دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 شوال 1435هـ/24-08-2014م, 12:57 AM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي صفحة الطالبة ريم الحمدان للقراءة المنظمة

بسم الله الرحمن الرحيم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 ذو القعدة 1435هـ/3-09-2014م, 02:03 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

تلخيص مقدمة ابن كثير في التفسير
حمد المؤلف الله تعالى عدة محامد
وحمده على إنزال كتابه وتباينه
وان النبي صلى الله عليه وسلم بلغه وأن
الواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك، وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه،
كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]

تلخيص أحسن طرق التفسير

إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن،
فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له،
و إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال
ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: ((بم تحكم؟)). قال: بكتاب الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: بسنة رسول الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: أجتهد برأيي. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله)) وهذا الحديث في المسانيد والسنن بإسناد جيد
من أشهرهم الخلفاء الأربعة وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين
وكان ابن مسعود وابن عباس يوردون بعض الإسرائيليات في تفاسيرهم وهي على ثلاثة أقسام :
حدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني؛

تلخيص كيف نفسر مالا نجد تفسيره

إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم.
أما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام ، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار)
وكان السلف يتورعون من تفسير القرآن بالرأي، مثل أبو بكر الصديق لما سئل عن ( وفاكهة وأباً) ما معنى أباً فقال
أي سماء تقلني وأي أرض تحملني إن قلت في كتاب الله مالا أعلم
ولكنهم كانوا يبلغون ما سمعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.

تلخيص فضائل القرآن
قدم ابن كثير رحمه الله الفضائل قبل التفسير وذكر فضل كل سورة قبل تفسيرها ليكون ذلك باعثا على حفظ القرآن وفهمه والعمل بما فيه
: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} [الإسراء: 106]. هذا إسناد صحيح. أما إقامته بالمدينة عشرا فهذا مما لا خلاف فيه، وأما إقامته بمكة بعد النبوة فالمشهور ثلاث عشرة سنة؛ لأنه، عليه الصلاة والسلام، أوحي إليه وهو ابن أربعين سنة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح،
ووجه مناسبة هذا الحديث بفضائل القرآن: أنه ابتدئ بنزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام، كما أنه كان في زمن شريف وهو شهر رمضان، فاجتمع له شرف الزمان والمكان
بيان أنه من القرآن مكي ومنه مدني، فالمكي: ما نزل قبل الهجرة، والمدني: ما نزل بعد الهجرة
السفير بين الله وبين محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام وهو ملك كريم ذو وجاهة وجلالة ومكانة كما قال: {نزل به الروح الأمين )
من فضائل القرآن:
انه معجز في لفظه ومعانيه ومحفوظ الى ماشاء الله
أن الله تعالى له برسوله عناية عظيمة ومحبة شديدة، حيث جعل الوحي متتابعا عليه ولم يقطعه عنه؛ ولهذا إنما أنزل عليه القرآن مفرقا ليكون ذلك أبلغ في العناية والإكرام.
نزل القرآن بلسان قريش والعرب، قرآنا عربيا، بلسان عربي مبين ،وقال تعالى: {وهذا لسان عربي مبين} [النحل: 103]

تلخيص نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن
أورد المؤلف رحمه الله أحاديث كثيرة تثبت نزول السكينة والملائكة عند قراءة آيات الله، أورد بعضاً منها :
حدثنا قبيصة، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير قال: "قلت: يا رسول الله، بينما أنا أقرأ البارحة بسورة، فلما انتهيت إلى آخرها سمعت وجبة من خلفي، حتى ظننت أن فرسي تطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ أبا عتيك)) مرتين قال: فالتفت إلى أمثال المصابيح ملء بين السماء والأرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ أبا عتيك)). فقال: والله ما استطعت أن أمضي فقال: ((تلك الملائكة تنزلت لقراءة القرآن، أما إنك لو مضيت لرأيت الأعاجيب)) ".
وروى أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: بينما رجل يقرأ سورة الكهف ليلة إذ رأى دابته تركض، أو قال: فرسه يركض، فنظر فإذا مثل الضبابة أو مثل الغمامة، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((تلك السكينة تنزلت للقرآن، أو تنزلت على القرآن )
وفي الحديث المشهور الصحيح: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم عن أبي هريرة.

تلخيص باب من قال: لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين


حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس،
فقال له شداد بن معقل:" أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين". تفرد به البخاري
ولهذا قال ابن عباس: وإنما ترك ما بين الدفتين يعني: القرآن، والسنة مفسرة له ومبينة وموضحة له، فهي تابعة له، والمقصود الأعظم كتاب الله تعالى،

فضل القرآن على سائر الكلام
عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).
ووجه مناسبة الباب لهذا الحديث: أن طيب الرائحة دار مع القرآن وجودا وعدما، فدل على شرفه على ما سواه من الكلام الصادر من البر والفاجر.
إن هذه الأمة مع قصر مدتها فضلت الأمم الماضية مع طول مدتها، كما قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110].
وإنما فازوا بهذا ببركة الكتاب العظيم الذي شرفه الله تعالى على كل كتاب أنزله، جعله مهيمنا عليه، وناسخا له، وخاتما له؛ لأن كل الكتب المتقدمة نزلت إلى الأرض جملة واحدة، وهذا القرآن نزل منجما بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به وبمن أنزله عليه،

ملخص الوصايا بكتاب الله
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا مالك بن مغول، حدثنا طلحة بن مصرف قال: "سألت عبد الله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل".
النبي صلى الله عليه و سلم لم يورث درهما ولا ديناراً وإنما ورث هذا الكتاب العظيم

ملخص من لم يتغن بالقرآن
وقول الله تعالى:{أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} [العنكبوت: 51].

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن) ومعناه: أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها
والله سبحانه وتعالى، يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم، كما قالت عائشة، رضي الله عنها: سبحان الله الذي وسع سمعه الأصوات، ولكن استماعه لقراءة عباده المؤمنين أعظم، كما قال تعالى: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه} الآية [يونس: 61]، ثم استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ

ثم قال البخاري، رحمه الله:
أنزل القرآن على سبعة أحرف

حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله؛ أن عبد الله بن عباس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).

وقال الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله: حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد، حدثني عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)). وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به.

وإنما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن يقرأ بسبعة أحرف شفقة منه على أمته وتوسيعاً لهم .

و روى الإمام أحمد على الصواب، فقال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيد، حدثني أبو جهيم؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر)). وهذا إسناد صحيح -ولم يخرجاه
استناداً على هذا الحديث فإن الاختلاف ( المراء) وهو الجدال في القرآن مذموم وحذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم .

فصل
وفي الأحرف السبعة أقوال للعلماء ، منهم من قال انها لغات من لغات العرب ودليل ذلك
قول أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة،
ومنهم من قال انها سبعة أوجه، ، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة، من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة، كما في رواية عن أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة.قال ابن جرير: والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.
ويرى ابن جرير ان الأحرف الستة اندثرت ولا يقرأ بها وذلك بعد جمع الخليفة عثمان بن عفان القرآن على مصحف واحد على لسان قريش ، والله أعلم

معارضة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
عن أبي هريرة قال: [كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مره فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض]
ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من غير وجه عن أبي بكر وهو ابن عياش عن أبي حصين واسمه عثمان بن عاصم به والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى ليبقى ما بقي ويذهب ما نسخ توكيدا واستثباتا وحفظا ولهذا عارضه في السنة الأخيرة من عمره عليه السلام على جبريل مرتين وعارضه به جبريل كذلك ولهذا فهم عليه السلام اقتراب أجله
وعثمان رضي الله عنه جمع المصحف الإمام على العرضة الأخيرة رضي الله عنه وأرضاه وخص بذلك رمضان من بين الشهور لأن ابتداء الإيحاء كان فيه ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة في تلاوة القرآن كما تقدم ذكرنا لذلك

غبطة صاحب القرآن
عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل والنهار ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار] رواه البخاري من هذا الوجه واتفقا على إخراجه من رواية سفيان عن الزهري ثم قال البخاري: ثنا على بن إبراهيم ثنا روح ثنا شعبة عن سليمان قال: سمعت ذكوان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثلما أوتيت فلان فعملت مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل] [ومضمون هذين الحديثين أن صاحب القرآن في غبطة وهي حسن الحال فينبغي أن يكون شديد الاغتباط بما هو فيه ويستحب تغبيطه بذلك يقال: غبطه يغبطه بالكسر غبطا إذا تمنى مثل ما هو فيه من النعمة وهذا بخلاف الحسد المذموم وهو تمنى زوال نعمة المحسود عنه سواء حصلت لذلك الحاسد أولا وهذا مذموم شرعا مهلك وهو أول معاصي إبليس حين حسد آدم على ما منحه الله تعالى من الكرامة والاحترام والإعظام والحسد الشرعي الممدوح هو تمنى حال مثل ذاك الذي هو على حالة سارة ولهذا قال عليه السلام: لا حسد إلا في اثنتين فذكر النعمة القاصرة وهو تلاوة القرآن آناء الليل والنهار والنعمة المتعدية وهي إنفاق المال بالليل والنهار، كما قال تعالى {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور}.

خيركم من تعلم القرآن وعلمه
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه]
والغرض أنه عليه الصلاة والسلام قال: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه] وهذه صفات المؤمنين المتبعين للرسل وهم الكمل في أنفسهم المكملين لغيرهم وذلك جمع بين النفع القاصر والمتعدي
وكما قال تعالى {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} فجمع بين الدعوة إلى الله سواء كان بالأذان أو بغيره من أنواع الدعوة إلى الله تعالى من تعليم القرآن والحديث والفقه وغير ذلك
وهذا بخلاف صفة الكفار المكذبين الذين لا ينفعون ولا يتركون أحدا ممن أمكنهم أن ينتفع كما قال تعالى
{الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب} وكما قال تعالى {وهم ينهون عنه وينأون عنه} في أصح قولي المفسرين في هذا هو أنهم ينهون الناس عن اتباع القرآن مع نأيهم وبعدهم عنه أيضا فجمعوا بين التكذيب والصد كما قال تعالى {فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها} .

القراءة عن ظهر قلب
عن سهل ابن سعد [أنه عليه السلام قال للرجل: فما معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وسورة كذا لسور عدها قال: أتقرأهن عن ظهر قلب؟ قال: نعم اذهب قد ملكتها بما معك من القرآن] وهذه الترجمة من البخاري رحمه الله مشعرة بأن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل والله أعلم ولكن الذي صرح به كثيرون من العلماء أن قراءة القرآن من المصحف أفضل لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة كما صرح به غير واحد من السلف
لثاني: إن سياق الحديث إنما هو لأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب ليمكنه تعليمها لزوجته وليس المراد ههنا أن هذا أفضل من التلاوة نظرا ولا عدمه والله سبحانه وتعالى أعلم
وهناك عدة آثار تدل على أن النظر في المصحف أمر مطلوب لئلا يعطل المصحف فلا يقرأ منه ولعله قد يقع لبعض الحفظة نسيان فيستذكر منه أو تحريف كلمة أو آية أو تقديم أو تأخير فالاستثبات أولى والرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال فأما تلقين القرآن فمن فم الملقن أحسن لأن الكتابة لا تدل على الأداء كما أن المشاهد من كثير ممن يحفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه وغلطه وإذا أدى الحال إلى هذا منع منه إذا وجد شيخا يوقفه على ألفاظ القرآن فأما عند العجز عما يلقن فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فيجوز عند الضرورة ما لا يجوز عند الرفاهية فإذا قرأ في المصحف والحالة هذه فلا حرج علي

استذكار القرآن وتعاهده
الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده لئلا يعرضه حافظة للنسيان فإن ذلك خطأ كبير نسأل الله العافية منه فإنه قال الإمام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد ثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فايد عن رجل عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم يلقاه وهو أجذم] وهكذا رواه جرير

القراءة على الدابة
لا يكره جمع من العلماء قراءة القرآن وتلاوته حضرا وسفراً
[قال البخاري:] حدثنا حجاج أنا شعبة أنا أبو إياس قال: سمعت عبد الله ابن مغفل رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.

تعليم الصبيان للقرآن
جواز تعلم الصبيان للقرآن بل عده البعض مستحباً ،
عن ابن عباس قال [جمعت المحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال المفصل] انفرد بإخراجه البخاري ،

نسيان القرآن
وقول الله {سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله} عن عائشة قالت: [سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: لقد أذكرني كذا وكذا أية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا] ورواه مسلم
(الحديث الثاني) حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت كيت وكيت بل هو نسي] ورواه مسلم والنسائي إنما هو نسي بالتخفيف هذا لفظه وفي هذا الحديث والذي قبله دليل على أن حصول النسيان للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الاجتهاد والحرص
وفي حديث ابن مسعود أدب في التعبير عن حصول ذلك فلا يقول نسيت كذا فإن النسيان ليس من فعل العبد وقد تصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك فأما النسيان نفسه فليس بفعله ولهذا قال بل هو نسي مبني لما لم يسم فاعله وأدب
فأمر الله تعالى بذكره ليذهب الشيطان عن القلب ( واذكر ربك إذا نسيت ) كما يذهب عند النداء بالأذان والحسنة تذهب السيئة فإذا زال السبب للنسيان انزاح فحصل الذكر للشيء بسبب ذكر الله تعالى والله أعلم


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ذو الحجة 1435هـ/2-10-2014م, 09:02 PM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان مشاهدة المشاركة
تلخيص مقدمة ابن كثير في التفسير
حمد المؤلف الله تعالى عدة محامد
وحمده على إنزال كتابه وتباينه
وان النبي صلى الله عليه وسلم بلغه وأن
الواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك، وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه،
كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]

تلخيص أحسن طرق التفسير

إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن،
فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له،
و إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال
ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: ((بم تحكم؟)). قال: بكتاب الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: بسنة رسول الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: أجتهد برأيي. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله)) وهذا الحديث في المسانيد والسنن بإسناد جيد
من أشهرهم الخلفاء الأربعة وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين
وكان ابن مسعود وابن عباس يوردون بعض الإسرائيليات في تفاسيرهم وهي على ثلاثة أقسام :
حدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني؛

تلخيص كيف نفسر مالا نجد تفسيره

إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم.
أما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام ، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار)
وكان السلف يتورعون من تفسير القرآن بالرأي، مثل أبو بكر الصديق لما سئل عن ( وفاكهة وأباً) ما معنى أباً فقال
أي سماء تقلني وأي أرض تحملني إن قلت في كتاب الله مالا أعلم
ولكنهم كانوا يبلغون ما سمعوا من الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.

تلخيص فضائل القرآن
قدم ابن كثير رحمه الله الفضائل قبل التفسير وذكر فضل كل سورة قبل تفسيرها ليكون ذلك باعثا على حفظ القرآن وفهمه والعمل بما فيه
: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} [الإسراء: 106]. هذا إسناد صحيح. أما إقامته بالمدينة عشرا فهذا مما لا خلاف فيه، وأما إقامته بمكة بعد النبوة فالمشهور ثلاث عشرة سنة؛ لأنه، عليه الصلاة والسلام، أوحي إليه وهو ابن أربعين سنة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح،
ووجه مناسبة هذا الحديث بفضائل القرآن: أنه ابتدئ بنزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام، كما أنه كان في زمن شريف وهو شهر رمضان، فاجتمع له شرف الزمان والمكان
بيان أنه من القرآن مكي ومنه مدني، فالمكي: ما نزل قبل الهجرة، والمدني: ما نزل بعد الهجرة
السفير بين الله وبين محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام وهو ملك كريم ذو وجاهة وجلالة ومكانة كما قال: {نزل به الروح الأمين )
من فضائل القرآن:
انه معجز في لفظه ومعانيه ومحفوظ الى ماشاء الله
أن الله تعالى له برسوله عناية عظيمة ومحبة شديدة، حيث جعل الوحي متتابعا عليه ولم يقطعه عنه؛ ولهذا إنما أنزل عليه القرآن مفرقا ليكون ذلك أبلغ في العناية والإكرام.
نزل القرآن بلسان قريش والعرب، قرآنا عربيا، بلسان عربي مبين ،وقال تعالى: {وهذا لسان عربي مبين} [النحل: 103]

تلخيص نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن
أورد المؤلف رحمه الله أحاديث كثيرة تثبت نزول السكينة والملائكة عند قراءة آيات الله، أورد بعضاً منها :
حدثنا قبيصة، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير قال: "قلت: يا رسول الله، بينما أنا أقرأ البارحة بسورة، فلما انتهيت إلى آخرها سمعت وجبة من خلفي، حتى ظننت أن فرسي تطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ أبا عتيك)) مرتين قال: فالتفت إلى أمثال المصابيح ملء بين السماء والأرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ أبا عتيك)). فقال: والله ما استطعت أن أمضي فقال: ((تلك الملائكة تنزلت لقراءة القرآن، أما إنك لو مضيت لرأيت الأعاجيب)) ".
وروى أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق سمع البراء يقول: بينما رجل يقرأ سورة الكهف ليلة إذ رأى دابته تركض، أو قال: فرسه يركض، فنظر فإذا مثل الضبابة أو مثل الغمامة، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((تلك السكينة تنزلت للقرآن، أو تنزلت على القرآن )
وفي الحديث المشهور الصحيح: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم عن أبي هريرة.

تلخيص باب من قال: لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين


حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس،
فقال له شداد بن معقل:" أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين". تفرد به البخاري
ولهذا قال ابن عباس: وإنما ترك ما بين الدفتين يعني: القرآن، والسنة مفسرة له ومبينة وموضحة له، فهي تابعة له، والمقصود الأعظم كتاب الله تعالى،

فضل القرآن على سائر الكلام
عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).
ووجه مناسبة الباب لهذا الحديث: أن طيب الرائحة دار مع القرآن وجودا وعدما، فدل على شرفه على ما سواه من الكلام الصادر من البر والفاجر.
إن هذه الأمة مع قصر مدتها فضلت الأمم الماضية مع طول مدتها، كما قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110].
وإنما فازوا بهذا ببركة الكتاب العظيم الذي شرفه الله تعالى على كل كتاب أنزله، جعله مهيمنا عليه، وناسخا له، وخاتما له؛ لأن كل الكتب المتقدمة نزلت إلى الأرض جملة واحدة، وهذا القرآن نزل منجما بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به وبمن أنزله عليه،

ملخص الوصايا بكتاب الله
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا مالك بن مغول، حدثنا طلحة بن مصرف قال: "سألت عبد الله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل".
النبي صلى الله عليه و سلم لم يورث درهما ولا ديناراً وإنما ورث هذا الكتاب العظيم

ملخص من لم يتغن بالقرآن
وقول الله تعالى:{أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} [العنكبوت: 51].

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن) ومعناه: أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها
والله سبحانه وتعالى، يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم، كما قالت عائشة، رضي الله عنها: سبحان الله الذي وسع سمعه الأصوات، ولكن استماعه لقراءة عباده المؤمنين أعظم، كما قال تعالى: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه} الآية [يونس: 61]، ثم استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ

ثم قال البخاري، رحمه الله:
أنزل القرآن على سبعة أحرف

حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله؛ أن عبد الله بن عباس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).

وقال الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله: حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد، حدثني عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)). وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به.

وإنما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم ربه أن يقرأ بسبعة أحرف شفقة منه على أمته وتوسيعاً لهم .

و روى الإمام أحمد على الصواب، فقال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيد، حدثني أبو جهيم؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر)). وهذا إسناد صحيح -ولم يخرجاه
استناداً على هذا الحديث فإن الاختلاف ( المراء) وهو الجدال في القرآن مذموم وحذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم .

فصل
وفي الأحرف السبعة أقوال للعلماء ، منهم من قال انها لغات من لغات العرب ودليل ذلك
قول أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة، وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة،
ومنهم من قال انها سبعة أوجه، ، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة، من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة، كما في رواية عن أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة.قال ابن جرير: والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.
ويرى ابن جرير ان الأحرف الستة اندثرت ولا يقرأ بها وذلك بعد جمع الخليفة عثمان بن عفان القرآن على مصحف واحد على لسان قريش ، والله أعلم

معارضة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
عن أبي هريرة قال: [كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مره فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض]
ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من غير وجه عن أبي بكر وهو ابن عياش عن أبي حصين واسمه عثمان بن عاصم به والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى ليبقى ما بقي ويذهب ما نسخ توكيدا واستثباتا وحفظا ولهذا عارضه في السنة الأخيرة من عمره عليه السلام على جبريل مرتين وعارضه به جبريل كذلك ولهذا فهم عليه السلام اقتراب أجله
وعثمان رضي الله عنه جمع المصحف الإمام على العرضة الأخيرة رضي الله عنه وأرضاه وخص بذلك رمضان من بين الشهور لأن ابتداء الإيحاء كان فيه ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة في تلاوة القرآن كما تقدم ذكرنا لذلك

غبطة صاحب القرآن
عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل والنهار ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار] رواه البخاري من هذا الوجه واتفقا على إخراجه من رواية سفيان عن الزهري ثم قال البخاري: ثنا على بن إبراهيم ثنا روح ثنا شعبة عن سليمان قال: سمعت ذكوان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثلما أوتيت فلان فعملت مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل] [ومضمون هذين الحديثين أن صاحب القرآن في غبطة وهي حسن الحال فينبغي أن يكون شديد الاغتباط بما هو فيه ويستحب تغبيطه بذلك يقال: غبطه يغبطه بالكسر غبطا إذا تمنى مثل ما هو فيه من النعمة وهذا بخلاف الحسد المذموم وهو تمنى زوال نعمة المحسود عنه سواء حصلت لذلك الحاسد أولا وهذا مذموم شرعا مهلك وهو أول معاصي إبليس حين حسد آدم على ما منحه الله تعالى من الكرامة والاحترام والإعظام والحسد الشرعي الممدوح هو تمنى حال مثل ذاك الذي هو على حالة سارة ولهذا قال عليه السلام: لا حسد إلا في اثنتين فذكر النعمة القاصرة وهو تلاوة القرآن آناء الليل والنهار والنعمة المتعدية وهي إنفاق المال بالليل والنهار، كما قال تعالى {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور}.

خيركم من تعلم القرآن وعلمه
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه]
والغرض أنه عليه الصلاة والسلام قال: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه] وهذه صفات المؤمنين المتبعين للرسل وهم الكمل في أنفسهم المكملين لغيرهم وذلك جمع بين النفع القاصر والمتعدي
وكما قال تعالى {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} فجمع بين الدعوة إلى الله سواء كان بالأذان أو بغيره من أنواع الدعوة إلى الله تعالى من تعليم القرآن والحديث والفقه وغير ذلك
وهذا بخلاف صفة الكفار المكذبين الذين لا ينفعون ولا يتركون أحدا ممن أمكنهم أن ينتفع كما قال تعالى
{الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب} وكما قال تعالى {وهم ينهون عنه وينأون عنه} في أصح قولي المفسرين في هذا هو أنهم ينهون الناس عن اتباع القرآن مع نأيهم وبعدهم عنه أيضا فجمعوا بين التكذيب والصد كما قال تعالى {فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها} .

القراءة عن ظهر قلب
عن سهل ابن سعد [أنه عليه السلام قال للرجل: فما معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وسورة كذا لسور عدها قال: أتقرأهن عن ظهر قلب؟ قال: نعم اذهب قد ملكتها بما معك من القرآن] وهذه الترجمة من البخاري رحمه الله مشعرة بأن قراءة القرآن عن ظهر قلب أفضل والله أعلم ولكن الذي صرح به كثيرون من العلماء أن قراءة القرآن من المصحف أفضل لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة كما صرح به غير واحد من السلف
لثاني: إن سياق الحديث إنما هو لأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب ليمكنه تعليمها لزوجته وليس المراد ههنا أن هذا أفضل من التلاوة نظرا ولا عدمه والله سبحانه وتعالى أعلم
وهناك عدة آثار تدل على أن النظر في المصحف أمر مطلوب لئلا يعطل المصحف فلا يقرأ منه ولعله قد يقع لبعض الحفظة نسيان فيستذكر منه أو تحريف كلمة أو آية أو تقديم أو تأخير فالاستثبات أولى والرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال فأما تلقين القرآن فمن فم الملقن أحسن لأن الكتابة لا تدل على الأداء كما أن المشاهد من كثير ممن يحفظ من الكتابة فقط يكثر تصحيفه وغلطه وإذا أدى الحال إلى هذا منع منه إذا وجد شيخا يوقفه على ألفاظ القرآن فأما عند العجز عما يلقن فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فيجوز عند الضرورة ما لا يجوز عند الرفاهية فإذا قرأ في المصحف والحالة هذه فلا حرج علي

استذكار القرآن وتعاهده
الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده لئلا يعرضه حافظة للنسيان فإن ذلك خطأ كبير نسأل الله العافية منه فإنه قال الإمام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد ثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فايد عن رجل عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم يلقاه وهو أجذم] وهكذا رواه جرير

القراءة على الدابة
لا يكره جمع من العلماء قراءة القرآن وتلاوته حضرا وسفراً
[قال البخاري:] حدثنا حجاج أنا شعبة أنا أبو إياس قال: سمعت عبد الله ابن مغفل رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.

تعليم الصبيان للقرآن
جواز تعلم الصبيان للقرآن بل عده البعض مستحباً ،
عن ابن عباس قال [جمعت المحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال المفصل] انفرد بإخراجه البخاري ،

نسيان القرآن
وقول الله {سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله} عن عائشة قالت: [سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: لقد أذكرني كذا وكذا أية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا] ورواه مسلم
(الحديث الثاني) حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت كيت وكيت بل هو نسي] ورواه مسلم والنسائي إنما هو نسي بالتخفيف هذا لفظه وفي هذا الحديث والذي قبله دليل على أن حصول النسيان للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الاجتهاد والحرص
وفي حديث ابن مسعود أدب في التعبير عن حصول ذلك فلا يقول نسيت كذا فإن النسيان ليس من فعل العبد وقد تصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك فأما النسيان نفسه فليس بفعله ولهذا قال بل هو نسي مبني لما لم يسم فاعله وأدب
فأمر الله تعالى بذكره ليذهب الشيطان عن القلب ( واذكر ربك إذا نسيت ) كما يذهب عند النداء بالأذان والحسنة تذهب السيئة فإذا زال السبب للنسيان انزاح فحصل الذكر للشيء بسبب ذكر الله تعالى والله أعلم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
فيبدو أن التلخيص المطلوب لم تختمر صورته الكاملة لديكِ، ويمكن إجمال الطريقة المطلوبة فيما يلي: قام الشيخ عبد العزيز حفظه الله باستنباط عناوين المقاصد التي أسس عليها ابنُ كثير «مقدمتَه»، وجمعها في صفحة تنظيم قراءة مقدمة ابن كثير، ووضع تحت كل مقصد منها روابط لأبواب ومواضيع في «المقدمة» هي مظانِّ هذه المقاصد.
وعلى الطالب الملخِّص أن يدخل كل رابط من هذه الروابط (الزرقاء)، فيقرأ كلام ابن كثير قراءة واعية متأنية تساعده على اختصار هذا الكلام المسترسل على صورة مسائل.
فإذا انتهى الطالب من استخلاص المسائل من كلام ابن كثير، جعل لكل مسألة عنوانًا يدل عليها، حتى إذا فرغ من عنونة كل المسائل قام بوضع كل مسألة تحت المقصد المتعلق بها.
فإذا تم ذلك، قام الطالب بترتيب المسائل داخل المقصد الواحد ترتيبًا موضوعيًّا منطقيًّا متسلسلًا، فمثلًا: المقصد الثاني «فضائل القرآن»، يذكر فيه الطالب كل مسألة لها تعلق بفضيلة من فضائل القرآن، ثم يقوم بترتيب المسائل داخله ترتيبًا موضوعيًّا بحيث إذا قرأه قارئ تحصل له الصورة الكاملة حول كلام ابن كثير عن فضائل القرآن في «مقدمته».
وهذا أنموذج عملي لتلخيص المقصد الأول من مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير: (مـن هـنـا)

وإذا كان ذلك كذلك، فالمطلوب منكِ تلخيص المقصد الثالث «جمع القرآن وكتابة المصاحف» فقط، وفق ما ذكرنا من الدخول على روابط الموضوعات أسفله، وإدراج كل المسائل المتعلقة بـ «جمع القرآن وكتابة المصاحف»، وترتيبها ترتيبًا موضوعيًّا منطقيًّا.

يجدر التنبيه على أن درجات التلخيص يتم احتسابها وفق معايير خمسة، يمكنك الاطلاع على تفصيلها (مـن هـنـا)، على أن يكون توزيع الدرجات كما يلي: الشمول (30)، والترتيب (20)، والتحرير (20)، وحسن الصياغة (15)، وحسن العرض (15).

وفقكِ الله لما فيه الخير والصلاح

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 ذو الحجة 1435هـ/7-10-2014م, 09:08 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

جمع القرآن وكتابة المصحف :
1/معارضة جبريل عليه السلام بالقرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
1- عن فاطمة، رضي الله عنها: أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي.
2-والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام اقتراب أجله، على جبريل مرتين.
3-وخص بذلك رمضان من بين الشهور؛ لأن ابتداء الإيحاء كان فيه؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه، ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة فيه في تلاوة القرآن.

2/القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
1-سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، فمن المهاجرين الأولين عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، وقد كان سالم هذا من سادات المسلمين وكان يؤم الناس قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، واثنان من الأنصار معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وهما سيدان كبيران، رضي الله عنهم أجمعين.
2-كان عبد الله بن مسعود من اعلم الناس بالقرآن وقد روي عنه : والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.
3- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ومن أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)) وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود.
4-ومن القراء أيضاً أبوبكر وقد قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم ليؤم المسلمين في مرضه ،وعثمان وعلي وابن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.

3/جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه
1- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين. إسناده صحيح.
2-لما استحر القتل بالقراء خشي أبو بكر على القرآن من الضياع فأمر ؛بعد مشاورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،زيد بن ثابت بجمعه وكان زيد كاتباً للوحي .
3-قال زيد بن ثابت :(فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره).
4-فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.

4/جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن
1-يعد من أكبر مناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فإن الشيخين سبقاه إلى حفظ القرآن أن يذهب منه شيء وهو جمع الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة،
2- أشار حذيفةبن اليمان على أمير المؤمنين عثمان بجمع القرآن بعدما سمع اختلاف الناس في قراءة القرآن في الأمصار فأرسل عثمان إلى حفصة أم المؤمنين أن ترسل إليه بالصحف التي عندها مما جمعه الشيخان ليكتب ذلك في مصحف واحد ففعلت .
3-أمر عثمان رضي الله عنه زيد بن ثابت الأنصاري، أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن الزبير بن العوام وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث ، فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن .
4-ولتعلم أن ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه.
5- وسمي المصحف بالعثماني ، فنسبت إلى عثمان لأنها بأمره وإشارته،والذي قام بكتابته زيد بن ثابت ثم قرئت على الصحابة بين يدي عثمان، ثم نفذت إلى الآفاق.

5/تأليف القرآن
1-والمراد من التأليف هو ترتيب سوره ،وقد أورد البخاري رحمه الله حديثاً عن رجل عراقي يسأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن ترتيب سور القرآن فأجابته ( قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار).
2- وقول عائشة: لا يضرك بأي سورة بدأت، يدل على أنه لو قدم بعض السور أو أخر، كما دل عليه حديث حذيفة وابن مسعود، وهو في الصحيح أنه، عليه السلام، قرأ في قيام الليل بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران.
3-يحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة، وأما ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل فهو من النبي صلى الله عليه وسلم.
4-وقد روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا. وقالا إنما ذلك منكوس القلب، فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة فيبتدئ بآخرها إلى أولها، فإن ذلك حرام محذور.

6/ نقط المصحف وشكله
1-إن أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي.
2-وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا، وقيل: بل أول من فعله المأمون، وحكى أبو عمرو الداني عن ابن مسعود أنه كره التعشير في المصحف،
وقال مالك: لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا.
3-وقال مالك :وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
4-وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا. وقال يحيى بن أبي كثير: أول ما أحدثوا النقط على الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به، هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم.
4- قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 07:45 PM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Thumbs up

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان مشاهدة المشاركة
جمع القرآن وكتابة المصحف :
1/معارضة جبريل عليه السلام بالقرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
1- عن فاطمة، رضي الله عنها: أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي.
2-والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام اقتراب أجله، على جبريل مرتين.
3-وخص بذلك رمضان من بين الشهور؛ لأن ابتداء الإيحاء كان فيه؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه، ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة فيه في تلاوة القرآن.

2/القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
1-سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، فمن المهاجرين الأولين عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، وقد كان سالم هذا من سادات المسلمين وكان يؤم الناس قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، واثنان من الأنصار معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وهما سيدان كبيران، رضي الله عنهم أجمعين.
2-كان عبد الله بن مسعود من اعلم الناس بالقرآن وقد روي عنه : والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.
3- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ومن أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)) وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود.
4-ومن القراء أيضاً أبوبكر وقد قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم ليؤم المسلمين في مرضه ،وعثمان وعلي وابن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.

3/جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه
1- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين. إسناده صحيح.
2-لما استحر القتل بالقراء خشي أبو بكر على القرآن من الضياع فأمر ؛بعد مشاورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،زيد بن ثابت بجمعه وكان زيد كاتباً للوحي .
3-قال زيد بن ثابت :(فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره).
4-فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.

4/جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن
1-يعد من أكبر مناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فإن الشيخين سبقاه إلى حفظ القرآن أن يذهب منه شيء وهو جمع الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة،
2- أشار حذيفةبن اليمان على أمير المؤمنين عثمان بجمع القرآن بعدما سمع اختلاف الناس في قراءة القرآن في الأمصار فأرسل عثمان إلى حفصة أم المؤمنين أن ترسل إليه بالصحف التي عندها مما جمعه الشيخان ليكتب ذلك في مصحف واحد ففعلت .
3-أمر عثمان رضي الله عنه زيد بن ثابت الأنصاري، أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن الزبير بن العوام وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث ، فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن .
4-ولتعلم أن ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه.
5- وسمي المصحف بالعثماني ، فنسبت إلى عثمان لأنها بأمره وإشارته،والذي قام بكتابته زيد بن ثابت ثم قرئت على الصحابة بين يدي عثمان، ثم نفذت إلى الآفاق.

5/تأليف القرآن
1-والمراد من التأليف هو ترتيب سوره ،وقد أورد البخاري رحمه الله حديثاً عن رجل عراقي يسأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن ترتيب سور القرآن فأجابته ( قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار).
2- وقول عائشة: لا يضرك بأي سورة بدأت، يدل على أنه لو قدم بعض السور أو أخر، كما دل عليه حديث حذيفة وابن مسعود، وهو في الصحيح أنه، عليه السلام، قرأ في قيام الليل بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران.
3-يحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة، وأما ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل فهو من النبي صلى الله عليه وسلم.
4-وقد روي عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا. وقالا إنما ذلك منكوس القلب، فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة فيبتدئ بآخرها إلى أولها، فإن ذلك حرام محذور.

6/ نقط المصحف وشكله
1-إن أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي.
2-وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا، وقيل: بل أول من فعله المأمون، وحكى أبو عمرو الداني عن ابن مسعود أنه كره التعشير في المصحف،
وقال مالك: لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا.
3-وقال مالك :وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
4-وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا. وقال يحيى بن أبي كثير: أول ما أحدثوا النقط على الباء والتاء والثاء، وقالوا: لا بأس به، هو نور له، أحدثوا نقطا عند آخر الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم.
4- قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك .

أحسنتِ وأجدتِ، وإن كنتِ أغفلتِ بعض المسائل، وكذا أدلة مسألة «جمع القرآن» قبل وبعد خلافة عثمان
توزيع الدرجات:
- الشمول: 25 / 30
- الترتيب: 20 / 20
- التحرير: 20 / 20
- حسن العرض: 13 / 15
- حسن الصياغة: 15 / 15

الدرجة النهائية: 93 / 100
زادكِ الله علمًا وفهمًا، وتوفيقًا وسدادًا

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو الحجة 1435هـ/8-10-2014م, 07:49 PM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Arrow

وبالنسبة لمعيار الشمول، فيوضحه لكِ هذا النموذج:

اقتباس:
4- جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن
* عن ابن شهاب، أن أنس بن مالك حدثه: (أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف). رواه البخاري.

- هذا من أكبر مناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فإن الشيخين سبقاه إلى حفظ القرآن أن يذهب منه شيء، وهو جمع الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة.
- اختلفت اليهود في كتابها، فبأيدي اليهود نسخة من التوراة، يخالفهم فيها السامرة في ألفاظ كثيرة ومعان أيضًا، وليس في توراة السامرة حرف الهمزة ولا حرف الياء، والنصارى أيضًا بأيديهم توراة يسمونها العتيقة، وهي مخالفة لنسختي اليهود والسامرة.
- اختلفت النصارى أيضًا في كتابها، فلهم أربعة من الأناجيل: إنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل متى، وإنجيل يوحنا، وهي مختلفة أيضًا اختلافًا كثيرًا، منها ما هو لطيف الحجم قريب من أربع عشرة ورقة بخط متوسط، ومنها ما هو أكبر من ذلك إما بالنصف أو بالضعف! ومضمونها سيرة عيسى وأيامه وأحكامه وكلامه، وفيه شيء قليل مما يدعون أنه كلام الله، وهي مع هذا مختلفة كما قلنا.
- أرسل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن ترسل إليه بالصحف التي عندها مما جمعه الشيخان؛ ليكتب ذلك في مصحف واحد، ويُنفِذَه إلى الآفاق، ويجمعَ الناس على القراءة به وترك ما سواه، ففعلتْ.
- كان سعيد بن العاص كريمًا جوادًا ممدحًا، وكان أشبه الناس لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
- اختلف الأربعة في وضع الكتابة على أي لغة، فأمرهم عثمان رضي الله عنه أن يكتبوه بلسان قريش؛ فقد نزل بلغتهم.
- جمع عثمان قراءات الناس على مصحف واحد، ووضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، فإنه عارضه به عامئذ مرتين.
- رد عثمان الصحف إلى حفصة رضي الله عنها بعد أن انتهى من كتابة المصحف الإمام، وبقيت عندها حتى أرسل مروان بن الحكم يطلبها فلم تعطه إياها حتى ماتت، فأخذها من أخيها عبدالله بن عمر فحرقها لئلا يكون فيها شيء يخالف المصاحف الأئمة التي نفذها عثمان في الآفاق.
- أمر عثمان رضي الله عنه بتحريق ما عدا ذلك من مصاحف الناس؛ لئلا تختلف قراءات الناس في الآفاق.
- نقم على عثمان رضي الله عنه تحريق المصاحف أولئك الرهط الذين تمالؤوا عليه وقتلوه قاتلهم الله، وفي ذلك جملة ما أنكروا مما لا أصل له.
- سادات المسلمين من الصحابة ومن نشأ في عصرهم ذلك من التابعين وافقوه وتابعوه على ذلك، ولم ينكره أحد منهم.
- قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: (لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا). وهذا اتفاق من الأئمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم على أن ذلك من مصالح الدين، وهم الخلفاء الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)).
- عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: (أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد). أخرجه ابن أبي داود بإسناد صحيح.
- عن ثابت بن عمارة الحنفي، قال: سمعت غنيم بن قيس المازني قال: (قرأت القرآن على الحرفين جميعًا، والله ما يسرني أن عثمان لم يكتب المصحف، وأنه ولد لكل مسلم كلما أصبح غلام، فأصبح له مثل ما له. قال: قلنا له: يا أبا العنبر، ولم؟ قال: لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق الناس يقرؤون الشعر). رواهما ابن أبي داود.
- قال عبد الرحمن بن مهدي: (خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر ولا لعمر: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف). رواه ابن أبي داود.
- ما رواه الزهري عن خارجة عن أبيه في شأن آية الأحزاب وإلحاقهم إياها في سورتها، فذكره لهذا بعد جمع عثمان فيه نظر، وإنما هذا كان حال جمع الصديق الصحف كما جاء مصرحًا به في غير هذه الرواية عن الزهري، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت، والدليل على ذلك أنه قال: (فألحقناها في سورتها من المصحف) وليست هذه الآية ملحقة في الحاشية في المصاحف العثمانية.

5- موقف عبد الله بن مسعود من أمر عثمان بحرق المصاحف
* عن حميد بن مالك قال: (لما أمر عثمان بالمصاحف -يعني بتحريقها- ساء ذلك عبد الله بن مسعود، وقال: من استطاع منكم أن يغل مصحفًا فليغلل، فإنه من غل شيئًا جاء بما غل يوم القيامة. ثم قال عبد الله: لقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد صبي، أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* عن أبي وائل، قال: (خطبنا ابن مسعود على المنبر فقال: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} [آل عمران: 161]، غلوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته. قال أبو وائل: فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق، فما أحد ينكر ما قال). رواهما ابن أبي داود، وأصلهما في الصحيحين.
- قول أبي وائل: (فما أحد ينكر ما قال) يعني: من فضله وعلمه وحفظه، والله أعلم. وأما أمره بغل المصاحف وكتمانها، فقد أنكره عليه غير واحد، قال الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء، فقال: (كنا نعد عبد الله جبانًا، فما باله يواثب الأمراء).
- قال أبو بكر بن أبي داود: (باب رضا عبد الله بن مسعود بجمع عثمان المصاحف بعد ذلك)، ثم روى عن فلفلة الجعفي قال: (فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب، على سبعة أحرف -أو حروف- وإن الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد).
- قال ابن كثير: (هذا الذي استدل به أبو بكر، رحمه الله، على رجوع ابن مسعود فيه نظر، من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم).

6- المصاحف الأئمة ومصيرها
- صحح القرطبي أن عثمان نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف، وهذا غريب، والمشهور أنه نفذ سبعة: مصحفًا إلى مكة، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك لأهل المدينة مصحفًا.
- قال ابن كثير: (أشهرها اليوم الذي في الشام بجامع دمشق عند الركن شرقي المقصورة المعمورة بذكر الله، وقد كانت قديمًا بمدينة طبرية، ثم نقل منها إلى دمشق في حدود ثمان عشرة وخمسمائة، وقد رأيته كتابًا عزيزًا جليلًا عظيمًا ضخمًا، بخط حسن مبين قوي، بحبر محكم، في رق أظنه من جلود الإبل، والله أعلم، زاده الله تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا).
- ما يعرف عن عثمان رضي الله عنه أنه كتب بخطه هذه المصاحف، وإنما نسبت إليه لأنها بأمره وإشارته، وإنما كتبها زيد بن ثابت في أيامه وربما غيره.
- قال ابن وهب: سألت مالكًا عن مصحف عثمان، فقال لي: (ذهب)، رواه ابن أبي داود. قال ابن كثير: (يحتمل أنه سأله عن المصحف الذي كتبه بيده، ويحتمل أن يكون سأله عن المصحف الذي تركه في المدينة، والله أعلم).
- كانت الكتابة في العرب قليلة جدًّا، فلما كانت في ذلك الزمان لم تُحكَم جيدًا، وقع في كتابة المصاحف اختلاف في وضع الكلمات من حيث صناعة الكتابة لا من حيث المعنى، وصنف الناس في ذلك، واعتنى بذلك الإمام الكبير أبو عبيد في كتابه فضائل القرآن، والحافظ أبو بكر بن أبي داود رحمه الله، فبوَّبا على ذلك وذكرا قطعة صالحة هي من صناعة القرآن
* هكذا ترين: وضعنا عنوانًا للمسألة، ثم ذكرنا دليلها، ثم ذكرنا المستفاد من دليلها من كلام ابن كثير على هيئة نقاط مختصرة، وهكذا اختصرنا أكثر من 20 صفحة من المطبوع في هذه النقاط المعدودات، وألممنا بأهم ما فيها من مواضيع ناقشها ابن كثير رحمه الله.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م, 05:28 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي مقاصد كتاب التبيان في آداب حامل القرآن

مقاصد كتاب التبيان في آداب حملة القرآن :
1- بيان فضل القرآن 0
2- بيان فضل تعلّم القرآن وتعليمه0
3- بيان فضل تلاوة القرآن0
4- بيان فضل صاحب القرآن0
5-ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما0
6- إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم 0
7-آداب طالب العلم0
8-آداب المعلم 0
9-آداب طالب العلم في نفسه
10-آداب طالب العلم مع معلمه 0
11- آداب المتعلم مع درسه 0
12-آداب حامل القرآن مع الله 0
13-آداب حامل القرآن مع القرآن 0
14- حال السلف مع ختم القرآن 0
15-المحافظة على القراءة بالليل 0
16-الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان 0
17-سجود التلاوة 0
18-الأوقات المختارة لقراءة القرآن0
19أحوال مخصوصة مع القرأن 0
20السنن و الآداب لحامل القرآن0
21-أحكام قراءة القرآن 0
22-الجهر والأسرار عند قراءة القرآن0
23-أحكام خاصة بقراءة القرآن0
24-أحكام تتعلق بالقراءة في الصلاة 0
25-الآيات والسور المستحبة في أوقات وأحوال مخصوصة0
26-كتابة القرآن 0
27إكرام المصحف 0

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 ربيع الأول 1436هـ/11-01-2015م, 02:47 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان مشاهدة المشاركة
مقاصد كتاب التبيان في آداب حملة القرآن :
1- بيان فضل القرآن 0
2- بيان فضل تعلّم القرآن وتعليمه0
3- بيان فضل تلاوة القرآن0
4- بيان فضل صاحب القرآن0
5-ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما0
6- إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم 0
7-آداب طالب العلم0
8-آداب المعلم 0
9-آداب طالب العلم في نفسه
10-آداب طالب العلم مع معلمه 0
11- آداب المتعلم مع درسه 0
12-آداب حامل القرآن مع الله 0
13-آداب حامل القرآن مع القرآن 0
14- حال السلف مع ختم القرآن 0
15-المحافظة على القراءة بالليل 0
16-الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان 0
17-سجود التلاوة 0
18-الأوقات المختارة لقراءة القرآن0
19أحوال مخصوصة مع القرأن 0
20السنن و الآداب لحامل القرآن0
21-أحكام قراءة القرآن 0
22-الجهر والأسرار عند قراءة القرآن0
23-أحكام خاصة بقراءة القرآن0
24-أحكام تتعلق بالقراءة في الصلاة 0
25-الآيات والسور المستحبة في أوقات وأحوال مخصوصة0
26-كتابة القرآن 0
27إكرام المصحف 0
بارك الله فيكِ ، استخلصتِ بالفعل الكثير من مقاصد الكتاب إلا أن هناك مقاصد أخرى كثيرة ، كما أنك لم تقومي ببيان أبواب هذه المقاصد ، وتصوغين مقصدا لكل باب ، يمثل بطبيعة الحال مقصدا فرعيا عند صياغة المقصد الكلي للكتاب ، فالمطلوب في تلخيص مقاصد الكتاب بالكامل :
  • استخلاص مقاصد كل باب من مسائله .
  • صياغة مقصد كلي للباب يستخلص من خلال المقاصد الفرعية للباب .
  • صياغة مقصد كلي للكتاب من خلال مقاصد الأبواب .

تقييم التلخيص :
الشمول : 7 / 10
الترتيب : 9 / 10
التحرير العلمي : 9 / 10
الصياغة : 4 / 5
العرض : 4 / 5
استخلاص المقاصد الفرعية : 3 / 10
استخلاص المقصد الكلي للكتاب : 0 / 10
إجمالي الدرجات = 40 / 60

بارك الله فيكِ ، نأمل إكمال المطلوب ، ومراعاة الملاحظات ؛ لرفع الدرجة .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 ربيع الثاني 1436هـ/13-02-2015م, 08:25 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي تلخيص باب آداب حامل القرآن من كتاب التبيان

بسم الله الرحمن الرحيم

تلخيص باب آداب حامل القرآن من كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للنووي

آداب حامل القرآن:
مع نفسه :
1- يجب على حامل القرآن أن يتخلق بأخلاق القرآن فيقوم بما أمره الله به وينتهي عما نهاه الله عنه .
2- أن يكون صاحب خشية عليه طابع السكينة والوقار، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه
إذا الناس يضحكون، وبصحته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون"

مع غيره :
- أن يكون عزيزاًمع الجبابرة ومتواضعاً مع الصالحين وأهل الخير والمساكين .

في كسبه :
1- أن يكون متعففاً و ذو كسب شريف . عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: "يا معشر القراء! ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق، فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس".
2-أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها، فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن، ولا تأكلوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه)).
وأما أخذ الأجرة على تعليم القرآن فقد اختلف العلماء فيه؛
1-منهم من قال بالمنع كالزهري وأبو حنيفة ( حكاه الخطابي ) واحتج من منعها بحديث عبادة بن الصامت، أنه علم رجلا من أهل الصفة القرآن، فأهدى له قوسا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن سرك أن تطوق بها طوقا من نار فاقبلها))، وهو حديث مشهور رواه أبو داود وغيره، وبآثار كثيرة عن السلف.
2- وذهب عطاء ومالك والشافعي وآخرون إلى جوازها إن شارطه واستأجره إجارة صحيحة، وقد جاء بالجواز الأحاديث الصحيحة.
3- وعن جماعة أنه يجوز إن لم يشترطه، وهو قول الحسن البصري والشعبي وابن سيرين،
وأجاب المجوزون عن حديث عبادة بجوابين:
أحدهما: أن في إسناده مقالا.
والثاني: أنه كان تبرع بتعليمه فلم يستحق شيئا، ثم أهدي إليه على سبيل العوض، فلم يجز له الأخذ، بخلاف من يعقد معه إجارة قبل التعليم، والله أعلم.

مع قرآنه :
1-ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها.،- ثبت عن أبي موسى الأشرعي يا رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((تعاهدوا هذا القرآن؛ فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)) رواه البخاري ومسلم.
2-كراهية نسيانه - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها)) رواه أبو داود والترمذي وتكلم فيه.
3- أن يكون له ورد يومي للقرآن يحرص عليه ولا يفوته ، وقد ورد فيمن نام عن ورده -عن سليمان بن يسار، قال: قال أبو أسيد رضي الله عنه: "نمت البارحة عن وردي حتى أصبحت فلما أصبحت استرجعت وكان وردي سورة البقرة فرأيت في المنام كأن بقرة تنطحني" رواه ابن أبي داود

حال السلف مع القرآن :
وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه
1)فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة، 2)بعضهم كان يختم في الأسبوع مرة وهم كثيرون؛ نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم، وعن جماعة من التابعين كعبد الرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله.
3)ومنهم الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون.
4)ومنهم الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات في الليلة : سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه.
5)وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات، وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات.
6)وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم؛ فمن المتقدمين: عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم، ختمة في كل ركعة في الكعبة.

حكم أقل ما يختم به :
وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة،يدل عليه الحديث الصحيح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، والله أعلم.

أفضل أوقات ختم القرآن :

1-وأما وقت الابتداء والختم لمن يختم في الأسبوع؛ فقد روى أبو داود أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يفتتح القرآن ليلة الجمعة ويختمه ليلة الخميس.
2-وقال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء: الأفضل أن يختم ختمة بالليل وأخرى بالنهار، ويجعل ختمة النهار يوم الاثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما، ويجعل ختمة الليل ليلة الجمعة في ركعتي المغرب أو بعدهما، ليستقبل أول النهار وآخره.
3-وعن حبيب بن أبي ثابت التابعي أنه كان يختم قبل الركوع، قال ابن أبي داود: وكذا قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى

أجر ختم القرآن :
وروى الدارمي في مسنده، بإسناده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: "إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإذا وافق ختمه آخر الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسي"، قال الدارمي: هذا حسن من سعد.

فضل القراءة ليلاً:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تفطرت قدماه ، وكذلك صحبه رضوان الله عليهم من بعده كانوا يقيمون الليل وتمسع من بيوتهم دوياً كدوي النحل .
لذا حري بحامل القرآن أن يحرص على قيام الليل ،قال الله تعالى: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون )
- وثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)).
لماذا فضلت القراءة ليلاً :
1- وقت النزول الإلهي واستجابة الدعاء وفي الحديث: ((ينزل ربكم كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي شطر الليل، فيقول: [هل من داع فأستجيب له]))
2-ا أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات
3-أبعد عن الرياء وأدعى للإخلاص

مقدار ما يقرأ في قيام الليل :
1-يستحب الاطالة في قيام الليل بشرط ألا يضر المرء بنفسه
2- يحصل أجر القيام ولو بالقليل: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقسطين)
3- وأقله ركعتان ، وحكى الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "من صلى بالليل ركعتين فقد بات لله ساجدا وقائما".
4--من فاته قيام الليل فله أن يقضيه بالنهار، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنه قرأه من الليل)) رواه مسلم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 جمادى الأولى 1436هـ/6-03-2015م, 04:41 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

تلخيص باب آداب حامل القرآن من كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للنووي

آداب حامل القرآن:
مع نفسه :
1- يجب على حامل القرآن أن يتخلق بأخلاق القرآن فيقوم بما أمره الله به وينتهي عما نهاه الله عنه .
2- أن يكون صاحب خشية عليه طابع السكينة والوقار، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه
إذا الناس يضحكون، وبصحته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون"

مع غيره :
- أن يكون عزيزاًمع الجبابرة ومتواضعاً مع الصالحين وأهل الخير والمساكين .

في كسبه :
1- أن يكون متعففاً و ذو كسب شريف . عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: "يا معشر القراء! ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق، فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس".
2-أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها، فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن، ولا تأكلوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه)).
وأما أخذ الأجرة على تعليم القرآن فقد اختلف العلماء فيه؛
1-منهم من قال بالمنع كالزهري وأبو حنيفة ( حكاه الخطابي ) واحتج من منعها بحديث عبادة بن الصامت، أنه علم رجلا من أهل الصفة القرآن، فأهدى له قوسا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن سرك أن تطوق بها طوقا من نار فاقبلها))، وهو حديث مشهور رواه أبو داود وغيره، وبآثار كثيرة عن السلف.
2- وذهب عطاء ومالك والشافعي وآخرون إلى جوازها إن شارطه واستأجره إجارة صحيحة، وقد جاء بالجواز الأحاديث الصحيحة.
3- وعن جماعة أنه يجوز إن لم يشترطه، وهو قول الحسن البصري والشعبي وابن سيرين،
وأجاب المجوزون عن حديث عبادة بجوابين:
أحدهما: أن في إسناده مقالا.
والثاني: أنه كان تبرع بتعليمه فلم يستحق شيئا، ثم أهدي إليه على سبيل العوض، فلم يجز له الأخذ، بخلاف من يعقد معه إجارة قبل التعليم، والله أعلم.

مع قرآنه :
1-ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها.،- ثبت عن أبي موسى الأشرعي يا رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((تعاهدوا هذا القرآن؛ فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)) رواه البخاري ومسلم.
2-كراهية نسيانه - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها)) رواه أبو داود والترمذي وتكلم فيه.
3- أن يكون له ورد يومي للقرآن يحرص عليه ولا يفوته ، وقد ورد فيمن نام عن ورده -عن سليمان بن يسار، قال: قال أبو أسيد رضي الله عنه: "نمت البارحة عن وردي حتى أصبحت فلما أصبحت استرجعت وكان وردي سورة البقرة فرأيت في المنام كأن بقرة تنطحني" رواه ابن أبي داود

حال السلف مع القرآن :
وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه
1)فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة، 2)بعضهم كان يختم في الأسبوع مرة وهم كثيرون؛ نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم، وعن جماعة من التابعين كعبد الرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله.
3)ومنهم الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون.
4)ومنهم الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات في الليلة : سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه.
5)وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات، وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات.
6)وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم؛ فمن المتقدمين: عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم، ختمة في كل ركعة في الكعبة.

حكم أقل ما يختم به :
وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة،يدل عليه الحديث الصحيح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، والله أعلم.

أفضل أوقات ختم القرآن :

1-وأما وقت الابتداء والختم لمن يختم في الأسبوع؛ فقد روى أبو داود أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يفتتح القرآن ليلة الجمعة ويختمه ليلة الخميس.
2-وقال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء: الأفضل أن يختم ختمة بالليل وأخرى بالنهار، ويجعل ختمة النهار يوم الاثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما، ويجعل ختمة الليل ليلة الجمعة في ركعتي المغرب أو بعدهما، ليستقبل أول النهار وآخره.
3-وعن حبيب بن أبي ثابت التابعي أنه كان يختم قبل الركوع، قال ابن أبي داود: وكذا قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى .

أجر ختم القرآن :
وروى الدارمي في مسنده، بإسناده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: "إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإذا وافق ختمه آخر الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسي"، قال الدارمي: هذا حسن من سعد.

فضل القراءة ليلاً:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تفطرت قدماه ، وكذلك صحبه رضوان الله عليهم من بعده كانوا يقيمون الليل وتمسع من بيوتهم دوياً كدوي النحل .
لذا حري بحامل القرآن أن يحرص على قيام الليل ،قال الله تعالى: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) .
- وثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)).
لماذا فضلت القراءة ليلاً ؟ :
1- وقت النزول الإلهي واستجابة الدعاء وفي الحديث: ((ينزل ربكم كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي شطر الليل، فيقول: [هل من داع فأستجيب له]))
2-ا أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات
3-أبعد عن الرياء وأدعى للإخلاص

مقدار ما يقرأ في قيام الليل :
1-يستحب الاطالة في قيام الليل بشرط ألا يضر المرء بنفسه
2- يحصل أجر القيام ولو بالقليل: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقسطين) . من خرج هذا الحديث ؟
3- وأقله ركعتان ، وحكى الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "من صلى بالليل ركعتين فقد بات لله ساجدا وقائما".
4--من فاته قيام الليل فله أن يقضيه بالنهار، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنه قرأه من الليل)) رواه مسلم.
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ ، تلخيص جيد إلا أن هناك بعض الملاحظات تمت الإشارة إلى بعضها أثناء التصحيح .
فاتك ذكر المقصد الكلي للباب .
وتلخيص باب واحد 40 درجة .
الشمول : 8 / 10
الترتيب : 5 / 5
التحرير العلمي : 4 / 5
الصياغة : 4 / 5
العرض : 4 / 5
استخلاص مقصد الباب : 5 / 10 [اقتصرتِ على تبويب الإمام النووي ، ولم تقومي بصياغة المقصد الكلي للباب] .
إجمالي الدرجات = 30 / 40
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir