دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شوال 1435هـ/6-08-2014م, 08:40 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي صفحة الطالبة سهى بسيوني لدراسة التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم
نسال الله الاعانة والتوفيق

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 01:10 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي



الفوائد السلوكية من قوله تعالى:

{ وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد
علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولاتعثوا في الأرض مفسدين }
{وإذ قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من
بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا
مصرا فإن لكم ماسألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وبآءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا
يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون }

- إن التذكير بالنعم من أهم أشكال الموعظة الحسنة التي تؤثر في القلوب مما يؤدي إلى لينها وصلاحها . وقد استعمل هذا الأسلوب في هذه السورة مرارا لتذكير بني اسرائيل الذين قست قلوبهم وتحجرت أفئدتهم فهي كالحجارة أو أشد غلظة لعل هذه القلوب أن تلين وتنقاد الى باريها .
وكذلك فقد استعمل هذا الأسلوب لتذكير المؤمنين بنعم الله عليهم في مواضع عدة من كتاب الله عز وجل . ومنها ماذكره الله في سورة الأنفال ممتنا عليهم أن مدهم بأسباب النصر قال تعالى { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} ، ومابعدها من الآيات التي تتحدث عن نعمة الله عليهم.
- لذلك ومن باب الإقتداء بكتاب الله عز وجل كان لزاما علينا : أن نذكر أنفسنا أولا ومن نريد دعوتهم ثانيا بما أمتن الله علينا من نعم لاتحصى ، ولانغفل مادامت فينا عين تطرف عن ذلك لعل هذه القلوب القاسية أن تلين وتتذكر فتنفعها الذكرى.
- في وسط البلاء والعقوبة مايزال العبد مغمورا بنعم الله عليه . فهذه بني اسرائيل بعد أن كتب الله عليهم التيه عقوبة لهم ، يفجر لهم الحجارة انهارا وينزل عليهم المن والسلوى اكلا هنيئا رغدا لا تعب فيه ولا نصب .فعلى المسلم وهو في وسط الابتلاءات أن يتلمس النعم التي تطوقه فلعل هذا يكون سببا في تخفيف ألمه ورضاه عن ربه فإذا سلبه نعمة فقد أقام مكانها مئات النعم.
- تقديم النعم الدينية على النعم الدنيوية فيها إشارة الى أن ما أنعم الله علينا من نعمة الهداية والتوبة أعظم مما فتح علينا من خيرات الدنيا. ففي هذه الآيات تأخر ذكر إنعام الله علي بني اسرائيل بتفجير العيون والأكل الرغيد الذي لاكلفة فيه ولاتعب على نعمة إنزال الكتاب في قوله { وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون} مع أنه من المعلوم أن إنزال المن وتفجير العيون كان سابقا على إنزال الكتاب .
ما نستفيده من الآية الأولى ( آية : 60 ):
- سرعة استجابة الله لدعوة المضطر . وإذ استسقى ، جاءت الإجابة مباشرة : فاضرب . وما أشد اضطرارنا وحوجتنا لرحمة الله ورضوانه علينا {ولكن اكثرهم لا يعلمون}

-الأخذ بالأسباب : { فقلنا اضرب بعصاك الحجر } ، كان بالإمكان أن تكون المعجزة قولية بمجرد الأمر والله على كل شئ قدير ، ولكن لما اقتضت حكمة الله وجود الأسباب ، وجعل الأخذ بها من شيم الأنبياء أمر الله نبيه موسى بضرب الحجرليحصل له مقصوده . كما ربط نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بقلته في ليلة الإسراء والمعراج ، وقال اعقلها وتوكل.
- إن الكريم إذا اعطى أدهش: فانبجست – فانفجرت- اثنتا عشرة عينا.فمع أخذك للسبب وقوة توكلك على مسخر هذا الأسباب ، يكون العطاء الذي لم يخطر لك على بال.
واخذنا قوة التوكل : من كون أن انفجار الماء من الحجر الأصم لم يكن أمرا عاديا مما ألفته النفوس لذلك استلزم قوة يقين عالية .
- وبهذا نستفيد أنه كلما ألفنا الأسباب ، واعتادت قلوبنا على حصول النتائج ، كلما قل التوكل على مجري هذه الأسباب وضعف . لذلك في كثير من الأحيان تتأخر النتائج أو تضعف على قدر ضعف التوكل وقوته.

- قوله تعالى :{...اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم...}
هنا يتجلى لطف الله وكرمه إذ لو كان الماء قليلا بعد شدة العطش وكثرة القوم لوقع التخاصم والتناحر بينهم . لذلك عين الله لكل سبط منهم مشربا ليكون ذلك أبعد لهم عن التخاصم والتقاتل ، فابناء السبط الواحد أقرب مايكون للتآلف والتواد وأبعد مايكون عن الإختلاف والتخاصم.
- ولطف الله وعنايته بعباده المؤمنين لا تنفك عنهم طرفة عين ، ولكن يحتاج الى من يتأمله ويدركه كي يزداد حبنا وتعلقنا بالله خاصة في وقت الشدائد والصعاب . ففتش حولك بعين بصيرتك لتجد أن كرم الله ولطفه قد أحاط بك من كل جانب .

- قوله تعالى: {...كلوا واشربوا من رزق الله..}
فالمنعم المتفضل على الحقيقة هو الله ، لا الحجر ولا عصا موسى، فهنا تذكير من الله للعباد أن الرزق رزق الله ، وأن كل ما سبق إنما كانت اسبابا.

نستفيد من ذلك أنه يتوجب على المسلم نسبة النعم الى منعمها الحقيقي اعتقادا وقولا وعملا.
اعتقادا : وهو اعتراف الجنان واقراره بأن كل النعم إنما هي من عند الله ، وبذلك يمتلئ القلب بمحبته سبحانه والتعلق به والاعتماد عليه في جلب ماينفعه .
قولا : قال تعالى :{ وأما بنعمة ربك فحدث} . وذلك بأن يعتاد اللسان على نسبة النعم إلى الله
فيعتاد اللسان وقبله الجنان على:
- نسبة الشفاء إلى الله لا إلى الطبيب الحاذق ولا إلى الراقي الماهر ولا إلى غيرهما { وإذا مرضت فهو يشفين}
-نسبة الأمن الى الله لا إلى الدولة ولا إلى الحرس ولا إلى الحيوان ومما نهينا عنه قول القائل :( لولا الكلب في الدار لأتانا اللصوص)
نسبة النجاح والتوفيق الى الله لا إلى المعلم المخلص ولا إلى الفهم الخارق ولا إلى الأم الناصحة { ذالكما مما علمني ربي}. وغيرها مما يتوالى على العبد من نعم الله.
العمل : وهي مأخوذة من قوله تعالى { ...ولا تعثوا في الأرض مفسدين }
والإفساد: يكون إما بالكفر أو المعاصي وفي كلا الأمرين فإن المفسد قد استعان بنعمة الله وماحباه من رزق في مبارزة الله بالكفر والعصيان.وكان الأجدر به أن يستعين بهذه النعم في طاعته عزوجل والتقرب منه وشكره .


مايستفاد من الآية (61) :
قال تعالى : { وإذ قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لما مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ماسألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وبآءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } .

- لا يزال الخطاب القرآني مستمرا في عرض النعم التي من الله بها على بني اسرائيل، وذكر ماكان منهم من بطر لهذه النعم وكيف كان عاقبة هذا البطران .


- قوله تعالى :{ ...لن نصبر على طعام واحد ...} :

-هذه هي طبيعة النفس البشرية إلا من رحم ربي ، لاصبر لها على دوام رخاء ولا شدة فهي سريعة الملل متقلبة ، ولذلك اقتضت حكمة الحكيم الخبير تقلب الليالي والأيام بأهلها حجزا للنفس عن البطر عند النعماء أو اليأس عند النقم.

أورد ابن منظور معاني عديدة للبطر منها :

البطر : قلة احتمال النعمة ، والبطر كراهة الشيء من غير أن يستحق الكراهية ، يقال بطر النعمة يبطرها لم يشكرها.
وهو من الصفات الذميمة التي ذمها الله على بني اسرائيل هنا وكانت سببا في هلاك امم سبقت .

- ولابن القيم كلام نفيس في هذا الباب وفحواه : أن العبد مايزال يتطلع ويتشوف للنعمة فاذا أنعم الله بها عليه ألفها ثم زهد فيها ثم مايلبث أن يملها ثم يضيق بها ذرعا وعند ذلك تسلب منه .

ففتش نفسك أيها العبد كم من نعمة تمنيتها من مال أو ولد أو زوج أو بيت أو غيرها من نعم فلما حصلت لك ألفتها ولم تؤدي شكرها ، ثم بان لك مافيها من نقص فزهدت فيها ومللتها ثم ضقت بها ذرعا وبدأت في التشكي والتذمر فاحذر عندها من فقدها.

- قوله تعالى{ ... قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ...}

- إن في اختيار العبد لنفسه غير ما اختار الله له ورضيه له، استبدال الذي أدنى بالذي هو خير ، لأن المولى بعلمه ورحمته ولطفه يختار لعبده مايناسب حاله . فاذا تبرم مما اختاره له مولاه وتشوفت نفسه إلى غيره فقد استبدل الخير بالأدنى.
- ولذلك أتت إجابة المولى لهم بعد ذلك بقوله: { اهبطوا } فكأنهم كانو في مكان علي فاهبطوا منه بسبب ذنوبهم .

- قوله تعالى{ ..فإن لكم ماسألتم ...} وهذه تخليه بين العبد وما اختاره لنفسه وعندها يكون الخذلان وعدم التوفيق.

- قوله تعالى:{ وضربت عليهم الذلة والمسكنة ..}: ( فلما اهبطوا تبين لهم أنهم يقدمون اختيارهم في كل موطن على اختيار الله ، ويؤثرون شهواتهم على ما اختاره الله لهم، لذلك لزمتهم صفة الذل وفقر النفوس ) [التفسير الميسر].

- ذكر الله في غير ما موطن من كتابه العزيز مصير الأمم التي بطرت نعمة الله ، قال تعالى :{ وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين } وهنا البطر يتضمن معنى الكفر : فيكون المعنى بطرت أي: كفرت .لأن البطر وهو التكبر يستلزم عدم اعتراف العبد بما يسدى إليه من الخير ، والمراد بطرت حالة معيشتها أي نعمة عيشها.


وقال سبحانه في أواخر سورة النحل بعد أن عدد من أنواع النعم ماعدد مذكرا بمصير الأمم التي كفرت بأنعم الله { وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }.

- فياأهل النعم : ارعوا نعم الله عليكم باستدامة شكرها والتحدث بها على وجه الإعتراف والمنة لله ، واحذروا من بطرها وكفرانها فتجري عليكم سنة الله في الأمم قبلكم .
هذا فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م, 09:40 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي اجابة اسئلة محاضرة فضائل التفسير

السؤال الأول: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟

1- وهو أهمها : أنه معين على فهم كلام الله عز وجل؛ ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيرا. وفي صحيح البخاري وغيره من حديث أبي جحيفة السوائي قال: قلت لعلي رضي الله عنه : هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه الله رجلًا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافرٍ.

وسبيل فهم القرآن هو معرفة تفسيره.
نقل ياقوت الحموي في معجم الأدباء عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال: سمعت أبا جعفر [يريد شيخه محمد بن جرير الطبري] يقول: إني أعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته؟



2- أن أشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلا هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
فالاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة، وهو كلام الله جل وعلا، ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه وأهله وماله {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}.


3- العلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها، وقد فصل الله في القرآن كل شيء؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه.

من اشتغل بتفسير القرآن فإنه يجد فيه من أنواع العلوم النافعة شيئاً كثيراً مباركاً؛ فهو جامع لأنواع العلوم النافعة:

- فأصول الإيمان والاعتقاد الصحيح والتعريف بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه مبينة في القرآن.
-وأصول الأحكام الفقهية في مسائل العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الأسرة والجنايات كلها مبينة في القرآن.
-أصول المواعظ والسلوك والتزكية كلها مبينة في القرآن الكريم.
وكذلك الآداب والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة.

وغيرها من أنواع العلوم النافعة الجامعة.


السؤال الثاني :بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟

إن حاجة الأمة إلى تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوتهم بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد، وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن آمن به واتبع ما فيه من الهدى، وإرشادهم إلى ما بينه الله في كتابه من الهدى حاجة عظيمة ماسة .

قال تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}.

وقال تعالى: { فاتقوا الله ياأولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرًا (10) رسولًا يتلو عليكم آيات الله مبيناتٍ ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا }.

فحاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، وأما ضلاله عن هدي الله فيسبب خسراته في الآخرة { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان }.


السؤال الثالث:كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من التفسير في الدعوة إلى الله ؟

بعض أوجه حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به والتي يسهم طالب العلم والداعية في سد هذه الحاجة بتعلم التفسير :

- حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها على اختلاف أنواعهم، وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى:{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

وحاجة الأمة إلى مجاهدة الكفار بالقرآن حاجة عظيمة لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جداً . قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً }.

- وكذلك حاجة الأمة معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم حاجة ماسة، لأنهم يضلون من يستمع لهم ويعجبه كلامهم الذي يظهرونه ويبطنون مقاصد سيئة خبيثة، وقد حذر الله نبيه منهم فقال: {هم العدو فاحذرهم} ، وأنزل في شأنهم آيات كثيرة لعظم خطرهم .

- وكذلك إذا كثرت الفتن فإن الحاجة تزداد إلى تدبر القرآن والاهتداء به، ويكون أسعد الناس بالحق أحسنهم اسنتباطاً لما يهتدي به في تلك الفتنة كما قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.

- وكذلك قد يبتلى طالب العلم بأن يكون في مجتمع يكثر فيه أصحاب ملة من الملل أو نحلة من النحل، فيجد في كتاب الله تعالى ما يرشده إلى ما يعرف به ضلالهم، ويبصره بسبل دعوتهم إلى الحق .

- وقد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون.
- وكذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م, 11:18 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي اجابة الأسئلة على محاضرة تفسير بن كثير

س1: بيّن خصائص تفسير ابن كثير
1- من أصح التفاسير التي اعتمدت التفسير بالمأثور إن لم يكن أصحها على الإطلاق.
2- امتاز بحسن البيان وعدم التعقيد، وعدم التشعب في المسائل.
3- امتاز بالتنبيه على الإسرائيليّات في كثير من الأحاديث.
4- امتاز كذلك بالمعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال.
5- وامتاز بشدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن.

س2: بيّن باختصار أهم مصادر ابن كثير من دواوين السنّة ومن كتب التفسير ومن كتب اللغة
مايتعلق بالتفسير:

1- تفسير إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري.
2- وينقل عن ابن أبي حاتم.
3- تفسير الرازي.
4- أحيانا يأخذ عن الكشاف وأحيانا يأخذ منه لينقده نقدا. لأنه معتزلي .
5- ويأخذ كذلك عن الرازي ويردّ عليه؛ لأن الرازي صاحب علم كلام
6- تفسير ابن مردويه.
7- تفسير وكيع.
8- تفسير القرطبي .
9- تفير ابن عطية.
10- تفسير الماوردي .
11- الهداية في التفسير.

مايتعلق بعلوم القرآن :
1- نقل عن البقلاني في كتاب (إعجاز القرآن).
2- وأبو عمرو الداني في كتابه (البيان).
3- وينقل كثيرا عن أبي عبيد القاسم بن سلام في كتابه (فضائل القرآن).
4- (المصاحف) لابن أبي داود.
5- (الناسخ والمنسوخ) لأبي عبيد القاسم بن سلام.

مصادره في دواوين السنة:
1-الأمهات الست ، وخاصة مسند الإمام أحمد .
2- (الإشراف على معرفة الأطراف) لابن عساكر.
3- (التمهيد) لابن عبد البر.
4- ودواوين السنة المتعددة.

مصادره في اللغة :
1- (إعراب القرآن) للنحّاس.
2- (الزّاهر) لابن الأنباري.
3- (الصحاح) لأبي نصر الجوهري.
4- (معاني القرآن) لابن الزجاج.
مصادره فيما يتعلق بالأحكام :
1- (الأحكام الكبير) للمصنف نفسه.
2- (الأم) للشافعي.
3- تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي.
4- ينقل عن ابن بطة في جزئه الخلع وإبطال الحيل.
5- الطحاوي (مشكل الآثار).

مصادر أخرى: الإشراف لابن هبيرة، تاريخ ابن يونس، تاريخ مكة للأزرقي، فضائل الصحابة لأبي بكر بن زنجويه، والمغازي لابن إسحاق.

س3: بيّن منهج ابن كثير في إيراد الإسرائيليات
وتعامل الحافظ ابن كثير مع الإسرائيليات على شكلين:
أولا: الإعراض عنها؛ فيترك من الإسرائيليات ما أورده غيره إعراضا عنها دون إشارة إليها.
من الذي أعرض عنه: الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة.
الثاني: الإيراد، وما أورده الحافظ ابن كثير من الإسرائيليات، له منه ثلاثة مواقف.
النقد العام الإجمالي
النقد العام الإجمالي عند قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} قال: ذُكر ها هنا إسرائيليات غريبة، أضربنا عنها صفحا.
- النقد الخاص التفصيلي
عند قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} ذكر قصة بني إسرائيل عند طلبهم للبقرة التي وصف الله لهم، وأنهم وجدوها عند رجل كان من أبرّ الناس بأبيه، قالوا هذه السياقات عن عبيدة، وأبي العالية، والسديّ وغيرهم فيها اختلاف ما، والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا تصدّق ولا تكذّب، فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحقّ عندنا.
- السكوت وعدم النقد
لما يذكر بعض الإسرائيليات ولا ينقدها؛ مثل طول آدم عليه السلام، كم كان طوله ، ونحوها مما لايؤدي ذكرها خلل في الإعتقاد.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م, 03:05 PM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي الفهرسة العلمية

س1: ملاك العلم بثلاثة أمور، اذكرها مع بيان أهميّة كل أمر وبم يتحقّق
ملاك العلم بثلاثة أمور
1- حسن الفهم
2 – وقوة الحفظ
3- وسعة الإطلاع
- وحسن الفهم ملكة يستجلب بها من البركة في مسائل العلم الشيء العظيم إذا صلحت النية وزكت النفس.
وحسن الفهم له أمور تعين عليه
أ) من أهمّها أن تكون دراسة طالب العلم على منهج صحيح يراعى فيه التدرّج العلمي ومناسبته لحال الطالب.
ب) ضبط أصول العلم الذي يدرسه.
ج) أن تكون دراسته تحت إشراف علمي من عالم أو طالب علم متمكّن ليرشده إلى ما ينفعه ويجيب على ما يشكل عليه من الأسئلة
- لأنّ طالب العلم إذا ضبط أصول العلم الذي يدرسه وعرف قواعده، وكيف تُبحث مسائله، وعرف أئمّة ذلك العلم وقرأ بعض كتبهم وعرف مناهجهم وشيئا من سيرهم وأخبارهم فإنّه يزداد بصيرة بذلك العلم، ويكون أقرب إلى النجاة من فتن الشبهات التي تثار في ذلك العلم إذا سلم من اتّباع الهوى.
وفي كل مسألة تثار فيها الشبهة او يحتاج إلى دراستها مقومات لحسن الفهم:
من ذلك أن ينظّم قراءته في تلك المسألة؛ بالاطلاع على ما قيل في تلك المسألة من كتب أهل العلم، وكلما ازداد الطالب بصيرة بالعلم الذي يدرسه ازداد معرفة بمظان المسائل التي يبحث فيها
و الباحث إذا جمع أقوال العلماء في تلك المسألة واجتهد في تقصّيها واستيعابها وميّز المتقدّم منها عن المتأخّر، وعرف ترتيب أقوال العلماء وكيف تناقلوا الحديث في تلك المسألة؛ فإنّه يسهل عليه بإذن الله أن يعرف أقوال الأئمة في تلك المسألة والقول الصواب فيها، ويعرف منشأ الإشكال

- وأما قوة الحفظ فيتفاوت فيها الطلاب تفاوتاً ظاهراً، لكن مما يعين على قوّة الحفظ: تنظيم الدراسة، ومداومة النظر ، وكثرة التكرار ، وأن يكون للطالب أصل مختصر في العلم الذي يدرسه إما أن ينتقي كتاباً مختصراً أو يتّخذ لنفسه ملخّصاً جامعاً يدمن النظر فيه حتى ترسخ مسائله في قلبه.
-
وتحصيل سعة الاطلاع إذا حاوله الطالب بجهد فردي قد يكون شاقاً عسراً، وقد لا يحصل له إلا بمعاناة القراءة الكثيرة سنوات عديدة ، كما فعل ذلك بعض العلماء.
.
س2: بين أهمية الفهرسة العلمية لطالب العلم

- تختصر على الدارس الشيء الكثير من البحث المضني والوقت الكبير.
- الفهرسة العلمية تفيد الدارس في استجلاء المسائل العلمية في العلم الذي يدرسه بتفصيل حسن وترتيب وتنظيم يعينه على حسن الفهم وقوة الحفظ إذا داوم على المطالعة وتعاهد هذا الفهرس بالقراءة والإضافة والتحسين.
- طالب علم التفسير يحتاج إلى الاطلاع الواسع الحسن على مسائل علوم القرآن، ومما يسهّل عليه ذلك أن يطّلع على الأعمال المعدّة في فهرسة تلك العلوم؛ فإنّها تفيده في اكتساب المعرفة الشاملة للمسائل التي تناولها العلماء بالحديث والدراسة في ذلك العلم..
مثال قام الاستاذ العلامة احمد شاكر بفهرسة كتابي دلائل الاعجاز واسرار البلاغة فهرسة علمية دقيقة ( وهما كتابان جليلان عظيماالقدر ، قال فيهما: فهما أصلان جليلان أسّسا قواعد النظر في علم بلاغة الألسنة عامّة، وبلاغة اللسان العربي المبين خاصة )
من قرأ فهرسة الأستاذ محمود شاكر لهذين الكتابين فسيجد أنّها كاشفة لمحتوى الكتاب مبرزة لمسائله تفيد من يكرر مطالعة هذا الفهرس حسن الإلمام بهذا الكتاب الجليل واستظهار مسائله.

س3: حاجة الأمة إلى إعداد العلماء ماسة ، وضح ذلك بالدليل

حاجة الناس إلى من يرشدهم ويبصّرهم حاجة ماسّة لا بدّ لهم منها، فإذا لم يجدوا علماء صالحين يرشدونهم إلى الحقّ ؛ عظّموا بعض المتعالمين وصدروا عن رأيهم، ويدلّ لذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور العلماء، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتّخذ الناس رؤوساً جهّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا )). رواه البخاري ومسلم
فلمّا كانت حاجة النّاس للسؤال حاجة دائمة باقية ما بقوا ولم يجدوا علماء يسألونهم اتّخذوا رؤوساً جهّالاً فسألوهم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ربيع الأول 1436هـ/27-12-2014م, 03:29 PM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي تفسير الآيات [17-20] من سورة البقرة

تفسير قوله تعالى { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون }

القراءات
1- القراءات في قوله {ظلمات}
- قرأ الحسن بن أبي الحسن وأبو السمال «في ظلمات» بسكون اللام.
- وقرأ قوم «ظلمات» بفتح اللام.
- قال أبو الفتح: في ظلمات وكسرات ثلاث لغات: اتباع الضم الضم والكسر الكسر أو التخفيف بأن يعدل إلى الفتح في الثاني أو التخفيف بأن يسكن الثاني، وكل ذلك جائز حسن، فأما فعلة بالفتح فلا بد فيه من التثقيل اتباعا فتقول ثمرة وثمرات). [المحرر الوجيز: 1/ 132-136]. ذكر هذه القراءات ابن عطيه في تفسيره
المسائل التفسيرية:
1:لمن ضرب الله هذا المثل؟
هذا المثل ضربه الله للمنافقين كانوا يعتزون بالإسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء فلما ماتوا سلبهم الله هذا العز كما يسلب صاحب النار ضوئها ثم صارو الى العذاب الأليم . نقله ايضا ابن كثير عن ابن جرير ، و الحسن ابن أبي الحسن ، وقتادة ، والضحاك وغيرهم ،وهي رواية لابن عباس وذكر نحوه الزجاج
وقالت فرقة : هي فيمن آمن ثم كفر بالنفاق ، فكان إيمانه بمنزلة النار عند ضيائها، وكان كفره بمنزلة إنطفاء تلك النار وذهاب نورها. وهو قول ابن عباس وابن مسعود، وقال عطاء الخرساني نحوه، وإليه ذهب ابن كثير ورجحه .
واحتج لهذا المعنى: وهو كونهم أنهم كان معهم إيمان حقيقي ثم ارتكسوا ، بقوله تعالى :{ ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لايفقهون} ، وأن الآية التي احتج بها ابن جرير على أنهم لم يؤمنوا في وقت من الأوقات وهي قوله تعالى { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين} إنما كانت في حال كفرهم ونفاقهم.
2: مرجع الضمير في قوله { مثلهم}
يرجع الضمير في قوله { مثلهم } إلى المنافقين ، أي مثل حالهم أو فعلهم. ذكره الزجاج
3: معنى كلمة مثل
المثل : الشبه
ويطلق على شيئين:
1: مثل الشيء جرما .
2: ما تعقل النفس وتتوهمه .وهو المقصود في الآية هنا فقوله تعالى: {مثلهم كمثل} معناه: أن الذي يتحصل في نفس الناظر في أمرهم كمثل الذي يتحصل في نفس الناظر في أمر المستوقد.وعلى هذا النحو تأتي الآيات{ مثل الجنة } و{ليس كمثله شيء}. ذكرهم ابن عطية.

4:هل يصح ضرب مثل الجماعة بالواحد في قوله تعالى { مثلهم كمثل الذي } ؟
ذكر ابن كثير الأقوال التالية:
-قال ابن جرير : وصح ضرب مثل الجماعة بالواحد ، كما قال تعالى { رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت } ، أي كدوران عيني الذي يغشي عليه من الموت ، -وقال تعالى { ماخلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} .
-وقال بعضهم : أن تقدير الكلام هو : قصتهم كقصة الذي استوقد نارا.وذكره ايضا ابن عطية
-وقال بعضهم : أن المستوقد واحد لجماعة معه .
-وقال بعضهم : أن الذي هي بمعنى الذين هنا .وقاله ابن عطية ايضا
5: معنى قوله { استوقد}
لها معنيان
الأول: أوقد . على باب أفعل بمعنى استفعل
الثاني : استوقد : أي طلب من يوقد له النار . وهي على المشهور من باب استفعل .وهو المعنى المقصود في الآية كما يفهم من كلام ابن عطية وابن كثير.
6: وجه الشبه في فعل المنافقين بفعل {الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم}
-من قال أن الآية هي فيمن آمن ثم كفر بالنفاق ، فيكون على هذا وجه الشبه أن إيمانه بمنزلة النار عند ضيائها، وكان كفره بمنزلة إنطفاء تلك النار وذهاب نورها . وهو قول ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد ين أسلم وعطاء الخرساني وعكرمة وسدي والحسن والربيع بن أنس.
وقالت فرقة : أن إظهارهم الإسلام ومعاشرتهم المسلمين ومناكحتهم وموارثتهم بمنزلة إضاءت النار حتى إذا ماتوا إنطفأ عنهم ذلك النور .وهو قول قتاده والحسن البصري
-وقالت فرقة : إن إقبال المنافقين على المسلمين وكلامهم معهم كالنار وذهابهم وارتكاسهم عند مردتهم كذهابها. وهو قول ابن جرير ومجاهد
-وقالت فرقة: أن المنافقين كانوا عند رسول الله والمؤمنين بمنزلة ظاهرهم فلما فضحهم الله بنفاقهم سقطت تلك المنزلة ، فكان ذلك كله بمنزلة النار وانطفائها.
-وقالت فرقة منهم قتادة : أن نطقهم ب ( لا إله الا الله ) والقران كإضاءة النار ، واعتقادعم الكفر كانطفائها .
هذه الأوجه ذكرها ابن عطية وابن كثير

6: مرجع الضمير في قوله تعالى{ نورهم}
على قولين:
الأول : يعود الضمير في (نورهم) على (الذي)
وهذا على قول من قال أن جواب(لما) هو (ذهب).
وعلى هذا القول يتم تمثيل المنافق بالمستوقد ، لأن بقاء المستوقد في ظلمات لايبصر، كبقاء المنافق على الإختلاف المتقدم .
الثاني: الضمير في (نورهم) على هذا للمنافقين .على القول أن جواب(لما) مضمر تقديره طفئت.
وعلى هذا القول يكون الإخبار عن حال تكون في الآخرة وهو قوله تعالى { فضرب بينهم بسور له باب} . وقال القاضي أبو محمد : وهذا القول غير قوي .
7:معنى قوله تعالى { ذهب الله بنورهم }
أي ذهب عنهم ماينفعهم وهو النور وأبقى لهم مايضرهم وهو الإحراق والدخان . ذكره ابن كثير .

8: معنى قوله: {تركهم في ظلمات }
قيل في عذاب إذا ماتوا ، وقيل : في ظلمات الشك والكفر والنفاق . على الخلاف المذكور آنفا .

9:معنى { لايبصرون }
قال ابن كثير: لا يهتدون إلى سبل خيرٍ ولا يعرفونها

10- مقصد الآية:
شبه الله حال المنافقين كحال من استوقد نارا من غيره ولم تكن عنده معدة، وهذا يدل على شدة حوجته لها ، فلما أنتفع بهذه النار وأبصر بها ماحوله وعرف بها مايتقي واستأنس بها ، إذ طفيء ضوئها فأصبح في ظلمة ووحشة شديدة لايعرف مايتقي ولايبصر ما حوله . فذهب منها ما ينفعهم وهو النور والضياء وأبقى لهم مايضرهم وهو الإحراق والدخان. وهكذا هو حال المنافقين فبعد أن استضاءو بنور الإسلام وعرفوا هديه إذ سلبوا هذا النور فأصبحو في ظلمات الحيرة والشك والنفاق. مجمل ماذكره ابن عطيه وابن كثير

المسائل اللغوية :
الإعراب
1:اعراب {مثلُهُم}
مثلُهُم: مرفوعة بالإبتداء والخبر الكاف في قوله كمثل، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره مثلهم مستقركمثل.ذكره ابن عطية
2:اعراب { أضاءت ما حوله }
على قولين:
قيل: أنها تتعدى لأنها نقل بالهمزة من ضاء ، وعلى هذا (ما) مفعوله .
وقيل : أنها لاتتعدى ، لأنه يقال ضاء وأضاء بمعنى واحد وعلى هذا (ما) زائدة ، وحوله ظرف.ذكرهما ابن عطية
.المسائل النحوية
1:جواب ( لما )
قال جمهور النحاة : أن جواب (لما) ذهب ، ويعود الضمير في (نورهم) على هذا القول على الذي.
وقال قوم : جواب (لما) مضمر، وهو طفئت ، والضمير في (نورهم) على هذا للمنافقين .ذكرهما ابن عطية
2:متى يجوز حذف الخبر ؟
قال ابن عطية: ويجوز حذف خبر الايتداء إذا كان الكلام دالا عليه.

3:يستخدم اسم الإشارة الذي للواحد والجمع
قال ابن عطية: قال النحويون: الذي اسم مبهم يقع للواحد والجميع. ذكره ابن عطية

4:مجيء الفعل أفعل بمعنى استفعل
قال ابن عطية: قد جاء استفعل بمعنى أفعل أجاب واستجاب ومنه قول الشاعر [كعب بن سعد الغنوي]
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى ....... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
وأخلف لأهل واستخلف إذا جلب لهم الماء، ومنه قول الشاعر:
ومستخلفات من بلاد تنوفة ....... لمصفرة الأشداق حمر الحواصل
ذكره ابن عطية

5:الإلتفات من الواحد إلى الجمع
قال ابن كثير : وقد التفت من الواحد الى الجمع أثناء المثل في قوله تعالى :{ فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون صم بكم عمي فهم لايرجعون } وهذا أفصح في الكلام ، وأبلغ في النظام.
تفسير قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
القراءات :
1: القراءات في {صم بكم عمي}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه) : قرأ عبد الله بن مسعود وحفصة أم المؤمنين رضي الله عنهما. «صما، بكما، عميا» بالنصب ـ

المسائل التفسيرية:
1:معنى {صم}
الأصم: الذي لايسمع. ذكره ابن عطية

2:معنى { بكم}
الأبكم : الذي لاينطق ، ولايفهم ، فإذا فهم فهو الأخرس ، وقيل الأبكم والأخرس بمعنى واحد. ذكره وابن عطية والزجاج

3:معنى {صم بكم عمي}
أي لايسمعون الهدى ولايبصرونه ولايعقلونه . ذكره ابن كثير

4:وجه الشبه بين حال المنافقين وقوله تعالى :{ صم بكم عمي}
قال ابن عطية : ووصفهم بهذه الصفات إذ أعمالهم من الخطأ وقلة الإجابة كأعمال من هذه صفته .
5:معنى قوله { فهم لايرجعون}
على قولين
الأول : إخبار منه تعالى أنهم لايؤمنون بوجه . ذكره ابن عطية وضعفه .وهو مايفهم من كلام ابن كثير
الثاني : أي لا يرجعون على هدى مادام هذا حالهم .وهو مارجحه ابن عطية لأن الآية لم تذكر في معينيين ، وكل أحد معرض للرجوع ومدعو له

المسائل النحوية
الإعراب
1: اعراب قوله {صم بكم عمي}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه )ـ
- { صم بكم عمي } : رفع على خبر الإبتداء . كأنه قيل هؤلاء الذين قصتهم هذه القصة { صم بكم عمي} ، أو يكون ذلك على تقدير تكرار أولئك ، أو إضمار هم.
- من قرأ (صما بكما عميا ) فهي منصوبة على الحال أو على الذم وهو ضعيف.

تفسير قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)}

القراءات
1:القراءات في قوله {من الصواعق}
قرأ الحسن بن أبي الحسن «من الصواقع» بتقديم القاف ، ذكره ابن عطية وابن كثير

2: القراءات في قوله{ حذر الموت}
قرأ الخليل بن مزاحم {حذر الموت} (حذار الموت) ، بكسر الحاء وبألف .ذكره ابن كثير

المسائل التفسيرية

1:سبب ضرب المثل
- وروي عن ابن مسعود أنه قال: «إن رجلين من المنافقين هربا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله وأيقنا بالهلاك، فقالا: ليتنا أصبحنا فنأتي محمدا ونضع أيدينا في يده، فأصبحا وأتياه وحسن إسلامهما، فضرب الله ما نزل بهما مثلا للمنافقين
- وقال أيضا ابن مسعود: «إن المنافقين في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا القرآن، فضرب الله المثل لهم»

2: من المراد بهذا المثل ؟
على قولين
الأول : أنه مثل آخر ضربه الله لضرب آخر من المنافقين .ذكره ابن كثير
الثاني :أنهم ضرب واحد من المنافقين وأن (أو) للتخير أي مثلوهم بهذا أو بهذا .ذكره ابن عطيه والزجاج

3: معنى {صيب}
الصيب : المطر ، من صاب يصوب إذا انحط من علو إلى أسفل . وهو قول ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة ، وأبو العالية ومجاهد وعطاء وغيرهم. ذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج
وقيل : الصيب السحاب . ذكره ابن عطية . وقال : الأشهر القول الأول .

3: معنى{ظلمات}
ظلمات : هي ظلمة الليل وظلمة الدجن ، ومن حيث تتراكب ، وتتزايد جمعت . وكون الدجن مظلما هول وغم للنفس، بخلاف السحاب والمطر إذا انجلى دجنه، فإنه سارّ جميل ذكرها ابن عطية .

4: معنى{رعد}
اختلف في معناه على أقوال ذكرها ابن عطية وهي :
1- الرعد : هو ملك يزجر السحاب بهذا الصوت المسموع ، كلما خالفت سحابة صاح بها ، فإذا اشتد غضبه طار النار من فيه فهي الصواعق ، واسم هذا الملك الرعد . قاله ابن عباسومجاهد وشهر بن حوشب وغيرهم .
2- الرعد : ملك ، وهذا الصوت تسبيحه.
3- الرعد : اسم الصوت المسموع. قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهو المعلوم في لغة العرب .
4-الرعد: ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت . روي عن بن عباس.
5-الرعد :اصطكاك أجرام السماء.
وأكثر العلماء أن الرعد : ملك وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب .

5:معنى{برق}
اختلف فيه على أقوال ذكرها ابن عطية وهي :
1-البرق : هو مخراق حديد بيد الملك يسوق به السحاب . قاله علي بن أبي طالب .
2-البرق : سوط نور بيد الملك يزجي به السحاب . قاله بن عباس .
3- البرق : ملك يتراءى . روي عن ابن عباس.
4-البرق : ماء . وهو قول ضعيف

6: معنى{الصواعق}
الصاعقة : هي الواقعة الشديدة من صوت الرعد يكون معها احيانا نار ، يقال إنها من المخراق الذي بيد الملك ، وقيل في قطعة النار أنها ماء يخرج من فم الملك عند غضبه .
ذكره ابن عطية وذكر نحوه ابن كثر بدون ضغفة النار إلى الملك.

7: معنى { محيط بالكافرين}
أي بعقابه أخذه . ذكره ابن عطية

8: المقصود بهذا المثل
اختلف أهل التأويل في المقصد بهذا المثل
فقال جمهور المفسرين : مثل الله تعالى القرآن بالصيب لما فيه من الإشكال عليهم. والعمى: هو الظلمات، وما فيه من الوعيد والزجر هو الرعد، وما فيه من النور والحجج الباهرة التي تكاد أن تبهرهم هو البرق وتخوفهم وروعهم وحذرهم هو جعل أصابعهم في آذانهم، وفضح نفاقهم، واشتهار كفرهم، وتكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة ونحوه هي الصواعق . ذكره ابن عطية
- وعل القول بأن المثل مضروب لنوع آخر من المنافقين وهم من يظهر لهم الحق تارة ويشكون تارة، فقلوبهم في حال شكهم زكفرهم وترددهم {كصيب} ، { وارعد} هو مايزعج قلوب المنافقين من الخوف والفزع ، والبرق: هو ما يلمع في قلوب هؤلاء الضّرب من المنافقين في بعض الأحيان من نور الإيمان
المسائل البلاغية

1: قلب الواو إلى ياء في قوله {صيب}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
- وأصل صيّب صيوب اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت، كما فعل في سيّد وميّت.
- وقال بعض الكوفيين: أصل صيّب صويب على مثال فعيل وكان يلزمه أن لا يعل كما لم يعل طويل، فبهذا يضعف هذا القول.

تفسير قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}

القراءات
1:القراءات في { يخطف أبصارهم}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ)
-قرأ جمهور الناس: «يخطف أبصارهم» بفتح الياء والطاء وسكون الخاء . وهو أفصح اللغات
- وقرأ علي بن الحسين ويحيى بن وثاب: «يخطف» بفتح الياء وسكون الخاء وكسر الطاء
- قرأ الحسن وأبو رجاء وعاصم الجحدري وقتادة: «يخطّف» بفتح الياء وكسر الخاء والطاء وتشديد الطاء
- حكى ابن مجاهد قراءة لم ينسبها إلى أحد «يخطّف» بفتح الياء والخاء وتشديد الطاء المكسورة
- حكى أبو عمرو الداني عن الحسن أيضا، أنه قرأ «يخطّف» بفتح الياء والخاء والطاء وشدها
- قال عبد الوارث: «رأيتها في مصحف أبي بن كعب «يتخطّف» بالتاء بين الياء والخاء
- قال الفراء: «قرأ بعض أهل المدينة بفتح الياء وسكون الخاء وشد الطاء مكسورة

2: القراءات في{أضاء}
وقرأ ابن أبي عبلة: «أضا لهم» بغير همز، وهي لغة . ذكرها ابن عطية

3:القرءات في {مشوا فيه}
- وفي مصحف أبي بن كعب: «مروا فيه. ذكرها ابن عطية».
-في قراءة ابن مسعود «مضوا فيه. ذكرها ابن عطية

4: القراءات في { أظلم}
-وقرأ الضحاك: «وإذا أظلم» بضم الهمزة وكسر اللام

5: القراءات في { لذهب بسمعهم وابصارهم}
- قرأ ابراهيم بن أبي عبلة: ولو شاء الله لأذهب أسماعهم وأبصارهم. ذكره ابن كثير

المسائل التفسيرية

1: معنى {يكاد}
فعل ينفي المعنى مع إيجابه ويوجبه مع النفي، فهنا لم يخطف البرق الأبصار. ذكره الزجاج

2: معنى {يخطف}
خطفت الشيء في اللغة واختطفته: أخذته بسرعة. ذكره الزجاج وابن عطية

3: معنى {يكاد البرق يخطف أبصارهم}
تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم، ومن جعل البرق في المثل الزجر والوعيد قال يكاد ذلك يصيبهم.ذكره ابن عطية وذكر نحوه ابن كثير

4: معنى {قاموا}
أي ثبتوا .ذكره ابن عطية

5: معنى قوله { كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا}
على معنيين
الأول: كلما سمع المنافقون القرآن وظهرت لهم الحجج أنسوا ومشوا معه، فإذا نزل من القرآن ما يعمون فيه ويضلون به أو يكلفونه قاموا أي ثبتوا على نفاقهم
الثاني: كلما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم وتوالت عليهم النعم قالوا دين محمد دين مبارك. وإذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة سخطوه وثبتوا في نفاقهم.ذكرهم ابن عطية وابن كثير

6: معنى { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}
أي لو شاء الله لأوقع بهم مايتخوفونه من الزجر والوعيد أو لفضحهم عند المؤمنين ولسط المؤمنين عليهم.ذكره ابن عطية

7: معنى {على كل شيء قدير}
لفظه العموم ومعناه عند المتكلمين على كل شيء يجوز وصفه تعالى بالقدرة عليه و{قديرٌ} بمعنى قادر، وفيه مبالغة، وخص هنا صفته التي هي القدرة بالذكر لأنه قد تقدم ذكر فعل مضمنه الوعيد والإخافة، فكان ذكر القدرة مناسبا لذلك . ذكره ابن عطية

8: الحكمة من ختم الآية بصفة القدرة
إنّما وصف اللّه تعالى نفسه بالقدرة على كلّ شيءٍ في هذا الموضع؛ لأنّه حذّر المنافقين بأسه وسطوته وأخبرهم أنّه بهم محيطٌ، و [أنّه] على إذهاب أسماعهم وأبصارهم قديرٌ، ومعنى {قديرٌ} قادرٌ. ذكره ابن كثير عن ابن جرير.

المسائل النحوية

الإعراب
1: اعراب {كلما}
وكلّما ظرف، والعامل فيه مشوا وهو أيضا جواب كلّما، ابن عطية
2: اعراب{أضاء}
وأضاء صلة ما. ابن عطية

المسائل اللغوية
1: اللغات في خطف
فيه لغتان
الأولى : يقال: خَطِفَ يخطَفُ ، وهي التي عليها القراءة لأنها اللغة العالية
الثانية : خطَف يخْطِفُ . قال بهما الزجاج

2: اللغات في {أضاء}
على لغتين
- "ضاء الشيء يضوء"
- و"أضاء يضيء"، وهذه اللغة الثانية هي المختارة.قالهما الزجاج

3: اللغات في {أظلم }
على لغتين
- أظلم. وهو المختار
- ظلم
قال بهما الزجاج

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1436هـ/27-12-2014م, 04:11 PM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي الفوائد السلوكية من الآيتين[131-132] من البقرة

الفوائد السلوكية من قوله تعالى
{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)}

آية [131]
1: أول صفة مدح الله بها خليله هو استسلامه لربه ، مما يدل على عظم هذه الصفة.
2: في مدح الله لأصفيائه بهذه الصفات حث للعباد على الاتصاف بها والتشبه بمن اصطفاه الله
3: لاتثبت قدم اسلام إلا على ظهر الإستسلام. قالها شيخ الإسلام
4:كلما زاد استسلام العبد لربه ارتفعت منزلته عنده .
5: وكلما زاد استسلامه لربه في الأمور الدينية والقدرية كلما زاد اطمئنان القلب وانشراحه ورضاه عن ربه
6: الاستسلام هو فعل قلبي يليه انقياد الجوارح ، فإذا تخلف الأول تخلف الثاني في الغالب.
7: في وصف الله نفسه بالربوبية في هذا المقام حث للعباد على الاستسلام له ،فالذي رباهم بنعمه الدينية والدنيوية أهل لأن ينقاد له العباد.

آية [132]
1: مشروعية الوصية عند الموت.

2: إن أولى مايوصي به المسلم عند إقتراب منيته هي : الوصية بالتوحيد
3: ويؤخذ منه ايضا الحث على أهمية تفقد الأباء لعقيدة الأبناء، فإذا كان هذا حال الأنبياء فغيرهم من باب أولى .
4: مجي الفعل بصيغة المبالغة ( وصى) يدل على كثرة تفقد ابراهيم عليه السلام لعقيدة بنيه ، غفيره من باب أولى.
5: الحث على ذكر محاسن الدين الإسلامي ومن أهمها أن الله أصطفاه لعباده المقربين ومن دونهم ورضيه منهم.
6: وصف الحنيفية الخالصة ب (ال) التعريف ، يدل على أنه الدين الوحيد المرضي عند الله ولادين سواه.
7:فيه أن من عاش على شيء مات عليه، فمن عاش على التوحيد مات على التوحيد.
8: مما يثبت العبد ويعينه على الثبات تذكر الموت وملاقاة الله
9: مشروية تذكير المدعويين بالموت وحثهم على إحسان العمل ليحسن لهم الختام
10: قال ابن كثير:
من قصد الخير وفّق له ويسّر عليه. ومن نوى صالحًا ثبت عليه
11: عظيم رحمة الله وسعة فضله أن من على من داوم على الطاعة أن يختم له بها.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 09:46 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهى بسيوني مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون }



القراءات


1- القراءات في قوله {ظلمات}

- قرأ الحسن بن أبي الحسن وأبو السمال «في ظلمات» بسكون اللام.

- وقرأ قوم «ظلمات» بفتح اللام.

- قال أبو الفتح: في ظلمات وكسرات ثلاث لغات: اتباع الضم الضم والكسر الكسر أو التخفيف بأن يعدل إلى الفتح في الثاني أو التخفيف بأن يسكن الثاني، وكل ذلك جائز حسن، فأما فعلة بالفتح فلا بد فيه من التثقيل اتباعا فتقول ثمرة وثمرات). [المحرر الوجيز: 1/ 132-136]. ذكر هذه القراءات ابن عطيه في تفسيره
[ حاولي أن تفرقي بين القراءات واللغات ]



المسائل التفسيرية:

1:لمن ضرب الله هذا المثل؟

هذا المثل ضربه الله للمنافقين كانوا يعتزون بالإسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء فلما ماتوا سلبهم الله هذا العز كما يسلب صاحب النار ضوئها ثم صارو الى العذاب الأليم . نقله ايضا ابن كثير عن ابن جرير ، و الحسن ابن أبي الحسن ، وقتادة ، والضحاك وغيرهم ،وهي رواية لابن عباس وذكر نحوه الزجاج

وقالت فرقة : هي فيمن آمن ثم كفر بالنفاق ، فكان إيمانه بمنزلة النار عند ضيائها، وكان كفره بمنزلة إنطفاء تلك النار وذهاب نورها. وهو قول ابن عباس وابن مسعود، وقال عطاء الخرساني نحوه، وإليه ذهب ابن كثير ورجحه .

واحتج لهذا المعنى: وهو كونهم أنهم كان معهم إيمان حقيقي ثم ارتكسوا ، بقوله تعالى :{ ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لايفقهون} ، وأن الآية التي احتج بها ابن جرير على أنهم لم يؤمنوا في وقت من الأوقات وهي قوله تعالى { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين} إنما كانت في حال كفرهم ونفاقهم.

2: مرجع الضمير في قوله { مثلهم}


يرجع الضمير في قوله { مثلهم } إلى المنافقين ، أي مثل حالهم أو فعلهم. ذكره الزجاج


3: معنى كلمة مثل


المثل : الشبه

ويطلق على شيئين:

1: مثل الشيء جرما .

2: ما تعقل النفس وتتوهمه .وهو المقصود في الآية هنا فقوله تعالى: {مثلهم كمثل} معناه: أن الذي يتحصل في نفس الناظر في أمرهم كمثل الذي يتحصل في نفس الناظر في أمر المستوقد.وعلى هذا النحو تأتي الآيات{ مثل الجنة } و{ليس كمثله شيء}. ذكرهم ابن عطية.



4:هل يصح ضرب مثل الجماعة بالواحد في قوله تعالى { مثلهم كمثل الذي } ؟

ذكر ابن كثير الأقوال التالية:

-قال ابن جرير : وصح ضرب مثل الجماعة بالواحد ، كما قال تعالى { رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت } ، أي كدوران عيني الذي يغشي عليه من الموت ، -وقال تعالى { ماخلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} .

-وقال بعضهم : أن تقدير الكلام هو : قصتهم كقصة الذي استوقد نارا.وذكره ايضا ابن عطية

-وقال بعضهم : أن المستوقد واحد لجماعة معه .

-وقال بعضهم : أن الذي هي بمعنى الذين هنا .وقاله ابن عطية ايضا

5: معنى قوله { استوقد}


لها معنيان

الأول: أوقد . على باب أفعل بمعنى استفعل

الثاني : استوقد : أي طلب من يوقد له النار . وهي على المشهور من باب استفعل .وهو المعنى المقصود في الآية كما يفهم من كلام ابن عطية وابن كثير.

6: وجه الشبه في فعل المنافقين بفعل {الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم}


-من قال أن الآية هي فيمن آمن ثم كفر بالنفاق ، فيكون على هذا وجه الشبه أن إيمانه بمنزلة النار عند ضيائها، وكان كفره بمنزلة إنطفاء تلك النار وذهاب نورها . وهو قول ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد ين أسلم وعطاء الخرساني وعكرمة وسدي والحسن والربيع بن أنس.

وقالت فرقة : أن إظهارهم الإسلام ومعاشرتهم المسلمين ومناكحتهم وموارثتهم بمنزلة إضاءت النار حتى إذا ماتوا إنطفأ عنهم ذلك النور .وهو قول قتاده والحسن البصري

-وقالت فرقة : إن إقبال المنافقين على المسلمين وكلامهم معهم كالنار وذهابهم وارتكاسهم عند مردتهم كذهابها. وهو قول ابن جرير ومجاهد

-وقالت فرقة: أن المنافقين كانوا عند رسول الله والمؤمنين بمنزلة ظاهرهم فلما فضحهم الله بنفاقهم سقطت تلك المنزلة ، فكان ذلك كله بمنزلة النار وانطفائها.

-وقالت فرقة منهم قتادة : أن نطقهم ب ( لا إله الا الله ) والقران كإضاءة النار ، واعتقادعم الكفر كانطفائها .
هذه الأوجه ذكرها ابن عطية وابن كثير



6: مرجع الضمير في قوله تعالى{ نورهم}

على قولين:

الأول : يعود الضمير في (نورهم) على (الذي)

وهذا على قول من قال أن جواب(لما) هو (ذهب).

وعلى هذا القول يتم تمثيل المنافق بالمستوقد ، لأن بقاء المستوقد في ظلمات لايبصر، كبقاء المنافق على الإختلاف المتقدم .

الثاني: الضمير في (نورهم) على هذا للمنافقين .على القول أن جواب(لما) مضمر تقديره طفئت.

وعلى هذا القول يكون الإخبار عن حال تكون في الآخرة وهو قوله تعالى { فضرب بينهم بسور له باب} . وقال القاضي أبو محمد : وهذا القول غير قوي .

7:معنى قوله تعالى { ذهب الله بنورهم }

أي ذهب عنهم ماينفعهم وهو النور وأبقى لهم مايضرهم وهو الإحراق والدخان . ذكره ابن كثير .



8: معنى قوله: {تركهم في ظلمات }

قيل في عذاب إذا ماتوا ، وقيل : في ظلمات الشك والكفر والنفاق . على الخلاف المذكور آنفا .




9:معنى { لايبصرون }

قال ابن كثير: لا يهتدون إلى سبل خيرٍ ولا يعرفونها



10- مقصد الآية:

شبه الله حال المنافقين كحال من استوقد نارا من غيره ولم تكن عنده معدة، وهذا يدل على شدة حوجته لها ، فلما أنتفع بهذه النار وأبصر بها ماحوله وعرف بها مايتقي واستأنس بها ، إذ طفيء ضوئها فأصبح في ظلمة ووحشة شديدة لايعرف مايتقي ولايبصر ما حوله . فذهب منها ما ينفعهم وهو النور والضياء وأبقى لهم مايضرهم وهو الإحراق والدخان. وهكذا هو حال المنافقين فبعد أن استضاءو بنور الإسلام وعرفوا هديه إذ سلبوا هذا النور فأصبحو في ظلمات الحيرة والشك والنفاق. مجمل ماذكره ابن عطيه وابن كثير



المسائل اللغوية :
الإعراب


1:اعراب {مثلُهُم}

مثلُهُم: مرفوعة بالإبتداء والخبر الكاف في قوله كمثل، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره مثلهم مستقركمثل.ذكره ابن عطية


2:اعراب { أضاءت ما حوله }


على قولين:

قيل: أنها تتعدى لأنها نقل بالهمزة من ضاء ، وعلى هذا (ما) مفعوله .

وقيل : أنها لاتتعدى ، لأنه يقال ضاء وأضاء بمعنى واحد وعلى هذا (ما) زائدة ، وحوله ظرف.ذكرهما ابن عطية


.المسائل النحوية


1:جواب ( لما )


قال جمهور النحاة : أن جواب (لما) ذهب ، ويعود الضمير في (نورهم) على هذا القول على الذي.

وقال قوم : جواب (لما) مضمر، وهو طفئت ، والضمير في (نورهم) على هذا للمنافقين .ذكرهما ابن عطية


2:متى يجوز حذف الخبر ؟


قال ابن عطية: ويجوز حذف خبر الايتداء إذا كان الكلام دالا عليه.



3:يستخدم اسم الإشارة الذي للواحد والجمع


قال ابن عطية: قال النحويون: الذي اسم مبهم يقع للواحد والجميع. ذكره ابن عطية
[ الإعراب من المسائل النحوية ]


4:مجيء الفعل أفعل بمعنى استفعل [ هذه المسألة تتبع مسائل الصرف ]


قال ابن عطية: قد جاء استفعل بمعنى أفعل أجاب واستجاب ومنه قول الشاعر [كعب بن سعد الغنوي]

وداع دعا يا من يجيب إلى الندى ....... فلم يستجبه عند ذاك مجيب

وأخلف لأهل واستخلف إذا جلب لهم الماء، ومنه قول الشاعر:

ومستخلفات من بلاد تنوفة ....... لمصفرة الأشداق حمر الحواصل
ذكره ابن عطية

[ مسألة بلاغية ]


5:الإلتفات من الواحد إلى الجمع

قال ابن كثير : وقد التفت من الواحد الى الجمع أثناء المثل في قوله تعالى :{ فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون صم بكم عمي فهم لايرجعون } وهذا أفصح في الكلام ، وأبلغ في النظام.
تفسير قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
القراءات :

1: القراءات في {صم بكم عمي}

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه) : قرأ عبد الله بن مسعود وحفصة أم المؤمنين رضي الله عنهما. «صما، بكما، عميا» بالنصب ـ

[ لا يكون العرض بهذه الطريقة وإنما نعرض القراءة ثم من قرأ بها ثم من ذكرها من المفسرين ]

المسائل التفسيرية:

1:معنى {صم}

الأصم: الذي لايسمع. ذكره ابن عطية



2:معنى { بكم}

الأبكم : الذي لاينطق ، ولايفهم ، فإذا فهم فهو الأخرس ، وقيل الأبكم والأخرس بمعنى واحد. ذكره وابن عطية والزجاج



3:معنى {صم بكم عمي}

أي لايسمعون الهدى ولايبصرونه ولايعقلونه . ذكره ابن كثير



4:وجه الشبه بين حال المنافقين وقوله تعالى :{ صم بكم عمي}

قال ابن عطية : ووصفهم بهذه الصفات إذ أعمالهم من الخطأ وقلة الإجابة كأعمال من هذه صفته .

5:معنى قوله { فهم لايرجعون}

على قولين

الأول : إخبار منه تعالى أنهم لايؤمنون بوجه . ذكره ابن عطية وضعفه .وهو مايفهم من كلام ابن كثير

الثاني : أي لا يرجعون على هدى مادام هذا حالهم .وهو مارجحه ابن عطية لأن الآية لم تذكر في معينيين ، وكل أحد معرض للرجوع ومدعو له



المسائل النحوية

الإعراب
1: اعراب قوله {صم بكم عمي}


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه )ـ

- { صم بكم عمي } : رفع على خبر الإبتداء . كأنه قيل هؤلاء الذين قصتهم هذه القصة { صم بكم عمي} ، أو يكون ذلك على تقدير تكرار أولئك ، أو إضمار هم.

- من قرأ (صما بكما عميا ) فهي منصوبة على الحال أو على الذم وهو ضعيف.


تفسير قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)}



القراءات

1:القراءات في قوله {من الصواعق}

قرأ الحسن بن أبي الحسن «من الصواقع» بتقديم القاف ، ذكره ابن عطية وابن كثير



2: القراءات في قوله{ حذر الموت}

قرأ الخليل بن مزاحم {حذر الموت} (حذار الموت) ، بكسر الحاء وبألف .ذكره ابن كثير



المسائل التفسيرية


1:سبب ضرب المثل

- وروي عن ابن مسعود أنه قال: «إن رجلين من المنافقين هربا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله وأيقنا بالهلاك، فقالا: ليتنا أصبحنا فنأتي محمدا ونضع أيدينا في يده، فأصبحا وأتياه وحسن إسلامهما، فضرب الله ما نزل بهما مثلا للمنافقين

- وقال أيضا ابن مسعود: «إن المنافقين في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا القرآن، فضرب الله المثل لهم»




2: من المراد بهذا المثل ؟

على قولين

الأول : أنه مثل آخر ضربه الله لضرب آخر من المنافقين .ذكره ابن كثير

الثاني :أنهم ضرب واحد من المنافقين وأن (أو) للتخير أي مثلوهم بهذا أو بهذا .ذكره ابن عطيه والزجاج



3: معنى {صيب}

الصيب : المطر ، من صاب يصوب إذا انحط من علو إلى أسفل . وهو قول ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة ، وأبو العالية ومجاهد وعطاء وغيرهم. ذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج

وقيل : الصيب السحاب . ذكره ابن عطية . وقال : الأشهر القول الأول .



3: معنى{ظلمات}

ظلمات : هي ظلمة الليل وظلمة الدجن ، ومن حيث تتراكب ، وتتزايد جمعت . وكون الدجن مظلما هول وغم للنفس، بخلاف السحاب والمطر إذا انجلى دجنه، فإنه سارّ جميل ذكرها ابن عطية .



4: معنى{رعد}

اختلف في معناه على أقوال ذكرها ابن عطية وهي :

1- الرعد : هو ملك يزجر السحاب بهذا الصوت المسموع ، كلما خالفت سحابة صاح بها ، فإذا اشتد غضبه طار النار من فيه فهي الصواعق ، واسم هذا الملك الرعد . قاله ابن عباسومجاهد وشهر بن حوشب وغيرهم .

2- الرعد : ملك ، وهذا الصوت تسبيحه.

3- الرعد : اسم الصوت المسموع. قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهو المعلوم في لغة العرب .

4-الرعد: ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت . روي عن بن عباس.

5-الرعد :اصطكاك أجرام السماء.

وأكثر العلماء أن الرعد : ملك وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب .



5:معنى{برق}

اختلف فيه على أقوال ذكرها ابن عطية وهي :

1-البرق : هو مخراق حديد بيد الملك يسوق به السحاب . قاله علي بن أبي طالب .

2-البرق : سوط نور بيد الملك يزجي به السحاب . قاله بن عباس .

3- البرق : ملك يتراءى . روي عن ابن عباس.

4-البرق : ماء . وهو قول ضعيف



6: معنى{الصواعق}

الصاعقة : هي الواقعة الشديدة من صوت الرعد يكون معها احيانا نار ، يقال إنها من المخراق الذي بيد الملك ، وقيل في قطعة النار أنها ماء يخرج من فم الملك عند غضبه .

ذكره ابن عطية وذكر نحوه ابن كثر بدون ضغفة النار إلى الملك.



7: معنى { محيط بالكافرين}

أي بعقابه أخذه . ذكره ابن عطية



8: المقصود بهذا المثل

اختلف أهل التأويل في المقصد بهذا المثل

فقال جمهور المفسرين : مثل الله تعالى القرآن بالصيب لما فيه من الإشكال عليهم. والعمى: هو الظلمات، وما فيه من الوعيد والزجر هو الرعد، وما فيه من النور والحجج الباهرة التي تكاد أن تبهرهم هو البرق وتخوفهم وروعهم وحذرهم هو جعل أصابعهم في آذانهم، وفضح نفاقهم، واشتهار كفرهم، وتكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة ونحوه هي الصواعق . ذكره ابن عطية

- وعل القول بأن المثل مضروب لنوع آخر من المنافقين وهم من يظهر لهم الحق تارة ويشكون تارة، فقلوبهم في حال شكهم زكفرهم وترددهم {كصيب} ، { وارعد} هو مايزعج قلوب المنافقين من الخوف والفزع ، والبرق: هو ما يلمع في قلوب هؤلاء الضّرب من المنافقين في بعض الأحيان من نور الإيمان

المسائل البلاغية



1: قلب الواو إلى ياء في قوله {صيب} [ مسألة صرفية ]


قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :

- وأصل صيّب صيوب اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت، كما فعل في سيّد وميّت.

- وقال بعض الكوفيين: أصل صيّب صويب على مثال فعيل وكان يلزمه أن لا يعل كما لم يعل طويل، فبهذا يضعف هذا القول.



تفسير قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}



القراءات

1:القراءات في { يخطف أبصارهم}

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ)

-قرأ جمهور الناس: «يخطف أبصارهم» بفتح الياء والطاء وسكون الخاء . وهو أفصح اللغات

- وقرأ علي بن الحسين ويحيى بن وثاب: «يخطف» بفتح الياء وسكون الخاء وكسر الطاء

- قرأ الحسن وأبو رجاء وعاصم الجحدري وقتادة: «يخطّف» بفتح الياء وكسر الخاء والطاء وتشديد الطاء

- حكى ابن مجاهد قراءة لم ينسبها إلى أحد «يخطّف» بفتح الياء والخاء وتشديد الطاء المكسورة

- حكى أبو عمرو الداني عن الحسن أيضا، أنه قرأ «يخطّف» بفتح الياء والخاء والطاء وشدها

- قال عبد الوارث: «رأيتها في مصحف أبي بن كعب «يتخطّف» بالتاء بين الياء والخاء

- قال الفراء: «قرأ بعض أهل المدينة بفتح الياء وسكون الخاء وشد الطاء مكسورة



2: القراءات في{أضاء}

وقرأ ابن أبي عبلة: «أضا لهم» بغير همز، وهي لغة . ذكرها ابن عطية




3:القرءات في {مشوا فيه}

- وفي مصحف أبي بن كعب: «مروا فيه. ذكرها ابن عطية».

-في قراءة ابن مسعود «مضوا فيه. ذكرها ابن عطية



4: القراءات في { أظلم}

-وقرأ الضحاك: «وإذا أظلم» بضم الهمزة وكسر اللام



5: القراءات في { لذهب بسمعهم وابصارهم}

- قرأ ابراهيم بن أبي عبلة: ولو شاء الله لأذهب أسماعهم وأبصارهم. ذكره ابن كثير



المسائل التفسيرية


1: معنى {يكاد}

فعل ينفي المعنى مع إيجابه ويوجبه مع النفي، فهنا لم يخطف البرق الأبصار. ذكره الزجاج



2: معنى {يخطف}

خطفت الشيء في اللغة واختطفته: أخذته بسرعة. ذكره الزجاج وابن عطية

[ التفاصيل اللغوية في هذه المسألة والتي قبلها تلحق بالمسائل اللغوية ]

3: معنى {يكاد البرق يخطف أبصارهم}

تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم، ومن جعل البرق في المثل الزجر والوعيد قال يكاد ذلك يصيبهم.ذكره ابن عطية وذكر نحوه ابن كثير



4: معنى {قاموا}

أي ثبتوا .ذكره ابن عطية



5: معنى قوله { كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا}

على معنيين

الأول: كلما سمع المنافقون القرآن وظهرت لهم الحجج أنسوا ومشوا معه، فإذا نزل من القرآن ما يعمون فيه ويضلون به أو يكلفونه قاموا أي ثبتوا على نفاقهم

الثاني: كلما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم وتوالت عليهم النعم قالوا دين محمد دين مبارك. وإذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة سخطوه وثبتوا في نفاقهم.ذكرهم ابن عطية وابن كثير



6: معنى { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}

أي لو شاء الله لأوقع بهم مايتخوفونه من الزجر والوعيد أو لفضحهم عند المؤمنين ولسط المؤمنين عليهم.ذكره ابن عطية



7: معنى {على كل شيء قدير}

لفظه العموم ومعناه عند المتكلمين على كل شيء يجوز وصفه تعالى بالقدرة عليه و{قديرٌ} بمعنى قادر، وفيه مبالغة، وخص هنا صفته التي هي القدرة بالذكر لأنه قد تقدم ذكر فعل مضمنه الوعيد والإخافة، فكان ذكر القدرة مناسبا لذلك . ذكره ابن عطية



8: الحكمة من ختم الآية بصفة القدرة

إنّما وصف اللّه تعالى نفسه بالقدرة على كلّ شيءٍ في هذا الموضع؛ لأنّه حذّر المنافقين بأسه وسطوته وأخبرهم أنّه بهم محيطٌ، و [أنّه] على إذهاب أسماعهم وأبصارهم قديرٌ، ومعنى {قديرٌ} قادرٌ. ذكره ابن كثير عن ابن جرير.



المسائل النحوية


الإعراب
1: اعراب {كلما}

وكلّما ظرف، والعامل فيه مشوا وهو أيضا جواب كلّما، ابن عطية

2: اعراب{أضاء}

وأضاء صلة ما. ابن عطية


المسائل اللغوية


1: اللغات في خطف

فيه لغتان

الأولى : يقال: خَطِفَ يخطَفُ ، وهي التي عليها القراءة لأنها اللغة العالية

الثانية : خطَف يخْطِفُ . قال بهما الزجاج



2: اللغات في {أضاء}

على لغتين

- "ضاء الشيء يضوء"

- و"أضاء يضيء"، وهذه اللغة الثانية هي المختارة.قالهما الزجاج



3: اللغات في {أظلم }

على لغتين

- أظلم. وهو المختار

- ظلم

قال بهما الزجاج




أحسنتِ أختي سهى ، فقط بعض الملحوظات اليسيرة :
- المسائل الخلافية :
نظمي الأقوال :
القول الأول : ....... ذكره فلان.
القول الثاني : ..... ذكره فلان.
والراجح ..... لـــ :
1:
2: فتذكرين أدلة القول الراجح وعلة القول المرجوح.

وقد فعلتِ ذلك في معظم المسائل لكن فاتكِ ذلك في البعض الآخر مثل مسألة : " لمن ضرب الله هذا المثل؟ " وقد أحسنتِ في استيعاب أقوال هذه المسألة ، ولكن لم ترتبيها بهذه الطريقة.
- الملحوظة الأخرى على طريقة الجمع بين الأقوال ، وستتبين لكِ بإذن الله مع دورة أنواع التلخيص.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15 [أرجو التفريق بين مواضع همزة الوصل وهمزة القطع ]
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 95 %
درجة الملخص = 10 / 10

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 جمادى الأولى 1436هـ/19-02-2015م, 09:53 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهى بسيوني مشاهدة المشاركة
الفوائد السلوكية من قوله تعالى
{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)}

آية [131]
1: أول صفة مدح الله بها خليله هو استسلامه لربه ، مما يدل على عظم هذه الصفة.
2: في مدح الله لأصفيائه بهذه الصفات حث للعباد على الاتصاف بها والتشبه بمن اصطفاه الله
3: لاتثبت قدم اسلام إلا على ظهر الإستسلام. قالها شيخ الإسلام
4:كلما زاد استسلام العبد لربه ارتفعت منزلته عنده .
5: وكلما زاد استسلامه لربه في الأمور الدينية والقدرية كلما زاد اطمئنان القلب وانشراحه ورضاه عن ربه
6: الاستسلام هو فعل قلبي يليه انقياد الجوارح ، فإذا تخلف الأول تخلف الثاني في الغالب.
7: في وصف الله نفسه بالربوبية في هذا المقام حث للعباد على الاستسلام له ،فالذي رباهم بنعمه الدينية والدنيوية أهل لأن ينقاد له العباد.

آية [132]
1: مشروعية الوصية عند الموت.

2: إن أولى مايوصي به المسلم عند إقتراب منيته هي : الوصية بالتوحيد
3: ويؤخذ منه ايضا الحث على أهمية تفقد الأباء لعقيدة الأبناء، فإذا كان هذا حال الأنبياء فغيرهم من باب أولى .
4: مجي الفعل بصيغة المبالغة ( وصى) يدل على كثرة تفقد ابراهيم عليه السلام لعقيدة بنيه ، غفيره من باب أولى.
5: الحث على ذكر محاسن الدين الإسلامي ومن أهمها أن الله أصطفاه لعباده المقربين ومن دونهم ورضيه منهم.
6: وصف الحنيفية الخالصة ب (ال) التعريف ، يدل على أنه الدين الوحيد المرضي عند الله ولادين سواه.
[ فما هي الفائدة السلوكية التي نستفيدها من هذه الفائدة اللغوية ؟ ] مثلا الفائدة 5 تصلح أن تكون فائدة سلوكية مستخلصة من هذا المعنى لأن يقيننا بأن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد المرضي عن الله يحثنا على الدعوة إليه وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
7:فيه أن من عاش على شيء مات عليه، فمن عاش على التوحيد مات على التوحيد.
8: مما يثبت العبد ويعينه على الثبات تذكر الموت وملاقاة الله
9: مشروية تذكير المدعويين بالموت وحثهم على إحسان العمل ليحسن لهم الختام
10: قال ابن كثير:
من قصد الخير وفّق له ويسّر عليه. ومن نوى صالحًا ثبت عليه
11: عظيم رحمة الله وسعة فضله أن من على من داوم على الطاعة أن يختم له بها.
[هذه أيضًا ليست فائدة سلوكية وإنما نستخرج منها فائدة سلوكية بالحرص على الثبات على الطاعة رجاء أن يختم الله لنا بالطاعات ]

حاولي التفريق بين الفائدة السلوكية وغيرها ، الفائدة السلوكية ماذا أستفيد من الآية لأغير من سلوكي فأفعل كذا وكذا ..
الدرجة النهائية :
10 / 10
بارك الله فيكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir