - ما تقدم لهم من السيّئات.

قال الثعلبي (ت: 427هـ ): يدفعون بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
قال الماوردي(ت:450هـ): يدفعون بالتوبة ما تقدم من معصية.
قال البغوي(ت:516هـ): لا يكافئون الشر بالشر، ولكن يدفعونه بالخير.
قال ابن عطية(ت:546هـ): وقوله: وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي ويدفعون من رأوا منه مكروها بالتي هي أحسن، وقيل:
يدفعون بقول: لا إله إلا الله، شركهم وقيل: يدفعون بالسلام غوائل الناس. ذكره في موضع ىالرعج
وقال في موضع العنكبوت:" وَيَدْرَؤُنَ معناه يدفعون هذا وصف لمكارم الأخلاق أي يتعاقبون ومن قال لهم سوءا لا ينوه وقابلوه من القول الحسن بما يدفعه.
قال القرطبي (ت: 671هـ):
قال ابن كثير (ت: 774هـ ): "وقوله {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} أَيْ: لَا يُقَابِلُونَ السَّيِّئَ بِمِثْلِهِ، وَلَكِنْ يَعْفُونَ وَيَصْفَحُونَ".
قال السعدي (ت: 1376هـ)وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ }أي: من أساء إليهم بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه.
فيعطون من حرمهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويصلون من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟
قال ابن عاشور( ت: 1393هـ) : درؤهم السيئة بالحسنة وهي من أعظم خصال الخير وأدعاها إلى حسن المعاشرة قال تعالى{ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }[ فصلت : 34 ]، فيحصل بذلك فائدة دفع مضرة المسيء عن النفس ، وإسداء الخير إلى نفس أخرى ، فهم لم يردوا جلافة أبي جهل بمثلها ولكن بالإعراض مع كلمة حسنة وهي{ سلام عليكم }..
قال طنطاوي( ت: 1431هـ): أى : أن من صفات أولى الألباب - أيضا - أنهم يدفعون بالعمل الصالح العمل السئ ، كما فى قوله - صلى الله عليه وسلم - " وأتبع السيئة الحسنة تمحها "أو أنهم يدعفون سيئة من أساء إليهم بالإِحسان إليه ، أو بالعفو عنه ، متى كان هذا الإِحسان أو العفو لا يؤدى إلى مفسدة .

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 24 شعبان 1436هـ/11-06-2015م, 11:04 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

ودلت آية الرعد على أن رد الإساءة بالتي هي أحسن له فضل كبير عند الله حيث قال تعالى{أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}

وبتأمل الأقوال الواردة في معنى درء السيئة بالحسنة نجد أنها تندرج كلها تحت باب الإحسان
فالقول ... إحسان إلى النفس
والقول.... إحسان إلى الغير
فالإحسان يشمل الإحسان إلى الغير والإحسان إلى النفس بخلاف الإنعام الذي يقتصر على الغير فقط.
وإذا كان دفع السيئة بالحسنة أحد صور الإحسان؛ فإن الإحسان أبوابه وميادينه واسعة جدا وقد تعددت الآيات الدالة على الأمر بالإحسان:
ففي ميادين الصبر على المصائب، قال تعالى وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ هود155
وفي ميدان أداء الحق لأهله، قال الله تعالى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ البقرة 178
وقال تعالى في أداء الحق للمرأة المطلقة: الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
وفي ميدان الحروب والجهاد في مجالات النفس، ومجالات المعارك، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ العنكبوت69
وفي ميدان مجاهدى النفس لكظم الغيظ، قال تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران 134)
وفي ميدان التحاور مع أهل الكتاب، قال تعالى وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ العنكبوت46
وفي ميدان الخلافات والخصومات، قال تعالى وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فصلت 34
وفي ميدان معالمة الفقراء واليتامى، قال تعالى وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الإسراء 34
وفي ميدان العلاقات الاجتماعية بين الناسن، قال تعالى وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا النساء 86
وفي مجالات العلاقات الاقتصادية، قال تعالى وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة195)
والإحسان له ثمرات جليلة منها:
أ- معية الله للمحسنين (وكفى به شرفا) :
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)
وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
ب- حب الله للمحسنين (وكفى به جزاء) :
وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) «4»
34- لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) «8»
ج- جزاء الإحسان في الدنيا والآخرة:
35- وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) «9»
36- بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) «10»
37- الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) «11»


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir