صفحة الطالبة: أم عبد الله آل عثمان / مجموعة التفسير

[أم عبد الله آل عثمان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفحتي لتطبيقات القراءة المنظمة
أسأل الله توفيقه وعونه

[أم عبد الله آل عثمان]

أبدأ بكتاب / دروس البلاغة
تاليف/ حفني ناصف وآخرون
شرح/ الشيخ ابن عثيمين
تحقيق / محمد فلاح المطيري

[أم عبد الله آل عثمان]

بدأت بدراسة كتاب "دروس البلاغة " كما أوصى شيخنا الفاضل والأستاذة ساجدة
هذا تلخيصٌ لما درسته:


الفصاحة :

- تعريف الفصاحة لغة واصطلاحًا
الفصاحة لغة: تنبئ عن البيان والظهور، يقال : أفصح الصبي في منطقه إذا بان وظهر كلامه
وفي الاصطلاح تقع وصفًا للكلمة والكلام والمتكلم

فصاحة الكلمة:
لا بد من توافر ثلاثة شروط لتكون الكلمة فصيحة :
1- سلامتها من تنافر الحروف
وهو صعوبة النطق بالكلمة وعسرها على اللسان وثقلها
وهو نوعان :
- ثقل شديد ، مثل: (الهعخع ): لنبات ترعاه الأبل
- ثقل بسيط : مثل الشظ : للموضع الخشن
2- مخالفة القياس الصرفي أو النحوي
كالفك في موضع الادغام مثل: موددة ، والفصيح : مودَّة
ونحو: جمع بوق على بوقات ، فهذا يخالف القياس الصرفي لأن بوق تُجمع على أبواق
ويُستثنى من ذلك : ما استثني من القواعد الصرفية وهو مخالف للقياس ، كـ(مسجِد) فقياسه (مسجَد)حسب قواعد الصرف لكن لأن جرت لغة العرب على نطقه بالكسر
3- الغرابة
أن تكون الكلمة غير ظاهرة المعنى، أو لا تستعمل إلا قليلًا
نحو : ( تكأكأ) : بمعنى اجتمع
وكقول الحريري: وطالما مر بي كلب وفي فمه ثور *** ولكنه ثور بلا ذنب
يعني بالثور هنا : قرص البقل ، وهذا لا يستعمل في اللغة إلا قليلًا

*فصاحة الكلام:
يشترط لذلك سلامته من:
1- تنافر الكلمات مجتمعة
مثال: وليس قرب قبر حرب قبر
فبالنسبة للكلمة الواحدة لا يوجد تنافر لكن عند ضم الحروف لبعضها يكون التنافر
2- ضعف التأليف
كون الكلام غير جارِ على القياس النحوي المشهور (قيده بالمشهور : لأنه ولو جرى على خلاف القياس النحوي المتفق عليه فإنه يكون كلامًا فاسدًا )
كالاضمار قبل الذكر لفظًا ورتبة
مثال: جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر *** وحسن فعل كما يجزى سنمار
الضمير هنا عائد على أبي الغيلان وهو متأخرٌ لفظًا ورتبة (مفعول به)، والمشهور أن الضمير لا يعود على متأخرٍ لفظًا ورتبة
3- التعقيد :
وهو أن يكون الكلام خفي الدلالة على المعنى المراد ، وهو نوعان:
1- خفاء لفظي : بسبب تقديم أو تأخير أو فصل
2- خفاء معنوي: بسبب استعمال كنايات ومجازات لا يُفهم المراد منها
مثال: نشر الملك ألسنته على المدينة ، بمعنى نشر جواسيسه
- تتابع الإضافات : وهو كون الاسم مضافًا إضافة متداخلة غالبًا

* فصاحة المتكلم:
ملكة يستطيع بها التعبير عن المقصود بكلام فصيح في أي غرض كان
وهي نوعان:
- غريزية
- مكتسبة : بأن ينميها بالتمرن على الخطابة

[أم عبد الله آل عثمان]

الدرس الثاني: البلاغة

* تعريف البلاغة:
لغة : الوصول والانتهاء ، تقول بلغت المنزل
اصطلاحًا: تطلق على الكلام والمتكلم
(خرجت الكلمة لأنها لا يُتوصل بها – بمفردها-إلى الغرض والغاية المقصودة)
* بلاغة الكلام:
تتضمن أمرين:
1- مراعاته لمقتضى الحال
الحال: الأمر الحامل للمتكلم ليورد عبارته على صورة مخصوصة
المقتضى : صورة مخصوصة تورد عليها العبارة
مثلا عند مخاطبتنا لذكي (حال) نراعي الإيجاز (مقتضى) فنوجز (فعلنا هذا مطابقة للمقتضى)
2- فصاحته (ويتضمن فصاحة كلماته )
فكل كلام فصيح بليغ ، وليس كل كلام بليغ فصيح، وإذا فقدت الفصاحة فقدت البلاغة وإن فقدت البلاغة قد تفقد الفصاحة وقد لا تفقد
* بلاغة المتكلم:
ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بكلام بليغ

[أم عبد الله آل عثمان]

مقدمة عن علم المعاني
* تعريفه:
هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي يطابق بها مقتضى الحال فتختلف صور الكلام لاختلاف الأحوال
مثال: قوله تعالى (وإنا لا ندري أشرٌّ أُرِيد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدًا)
فهنا مراعاة مقتضى الحال في:
- قوله (أريد): بناء الفعل لما لم يسم فاعله، لأن الحال يقتضي عدم إضافة الشر لله سبحانه
- قوله (أراد) : بناء الفعل للمعلوم، لمراعاة حال نسبة الخير لله سبحانه
(ربهم): لأن الرب أخص فيما يتعلق بأفعال الرب من الإله
* ينحصر الكلام على هذا العلم في ستة أبواب:
الخبر والإنشاء،....
1- الخبر والإنشاء
الكلام كله إما خبر أو إنشاء
* تعريف الخبر:
ما يصح أن يقال لقائله صادق أو كاذب
مثالك سافر محمد
(والصدق هنا: مطابقة الواقع، والكذب عدم مطابقته)
* وأنواعه:
- الجملة الاسمية
تفيد الاستمرار، وثبوت المسند للمسند إليه
- الجملة الفعلية
موضوعة لإفادة الحدوث في زمن مخصوص مع الاختصار، (وقد تفيد الاستمرار إن كان الفعل مضارعًا)
مثال:كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين والجمعة بـ (سبح اسم ربك الأعلى ) و(هل أتاك حديث الغاشية)
* الغرض من إلقاء الخبر:
- إفادة المخاطب الحكم "فائدة الخبر" الذي تضمنته الجملة
مثال: حضر زيد
- إفادة أن المتكلم عالم به(لازم الفائدة)
مثال:أنت حضرت أمس
* أنواع الخبر من حيث التوكيد وعدمه:
1- ابتدائي:
هو ما خلا من التوكيد ، و يكون - في الأصل- لمخاطبة خالي الذهن
(وهو الأصل في المخاطبة ، لأن التوكيد زيادة في المبنى فإن لم تكن لها حاجة فلا فائدة منها)
2- طلبي
ما أُكِّد بمؤكد واحد ، ويكون- في الأصل- لمخاطبة المتردد
3- إنشائي
ما أُكِّد بمؤكد بمؤكدين أو أكثر، ويكون - في الأصل- لمخاطبة المنكر
أدوات التوكيد:
- إن وأن المخففتين والمثقلتين
- لام الابتداء (لزيد قائم)
- حروف التنبيه (لا أقسم بيوم القيامة)
- القسم
- نوني التوكيد الثقيلة والخفيفة
- الحروف الزائدة (مثل الباء ( وكفى بالله شهيدًا) و من (ما اتخذ الله من ولد))
- التكرير (قم قم)
- قد
- إمَّا الشرطية (فأما اليتيم فلا تقهر)
- كون الجملة اسمية
- ضمير الفصل (ذلك بأن الله هو الحق)
* أركان الجملة:
1- المسند (المحكوم عليه)
وأنواعه:
1- الخبر
2- الفعل التام
3- المفعول الثاني لظن وأخواتها
4- المفعول الثالث لأرى وأخواتها
5- خبر النواسخ
6- اسم الفعل
7- المبتدأ المكتفي بمرفوعه (مثل: أقائمٌ زيد)
8- المصدر النائب عن فعل الأمر (سعيًا في الخير)
2- المسند إليه (المحكوم له):
1- الخبر
2- الفاعل
3- نائب الفاعل
4- أسماء النواسخ
5- المفعول الأول لظن وأخواتها
6- المفعول الثاني لأرى واخواتها
والقيود هي : التوابع والنواسخ وأدوات الشرط وأدوات النفي والمفاعيل والحال والتمييز

[أم عبد الله آل عثمان]

الإنشاء:
1: غير طلبي
2: طلبي: يستدعي مطلوبًا غير حاصل في وقت الطلب

ويشمل الآتي: (الأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء)

أولا: الأمر

طلب الفعل على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة
طلب الفعل : خرج منه طلب الترك (نهي)
على وجه الاستعلاء : خرج منه الالتماس (طلب من مساوٍ )، والدعاء (طلب الأدنى من الأعلى)
وله أربع صيغ:

- فعل الأمر ( خذ الكتاب بقوة)
- المضارع المقرون باللام (لينفقْ ذو سعة من سعته)
- اسم فعل الأمر (حيّ على الفلاح)
- المصدر النائب عن فعل الأمر (سعًيا في الخير)

وقد تخرج صيغ الأمر إلى معانٍ أخرى:

- الدعاء : من المخلوق للخالق
- الالتماس : من مخلوق لمخلوق مساو له
- التمني: ويكون عادة عند مخاطبة من لا يعقل (ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي)
- التهديد (اعملوا ما شئتم)
- التعجيز : (وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله)
يا لبكر انشروا لي كليبا *** يا لبكر أين اين الفرار
- التسوية : اصبروا أو لا تصبروا

ثانيًا: النهي

طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة (لا الناهية)

وقد تخرج صيغ النهي إلى معانٍ أخرى:

- الدعاء (ربنا لا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا)
- الالتماس (تقول لمن يساويك: لا تبرح من مكانك حتى ارجع إليك)
- التمني : يكون في مخاطبة من لا يعقل (يا ليل طل ..يا صبح لا تطلع)
- التهديد (كقولك لخادمك: لا تطع غيري)

• 
  

- الاستفهام
طلب الفهم أي طلب الإعلام بالشيء
أدواته:
الهمزة : لطلب التصور أو التصديق
- طلب التصور (إدراك المفرد) :
أعلي سافر أم خالد
الحكم معلوم (السفر) لكن تريد تعيين من سافر، فيكون الجواب بالتعيين (علي مثلا)
ويكون المسؤول عنه في التصور ما يلي الهمزة ، ويكون له معادل يذكر بعد (أم) ، وقد لا يذكر المعادل إن كان معلومًا
- التصديق (إدراك النسبة "الحكم") :
أسافر علي؟
ويكون الجواب هنا بنعم أو لا ظن
والمسؤول عنه في التصديق النسبة وليس له معادل وإن ذكرت أم فتكون بمعنى بل
ويستفهم بالهمزة عن الآتي:
عن المسند إليه: أأنت فعلت هذا أم يوسف ؟
عن المسند: أراغب أنت عن الأمر أم راغب فيه
وعن المفعول: أإياي تقصد أم خالد
وعن الحال: أراكبًا جئت أم ماشيًا
وعن الظرف: أيوم الخميس أتيت أم الجمعة
هل
لطلب التصديق فقط ويمتنع معها ذكر المعادل
وهي إما أن تكون بسيطة لو سألنا بها عن وجود شيء في نفسه (هل العنقاء موجودة)
أو مركبة حين نسأل عن صفة في شيء (هل تبيض العنقاء وتفرخ؟)
ما
لها ثلاثة استخدامات:
شرح الاسم (ما العسجد؟)
معرفة حقيقة المسمى (ما الإنسان)
معرفة حال المذكور (كقولك لقادم عليك : ما أنت؟، فيقول : "صديق ، قريب، ابن عمك" مثلا، ولا يصح أن يقول "فلان" ، لأن "فلان" تعيين )
من
لتعيين العقلاء
أين
لتعيين الزمان
أيان
لتعيين الزمان المستقبل خاصة، وتكون للتهويل (أيّان يبعثون)
متى
تعيين الزمان
كيف
تعيين الحال
كم
تعيين عدد مبهم
أنى
تأتي بثلاث معانٍ:
- كيف ( أنَّى يحيي هذه الله بعد موتها)
- متى (أنى تكون زيادة النيل)
- من أين (أنَّى لك هذا)
أي:
تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما ، ويسـأل بها في الزمان والمكان والحال والعدد والعاقل وغيره حسب ما تضاف إليه
مثال: أي الفريقين خيرٌ مقامًا
وقد تخرج ألفاظ الاستفهام إلى معان أخرى غير الاستفهام :
- التسوية (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)
- الإنكار(أغير الله تدعون)
- النفي ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
- التحقير (أهذا الذي حدثتني عنه)
- الأمر ((فهل أنتم منتهون)
- النهي (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين)
- التشويق (هل أدلكم على تجارة تنجيكم...)
- التعظيم (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)
- التمني
هو طلب شيء محبوب لا يرجى حصوله لكونه مستحيلا (ألا ليت الشباب يعود يومًا) ، أو بعيد الوقوع (كقول المعسر " ليت لي ألف دينار"
الفرق بين التمني والترجي:
التمني فيما لا يتوقع حصوله
الترجي فيما يتوقع حصوله فترقب حصوله يسمى ترجيًا، ويعبر عنه بعسى ولعل
أدوات التمني:
الأداة الأصلية: ليت
- هل (هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا )
- لو (لو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين)
- لعل (أسرب القطا هل من يعير جناحه ** لعلي إلى من هويت أطير)
- النداء
طلب الإقبال بحرف ناب مناب "أدعو"
أدواته:
أ، أي (للقريب) ، يا،آ، آيْ، أيا، هيا (للبعيد)، وا (للندبة)
وقد ينزل القريب منزلة البعيد:
1- لعظيم شأنه ورفيع منزلته (مثل: أيا مولاي )
2- لدنو المنزلة
3- لغفلته (يا رجل ، افهم)
وقد ينزل البعيد منزلة القريب:
لشدة استحضاره في ذهن المتكلم كأنه حاضر معه !
أسكان نعمان الأراك تيقنوا *** بأنكم في ربع قلبي سكان

[أم عبد الله آل عثمان]

الذكر والحذف:
من دواعي الذكر:
1- زيادة التقرير والتوضيح ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)
وكل مهتد مفلح ، فجملة وأولئك هم المفلحون إنما جاءت لزيادة التقرير
2- التسجيل على السامع حتى لا يستطيع الإنكار (هل أقر زيد هذا أن لك عنده مال؟، فتقول نعم أقر زيد هذا بذلك)
فيسجل على السامع فلا يقول أردت زيدًا غير هذا
من دواعي الحذف:
1- إخفاء الأمر عن غير المخاطب (كقولك : أقبل ، تريد عليًا )
2- ضيق المقام ، وله سببان:
* التوجع(قيل لي ما أنت ، قلت عليل *** سهرٌ دائم وحزن طويل)
فحذف المبتدأ في الجملتين: (أنا عليل، ليبادر المتكلم بذكر الحال (حالي سهر دائم ) ليبين سبب علته من أول وهلة
* خوف فوات فرصة(نحو قول الصياد: غزال!)
حذف المبتدأ، والتقدير : (هذا غزال)
3-التعميم باختصار (والله يدعو إلى دار السلام)
حذف المعمول ، والمعنى: أي جميع عباده ، لأن حذف المعمول يؤذن بالعموم
4- تنزيل المتعدي منزلة اللازم لعدم تعلق الغرض بالمعمول (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
& ومن الحذف إسناد الفعل إلى نائب الفاعل ، فيحذف الفاعل للخوف منه أو عليه أو للعلم به (وخلق الإنسان ضعيفًا) أوالجهل به
_____________________

[أم عبد الله آل عثمان]

التقديم والتأخير
من دواعي التقديم :
- التشويق إلى المتأخر إن كان المتقدم مشعرًا بغرابة
(والذي حارت البرية فيه *** حيوان مستحدث من جماد )
عنى به الإنسان
- تعجيل المسرة أو المساءة (القصاص حكم به القاضي عليك)
- كون المتقدم محط الإنكار والتعجب (أبعد طول التجربة تنخدع بتلك الزخارف)
- عموم السلب
يكون بتقديم العموم على أداة النفي (كل ذلك لم يحدث)
فننفي حدوث جميع الحوادث ، أي لم يحدث هذا ولا ذاك
- سلب العموم
يكون بتقديم أداة النفي على العموم (لم يحدث كل هذا )
فننفي حدوث المجموع ، فيحتمل ثبوت البعض، ويحتمل نفي كل فرد
- التخصيص ( إياك نعبد)
قدم المعمول ، وتقديم المعمول يدل على الاختصاص

[أم عبد الله آل عثمان]

القصر (الحصر)
عناصر الدرس:
- تعريفه
- أركانه
- أقسامه:
* باعتبار حقيقته
* باعتبار طرفيه
- طرقه


تعريفه:
تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص
أركانه
1- مقصور
2- مقصور عليه
أقسامه
1- باعتبار حقيقته:
* قصر حقيقي
ما كان الاختصاص فيه بحسب الواقع والحقيقة
مثال : لا كاتب إلا علي ، إن لم يكن في البلد كاتب غيره
* قصر إضافي
ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معين
مثال : (ما علي إلا قائم) ، فخص هنا بالقيام دون القعود
وينقسم باعتبار حال المخاطب إلى ثلاثة أقسام:
1- قصر الإفراد
إذا اعتقد المخاطب الشركة
مثال: قولك : "ما قائم إلا علي" لمن اعتقد مشاركًا لعلي في القيام ، كمن ظن أن عليًا وخالدًا كلاهما قائمان (أكثر من واحد) ، فبينت أن القائم واحد (مفرد) وهو علي.
2- قصر القلب
مثال: قولك : "ما قائم إلا علي" لمن ظن أن القائم خالد فقلبتمفهوم المخاطب إلى ضده
3- قصر التعيين
مثال: قولك : "ما قائم إلا علي"، لمن سألك من القائم أعلي أم خالد؟ فعينته بالحصر
2- باعتبار طرفيه:
* قصر صفة على موصوف (وغالبًا ما يكون في القصر الحقيقي)
لا كاتب إلا علي
قصرت صفة الكتابة على علي
* قصر موصوف على صفة (يوجد في الحقيقي وفي الإضافي بكثرة)
(وما محمد إلا رسول)
قصرت محمدًا – صلى الله عليه وسلم- على الرسالة ، فيجوز عليه الموت
طرقه:
1- النفي والاستثناء
(وما محمد إلا رسول)
ويلي إلا المحصور فيه
2 – إنما
( إنما الفاهم علي)
ويلي إنما المحصور
3- العطف بلا أو بل أو لكن
( أنا ناثر لا ناظم ) ( ما أنا ناظم بل / لكن ناثر)
4- تقديم ما حقه التأخير
(إياك نعبد)

[أم عبد الله آل عثمان]

الفصل والوصل
عناصر الدرس:
- تعريف كل منهما
- مواضع كل منهما

الوصل:
عطف جملة على أخرى بالواو حصرًا
الفصل:
ترك الوصل بالواو (لو عطفنا بالفاء لا يعد وصلًا)
مواضع الوصل :
يجب الوصل في موضعين:
1- إذا اتفقت الجملتان خبرًا أو إنشاء ، وكات بينهما مناسبة تامة ، ولم يكن هناك مانع من العطف
مثال: (إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم)
2- إذا أوهم ترك العطف خلاف المقصود
مثال: قولك (لا، وشفاه الله) -لمن سألك عن برئ فلان من المرض - تدعو له بالشفاء
فلو قلت (لا شفاه الله) أوهم ذلك أنك تدعو عليه بعدم الشفاء
مواضع الفصل :
يجب الفصل في خمسة مواضع:
1- أن يكون بين الجملتين اتحاد تام (كمال الاتصال)
وذلك بأن تكون الثانية :
* بدلًا من الأولى :
( أمدكم بما تعلمون* بأنعامٍ وبنين)
فبينت أن ما تعلمون هو نفسه " الأنعام والبنين " أي أن الجملة الأولى = الثانية ، فلو كانت بالوصل لكانت الجملة الأولى غير الثانية
* بيانا للأولى
(فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)
فجملة (قال يا آدم ..) مبينة لما وسوس به ، فلو كانت بالوصل لكانت الوسوسة بشيء غير مذكور ، والقول شيء آخر
* مؤكدة للأولى
(فمهل الكافرين أمهلهم رويدًا)
فمهل ، وأمهل معناهما واحدًا ، واختلاف الفعل من "التفنن في العبارة"
2- أن يكون بين الجملتين تباين تام (كمال الانقطاع)
* أن يختلفا خبرًا وإنشاء
لا تسأل المرء عن خلائقه **** في وجهه شاهد من الخبر
* أن لا يكون بينهما مناسبة في المعنى
مثال: علي كاتب ، الحمام طائر
3- كون الجملة الثانية جوابًا عن سؤال نشأ من الجملة الأولى (شبه كمال الاتصال)
(وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء)
4- أن تسبق بجملتين يصح عطفها على إحداهما لوجود المناسبة وفي عطفها على الأخرى فساد (شبه كمال الانقطاع)
وتظن سلمى أنني أبغي بها **** بدلًا، أراها في الضلال تهيم
فجملة (أراها) يصح عطفها على جملة (وتظن) ، لكن يمنع من هذا توهم عطفها على جملة (أبغي بها) لأن عطفها عليها يجعل جملة أراها مما تظنه سلمى
5-أن لا يقصد تشريك الجملتين في الحكم لقيام مانع (توسط بين الكمالين)
(وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)
فجملة (الله يستهزئ بهم) لا يصح عطفها على جملة (إنا معكم ) لأنها بذلك تصير من قولهم ، ولا على جملة (قالوا ) لاقتضائه أن استهزاء الله بهم مقيد حال خلوهم بشياطينهم

• 
  

[أم عبد الله آل عثمان]

دروس البلاغة (9)
الإيجاز والإطناب والمساواة

طرق التعبير عن المعاني:(ومراعاة مقتضى الحال في استخدام هذه الطرق هو الأولى)
* المساواة
* الإيجاز
* الإطناب

- أولًا: المساواة

التعريف
تأدية المعنى بعبارة مساوية له، بان تكون بالحد الذي جرى عليه عرف أوساط الناس
مثال :(وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم)
* وأغلب الكلام مساواة

- ثانيًا :الإيجاز
التعريف
تأدية المعنى بعبارة ناقصة عنه معوفائها بالغرض.
مثال :( إنما الأعمال بالنيات)
* إن لم تفِ العبارة بالغرض سمي(إخلالًا (
والعيش في ظلال النوك ** خير ممن عاش كدًّا
أقسام الإيجاز:
إيجاز قصر
أن تتضمن العبارة القصيرة معانٍ كثيرة
مثال:(ولكم في القصاص حياة)
التوضيح: هذه العبارة جمعت الحكم (القصاص) وكيفية تنفيذه ( أن يُفعل بالجاني كما فعل ) والغاية منه (الحياة)
إيجاز حذف
حذف كلمة أو جملة أو أكثرمع قرينة تعين المحذوف
مثال لحذف كلمة:فقلت: يمين الله أبرح قاعدًا *** ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
التوضيح :حذفت كلمة (لا) و التقدير (لا أبرح)؛ لأن (أبرح) لا تعمل عمل (كان) إلا إذا سبقت بنفي أو معناه.
مثال لحذف جملة:(وإن كذبوك فقد كُذِّب رسل من قبلك)
التوضيح: المحذوف جملة (فتأس واصطبر)
مثال لحذف الأكثر: (فأرسلون * يوسف أيها الصديق أفتنا)
التوضيح : المحذوف : فذهبت إليه فقلت
دواعي الإيجاز:
- تسهيل الحفظ
- تقريب الفهم
- ضيق المقام (بالاستعجال ونحوه)
- الإخفاء
- سآمة المحادثة

- ثالثًا: الإطناب
التعريف:
:تأدية المعنى بعبارة زائدة عنه مع الفائدة.
(اشتراط الفائدة قيد)
مثال:(رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبًا)
التوضيح: في الآية كناية عن كبر السن ، فأراد أن يبين الدلالة على كبره بالجمع بين وهن العظم، وشيب الرأس ؛ لأن أحدهما قد يوجد ويكون المرء صغير السن ، إما إذا اجتمعا في المرء فلا شك- حينها- في كبر سنه.
أحوال الزيادة بغير فائدة :
* فإن كانت الزيادة غير متعينة ( بينها وبين ما قبلها عطف بالواو، فلا نستطيع أن نعين موضع الزيادة ) سمي الكلام حشوًا
مثال: وألقى قولها كذبًا ومينًا
* وإن كانت الزيادة متعينة (ليس بينها وبين ما قبلها عطف بالواو، مما يعني أن الأخير هو الزيادة ) سمي الكلام حشوًا
مثال: وأعلم علم اليوم والأمس قبله
التوضيح: الزيادة هنا متعينة ؛ لأن كلمة أمس تغني عن كلمة (قبله) وليس بينهما عطف بالواو.
- أقسام الإطناب:
- ذكر الخاص بعد العام
مثال: اجتهدوا في دروسكم ، واللغة العربية.
التوضيح: ذكر الخاص (اللغة العربية ) لأنها من جملة الدروس (العام)
فائدته:التنبيه على فضل الخاص ، كأنه لرفعته جنس آخر مغاير لما قبله.
- ذكر العام بعد الخاص
مثال: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات)
فائدته: إرادة العموم بعد التخصيص.
- الإيضاح بعد الإبهام
مثال : (أمدكم بما تعلمون* أمدكم بأنعام وبنين)
- التكرير لغرض :
1: كطول الفصل
وإن امرئ دلمت مواثيق عهده *** على مثل هذا إنه لكريم
2: زيادة الترغيب في العفو
(إن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفورٌ رحيم)
3: تأكيد الإنذار
(كلا ستعلمون * ثم كلا ستعلمون)
- الاعتراض:
وهو توسط لفظ بين اجزاء جملة أو بين جملتين مرتبطتين معنىً لغرض.
إن الثمانين - وبُلِّغْتَها- قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
الغرض: الدعاء له ببلوغ الثمانين
- التذييل:
وهو تعقيب الجملة بأخرى تشتمل على معناها تأكيدًا لها.
وهو نوعان:
- أن يكون جاريًا مجرى المثل؛ لاستقلاله واستغنائه عما قبله.
مثال: (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا)
- أن لا يكون جاريًا مجرى المثل؛ لعدم استغنائه عما قبله.
مثال: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور)
التوضيح : جملة (وهل نجازي إلا الكفور) مرتبطة بما قبلها ولا تستغني عنها
- الاحتراس:
وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه
مثال: فسقى ديارك (غير مفسدها) *** صوب الديار وديمة تهمي
التوضيح: غير مفسدها احتراس من أن تكون كثرة المطر يفسد الديار
- دواعي الإطناب:
- تثبيت المعنى
- التوكيد
- توضيح المراد ، ويدخل فيه بلاهة المخاطب.
- دفع الإيهام