دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 11:24 AM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي صفحة مناقشة المجموعة الأولى لتلخيص كتاب المرشد الوجيز

السلام عليكم
وبالله التوفيق

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 01:03 PM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي

المجموعة الأولى
1: هلال الجعدار
2: كمال بناوي
3: يزيد
4: عبد الله الصبحي
5: يونس بو عوام
السلام عليكم تحية خاصة للمشايخ الكرام
واسأل لنا التوفيق والإخلاص
ويسرني ان أضع بين يديكم تلخيصاً للباب الثاني
لمناقشته لنتظاراً لمن يتكرم منكم بتخليص الباب الذي بعده وهكذا كما طلب منا
فهلا أكرمتموني بآرائكم .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 01:05 PM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي

مسائل الباب الثاني :
المقصد الكلي للباب :
بيان صفة الجمع النبوي للقران وبيان سبب جمعه وصفته في زمن أبي بكر وفي عثمان رضي الله عنهما والفرق بين الجمعين .

المقاصد الفرعية :
1- الجمع النبوي للقران
2- جمع الصديق للقران
2.1-سببه
2.2- صفته
2.3- مكان جمعه وكتابته

3- جمع العثماني للقران
3.1-سببه
3.2- صفته
3.3- عدد النسخ العثمانية
3.4- اقوال السلف في جمع عثمان رضي الله عنه .

4- وجه اختيارا لصديق وعثمان لزيد بن ثابت رضي الله عنهم

5- الفرق بين الجمعين
____________________________________
المقاصد الفرعية للباب :
1- الجمع النبوي للقران
ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وقد جمع القران حفظاً في الصدور أو مفرقاً في الرقاع والعسب ونحوه .
- قال البيهقي: وفيما رويناه من الأحاديث المشهورة في ذكر من جمع القرآن من الصحابة على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم ما روينا عن زيد بن ثابت: كنا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نؤلف القرآن، ثم ما رويناه في كتاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة كذا بسورة كذا، دلالة على صحة ما قلناه، إلا أنه كان مثبتًا في صدور الرجال، مكتوبا في الرقاع واللخاف والعسب .
قال البيهقي : ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.



2- جمع الصديق للقران
2.1- سببه
- (قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).قال زيد: قال أبو بكر: ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر)).
- قال صاحب كتاب الانتصار :
روي أن عمر بن الخطاب جعل يذكر قتلى اليمامة وما أصيب من المسلمين وأن القتل يومئذ استحر بأهل القرآن، ثم يقول: جعل مناد ينادي: يا أهل القرآن، فيجيبون المنادي فرادى ومثنى، فاستحر بهم القتل، فرحم الله تلك الوجوه، لولا ما استدرك خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جمع القرآن لخفت أن لا يلتقي المسلمون وعدوهم في موضع، إلا استحر القتل بأهل القرآن. وفي رواية: لما قتل أصحاب اليمامة دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر رضي الله عنهما فقال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تهافتوا في القتل يوم اليمامة كما يتهافت الفراش في النار، وإني أخاف أن لا يشهدوا مشهدا، إلا فعلوا ذلك، وهم حملة القرآن، فيضيع القرآن ويذهب.
- قال صاحب الانتصار :
وروى موسى بن عقبة عن ابن شهاب أنه قال: إن المسلمين لما أصيبوا باليمامة فزع أبو بكر رضي الله عنه إلى القرآن، وخاف أن تهلك منه طائفة، وإنما كان في العسب والرقاع، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم، حتى جمع على عهد أبي بكر رضي الله عنه، فكتبوه في الورق وجمعوه فيه، وقال أبو بكر: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف .

2.2- صفته
- في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.
قال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء": ومعنى هذا الحديث -والله أعلم- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.
قال: ويجوز أن يكون معناه: أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.
- قال صاحب المرشد :
قال عبد الله: "حدثنا أبو الطاهر، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك عن ابن شهاب عن سالم وخارجة: أن أبا بكر الصديق كان قد جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبى، حتى استعان عليه بعمر، ففعل، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه، حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ منها عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها)
- ومما ورد في كتاب الانتصار : قال زيد: فقلت يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو اجتمعت أنا وعمر جميعا، فقال أبو بكر لعمر، فقال عمر: نعم، فانطلق بنا فخرجنا، حتى جلسنا على باب المسجد الذي يلي موضع الجنائز فجلسنا، وجعل الناس يأتون بالقرآن، منهم من يأتي به في الصحيفة، ومنهم من يأتي به في العسب حتى فرغنا من ذلك. وفي رواية: فقال أبو بكر لزيد: قم فاقعد على باب المسجد، فكل من جاءك بشيء من كتاب الله عز وجل تنكره فاطلب منه شاهدين، ثم قال: يا عمر، قم فكن مع زيد، قال عمر: فقمنا حتى جلسنا على باب المسجد فأرسلت إلى أبي بن كعب فجاء، فوجدنا مع أبي كتبا مثل ما وجدنا عند جميع الناس.
- قال القاضي أبو بكر: وروى موسى بن عقبة عن ابن شهاب أنه قال: إن المسلمين لما أصيبوا باليمامة فزع أبو بكر رضي الله عنه إلى القرآن، وخاف أن تهلك منه طائفة، وإنما كان في العسب والرقاع، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم، حتى جمع على عهد أبي بكر رضي الله عنه، فكتبوه في الورق وجمعوه فيه، وقال أبو بكر: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف

2.3- مكان جمعه وكتابته.
- وقال أبو محمد مكي رحمه الله في آخر كتاب "الكشف": "ذكر إسماعيل القاضي من روايته أن زيد بن ثابت قال: كتبته على عهد أبي بكر في قطع الأدم وكسر الأكتاف، وفي كذا وكذا، قال: فلما هلك أبو بكر وكان عمر كتبته في صحيفة واحدة، وكانت عنده، فلما هلك كانت الصحيفة عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم"، قال: "وروي أن حفصة لما ماتت قبض الصحيفة عبد الله بن عمر، فعزم عليه مروان فأخذها منه.."
قال صاحب المرشد الوجيز : (وقد سبق ذلك، فيكون على هذا قد كتبه زيد ثلاث مرات في أيام الأئمة الثلاثة رضي الله عنهم، وهذه رواية غريبة، إلا أن ظاهر القصة يدل على صحتها؛ لأن اختصاص آل عمر بالصحيفة بعد عمر دل على أنه كان كتبها لنفسه، ولو كانت هي التي كتبت في زمن أبي بكر لما اختص بها آل عمر، والله أعلم.)
قال صاحب المرشد الوجيز : (وما فعله مروان من طلبه الصحف من ابن عمر وتمزيقها -إن صح ذلك- فلم يكن لمخالفة بين الجمعين، إلا فيما يتعلق بترتيب السور، فخشي أن يتعلق متعلق بأنه في جمع الصديق غير مرتب السور، فسد الباب جملة. هذا إن قلنا إن عين ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور، وأما إن قلنا بقول من زعم أن عثمان اقتصر مما جمعه أبو بكر على حرف واحد من بين تلك القراءات المختلفة فأمر ما فعله مروان ظاهر).
وقد حكى القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار" خلافا في أن أبا بكر جمع القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة، وبكل معنى من ذلك قد وردت الآثار. وقيل: كتبه أولا في صحف ومدارج نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين، وقيل: معنى قول علي: "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين": أي جمع القرآن الذي هو الآن بين اللوحين، وكان هذا أقرب إلى الصواب جمعا بين الروايات. وكأن أبا بكر رضي الله عنه كان جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها. فمن ثم قيل: إنه جمع القرآن في مصحف، ونحو ذلك من العبارات المشعرة بالتعدد، ثم إن عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب، ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث،



3- الجمع العثماني للقران
3.1-سببه
- حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
قال صاحب المرشد الوجيز : ( ومعنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش" أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم. أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف).
- وفي "السنن الكبير" عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك))، قال: وقال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل
- قال صاحب المرشد الوجيز : (وفي كتاب ابن أبي داود عن هشام عن محمد -هو ابن سيرين- قال: كان الرجل يقرأ، حتى يقول الرجل لصاحبه: كفرت بما تقول. فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان، فتعاظم ذلك في نفسه، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر، فيها القرآن ).

3.2- صفته
وأخرج الحافظ البيهقي في كتاب "المدخل" قال: جلس عثمان على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((إنما عهدكم بنبيكم -صلى الله عليه وسلم- منذ ثلاث عشرة سنة، وأنتم مختلفون في القراءة يقول الرجل لصاحبه: والله ما تقيم قراءتك)). قال: فعزم على كل من كان عنده شيء من القرآن إلا جاء به، فجاء الناس بما عندهم فجعل يسألهم عليه البينة أنهم سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ((من أعرب الناس؟)) قالوا: سعيد بن العاص، قال: ((فمن أكتب الناس؟)) قالوا: زيد بن ثابت كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((فليمل سعيد وليكتب زيد)). قال: فكتب مصاحف ففرقها في الأجناد، فلقد سمعت رجالا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون: لقد أحسن.
- وذكر أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع" أن عثمان قال: ((يا أصحاب محمد، اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما يجمعهم))، قال: وكانوا في المسجد فكثروا، فكانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال. والله أعلم
- وروى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان
- قال القاضي: وقد وردت الرواية أن عثمان لما أراد أن يجمع المصحف خطب فقال: أعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله عز وجل، شيء لما جاء به، قال: فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك شيئا كثيرا، ثم دخل فدعاهم رجلا رجلا يناشده: أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أمله عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد، فكتب مصاحف فرقها في الناس.
- قال القاضي: فهذا الخبر يقضي بأن سعيدا قد كان ممن يملي المصحف، ولا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، قال: وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس يجب أن تتعارض هذه الأخبار؛ لأنه قد ذكر في كل واحد منها ممل غير الذي ذكر في غيره؛ لأنه لا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب.
قال: وقد ذكر في بعض الروايات أن الذي نصبه عثمان لإملاء المصحف أبان بن سعيد بن العاص. والسيرة تشهد بأن ذلك غلط؛ لأن أهلها قد رووا أن أبان بن سعيد متقدم الموت، وأنه قد هلك قبل جمع عثمان المصحف بزمان طويل، وأنه قتل بالشام في وقعة أجنادين في سنة ثلاث عشرة، وإنما المنصوب لإملاء المصحف الذي أقامه عثمان لذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو ابن أخي أبان بن سعيد بن العاص.

3.3- عدد النسخ العثمانية
قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
- قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة

3.4- أقوال السلف في جمع عثمان رضي الله عنه .
وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف
- وفي "السنن الكبير" عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك))، قال: وقال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل".



4- وجه اختياراالصديق وعثمان لزيد بن ثابت رضي الله عنهم .
قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، رضي الله عنهم أجمعين.
وعند البخاري رحمه الله : قال أبو بكر لزيد رضي الله عنهما : ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن)



5- الفرق بين الجمعين .
تأليف القران على ماهو عليه الآن كان زمن النبي صلى الله عليه وسلم وان جمعه في الصحف خشية ضياعه لكثرة القتل في القراء كان زمن الصديق رضي الله عنه مع اختلاف القراء ولهجاتهم والرخصة التي كانت لهم في قراءته بالسبعة أحرف وان نسخه في مصاحف على اللفظ المنزل بإملاء النبي صلى الله عليه وسلم وحمل الناس على ما جمعه زيد في زمن أبي بكر كان زمن عثمان رضي الله عنه .
فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ على ما سيأتي شرحه. فما فعله عثمان رضي الله عنه هو نسخه صحف أبي بكر في مصاحف على الترتيب المعروف
ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 06:27 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي تلخيص مقاصد الباب الأول

بارك الله فيك أخي عبد الله على فتحك لهذ الموضوع،وهذه مشاركتي أضعها بين يديك أنت وبقية الإخوة لإبداء ملاحظاتكم .
مقصد الباب الأول:وقت نزول القرآن وكيفيته وعناية الله تعالى بكتابه وكذا النبي والصحابة.
1-متى كان نزول الوحي؟
2-كيفية نزول الوحي
3-رعاية الله تعالى ونبيه للقرآن الكريم
4-عناية الصحابة بحفظ كتاب الله
5-تأليف القرآن على عهد النبي





تلخيص مقاصد الباب الأول:وقت نزول القرآن وكيفيته وعناية الله تعالى بكتابه وكذا النبي والصحابة.
1-متى كان نزول الوحي؟
.نزول القرآن في رمضان
قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقال جلت قدرته: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
.معنى قوله تعالى{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}
هناك أقوال عدة في تفسير قواه تعالى{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}:
-أنه نرل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا
أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا صحيح على شرطهما.
وأسنده البيهقي في دلائله والواحدي في تفسيره.
-أن أول نزوله إلى الأرض كان في شهر رمضان
ذكر الماوردي في تفسير قوله تعالى{إنا أنزلناه في ليلة القدر}أن ابتداء نزوله كان في ليلة القدر،قال وهذا قول الشعبي.
-عرضه وإحكامه في شهر رمضان
ذكر أبو عبيد: من طريق ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.
زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء.
.الجمع بين الأقوال في معنى الآية
قال ابن أبي شامة: ويجوز أن يكون قوله: {أنزل فيه القرآن} إشارة إلى كل ذلك، وهو كونه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وأول نزوله إلى الأرض وعرضه وإحكامه في شهر رمضان، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالا جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفية للقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أنزل فيه القرآن}.

.تعيين ليلة القدر
-جاء في الأحاديث الصحيحة أمره صلى الله عليه وسلم بتحريها في العشر الأواخر من رمضان.
- أخرج الحافظ أبو بكر البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات"، من حديث السري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
فليلة القدر كما جاء في هذا الحديث هي الليلة المباركة وهي في رمضان.
.إبطال قول من قال أنها في النصف من شعبان
قال ابن أبي شامة قد أبعد من قال: الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان، وأن قوله تعالى: {أنزل فيه القرآن} معناه: أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه، وأن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين، واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان،وإبطال هذا القول متحقق بالأحاديث الصحيحة الواردة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها.
.المقصود بإنزال القرآن في ليلة القدر
وفي المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر أقوال:
أحدها: أنه ابتدئ إنزاله فيها.
-ذكر الماوردي في تفسير قوله تعالى{إنا أنزلناه في ليلة القدر}أن ابتداء نزوله كان في ليلة القدر،قال وهذا قول الشعبي.
والثاني: أنه أنزل فيها جملة واحدة.
- قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن": من طريق يزيد بن هارون عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر. أخرجه الحاكم أبو عبد الله في "كتاب المستدرك على الصحيحين"
والثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
- وفي "كتاب المنهاج" لأبي عبد الله الحليمي: كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الليلة التي تليها، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة.

2-كيفية نزول الوحي
.القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا
أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا صحيح على شرطهما.
.الحكمة من إنزال القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا
قال ابن أبي شامة:فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم.
-ونقل ابن أبي شامة عن الترمذي: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليما من الله للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا،ووضعت النبوة في قلب محمد،ثم نزل القرآن آية آية بحسب النوائب.
-ونقل عن أبي الحسن من كتابه”جمال القراء”نحوه.
.هل نزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا قبل النبوة أم بعدها؟
-قال ابن أبي شامة: الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكرناه من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإن كان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء.
.إشكال وجوابه
-قال ابن أبي شامة : فإن قلت: فقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
قلت: له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر، واختير لفظ الماضي لأمرين:
أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه.إشكال وجوابه
والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم.

.معنى إنزال القرآن إلى الأرض منجما
-أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" من طريق ابن أبي شيبة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض.
- وأسند البيهقي في "كتاب الشعب" عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين، قال: وتلا الآية: {فلا أقسم بمواقع النجوم}، قال: نزل متفرقا.
قال ابن أبي شامة : وقوله في الرواية الأولى: وكان بموقع النجوم: أي بمنزلة ذلك في تفرقه وعدم تتابعه على وجه الاتصال، وإنما هو على حسب الوقائع والنوازل، وكذا مواقع النجوم بحساب أزمنة معلومة تمضي.

.الحكمة من إنزال القرآن إلى الأرض منجما
-قال ابن أبي شامة:هذا سؤال قد تولى الله سبحانه الجواب عنه فقال في كتابه العزيز: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}، يعنون كما أنزل على من كان قبله من الرسل، فأجابهم الله تعالى بقوله: {كذلك} أي أنزلناه كذلك مفرقا {لنثبت به فؤادك} أي لنقوي به قلبك،وقيل أن معناه لنثبت حفظه في قلبك.
إذن من حكم إنزال القرآن منجما:
-تثبيت قلب النبي،بنزول القرآن على حسب الحوادث.
-عناية الله تعالى بنبيه وإدخال السرور عليه بتجديد عهده بلقاء الرسول الملكي.
-جوابه على الأسئلة التي كانت تطرح من المؤمنين وغيرهم.
-تثبيت ما أراد الله تثبيته،ونسخ ما أراد نسخه إذ لا يتأتى ذلك إلا بنزوله مفرقا.
.أول ما نزل من الوحي
-قال ابن أبي شامة: أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، على ما شرحناه في "كتاب المبعث"، ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا،وقد دلت الأحاديث والآثار الصحيحة على هذا القول.
.تتابع الوحي فترة مرض النبي
-وعن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أن: (الله -تعالى- تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي)، ثم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد. هذا لفظ البخاري،وروى مسلم نحوه.
.آخر ما نزل من الآيات
-قال ابن أبي شامة:وآخر ما نزل من الآيات: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية، وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها، وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين، وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن،
وقال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}،
وقال: عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
قال ابن أبي شامة: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم.

3-رعاية الله تعالى ونبيه للقرآن الكريم
.ضمان الله تعالى حفظ كتابه لنبيه
-في الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى).
.عرض جبريل القرآن على النبي
-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان يعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض)).رواه البخاري.
.أمر النبي أصحابه بكتابة الوحي
-في جامع الترمذي وغيره، عن ابن عباس، عن عثمان -رضي الله عنهم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))... هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
4-عناية الصحابة بحفظ كتاب الله
.الذين أمر النبي بأخذ القرآن عنهم.
- عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).رواه البخاري.

.الذين جمعوا القرآن على عهد النبي.
عن قتادة قال: (سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه)، وفي رواية: أحد عمومتي.رواه البخاري.
وأسند البيهقي إلى ابن سيرين في كتاب المدخل:أنه لا يختلف في جمع الأربعة السالفة أسماؤهم للقرآن،ثم قال: واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.
وقال الشعبي:جمع القرآن ستة،فذكر الأربعة المجمع عليهم،وزاد أبا الدرداء وسعد بن عبيد،قال ولم يجمعه أحد من الخلفاء.
وقد أقام القاضي أبو بكر في ”كتاب الإنتصار“أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة، وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء. وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))،وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن.

.الجمع بين الأقوال فيمن جمع القرآن على عهد النبي.
ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه ما نسخ إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة،
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، سوى هؤلاء الأربعة؛
5-تأليف القرآن على عهد النبي
.أين كان يكتب الوحي على عهد النبي؟
-أسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نؤلف القرآن،
وزاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب.
.كيف كان النبي يعرف انقضاء السورة؟
-في سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت.
.ترتيب السور والآيات
-وأسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نؤلف القرآن، وزاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم.
-قال القاضي أبو بكر:أن ترتيب القرآن ونظمه ثابت على ما نظمه الله سبحانه ورتبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدم من ذلك مؤخر، ولا أخر منه مقدم، وأن الأمة ضبطت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ترتيب آي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها، كما ضبطت عنه نفس القرآن وذات التلاوة، وأنه قد يمكن أن يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد رتب سوره على ما انطوى عليه مصحف عثمان، كما رتب آيات سوره، ويمكن أن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده، ولم يتول ذلك بنفسه صلى الله عليه وسلم.
.أنواع النسخ في القرآن
منه ما نسخت تلاوته وبقي حكمه
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: ((إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها))،والرضعات الخمس التي نسخت العشر،هي كذلك مما نسخ رسمه وبقيت تلاوته.
ومنه ما نسخت تلاوته وحكمه.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((كان مما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن)). ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه.
الضرب الثالث: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها: {أربعة أشهر وعشرا}
ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 04:28 AM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي

بارك الله فيكم أخي كمال فقد أجد ت
مع العلم أني قد استخرجت هذه المسائل الفرعية الذي أرى ان ترتيبك كان أشمل منه وأجود
لكني أتساءل أليس قد طلب منا وضع المسائل الفرعية تحت المقصد الفرعي ؟؟
وهذا ما تيسر لي :
المقاصد الفرعية :
1- وقت نزول القران .

2- نزول القران
2.1- الخلاف في المقصود بنزول القران في ليلة القدر مع الراجح.
2.2-الحكمة من نزول القران جملة إلى السماء الدنيا .
2.3- معنى نزول القران منجماً إلى النبي صلى الله عليه .
2.4- الحكمة من نزوله منجماً .
2.4.1- معنى قوله ( لنثبت به فؤادك )
2.4.2- مدة نزول القران منجماً
2.5- معنى قوله ( وقراناً فرقناه )

3- حفظ القران الكريم
3.1- تكفل الله سبحانه بحفظه.
3.2- كتابة المصحف في العهد النبوي
3.3- حفاظ الصحابة .
3.4- معارضة جبريل القران مع النبي صلى الله عليه وسلم .

4- أول وآخر ما نزل من القران .

5- ترتيب آي القران .

6- أنواع النسخ في القران

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 04:30 AM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي

ثم ما رأيكم لو تبرع أحد بتلخيص الباب الذي بعده
ويستخرج كل منا المقاصد لنتناولها جميعاً

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 شعبان 1436هـ/25-05-2015م, 09:55 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بإذن الله أفعل ، وأنا أعمل على تلخيص الباب الثالث: في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (أنزل القرآن على سبعة أحرف)
ولذلك انبه إخواني ، أن من يريد التلخيص عليه أن يختار باب آخر.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 شعبان 1436هـ/26-05-2015م, 05:42 AM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي

جزيت خيرا
وآمل من البقية إبداء الآراء والمشاركة
بورك الجميع

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 شعبان 1436هـ/30-05-2015م, 03:32 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي تلخيص مقاصد الباب الثالث [ في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))]

الباب الثالث:تلخيص مقاصد
في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف ))

المقصد الرئيس للباب
بيان الأدلة على ثبوت الأحرف السبعة ، وبيان معانيها وتفسيراتها ، وبيان حُكم القراءة بها ، وسبب نزول القرآن عليها ، مع توضيح ما وُجد منها في مصحف الإمام.
المقاصد الفرعية.
الأدلة على ثبوت السبعة أحرف .
الأقوال في معاني الأحرف السبعة.
أنواع الأحرف السبعة.
مقصد ، وسبب تنزيل القرآن على الأحرف السبعة .
أن كُل حرف من الأحرف السبعة كافٍ شاف ، كُلها صحيحة.
الصحيح والمنهي عنه في القراءة على الأحرف السبعة.
حُكم ما جُهل من الأحرف السبعة.
الأحرف السبعة تشمل لغة وقريش وقبائل العرب.
بيان أن بعض أحياء العرب أسعد بها، وأكثر حظا فيها من بعض.
الرد على ما جاء عن سمرة بن جندب ، أن القرآن أُنزل على ثلاثة أحرف ، ومعنى ذلك.
حُكم القراءة بالأحرف السبعة.
معنى الإختلاف في القراءات.
حُكم المراء في القرآن.
حُكم القراءة باللغات المختلفة.
مسأئل ؟
- هل القرآن كله نزل على سبعة أحرف ، أم بعضه؟
- هل يجوز القرأءة بالأحرف السبعة في الصلاة؟
- هل مصحف الإمام (عثمان ) الذي بين أيدينا يحتوي الأحرف السبع أم حرف واحد ؟
**********************************************************************
تلخيص المقاصد
الأدلة على ثبوت السبعة أحرف .
منها:
1- ما جاء في الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
2- وفيهما أيضاً من حديث عمر بن الخطاب وفيه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). واللفظ للبخاري. زاد مسلم: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام.
3- وما جاء في صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ، إلى أن قال صلى الله عليه وسلم : ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم)). وكذلك أورده الطبري في تفسيرة ، وما جاء فيها من الروايات.

الأقوال في معاني الأحرف السبعة.
1- يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا لم نسمع به قط، ولكن نقول: هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة ، قال به أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله ، وقال به أبوحاتم سهل بن محمد السجستاني ، وأبو سليمان الخطابي، وضعفه ابن عبدالبر والأهوازي
والدليل : قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
2- مشكل لا يدرى معناه ، قال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (( أنزل القرآن على سبعة أحرف)) مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}؛ أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.
3- وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى ، قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ:"لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال، فقال ابن عباس: ((اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها، وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى)).
4- سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
"قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنزل القرآن على سبعة أحرف))سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا. وقالوا: إنما معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
5- أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه ، وهذا القول رده ابن عبدالبر ورد عليه فقال : [من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله. قال أبو عمر: ويرويه الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سلمة بن أبي سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا]. وضعّف الحديث الذي استدلوا به.
6- وقال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير ، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار ، كأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
قال الشيخ أبو شامة المقدسي : [إذا ثبت هذا فنعود إلى تفسير الأحرف السبعة بأحد القولين: وهم :
الأول :اللغات السبع مع اتحاد صورة الكتابة.
والثاني الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعاني كما سبق].
أنواع الأحرف السبعة.
1- قال الشيخ : وقد حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة:
1- منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما.
2- ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}.
3- ومنها ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي.
4- ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش}و(كالصوف المنفوش).
5- ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود}"وطلع منضود" .
6- ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق}"وجاء سكرة الحق بالموت".
7- ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف".
2- "قال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه:الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه}"وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى:{لا يقبل}و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".
3- ثم ذكر وجها آخر فقال: "قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة".
"أحدها:أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون}و"يعملون".
"الثاني:أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا}و"فامضوا".
"والثالث:أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع:أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس:أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس:التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل}و"الأكل".
"والسابع:الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد}.
مقصد ، وسبب تنزيل القرآن على الأحرف السبعة .
توسعةُ على العباد ، وحتى لا يكون في الحرف الواحد كُلفة على من لا يعرفه من القبائل الأُخرى ، ولأن العربي إذا فارق لغته التي طبع عليها يدخل عليه الحمية من ذلك، فتأخذه العزة، فجعلهم يقرؤونه على عاداتهم وطباعهم ولغاتهم منا منه عز وجل لئلا يكلفهم ما يشق عليهم، فيتباعدوا عن الإذعان، وكان الأصل على ما عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الألفاظ والإعراب جميعا مع اتفاق المعنى.
والدليل على ذلك ما جاء في أحد روايات حديث أُبي ، وفيه :قال صلى الله عليه وسلم : ((اللهم اخسأ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، فقلت مثله، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف)). وفي جامع الترمذي عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)). قال: هذا حديث حسن صحيح ، وفي كتاب أبي عبيد عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:: (( لقيت جبريل عليه السلام عند أحجار المراء فقلت: يا جبريل إني أرسلت إلي أمة أمية الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).
معنى أن كُل حرف من الأحرف السبعة كافٍ شاف .
أي أن كل حرف شافٍ لصدور المؤمنين لاتفاقها في المعنى، وكونها من عند الله وتنزيله ووحيه، كما قال تعالى : {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}، وهو كاف في الحجة على صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإعجاز نظمه وعجز الخلائق عن الإتيان بمثله". ، ومن الأدلة على ذلك ما جاء في سنن النسائي فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فكل حرف شاف كاف)) ، وفي كتاب ابن أبي شيبة عن أم أيوب قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت)).
الصحيح والمنهي عنه في القراءة على الأحرف السبعة.
الصحيح هو أن تقول عزيزٌ حكيم ، أو غفور رحيم ، وأما المنهي عنه أن تختم آية رحمة بآية عذاب ، أو العكس ، والدليل ما جاء عن علقمة بن عبد الله ، وفيه قال: [ أي رسول ] ((ليس فيها إلا شاف كاف، قلت: غفور رحيم، عليم حكيم، سميع عليم، عزيز حكيم، نحو هذا ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب )). وما رواه الطبري عن أبي هريرة ، وفي أحد رواياته قال : (( فاقرءوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة )) ، وقال البيهقي: أما الأخبار التي وردت في إجازة قراءة "غفور رحيم" بدل "عليم حكيم"، فلأن جميع ذلك مما نزل به الوحي، فإذا قرأ ذلك في غير موضعه فكأنه قرأ آية من سورة، وآية من سورة أخرى، فلا يأثم بقراءتها كذلك ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة، ولا آية رحمة بآية عذاب.
حُكم ما جُهل من الأحرف السبعة.
حُكمه أن يُرد إلى عالمه ، فقد جاء في حديث أبي هريرة الذي رواه الطبري ((فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه )).
الأحرف السبعة تشمل لغة وقريش وقبائل العرب.
روى الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، صار في عجز هوازن منها خمسة)).
"
قال أبو حاتم: عجز هوازن ثقيف وبنو سعد بن بكر وبنو جشم وبنو نصر بن معاوية: قال أبو حاتم: خص هؤلاء دون ربيعة وسائر العرب، لقرب جوارهم من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنزل الوحي، وإنما مضر وربيعة أخوان، قال: وأحب الألفاظ واللغات إلينا أن نقرأ بها لغات قريش، ثم أدناهم من بطون مضر".
بيان أن بعض أحياء العرب أسعد بها، وأكثر حظا فيها من بعض.
والدليل عن أنس بن مالك: أن عثمان -رحمة الله عليه- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف : ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)) ، قال أبو عبيد: وكذلك يحدثون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عمن سمع ابن عباس يقول:نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة. ، عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
الرد على ما جاء عن سمرة بن جندب ، أن القرآن أُنزل على ثلاثة أحرف ، ومعنى ذلك.
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أنزل القرآن على ثلاثة أحرف )).
قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
قلت: [ أي الشيخ أبي شامة المقدسيّ رحمه الله] أخرج حديث الثلاثة الحاكم في مستدركه، فيجوز أن يكون معناه: أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كـ {جذوة}و {الرهب}و {الصدفين}، يقرأ كل واحد على ثلاثة أوجه في هذه القراءات المشهورة، أو أراد: أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم.

حُكم القراءة بالحروف السبعة.
سُنة ، والدليل ما صح عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وعن غيره أنه قال : ((إن القراءة سنة )) ، قال البيهقي: أراد أن اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة، أو أظهر منها.
معنى الإختلاف في القراءات.
قال أبو العلاء الحافظ: واعلم أن الاختلاف على ضربين: تغاير وتضاد، فاختلاف التغاير جائز في القراءات، واختلاف التضاد لا يوجد إلا في الناسخ والمنسوخ.

حُكم المراء في القرآن.
المراء في القرآن كُفر ، ومن الدليل على ذلك ما روي عن النبي أنه قال : ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فلا تماروا فيه فإن مراء فيه كفر)). وفي أول تفسير الطبري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه)) ، وقال الأعمش: سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله بن مسعود قال:سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، اقرءوا كما علمتم وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدهم: هلم وتعال وأقبل.

حُكم القراءة باللغات المختلفة.
"قال صاحب شرح السُنة :فأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية، والتوسعة قائمة بعد ثبوتها وصحتها، بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال أبو شامة : ولا يلزم في ذلك تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة من الاستفاضة وموافقة خط المصحف وعدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة، والله أعلم
مسأئل ؟
- هل القرآن كله نزل على سبعة أحرف ، أم بعضه؟
قيل أن بعضه نزل على سبعة أحرف لا كله ، قاله الأنباري ، ونقله أبو سليمان الخطابي عن جماعة ، وأشار إليه أبو عبيد
وقيل لا يوجد في القرآن حرف يُقرأ على سبعة أحرف. قاله القتيبي
وقيل أن القرآن أنزل مرخصا للقارئ، وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف، أي يقرأ بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه. نقله أبو سليمان الخطابي عن بعض اهل العلم.
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "كتاب التمهيد":
"
وهذا مجتمع عليه أن القرآن لا يجوز في حروفه وكلماته وآياته كلها أن تقرأ على سبعة أحرف، ولا شيء منها، ولا يمكن ذلك فيها، بل لا يوجد في القرآن كلمة تحتمل أن تقرأ على سبعة أوجه إلا قليل، مثل: {وعبد الطاغوت}و {تشابه علينا}، وساق الكلام إلى أن قال: "وقال قوم: هي سبع لغات في القرآن متفرقات على لغات العرب كلها يمنها ونزارها؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجهل شيئا منها، وكان قد أوتي جوامع الكلم".
- هل يجوز القرأءة بالأحرف السبعة في الصلاة؟
لا يجوز ، قال ابن عبدالبر : [وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة؛ لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده، وقد قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه، وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك، إلا قوما شذوا، لا يعرج عليهم].
- هل مصحف الإمام (عثمان ) الذي بين أيدينا يحتوي الأحرف السبع أم حرف واحد ؟
فيها أقوال :
- القول الأول :
أنه حرف واحد منها ، وبه قال أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده ، ومال إليه الشاطبي فيما جمعه عثمان رضي الله عنه.
قال : "فحملهم -يعني عثمان رضي الله عنه- على حرف واحد، وجمعهم على مصحف واحد، وحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منهم صحتها، فلا القراءة اليوم لأحد من المسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية".
قال: "فإن قال بعض من ضعفت معرفته: كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟".
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة". ثم ساق الكلام في تقرير ذلك.
- القول الثاني :
أنه جميعها ، وبه قال القاضي أبي بكر ، ومال إليه الشاطبي فيما جمعه أبو بكر.
قال القاضي : "ليس الأمر على ما توهمتم من أن عثمان رضي الله عنه جمعهم على حرف واحد وقراءة واحدة، بل إنما جمعهم على القراءة بسبعة أحرف وسبع قراءات، كلها عنده وعند الأمة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم".
"
وعرف عثمان حاجة الناس إلى معرفة جميع تلك الأحرف، كتبها في مصاحفه، وأنفذ كل إمام منها إلى ناحية، لتكون جميع القراءات محروسة محفوظة".
- القول الثالث :
أنه بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن.
وهوقول أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية":
"
أصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك إنما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن".
قال: "وتفسير ذلك أن الحروف السبعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها تجري على ضربين":
أحدهما: زيادة كلمة ونقص أخرى، وإبدال كلمة مكان أخرى، وتقديم كلمة على أخرى، وذلك نحو ما روي عن بعضهم: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج). ثم قال :
والضرب الثاني: ما اختلف القراء فيه من إظهار، وإدغام، وروم، وإشمام، وقصر، ومد، وتخفيف، وشد وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء، وواو بفاء، وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب".
فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة".
فثبت بهذا:أن هذه القراءات التي نقرؤها، هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة وترك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم خط المصحف؛ إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن؛ وإذ قد أباح النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا القراءة ببعضها دون بعض، لقوله تعالى: {فاقرأوا ما تيسر منه}، فصارت هذه القراءة المستعملة في وقتنا هذا هي التي تيسرت لنا بسبب ما رواه سلف الأمة رضوان الله عليهم، من جمع الناس على هذا المصحف، لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض".
قال: "فهذا أصح ما قال العلماء في معنى هذا الحديث".

- الراجح في ذلك :
قال أبو شامة:
والحق أن يلخص الأمر على ذلك فيقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما.
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم، فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.
وقال صاحب "شرح السنة":
"
جمع الله تعالى الأمة بحسن اختيار الصحابة على مصحف واحد، وهو آخر العرضات على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أمر بكتبته، جمعا بعد ما كان مفرقا في الرقاع ليكون أصلا للمسلمين، يرجعون إليه ويعتمدون عليه، وأمر عثمان بنسخه في المصاحف، وجمع القوم عليه، وأمر بتحريق ما سواه قطعا لمادة الخلاف، فكان ما يخالف الخط المتفق عليه في حكم المنسوخ والمرفوع، كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق الصحابة، والمكتوب بين اللوحين هو المحفوظ من الله عز وجل للعباد وهو الإمام للأمة، فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارج من رسم الكتابة والسواد".



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مناقشة, صفحة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir