دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 شوال 1435هـ/10-08-2014م, 02:50 PM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي صفحة الطالبة : سهى بسيوني للقراءة المنظمة في التفسير وعلوم القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 شوال 1435هـ/25-08-2014م, 11:15 PM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي

تلخيص مقدمة بن كثير
المقصد العام للمقدمة :
ذكر طرفا من العلوم المتعلقة بكتاب الله والمعينة على فهمه وتدبره.

المقاصد الفرعية :
وهي تفصيل لما ذ كر من علوم.

1- طرق التفسير:

اولا: تفسير القرآن بالقرآن.
سناده: قول المؤلف :أن ما أجمل في مكان فسر في موضع آخر.
ثانيا: تفسير القرآن بالسنة.
سناده: قوله تعالى :{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله...} الآيه.وقوله صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه.
ثالثا: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
سناده: قول المؤلف: أنهم-أي الصحابة- أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآئن والأحوال التي اختصو بها ، ولما لهم من الفهم والعلم. روي عن بن مسعود أنه قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
رابعا: أقوال التابعين
سناده: من مجموع الأمثلة يؤخذ أنه بسبب معاصرتهم للصحابة وتلقيهم منهم علم التفسير أصبحوا مصدرا لتلقي التفسير.
حرمة التفسير بالرأي:
السناد: ما روي عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار).
وساق المؤلف مجموعة من أقوال السلف تشدد وتحرج الكلام في كتاب الله بغير علم.

2- فضائل القرآن
مما يدل على فضل القرآن ما يلي:
أ- بيان أن القرآن منه ما هو مكي ومنه ماهو مدني
سناده: أن القرآن ابتدئ نزوله في خير مكان وبقعة وهي مكة.
ب- بيان أن القرآن مهيمن على ماقبله من كتب
سناده: قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}
ج- أنه نزل في خير ليلة – ليلة القدر- ثم نزل مفرقا على ثلاث وعشرين سنة
سناده: قول بن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة ثم قرأ قوله تعالى :{ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} . والشاهد من الدليل أنه نزل في زمان شريف, ونزوله مفرقا متتابعا حسب ماتقتضيه الحاجة هو من عظيم عناية الله بالقران.
د- بيان أن جبريل هو السفير بين الله عز وجل ومحمد صلى الله عليه وسلم
سناده : قوله تعالى: { نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين}, وقوله :{إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين} . فمدح الله عبديه ورسوليه جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فدل ذلك على عظيم مكانة القران حيث اختير لتبليغه رسولين كريمين .
ه- بيان أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم وهي القرآن خالده ودائمة
سناده: ما روي عن أبي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر, وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة.
و- تحدي الله بالقرآن أن يأتو بمثله أو جزء منه وإخبارهم أنهم عاجزين عن معارضته.
سناده: قوله تعالى :{ وإن كنتم في ريب ممانزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجاره أعدت للكافرين}. وساق المؤلف الآيات التي تحدى الله بها البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن.
ز- أن كتاب الله عصمة من الفتن
سناده: حديث عبدالله بن الأعور، الشاهد منه قول النبي صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل فقال: يامحمد أمتك مختلفه بعدك .قال: فقلت له: أين المخرج يا جبريل؟ قال كتاب الله به يقصم كل جبار من اعتصم به نجى.الحديث
ل- أن القرآن مأدبة الله
سناده: ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم...
م- أن القرآن نزل بخير لغة
سناده: قول البخاري رحمه الله: نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا بلسان عربي مبين.

3- جمع القرآن
وكان على ثلاث مراحل
1- على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
سناده: ما ثبت في الصحيحين عن أنس قال جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، معاذ بن جبل ،زيد بن ثابت وابو زيد.
2- على عهد أبي بكر رضي الله عنه
سناده: روى البخاري أن زيد بن ثابت قال: ارسل الي أبوبكر- مقتل أهل اليمامة - فإذا عمر بن الخطاب عنده... وذكر حديث جمعه للقرآن.
3- على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
سناده: قول البخاري رحمه الله :أن أنس بن مالك حدثه، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان تغازى أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ....) الحديث

4- نزول القران على سبعة أحرف
عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرئني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل استزيده ويزيدني حتى انتهى الى سبعة أحرف ).
المراد بالسبعة أحرف
اختلف على خمسة وثلاثين قول أورد منها المؤلف خمسة أقوال وهي:
القول الأول : المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة : نحو أقبل وتعال وهلم.
السناد : حديث أبو بكر وفيه ، أن جبريل أقرأ النبي صلى الله عليه وسلم فقال ميكائيل استزده..)الحديث
القول الثاني: أن القران نزل على سبعة أحرف وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف.
السناد: قول بن عباس ماكنت أدري مامعنى (فاطر السموات والأرض) حتى سمعت أعرابيا يقول لبئر ابتدأ حفرها : أنا فطرتها .
القول الثالث : أن لغات القران السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ، لقول عثمان أن القران نزل بلغة قريش وقريش هم بنو النضر.
القول الرابع : أن وجوه القراءات ترجع الى سبعة أشياء : منها : ماتتغير حركته ولاتتغير صورته مثل {يضيقُ صدري} و{يضيقَ} ، ومنها مالا تتغير صورته ويختلف معناه مثال :{ فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا } وقد يكون الإختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل :{ننشزها} و{ننشرها} أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} أو كالصوف المنفوش أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: { وطلح منضود } { وطلع منضود} أو بالتقدم والتأخر مثل: { وجاءت سكرة الموت بالحق} { وجاءت سكرة الحق بالموت} أو بالزيادة مثل: تسع وتسعون نعجة أنثى.
القول الخامس:أن المراد بالأحرف البعة معاني القرآن وهي:أمر ونهي ووعد ووعيدوقصص ومجادلة وأمثال

5- ترتيب القران
1_ ترتيب السور وهو اجتهادي رتبه على العرضة الأخيرة
2- ترتيب الآيات وهو توقيفي .
6- نقط المصحف
يقال أن أول من أمر به عبد الملك بن مروان
ويقال أن أول من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي.

7- معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القران
سناده: ما روته عائشة عن فاطمة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليها: أن جبريل كان يعارضني القران كل سنة مرة وقد عارضني العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر أجلي.

8- القراء من الصحابة
السناد : ماروى عبدالله بن عمرو انه ذكر عبد الله بن مسعود فقال : لا أزال أحبه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا القران من أربعة : من عبدالله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذبن جبل وأبي بن كعب.
من جمعه من الأنصار :
سناده : أن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يقول : من جمع القران على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت وأبو زيد.
ذكرت بعض الروايات الدرداء فيمن جمع القران . عن أنس بن مالك :قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القران غير أربعة : أبو الدرداء ..الحديث

9- مايتعلق بالتلاوة وفضلها
أ- نزول السكينة والملائكة عند القراءة .
سناده : قال الليث عن أسيد بن الخضير: بينما هو يقرأمن الليل سورة البقرة ، وفرسه مربوطة عنده ، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس ، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف. والشاهد منه: أنه عندما أصبح أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أو تدري ماذا ذاك ؟ قال : لا . قال:( تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس اليها لا تتوارى منهم ) .
ب- فضل القران وماجاء أنه تركة النبي صلى الله عليه وسلم .
السناد : ماروي عن الشداد بن معقل أنه سأل بن عباس رضي الله عنه: أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شئ؟ قال ماترك إلا ما بين الدفتين .
الوصية بكتاب الله .
سناده : ماروي عن طلحة بن مصرف قال : سألت عبد الله بن أبي أوفى أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا . فقلت : فكيف كتب على الناس الوصية ؟ أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوص بكتاب الله .
ج- التغني بالقران .
السناد : قوله صلى الله عليه وسلم : لم ياذن الله لشئ ماأذن لنبي أن يتغنى بالقرآن .
د- الأمر بتعلم كتاب الله ومعاهدته .
السناد : قوله صلى الله عليه وسلم (تعلموا كتاب الله واقتنوه )، وقوله : ياأهل القرآن لاتوسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار ، وتغنوه ، واقتنوه، واذكروا مافيه لعلكم تفلحون.
ه- اغتباط صاحب القرآن .
سناده : قوله صلى الله عليه وسلم : لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به اناء الليل والنهار.
و- خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
سناده: قوله صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلم القران وعلمه.
و- القراءة عن ظهر قلب.
سناده: ما رواه البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل : فما معك من القران ؟ قال : معي سورة كذا وكذا لسور عدها . قال : أتقرؤهن عن ظهر قلب؟ قال : نعم . قال : اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن.
ز- استذكار القرآن وتعاهده .
السناد : عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت
م- القراءة على الدابة وتعليم الصبيان .
السناد : عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.
وعن سعيد بن جبير قال : إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم . قال : وقال ابن عباس : توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بن عشر سنيين وقد قرأت المحكم.
ل- نسيان القرآن :
السناد :سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال : يرحمه الله لقد اذكرني آية كذا وكذا من سورة كذا .
ف-الصحيح قول انسيت كيت وكيت :
السناد : قال رسول الله صلى الله عليه ( بئس مالأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي)
ق- هل يقال سورة كذا:
السناد: عن ابي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه.
س- الترتيل في القرآءة :
السناد: قال الله عز وجل { ورتل القرآن ترتيلا } وقال { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا } . قال بن عباس { فرقناه } : أي فصلناه . وقوله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به }
ش- مد القراءة :
السناد : ماروي عن قتادة أنه قال : قال سألت أنس بن مالك عن قرآة النبي صلى الله عليه وسلم : كان يمد مدا.
ص- الترجيع :
السناد : عن عبد الله بن المغفل قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع . قال المؤلف : الصوت صادر من حركة الدآبة تحته.
ض-حسن الصوت بالقراءة :
السناد: عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله عليه وسلم قال: يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.
ع-من أحب أن يسمع القرآن من غيره :
السناد: عن عبدالله قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : إقرأ علي القرآن قلت عليك أقرأ وعليك أنزل ؟ قال : (إني أحب أن أسمعه من غيري)
غ- قول المقرئ للقارئ حسبك :
السناد: في حديث عبدالله بن مسعود والشاهد منه، قول النبي صلى الله عليه وسلم : حسبك الآن.
ط- في كم يقرأ القرآن :
السناد: قوله تعالى: (فاقرءوا ماتيسر منه )، وفي الحديث عن عبد الله بن عمر : والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم له :(صم كل شهر ثلاثة واقرأ القرآن في كل شهر). قال : أطيق أكثر من ذلك . قال : أقرأ في كل سبع ليال مرة.
ظ- من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به :
السناد: قال علي رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية
وفي حديث ابي موسى الأشعري : ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر.
ى- الحض على تلاوة القرآن في حال اجتماع القلب على تلاوته وتدبره :
السناد: قال صلى الله عليه وسلم : اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، فاذا اختلفتم فقوموا عنه.
ئ- بيان ضعف الدعاء الوارد لحفظ القرآن وطرد النسيان: وفيه صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب ويس ..الحديث.
ء- ذكر طرفا من الاحاديث الدالة على فضل القرآن وأهله
السناد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لايوحى إليه ، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطى أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه مع من يسفه أو يغضب فيمن يغضب أو يحتد فيمن يحتد ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن.
وروي عن بن مسعود قال : كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض.

مقدمة للتفسير:
تعيين السور المدينة.
عدد آيات القرآن :وهي ستة الآلاف آية واختلف في الزيادة
عدد كلماته : سبع وسبعون ألف كلمة واربعمائة وتسع وثلاثون كلمة .
عدد حروفه : ثلاثمائة ألف حرف واحد وعشرون الف حرف ومائة وثمانون حرفا وقيل اكثر من ذلك .
الاجزاء : ثلاثون جزءاً.
تحزيب الصحابة : السناد :سأل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشر وثلاث عشر وحزب المفصل
بيان معنى السورة والآية والكلمة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو الحجة 1435هـ/11-10-2014م, 06:01 PM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Thumbs up

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهى بسيوني مشاهدة المشاركة
تلخيص مقدمة بن كثير
المقصد العام للمقدمة :
ذكر طرفا من العلوم المتعلقة بكتاب الله والمعينة على فهمه وتدبره.

المقاصد الفرعية :
وهي تفصيل لما ذ كر من علوم.

1- طرق التفسير:

اولا: تفسير القرآن بالقرآن.
سناده: قول المؤلف :أن ما أجمل في مكان فسر في موضع آخر.
ثانيا: تفسير القرآن بالسنة.
سناده: قوله تعالى :{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله...} الآيه.وقوله صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه.
ثالثا: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
سناده: قول المؤلف: أنهم-أي الصحابة- أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآئن والأحوال التي اختصو بها ، ولما لهم من الفهم والعلم. روي عن بن مسعود أنه قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
رابعا: أقوال التابعين
سناده: من مجموع الأمثلة يؤخذ أنه بسبب معاصرتهم للصحابة وتلقيهم منهم علم التفسير أصبحوا مصدرا لتلقي التفسير.
حرمة التفسير بالرأي:
السناد: ما روي عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار).
وساق المؤلف مجموعة من أقوال السلف تشدد وتحرج الكلام في كتاب الله بغير علم.

2- فضائل القرآن
مما يدل على فضل القرآن ما يلي:
أ- بيان أن القرآن منه ما هو مكي ومنه ماهو مدني
سناده: أن القرآن ابتدئ نزوله في خير مكان وبقعة وهي مكة.
ب- بيان أن القرآن مهيمن على ماقبله من كتب
سناده: قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}
ج- أنه نزل في خير ليلة – ليلة القدر- ثم نزل مفرقا على ثلاث وعشرين سنة
سناده: قول بن عباس : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة ثم قرأ قوله تعالى :{ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} . والشاهد من الدليل أنه نزل في زمان شريف, ونزوله مفرقا متتابعا حسب ماتقتضيه الحاجة هو من عظيم عناية الله بالقران.
د- بيان أن جبريل هو السفير بين الله عز وجل ومحمد صلى الله عليه وسلم
سناده : قوله تعالى: { نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين}, وقوله :{إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين} . فمدح الله عبديه ورسوليه جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فدل ذلك على عظيم مكانة القران حيث اختير لتبليغه رسولين كريمين .
ه- بيان أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم وهي القرآن خالده ودائمة
سناده: ما روي عن أبي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر, وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة.
و- تحدي الله بالقرآن أن يأتو بمثله أو جزء منه وإخبارهم أنهم عاجزين عن معارضته.
سناده: قوله تعالى :{ وإن كنتم في ريب ممانزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجاره أعدت للكافرين}. وساق المؤلف الآيات التي تحدى الله بها البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن.
ز- أن كتاب الله عصمة من الفتن
سناده: حديث عبدالله بن الأعور، الشاهد منه قول النبي صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل فقال: يامحمد أمتك مختلفه بعدك .قال: فقلت له: أين المخرج يا جبريل؟ قال كتاب الله به يقصم كل جبار من اعتصم به نجى.الحديث
ل- أن القرآن مأدبة الله
سناده: ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم...
م- أن القرآن نزل بخير لغة
سناده: قول البخاري رحمه الله: نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا بلسان عربي مبين.

3- جمع القرآن
وكان على ثلاث مراحل
1- على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
سناده: ما ثبت في الصحيحين عن أنس قال جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، معاذ بن جبل ،زيد بن ثابت وابو زيد.
2- على عهد أبي بكر رضي الله عنه
سناده: روى البخاري أن زيد بن ثابت قال: ارسل الي أبوبكر- مقتل أهل اليمامة - فإذا عمر بن الخطاب عنده... وذكر حديث جمعه للقرآن.
3- على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
سناده: قول البخاري رحمه الله :أن أنس بن مالك حدثه، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان تغازى أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ....) الحديث

4- نزول القران على سبعة أحرف
عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرئني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل استزيده ويزيدني حتى انتهى الى سبعة أحرف ).
المراد بالسبعة أحرف
اختلف على خمسة وثلاثين قول أورد منها المؤلف خمسة أقوال وهي:
القول الأول : المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة : نحو أقبل وتعال وهلم.
السناد : حديث أبو بكر وفيه ، أن جبريل أقرأ النبي صلى الله عليه وسلم فقال ميكائيل استزده..)الحديث
القول الثاني: أن القران نزل على سبعة أحرف وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف.
السناد: قول بن عباس ماكنت أدري مامعنى (فاطر السموات والأرض) حتى سمعت أعرابيا يقول لبئر ابتدأ حفرها : أنا فطرتها .
القول الثالث : أن لغات القران السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ، لقول عثمان أن القران نزل بلغة قريش وقريش هم بنو النضر.
القول الرابع : أن وجوه القراءات ترجع الى سبعة أشياء : منها : ماتتغير حركته ولاتتغير صورته مثل {يضيقُ صدري} و{يضيقَ} ، ومنها مالا تتغير صورته ويختلف معناه مثال :{ فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا } وقد يكون الإختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل :{ننشزها} و{ننشرها} أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} أو كالصوف المنفوش أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: { وطلح منضود } { وطلع منضود} أو بالتقدم والتأخر مثل: { وجاءت سكرة الموت بالحق} { وجاءت سكرة الحق بالموت} أو بالزيادة مثل: تسع وتسعون نعجة أنثى.
القول الخامس:أن المراد بالأحرف البعة معاني القرآن وهي:أمر ونهي ووعد ووعيدوقصص ومجادلة وأمثال

5- ترتيب القران
1_ ترتيب السور وهو اجتهادي رتبه على العرضة الأخيرة
2- ترتيب الآيات وهو توقيفي .
6- نقط المصحف
يقال أن أول من أمر به عبد الملك بن مروان
ويقال أن أول من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي.

7- معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القران
سناده: ما روته عائشة عن فاطمة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليها: أن جبريل كان يعارضني القران كل سنة مرة وقد عارضني العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر أجلي.

8- القراء من الصحابة
السناد : ماروى عبدالله بن عمرو انه ذكر عبد الله بن مسعود فقال : لا أزال أحبه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا القران من أربعة : من عبدالله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذبن جبل وأبي بن كعب.
من جمعه من الأنصار :
سناده : أن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يقول : من جمع القران على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت وأبو زيد.
ذكرت بعض الروايات الدرداء فيمن جمع القران . عن أنس بن مالك :قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القران غير أربعة : أبو الدرداء ..الحديث

9- مايتعلق بالتلاوة وفضلها
أ- نزول السكينة والملائكة عند القراءة .
سناده : قال الليث عن أسيد بن الخضير: بينما هو يقرأمن الليل سورة البقرة ، وفرسه مربوطة عنده ، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس ، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف. والشاهد منه: أنه عندما أصبح أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أو تدري ماذا ذاك ؟ قال : لا . قال:( تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس اليها لا تتوارى منهم ) .
ب- فضل القران وماجاء أنه تركة النبي صلى الله عليه وسلم .
السناد : ماروي عن الشداد بن معقل أنه سأل بن عباس رضي الله عنه: أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شئ؟ قال ماترك إلا ما بين الدفتين .
الوصية بكتاب الله .
سناده : ماروي عن طلحة بن مصرف قال : سألت عبد الله بن أبي أوفى أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا . فقلت : فكيف كتب على الناس الوصية ؟ أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوص بكتاب الله .
ج- التغني بالقران .
السناد : قوله صلى الله عليه وسلم : لم ياذن الله لشئ ماأذن لنبي أن يتغنى بالقرآن .
د- الأمر بتعلم كتاب الله ومعاهدته .
السناد : قوله صلى الله عليه وسلم (تعلموا كتاب الله واقتنوه )، وقوله : ياأهل القرآن لاتوسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار ، وتغنوه ، واقتنوه، واذكروا مافيه لعلكم تفلحون.
ه- اغتباط صاحب القرآن .
سناده : قوله صلى الله عليه وسلم : لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به اناء الليل والنهار.
و- خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
سناده: قوله صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلم القران وعلمه.
و- القراءة عن ظهر قلب.
سناده: ما رواه البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل : فما معك من القران ؟ قال : معي سورة كذا وكذا لسور عدها . قال : أتقرؤهن عن ظهر قلب؟ قال : نعم . قال : اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن.
ز- استذكار القرآن وتعاهده .
السناد : عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت
م- القراءة على الدابة وتعليم الصبيان .
السناد : عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.
وعن سعيد بن جبير قال : إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم . قال : وقال ابن عباس : توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بن عشر سنيين وقد قرأت المحكم.
ل- نسيان القرآن :
السناد :سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال : يرحمه الله لقد اذكرني آية كذا وكذا من سورة كذا .
ف-الصحيح قول انسيت كيت وكيت :
السناد : قال رسول الله صلى الله عليه ( بئس مالأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي)
ق- هل يقال سورة كذا:
السناد: عن ابي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه.
س- الترتيل في القرآءة :
السناد: قال الله عز وجل { ورتل القرآن ترتيلا } وقال { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا } . قال بن عباس { فرقناه } : أي فصلناه . وقوله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به }
ش- مد القراءة :
السناد : ماروي عن قتادة أنه قال : قال سألت أنس بن مالك عن قرآة النبي صلى الله عليه وسلم : كان يمد مدا.
ص- الترجيع :
السناد : عن عبد الله بن المغفل قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع . قال المؤلف : الصوت صادر من حركة الدآبة تحته.
ض-حسن الصوت بالقراءة :
السناد: عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله عليه وسلم قال: يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.
ع-من أحب أن يسمع القرآن من غيره :
السناد: عن عبدالله قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : إقرأ علي القرآن قلت عليك أقرأ وعليك أنزل ؟ قال : (إني أحب أن أسمعه من غيري)
غ- قول المقرئ للقارئ حسبك :
السناد: في حديث عبدالله بن مسعود والشاهد منه، قول النبي صلى الله عليه وسلم : حسبك الآن.
ط- في كم يقرأ القرآن :
السناد: قوله تعالى: (فاقرءوا ماتيسر منه )، وفي الحديث عن عبد الله بن عمر : والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم له :(صم كل شهر ثلاثة واقرأ القرآن في كل شهر). قال : أطيق أكثر من ذلك . قال : أقرأ في كل سبع ليال مرة.
ظ- من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به :
السناد: قال علي رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية
وفي حديث ابي موسى الأشعري : ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر.
ى- الحض على تلاوة القرآن في حال اجتماع القلب على تلاوته وتدبره :
السناد: قال صلى الله عليه وسلم : اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، فاذا اختلفتم فقوموا عنه.
ئ- بيان ضعف الدعاء الوارد لحفظ القرآن وطرد النسيان: وفيه صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب ويس ..الحديث.
ء- ذكر طرفا من الاحاديث الدالة على فضل القرآن وأهله
السناد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لايوحى إليه ، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطى أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه مع من يسفه أو يغضب فيمن يغضب أو يحتد فيمن يحتد ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن.
وروي عن بن مسعود قال : كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض.

مقدمة للتفسير:
تعيين السور المدينة.
عدد آيات القرآن :وهي ستة الآلاف آية واختلف في الزيادة
عدد كلماته : سبع وسبعون ألف كلمة واربعمائة وتسع وثلاثون كلمة .
عدد حروفه : ثلاثمائة ألف حرف واحد وعشرون الف حرف ومائة وثمانون حرفا وقيل اكثر من ذلك .
الاجزاء : ثلاثون جزءاً.
تحزيب الصحابة : السناد :سأل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشر وثلاث عشر وحزب المفصل
بيان معنى السورة والآية والكلمة.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
فتلخيصك طيب وجيد، لكن عليه ملاحظة مهمة، وهي خاصة بمعيار التحرير، فليس المراد من التلخيص ذكر عنوان المسألة وذكر دليلها فقط، بل المقصود هو اختصار كلام المؤلف وبيان ما أراد إيصاله وما رجحه في ثنايا كلامه في صورة نقاط مركزة ومختصرة، ومثال على ذلك: مسألة «هيمنة القرآن»، قارني بين ما ذكرتِ وبين الطريقة المثلى لكتابة هذه المسألة كالتالي:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الداخل مشاهدة المشاركة
1: هيمنة القرآن على ما قبله من الكتب
قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}.
- عن ابن عباس في قوله: {ومهيمنا عليه} قال: (المهيمن: الأمين). قال: (القرآن أمين على كل كتاب قبله). وفي رواية: (شهيدا عليه). رواه ابن جرير وعلقه البخاري.
- وقال سفيان الثوري وغير واحد من الأئمة عن أبي إسحاق السبيعي، عن التميمي، عن ابن عباس: {ومهيمنا عليه} قال: مؤتمنا.
- قال ابن كثير: (وبنحو ذلك قال مجاهد والسدي وقتادة وابن جريج والحسن البصري وغير واحد من أئمة السلف).
- أصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلان عليه.

تلاحظين عنونة المسألة، ثم ذكر دليل المسألة، ثم اختصار كلام ابن كثير على صورة نقاط مركزة، يصحب ذلك كله حسن العرض والتلوين، مع إحكام صياغة العبارات.
* كما أن ترتيب المسائل من المعايير المهمة للتلخيص الجيد، وعلى الترتيب ملاحظات يسيرة -بعضها يحتمل اختلاف وجهات النظر-، فمنها: ما وجه دخول المكي والمدني في فضائل القرآن، ومنها: جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ثم جمع الصحابة وهم القراء، ينبغي أن يقدم على مرحلة جمع أبي بكر وعثمان وترتيبه ونقطه، ثم يتلو كل هذا نزول القرآن على سبعة أحرف؛ لتعلق الكلام فيه بالمصاحف العثمانية والقراءات السبع، وغير ذلك.
توزيع الدرجات:
الشمول: 30 / 30
الترتيب: 17 / 20
التحرير: 17 / 20
حسن الصياغة: 15 / 15
حسن العرض: 15/ 15
الدرجة النهائية: 94 / 100
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1436هـ/30-11-2014م, 11:30 AM
سهى بسيوني سهى بسيوني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 316
افتراضي

المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
المقصد العام للكتاب:
ذكر طرفا من علوم الكتاب العزيز المعينة على فهمه والمتعلقة بانزاله وجمعه وتلاوته.
المقاصد الفرعية للكتاب:
المقصد الأول : نزول القرآن وبيان من جمعه من الصحابة في ذلك العهد.
المقصد الثاني : مراحل جمع القرآن على عهد الخلفاء الراشدين
المقصد الثالث : في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف .
المقصد الرابع : حول القراءات المشهورة معناها وكيف نشأت .
المقصد الخامس : القراءة الصحيحة القوية والضعيفة الشاذة المروية.
المقصد السادس : الحث على تعلم ماينفع من علوم القران والعمل بها، وترك الغلو فيما يخص تلاوتة ألفاظه.

المقصد الأول : نزول القرآن وبيان من جمعه من الصحابة في ذلك العهد

1: نزول القرآن في أشرف الشهور والليالي :
-قال تعالى :{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }
-وقال تعالى :{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
-وقال تعالى :{ إنا أنزلناه في ليلة القدر }
-قال أبو شامة : فليلة القدر هي الليلة المباركة ، وهي في شهر رمضان. جمعا بين هذه الآيات ، وذلك لورود الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك .
- بطلان القول بأن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان ، وأن ليلة القدر متنقلة بين الشهور، لمجيء الأحاديث الصحيحة الدالة على بيان ليلة القدر وصفاتها وأنها هي الليلة المباركة.
-مما ورد في الجمع بين الأحاديث الثلاثة ، ماروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله عطية بن الأسود فقال انه وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } ، وقوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر } ، وقوله سبحانه { إنا أنزلناه في ليلة القدر } ، وقوله سبحانه { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ، وقد أنزل في شوال وذي الحجة ..يعني وغير ذلك من الأشهر . فقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام .
-قال أبو شامة رفقا: أي رسلا ، وعلى مواقع النجوم : أي على مثل مواقع النجوم ، والمواقع : المساقط .
-ومما يدل ايضا على أن نزوله كان في شهر رمضان ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من شهر رمضان – وفيه- وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان )).

2 : المقصود بالإنزال في ليلة القدر:

- من أسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم : أنها ليلة يقدر فيها ويفصل كل ما يخص أمر العباد قال تعالى :{ فيها يفرق كل أمر حكيم }
- قال أبو شامة رحمه الله : والمقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر أقوال :
أحدها : أنه ابتديء إنزاله فيها.
والثاني : أنه أنزل فيها جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
والثالث : أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة .
-والآثار الواردة في ذلك وأقوال المفسرين على النحو التالي :
دليل القول الأول:
حديث مبعثه عندما كان متحنثا بحراء في شهر رمضان .
قال أبو شامة : أن الاستدل بقوله { إنا أنزلناه في ليلة القدر} على ابتداء نزوله بعيد ، لما قد صح عن ابن عباس في تفسير الآية، أنه نزل جملة إلى السماء الدنيا .
دليل القول الثاني : ماروي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة ، وقرأ :{ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا }.
وفرقناه على هذا التفسير بالتشديد : أي أنزلناه مفرقا .
دليل القول الثالث : ماروي عن أبي الحسن الواحدي المفسر أنه قال : قال مقاتل : أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا ، فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ماينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل ، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر ،ونزل به جبريل على محمد عليهما السلام في عشرين سنة .
- وورد عن داود عن الشعبي قولا رابعا وهو: أنه قال للشعبي قوله تعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان ؟ قال : بلى ، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان .
- قال أبو شامة في رواية داود عن الشعبي : وكأنه نزل عرضه وإحكامه في رمضان منزلة إنزاله فيه ، قال وإن ضم إلى ذلك كون ابتداء نزوله في رمضان ظهرت قوته. قال : ويجوز أن يكون قوله { أنزل فيه القرآن } شاملا لذلك كله .

3 : نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا فيه تشريف لمن أنزل إليهم:
- قال أبو شامة : فيه تفخيم لأمره، وأمر من أنزل إليه ، وذلك بإعلام أهل السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خير الرسل ، وأشرف الأمم.

4 : وقت نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا :

- فيه قولان:
الأول : أنه نزل قبل ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أنه نزل بعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
ورجح أبو شامة القول الأول فقال : إن كلا الأمرين محتمل ، لكن نزوله قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم أظهر تفخيما لأمره وأكثر ، وإن كان على القول الآخر فيه إظهار ايضا لعظمته وعظم من أنزل عليه ، وذلك لأن فيه : اعلام الملائكة بقرب ظهور أمة محمد صلى الله عليه وسلم الموصوفة في الكتب السابقة ، وإرسال خاتم الرسل وأشرفهم .
- مما يدل على القول الأول : حديث الإسراء لما كان جبريل يستفتح السماوات سماء سماء ، كان يقال له: من هذا ؟ فيقول: جبريل ، فيقال : من معك ؟ فيقول : محمد. فيقال : وقد بعث إليه ؟ فيقول: نعم .

5 : بيان أن قوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر } من جملة القرآن الذي أنزل جملة:

- قوله تعالى { أنزلناه } بلفظ الماضي له وجهان :
أحدهما: بمعنى حكمنا بإنزاله في ليلة القدر ، وقضينا به ، وقدرناه في الأزل ، وما أشبه ذلك .
الثاني : أن لفظه لفظ الماضي ومناه معنى المستقبل : أي ننزله جملة في ليلة مباركة ،وهي ليلة لقدر .
واختير لفظ الماضي لأمرين :
أحدهما : تحققه وكونه أمرا لابد منه .
الثاني : أنه حال ايصاله بالمنزل عليه يكون الماضي في معناه محققا ، لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة .

6 : الحكمة في نزول القرآن إلى الأرض منجما :
1:6: تقوية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} أي : كما أنزل على من كان قبله من الرسل ، فأجابهم المولى عز وجل { كذلك} أي: أنزلناه مفرقا { لنثبت به فؤادك } أي: لتقوي قلبك بتجدد الوحي في كل حادثة ،وكثرة نزول الملك عليه .
2:6: تسهيلا لحفظه عليه الصلاة والسلام للقرآن . فقد قيل أن معنى قوله { لنثبت به فؤادك} أي: لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب لأنه كان صلى الله عليه وسلم أميا ، فنزوله مفرقا أيسر في الحفظ عليه من نزوله جملة .
3:6: لأن في القرآن جواب لأمور سألوا عنها .
4:6: القرآن بعضه ناسخ وبعضه منسوخ ، ولايتأتى ذلك إلا إذا كان مفرقا .

7: مدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم :

- قال أبو شامة وكان بين أول نزول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون ، وهو مبني على الخلاف في مدة بقائه صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة ، لأن أقامته بالمدينة لم يختلف فيها أنها عشر سنوات .

8: تكفل الله بحفظ القرآن في صدر نبيه صلى الله عليه وسلم وهو من جملة حفظه تعالى للقرآن :
- كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي حرك شفتيه به خشية نسيانه فنهاه الله عن ذلك ، وأمره بالإستماع له ووعده حفظه وجمعه في صدره . والدليل : ماجاء في الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان ممايحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه ، فأنزل الله تعالى : { لاتحرك به لسانك لتعجل به } أخذه { إنا علينا جمعه وقرآنه }إنا علينا أن نجمعه في صدرك ،وقرآنه فتقرأه { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } قال : إذا أنزلناه فاستمع له { ثم إن علينا بيانه } أن تبينه بلسانك ،فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق ، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله .

9: أكثر مانزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم عام وفاته:
- عن ابن شهاب قال : أخبرني أنس بن مالك أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ماكان الوحي ، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد . رواه البخاري.

10: أول وآخر مانزل عليه صلى الله عليه وسلم من الوحي :

- أول مانزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة العلق { إقرأ باسم ربك الذي خلق } ، وذلك بحراء عنذ ابتداء نبوته ونزل بعده قوله { ياأيها المدثر} ، ثم صار ينزل شيئا فشيئا.
- أما آخر آية فقد اختلف فيها على أقوال :
أ) قال ابن عباس : آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } قال زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال ، وقيل أنها آيات الربا وآية الدين ، وهو موافق لهذا القول ، قال ابن شهاب: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .
قال أبو شامة : المراد بها آخر مانزلت من آيات الأحكام .
ب) وقيل آخرها { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } إلى آخرها .
ج) وقيل { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } إلى آخر الآيتين .
د) وقيل قوله { اليوم أكملت لكم دينكم }الآية ،لأنها نزلت يوم عرفة .

11: جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- وهو أول مراحل الجمع.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل عليه شيء أمر بكتابته .
- الدليل ماجاء في صحيح البخاري عن البراء بن عازب قال : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين ...والمجاهدون في سبيل الله } قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ادع لي زيدا ، وليجيء باللوح والدواة والكتف ، ثم قال اكتب { لايستوي القاعدون }))
- وكان صلى الله عليه وسلم يقول في مفرقات الآيات : ضعوا هذه في سورة كذا.
-الدليل : في جامع الترمذي عن ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول : ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا )) الحديث.
- كان صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل في شهر رمضان من كل عام ، وعرضه عليه عام وفاته مرتين ، وكان جبريل عليه السلام يعرضه عليه ايضا في كل عام مرة وعام وفاته عرضه عليه مرتين صلى الله عليه وسلم .
- الدليل : روي عن عائشة عن فاطمة رضي الله عنهما : أسر النبي صلى الله عليه وسلم إليها أن: جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة ، وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي .

12: من جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة:
- حفظه في حياته عليه الصلاة والسلام جماعة من أصحابه ، بدليل مايلي:
أ- عن مسروق قال : ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال لا أزال أحبه ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( خذوا القرآن عن أربعة : من عبدالله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ بن جبل ، وأب بن كعب )).
ب- اسند الحافظ البيهقي عن ابن سيرين قال : جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة لايختلف فيهم : معاذ بن جبل ، وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد.
- لم يجمع أحد من الخلفاء الراشدين القرآن كاملا غير عثمان بن عفان رضي الله عنهم .
- قال أبو شامة : أقام القاضي أبو محمد بن الطيب في كتابه (الإنتصار) الأدلة الكثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة . فمن ذلك :
أ) كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
ب) ماورد في الصحيح أنه قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة ، كانوا يسمون بالقراء .
ج) حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال :جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إقرأه في شهر) الحديث ، ولم يذكر عبدالله بن عمرو في الأحاديث المتقدمة فيمن جمع القرآن.
فدل مجموع ذلك على ان الآثار ليست للحصر ، وماكان من ألفاظها للحصر فله تأويله وليس محمولا على ظاهره .
- من هذه التأويلات التي ذكرها القاضي :
- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها إلا أولئك النفر .
- أنه لم يجمع مانسخ منه وأزيل رسمه، وبقي فرض حفظه وتلاوته إلا أولئك الجماعة.
- أنه لم يجمعه كله من في الرسول صلى الله عليه وسلم تلقيا إلا أولئك ، وأكثرهم أخذ بعضه عنه وبعضه عن غيره .
- أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به ، وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه غير تلك الجماعة ، مع جواز وجود حفاظ غيرهم لم يعرفهم الراوي .
- أن هذه الجماعة المذكورة كتبته شيئا بعد شيء، والباقي ماكتبه أو كتب بعضه .
- يجوز أن من سواهم لم يظهر حفظه خوفا من المراءاة ، وأظهر هؤلاء لأنهم أمنوا ذلك ، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم .
- قال المازري : وإن لم يكمل الحفظ إلا هؤلاء الأربعة-مع بعد ذلك – فقد حفظ جميع أجزائه عدد كبير لايحصون أقلها بالغ حد التواتر .
-ذكر الإمام أبو عبد القاسم أهل القرآن من الصحابة ((وهو كل من وصف بالقراءة أو حكي عنه منها شيء)) ، وبعضهم أكثر قراءة من بعض ، قال في أول كتاب القراءات :
- من المهاجرين :
أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ، وطلحة ، وسعدا ، وابن مسعود ، وسالما مولى أبي حذيفة ، وحذيفة بن اليمان ، وعبدالله بن عباس ، وعبدالله بن عمر ، وعبدالله بن عمرو ، وعمرو بن العاص ، وأبا هريرة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن السائب .
من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وأبو الدرداء ، وزيد بن ثابت ، ومجمع بن جارية ، وأنس بن مالك .
- ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : عائشة وحفصة وأم سلمة .

13: مانسخ من القرآن الكريم:
- وهو على ثلاثة أضرب :
1:13: مانسخت تلاوته وبقي حكمه ،كآية الرضاع.
2:13: مانسخت تلاوته وحكمه، كآية الرضاع .
- الدليل : ماروي عن عائشة رضي الله عنها كان مما أنزل من القران (( عشر رضعات معلومات يحرمن )) ، ثم نسخن إلى (( خمس معلومات يحرمن )) فتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن . قال البيهقي: أي عند من لم يبلغه نسخ تلاوته من القرآن.
- قال البيهقي: العشر مما نسخ رسمه وحكمه ، والخمس ممانسخ رسمه وبقي حكمه لأنه لم يثبت في المصحف وهو معمول به .
3:13: مانسخ حكمه وبقي تلاوته كآية العدة عند الوفاة نسخت بالآية التي قبلها وفيها { أربعة أشهر وعشرا}
- في صحيح البخاري عن عبدالله بن الزبير قال :قلت لعثمان رضي الله عنه الآية التي في البقرة { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول..} لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى ؟ قال : يابن أخي لا أغير شيئا من مكانه .

14: تأليف القرآن :

- تأليف الآيات وكان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم
-عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن ، إذ قال :طوبى للشام ، فقيل له :ولم ؟قال : ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم )).وزاد في الدلائل : نؤلف القرآن من الرقاع .
- قال البيهقي تأليف الآيات المتفرقة في سورها ،بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم .
- في هذه المرحلة كان القرآن مجموع مثبت في الصدور ، مكتوب في الرقاع واللخاف والعسب المتفرقة .
- قال القاضي أبو بكر: القرآن لم يثبت آيه على تاريخ نزوله ، بل قدم ماتأخر إنزاله ، وأخر ماتقدم إنزاله .
- قال بن وهب : إنما ألف القرآن على ماكانوا يسمعون من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم .
- قال الحاكم أبو عبدالله : حديث زيد بن ثابت فيه إشارة إلى أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة ، بل كان على مراحل .


المقصد الثاني : مراحل جمع القران على عهد الخلفاء الراشدين :


1-الحكمة في عدم جمع الرسول صلى الله عليه المصحف في حياته:

- قال البيهقي : ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه

2- جمع المصحف على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

1:2:سبب جمع الصديق رضي الله عنه للمصحف:

-لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة خشي عمر رضي الله عنه ذهاب كثير من القرآن ، فأشار على أبي بكررضي الله عنه بجمع المصحف . فشرح الله صدره لذلك .
2:2:كيفية جمع المصحف في هذه المرحلة:

-طلب أبو بكر من زيد بن ثابت جمع المصحف، فأخذ يتتبعه من العسب واللخاف وصدور الرجال .
- روى البخاري أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر
- وروى أن زيد قال : قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.
-قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف
-ومعنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية إلا مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره.
-وقال أبو شامة : وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. والله أعلم.
3:2: شروط قبول ماجمع من عسف وأكتاف وغيرها مما كتب به القرآن:

- في رواية : أن أبا بكر قال لزيد وعمر :فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
-قال الشيخ أبو الحسن : من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله: أي الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن ‘ ويجوز أن يكون قوله على شيء من كتاب الله تعالى معناه أي: من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن.
-قال أبو شامة : إنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف.
4:2: من أين جاءت تسمية المصحف:

قال القاضي ابو بكر : لما جمع أبو بكر القرآن قال : التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف. فكان رضي الله عنه أول من جمع القرآن في المصحف.
5:2: رأي علي رضي الله عنه فيما فعله أبو بكر رضي الله عنه من جمع للمصحف :
-قال علي: يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين. وفي رواية عنه: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر.

3- جمع المصحف على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :
-في تفسير الطبري في رواية عن زيد بن ثابت عن أبيه : قال لما هلك أبو بكر وكان عمر كتب ذلك –أي ماجمع في العسب واللخاف - في صحيفة واحدة فكانت عنده. فلما هلك كانت الصحيفة عند حفصة
1:3: سبب جمع الخليفة عثمان للمصاحف في مصحف واحد:
- روى البخاري أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .
2:3: عمل الخليفة عثمان رضي الله عنه في هذه المرحلة:
-قال القاضي أبو بكر:إن عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف- أي التي كتبت في عهد أبي بكر- مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب -أي الموجود اليوم-، ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث، فإنه يدل على أن لعثمان في جمعه القرآن بعد أبي بكر تصرفا ما، وهو هذا
3:3: الجمع بين الروايتين اللتين ذكر فيهما إملاء المصحف:
-ورد في رواية أن عثمان رضي الله عنه أمر أبي بن كعب أن يملي على زيد وهو يكتب لأنه كان أكتب الناس ، وورد في رواية أخرى انه أمر سعيد بن العاص أن يملي لأنه كان أفصح الناس . قال القاضي أنه لاتعارض بين الخبرين، إذ لا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه ،وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم .
4:3: توزيع المصاحف على الأمصار:
-قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.
5:3: موقف الصحابة والتابعين من جمع عثمان رضي الله عنه للمصحف:
- قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.
-عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد.
-قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
-وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
6:3:شق مروان بن الحكم للصحيفة التي كانت عند ام المؤمنين حفصة رضي الله عنها والسبب في ذلك:

-قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله أنه لما توفيت حفصة، رحمة الله عليها، أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلن بها، فأرسل بها ابن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف ما نسخ عثمان رحمة الله عليه.
-قال أبو شامة : إن قلنا إن ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور ، فيكون مروان قد خشي أن يتعلق متعلق بأنه في جمع الصديق غير مرتب السور، فسد الباب جملة ،وأما إن قلنا بقول من زعم أن عثمان اقتصر مما جمعه أبو بكر على حرف واحد من بين تلك القراءات المختلفة فأمر ما فعله مروان ظاهر.

4- مقصد كل من أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما في جمعهما للمصحف، والفرق بينهما :
- قال أبو شامه :أن أبا بكر قصد جمعه في مكان واحد ، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم -والعياذ بالله- قراؤه ، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ.


المقصد الثالث : في معنى نزول القران على سبعة أحرف

1-بيان ماجاء من الأدلة في أن القرآن نزل بسبعة أحرف:
- ففي الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
- وفي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال: ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم)).
-وفي سنن أبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف))، ثم قال: ((ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
- وعن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف))

2-المراد بالأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها.
- قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ: لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال.
فقيل أن المراد بالسبعة أحرف هي:
1:2:سبع لغات من لغات العرب:
- قال أبو سليمان الخطابي : فقال بعضهم: معنى الحروف اللغات، يريد أنه نزل على سبع لغات من لغات العرب، هي أفصح اللغات، وأعلاها في كلامهم، قالوا: وهذه اللغات متفرقة في القرآن، غير مجتمعة في الكلمة الواحدة، وإلى نحو من هذا أشار أبو عبيد..
- عن أنس بن مالك أن عثمان رحمة الله عليه قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم.
- قال أبو شامة : يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.
-قال تعالى : {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} ،وعن أيوب السختياني أنه قال: معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم.
- وفي رواية عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم.
- وروى أبو خلدة عن أبي العالية قال: "قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، ورضي قراءتهم كلهم، وكانت تميم أعرب القوم".
- وعن سعيد بن المسيب قال: "نزل القرآن على لغة هذ الحي من لدن هوازن وثقيف إلى ضرية"..
-قال أبو شامة : أباح الله تعالى أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة: ((هون على أمتي)).

2:2:سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة
- قال أبو عمر:نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
- لما ورد في حديث أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه :(( حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
- وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد.

3:2: الابواب السبعة التي نزل بها القرآن:
-.رويعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- قال ابن عبد البر: هذا الحديث عند أهل العلم لم يثبت.
- قال أبو شامة: هذا الحديث رواه البيهقي في "كتاب المدخل" وقال: هذا مرسل جيد.وعليه فالأحرف السبعة هي هذه الأبواب.
- قال أبو شامة عندي لهذا الأثر تأويلان
أ) أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة.
ب) أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه.والله أعلم.

3: ماقيل في أن المراد بالأحرف السبعة هو التوسعة وليس الحصر للعدد:
- قال المصنف : وهو كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد.

4: ماورد في الحديث بأن الأحرف ثلاثة:
- قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)). قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
- قال أبو شامة : أخرج حديث الثلاثة الحاكم في مستدركه، فيجوز أن يكون معناه.
أ) أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كـ {جذوة} و {الرهب} و {الصدفين}، يقرأ كل واحد على ثلاثة أوجه.
ب) أو : أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم..

5: مسألة :لاتجوز الصلاة خلف من قرأ في صلاته بما يخالف رسم المصحف العثماني:
- قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه.
- وفسر أبو عمر قول مالك لما سئل: أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ به عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله" ؟ قال: ذلك جائز. قال: أن يقرأ به في غير الصلاة على وجه التعليم والوقوف على ما روي في ذلك من علم الخاصة.
- قال أبو عمر "والسبب في ذلك : لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده."
- " وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك، إلا قوما شذوا، لا يعرج عليهم، منهم الأعمش".

6: التنبيه إلى: ضعف الطرق المذكورة في بيان اشتمال القراءات المشهورة على الأحرف السبعة :
- قال أبو شامة : أنه لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد مما ورد في الآثار المذكورة، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط.

7: هل المجموع في المصحف هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة بها أو حرف واحد منها ؟
على قولين :
القول الأول : أنه احتوى على جميع الأحرف السبعة ، وإليه مال القاضي أبي بكر ، ومال الشيخ الشاطبي إليه لكن فيما جمعه أبوبكر رضي الله عنه فقط .
القول الثاني : أنه احتوى على حرف واحد منها ، صرح به أبو جعفر الطبري والكثيرون من بعده.ومال الشاطبي إليه قيما جمعه عثمان رضي الله عنه .
قال القاضي أبو بكر رحمه الله:
القوم لم يختلفوا عندنا في هذه الحروف المشهورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي لم يمت حتى علم من دينه أنه أقرأ بها وصوب المختلفين فيها، وإنما اختلفوا في قراءات ووجوه أخر لم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تقم بها حجة، وكانت تجيء عنه مجيء الآحاد، وما لم يعلم ثبوته وصحته، وكان منهم من يقرأ التأويل مع التنزيل، فمنع عثمان رضي الله عنه من هذا الذي لم يثبت ولم تقم به الحجة، وحرقه، وأخذهم بالمستيقن المعلوم من قراءات الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام أبو جعفر الطبري :
"فثبتت الأمة على حرف واحد من السبعة التي خيروا فيها، وكان سبب ثباتهم على ذلك ورفض الستة ما أجمع عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم بعضا أن يستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة، فكان ذلك حجة قاطعة وفرضا لازما".

قول المصنف رحمه الله في هذه المسألة:
الحق أن يلخص الأمر على ذلك فيقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم، فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.


المقصد الرابع : حول القراءات المشهورة معناها وكيف نشأت

1:بيان غلط من ظن أن القراءات السبع المشهورة اليوم هي الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن:
- إن الأحرف السبعة لها معاني مختلفة أفاض أهل العلم في ذكرها ،ومنها أنها سبع لغات لقول ابن مسعود وغيره : إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل
- قال أبو طاهر : "وأما ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته فليس ذلك بداخل في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
-وقال: "وذلك من قبل أن كل حرف اختلفت فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرا لمن مارى به في قول أحد من المسلمين، وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم الكفر للمماري بكل حرف من الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن ".
- قال محمد مكي : قال: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء ، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".

2: السبب في اختلاف أئمة القراءة المشهورين بعد توجيه المصاحف إليهم :
-"قيل: لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه". ذكر نحوه مكي وأبو بكر بن العربي.

3: كيفية ظهور القراءات التي ألفت في الكتب :
- قال أبو طاهر : إنما أرسل أمير المؤمنين المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه."

4: من شروط القراءة الصحيحة موافقتها لخط المصحف ولاتجوز القراءة بمايخالف الخط العثماني:
قال أبو محمد مكي: إن مافي أيدينا من القرآن هو مافي مصحف عثمان،ومافي أيدينا من القراءات هو ماوافق خط ذلك المصحف وكلاهما من إجماع المسلمين ،وسقط العمل بالقراءات التي تخالف الخط ،ولاتجوز القراءة بما يخالف خط المصحف مما ثبت نقله لأن فيه مخالفة الجماعة وأخذ القرآن بخبر الآحاد، وذلك غير جائز عند أحد من الناس .
- الأصل الذي يبنى عليه اختيار القراءة الصحيحة هو :. ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق لفظه خط المصحف.

5:سبب كثرة اختلاف الروايات عن الأئمة المشهورين مع كون كل واحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته
-قال مكي : أن كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم، يقرءون الناس بما قرءوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه؛ إذ كان ذلك مما قرءوا به على أئمتهم.
-قال نافع قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق فيه اثنان أخذته ،وكان من قرأ عليه ممااتفق عليه اثنان من أئمته لم ينكر عليه، وقد قرأ عليه كل من قالون وورش وقد اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف .

6: السبب في اشتهار هؤلاء القراء السبعة دون من هو فوقهم
- قال مكي : "فالجواب: أن الرواة عن الأئمة من القراء كانوا في العصر الثاني والثالث كثيرا في العدد، كثيرا في الاختلاف. فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين وكمال العلم، واشتهر أمره وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرئ به، ولم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان رضي الله عنه مصحفا إماما، هذه صفته وقراءته على مصحف ذلك المصر".
-"فكان أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها، والكسائي من أهل العراق، وابن كثير من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة".
- وقال : ولم يترك الناس مع هذا نقل ما كان عليه أئمة هؤلاء من الاختلاف ولا القراءة بذلك.
- أبو بكر بن مجاهد هو أول من اقتصر على هؤلاء السبعة، وصنف كتابه في قراءاتهم، واتبعه الناس على ذلك.

7:سبب جعل القراء سبعة ولم يكونوا أقل من ذلك أو أكثر
وذلك لعلتين :
إحداهما : أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف.
والثانية : أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن، وهي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك؛ إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى.

8: ذكر اسماء من اشتهر من القراء من بعد الصحابة والتابعين
-قال أبو طاهر : ثم ظهر من بعد القراء من الصحابة والتابعين قوم اشتدت عنايتهم بالقراءة وطلبهم لها حتى صاروا أئمة يأخذها الناس عنهم ويقتدون بهم فيها،وهم خمسة عشر رجلا من هذه الأمصار في كل مصر منهم ثلاثة رجال :
فكان من قراء المدينة: أبو جعفر ثم شيبة بن نصاح ثم نافع وإليه صارت قراءة أهل المدينة.
وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن محيصن، وأقدمهم ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم.
وكان من قراء الكوفة: يحيى بن وثاب وعاصم والأعمش، ثم تلاهم حمزة رابعا، وهو الذي صار عظم أهل الكوفة إلى قراءته من غير أن يطبق عليه جماعتهم
وأما الكسائي فإنه يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا وترك بعضا
وكان من قراء البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر. والذي صار إليه أهل البصرة في القراءة، واتخذوه إماما أبو عمرو".
وكان من قراء الشام: عبد الله بن عامر ويحيى بن الحارث الذماري.


المقصد الخامس: القراءة الصحيحة القوية والضعيفة الشاذة المروية


1: ذكر أقسام حملة القرآن وبيان تفاوتهم في علمهم بالقراءات ونقلهم لها

- اختلف الناس من أيام الصحابه رضوان الله عليهم في القراءات ، كما اختلفوا في الأحكام ، وذلك فيه توسعة على الأمة.

- قال الإمام أبو بكر مجاهد

أ: فمن حملة القرآن المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر.

ب : ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك.

ج : ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده.

د: ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا.


2: أقسام الآثار في حروف القرآن

- منها اللغة الشاذة .

- ومنها الضعيف المعنى في الإعراب، غير أنه قد قريء به.

- ومنها ماتوهم فيه فغلط به ، فهو لحن غير جائز وهو يعرفه من له علم يسير بالعربية ،ولحن الخفي يعرفه إلا العالم الحاذق .


3- القراءة سنة يأخذها المتأخر عن المتقدم :

- وهكذا تلقاها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام تلقيا عن أوليهم .

- وقال جماعة من التابعين : القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول ،فاقرءوا كما علمتموه .

- قال اسماعيل القاضي: أحسبه يعني هذه القراءة التي جمعت في المصحف.

- ذكر محمد بن سيرين أنه قال: كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"، وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين".

- قال أبو شامة : السنة هي ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصا أنه قرأه وأذن فيه.


4- أركان القراءة الصحيحة

- صحة النقل

- موافقتها لخط المصحف

- موافقتها للفصيح من لغة العرب

- إن اختل شرطا من الشروط السابقة كانت القراءة شاذة ضعيفة.

- قراءة عاصم ونافع أصح القراءات سندا وأفصحها في العربية، وبعدهما في الفصاحة قراءة أبي عمرو والكسائي.

- ذهب المصنف رحمه الله إلى أنه يكتفى بالشرطين وهما صحة النقل والموافقة للعربية ،وذلك لأن موافقة الخط يراد به الزيادة والنقصان في الكلم ، وأن المصحف قد كتب لفظه على العرضة الأخيرة فلا يحتاج إلى هذا الشرط.


5: القراءات السبع فيها ماهو مجمع عليه وفيها ماهو الشاذ

- قال أبو شامة : ليس كل مانقل عن القراء السبع صحيح ، بل فيه ماهو الضعيف والشاذ لاختلال بعض الأركان الثلاثة .وضرب بعض الأمثلة لما أنكره أهل اللغة على بعضهم ، وهي :

الجمع بين الساكنين في تاءات البزي، وإدغام أبي عمرو، وقراءة حمزة "فما اسطاعوا"، وتسكين من أسكن "بارئكم" و"يأمركم" ونحوه و"سبأ" و"يا بني" و"مكر السيئ""، وإشباع الياء في "نرتعي" و"يتقي ويصبر" و"أفئدة من الناس" وقراءة "ليكة" بفتح الهاء، وهمز "سأقيها"، وخفض "والأرحام"، ونصب "كن فيكون"، والفصل بين المضافين في "الأنعام"، وغير ذلك.


6: بيان أن القراءات السبعة فيها ماهو متواتر وفيها ماهو غير متواتر

-قال أبو شامة: لسنا ممن يلتزم التواتر في جميع الألفاظ المختلف فيها بين القراء، بل القراءات كلها منقسمة إلى متواتر وغير متواتر.


7: القراءة الشاذة

- قال الشيخ أبو الحسن : الشاذ مأخوذ من قولهم: شذ الرجل يشذ ويشذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم.

- قال شيخ الشافعية :. والقراءة الشاذة ما نقل قرآنا من غير تواتر واستفاضة، متلقاة بالقبول من الأمة.

-نقل الشيخ الحسن -موضحا كراهية أهل العلم القراءة بالشاذ وقبح ذلك:

"وقال خلاد بن يزيد الباهلي: قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة: إن نافعا حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تلقونه" وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ما ذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة.


8: هل تجوز القراءة بالشاذ

- قال أبو حاتم السجستاني : لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف؛ لأنه جاء من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن.

- قال الإمام مالك : من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه.
-قال شيخ المالكية: "وأما تبديل "أتينا" بأعطينا و"سولت" بزينت ونحوه، فليس هذا من الشواذ، وهو أشد تحريما، والتأديب عليه أبلغ، والمنع منه أوجب

المقصد السادس : الحث على تعلم ماينفع من علوم القران والعمل بها، وترك الغلو فيما يخص تلاوتة ألفاظه

1: المقصود الأعظم من تلاوة القرآن هو التدبر والعمل بما فيه
- وهذا ذكر طرف من أقوال السلف فيما يوضح هذا المقصد
- روي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} قال: يتبعونه حق إتباعه.
- وعن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم} قال: أما إنه ما كان بين أيديهم ولكن نبذوا العمل به.
-وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} أما تدبر آياته: اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده. حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
- وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.

2: المراد بتحسين الصوت بالقرآن
-حدثني معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير، وهو يقرأ سورة الفتح أو قال: من سورة الفتح- ثم قرأ معاوية قراءة لينة، فرجع ثم قال: لولا أخشى أن يجتمع الناس علينا، لقرأت ذلك اللحن.
-سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى))، وقال: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى)).
-ذكر أبو عبيدة بعدما ساق أحاديث كثيرة في تحسين الصوت أن المقصود بها الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية .
-وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم))

3: الغلو في تحقيق التلاوة اللفظية من أسباب حجب القلب عن معاني الكتاب العزيز
- قال أبو حامد الغزالي : أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب وحجب، سدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن: أولها أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصورا على مخارج الحروف، فأنى تنكشف له المعاني؟ .

4: التحقيق المطلوب الغير موقع في الغلو
- ذكر أبو عمرو بن الداني أن : التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف.
-قال أبوبكر بن مجاهد: كان أبو عمرو سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل.
-قال حمزة : إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا مثل البياض له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار برصا .


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 جمادى الأولى 1436هـ/5-03-2015م, 04:41 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهى بسيوني مشاهدة المشاركة
المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
المقصد العام للكتاب:
ذكر طرفا من علوم الكتاب العزيز المعينة على فهمه والمتعلقة بانزاله وجمعه وتلاوته.
المقاصد الفرعية للكتاب:
المقصد الأول : نزول القرآن وبيان من جمعه من الصحابة في ذلك العهد.
المقصد الثاني : مراحل جمع القرآن على عهد الخلفاء الراشدين
المقصد الثالث : في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف .
المقصد الرابع : حول القراءات المشهورة معناها وكيف نشأت .
المقصد الخامس : القراءة الصحيحة القوية والضعيفة الشاذة المروية.
المقصد السادس : الحث على تعلم ماينفع من علوم القران والعمل بها، وترك الغلو فيما يخص تلاوتة ألفاظه.

المقصد الأول : نزول القرآن وبيان من جمعه من الصحابة في ذلك العهد

1: نزول القرآن في أشرف الشهور والليالي :
-قال تعالى :{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }
-وقال تعالى :{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
-وقال تعالى :{ إنا أنزلناه في ليلة القدر }
-قال أبو شامة : فليلة القدر هي الليلة المباركة ، وهي في شهر رمضان. جمعا بين هذه الآيات ، وذلك لورود الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك .
- بطلان القول بأن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان ، وأن ليلة القدر متنقلة بين الشهور، لمجيء الأحاديث الصحيحة الدالة على بيان ليلة القدر وصفاتها وأنها هي الليلة المباركة.
-مما ورد في الجمع بين الأحاديث الثلاثة ، ماروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله عطية بن الأسود فقال انه وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } ، وقوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر } ، وقوله سبحانه { إنا أنزلناه في ليلة القدر } ، وقوله سبحانه { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ، وقد أنزل في شوال وذي الحجة ..يعني وغير ذلك من الأشهر . فقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام .
-قال أبو شامة رفقا: أي رسلا ، وعلى مواقع النجوم : أي على مثل مواقع النجوم ، والمواقع : المساقط .
-ومما يدل ايضا على أن نزوله كان في شهر رمضان ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من شهر رمضان – وفيه- وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان )).

2 : المقصود بالإنزال في ليلة القدر:

- من أسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم : أنها ليلة يقدر فيها ويفصل كل ما يخص أمر العباد قال تعالى :{ فيها يفرق كل أمر حكيم }
- قال أبو شامة رحمه الله : والمقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر أقوال :
أحدها : أنه ابتديء إنزاله فيها.
والثاني : أنه أنزل فيها جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
والثالث : أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة .
-والآثار الواردة في ذلك وأقوال المفسرين على النحو التالي :
دليل القول الأول:
حديث مبعثه عندما كان متحنثا بحراء في شهر رمضان .
قال أبو شامة : أن الاستدل بقوله { إنا أنزلناه في ليلة القدر} على ابتداء نزوله بعيد ، لما قد صح عن ابن عباس في تفسير الآية، أنه نزل جملة إلى السماء الدنيا .
دليل القول الثاني : ماروي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة ، وقرأ :{ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا }.
وفرقناه على هذا التفسير بالتشديد : أي أنزلناه مفرقا .
دليل القول الثالث : ماروي عن أبي الحسن الواحدي المفسر أنه قال : قال مقاتل : أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا ، فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ماينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل ، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر ،ونزل به جبريل على محمد عليهما السلام في عشرين سنة .
- وورد عن داود عن الشعبي قولا رابعا وهو: أنه قال للشعبي قوله تعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان ؟ قال : بلى ، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان .
- قال أبو شامة في رواية داود عن الشعبي : وكأنه نزل عرضه وإحكامه في رمضان منزلة إنزاله فيه ، قال وإن ضم إلى ذلك كون ابتداء نزوله في رمضان ظهرت قوته. قال : ويجوز أن يكون قوله { أنزل فيه القرآن } شاملا لذلك كله .

3 : نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا فيه تشريف لمن أنزل إليهم:
- قال أبو شامة : فيه تفخيم لأمره، وأمر من أنزل إليه ، وذلك بإعلام أهل السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خير الرسل ، وأشرف الأمم.

4 : وقت نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا :

- فيه قولان:
الأول : أنه نزل قبل ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أنه نزل بعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
ورجح أبو شامة القول الأول فقال : إن كلا الأمرين محتمل ، لكن نزوله قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم أظهر تفخيما لأمره وأكثر ، وإن كان على القول الآخر فيه إظهار ايضا لعظمته وعظم من أنزل عليه ، وذلك لأن فيه : اعلام الملائكة بقرب ظهور أمة محمد صلى الله عليه وسلم الموصوفة في الكتب السابقة ، وإرسال خاتم الرسل وأشرفهم .
- مما يدل على القول الأول : حديث الإسراء لما كان جبريل يستفتح السماوات سماء سماء ، كان يقال له: من هذا ؟ فيقول: جبريل ، فيقال : من معك ؟ فيقول : محمد. فيقال : وقد بعث إليه ؟ فيقول: نعم .

5 : بيان أن قوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر } من جملة القرآن الذي أنزل جملة:

- قوله تعالى { أنزلناه } بلفظ الماضي له وجهان :
أحدهما: بمعنى حكمنا بإنزاله في ليلة القدر ، وقضينا به ، وقدرناه في الأزل ، وما أشبه ذلك .
الثاني : أن لفظه لفظ الماضي ومناه معنى المستقبل : أي ننزله جملة في ليلة مباركة ،وهي ليلة لقدر .
واختير لفظ الماضي لأمرين :
أحدهما : تحققه وكونه أمرا لابد منه .
الثاني : أنه حال ايصاله بالمنزل عليه يكون الماضي في معناه محققا ، لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة .

6 : الحكمة في نزول القرآن إلى الأرض منجما :
1:6: تقوية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} أي : كما أنزل على من كان قبله من الرسل ، فأجابهم المولى عز وجل { كذلك} أي: أنزلناه مفرقا { لنثبت به فؤادك } أي: لتقوي قلبك بتجدد الوحي في كل حادثة ،وكثرة نزول الملك عليه .
2:6: تسهيلا لحفظه عليه الصلاة والسلام للقرآن . فقد قيل أن معنى قوله { لنثبت به فؤادك} أي: لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب لأنه كان صلى الله عليه وسلم أميا ، فنزوله مفرقا أيسر في الحفظ عليه من نزوله جملة .
3:6: لأن في القرآن جواب لأمور سألوا عنها .
4:6: القرآن بعضه ناسخ وبعضه منسوخ ، ولايتأتى ذلك إلا إذا كان مفرقا .

7: مدة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم :

- قال أبو شامة وكان بين أول نزول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون ، وهو مبني على الخلاف في مدة بقائه صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة ، لأن أقامته بالمدينة لم يختلف فيها أنها عشر سنوات .

8: تكفل الله بحفظ القرآن في صدر نبيه صلى الله عليه وسلم وهو من جملة حفظه تعالى للقرآن :
- كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي حرك شفتيه به خشية نسيانه فنهاه الله عن ذلك ، وأمره بالإستماع له ووعده حفظه وجمعه في صدره . والدليل : ماجاء في الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان ممايحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه ، فأنزل الله تعالى : { لاتحرك به لسانك لتعجل به } أخذه { إنا علينا جمعه وقرآنه }إنا علينا أن نجمعه في صدرك ،وقرآنه فتقرأه { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } قال : إذا أنزلناه فاستمع له { ثم إن علينا بيانه } أن تبينه بلسانك ،فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق ، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله .

9: أكثر مانزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم عام وفاته:
- عن ابن شهاب قال : أخبرني أنس بن مالك أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ماكان الوحي ، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد . رواه البخاري.

10: أول وآخر مانزل عليه صلى الله عليه وسلم من الوحي :

- أول مانزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة العلق { إقرأ باسم ربك الذي خلق } ، وذلك بحراء عنذ ابتداء نبوته ونزل بعده قوله { ياأيها المدثر} ، ثم صار ينزل شيئا فشيئا.
- أما آخر آية فقد اختلف فيها على أقوال :
أ) قال ابن عباس : آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } قال زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال ، وقيل أنها آيات الربا وآية الدين ، وهو موافق لهذا القول ، قال ابن شهاب: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .
قال أبو شامة : المراد بها آخر مانزلت من آيات الأحكام .
ب) وقيل آخرها { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } إلى آخرها .
ج) وقيل { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } إلى آخر الآيتين .
د) وقيل قوله { اليوم أكملت لكم دينكم }الآية ،لأنها نزلت يوم عرفة .

11: جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- وهو أول مراحل الجمع.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل عليه شيء أمر بكتابته .
- الدليل ماجاء في صحيح البخاري عن البراء بن عازب قال : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين ...والمجاهدون في سبيل الله } قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ادع لي زيدا ، وليجيء باللوح والدواة والكتف ، ثم قال اكتب { لايستوي القاعدون }))
- وكان صلى الله عليه وسلم يقول في مفرقات الآيات : ضعوا هذه في سورة كذا.
-الدليل : في جامع الترمذي عن ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول : ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا )) الحديث.
- كان صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل في شهر رمضان من كل عام ، وعرضه عليه عام وفاته مرتين ، وكان جبريل عليه السلام يعرضه عليه ايضا في كل عام مرة وعام وفاته عرضه عليه مرتين صلى الله عليه وسلم .
- الدليل : روي عن عائشة عن فاطمة رضي الله عنهما : أسر النبي صلى الله عليه وسلم إليها أن: جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة ، وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي .

12: من جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة:
- حفظه في حياته عليه الصلاة والسلام جماعة من أصحابه ، بدليل مايلي:
أ- عن مسروق قال : ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال لا أزال أحبه ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( خذوا القرآن عن أربعة : من عبدالله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ بن جبل ، وأب بن كعب )).
ب- اسند الحافظ البيهقي عن ابن سيرين قال : جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة لايختلف فيهم : معاذ بن جبل ، وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد.
- لم يجمع أحد من الخلفاء الراشدين القرآن كاملا غير عثمان بن عفان رضي الله عنهم .
- قال أبو شامة : أقام القاضي أبو محمد بن الطيب في كتابه (الإنتصار) الأدلة الكثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة . فمن ذلك :
أ) كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
ب) ماورد في الصحيح أنه قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة ، كانوا يسمون بالقراء .
ج) حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال :جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إقرأه في شهر) الحديث ، ولم يذكر عبدالله بن عمرو في الأحاديث المتقدمة فيمن جمع القرآن.
فدل مجموع ذلك على ان الآثار ليست للحصر ، وماكان من ألفاظها للحصر فله تأويله وليس محمولا على ظاهره .
- من هذه التأويلات التي ذكرها القاضي :
- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها إلا أولئك النفر .
- أنه لم يجمع مانسخ منه وأزيل رسمه، وبقي فرض حفظه وتلاوته إلا أولئك الجماعة.
- أنه لم يجمعه كله من في الرسول صلى الله عليه وسلم تلقيا إلا أولئك ، وأكثرهم أخذ بعضه عنه وبعضه عن غيره .
- أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به ، وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه غير تلك الجماعة ، مع جواز وجود حفاظ غيرهم لم يعرفهم الراوي .
- أن هذه الجماعة المذكورة كتبته شيئا بعد شيء، والباقي ماكتبه أو كتب بعضه .
- يجوز أن من سواهم لم يظهر حفظه خوفا من المراءاة ، وأظهر هؤلاء لأنهم أمنوا ذلك ، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم .
- قال المازري : وإن لم يكمل الحفظ إلا هؤلاء الأربعة-مع بعد ذلك – فقد حفظ جميع أجزائه عدد كبير لايحصون أقلها بالغ حد التواتر .
-ذكر الإمام أبو عبد القاسم أهل القرآن من الصحابة ((وهو كل من وصف بالقراءة أو حكي عنه منها شيء)) ، وبعضهم أكثر قراءة من بعض ، قال في أول كتاب القراءات :
- من المهاجرين :
أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ، وطلحة ، وسعدا ، وابن مسعود ، وسالما مولى أبي حذيفة ، وحذيفة بن اليمان ، وعبدالله بن عباس ، وعبدالله بن عمر ، وعبدالله بن عمرو ، وعمرو بن العاص ، وأبا هريرة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن السائب .
من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وأبو الدرداء ، وزيد بن ثابت ، ومجمع بن جارية ، وأنس بن مالك .
- ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : عائشة وحفصة وأم سلمة .

13: مانسخ من القرآن الكريم:
- وهو على ثلاثة أضرب :
1:13: مانسخت تلاوته وبقي حكمه ،كآية الرضاع.
2:13: مانسخت تلاوته وحكمه، كآية الرضاع .
- الدليل : ماروي عن عائشة رضي الله عنها كان مما أنزل من القران (( عشر رضعات معلومات يحرمن )) ، ثم نسخن إلى (( خمس معلومات يحرمن )) فتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن . قال البيهقي: أي عند من لم يبلغه نسخ تلاوته من القرآن.
- قال البيهقي: العشر مما نسخ رسمه وحكمه ، والخمس ممانسخ رسمه وبقي حكمه لأنه لم يثبت في المصحف وهو معمول به .
3:13: مانسخ حكمه وبقي تلاوته كآية العدة عند الوفاة نسخت بالآية التي قبلها وفيها { أربعة أشهر وعشرا}
- في صحيح البخاري عن عبدالله بن الزبير قال :قلت لعثمان رضي الله عنه الآية التي في البقرة { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول..} لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى ؟ قال : يابن أخي لا أغير شيئا من مكانه .

14: تأليف القرآن :

- تأليف الآيات وكان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم
-عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن ، إذ قال :طوبى للشام ، فقيل له :ولم ؟قال : ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم )).وزاد في الدلائل : نؤلف القرآن من الرقاع .
- قال البيهقي تأليف الآيات المتفرقة في سورها ،بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم .
- في هذه المرحلة كان القرآن مجموع مثبت في الصدور ، مكتوب في الرقاع واللخاف والعسب المتفرقة .
- قال القاضي أبو بكر: القرآن لم يثبت آيه على تاريخ نزوله ، بل قدم ماتأخر إنزاله ، وأخر ماتقدم إنزاله .
- قال بن وهب : إنما ألف القرآن على ماكانوا يسمعون من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم .
- قال الحاكم أبو عبدالله : حديث زيد بن ثابت فيه إشارة إلى أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة ، بل كان على مراحل .


المقصد الثاني : مراحل جمع القران على عهد الخلفاء الراشدين :


1-الحكمة في عدم جمع الرسول صلى الله عليه المصحف في حياته:

- قال البيهقي : ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه

2- جمع المصحف على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

1:2:سبب جمع الصديق رضي الله عنه للمصحف:

-لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة خشي عمر رضي الله عنه ذهاب كثير من القرآن ، فأشار على أبي بكررضي الله عنه بجمع المصحف . فشرح الله صدره لذلك .
2:2:كيفية جمع المصحف في هذه المرحلة:

-طلب أبو بكر من زيد بن ثابت جمع المصحف، فأخذ يتتبعه من العسب واللخاف وصدور الرجال .
- روى البخاري أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر
- وروى أن زيد قال : قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.
-قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف
-ومعنى قوله: "فقدت آية كذا فوجدتها مع فلان..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية إلا مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره.
-وقال أبو شامة : وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. والله أعلم.
3:2: شروط قبول ماجمع من عسف وأكتاف وغيرها مما كتب به القرآن:

- في رواية : أن أبا بكر قال لزيد وعمر :فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
-قال الشيخ أبو الحسن : من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله: أي الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن ‘ ويجوز أن يكون قوله على شيء من كتاب الله تعالى معناه أي: من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن.
-قال أبو شامة : إنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف.
4:2: من أين جاءت تسمية المصحف:

قال القاضي ابو بكر : لما جمع أبو بكر القرآن قال : التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف. فكان رضي الله عنه أول من جمع القرآن في المصحف.
5:2: رأي علي رضي الله عنه فيما فعله أبو بكر رضي الله عنه من جمع للمصحف :
-قال علي: يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين. وفي رواية عنه: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر.

3- جمع المصحف على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :
-في تفسير الطبري في رواية عن زيد بن ثابت عن أبيه : قال لما هلك أبو بكر وكان عمر كتب ذلك –أي ماجمع في العسب واللخاف - في صحيفة واحدة فكانت عنده. فلما هلك كانت الصحيفة عند حفصة
1:3: سبب جمع الخليفة عثمان للمصاحف في مصحف واحد:
- روى البخاري أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .
2:3: عمل الخليفة عثمان رضي الله عنه في هذه المرحلة:
-قال القاضي أبو بكر:إن عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف- أي التي كتبت في عهد أبي بكر- مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب -أي الموجود اليوم-، ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث، فإنه يدل على أن لعثمان في جمعه القرآن بعد أبي بكر تصرفا ما، وهو هذا
3:3: الجمع بين الروايتين اللتين ذكر فيهما إملاء المصحف:
-ورد في رواية أن عثمان رضي الله عنه أمر أبي بن كعب أن يملي على زيد وهو يكتب لأنه كان أكتب الناس ، وورد في رواية أخرى انه أمر سعيد بن العاص أن يملي لأنه كان أفصح الناس . قال القاضي أنه لاتعارض بين الخبرين، إذ لا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه ،وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم .
4:3: توزيع المصاحف على الأمصار:
-قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.
5:3: موقف الصحابة والتابعين من جمع عثمان رضي الله عنه للمصحف:
- قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.
-عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد.
-قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
-وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
6:3:شق مروان بن الحكم للصحيفة التي كانت عند ام المؤمنين حفصة رضي الله عنها والسبب في ذلك:

-قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله أنه لما توفيت حفصة، رحمة الله عليها، أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلن بها، فأرسل بها ابن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف ما نسخ عثمان رحمة الله عليه.
-قال أبو شامة : إن قلنا إن ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور ، فيكون مروان قد خشي أن يتعلق متعلق بأنه في جمع الصديق غير مرتب السور، فسد الباب جملة ،وأما إن قلنا بقول من زعم أن عثمان اقتصر مما جمعه أبو بكر على حرف واحد من بين تلك القراءات المختلفة فأمر ما فعله مروان ظاهر.

4- مقصد كل من أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما في جمعهما للمصحف، والفرق بينهما :
- قال أبو شامه :أن أبا بكر قصد جمعه في مكان واحد ، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم -والعياذ بالله- قراؤه ، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ.


المقصد الثالث : في معنى نزول القران على سبعة أحرف

1-بيان ماجاء من الأدلة في أن القرآن نزل بسبعة أحرف:
- ففي الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
- وفي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال: ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم)).
-وفي سنن أبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف))، ثم قال: ((ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
- وعن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف))

2-المراد بالأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها.
- قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ: لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال.
فقيل أن المراد بالسبعة أحرف هي:
1:2:سبع لغات من لغات العرب:
- قال أبو سليمان الخطابي : فقال بعضهم: معنى الحروف اللغات، يريد أنه نزل على سبع لغات من لغات العرب، هي أفصح اللغات، وأعلاها في كلامهم، قالوا: وهذه اللغات متفرقة في القرآن، غير مجتمعة في الكلمة الواحدة، وإلى نحو من هذا أشار أبو عبيد..
- عن أنس بن مالك أن عثمان رحمة الله عليه قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم.
- قال أبو شامة : يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.
-قال تعالى : {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} ،وعن أيوب السختياني أنه قال: معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم.
- وفي رواية عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم.
- وروى أبو خلدة عن أبي العالية قال: "قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، ورضي قراءتهم كلهم، وكانت تميم أعرب القوم".
- وعن سعيد بن المسيب قال: "نزل القرآن على لغة هذ الحي من لدن هوازن وثقيف إلى ضرية"..
-قال أبو شامة : أباح الله تعالى أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة: ((هون على أمتي)).

2:2:سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة
- قال أبو عمر:نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
- لما ورد في حديث أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه :(( حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
- وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد.

3:2: الابواب السبعة التي نزل بها القرآن:
-.رويعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- قال ابن عبد البر: هذا الحديث عند أهل العلم لم يثبت.
- قال أبو شامة: هذا الحديث رواه البيهقي في "كتاب المدخل" وقال: هذا مرسل جيد.وعليه فالأحرف السبعة هي هذه الأبواب.
- قال أبو شامة عندي لهذا الأثر تأويلان
أ) أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة.
ب) أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه.والله أعلم.

3: ماقيل في أن المراد بالأحرف السبعة هو التوسعة وليس الحصر للعدد:
- قال المصنف : وهو كما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد.

4: ماورد في الحديث بأن الأحرف ثلاثة:
- قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)). قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
- قال أبو شامة : أخرج حديث الثلاثة الحاكم في مستدركه، فيجوز أن يكون معناه.
أ) أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كـ {جذوة} و {الرهب} و {الصدفين}، يقرأ كل واحد على ثلاثة أوجه.
ب) أو : أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم..

5: مسألة :لاتجوز الصلاة خلف من قرأ في صلاته بما يخالف رسم المصحف العثماني:
- قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه.
- وفسر أبو عمر قول مالك لما سئل: أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ به عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله" ؟ قال: ذلك جائز. قال: أن يقرأ به في غير الصلاة على وجه التعليم والوقوف على ما روي في ذلك من علم الخاصة.
- قال أبو عمر "والسبب في ذلك : لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده."
- " وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك، إلا قوما شذوا، لا يعرج عليهم، منهم الأعمش".

6: التنبيه إلى: ضعف الطرق المذكورة في بيان اشتمال القراءات المشهورة على الأحرف السبعة :
- قال أبو شامة : أنه لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد مما ورد في الآثار المذكورة، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط.

7: هل المجموع في المصحف هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة بها أو حرف واحد منها ؟
على قولين :
القول الأول : أنه احتوى على جميع الأحرف السبعة ، وإليه مال القاضي أبي بكر ، ومال الشيخ الشاطبي إليه لكن فيما جمعه أبوبكر رضي الله عنه فقط .
القول الثاني : أنه احتوى على حرف واحد منها ، صرح به أبو جعفر الطبري والكثيرون من بعده.ومال الشاطبي إليه قيما جمعه عثمان رضي الله عنه .
قال القاضي أبو بكر رحمه الله:
القوم لم يختلفوا عندنا في هذه الحروف المشهورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي لم يمت حتى علم من دينه أنه أقرأ بها وصوب المختلفين فيها، وإنما اختلفوا في قراءات ووجوه أخر لم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تقم بها حجة، وكانت تجيء عنه مجيء الآحاد، وما لم يعلم ثبوته وصحته، وكان منهم من يقرأ التأويل مع التنزيل، فمنع عثمان رضي الله عنه من هذا الذي لم يثبت ولم تقم به الحجة، وحرقه، وأخذهم بالمستيقن المعلوم من قراءات الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام أبو جعفر الطبري :
"فثبتت الأمة على حرف واحد من السبعة التي خيروا فيها، وكان سبب ثباتهم على ذلك ورفض الستة ما أجمع عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم بعضا أن يستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة، فكان ذلك حجة قاطعة وفرضا لازما".

قول المصنف رحمه الله في هذه المسألة:
الحق أن يلخص الأمر على ذلك فيقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم، فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.


المقصد الرابع : حول القراءات المشهورة معناها وكيف نشأت

1:بيان غلط من ظن أن القراءات السبع المشهورة اليوم هي الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن:
- إن الأحرف السبعة لها معاني مختلفة أفاض أهل العلم في ذكرها ،ومنها أنها سبع لغات لقول ابن مسعود وغيره : إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل
- قال أبو طاهر : "وأما ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته فليس ذلك بداخل في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
-وقال: "وذلك من قبل أن كل حرف اختلفت فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرا لمن مارى به في قول أحد من المسلمين، وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم الكفر للمماري بكل حرف من الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن ".
- قال محمد مكي : قال: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء ، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".

2: السبب في اختلاف أئمة القراءة المشهورين بعد توجيه المصاحف إليهم :
-"قيل: لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه". ذكر نحوه مكي وأبو بكر بن العربي.

3: كيفية ظهور القراءات التي ألفت في الكتب :
- قال أبو طاهر : إنما أرسل أمير المؤمنين المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه."

4: من شروط القراءة الصحيحة موافقتها لخط المصحف ولاتجوز القراءة بمايخالف الخط العثماني:
قال أبو محمد مكي: إن مافي أيدينا من القرآن هو مافي مصحف عثمان،ومافي أيدينا من القراءات هو ماوافق خط ذلك المصحف وكلاهما من إجماع المسلمين ،وسقط العمل بالقراءات التي تخالف الخط ،ولاتجوز القراءة بما يخالف خط المصحف مما ثبت نقله لأن فيه مخالفة الجماعة وأخذ القرآن بخبر الآحاد، وذلك غير جائز عند أحد من الناس .
- الأصل الذي يبنى عليه اختيار القراءة الصحيحة هو :. ما صح سنده، واستقام وجهه في العربية، ووافق لفظه خط المصحف.

5:سبب كثرة اختلاف الروايات عن الأئمة المشهورين مع كون كل واحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته
-قال مكي : أن كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم، يقرءون الناس بما قرءوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه؛ إذ كان ذلك مما قرءوا به على أئمتهم.
-قال نافع قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق فيه اثنان أخذته ،وكان من قرأ عليه ممااتفق عليه اثنان من أئمته لم ينكر عليه، وقد قرأ عليه كل من قالون وورش وقد اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف .

6: السبب في اشتهار هؤلاء القراء السبعة دون من هو فوقهم
- قال مكي : "فالجواب: أن الرواة عن الأئمة من القراء كانوا في العصر الثاني والثالث كثيرا في العدد، كثيرا في الاختلاف. فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين وكمال العلم، واشتهر أمره وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرئ به، ولم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان رضي الله عنه مصحفا إماما، هذه صفته وقراءته على مصحف ذلك المصر".
-"فكان أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها، والكسائي من أهل العراق، وابن كثير من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة".
- وقال : ولم يترك الناس مع هذا نقل ما كان عليه أئمة هؤلاء من الاختلاف ولا القراءة بذلك.
- أبو بكر بن مجاهد هو أول من اقتصر على هؤلاء السبعة، وصنف كتابه في قراءاتهم، واتبعه الناس على ذلك.

7:سبب جعل القراء سبعة ولم يكونوا أقل من ذلك أو أكثر
وذلك لعلتين :
إحداهما : أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف.
والثانية : أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن، وهي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك؛ إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى.

8: ذكر اسماء من اشتهر من القراء من بعد الصحابة والتابعين
-قال أبو طاهر : ثم ظهر من بعد القراء من الصحابة والتابعين قوم اشتدت عنايتهم بالقراءة وطلبهم لها حتى صاروا أئمة يأخذها الناس عنهم ويقتدون بهم فيها،وهم خمسة عشر رجلا من هذه الأمصار في كل مصر منهم ثلاثة رجال :
فكان من قراء المدينة: أبو جعفر ثم شيبة بن نصاح ثم نافع وإليه صارت قراءة أهل المدينة.
وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الأعرج ومحمد بن محيصن، وأقدمهم ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم.
وكان من قراء الكوفة: يحيى بن وثاب وعاصم والأعمش، ثم تلاهم حمزة رابعا، وهو الذي صار عظم أهل الكوفة إلى قراءته من غير أن يطبق عليه جماعتهم
وأما الكسائي فإنه يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا وترك بعضا
وكان من قراء البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر. والذي صار إليه أهل البصرة في القراءة، واتخذوه إماما أبو عمرو".
وكان من قراء الشام: عبد الله بن عامر ويحيى بن الحارث الذماري.


المقصد الخامس: القراءة الصحيحة القوية والضعيفة الشاذة المروية



1: ذكر أقسام حملة القرآن وبيان تفاوتهم في علمهم بالقراءات ونقلهم لها

- اختلف الناس من أيام الصحابه رضوان الله عليهم في القراءات ، كما اختلفوا في الأحكام ، وذلك فيه توسعة على الأمة.

- قال الإمام أبو بكر مجاهد

أ: فمن حملة القرآن المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر.

ب : ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك.

ج : ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده.

د: ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا.



2: أقسام الآثار في حروف القرآن


- منها اللغة الشاذة .

- ومنها الضعيف المعنى في الإعراب، غير أنه قد قريء به.

- ومنها ماتوهم فيه فغلط به ، فهو لحن غير جائز وهو يعرفه من له علم يسير بالعربية ،ولحن الخفي يعرفه إلا العالم الحاذق .



3- القراءة سنة يأخذها المتأخر عن المتقدم :

- وهكذا تلقاها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام تلقيا عن أوليهم .

- وقال جماعة من التابعين : القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول ،فاقرءوا كما علمتموه .

- قال اسماعيل القاضي: أحسبه يعني هذه القراءة التي جمعت في المصحف.

- ذكر محمد بن سيرين أنه قال: كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"، وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين".

- قال أبو شامة : السنة هي ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصا أنه قرأه وأذن فيه.



4- أركان القراءة الصحيحة [ هذه المسألة من أهم مسائل الباب وعليها تنبني باقي المسائل ؛ فتُقدم ]


- صحة النقل

- موافقتها لخط المصحف

- موافقتها للفصيح من لغة العرب

- إن اختل شرطا من الشروط السابقة كانت القراءة شاذة ضعيفة.

- قراءة عاصم ونافع أصح القراءات سندا وأفصحها في العربية، وبعدهما في الفصاحة قراءة أبي عمرو والكسائي.

- ذهب المصنف رحمه الله إلى أنه يكتفى بالشرطين وهما صحة النقل والموافقة للعربية ،وذلك لأن موافقة الخط يراد به الزيادة والنقصان في الكلم ، وأن المصحف قد كتب لفظه على العرضة الأخيرة فلا يحتاج إلى هذا الشرط.



5: القراءات السبع فيها ماهو مجمع عليه وفيها ماهو الشاذ


- قال أبو شامة : ليس كل مانقل عن القراء السبع صحيح ، بل فيه ماهو الضعيف والشاذ لاختلال بعض الأركان الثلاثة .وضرب بعض الأمثلة لما أنكره أهل اللغة على بعضهم ، وهي :

الجمع بين الساكنين في تاءات البزي، وإدغام أبي عمرو، وقراءة حمزة "فما اسطاعوا"، وتسكين من أسكن "بارئكم" و"يأمركم" ونحوه و"سبأ" و"يا بني" و"مكر السيئ""، وإشباع الياء في "نرتعي" و"يتقي ويصبر" و"أفئدة من الناس" وقراءة "ليكة" بفتح الهاء، وهمز "سأقيها"، وخفض "والأرحام"، ونصب "كن فيكون"، والفصل بين المضافين في "الأنعام"، وغير ذلك.



6: بيان أن القراءات السبعة فيها ماهو متواتر وفيها ماهو غير متواتر

-قال أبو شامة: لسنا ممن يلتزم التواتر في جميع الألفاظ المختلف فيها بين القراء، بل القراءات كلها منقسمة إلى متواتر وغير متواتر.



7: القراءة الشاذة

- قال الشيخ أبو الحسن : الشاذ مأخوذ من قولهم: شذ الرجل يشذ ويشذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم.

- قال شيخ الشافعية :. والقراءة الشاذة ما نقل قرآنا من غير تواتر واستفاضة، متلقاة بالقبول من الأمة.

-نقل الشيخ الحسن -موضحا كراهية أهل العلم القراءة بالشاذ وقبح ذلك:

"وقال خلاد بن يزيد الباهلي: قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة: إن نافعا حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تلقونه" وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ما ذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة.



8: هل تجوز القراءة بالشاذ

- قال أبو حاتم السجستاني : لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف؛ لأنه جاء من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن.

- قال الإمام مالك : من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه.
-قال شيخ المالكية: "وأما تبديل "أتينا" بأعطينا و"سولت" بزينت ونحوه، فليس هذا من الشواذ، وهو أشد تحريما، والتأديب عليه أبلغ، والمنع منه أوجب

المقصد السادس : الحث على تعلم ماينفع من علوم القران والعمل بها، وترك الغلو فيما يخص تلاوتة ألفاظه

1: المقصود الأعظم من تلاوة القرآن هو التدبر والعمل بما فيه
- وهذا ذكر طرف من أقوال السلف فيما يوضح هذا المقصد
- روي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} قال: يتبعونه حق إتباعه.
- وعن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم} قال: أما إنه ما كان بين أيديهم ولكن نبذوا العمل به.
-وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} أما تدبر آياته: اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده. حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
- وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.

2: المراد بتحسين الصوت بالقرآن [ من قائل " حدثني " !! ]
-حدثني معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير، وهو يقرأ سورة الفتح أو قال: من سورة الفتح- ثم قرأ معاوية قراءة لينة، فرجع ثم قال: لولا أخشى أن يجتمع الناس علينا، لقرأت ذلك اللحن.
-سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى))، وقال: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى)).
-ذكر أبو عبيدة بعدما ساق أحاديث كثيرة في تحسين الصوت أن المقصود بها الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية .
-وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم))

3: الغلو في تحقيق التلاوة اللفظية من أسباب حجب القلب عن معاني الكتاب العزيز
- قال أبو حامد الغزالي : أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب وحجب، سدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن: أولها أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصورا على مخارج الحروف، فأنى تنكشف له المعاني؟ .

4: التحقيق المطلوب الغير موقع في الغلو
- ذكر أبو عمرو بن الداني أن : التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف.
-قال أبوبكر بن مجاهد: كان أبو عمرو سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل.
-قال حمزة : إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا مثل البياض له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار برصا .

أحسنتِ جدًا أختي سعى ، زادكِ الله علمًا وهدىً.
الملحوظات على التلخيص :
1: مراحل جمع القرآن ثلاثة وأولها الجمع النبوي - كما ذكرتِ - فكان الأولى تأخير مسائل الجمع النبوي تحت المقصد الثاني ، وعنونته بـ " جمع القرآن ".
2: أركان القراءة الصحيحة من أهم مسائل عماد المقصد الخامس فكان الأولى تقديمها.
3: أحسنتِ بتحرير المسائل جدًا وبإعادة صياغة الأقوال ونسبتها لقائليها ، ولكن فاتكِ موضعًا منها تحت المسألة الثانية من المقصد السادس ؛ فأرجو مراجعتها.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 100 %

علمني الله وإياكِ ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا ونفع بنا الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir