دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > مجمع الزوائد ومنبع الفوائد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1431هـ/4-05-2010م, 03:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي كتاب المناقب 3/4

67 - باب ما جاء في عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه
15502 - عن أبي إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقيل بن أبي طالب:
يا أبا يزيد إني أحبك حبين: حبا لقرابتك وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
15503 - قال الطبراني: وقد حضر فتح خيبر وقسم له النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر
68 - باب ما جاء في أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه
15504 - قال الطبراني: المغيرة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أسلم يوم الفتح لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين توفي سنة عشرين
15505 - وعن أبي حبة البدري قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين لا ينظر في ناحية إلا رأى أبا سفيان بن الحارث يقاتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أبا سفيان خير أهلي - أو من خير أهلي - "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
69 - باب فضل زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه
15507 - عن محمد بن إسحاق قال: زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن كليب بن وبرة بن الحارث بن قضاعة
ويقال: إن أم زيد: سعاد بنت زيد بن طيئ
15508 - قال ابن هشام:
وكان حكيم بن حزام قدم من الشام بزيد بن حارثة وصيفا فاستوهبته منه عمته خديجة وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شئت فأقم معي وإن شئت فانطلق مع أبيك؟ ". قال: لا بل أقيم عندك فلم يزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم وصلى معه فلما أنزل الله عز وجل: {ادعوهم لآبائهم}. قال: أنا زيد بن حارثة
رواه الطبراني وإسناده حسن
15508 - وبسنده عن ابن عباس قال: أسلم زيد بن حارثة بعد علي فكان أول من أسلم بعده
15509 - وعن ابن شهاب قال: أول من أسلم زيد بن حارثة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
15510 - وعن أسامة بن زيد قال: اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسأله
قال أسامة: فجاءوا يستأذنونه فقال: " اخرج فانظر من هؤلاء؟ ". فقلت: هذا جعفر وعلي وزيد ما أقول أبي قال: " ائذن لهم ". فدخلوا فقالوا: يا رسول الله من أحب إليك؟ قال: " فاطمة ". قالوا: نسألك عن الرجال قال: " أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقك خلقي وأنت مني وشجرتي. وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني. وأما أنت يا زيد فمولاي ومني وأحب القوم إلي "
رواه الترمذي باختصار
رواه أحمد وإسناده حسن
15511 - وعن عائشة قالت: لما أصيب زيد بن حارثة جيء بأسامة بن زيد فأوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخر ثم عاد من الغد فوقف بين يديه فقال:
ألاقي منك اليوم ما لقيت منك أمس
رواه البزار عن شيخه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو كذاب
15512 - وعن زيد بن حارثة أنه قال: يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة بن عبد المطلب
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن صالح الأزدي وهو ثقة
70 - (أبواب في مناقب أبناء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم)
1 - باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
15513 - عن ابن عباس قال: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالشعب أتى أبي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ما أرى أم الفضل إلا قد اعتلمت على جمل قال: " لعل الله أن يقر أعيننا بغلام ". فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في خرقتي فحنكني
قال مجاهد: لا نعلم أحدا حنك بريق النبوة غيره
رواه الطبراني متصلا ورجاله وثقوا وفيهم ضعف ورواه مختصرا بإسناد منقطع
15514 - وعن ابن عباس قال: حدثنتي أم الفضل بنت الحارث قالت: بينا أنا مارة والنبي صلى الله عليه وسلم في الحجر فقال: " يا أم الفضل ". قلت: لبيك يا رسول الله قال: " إنك حامل بغلام ". قلت: كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء؟ قال: " هو ما أقول لك فإذا وضعتيه فائتيني به ". فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله وألباه بريقه قال: " اذهبي به فلتجدنه كيسا ". قال: فأتيت العباس فأخبرته فتبسم ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلا جميلا مديد القامة فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل ما بين عينيه وأقعده عن يمينه ثم قال: " هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه ". فقال العباس: بعض القول يا رسول الله قال: " ولم لا أقول وأنت عمي وبقية آبائي؟ والعم والد "
رواه الطبراني وإسناده حسن
2 - باب جامع فيما جاء في علمه وما سئل عنه وغير ذلك
15515 - عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي - شك سعيد - ثم قال: " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل "
قلت: هو في الصحيح غير قوله: " وعلمه التأويل "
رواه أحمد والطبراني بأسانيد وله عند البزار والطبراني:
اللهم علمه تأويل القرآن
ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح
15516 - وعن ابن عباس قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
نعم ترجمان القرآن أنت
ودعا لي جبريل عليه السلام مرتين
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف
15517 - وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأس ابن عباس فقال: " اللهم أعط الحكمة وعلمه التأويل ". ووضع يده على صدره فوجد عبد الله بردها في صدره ثم قال: " اللهم احش جوفه علما وحلما ". فلم يستوحش في نفسه إلى مسألة أحد من الناس ولم يزل خير هذه الأمة حتى قبضه الله
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
15518 - وعن ابن عباس قال: كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي: أي بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني؟ فقلت: يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه قال: فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي: يا رسول الله قلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وهل رأيته يا عبد الله؟ ". قلت: نعم قال: " فإن ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك "
رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجالها رجال الصحيح
15519 - وعن ابن عباس قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل: يا محمد من هذا؟ قال: " هذا ابن عمي هذا ابن عباس ". قال: ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده لو سلم علينا رددنا عليه. فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منعك أن تسلم؟ ". قلت: بأبي وأمي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت أن تنقطع عليكما مناجاتكما قال: " وقد رأيت؟ ". قلت: نعم قال: " أما إنه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك "
قال عكرمة: فلما قبض ابن عباس ووضع علي سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا نشر [أكفانه] فقال عكرمة: ما تصنعون؟ هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
15520 - وعن ابن عباس قال: بعث العباس بعبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فوجد معه رجلا فرجع ولم يكلمه فقال: " رأيته؟ ". قال: نعم قال: " ذاك جبريل أما إنه لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما "
رواه الطبراني بأسانيد ورجاله ثقات
15521 - وعن ابن عباس قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل: هلم فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كثير فقال: العجب والله لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركبت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على باب داره تسفي الرياح على وجهي حتى يخرج إلي فإذا رآني قال: يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لك؟. قلت: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك فيقول: هلا أرسلت إلي فآتيك فأقول: أنا كنت أحق أن آتيك وكان ذلك الرجل يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إلي فيقول: أنت أعلم مني
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15522 - وعن عبد الملك بن ميسرة [عن طاوس] قال: جالست سبعين أو ثمانين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد منهم خالف ابن عباس فيلتقيان إلا قال: القول كما قلت أو قال: صدقت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15523 - عن أبي بكر الهذلي قال: دخلت على الحسن فقلت: إن ابن عباس من القرآن بمنزلة قال: كان عمر يقول: ذاكم فتى الكهول إن له لسانا سؤولا وقلبا عقولا كان يقوم على منبرنا هذا - أحسبه قال: - عشية عرفة فيقرأ سورة البقرة وآل عمران [ثم] يفسرهما آية آية وكان يتجه نجدا غربا
رواه الطبراني وأبو بكر الهذلي ضعيف
15524 - عن ابن عباس أن هرقل كتب إلى معاوية وقال: إن كان بقي فيهم من النبوة فيجيبوني عما أسألهم عنه وكتب إليه يسأله عن المجرة وعن القوس وعن البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة
قال: فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال: إن هذا شيء ما كنت أراه أسأل عنه إلى يومي هذا فطوى معاوية الكتاب - كتاب هرقل - فبعث به إلى ابن عباس فكتب إليه
إن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق والمجرة باب السماء الذي تنشق منه
وأما البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة من نهار فالبحر الذي أفرج عن بني إسرائيل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15525 - عن الضحاك بن مزاحم الهلالي قال: خرج نافع بن الأزرق ونجده بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج ينقرون عن العلم ويطلبونه حتى قدموا مكة فإذا هم بعبد الله بن عباس قاعدا قريبا من زمزم وعليه رداء له أحمر وقميص فإذا ناس قيام يسألونه عن التفسير يقولون: يا أبا عباس ما تقول في كذا وكذا؟ فيقول: هو كذا وكذا. فقال له نافع: ما أجرأك يا ابن عباس على ما تخبر به منذ اليوم فقال له ابن عباس: ثكلتك أمك وعدمتك ألا أخبرك من هو أجرأ مني؟ قال: من هو يا ابن عباس؟ قال: رجل تكلم بما ليس له به علم أو رجل كتم علما عنده. قال: صدقت يا ابن عباس إني أتيتك لأسألك قال: هات يا ابن الأزرق فسل قال: أخبرني عن قول الله عز وجل: {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس} ما الشواظ؟ قال: اللهب الذي لا دخان فيه. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
ألا من مبلغ حسان عني... مغلغلة تذب إلى عكاظ
أليس أبوك قينا كان فينا... إلى القينات فسلا في الحفاظ
يمانيا يظل يشب كيرا... وينفخ دائبا لهب الشواظ
قال: صدقت. فأخبرني عن قوله: {ونحاس فلا تنتصران}. قال: الدخان الذي لا لهب فيه قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول:
يضيء كضوء سراج السليط... لم يجعل فيه نحاسا
يعني دخانا قال: صدقت. فأخبرني عن قول الله: {أمشاج نبتليه}. قال: ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كان مشيجا. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي وهو يقول:
كأن النصل والقوقين منه... خلال الريش سيط به مشيج
قال: صدقت. فأخبرني عن قول الله تعالى: {والتفت الساق بالساق} ما الساق بالساق؟ قال: الحرب قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب:
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها... وإن شمرت الحرب عن ساقها شمرا
قال: صدقت. فأخبرني عن قول الله عز وجل: {بنين وحفدة} ما البنين والحفدة؟ قال: أما بنوك فإنهم يتعاطونك وأما حفدتك فإنهم خدمك. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
حفد الولائد حولهن وألقيت... بأكفهن أزمة الأحمال
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {إنما أنت من المسحرين} قال: من المخلوقين قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت الثقفي وهو يقول:
فإن تسألينا مم نحن فإننا... عصافير من هذا الأنام المسحر
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {فنبذناه في اليم وهو مليم} ما المليم؟ قال: المذنب قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
بعيد من الآفات لست لها بأهل... ولكن المسيء هو المليم
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {قل أعوذ برب الفلق} ما الفلق؟ قال: هو الصبح قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة وهو يقول:
الفارج الهم مبذول عساكره... ما يفرج ضوء الظلمة الفلق
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} ما الأساة؟ قال: لا تحزنوا. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
قليل الأسى فيما أتى الدهر دونه... كريم الثناء حلو الشمائل معجب
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {إنه ظن أنه لن يحور} ما يحور؟ قال: يرجع قال: هل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة:
وما المرء إلا كشهاب وضوئه... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {يطوفون بينها وبين حميم آن} ما الآن؟ قال: الذي انتهى حره قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان:
فإن يقبض عليك أبو قبيس... تحط بك المنية في هوان
وتخضب لحية غدرت وخانت... بأحمر من نجيع الجوف آن
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {فأصبحت كالصريم} ما الصريم؟ قال: الليل المظلم قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان:
لا تزجروا مكفهرا لا كفاء له... كالليل يخلط أصراما بأصرام
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {إلى غسق الليل} ما غسق الليل؟ قال:
إذا أظلم قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت بقول النابغة:
كأنما جد ما قالوا وما عدوا... آل تضمنه من دامس غسق
قال أبو خليفة: الآل: الشراب. قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وكان الله على كل شيء مقيتا} ما المقيت؟ قال: قادر قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت النابغة يقول:
وذي ضغن كففت النفس عنه... وإني في مساءته مقيت
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {والليل إذا عسعس}؟ قال: إقبال سواده قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول امرئ القيس:
عسعس حتى لو يشأ أدنى... كان له من ضوء نوره مقبس
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وأنا به زعيم} قال: الزعيم الكفيل قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول امرئ القيس:
وإني زعيم إن رجعت مملكا... بسير يرى منه الغرانق أزورا
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وفومها} ما الفوم؟ قال: الحنطة قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلي:
قد كنت أحسبني كأغنى وافد... قدم المدينة عن زراعة فوم
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {والأزلام} ما الأزلام؟ قال: القداح قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول الحطيئة:
لا يزجر الطير إن مرت به سنحا... ولا يقام له قدح بأزلام
قال: صدقت فأخبرني عن قوله تعالى: {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة}؟ قال: أصحاب الشمال قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول:
نزل الشيب بالشمال قريبا... والمرورات دانيا وحقيرا
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وإذا البحار سجرت}؟ قال: اختلط ماؤها بماء الأرض قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى:
لقد عرفت ربيعة في جذام... وكعب حالها وابنا ضرار
لقد نازعتم حسبا قديما... وقد سجرت بحارهم بحارى
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {والسماء ذات الحبك} ما الحبك؟ قال: الطرائق قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى:
مكلل بأصول النجم تنسجه... ريح الشمال لضاح ما به حبك
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة}؟ قال: ارتفعت عظمة ربنا قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد للنعمان بن المنذر:
إلى ملك يضرب الدارعين... لم ينقص الشيب منه قبالا
أترفع جدك أني امرؤ... سقتني الأعادي سجالا سجالا
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {حتى تكون حرضا}؟ قال: الحرض: الباكي قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد:
أمن ذكر ليلى إن نأت غربة بها... أعد حريضا للكرام محرما
قال: صدقت
فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وأنتم سامدون}؟ قال: لاهون قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي عادا:
نعيت عاد لصما... وأتى سعد شريدا
قيل: قم فانظر إليهم... ثم دع عنك السمودا
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {إذا اتسق} ما اتساقه؟ قال: إذا اجتمع قال: فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول أبي صرمة الأنصاري:
إن لنا قلائصا نفانقا... مستوسقات لو تجدن سائقا
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: الأحد الصمد أما الأحد فقد عرفناه فما {الصمد}؟ قال: الذي يصمد إليه في الأمور كلها قال: فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت بقول الأسدية:
ألا بكر الناعي بخبر بني أسد... بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
قال: صدقت فأخبرني عن قوله تعالى: {يلق أثاما} ما الأثام؟ قال: الجزاء قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول بشر بن أبي حازم الأسدي:
وإن مقامنا يدعو عليهم... بأبطح ذي المجاز له أثام
قال: صدقت
فأخبرني عن قول الله عز وجل: {وهو كظيم}؟ قال: الساكت قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول زهير بن خزيمة العبسي:
فإن تك كاظما بمصاب شاس... فإني اليوم منطلق اللسان
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {أو تسمع لهم ركزا} ما ركزا؟ قال: صوتا قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول خراش بن زهير:
فإن سمعتم بخيل هابط شرفا... أو بطن قف فأخفوا الركز واكتتموا
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {إذ تحسونهم بإذنه}؟ قال: إذ تقتلونهم بإذنه قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم أما سمعت قول عتبة الليثي:
نحسهم بالبيض حتى كأنما... نفلق منهم بالجماجم حنظلا
قال: صدقت فأخبرني عن قول الله عز وجل: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} هل كان الطلاق يعرف في الجاهلية؟ قال: نعم طلاقا بائنا ثلاثا أما سمعت قول أعشى بن قيس بن ثعلبة حين أخذه أختانه غيرة فقالوا: إنك قد أضررت بصاحبتنا وإنا نقسم بالله أن لا نضع العصا عنك أو تطلقها فلما رأى الجد منهم وإنهم فاعلون به شرا قال:
أجارتنا بيني فإنك طالقه... كذاك أمور الناس غاد وطارقه
فقالوا: والله لتبيتن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال:
فبيني حصان الفرج غير دميمة... وماوموقة منا كما أنت وامقه
فقالوا: والله لتبينن لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال:
فبيني فإن البين خير من العصا... وأن لا تزال فوق رأسك وبارقه
فأبانها بثلاث تطليقات
رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف
15526 - وعن ابن عباس قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست[1] فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال: " ما شأنك أجعلك حذائي فتخنس؟ ". فقلت: يا رسول الله وينبغي لأحد أن يصلي بحذائك وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أعطاك الله؟ قال: فأعجبه فدعا لي أن يزيدني الله علما وفقها. قلت: فذكر الحديث
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15527 - وعن ابن أبي ملكية قال: شهدت ابن الزبير وابن عباس فقال ابن الزبير لابن عباس: أتذكر حين استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء من سفر؟ قال: نعم فحملني أنا وغلاما من بني هاشم وتركك
قلت: هو في الصحيح من رواية ابن الزبير وعبد الله بن جعفر وهذا من حديث ابن عباس
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15528 - عن ابن بريدة الأسلمي قال: شتم رجل ابن عباس فقال ابن عباس: إنك لتشتمني وأنا في ثلاث خصال إني لآتي على الآية في كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلي لا أقاضى إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح وما لي به سائمة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15529 - وعن حسان بن ثابت قال: بدت لنا معشر الأنصار حاجة إلى الوالي وكان الذي طلبنا إليه أمرا صعبا فمشينا إليه برجال من قريش وغيرهم فكلموه وذكروا له وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا فذكر لهم صعوبة الأمر فعذره القوم وألح عليه ابن عباس فوالله ما وجد بدا من قضاء حاجته فخرجنا حتى دخلنا المسجد وإذا القوم أندية. قال حسان: فضحكت وأنا أسمعهم إنه والله كان أولاكم بها إنها والله صبابة النبوة ووراثة أحمد صلى الله عليه وسلم ويهديه أعراقه وانتزاع شبه طباعه فقال القوم أجمل يا حسان فقال ابن عباس: صدقوا فأحمل فأنشأ يمدح ابن عباس رضي الله عنه فقال:
إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه... رأيت له في كل مجمعة فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل... بملتقطات لا ترى بينها فضلا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع... لذي أربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقة... فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا
خلقت حليفا للمروءة والندى... بليغا ولم تخلق كهاما ولا حلا
فقال الوالي: والله ما أراد بالكهام [الخبل] غيري والله يني وبينه
رواه الطبراني
15530 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي عبد الله بن عباس سنة ثمان وسنه ثنتان وسبعون سنة وكان يصفر لحيته. قال: ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن في الشعب وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة
رواه الطبراني وإسناده منقطع
15531 - وعن حبيب بن أبي ثابت قال: رأيت ابن عباس وله جمة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15532 - وعن محمد بن إسحاق قال: كان ابن عباس عبد الله طويلا مشربا حمزة صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه له صغيرتان
رواه الطبراني وإسناده من قطع
15533 - وعن أبي إسحاق قال:
رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر عليه إزار فيه بعض الإسبال وعليه رداء أصفر
رواه الطبراني وإسناده حسن
15534 - وعن ابن عباس قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15535 - وعن سعيد بن جبير قال: مات ابن عباس بالطائف فشهدنا جنازته فجاء طائر لم ير على خلقته حتى دخل في نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لم يدر من تلاها: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15536 - وروى عن عبد الله بن يامين عن أبيه نحوه إلا أنه قال: جاء طائر أبيض يقال له: الغرنوق
3 - باب منه فيه وفي إخوته رضي الله عنهم
15537 - عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ويقول: من سبق إلي فله كذا وكذا
فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيلتزمهم ويقبلهم
رواه أحمد وإسناده حسن
71 - باب في عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وغيره
15538 - عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر أنهما بايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وبسط يده فبايعهما
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه إسماعيل بن عياش وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح
15539 - وعن عبد الله بن جعفر قال: لقد رأيتني وقثم وعبيد الله ابني عباس ونحن صبيان نلعب إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم [على دابة] فقال: " ارفعوا هذا إلي ". فحملني أمامه وقال لقثم: " ارفعوا هذا إلي ". فحمله وراءه وكان عبيد الله أحب إلى عباس [من قثم] فما استحيا من عمه أن حمل قثم وتركه قال: ثم مسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال: " اللهم أخلف جعفرا في ولده "
قال: قلت لعبد الله: ما فعل قثم؟ قال: استشهد قلت: الله ورسوله أعلم بالخير قال: أجل
رواه أحمد ورجاله ثقات
15540 - وعن عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعبد الله بن جعفر وهو يبيع بيع الغلمان - أو الصبيان - قال: " اللهم بارك له في بيعه ". أو قال: " في صفقته "
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات
15541 - عن محمد بن عبد الله بن نمير قال: وفيها مات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالمدينة ويكنى أبا جعفر. - يعني سنة ثمانين
72 - باب في أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه
15542 - عن ابن عمر قال: لما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد قال الناس فيه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم أو شيء من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قد بلغني ما قلتم في أسامة ولقد قلتم ذلك في أبيه قبله وإنه لخليق للإمارة وإنه لخليق بالإمارة وإنه لخليق للإمارة وإنه أتى حب الناس إلي
قال: من استثنى فاطمة وغيرها
15543 - وفي رواية: " إنه لأحب الناس إلي كلهم "
وكان ابن عمر يقول: حاشا فاطمة
قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
15544 - وعن عائشة قالت: لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15545 - وعن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب قال: سمعت أشياخنا يقولون: كان نقش خاتم أسامة بن زيد:
حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15546 - وعن الزهري قال: كان أسامة بن زيد يدعى بالأمير حتى مات يقولون: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم ينزعه حتى مات
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
73 - باب ما جاء في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
15547 - عن محمد بن إسحاق قال: عبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تميم بن الهذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان حليف بني زهرة وقد شهد بدرا
15548 - وفي رواية: ابن مخزوم بن كاهل بن حارث بن سعد بن هذيل حلفاء بني زهرة
رواه الطبراني بإسنادين ورجال الأول ثقات
15549 - وعن أحمد بن رشدين المصري قال: أملى علي موسى بن عون:
عبد الله بن عتبة بن مسعود بن كاهل بن حبيب بن ثابت بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
رواه الطبراني وموسى بن عون لم أعرفه
15550 - عن عبد الله بن مسعود قال: لقد رأيتني وإني لسادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا
رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح
15551 - عن قيس بن مروان قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال: يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب. قال: فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل فقال: ويحك من هو؟ فقال: عبد الله بن مسعود فما زال عمر يطفئ ويسري عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها فقال: ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من الناس هو أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك لأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ونحن نمشي معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قرآنه فلما كدنا نعرف الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
قال: ثم جلس الرجل يدعو فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سل تعطه ". قال عمر: فقلت: والله لأعودن إليه فلأبشرنه قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني فبشره فلا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه
15552 - وفي رواية: فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر خارجا فقال: إن فعلت إنك لسباق بالخير
رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس بن مروان وهو ثقة
15553 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه عاصم بن أبي النجود وهو على ضعفه حسن الحديث وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فرات بن محبوب وهو ثقة
15554 - وعن عبد الله عن أبي بكر وعمر: أنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " سل تعطه "
رواه البزار وإسناده حسن
15555 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أحب أن يقرأ القرآن غريضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار إلا أنهما قالا: " غضا " بدل: " غريضا ". وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك
15556 - وعن عمار بن ياسر قال: قال رسولا لله صلى الله عليه وسلم:
من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد
رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار ثقات
15557 - وعن عبد الله بن عتبة قال: بينما ابن مسعود في المسجد وهو يدعو [بوعاء] مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فلما حاذاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع دعاءه ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال: " من هذا؟ سل تعطه ". فرجع أبو بكر إلى عبد الله بن مسعود فقال: الدعاء الذي كنت تدعو به؟ فقال: حمدت الله ومجدته ثم قلت: اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق وكتابك حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والجنة حق والنار حق ورسلك حق
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15558 - وعن ابن مسعود أنه بينا هو في المسجد مر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو ومع النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما حاذى به سمع دعاءه وهو لا يعرفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سل تعطه ". فرجع أبو بكر إلى ابن مسعود قال: الدعاء الذي [دعوت] به ما هو؟ قال: حمدت الله ومجدته ثم فلت: اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق ورسلك حق والنبيون حق ومحمد ص - حق
قلت: رواه الترمذي وغيره باختصار
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وسعيد بن الربيع السمان وهما ثقتان
15559 - وعن مجاهد عن ابن عباس قال: أي القراءتين كانت أخيرا؟ قراءة عبد الله أو قراءة زيد؟ قال: قلنا: قراءة زيد قال: [لا] ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين وكان آخر القراءة قراءة عبد الله
قلت: في الصحيح بعضه
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح
15560 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس: علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قلت: هو في الصحيح غير قوله: وختمت القرآن إلى آخره
رواه الطبراني وفيه يحيى بن سالم وهو ضعيف
15561 - وعن علي قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد شجرة فأمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله حين صعد فضحكوا من حموشة[2] ساقيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة
15562 - وعن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من أراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تضحكون؟ ". قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من دقة ساقيه. فقال: " والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق وفي بعضها: " لساقا ابن مسعود يوم القيامة أشد وأعظم من أحد ". وفي بعضها: بينا هو يمشي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ همزه أصحابه أو بعضهم
وأمثل طرقها فيه: عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث على ضعفه وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح
15563 - وعن قرة بن إياس أن عبد الله بن مسعود رقي شجرة يجتني منها سواكا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من دقة ساقيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لهما أثقل في الميزان من أحد
رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
15564 - وعن أبي الطفيل قال: ذهب ابن مسعود وناس معه إلى كباث[3] فصعد ابن مسعود شجرة ليجتني منها فنظروا إلى ساقيه فضحكوا من حموشتهما[4] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أي شيء تضحكون؟ ". قالوا: من حموشة ساقي ابن مسعود فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " والله إنهما لأثقل في الميزان من أحد ". ثم ذهب كل إنسان فاجتنى فحلا يأكله وجاء ابن مسعود بجنائه قد جعله في حجره فوضعه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
هذا جناي وخياره فيه... وكل جان يده إلى فيه
فأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك
15565 - وعن ابن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته فلقيته بماء فقال: " من أمرك بهذا؟ ". فقلت: ما أمرني به أحد فقال: " قد أحسنت أبشر بالجنة ". ثم جاء علي فبشره بالجنة
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الغفار بن القاسم وكان يضع الحديث
15566 - وعن ابن مسعود قال: ما كذبت منذ أسلمت إلا كذبة واحدة كنت أرحل للنبي صلى الله عليه وسلم فأتى رجل من الطائف فسألني: أي الرحلة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: الطائفية المنكبة وكان يكرهها. فلما أتى بها قال: " من رحل هذه؟ ". قالوا: رحالك قال: " مروا ابن أم عبد الله أن يرحل ". فأعيدت إلي الرحلة
رواه الطبراني وأبو يعلى وإسناده ضعيف
15567 - وعن أبي الدرداء قال:
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة خفيفة فلما فرغ من خطبته قال: " يا أبا بكر قم فاخطب ". فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما فرغ من خطبته قال: " يا عمر قم فاخطب ". فقام فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ودون أبي بكر. فلما فرغ من خطبته قال: " يا فلان قم فاخطب ". فشقق القول فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اسكت أو اجلس فإن التشقيق من الشيطان وإن البيان من السحر ". وقال: " يا ابن أم عبد قم فاخطب ". فقام ابن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إن الله عز وجل ربنا وإن الإسلام ديننا وإن القرآن إمامنا وإن البيت قبلتنا وإن هذا نبينا - وأومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم - رضينا ما رضي الله تعالى لنا ورسوله وكرهنا ما كره الله تعالى لنا ورسوله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أصاب ابن أم عبد أصاب ابن أم عبد وصدق ورضيت بما رضي الله تعالى لي ولأمتي وابن أم عبد "
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن عبيد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من أبي الدرداء والله أعلم
15568 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد
رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار الكراهة ورواه في الكبير منقطع الإسناد. وفي إسناد البزار محمد بن حميد الرازي وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجاله وثقوا
15569 - وعن ابن عباس قال: ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم عبد الله بن مسعود
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
15570 - وعن الحسن قال: قال رجل لعمرو بن العاص: أرأيت رجلا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبه أليس رجلا صالحا؟ قال: بلى قال: قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبك وقد استعملك قال: قد استعملني فوالله ما أدري حبا كان لي منه أو استعانة بي؟ ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راض: عبد الله ابن مسعود وعمار بن ياسر
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راض
ورجال أحمد رجال الصحيح. قلت: وله طرق في ترجمة عمرو بن العاص
15571 - وعن زيد بن وهب قال: إنا لجلوس مع عمر إذ جاء عبد الله يكاد الجلوس يوازونه من قصره فضحك عمر حين رآه فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم عليه ثم ولى فاتبعه عمر بصره حتى توارى فقال: كنيف[5] ملئ فقها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15572 - وعن حارثة بن مضرب قال: كتب عمر إلى أهل الكوفة: قد بعثت عمارا أميرا وعبد الله بن مسعود وزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حارثة وهو ثقة
15573 - وعن قيس بن أبي حازم قال: رأيت ابن مسعود نظيفا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15574 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن بضع وستين سنة في سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة وأوصى إلى الزبير بن العوام ودفن بالبقيع
رواه الطبراني
74 - باب في أخيه عتبة رضي الله عنه
15575 - عن الزهري قال: ما كان عبد الله بن مسعود بأقدم هجرة من أخيه عتبة ولكنه مات قبله
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
15576 - وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: توفي عتبة بن مسعود في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
رواه الطبراني وإسناده حسن
15577 - وعن الليث بن سعد قال: توفي عتبة بن مسعود سنة أربع وأربعين
رواه الطبراني وإسناده منقطع
75 - (بابان في مناقب عمار بن ياسر وآله رضي الله عنهم)
1 - باب فضل عمار بن ياسر وأهل بيته رضي الله عنهم
15578 - عن محمد بن إسحاق قال: كان عمار بن ياسر وأبوه وأمه أهل بيت إسلام كلهم
15579 - قال ابن هشام: عمار بن ياسر بن عبس بن زيد بن مذحج شهد بدرا والمشاهد كلها. ويقال: إن اسم أمه سمية بنت سلم بن لخم. يكنى أبا اليقظان قتل مع علي رضي الله عنهما يوم صفين سنة سبع وثلاثين
رواه الطبراني ورجاله إلى قائليه ثقات
15580 - وعن عطاء بن أبي رباح قال: هاجر أبو سلمة وأم سلمة وخرج معهم عمار بن ياسر وكان حليفا لهم
رواه الطبراني وفيه عمر بن قيس المكي وهو متروك
15581 - وعن سعيد بن أبي مريم قال: قلت لعطاف بن خالد: أرأيت عمار بن ياسر كان حليفا لكم؟ قال: بل مولانا
رواه الطبراني وإسناده منقطع وعطاف مختلف فيه
15582 - وعن أبي كعب الحارثي أنه دخل على عثمان رضي الله عنه فجاء رجل آدم أصلع في مقدم رأسه شعرات فقلت: من هذا؟ قالوا: عمار بن ياسر
رواه الطبراني وفيه زياد بن جبل قال الذهبي: مجهول
15583 - وعن كليب بن منفعة عن أبيه قال:
رأيت عمارا بالكناسة أسود جعدا وهو يقرأ هذه الآية: {ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون}
رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف
15584 - وعن عبد الله بن سلمة قال: رأيت عمار بن ياسر يوم صفين آدم طوالا بيده الحربة
رواه الطبراني وإسناده حسن
15585 - وعن مطرف قال: دخلت على عمار بن ياسر وعنده خياط يقطع بردا على قطيفة ثعالب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15586 - وعن طارق بن شهاب قال: قال رجل لعمار بن ياسر: يا أجدع. وكانت أذنه جدعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: خير أذني سببت
رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقال ابن دقيق العيد: وقد وثق وبقية رجاله ثقات
15587 - وعن عبد الله بن سلمة قال: لقي علي رجلين قد خرجا من الحمام متدهنين فقال: من أنتما؟ قالا: من المهاجرين فقال: كذبتما أنتما من المهاجرين؟ إنما المهاجر عمار بن ياسر
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15588 - وعن عبد الله بن جعفر قال: ما رأيت مثل عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر كانا لا يحبان أن يعص الله طرفة عين ولا يخالفا الحق قيد شعرة
رواه الطبراني وفيه أحمد بن الحجاج بن الصلت وهو ضعيف
15589 - وعن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال: إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكت القوم فقال: لو أن [بيدي] مفاتيح الجنة أعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم
فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه - يعني عمارا -؟ أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي نتمشى بالبطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار: يا رسول الله الدهر هكذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اصبر ". ثم قال: " اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15590 - وعن عثمان بن عفان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي عمار وأم عمار وعمار:
اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
15591 - وعن عمار قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اصبروا آل ياس موعدكم الجنة "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15592 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعمار بن ياسر وبأهله يعذبون في الله عز وجل فقال:
أبشروا آل ياسر موعدكم الجنة
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو ثقة
15593 - وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مضطجعا في حجر عمار فدخل رجل فقال: ماذا يقول المشركون آنفا لهذا - يعني عمارا -؟ قال: فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم يده من وراء ظهره ورأسه في حجره حتى أحاط بظهره وقال: " إنهم ليحورون أديما طيبا "
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وقد وثق وضعف وبقية رجاله رجال الصحيح
15594 - وعن الحسن قال: كان عمار يقول: قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن والإنس أرسلني إلى بئر بدر فلقيت الشيطان في صورة الإنس فصارعني فصرعته فجعلت أدقه بفهر[6] معي أو حجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمار لقي الشيطان عند البئر فقاتله ". فما عدا أن رجعت فأخبرته فقال: " ذاك الشيطان "
رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحاق المخرمي ولم أعرفه والحكم بن عطية مختلف فيه وبقية رجاله رجال الصحيح
15595 - وعن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له في القول فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم [وجاء خال] وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قال: فجعل يغلظ له ولا يزيده إلا غلظة والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت فبكى عمار وقال: يا رسول الله ألا تراه؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال: " من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله "
قال خالد: فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار فلقيته فرضي
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح
15596 - وعن خالد بن الوليد قال: ما عملت عملا أخوف عندي على أن يدخلني النار من شأن عمار فقلنا: يا أبا سليمان وما هو؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه إلى حي من أحياء العرب فأصبتهم وفيهم أهل بيت مسكين فكلمني عمار في أناس من أصحابه فقال: أرسلهم فقلت: لا حتى آتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن شاء أرسلهم وإن شاء صنع بهم ما أراد فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذن عمار فدخل فقال: يا رسول الله ألم تر إلى خالد فعل وفعل فقال خالد: أما والله لولا مجلسك ما سبني ابن سمية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اخرج يا عمار ". فخرج وهو يبكي فقال: ما نصرني رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أجبت الرجل ". فقال: يا رسول الله ما منعني منه إلا محقرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يحقر عمارا يحقره الله ومن يسب عمارا يسبه الله ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله ". فخرجت فاتبعته حتى استغفر لي
وفي رواية: " من يعاد عمارا يعاده الله "
رواه الطبراني مطولا ومختصرا بأسانيد منها ما وافق أحمد ورجاله ثقات ومنها ما هو مرسل
15598 - وفي الأوسط منه: " من سب عمارا سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ". فقط
وفي إسناده غير واحد مختلف فيه
15599 - وعن الحسن قال: قال عمرو بن العاص: ما كنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلا فيدخله الله النار
قيل: قد كان يستمعلك فقال: الله أعلم ولكنه كان يحب رجلا قالوا: من هو؟ قال: عمار بن ياسر
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وزاد فيه: قال: ذاك قتيلكم يوم صفين قال: قد والله قتلناه
وقد تقدم في فضل عبد الله بن مسعود نحوه بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمار وابن مسعود
ورجال أحمد رجال الصحيح
15600 - وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
كم من ذي طمرين لا ثوب له لو أقسم على الله لأبره منهم عمار بن ياسر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك
15601 - عن سعيد بن عبد العزيز أن عمار بن ياسر أقسم يوم أحد فهزم المشركون وأقسم يوم الجمل فغلبوا أهل البصرة وقيل له يوم صفين: لو أقسمت فقال: لو ضربونا بأسيافهم حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وهم على الباطل فلم يقسم فقتل يومئذ فقال يوم أحد:
أقسمت يا جبريل ويا ميكال
لا يغلبنا معشر ضلال
إنا على الحق وهم جهال
حتى خرق صف المشركين
رواه الطبراني منقطع الإسناد ورجاله رجال الصحيح
15602 - وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ابن سمية ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما
15603 - وعن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
دم عمار ولحمه حرام على النار أن تطعمه
رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر
15604 - وعن عائشة أنها قالت: ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عمارا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ملئ إيمانا إلى مشاشه "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
15605 - وعن بلال بن يحيى قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه أتى حذيفة فقيل له: يا أبا عبد الله قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس فيما يقول؟ قال: أسندوني فأسندوه إلى ظهر رجل فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أبو اليقظان على الفطرة لا يدعها حتى يموت أو يمسه الهرم "
رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهما ثقات
15606 - وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - واهتدوا بهدي عمار بن ياسر وتمسكوا بعهد ابن أم عبد
قلت: روى الترمذي منه: " اقتدوا بالذين من بعدي: أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ". فقط
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
2 - باب منه في فضل عمار بن ياسر ووفاته رضي الله عنه
وقد تقدمت أحاديث منها في الفتن فيما كان بين الصحابة رضي الله عنهم
15607 - عن مولاة لعمار بن ياسر قالت: اشتكى عمار بن ياسر شكوى ثقل منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله فقال: ما يبكيكم؟ أتحسبون أني مت على فراشي؟ أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي مذقة[7] من لبن
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني أقتل بين صفين
ورواه البزار باختصار وإسناده حسن. ومولاة عمار لم أعرفها وبقية رجاله ثقات
15608 - وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت عمار بن ياسر بصفين في اليوم الذي مات فيه وهو ينادي: إني لقيت الجبار وتزوجت الحور العين اليوم نلقى الأحبة محمدا وحزبه عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن: " آخر زادك من الدنيا ضباح من لبن "
رواه الطبراني في الأوسط وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه بإسناد ضعيف
15609 - وفي رواية عند أحمد: أنه لما أتي باللبن ضحك
15610 - وعن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار: " تقتلك الفئة الباغية "
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
15611 - وعن أبي أيوب قال: قال رسول الل صلى الله عليه وسلم: " تقتل عمارا الفئة الباغية "
رواه الطبراني وفيه محمد بن موسى الواسطي وهو ضعيف
15612 - وعن أبي اليسر بن عمرو عن زياد بن العرد أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار:
تقتلك الفئة الباغية
رواه الطبراني وفيه مسعود بن سليمان قال الذهبي: مجهول قلت: والزهري لم يدرك أبا اليسر
15613 - وعن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة - وكانت تمرض عمارا - قالت: جاء معاوية إلى عمار يعوده فلما خرج من عنده قال: اللهم لا تجعل منيته بأيدينا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
تقتل عمارا الفئة الباغية
رواه أبو يعلى والطبراني وابنة هشام والراوي عنها لم أعرفهما وبقية رجالهما رجال الصحيح
15614 - وعن أبي سعيد الخدري قال: كنا ننقل اللبن للمسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فنفض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأسه وقال: " ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية "
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
15615 - وعن أبي سعيد الخدري أيضا قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين قال: فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
15616 - وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرا نقل عمار حجرين فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين. قال: فذكره
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
15617 - وعن حبة قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال أحدهما لصاحبه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
تقتل عمارا الفئة الباغية
وصدقه الآخر
رواه البزار
15618 - وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: " تقتلك الفئة الباغية "
رواه الطبراني وزاد: فقال معاوية: لا تزال داحضا في بولك نحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به
رواه الطبراني ورجاله ثقات وكذلك أحد اسانيد عبد الله بن عمرو
15619 - وعن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه فقال عمرو: خليا عنه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قاتل عمار وسالبه في النار "
رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح
15620 - وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قاتل عمار وسالبه في النار "
رواه الطبراني وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف
15621 - وعن عبد الله بن الحارث أن عمرو بن العاص قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين كان يبني المسجد لعمار: " إنك حريص على الجهاد وإنك لمن أهل الجنة ولتقتلنك الفئة الباغية ". قال: بلى قال: فلم قتلتموه؟ قال: والله ما تزال تدحض في بولك نحن قتلناه؟ إنما قتله الذي جاء به
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15622 - وعن هني مولى عمرو قال: كنت مع معاوية وعمرو بن العاص بصفين فنظرت يومئذ في القتلى فإذا أنا بعمار بن ياسر مقتول فذهبنا إلى عمرو بن العاص فقلت: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمار؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: " تقتلك الفئة الباغية ". فقلت: هذا عمار قتلتموه فأنكر ذلك علي
وقال: انطلق فأرنيه فذهبت فوقفت عليه وقلت له: ماذا تقول فيه؟ قال: إنما قتله أصحابه
رواه الطبراني مطولا ورواه مختصرا ورجال المختصر رجال الصحيح غير زياد مولى عمرو وقد وثقه ابن حبان
15623 - وعن أبي البختري وميسرة أن عمار بن ياسر يوم صفين كان يقاتل فلا يقتل فيجيء إلى علي فيقول: يا أمير المؤمنين يوم كذا وكذا هذا فيقول: اذهب عنك. قال ذلك ثلاث مرات ثم أتي بلبن فشربه ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا آخر شربة أشربها من الدنيا ثم قام فقاتل فقتل
رواه الطبراني وأبو يعلى بأسانيد وفي بعضها عطاء بن السائب وقد تغير وبقية رجاله ثقات وبقية الأسانيد ضعيفة
15624 - وعن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وضرب جنب عمار قال:
إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن
رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف
15625 - وعن أبي سنان الدؤلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت عمار بن ياسر دعا غلاما له بشراب فأتاه بقدح من لبن فشربه ثم قال: صدق الله ورسوله اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن آخر شيء أزوده من الدنيا ضيحة لبن. ثم قال: والله لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وأنهم على باطل
رواه الطبراني وإسناده حسن
15626 - وعن عمار بن ياسر قال:
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في خاصرتي فقال:
خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن
رواه الطبراني وإسناده حسن
15627 - عن كلثوم بن جبر قال: كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي في منزل عنبسة بن سعيد إذ جاء رجل فقال: إن قاتل عمار بالباب أفتأذنون له فيدخل؟ فكره بعض القوم وقال بعض: أدخلوه فدخل فإذا رجل عليه مقطعات له فقال: لقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنفع أهلي فأرد عليهم الغنم فقال رجل من القوم: أبا الغادية كيف كان أمر عمار؟ قال: كنا نعد عمارا من خيارنا حتى سمعته يوما في مسجد قباء يقع في عثمان فلو خلصت إليه لوطئته برجلي فما صليت بعد ذلك صلاة إلا قلت: اللهم لقني عمارا فلما كان يوم صفين استقبلني رجل يسوق الكتيبة فاختلفت أنا وهو ضربتين فبدرته فضربته فكبا لوجهه ثم قتلته
15628 - وفي رواية: قال عبد الأعلى: أدخلوه فأدخل عليه مقطعات له فإذا رجل طوال ضرب من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة
قلت: فذكر نحوه حتى قال: فلما كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى كان بين الصفين طعن رجلا في ركبته بالرمح فصرعه فانكفأ المغفر عنه فاضربه فإذا رأس عمار بن ياسر
قال: يقول له مولى لنا: أي يد كفتاه فلم أر رجلا أبين ضلالة منه
رواه كله الطبراني وعبد الله باختصار ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح
وقد تقدم في كتاب الفتن أحاديث وبعض ما كان بينهم رضي الله عن الصحابة أجمعين
76 - باب ما جاء في فضل خباب بن الأرت رضي الله عنه
15629 - عن كردوس: أن خبابا أسلم سادس ستة كان سدس الإسلام
رواه الطبراني مرسلا ورجاله إلى كردوس رجال الصحيح وكردوس ثقة
15630 - وعن الزهري قال: كان خباب بن الأرت مولى زهرة يكنى أبا عبد الله. توفي سنة سبع وثلاثين منصرف علي رضي الله عنه من صفين إلى الكوفة وهو أول من قبر بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان إسلام خباب بمكة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
15631 - وعن عروة في تسمية من شهد بدرا: خباب بن الأرت بن خويلد بن سعد بن جذيمة بن كعب بن سعد
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
15632 - وعن زيد بن وهب قال: سرنا معه - يعني مع علي - حين رجع من صفين حتى إذا كنا بباب الكوفة إذ نحن بقبور سبعة عن أيماننا فقال: على ما هذه القبور؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين وأوصى أن يدفن في ظهر الكوفة وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أقبيتهم وعلى أبواب دورهم فلما رأوا خبابا أوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس فقال علي رضي الله عنه: رحم الله خبابا لقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسمه أحوالا ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا ثم دنا من القبور فقال: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا سلف فارط ونحن لكم تبع عما قليل لاحق اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم طوبى لمن أراد المعاد وعمل للحسنا وقنع بالكفاف ورضي عن الله عز وجل
رواه الطبراني وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب
77 - باب فضل بلال المؤذن رضي الله عنه
15633 - عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دخلت الجنة فإذا حس فنظرت فإذا بلال
رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه مصعب بن ثابت الزبيري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
15634 - وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إني دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت: يا جبريل ما هذه الخشفة؟ قال: بلال يمشي أمامك
رواه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير بنحوه وأحمد في حديث طويل تقدم فيما اجتمع من الفضل لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وغيرهما ورجال الصغير ثقات
15635 - وعن وحشي بن حرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لما أسري بي في الجنة سمعت خشخشة فقلت: يا جبريل ما هذه الخشخشة؟ قال: هذا بلال
قال أبو بكر: ليت أم بلال ولدتني وأبو بلال وأنا مثل بلال
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15636 - وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
نعم المرء بلال وهو سيد الشهداء والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة
رواه البزار وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف
15637 - وعن ابن عباس قال: ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة فسمع وجسا فقال: " يا جبريل من هذا؟ ". قال: هذا بلال المؤذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حين جاء: " قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا ". فذكر الحديث
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير قابوس وقد وثق وفيه ضعف
15638 - وعن ابن عمر قال: بشرت بلالا فقال لي: يا عبد الله بما تبشرني؟ فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يجيء بلال يوم القيامة على ناقة رجلها من ذهب وزمامها من در وياقوت معه لواء يتبعه المؤذنون فيدخلهم الجنة حتى إنه ليدخل من أذن أربعين صباحا يريد بذلك وجه الله تبارك وتعالى
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي وهو ضعيف
15639 - وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
مثل بلال مثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
15640 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي بلال مولى أبي بكر ويقال: إنه ترب أبي بكر بدمشق في الطاعون ودفن عند باب الصغي ويكنى أبا عبد الله وقيل: كني أبا عمرو في سنة سبع عشرة وهو من مولدي السراة
رواه الطبراني
78 - باب فضل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه
15641 - عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدرا من بني عبد شمس بن عبد مناف: سالم مولى أبي حذيفة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
15642 - وعن عمرو بن العاص قال: كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولى أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه فأخذت سيفي فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله؟
قال: " ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان؟ "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15643 - وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع سالما مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال:
الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
15644 - وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة
رواه الطبراني هكذا في ترجمة سالم وإسناده حسن
79 - باب فضل عامر بن فهيرة رضي الله عنه
15645 - قال الطبراني: عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق من المهاجرين الأولين هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر من مكة إلى المدينة وهو بدري استشهد يوم بئر معونة
15646 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال: كلم طلحة بن عبيد الله عامر بن فهيرة بشيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مهلا يا طلحة إنه قد شهد بدرا كما شهدته وخيركم خيركم لمواليهم "
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف
80 - باب فضل عامر بن ربيعة رضي الله عنه
15647 - قال الزهري: حدثني ابن عامر بن ربيعة وكان من كبراء بني عدي وكان أبوه شهد بدرا
رواه الطبراني وإسناده حسن
15648 - وعن محمد بن إسحاق قال: من نسبه إلى عتر بن وائل قال: عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن عامر بن سعيد بن الحارث بن رفيده بن عدنان ويقال: طاهر بن ربيعة من اليمن
رواه الطبراني وإسناده حسن
15649 - وعن عروة: ابن ربيعة من اليمن ويقول من نسبه إلى اليمن: عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن الحارث بن معاوية بن عبس بن زيد بن عكة بن مذحج
رواه الطبراني وإسناده حسن
15650 - وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: توفي عامر بن ربيعة سنة اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني
15651 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: توفي ابن ربيعة وهو يصلي بالليل حين نشب الناس في الفتنة فأري في المنام فقيل له: قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى فاشتكى فما خرج إلا جنازته
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
81 - باب فضل عبد الله بن جحش رضي الله عنه
15652 - عن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تدعو الله؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله ويقاتلني فيك ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه. فأمن عبد الله بن جحش ثم قال: اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقتيك غدا قلت: من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك صلى الله عليه وسلم فتقول: صدقت قال سعد: يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
82 - باب فضل عثمان بن مظعون رضي الله عنه
15653 - عن زيد بن ثابت أن عثمان بن مظعون لما قبر قالت أم العلاء: طب أبا السائب نفسا إنك في لجنة. فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " من هذه؟ ". قالت: أنا يا نبي الله قال: " وما يدريك؟ ". قالت: يا رسول الله عثمان بن مظعون قال: " أجل ما رأينا إلا خيرا أنا رسول الله والله ما أدري ما يصنع بي "
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
15654 - وعن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك الجنة فنظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم نظرة غضبان وقال: " وما يدريك؟ ". قالت: فارسك وصاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله ما أدري ما يفعل بي ". فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعثمان وهو أفضلهم فلما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون "
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
15655 - وعن الأسود بن سريع قال: لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون "
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15656 - وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مات ميت قال:
قدموه على فرطنا نعم الفرط لأمتي عثمان بن مظعون
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وإسناد الكبير ضعيف وفي إسناد الأوسط من لم أعرفهم
15657 - وعن أنس بن مالك قال: لما ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صالح المري وهو ضعيف
15658 - وعن عائشة بنت مظعون أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون على خده بعدما مات ولا نعلم قبل أحدا غيره
رواه الطبراني وفيه عبد الرجمن بن عفان الحاطبي وهو ضعيف
15659 - وعن ابن عباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون يوم مات فأحنى عليه كأنه يوصيه ثم رفع رأسه فرأوا في عينيه أثر البكاء
ثم أحنى عليه الثانية ثم رفع رأسه فرأوه يبكي
ثم أحنى عليه الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه قد مات فبكى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
مه إنما هذا من الشيطان فاستغفروا الله
ثم قال: " أذهب عنك أبا السائب فلقد خرجت ولم تتلبس منها بشيء "
رواه الطبراني عن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص عن أبيه ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
قلت: وقد تقدم سبب إسلامه في التفسير ي سورة النحل
83 - باب فضل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
15660 - عن جابر بن عبد الله أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم فدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها فأخذ كتابها من رأسها. فقال: " يا حاطب أفعلت؟ ". قال: نعم أما إني لم أفعله غشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره غير أني كنت بين ظهرانيهم وكانت والدتي معهم فأردت أن أتخذها عندهم. فقال له عمر: ألا أضرب عنق هذا؟ فقال: " تقتل رجلا من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم "
رواه أبو يعلى وأحمد أتم منه وقال فيه: غير أني كنت عزيزا بين ظهرانيهم. ورجال أحمد رجال الصحيح
15661 - وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بحاطب بن أبي بلتعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت كتبت بهذا الكتاب؟ ". قال: نعم أما والله يا رسول الله ما تغير الإيمان من قلبي ولكن لم يكن رجل من قريش إلا وله جذم وأهل بيت يمنعون له أهله وكتبت كتابا رجوت أن يمنع الله بذلك أهلي فقال عمر رحمه الله: ائذن لي فيه قال: " أو كنت قاتله؟ ". قال: نعم إن أذنت لي قال: " وما يدريك لعله قد اطلع الله إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم "
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
15662 - وعن عمر بن الخطاب قال: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى أهل مكة فأطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم فبعث عليا والزبير في أثر الكتاب فأدركا المرأة على بعير فاستخرجاه من قرونها فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه فأرسل إلى حاطب فقال: " يا حاطب أنت كتبت هذا الكتاب؟ ". قال: نعم قال: " فما حملك على ذلك؟ ". قال: يا رسول الله أما والله إني لناصح لله ولرسوله ولكني كنت غريبا في أهل مكة وكان أهلي بين ظهرانيهم وخشيت عليهم فكتبت كتابا لا يضر الله ورسوله شيئا وعسى أن يكون منفعة لأهلي فقال عمر رضي الله عنه: فاخترطت سيفي ثم قلت: يا رسول الله أمكني من حاطب فإنه قد كفر فأضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ابن الخطاب ما يدريك؟ لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
رواه أبو يعلى في الكبير والبزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهم رجال الصحيح
15663 - وعن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أنه حدث أن أباه كتب إلى كفار قريش كتابا وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير فقال: " انطلقا حتى تدركا
امرأة معها كتاب وائتياني به ". فانطلقا حتى لقياها فقالا: أعطينا الكتاب الذي معك وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها فقالت: ألستما رجلين مسلمين؟ قالا: بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن معك كتابا فلما أيقنت أنها غير منفلتة منهما حلت الكتاب من رأسها فدفعته إليهما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا حتى قرأ عليه الكتاب فقال: " أتعرف هذا الكتاب؟ ". قال: نعم قال: " فما حملك على ذلك؟ ". قال: هناك ولدي وقرابتي وكنت امرأ غريبا فيكم معشر قريش فقال عمر: ائذن لي في قتل حاطب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا إنه قد شهد بدرا وإنك لا تدري لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم إني غافر لكم "
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات
15664 - وعن أم مبشر قالت: جاء غلام حاطب فقال: والله لا يدخل حاطب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذبت قد شهد بدرا والحديبية "
قلت: له حديث غير هذا في الصحيح
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
84 - باب فضل عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه
15665 - عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
عرضت علي الأمم بالموسم فمرت علي أمتي فأريتهم فأعجبني كثرتهم قد ملؤوا السهل والجبل قال: أرضيت يا محمد؟ قلت: نعم قال: فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون
فقام عكاشة فقال: يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا له ثم قام آخر فقال: يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: " سبقك بها عكاشة "
رواه أحمد مطولا ومختصرا ورواه أبو يعلى كذلك ورجالهما في المطول رجال الصحيح
ويأتي المطول في صفة الجنة فيمن يدخلها بغير حساب
85 - باب في أيمن رضي الله عنه
15666 - عن أبي ميسرة قال: كان أيمن على مطهرة النبي صلى الله عليه وسلم ونعلبه ويعاطيه حاجته
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عياد بن زكريا وهو ثقة
15667 - وبسنده عن أبي ميسرة قال: قال سعد: يا رسول الله لقد رأيت أيمن وهو فار من القتال فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية. قال سعد: ما رأيت خطبة أبعد من كل خير ثم إنهم احتضروا القتال بعد ذلك فقال سعد: لقد رأيت أيمن أعنت القوم فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فقال عمر بن الخطاب لأيمن: لقد حدثت أنك لا تقوم بين الصفين جبنا فقال: إني لأرجو أن أقوم مقاما يحبه الله ورسوله فقال عمر: إنك لخليق أن تفعل
رواه الطبراني بسند الذي قبله
86 - باب فضل صهيب وغيره رضي الله عنه
15668 - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
السباق أربعة: أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبش
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان وهو ثقة وفيه خلاف
15669 - وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أنا سابق العرب إلى الجنة وصهيب سابق الروم إلى الجنة وبلال سابق الحبشة إلى الجنة وسلمان سابق الفرس إلى الجنة
رواه الطبراني وإسناده حسن
15670 - وعن أم هانئ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
السباق أربعة: أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبش
رواه الطبراني وفيه فايد العطار وهو متروك
قلت: وقد تقدمت لهذا الحديث بعض طرق في فضل جماعة من الصحابة
15671 - وعن صهيب قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
15672 - وعن عكرمة مولى ابن عباس أن صهيبا افتدى من أهله بنصف ماله ثم خرج مهاجرا فأدركوه بالطريق فخرج عما بقي من ماله
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
15673 - وعن صهيب أن أبا بكر مر بأسير له يستأمن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهيب جالس في المسجد فقال لأبي بكر: من هذا معك؟ قال: أسير من المشركين أستأمن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال صهيب: لقد كان في عنق هذا موضع للسيف فغضب أبو بكر فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما لي أراك غضبانا؟ ". فقال: مررت بأسيري هذا على صهيب فقال: لقد كان في عنق هذا للسيف فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فلعلك آذيته؟ ". فقال: لا والله فقال: " لو آذيته لآذيت الله ورسوله "
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
15674 - وعن صهيب قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره ولا غزا غزوة قط أول الأمر وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو عن شماله ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها ولم يسير سرية قط إلا كنت حاضرها وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
15675 - وعن المسور بن مخرمة قال: لما طعن عمر رضي الله عنه أمر صهيبا مولى بني جدعان أن يصلي بالناس
رواه الطبراني وإسناده حسن
87 - باب فضل المقداد رضي الله عنه
15676 - عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: المقداد بن الأسود أبو عمرو
رواه الطبراني
15677 - وعن محمد بن إسحاق قال: المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد [بن زهير] بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن هزل بن قابس بن رويم بن القين بن الهون بن بهز بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة لأنه تبناه وحالفه. وكان أبطن آدم[8] يصفر لحيته أقنى طويل الأنف. مات بالمدينة وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان بن عوف رضي الله عنه
15678 - وعن عثمان وقال الطبراني مقداد بن الأسود بن عمرو بدري يكنى أبا معبد وقيل: أبا عمرو حليف بني زهرة [وقد اختلف في نسبه] وهو مهاجري أولي بدري رحمه الله
15679 - وعن همام بن الحارث قال: رأيت المقداد رضي الله عنه وكان ضخما
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15680 - وعن الزهري قال: كان المقداد بن الأسود من كندة
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
15681 - وعن سفيان بن صهبانة المهري قال: كنت صاحبا للمقداد بن الأسود في الجاهلية وكان رجلا من بهز فأصاب فيهم دما فهرب إلى كندة فحالفهم ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث
رواه الطبراني وإسناده إلى أبي سفيان حسن
15682 - وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود
قلت: رواه الترمذي غير ذكر المقداد
رواه الطبراني وسلمة بن الفضل وعمران بن وهب اختلف في الاحتجاج بهما وبقية رجاله ثقات
15683 - وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [يوم الحديبية]: " دعوني ". فانطلق بالهدي فنحره - أو كما قال - فقال المقداد بن الأسود: لا والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لموسى: {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون} ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فنحر الهدي بالحديبية
قال قتادة: وكان معهم يومئذ سبعون بدنة
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
15684 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي المقداد بن الأسود بالجرف وحمله الرجال إلى المدينة على رقابهم في سنة ثلاث وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه ويكنى أبا معبد وسنه نحو من سبعين سنة
رواه الطبراني
88 - باب ما جاء في فضل عتبة بن غزوان رضي الله عنه
تقدم في غزوة بدر: أنه فيمن شهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
15685 - عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: عتبة بن غزوان يكنى: أبا عبد الله وقيل: أبو غزوان وكان طويلا جميلا مات سنة سبع عشرة وهو متوجه إلى البصرة في المرة الثانية ودفن في بعض المياه وهو ابن خمس وخمسين سنة حليف بني نوفل بن عبد مناف
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
15686 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي عتبة بن غزوان سنة سبع عشرة بطريق البصرة عاملا لعمر بن الخطاب وسنه سبع وخمسون سنة. وقيل: مات سنة عشرين وهو الذي مصر البصرة واختط بها المنازل وبنى مسجدها وهو الذي افتتح الأبلة وكانت ولايته البصرة ستة أشهر ولاه إياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه
رواه الطبراني
89 - باب ما جاء في فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه
15687 - قال الطبراني: سعد بن معاذ الأنصاري ثم الأشهلي بدري أحدي يكنى أبا عمرو استشهد يوم الخندق
وقد تقدم بأسانيده في غزوة بدر
15688 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء سعد بن معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا سيدكم "
رواه البزار الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين وهو ضعيف وقد وثقه غير واحد وبقية رجاله رجال الصحيح
15689 - وعن الماجشون قال: قال سعد بن معاذ: ثلاث أنا عما سواهن ضعيف: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا إلا علمت أنه حق ولا صليت صلاة فحدثت نفسي بغيرها حتى أنفتل عنها ولا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما إياه قائلة ويقال لها
15690 - وفي رواية: ولا حضرت ميتا إلا حدثت نفسي بما يقول ويقال له
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما عن أبي سلمة مرسلا والآخر عن الماجشون منقطعا وفي إسناده من لم أعرفه
15691 - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لقد نزل لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه سبعون ألف ملك ما وطئوا الأرض قبلها
وقال حين دفن: " سبحان الله لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد "
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
15692 - وعن رميثة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولو شئت أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لقبلت - وهو يقول لسعد بن معاذ يوم مات: " اهتز له عرش الرحمن "
رواه أحمد بنحوه والطبراني واللفظ له في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه وهو ثقة
15693 - وعن عائشة قالت: قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان من الأنصار تلقوا أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي فقلت: غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم ما لك تبكي على امرأة؟ فكشف عن رأسه وقال: صدقت لعمري حقي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال. قالت: قلت له: ما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ
قالت: وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
هكذا رواه أحمد
15695 - ورواه الطبراني عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر نزل ذا الحليفة فخرج إليهم الصبيان فيخبرونهم عن أهليهم فأخبر أسيد بن حضير بموت امرأته فبكى فقيل له: أتبكي؟ فقال: وما لي لا أبكي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
رواه الطبراني
إن العرش اهتزت أعواده لموت سعد ابن معاذ
وأسانيدها كلها حسنة
15696 - وعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " ليرقأ[9] دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش "
رواه الطبراني إلا أنه قال: عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: لما أخرج بجنازة سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليرقأ دمعك ويذهب حزنك "
والباقي بنحوه ورجاله رجال الصحيح
15697 - وعن معيقيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ "
رواه الطبراني وفيه عمرو بن ملك العنبري وثقه ابن حبان وقال: يغرب وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح
15698 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: مرت جنازة سعد بن معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد اهتز له العرش
رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد ضعفه الجمهور ووثق على ضعفه وصالح بن محمد بن صالح التمار لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
15699 - وعن عائشة قالت: لما مات سعد بن معاذ بكى أبو بكر وبكى عمر رضي الله عنهما حتى عرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وبكاء عمر من بكاء أبي بكر فقلت لعائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي؟ قالت: لا ولكنه كان يقبض على لحيته صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
15700 - وعن عائشة قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة سعد بن معاذ ودموعه تحادر على لحيته
رواه الطبراني وسهل أبو حريز ضعيف
15701 - وعن عطارد: أنه أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى فدخل أصحابه فقالوا: أنزلت عليك من السماء؟ فقال: " وما تعجبون من ذا؟ لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا ". ثم قال: " يا غلام اذهب به إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له يبعث إلي بالخميصة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وهو ثقة
15702 - وعن أنس أن أكيدر الدومة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة سندس فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعجب الناس منها فقال: " أتعجبون من هذه فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها ". ثم أهداها إلى عمر فقال: يا رسول الله تكرهها وألبسها قال: " يا عمر إنما أرسلت بها إليك لتبعث بها وجها فتصيب بها مالا ". وذلك قبل أن ينهى عن الحرير
قلت: هو في الصحيح باختصار بعثها إلى عمر إلى آخره
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
15703 - وعن عائشة قالت: ثلاثة من الأنصار كلهم من بني عبد الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة
90 - باب فضل سعد بن الربيع رضي الله عنه
15704 - عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فألقى لها ثوبا حتى جلست عليه فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا خليفة رسول الله من هذه؟ قال: هذه بنت من هو خير مني ومنك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل قبض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم [تبوأ مقعده من الجنة] وبقيت أنا وأنت
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف
91 - باب ما جاء في أسيد بن حضير رضي الله عنه
15705 - قد روى الطبراني: أنه شهد العقبة وهو نقيب بدري. وقد تقدم
15706 - عن عائشة أنها قالت: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول: لو أكون فيما أكون من حال من أحوال ثلاثة لكنت من أهل الجنة وما شككت في ذلك حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه
رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجاله وثقوا. وقد تقدم حديث في فضله في آخر مناقب سعد بن معاذ
15707 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي أسيد بن حضير ويكنى: أبا يحيى سنة عشرين وحمله عمر بين أعواد السرير حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه رضي الله عنه
رواه الطبراني وروى عن الواقدي بعضه وإسنادهما منقطع
92 - باب فضل معاذ بن جبل رضي الله عنه
وقد تقدم نسبه فيمن شهد بدرا
15708 - عن معاذ بن جبل:
أنه كان مريضا فبصق عن يمينه أو أراد أن يبصق عن يمينه فقال: ما بصقت عن يميني منذ أسلمت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15709 - وعن عبد الله بن مسعود قال: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا مسلما ولم يك من المشركين
فقال بعض جلسائه: إن إبراهيم قال: لم أنس ثم قال: أتدرون ما الأمة؟ قالوا: لا قال: الذي يعلم الناس الخير
قال: هل تدرون ما القانت؟ قالوا: لا قال: المطيع لله عز وجل
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حجاج بن إبراهيم وهو ثقة
15710 - وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
خذوا القرآن من أربعة: من أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة
رواه البزار ورجاله ثقات
15711 - وعن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
معاذ بن جبل إمام العلماء برتوة
رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
15712 - وعن يحيى بن بكير قال: سمعت مالك بن أنس يقول: مات سعد بن معاذ وهو ابن ثمان وعشرين سنة وقائل يقول: ابن اثنتين وثلاثين سنة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " معاذ إمام العلماء برتوة "
قال ابن بكير: الرتوة: المنزلة
رواه الطبراني منقطع الإسناد
15713 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي معاذ بن جبل في طاعون عمواس سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة
رواه الطبراني وإسناده منقطع
15714 - وعن سعيد بن المسيب قال: قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة
رواه الطبراني مرسلا وفيه علي بن زيد وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح
15715 - وعن يحيى بن سعيد قال: توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وعشرين سنة والذي يرفع في نسبه يقول: اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني منقطع الإسناد وإسناده حسن
93 - باب ما جاء في فضل أبي بن كعب رضي الله عنه
15716 - قلت: قد روى الطبراني: أنه قد شهد بدرا
15717 - وعن أبي حبة البدري قال: لما نزلت: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى آخرها قال جبريل:
يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: " إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة ". قال: إني قد ذكرت ثم يا رسول الله؟ قال: " نعم ". فبكى أبي
رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن زيد وهو حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح
15718 - وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أبا المنذر إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن
قال: بالله آمنت وعلى يديك أسلمت ومنك تعلمت قال: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم القول فقال: يا رسول الله وذكرت هناك؟ قال: " نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى ". قال: فاقرأ إذا يا رسول الله
15719 - وفي رواية: قال أبي: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فقال:
أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن
15720 - وفي رواية: قال أبي: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أمرت أن أقرئك القرآن
قلت: رواه الترمذي باختصار
رواه الطبراني في الأوسط بأسانيد ورجال الرواية الأولى وثقوا
15721 - وقد تقدم في فضل معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
خذوا القرآن من أربعة: من أبي بن كعب
15722 - وعن عامر الشعبي قال:
جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة من الأنصار: زيد بن ثابت وأبو زيد ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبادة وأبي بن كعب وكان جارية بن مجمع قد قرأه إلا سورة أو سورتين
رواه الطبراني مرسلا وفيه إبراهيم بن محمد بن عثمان الحضرمي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
15723 - وعن مسروق قال: كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة: عمر وعلي وعبد الله وأبي وزيد وأبو موسى
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15724 - وعن عتي السعدي قال: رأيت أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية ما خضب
رواه الطبراني وإسناده حسن
15725 - وعن زر بن حبيش قال: كانت في أبي بشاشة شرابه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن كناسة وهو ثقة
15726 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبي بن كعب في خلافة عمر سنة ثنتين وعشرين [ويقول بعضهم: في خلافة عثمان رضي الله عنه] وقائل يقول: سنة ثلاثين في خلافة عثمان
15727 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي أبي بن كعب رضي الله عنه يكنى أبا المنذر بالمدينة سنة ثنتين وعشرين
رواه الطبراني وإسناده منقطع من ابن نمير
94 - باب فضل أبي طلحة رضي الله عنه
15728 - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة
15729 - وفي رواية: " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة "
رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح
15730 - وعن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية: {انفروا خفافا وثقالا} فقال: ألا أرى ربي يستنفرني [شابا وشيخا جهزوني فقال له بنوه: قد غزوت] مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات وغزوت مع عمر فنحن نغزوا عنك. فقال: جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
15731 - وعن أنس بن مالك قال: خرج أبو طلحة غازيا في البحر فمات في السفينة فلم يجدوا له مكانا يدفنونه فيه فانتظروا به ستة أيام حتى وجدوا له بعد سبع مكانا يدفنونه فيه ولم يتغير كما هو
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15732 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنهما وسنه سبعون سنة
رواه الطبراني وهو منقطع الإسناد
15733 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان ومات وهو ابن سبعين سنة وقيل: إن أبا طلحة مات سنة اثنتين وثلاثين
رواه الطبراني وإسناده منقطع من ابن نمير
95 - باب فضل حارثة بن النعمان رضي الله عنه
15734 - عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني النجار: حارثة بن النعمان وهو الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع جبريل عند المقاعد
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات
15735 - وعن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا: حارثة بن نعمان بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات
15736 - وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان كذاكم البر كذاكم البر
رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
15737 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال:
هل رأيت الذي كان معي؟
قلت: نعم قال: " إنه جبريل صلى الله عليه وسلم وقد رد عليك السلام "
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح
15738 - وعن موسى بن عقبة قال: حدثني أبو سلمة عن الرجل الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي جبريل صلى الله عليه وسلم فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفا أن يسمع حديثه فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة؟ ". قال: رأيتك تناجي رجلا فخشيت أن تكره أن أدنو منكما قال: " فهل تدري من الرجل؟ ". قال: لا قال: " جبريل عليه السلام ولو سلمت لرد السلام "
وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15739 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هل رأيت الذي كان معي؟ ". قلت: نعم قال: " إنه جبريل صلى الله عليه وسلم وقد رد عليك السلام "
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
15740 - وعن موسى بن عقبة قال: حدثني أبو سلمة عن الرجل الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي جبريل عليه السلام فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفا أن يسمع حديثه فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة ". فقال: رأيتك تناجي رجلا فخشيت أن تكره أن أدنو منكما قال: " فهل تدري من الرجل؟ ". قال: لا قال: " جبريل صلى الله عليه وسلم ولو سلمت لرد السلام "
وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15741 - وعن ابن عباس قال: مر حارثة بن النعمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل صلى الله عليه وسلم يناجيه فمر ولم يسلم فقال جبريل عليه السلام: ما منعه أن يسلم؟ إنه لو سلم لرددت عليه. ثم قال: أما إنه من الثمانين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما الثمانون؟ ". قال: يفر الناس عنك غير ثمانين فيصبرون معك رزقهم وزرق أولادهم على الله في الجنة. فلما رجع حارثة سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا سلمت حين مررت؟ ". قال: رأيت معك إنسانا فكرهت أن أقطع حديثك. قال: " ورأيته؟ ". قال: " ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم وقد قال ". فأخبره بما قال جبريل عليه السلام
رواه الطبراني والبزار بنحوه وإسناده حسن رجاله كلهم وثقوا وفي بعضهم خلاف
96 - باب في عمرو بن الجموح رضي الله عنه
15742 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا معشر الأنصار من سيدكم؟
قالوا: جد بن قيس وإنا لنبخله. قال: " ليس سيدكم ولكن سيدكم عمرو بن الجموح وكان سخيا "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف
15743 - عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سيدكم يا بني سلمة؟ ". قالوا: الجد بن قيس على أنا نبخله قال: " بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح "
قال: وكان عمرو بن الجموح يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير حميد بن الربيع وثقه عثمان بن أبي شيبة وابن حبان وغيرهما وضعفه جماعة
15744 - وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سيدكم يا بني سلمة؟ ". قالوا: الجد بن قيس على أنا نبخله. قال: " وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح "
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني
15745 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا بني سلمة من سيدكم اليوم؟
قالوا: الجد بن قيس ولكنا نبخله قال: " وأي داء أدوأ من البخل ولكن سيدكم عمرو بن الجموح "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن يزيد المكي وهو متروك
قلت: وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في كتاب الزكاة في البخل والسخاء
15746 - وعن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة - وكانت رجله عرجاء -؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم ". فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " كأني أنظر إليه يمشي برجله هذه صحيحة في الجنة ". فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن نصر الأنصاري وهو ثقة
97 - باب ما جاء في بشر بن البراء بن معرور رضي الله عنه
15747 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سيدكم يا بني عبيد؟ ". قالوا: الجد بن القيس على أن فيه بخلا قال: " فأي داء أدوأ من البخل؟ بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور "
رواه الطبراني والبزار وفيه سعد بن محمد الوراق وهو متروك
15748 - وعن كعب بن ملك؟؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سيدكم يا بني سلمة؟ ". قالوا: جد بن قيس على أنا نزنه[10] بالبخل فقال:
وأي داء أدوأ من البخل؟
قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: " بشر بن البراء بن معرور "
رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير شيخي الطبراني ولم أر من ضعفهما
15749 - وعن ابن شهاب فيمن شهد العقبة من الأنصار ثم من بني سلمة: بشر بن البراء بن معرور وهو [الذي] أكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة التي سم فيها يوم خيبر
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن. قلت: وله طرق ذكرتها في مواضعها
98 - باب في عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
15750 - عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رحم الله أخي عبد الله بن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ
رواه الطبراني وإسناده حسن
15751 - عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس يوم الجمعة على المنبر فلما جلس قال: " اجلسوا ". فسمع عبد الله بن رواحة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجلسوا ". فجلس في بني غنم قيل: يا رسول الله ذاك
ابن رواحة جالس في بني غنم سمعك وأنت تقول للناس: " اجلسوا ". فجلس في مكانه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف
99 - باب ما جاء في أبي اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه
15752 - عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج: أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم بن [سواد بن غنم] بن كعب بن سلمة بن علي
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
15753 - وعن أبي اليسر كعب بن عمرو قال: والله إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر عشية إذ أقبلت غنم لرجل من اليهود تريد حصنهم ونحن محاصروهم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من [رجل] يطعمنا من هذه الغنم؟ ". قلت: أنا يا رسول الله قال: " فافعل ". قال: فخرجت أشتد مثل الظليم[11] فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا قال: " اللهم أمتعنا به ". قال: فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذبحوهما وأكلوهما
فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاكا فكان إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال: أمتعوا بي لعمري حتى كنت آخرهم
رواه أحمد عن بعض رجال بني سلمة عنه وبقية رجاله ثقات
15754 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي أبو اليسر كعب بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة وهو آخر من مات من أهل بدر
رواه الطبراني
15755 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبو اليسر كعب بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة
رواه الطبراني
100 - باب ما جاء في عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله عنه
15756 - عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهما قال: أمر أبي بحريرة فصنعت ثم أمرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " ما هذا يا جابر ألحم ذا؟ ". قلت: لا يا رسول الله ولكن أبي أمرني بحريرة فصنعتها ثم أمرني فحملتها. قال: " ضعها ". فأتيت أبي فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: قال لي: " ما هذا يا جابر؟ ألحم؟ ". قال أبي: أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو أحسب - يشتهي اللحم. فقام إلى داجن فذبحها ثم أمر بها فشويت ثم أمرني فأتيت بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جزاكم الله معشر الأنصار خيرا ولا سيما آل عمرو بن حرام وسعد بن عبادة "
رواه البزار ورجاله ثقات
15757 - وعن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر:
ألا أبشرك يا جابر؟
قال: بلى يا رسول الله بالخير قال: " إن الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال: تمن علي ما شئت أعطيكه قال: يا رب ما عبدناك حق عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل مرة أخرى فقال له: قد سلف مني إنك إليها لا ترجع "
قلت: رواه الترمذي باختصار
رواه الطبراني والبزار من طريق الفيض بن وثيق عن أبي عبادة الزرقي وكلاهما ضعيف
15758 - وعن جابر قال: استشهد أبي وعمي وعلى أبي دين فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا جابر ألا أبشرك ببشارة من الله ورسوله؟ إن الله تبارك وتعالى أحيا أباك وعمك فعرض عليهما وسألا ربهما أن يردهما إلى الدنيا فقال: أبعد ما قضيت في الكتاب أنهم إليها لا يرجعون؟
قلت: رواه الترمذي وغيره خاليا عن ذكر عمه
رواه الطبراني وفيه حماد بن عمرو وهو كذاب
101 - باب في عبد الله بن عبد الله بن أبي رضي الله عنه
15759 - عن أسامة بن زيد قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني المصطلق قام ابن عبد الله بن أبي فسل على أبيه السيف وقال: لله علي ألا أغمده حتى تقول: محمد الأعز وأنا الأذل قال: ويلك محمد الأعز وأنا الأذل فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبه وشكرها له
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف
15760 - وعن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل أباه قال: " لا تقتل أباك "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي
15761 - وعن أبي هريرة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي وهو في ظل أطم فقال: غبر علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله بن عبد الله: يا رسول الله والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه فقال:
لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته
رواه البزار ورجاله ثقات
102 - باب ما جاء في عمارة بن حزم رضي الله عنه
15762 - عن شباب قال: عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار وأمه أم إخوته عمرو ومعمر بنو حزم: خالدة بنت أنس بن شيبان بن وهب بن لوذان بن عمرو بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة
رواه الطبراني
15763 - وعن شباب أيضا قال: شهد عمارة بن حزم العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد كلها
رواه الطبراني
15764 - وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني مالك بن النجار: عمارة بن حزم
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن
15765 - وعن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني النجار: عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق وثقوا ونسبه عن ابن إسحاق في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار عمارة بن حزم
103 - باب في قتادة بن النعمان رضي الله عنه
15766 - عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من الأوس ثم من بني ظفر: قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب - وكعب ظفر - بن الخزرج بن عمرو بن الأوس
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
15767 - وعن قتادة بن النعمان قال:
خرجت ليلة من الليالي مظلمة فقلت: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسي. ففعلت فلما دخلت المسجد برقت السماء فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا قتادة ما هاج عليك؟ ". قلت: أردت بأبي وأمي أن أؤنسك قال: " خذ هذا العرجون فتخصر به فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرا أمامك وعشرا خلفك ". ثم قال لي: " إذا دخلت بيتك رأيت مثل الحجر الأخشن في أستار بيتك فإن ذلك شيطان ". قال: فخرجت فأضاء لي ثم ضربت مثل الحجر الأخشن حتى خرج من بيتي
رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل تقدم في الصلاة في الساعة التي ترجى يوم الجمعة وفي الصلاة في جماعة
ورواه البزار أيضا ورجال أحمد الذي تقدم في الصلاة رجال الصحيح
15768 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي قتادة بن النعمان ويكنى أبا عثمان في سنة ثلاث وعشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب وسنه خمس وستون سنة ونزل في قبره أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة والحارث بن حزمة ويقال: خزمة
رواه الطبراني
104 - باب في أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه
15769 - عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة "
رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم
15770 - وبسنده عن أبي قتادة قال: أغار المشركون على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فركبت فأدركتهم فظفرت بهم وقتلت مسعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآني: " أفلح الوجه اللهم اغفر له ". - ثلاثا - ونفلني سلب مسعدة
105 - باب ما جاء في قتادة بن ملحان رضي الله عنه
15771 - عن أبي العلاء بن عمير قال: كنت عند قتادة بن ملحان حيث حضر فمر الرجل في أقصى الدار قال: فأبصرته في وجه قتادة
قال: وكنت إذا رأيته كأن على وجهه الدهان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح وجهه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
106 - باب ما جاء في محمد بن مسلمة رضي الله عنه
15772 - عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني حارثة: محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس وكان حليفا في بني عبد الأشهل
رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
15773 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي محمد بن مسلمة بالمدينة سنة ثلاث وأربعين وسنه سبع وسبعون سنة
رواه الطبراني
15774 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال:
مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين
رواه الطبراني
107 - باب في عبادة بن الصامت رضي الله عنه
15775 - عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " يا أبا الوليد "
وهو بدري عقبي أحدي شجري نقيب
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15776 - وعن عبادة بن الصامت أن معاوية قال لهم: يا معشر الأنصار مالكم لا تلقوني مع إخوانكم من قريش؟ قال عبادة: الحاجة قال: فهلا النواضح قالوا: أنضيناها يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجاله ثقات
15777 - وعن محمد بن إسحاق قال: عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15778 - وعن مكحول قال: كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس يسكنان بيت المقدس
رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف
15779 - وعن يحيى بن بكير قال:
ومات عبادة بن الصامت بالشام من أرض فلسطين بالرملة سنة أربع وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة
رواه الطبراني
108 - باب ما جاء في خزيمة بن ثابت رضي الله عنه
15780 - عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرسا من سواء بن الحارث فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرا ". فقال: صدقك بما جئت به وعلمت أنك لا تقول إلا حقا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه "
رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات
15781 - وعن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري خزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم له شهادة رجلين
قال ابن شهاب: فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد على جبهته
رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
وقد تقدمت له طرق في التعبير
109 - باب ما جاء في ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه
15782 - عن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري قال: قلت: يا رسول الله والله لقد خشيت أن أكون هلكت قال: " لم؟ ". قلت: نهى الله المرء أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب الحمد ونهى الله عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال
ونهى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة؟
قال: بلى يا رسول الله
فعاش حميدا ومات شهيدا يوم مسيلمة
رواه الطبراني في الأوسط والكبير مطولا هكذا ومختصرا ورجال المختصر ثقات وفي رجال المطول شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ضعفه ابن حبان في ترجمة أبيه في الثقات هو وأخوه عبيد الله وبقية رجاله ثقات ويعتضد بثقة رجال المختصر ورواه من طريق إسماعيل بن ثابت أن ثابتا قال: يا رسول الله وإسناده متصل ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل وهو ثقة تابعي سمع من أبيه
15783 - وعن ثابت بن قيس بن شماس قال: لما نزلت هذه الآية: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} قعد ثابت في الطريق يبكي فمر به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك يا ثابت؟ قال: أنا رفيع الصوت وأنا أخاف أن تكون هذه الآية نزلت في فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بني أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة؟ ". قال: رضيت ببشرى الله ورسوله لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنزلت: {إن الذين يغضون أصواتهم} لآية
رواه الطبراني وأبو ثابت بن قيس بن شماس لم أعرفه ولكنه قال: حدثني أبي ثابت بن قيس فالظاهر أنه صحابي ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم
15784 - وعن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني عن حديث ثابت بن قيس بن شماس فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول: لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله لا يحب كل مختال فخور} اشتد على ثابت وأغلق بابه عليه وطفق يبكي فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فأخبره بما كبر عليه منها وقال: أنا رجل أحب الجمال وأن أسود قومي فقال:
إنك لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله الجنة
قال: فلما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول} فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه وإنه جهير الصوت وإنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة
فلما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى قتال أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ثابت بن قيس فيمن سار فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا
قال: وأري رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال: إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس يستن في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة[12] رجلا فائت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي فليأخذها فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه: أن علي من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وإياك أن تقول هذا حلم تضعيه
قال: فأتى خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر رضي الله عنه فأخبره فأنفذ أبو بكر رضي الله عنه وصيته بعد موته فلا نعلم أن أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس
رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت: سمعت أبي والله أعلم
15785 - وعن أنس أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد نشر أكفانه وتحنط قال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر مما صنع هؤلاء. فقتل وكانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال: إن درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا وكذا ووصاه بوصايا فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصايا
قلت: هو في الصحيح غير قصة الدرع
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15786 - وعن عروة:
في تسمية من قتل يوم اليمامة من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: ثابت بن قيس بن شماس سنة ثنتي عشرة
رواه الطبراني وهو مرسل وإسناده حسن
110 - باب ما جاء في أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
15787 - عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة فسقطت على لحيته ريشة فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " نزع الله عنك ما تكره "
رواه الطبراني وفيه نائل بن نجيح وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه الدارقطني وغيره وبقية رجاله ثقات إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب
15788 - وعن أبي أيوب قال: نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أول من نزل عليه
قلت: هو في الصحيح غير قوله: وكنت أول من نزل عليه
رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام التميمي وهو ضعيف
15789 - وعن ابن عباس أن أبا أيوب الأنصاري كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه حين هاجر غزا أرض الروم فمر على معاوية رضي الله عنهما فجفاه فانطلق ثم رجع من غزوته فجفاه ولم يرفع له رأسا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنباني أنا سنرى بعده أثرة قال معاوية: فبم أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر قال: اصبروا إذا فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة وقد أمره عليها علي رضي الله عنهما فقال: يا أبا أيوب إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار فلما كان انطلاقه قال: حاجتك؟ قال: حاجتي عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضي وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات فأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدا
رواه الطبراني
15790 - وفي رواية: قدم أبو أيوب على معاوية - رحمهما الله - فشكا له أن عليه دينا قال: فذكر الحديث بإسنادين
ورجال أحدهما رجال الصحيح إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب
111 - باب ما جاء في أبي الدحداح رضي الله عنه
15791 - عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله إن لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أعطه إياها بنخلة في الجنة ". فأبى فأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلك بحائطي فأجعلها له فقد أعطتيكها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كم من عذق رداح لأبي الدحداح ". قال ذلك مرارا
قال: فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة فقالت: ربح البيع - أو كلمة تشبهها -
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
15792 - وعن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} قال أبو الدحداح: يا رسول الله إن الله يريد منا القرض؟ قال: " نعم يا أبا الدحداح ". قال: أرنا يدك قال: فناوله يده قال: قد أقرضت ربي حائطي - وحائطه فيه ستمائة نخلة - فجاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه وعيالها فنادى: يا أم الدحداح قالت: لبيك قال: اخرجي فقد أقرضته ربي
رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
15793 - وعن عبد الرحمن بن أبزي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي الدحداح يستقرضه فلما جاءه الرسول قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: بعث إلي يستقرضني؟ قال: " نعم ". قال: فإني أشهد الله أن مالي في موضع كذا وكذا في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كم من عذق لأبي الدحداح في الجنة "
112 - باب ما جاء في البراء بن مالك رضي الله عنه
15794 - عن محمد بن سيرين أن أنس بن مالك دخل على البراء بن مالك وهو يقول الشعر فقال له: أخي أما علمك الله ما هو خير من هذا؟ فقال له البراء: أتخشى أن أموت على فراشي؟ والله لا يكون ذلك أبدا بلاء الله إياي فقد قتلت مائة من المشركين منهم من تفردت بقتله ومنهم من شاركت فيه
رواه الطبراني وفيه أبو هلال الراسي وضعفه جماعة وقد وثق ومحمد بن سيرين لم يسمع من البراء بن مالك
15795 - وعن أنس بن مالك قال: استلقى البراء بن مالك على ظهره ثم ترنم فقال له أنس: اذكر الله أي أخي فاستوى جالسا وقال: أي أنس أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله؟
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15796 - وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: بينما أنس بن مالك وأخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو والعدو يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم فعلق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالك فرفعوه حتى أقلوه من الأرض فأتى أخوه البراء فقيل له: أدرك أخاك وهو يقاتل الناس فأقبل يسعى حتى نزا في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة وهي تدار فما برح يجرهم ويداه تدخنان حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يديه فإذا عظامه تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم أنجى الله عز وجل أنس بن مالك رضي الله عنه بذاك
رواه الطبراني وإسناده حسن
113 - باب ما جاء في أنس بن مالك رضي الله عنه
15797 - عن أنس بن مالك قال:
كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حمزة
قلت: روى له الترمذي كناني ببقلة كنت أجتنيها
رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف
15798 - وعن أنس قال: كانت لي ذؤابة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدها ويأخذ بها
رواه الطبراني وإسناده جيد
15799 - وعن أنس قال: إني لأرجو أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقول: يا رسول الله خويدمك
رواه أبو يعلى وفيه الحكم بن عطية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
15800 - وعن ثابت قال: كنت إذا أتيت أنسا يخبر بمكاني فأدخل عليه فآخذ بيديه فأقبلهما وأقول: بأبي هاتين اليدين التين مستا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عينيه وأقول: بأبي هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ثقة
15801 - وعن قتادة قال: لما مات أنس بن مالك قال مورق العجلي: ذهب اليوم نصف العلم فقيل: وكيف ذاك يا أبا المغيرة؟ قال: كان رجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا له: تعال إلى من سمعه منه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15802 - وعن جرير بن حازم قال: قلت لشعيب بن الحبحاب: متى مات أنس بن مالك؟ قال: سنة تسعين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15803 - ووعن السري بن يحيى قال: مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين
رواه الطبراني وإسناده منقطع
114 - باب ما جاء في حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
15804 - عن حذيفة قال: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة فاخترت الهجرة
رواه البزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث
115 - باب ما جاء في عبد الله بن سلام وولده يوسف رضي الله عنهما
15805 - عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أن عبد الله بن سلام قال لأحبار يهود: إني أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهدا فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فوافاهم وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى والناس حوله فقام مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عبد الله بن سلام؟ ". قال: نعم قال: " ادن ". فدنوت منه قال: " أنشدك بالله يا عبد الله بن سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ". فقلت له: انعت لنا ربنا قال: فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد} فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن سلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم إيمانه فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأنا على نخلة أجزها[13] فسمعت رجة في المدينة فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم. قال: فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر[14] حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي: والله لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما كان كذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة فقلت: والله لأنا أشد فرحا بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم من موسى إذ بعث
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
15806 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة؟ ". قال سعد: وكنت تركت أخي عميرا يتوضأ قال: فقلت: هو عمير فجاء عبد الله بن سلام فأكلها
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف وبقية رجالهم رجال الصحيح
15807 - وعن يوسف بن عبد الله بن سلام قال:
أجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ومسح على رأسي وسماني: " يوسف "
رواه أحمد بأسانيد ورجال إسنادين منها ثقات. ورواه الطبراني بنحوه وقال: ودعا لي بالبركة
116 - باب ما جاء في أبي ذر رضي الله عنه
15808 - عن أبي ذر قال: إني لأقربكم يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن أقربكم مني يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته عليه وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب والله أعلم
ورواه الطبراني بنحوه
15809 - وعن ابن عباس قال: قال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يخلفني على العهد الذي فارقني عليه
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
15810 - قال الطبراني في أبي ذر: هو جندب بن جنادة بن سفين بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
15811 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: اسم أبي ذر جندب بن جنادة ويقال: اسم أبي ذر برير
رواه الطبراني
15812 - وعن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: " يا برير "
رواه الطبراني في حديث اختصرناه وهو مرسل ورجاله ثقات
15813 - وعن جبير بن نفير قال: كان أبو ذر يقول: لقد رأيتني ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال رضي الله عنهما
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما متصل الإسناد ورجاله ثقات
15814 - وعن أبي ذر قال: كان لي أخ يقال له: أنيس وكان شاعرا فتنافر هو وشاعر آخر فقال أنيس: أنا أشعر منك وقال الآخر: أنا أشعر منك فقال أنيس: فبمن ترضى أن يكون بيننا؟ قال: أرضى أن يكون بيننا كاهن مكة قال: نعم فخرجا إلى مكة فاجتمعا عند الكاهن فأنشده هذا كلامه وهذا كلامه فقال لأنيس: قضيت لنفسك فكأنه فضل شعر أنيس. فقال أخي: بمكة رجل يزعم أنه نبي وهو على دينك
قال ابن عباس: قلت لأبي ذر: وما كان دينك؟ قال: رغبت عن آلهة قومي التي كانوا يعبدون
فقلت: أي شيء كنت تعبد؟ قال: لا شيء كنت أصلي من الليل حتى أسقط كأني خفاء حتى يوقظني حر الشمس
فقيل له: أين كنت توجه وجهك؟ قال: حيث وجهني ربي
قال لي أنيس: وقد سئموه - يعني كرهوه -
قال أبو ذر: فجئت حتى دخلت مكة فكنت بين الكعبة وأستارها خمس عشرة ليلة ويوما أخرج كل ليلة فأشرب من ماء زمزم شربة فما وجدت على كبدي سحفة جوع وقد تعكن بطني فجعلت امرأتان تدعوان ليلة ألهتهما وتقول إحداهما: يا أساف هب لي غلاما وتقول الأخرى: يا نائلة هب لي كذا وكذا. فقلت: هن بهن فولتا وجعلتا تقولان: الصابئ بين الكعبة وأستارها إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يمشي وراءه فقالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام قبح ما قالتا
قال أبو ذر: فظننت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إليه فقلت: السلام عليك يا رسول الله فقال: " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ". - ثلاثا - ثم قال لي: " منذ كم أنت ههنا؟ ". قلت: منذ خمسة عشر يوما وليلة. قال: " فمن أين كنت تأكل؟ ". قلت: كنت آتي زمزم كل ليلة نصف الليل فأشرب منها شربة فما وجدت على كبدي سحفة جوع ولقد تعكن بطني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها طعم وشرب وهي مباركة " - قالها ثلاثا - ثم سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ممن أنت؟ ". فقلت: من غفار قال: وكانت غفار يقطعون على الحاج فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقبض عني فقال لأبي بكر: " انطلق يا أبا بكر ". فانطلق بنا إلى منزل أبي بكر فقرب لنا زبيبا فأكلنا منه وأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمني الإسلام وقرأت شيئا من القرآن. فقلت: يا رسول الله إني أريد أن أظهر ديني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أخاف عليك أن تقتل ". قلت: لا بد منه سل رسول الله وإن قتلت. فسكت عني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش حلق يتحدثون في المسجد فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فتنفضت الحلق فقاموا إلي فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر وكانوا يرون أنهم قد قتلوني فقمت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ما بي من الحال فقال: " ألم أنهك؟ ". فقلت: يا رسول الله حاجة كانت في نفسي فقضيتها فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " الحق بقومك فإذا بلغك ظهوري فائتني ". فجئت وقد أبطأت عليهم فلقيت أنيسا فبكى وقال: يا أخي ما كنت أراك إلا قد قتلت لما أبطأت علينا ما صنعت؟ ألقيت صاحبك الذي طلبت؟ فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأسلم مكانه ثم أتيت أمي فلما رأتني بكت وقالت: يا بني أبطأت علينا حتى تخوفت أن قد قتلت ما فعلت؟ ألقيت صاحبك الذي طلبت؟ قلت: نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالت: فما صنع أنيس؟ قلت: أسلم فقالت: وما بي عنكما رغبة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فأقمت في قومي فأسلم منهم ناس كثير حتى بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته
قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه الطبراني في الأوسط
15815 - وفي رواية عنده أيضا: فاحتملت أمي وأختي حتى نزلنا بحضرة مكة فقال أخي: إني مدافع رجلا على الماء بشعر - وكان امرأ شاعرا - فقلت: لا تفعل فخرج به اللجاج حتى دافع دريد بن الصمة صرمته إلى صرمته وايم الله لدريد يومئذ أشعر من أخي قتقاضيا إلى خنساء فقضت لأخي على دريد وذلك أن دريدا خطبها إلى أبيها فقالت:
شيخ كبير لا حاجة لي فيه فحقدت ذلك عليه فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا هجمة
ثم أتيت مكة فابتدأت بالصفا فإذا عليه رجالات قريش وقد بلغني أن بها صابئا أو مجنونا أو شاعرا أو ساحرا فقلت: أين الذين يزعمون؟ فقالوا: هو ذاك حيث ترى فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيس[15] حجر حتى أكبوا على كل حجر وعظم ومدر فضرجوني بالدم فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصمت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب إلا ماء زمزم حتى إذا كانت ليلة قمراء فأقبلت امرأتان من خزاعة فطافتا بالبيت
قلت: فذكر الحديث بنحو ما في الصحيح
وفي الطريق الأولى أبو الطاهر يروي عن أبي يزيد المديني ولم أعرف أبا الطاهر. وبقية رجالها رجال الصحيح
وفي الرواية الثانية جماعة لم أعرفهم
15816 - وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه علي بن زيد وقد وثق وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
15817 - وعن عبد الرحمن بن غنم أنه زار أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ليالي فأمر بحماره فأوكف[16] له فقال أبو الدرداء: لا أراني إلا متبعك فأمر بحماره فأسرج فسارا على حماريهما فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية فعرفهما الرجل ولم يعرفاه فأخبرهما خبر الناس
ثم إن الرجل قال: وخبر آخر كرهت أن أخبركماه أراكما تكرهانه فقال أبو الدرداء: فلعل أبا ذر نفي قال: نعم والله فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات. ثم قال أبو الدرداء: {ارتقبهم واصطبر} كما قيل لأصحاب الناقة اللهم إن كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه اللهم إن اتهموه فإني لا أتهمه اللهم وإن استغشوه فإني لا أستغشه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا ويسر إليه حين لا يسر لأحد أما والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
رواه أحمد والطبراني بنحوه وزاد: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من أحب أن ينظر إلى المسيح عيسى بن مريم إلى بره وصدقه وجده فلينظر إلى أبي ذر
والبزار باختصار ورجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف
15818 - وعن أبي الدرداء قال: والله إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدني أبا ذر إذا حضر ويفتقده إذا غاب
رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط
15819 - وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم في عبادته
رواه الطبراني وفيه إبراهيم العحري وهو ضعيف وإبراهيم مع ضعفه لم يدرك ابن مسعود
15820 - وبسنده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من سره أن ينظر إلى شبيه عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا فلينظر إلى أبا ذر رضي الله عنه
15821 - وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أبا ذر رأيت كأني وزنت بأربعين أنت فيهم فوزنتهم
رواه البزار ورجاله ثقات
15822 - وعن الحسين بن علي قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم: علي بن أبي طالب وأبو ذر والمقداد بن الأسود
رواه أبو يعلى وفيه النضر بن حميد وهو متروك
15823 - وعن أنس رفعه قال:
الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار - أحسبه قال: - وأبو ذر
قلت: رواه الترمذي غير ذكر أبي ذر
رواه البزار وإسناده حسن
15824 - وعن أبي ذر قال:
ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما صبه جبريل وميكائيل عليهما السلام في صدره إلا صبه في صدري. وما تركت شيئا صبه في صدري إلا صببته في صدر مالك بن ضمرة
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
15825 - وعن عبد الله بن خراش قال: رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة سوداء ومعه امرأة شحماء وهو جالس على قطعة جوالق فقيل له: يا أبا ذر إنك امرؤ لا يبقى لك ولد فقال: الحمد لله الذي يأخذهم في الفناء ويدخرهم في دار البقاء فقالوا: يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه فقال: لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني قالوا له: لو اتخذت بساطا ألين من هذا فقال: اللهم غفرا خذ مما خولت ما بدا لك
رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
15826 - وعن محمد بن سيرين قال: بلغ الحارث - رجل كان بالشام من قريش - أن أبا ذر كان به عوز فبعث إليه بثلاث مائة دينار فقال: ما وجد عبد الله من هو أهون عليه مني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من سأل وله أربعون فقد ألحف
ولأبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وماهنان
قال أبو بكر بن عياش: يعني خادمين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس وهو ثقة
15827 - وعن أبي شعبة قال: جاء رجل إلى أبي ذر فعرض عليه نفقة فقال
أبو ذر: عندنا أعنز نحلبها وحمر تنقلنا ومحررة تخدمنا وفضل عباءة عن كسوتنا إني لأخاف أن أحاسب على الفضل
رواه الطبراني وأبو شعبة البكري لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
15828 - وعن أبي الأسود الديلي قال: رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت لأبي ذر شبيها
رواه عبد الله
15829 - وعن إبراهيم - يعني ابن الأشتر - أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال: ما يبكيك؟ فقالت: أبكي أنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسع لك كفنا قال: لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ". قال: فكل من كان علي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية لم يبق منهم غيري وقد أصحبت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت: وأنى ذلك وقد انقطع الحاج قال: راقبي الطريق
قال: فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا: ما لك؟ فقالت: امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجرون فيه قالوا: ومن هو؟ قالت: أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في محورها يبتدرونه فقال: أبشروا فأنتم النفر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال ثم أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من أثوابي يسع لأكفن فيه فأنشدكم بالله لا يكفني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار كان مع القوم قال: أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين الذين علي قال: أنت صاحبي
رواه أحمد من طريقتين أحدهما هذه والأخرى مختصرة عن إبراهيم بن الأشتر عن أم ذر ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه باختصار
15830 - وعن محمد بن كعب أن ابن مسعود أقبل في ركب عمار فمر بجنازة أبي ذر على ظهر الطريق فنزل هو وأصحابه فواروه وكان أبو ذر دخل مصر واختط بها دارا
رواه الطبراني ومحمد بن كعب لم يدرك أبا ذر وابن إسحاق مدلس
15831 - وعن يزيد بن أبي حبيب وكان أبو ذر ممن شهد الفتح مع عمرو بن العاص
رواه الطبراني وإسناده منقطع
15832 - وعن يحيى بن بكير قال: مات أبو ذر بالربذة سنة ثنتين وثلاثين واسمه جندب بن جنادة
وإسناده منقطع
117 - باب ما جاء في سلمان الفارسي رضي الله عنه
15833 - عن سلمان الفارسي قال: كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من [أهل] قرية منها يقال لها: جي وكان أبي دهقان قريته وكنت أحب خلق الله إليه فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار يوقدها لا أتركها تخبو ساعة
قال: فكانت لأبي ضعية عظيمة قال: فشغل في بنيان له يوما فقال لي: يا بني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضعيتي فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون وكنت لا أدري ما أمر الناس بحبس أبي إياي في بيته فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ماذا يصنعون فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت: هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي ولم آتها فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام. قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وقد شغلته عن عمله كله قال: فلما جئته قال: أي بني أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قلت: يا أبتي مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس. قال: أي بني ليس في ذلك الدين خير دينك ودين آبائك خير منه قال: قلت: كلا والله إنه لخير من ديننا قال: فخافني فجعل في رجلي قيدا ثم حسبني في بيته قال: وبعثت إلى النصارى وقلت لهم: إذا قدم عليهم من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم فأقبل عليهم ركب الشام تجار من النصارى فأخبروني. قال: فقلت: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم. قال: فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى الشام فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة. قال: فجئته فقلت: إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك في كنيستك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك قال: ادخل فدخلت معه. قال: فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا فيها شيئا اكتنزه لنفسه ولم يعط المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق. قال: وأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جمعتم له منها أشياء جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا قالوا: وما علمك بذلك؟ قلت: أنا أدلكم على كنزه قالوا: فدلنا عليه قال: فأريتهم موضعه فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه أبدا قال: فصلبوه ثم رجموه بالحجارة ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه بمكانه
قال: يقول سلمان: قلما رأيت رجلا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه ولا أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا منه قال: فأحببته حبا لم أحبه من قبله فأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة فقلت له: يا فلان إني كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه أحدا قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر الله فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجل بالموصل وهو فلان فهو على ما كنت عليه فالحق به
قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له: يا فلان إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على مثل أمره قال: فقال: أقم عندي فأقمت عنده فوجدته خير رجل فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له: يا فلان إن فلانا أوصاني إليك وقد أمرني باللحوق بك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين. فجئته فأخبرته خبري وما أمرني به صاحبي قال: أقم عندي فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت: يا فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني والله ما أعلم أحدا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية فإنه على مثل ما نحن عليه فإن أحببت فائته فإنه على مثل أمرنا
قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبري فقال: أقم عندي فأقمت مع رجل على أمر أصحابه وهديهم واكتسبت حتى صارت لي بقيرات وغنيمة. قال: ثم نزل به أمر الله عز وجل
قال: فلما حضر قلت له: يا فلان إني كنت مع فلان وأنه أوصى بي إلى فلان وأوصى إلى فلان وأوصى إلى فلان وأوصاني فلان إلى فلان إليك فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: يا بني والله ما أعلم أحدا على ما كنا عليه من الناس آمرك أن تأتيه ولكن قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجره إلى أرض بين حرتي بينهما نخل به علامات لا تخفى: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل
قال: ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ثم مر بي نفر من كلب تجار فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقيراتي هذه وغنيمتي هذه؟ فقالوا: نعم فأعطيتموها فحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل من يهود وكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق في نفسي فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فحملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها وبعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال: فلان قاتل الله بني قيلة والله إنهم الآن مجتمعون عند رجل قدم من مكة اليوم يزعم أنه نبي. قال: فلما سمعتها أخذتني العوراء[17] حتى ظننت سأسقط على سيدي. قال: ونزلت عن النخلة وجعلت أقول لابن عمه: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة ثم قال: ما لك ولهذا؟ أقبل على عملك. قال: قلت: لا شيء إنما أردت أن أستثبته عما قال. وكان عندي شيء قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له: إنه بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم فقربته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " كلوا ". وأمسك يده فلم يأكل قال: فقلت في نفسي: هذه واحدة
ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم جئته فقلت: إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها قال: فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه قال: فقلت في نفسي: هذه اثنتان
قال: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد وقد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان له وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته عرف أني أستثبت في شيء قد وصف لي قال: فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم وعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحول ". فتحولت فقصصت عليه حديثي - كما حدثتك يا ابن عباس - فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك أصحابه
وشغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد
قال: ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كاتب يا سلمان ". فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة أحييها له بالعفير وبأربعين أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " أعينوا أخاكم ". فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين ودية والرجل بخمس عشرة ودية والرجل بعشر يعين الرجل بقدر ما عنده حتى إذا اجتمعت إلي ثلاث مائة ودية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب يا سلمان فعفر لها فإذا فرغت فائتني فأكون أنا أضعها بيدي ". قال: فعفرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها فجعلنا نقرب إليه الودي ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فوالذي نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل وبقي علي المال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال: " ما فعل الفارسي المكاتب؟ ". قال: فدعيت له فقال: " خذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان ". قال: قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: " خذها فإن الله سيؤدي بها عنك ". قال: فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ثم لم يفتني معه مشهد
15834 - وفي رواية عن سلمان قال: لما قلت: وأين تقع هذه من الذي علي يا رسول الله؟ أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلبها على لسانه ثم قال: " خذها فأوفهم منها ". [فأخذتها فأوفيتهم] حقهم كله أربعين أوقية
رواه أحمد كله والطبراني في الكبير بنحوه بأسانيد وإسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبراني رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع. ورجال الرواية الثانية انفرد بها أحمد ورجالها رجال الصحيح غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة ورواه البزار
15835 - عن سلمان قال: كنت من أبناء أساورة فارس قال: فذكر الحديث. قال: فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا فقلت لها: هبي لي يوما قالت: نعم قال: فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته فصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فقال: " ما هذا؟ ". قلت: صدقة فقال لأصحابه: " كلوا ". ولم يأكل فقلت: هذه من علاماته
ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث فقلت لمولاتي: هبي لي يوما قالت: نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال: " ما هذا؟ ". فقلت: هدية فوضع يده وقال لأصحابه: " خذوا بسم الله "
وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت: أشهد أنك رسول الله فقال: " وما ذاك؟ ". فحدثته عن الرجل فقلت له: أيدخل الجنة يا رسول الله؟ فإنه حدثني أنك نبي قال: " لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة "
15836 - وعن بريدة قال: جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما هذا يا سلمان؟ ". قال: صدقة عليك وعلى أصحابك قال: " ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة ". فرفعها وجاءه من الغد بمثله فوضعه بين يديه فقال: " ما هذا يا سلمان؟ ". قال: فقال: هذه هدية لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " انشطوا ". قال: فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهما وعلى أن يغرس نخلا يعمل فيها سلمان حتى تطعم قال: فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل إلا نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غرس هذه؟ ". قال عمر: أنا غرستها يا رسول الله قال: فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غرسها فحملت من عامها
رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح
15837 - وعن سلمان الفارسي قال: كنت رجلا من أهل جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق وكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقيل لي: إن الدين الذي تطلب إنما هو بالمغرب فخرجت حتى أتيت الموصل فسألت عن أفضل رجل فيها فدللت على رجل في صومعة فأتيته فقلت: إني رجل من أهل جي وإني جئت أطلب العلم وأتعلم منك فضمني إليك أخدمك وأصحبك وتعلمني شيئا مما علمك الله قال: نعم فصحبته فأجرى علي مثل ما يجري عليه من الخل والزيت والحبوب فلم أزل معه حتى نزل به الموت فجلست عند رأسه أبكيه فقال: ما يبكيك؟ فقلت: والله يبكني أني خرجت من بلادي أطلب العلم فرزقني الله عز وجل صحبتك فعلمتني وأحسنت صحبتي فنزل بك الموت فلا أدري أين أذهب؟ قال: لي أخ بالجزيرة بمكان كذا وكذا وهو على الحق فائته فأقرئه مني السلام وأخبره أني أوصيت بك إليه وأوصيك بصحبته
قال: فلما أن قبض الرجل خرجت حتى أتيت الرجل الذي وصف فأخبرته بالخبر وأقرأته السلام من صاحبه وأخبرته أنه هلك وأمرني بصحبته فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي من الأجر فصحبته ما شاء الله ونزل به الموت فلما أن نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي فقال: ما يبكيك؟ قلت: خرجت من بلادي أطلب الخير فرزقني الله صحبة فلان فأحسن صحبتي وعلمني فلما نزل به الموت أوصى بي إليك فضممتني فأحسنت صحبتي وعلمتني وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه؟ قال: إن خالي على قرب الرومي فهو على الحق فائته فأقرئه مني السلام واصحبه فإنه على الحق فلما قبض الرجل خرجت حتى أتيته فأخبرته بخبري وبوصية الآخر قبله قال: فضمني إليه وأجرى علي كما كان يجري علي فلما نزل به الموت جلست أبكي عند رأسه فقال: ما يبكيك؟ فقصصت قصتي فقلت له: إن الله رزقني صحبتك فأحسنت صحبتي وقد نزل بك الموت ولا أدري أين أتوجه؟ قال: ما بقي أحد أعلمه على دين عيسى عليه السلام في الأرض ولكن هذا أوان يخرج فيه نبي أو قد خرج بتهامة فائت على الطريق لا يمر بك أحد إلا سألته عنه فإذا بلغك أنه خرج فأته فإنه النبي الذي بشر به عيسى عليه السلام وآية ذلك أن بين كتفيه خاتم النبوة وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة
قال: وكان لا يمر بي أحد إلا سألته عنه فمر بي ناس من أهل مكة فسألتهم فقالوا: نعم قد ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي فقلت لبعضهم: هل لكم أن أكون عبدا لبعضكم على أن تحملوني عقبة وتطعموني من الخبز كسرا؟ فإذا بلغتم إلى بلادكم فإن شاء أن يبيع باع وإن شاء أن يستعبد فقال رجل منهم: أنا فصرت عبدا له حتى قدم مكة فجعلني في بستان له مع حبشان كانوا فيه فخرجت وسألت فلقيت امرأة من بلادي فسألتها فإذا أهل بيتها قد أسلموا وقالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في الحجر هو وأصحابه إذ صاح عصفور بمكة حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا. فانطلقت إلى البستان فكنت أختلف ليلتي فقال لي الحبشان: ما لك؟ قلت: أشتكي بطني فقال: وإنما صنعت ذلك لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قال: فلما كانت الساعة التي أخبرتني المرأة التي يجلس فيها هو وأصحابه خرجت أمشي حتى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو محتب وأصحابه حوله فأتيته من ورائه فعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذي أريد فأرسل حبوته فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه فقلت: الله أكبر هذه واحدة ثم انصرفت فلما كانت الليلة المقبلة لقطت تمرا جيدا ثم انطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فقال: " ما هذا؟ ". قلت: هدية فأكل منها وقال للقوم: " كلوا ". قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فسألني عن أمري فأخبرته قال: " اذهب فاشتر نفسك ". فانطلقت إلى صاحبي فقلت: بعني نفسي فقال: نعم على أن تنبت لي مائة نخلة فإذا أنبت جئتني بوزن نواة من ذهب. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اشتر نفسك بالذي سألك وائتني بدلو من ماء البئر التي كنت تسقي منها ذلك النخل ". قال: فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سقيتها فوالله لقد غرست مائة نخلة فما منها نخلة إلا نبتت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن النخل قد نبت فأعطاني قطعة من ذهب فانطلقت بها فوضعتها في كفة الميزان ووضع في الجانب الآخر نواة قال: فوالله ما استعلت القطعة من الذهب من الأرض قال: وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأعتقني
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد القدوس التميمي ضعفه أحمد والجمهور ووثقه ابن حبان وقال: ربما أغرب وبقية رجاله ثقات
15838 - وعن سلمان قال: كنت رجلا من أهل مدينة أصبهان فبينا أنا إذ ألقى الله عز وجل في قلبي من خلق السماوات والأرض [فانطلقت إلى رجل لم يكن] يكلم الناس يتحرج فسألته: أي الدين أفضل؟ فقال: ما لك ولهذا الحديث؟ أتريد دينا غير دينك؟ قلت: لا ولكن أن أعلم من خلق السماوات والأرض وأي دين أفضل. قال: ما أعلم على هذا غير راهب بالموصل
قال: فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد قتر عليه في الدينا يصوم بالنهار ويقوم بالليل فكنت أعبد كعبادته فلبثت عنده ثلاث سنين ثم توفي فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: ما أعلم أحدا من أهل المشرق على ما أنا عليه فعليك براهب من وراء الجزيرة فأقرئه مني السلام
قال: فجئته فأقرأته السلام وأخبرته أنه قد توفي فمكثت عنده أيضا ثلاث سنين ثم توفي فقلت: إلى من تأمرني أن أذهب؟ قال: ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه غير راهب بعمورية شيخ كبير وما أدري أتلحقه أم لا؟ فذهبت إليه فكنت عنده فإذا رجل موسع عليه فلما حضرته الوفاة قلت له: أين تأمرني أن أذهب؟ قال: ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه ولكن إن أدركت زمانا تسمع برجل يخرج من بيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم وما أراك تدركه وقد كنت أرجو إن أدركني إن استطعت أن تكون معه فافعل فإنه الدين وأمارة ذلك [أن] قومه يقولون: ساحر مجنون كاهن وإنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وإن عند غضروف كتفه خاتم النبوة. فبينا أنا كذلك أتى ركب من نحو المدينة فقيل: من أنتم؟ فقالوا: نحن من أهل المدينة ونحن قوم تجار نعيش بتجارتنا ولكنه قد خرج رجل من ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم فقدم علينا وقومه يقاتلونه وقد خشينا أن يحول بيننا وبين تجارتنا ولكنه قد ملك المدينة. فقلت: ما يقولون فيه؟ قال: يقولون: ساحر مجنون كاهن فقلت: هذه الإمارة دلوني على صاحبكم. فجئته فقلت: تحملني إلى المدينة؟ فقال: ما تعطيني؟ فقلت: ما أجد شيئا أعطيك غير أني عبد لك فحملني فلما قدمت جعلني في نخله فكنت أسقي كما يسقي البعير حتى دبر ظهري وصدري من ذلك ولا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تستقي فكلمتها ففقهت كلامي فقلت لها: أين هذا الرجل الذي خرج؟ دليني عليه قالت: سيمر عليك بكرة إذا صلى الصبح من أول النهار فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت ثم قربت إليه التمر فقال: " ما هذا أصدقة أم هدية؟ ". فأشرت أنه صدقة فقال: " انطلق إلى هؤلاء ". وأصحابه عنده فأكلوا ولم يأكل فقلت: هذه الإمارة
فلما كان الغد جئت بتمر فقال: " ما هذا؟ ". فقلت: هذه هدية فأكل ودعا أصحابه فأكلوا ثم رآني أتعرض لأرى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقبله وألتزمه فقال: " ما شأنك؟ ". فسألني فأخبرته فقال: " اشترطت لهم أنك عبد فاشتر نفسك منهم ". فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم على أن يحيي لهم ثلاث مائة نخلة وأربعين أوقية ذهب ثم هو حر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اغرس ". فغرس " ثم انطلق فألق الدلو على البئر ثم لا ترفعه حتى يرتفع فإنه إذا امتلأ ارتفع ثم رش في أصولها ". ففعل فنبت النخل أسرع النبات فقال: سبحان الله ما رأينا مثل هذا العبد إن لهذا العبد لشأنا فاجتمع الناس عليه وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم تبرا فإذا فيه أربعون أوقية
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
15839 - وعن سلامة العجلي قال: جاء ابن أخت لي من البادية يقال له: قدامة فقال لي ابن أختي: أحب أن ألقى سلمان فأسلم عليه فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا فوجدناه على سرير يسف حوضا فسلمنا عليه قلت: يا أبا عبد الله هذا ابن أخت لي قدم من البادية فأحب أن يسلم عليك فقال: وعليه السلام ورحمة الله قلت: يزعم أنه يحبك قال: أحبه الله. قال: فتحدثنا وقلنا له: يا أبا عبد الله ألا تحدثنا عن أصلك وممن أنت؟ قال: أما أصلي وممن أنا فأنا من رامهرمز كنا قوما مجوسا فأتى رجل نصراني من أهل الجزيرة وكان يمر بنا فينزل فينا واتخذ فينا ديرا وكنت في كتاب الفارسية وكان لا يزال غلام معي في الكتاب يجيء مضروبا ويبكي وقد ضربه أبواه فقلت له يوما: ما يبكيك؟ قال: يضربني أبواي قال: ولم يضرباك؟ قال: آتي [صاحب] هذا الدير فإذا علما ذلك ضرباني وأنت لو أتيته لسمعت منه حديثا عجبا قلت: اذهب بي معك فأتيناه فحدثنا عن بدء الخلق خلق السماوات والأرض وعن الجنة والنار. قال: فحدثنا حديثا عجبا قال: وكنت أختلف إليه معه. قال: ففطن غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه فقالوا له: يا هذا إنك قد جاورتنا فلم نر من جوارك إلا الحسن وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك وإنا نخاف أن تفتنهم علينا اخرج عنا قال: نعم. فقال لذلك الغلام الذي يأتيه: اذهب معي قال: لا أستطيع ذلك قد علمت سنة أبوي علي. قلت: لكني أخرج معك. وكنت يتيما لا أب لي. فخرجت معه فأخذنا جبل رامهرمز فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من ثمر الشجر حتى قدمنا الجزيرة فقدمنا نصيبين فقال لي صاحبي: يا سلمان إن قوما ههنا هم عباد أهل الأرض وأنا أحب أن ألقاهم. قال: فجئناهم يوم الأحد وقد اجتمعوا فسلم عليهم صاحبي فحيوه وبشوا له قالوا: أين كانت غيبتك؟ قال: كنت في إخوان لي من قبل فارس فتحدثنا ما تحدثنا ثم قال لي صاحبي: قم يا سلمان انطلق. فقلت: دعني مع هؤلاء قال: إنك لا تطيق ما يطيق هؤلاء يصومون من الأحد إلى الأحد ولا ينامون هذا الليل. وإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة فكنت فيهم حتى إذا أمسينا قال الرجل الذي من أبناء الملوك: ما هذا الغلام؟ يضيعوه ليأخذه رجل منكم. قالوا: خذه أنت قالوا: يا سلمان هذا خبز وهذا أدم فكل إذا غربت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم قام في صلاته فلم يكلمني إلا ذاك ولم ينظر إلي فأخذني الغم تلك السبعة الأيام لا يكلمني أحد حتى كان الأحد فانصرف إلي فذهبنا إلى مكانهم الذي كانوا يجتمعون
قال: وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضا فيسلم بعضهم علي ثم لا يلتفتون إلى مثله. قال: فرجعنا إلى منزلنا فقال لي مثل ما قال لي أول مرة: هذا خبز وأدم فكل منه إذا غربت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت. ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إلي ولم يكلمني إلى الأحد الآخر فأخذني غم وحدثت نفسي بالفرار ثم دخل في صلاته فقلت: أصبر أحدين أو ثلاثة فلما كان الأحد رجعنا إليهم فاجتمعوا فقال لهم: إني أريد بيت المقدس فقالوا له: وما تريد إلى ذلك؟ قال: لا عهد لي به قالوا: إنا نخاف أن يحدث به حدث فيليك غيرنا وكنا نحب أن نليك قال: لا عهد لي به فلما سمعته يذكر ذاك فرحت قلت: نسافر نلقى الناس فذهب عني الغم الذي كنت أجد. فخرجنا أنا وهو وكان يصوم من الأحد إلى الأحد ويصلي الليل كله ويمشي النهار فإذا نزلنا قام يصلي فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهينا إلى بيت المقدس وعلى الباب رجل مقعد يسأل [الناس] قال: أعطني قال: ما معي شيء فدخلنا بيت المقدس فلما رآه أهل بيت المقدس بشوا إليه واستبشروا به فقال لهم: غلامي هذا فاستوصوا به فانطلقوا بي فأطعموني خبزا ولحما ودخل في صلاته فلم ينصرف إلي حتى كان يوم الأحد الآخر ثم قال لي: يا سلمان إني أريد أن أضع رأسي فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقطني فوضع رأسه فبلغ الظل الذي قال فلم أوقظه مأواة[18] له مما رأيت من اجتهاده ونصبه فاستيقظ مذعورا فقال: يا سلمان ألم أكن قلت لك: إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا [فأيقظني]؟ قلت: بلى وإنما منعني مأواة لك لما رأيت من دأبك قال: ويحك يا سلمان اعلم أن أفضل ديننا اليوم النصرانية قلت: ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية؟ - كلمة ألقيت على لساني - قال: نعم يوشك أن يبعث نبي يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإذا أدركته فاتبعه وصدقه قلت: وإن أمرني أن أدع دين النصرانية؟ قال: نعم فإنه نبي لا يأمر إلا بحق ولا يقول إلا حقا والله لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها
ثم خرجنا من بيت المقدس فمررنا على ذلك المقعد فقال له: دخلت فلم تعطني وهذا تخرج فأعطني فالتفت فلم ير حوله أحدا قال: فأعطني يدك قال: فناوله يده فقال: قم بإذن الله صحيحا سويا فتوجه نحو بيته فأتبعته بصري تعجبا مما رأيت وخرج صاحبي وأسرع المشي وتلقاني رفقة من كلب أعراب فسبوني فحملوني على بعير وشدوني وثاقا فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة فاشتراني رجل من الأنصار فجعلني في حائط له من نخل فكنت فيه
قال: ومن ثم تعلمت عمل الخوص أشتري خوصا بدرهم وأعمله فأبيعه بدرهمين فأردهما إلى الخوص وأستنفق درهما أحب أن آكل من عمل يدي وهو يومئذ على عشرين ألفا
فبلغنا ونحن بالمدينة أن رجلا خرج بمكة يزعم أن الله عز وجل أرسله فمكثنا ما شاء الله أن نمكث فهاجر إلينا وقدم علينا فقلت: والله لأجربنه فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور بدرهم ثم طبخته فجعلت قصعة من ثريد فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه فقال: " ما هذه؟ صدقة أم هدية؟ ". قلت: بل صدقة قال لأصحابه: " كلوا بسم الله ". وأمسك ولم يأكل. فمكثت أياما ثم اشتريت أيضا بدرهم لحم جزور فأضع مثلها واحتملتها حتى أتيته بها فوضعها بين يديه فقال: " ما هذه؟ هدية أم صدقة ". قلت: لا بل هدية قال لأصحابه: " كلوا بسم الله ". وأكل معهم قلت: هذا والله يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فنظرت فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فأسلمت ثم قلت له ذات [يوم]: يا رسول الله أي قوم النصارى؟ قال: لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم ". قلت في نفسي: فأنا والله أحبهم وذلك حين بعث السرايا وجرد السيف فسرية تدخل وسرية تخرج والسيف يقطر فقلت: تحدث الآن إني أحبهم فيبعث إلي فيضرب عنقي فقعدت في البيت فجاءني الرسول ذات يوم فقال: يا سلمان أجب قلت: من؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: والله هذا الذي كنت أحذر قلت: نعم اذهب حتى ألحقك قال: لا والله حتى تجيء وأنا أحدث نفسي أن لو ذهب أن أفر. فانطلق بي فانتهيت إليه فلما رآني تبسم وقال لي: " يا سلمان أبشر فقد فرج الله عنك ". ثم تلا هؤلاء الآيات: {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون. وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين. أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون. وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين}. قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا لقد سمعته يقول: لو أدركته فأمرني أن أدخل النار لوقعتها إنه نبي لا يقول إلا حقا ولا يأمر إلا بحق
15840 - وفي رواية مختصرة: قال: فأنزل الله عز وجل: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} حتى بلغ: {تفيض من الدمع}. فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا سلمان إن أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سلامة العجلي وقد وثقه ابن حبان
15841 - وعن أم الدرداء قالت: أتاني سلمان الفارسي يسلم علي وعليه عباءة قطوانية مرتديا بها فطرحت وسادة فلم يردها ولف عباءته فجلس عليها فقال: بحسبك ما بلغك المحل ثم حمد الله ساعة وكبر وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: أين صاحبك - يعني أبا الدرداء -؟ قلت: هو في المسجد فانطلق إليه ثم أقبلا جميعا وقد اشترى أبو الدرداء لحما بدرهم فهو في يده معلقة فقال: يا أم الدرداء اخبزي واطبخي ففعلنا ثم أتينا سلمان بالطعام فقال أبو الدرداء: كل مع أم الدرداء فإني صائم قال سلمان: لا آكل حتى تأكل فأفطر أبو الدرداء وأكل معه فلما كانت الساعة التي يقوم فيها أبو الدرداء ذهب ليقوم أجلسه سلمان فقال أبو الدرداء: أتنهاني عن عبادة ربي؟ فقال سلمان: إن لعينك عليك نصيبا وإن لأهلك عليك نصيبا. فمنعه حتى إذا كان في وجه الصبح قاما فركعا ركعات ثم أوترا ثم خرجا إلى صلاة الصبح فذكرا أمرهما للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما لسلمان ثكلته أمه؟ لقد أشبع من العلم "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن جبلة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
15842 - وعن أبي أمامة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص ببصره إلى السماء قلنا: يا رسول الله ما هذا؟ قال: " رأيت ملكا عرج بعمل سلمان "
رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبد الله المسمعي وهو كذاب
15843 - وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين: علي وعمار وسلمان "
قلت: له عند الترمذي: " إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الأيادي وقد حسن الترمذي حديثه
15844 - وعن بقيرة امرأة سلمان قالت: لما حضر سلمان الموت دعاني وهو في علية لها أربعة أبواب فقال: افتحي يا بقيرة هذه الأبواب فأرى اليوم روادا لا أدري من أي هذه الأبواب يدخلون علي ثم دعا بمسك له ثم قال: أديفيه[19] في تور[20] ففعلت ثم قال: انضحي[21] حول فراشي ثم انزلي فامكثي فسوف تظلمين فترين على فراشي فاطلعت فإذا هو قد أخذ روحه مكانه على فراشه أو نحو هذا
رواه الطبراني من طريق الجزل عن بقيرة ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح
118 - باب مناقب عبد الله بن أنيس رضي الله عنه
تقدم في المغازي في سرية إلى خالد بن سفيان. رواه أحمد وغيره
119 - باب في أبي الهيثم رضي الله عنه
15845 - عن ابن شهاب في تسمية من شهد العقبة من الأنصار: أبو الهيثم وهو نقيب
رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن. قلت: وقد تقدم حديث شهوده بدرا في غزوة بدر
15846 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي أبو الهيثم بن التيهان سنة عشرين واسمه مالك
رواه الطبراني
120 - باب ما جاء في زيد بن ثابت رضي الله عنه
15847 - عن زيد بن ثابت قال:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن إحدى عشر سنة
رواه الطبراني وإسناده حسن
15848 - وعن زيد بن ثابت قال: أجازني رسول الله صلى الله عليه وسلم [يوم الخندق] وكساني قبطية
رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف
15849 - وعن مصعب بن سعد قال: قال عثمان - يعني ابن عفان -: ادعوا لي زيد بن ثابت كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد بن أبي كريمة وهو ثقة
15850 - وعن مصعب بن سعد قال: قال عثمان: أي الناس أكتب؟ قالوا: زيد بن ثابت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15851 - وعن الشعبي أن زيد بن ثابت كبر على أمه أربعا ثم أتى بدابته فأخذ له ابن عباس بالركاب فقال له زيد: دعه أو ذره فقال ابن عباس: هكذا نفعل بالعلماء الكبراء
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رزين الرماني وهو ثقة
15852 - وعن يحيى بن سعيد قال: قال أبو هريرة حين مات زيد بن ثابت: اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن يحيى بن سعيد الأنصاري لم يسمع من أبي هريرة
قلت: وقد تقدم في ذهاب العلم كلام لابن عباس حين مات زيد بن ثابت
15853 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي زيد بن ثابت سنة خمس وأربعين وسنه ست وخمسون. ومن الناس من يقول: مات سنة ثمان وأربعين وسنه تسع وخمسون لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجازه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة والخندق في شوال سنة أربع وقد اختلف في وفاته
رواه الطبراني وإسناده منقطع
121 - باب ما جاء في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه
15854 - عن أنس قال: كانت منزلة قيس بن سعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة صاحب الشرطة من الأمير
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15855 - وعن أنس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة كان قيس بن سعد في مقدمته بين يديه بمنزلة صاحب الشرطة فكلم النبي صلى الله عليه وسلم في قيس أن يصرفه عن الموضع الذي وضعه به مخافة أن يتقدم على شيء فصرفه عن ذلك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
122 - باب ما جاء في رافع بن خديج رضي الله عنه
15856 - عن امرأة رافع بن خديج أن رافعا رمي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أو يوم خيبر - شك عمرو - بسهم في ثندوته[22] فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله انزع السهم فقال: " يا رافع إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعا وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد ". قال: فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم السهم وترك القطبة فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية فانتفض به الجرح فمات بعد العصر فأتى ابن عمر فقيل له: يا أبا عبد الرحمن مات رافع فترحم عليه وقال: إن مثل رافع لا يخرج به حتى يؤذن من حول المدينة من أهل القرى فلما خرجنا بجنازته نصلي عليه جاء ابن عمر حتى جلس على رأس القبر. فذكر الحديث
رواه الطبراني وامرأة رافع إن كانت صحابية وإلا فإني لم أعرفها وبقية رجاله ثقات
15857 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي رافع بن خديج سنة ثلاث وسبعين بالمدينة
رواه الطبراني
15858 - وعن الواقدي قال: وفيها مات رافع بن خديج في أول السنة وحضر ابن عمر رحمه الله جنازته. - يعني سنة ثلاث وسبعين - وكان لرافع يوم مات ست وثمانون سنة
رواه الطبراني
15859 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات رافع بن خديج في سنة أربع وسبعين في أولها
رواه الطبراني
123 - باب ما جاء في عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
15860 - عن ميمون بن مهران قال: سمعت ابن عمر يقول: لقد رأيتنا بفج الروحاء في غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصر بي ودعا لي بدعوات ما يسرني بها الدنيا وما فيها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون بن مهران ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
15861 - وعن مجاهد قال: شهد ابن عمر رحمه الله الفتح وهو ابن عشرين ومعه فرس حرون ورمح ثقيل فذهب ابن عمر يختلي لفرسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عبد الله رجل صالح "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهدا أرسله
15862 - وعن إسحاق بن عبد الله الطفاوي قال: كان ابن عمر لا يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بكى
رواه الطبراني في الأوسط وإسحاق الطفاوي لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
15863 - وعن نافع عن ابن عمر أنه كان يحيي الليل صلاة ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: لا فيعاود الصلاة ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول: نعم فيقعد فيستغفر ويدعو حتى يصبح
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة
15864 - وعن نافع قال: إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس ثلاثين ألفا ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة[23] لحم
قال برد: قلت لنافع: هل كان يأكل اللحم؟ قال: كان إذا صام أو سافر فإنه أكثر طعامه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير برد بن سنان وهو ثقة
15865 - وعن نافع أن ابن عمر اشتكى فاشترى له عنقود عنب بدرهم فجاء مسكين فقال: أعطوه إياه ثم خالف إنسان فاشتراه بدرهم ثم جاء به إليه فجاء المسكين يسأل فقال: أعطوه إياه ثم خالف إنسان فاشتراه منه بدرهم فأراد أن يرجع حتى منع ولو علم بذلك العنقود ما ذاقه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير نعيم بن حماد وهو ثقة
15866 - وعن زيد بن أسلم قال: مر ابن عمر براعي غنم فقال: يا راعي الغنم هل من جزرة؟ قال: ما ههنا ربها. قال: تقول أكلها الذئب فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال: فأين الله؟ فقال ابن عمر: فأنا والله أحق أن أقول: فأين الله. فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن الحارث الحاطبي وهو ثقة
15867 - وعن المطعم بن مقدام الصنعاني قال: كتب الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن عمر أنه: بلغني أنك تطلب الخلافة لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور
فكتب إليه ابن عمر: أما ما ذكرت من أمر الخلافة أني أطلبها فما طلبتها وما هي من بالي
وأما ما ذكرت من أمر العي والبخل والغيرة فإن من جمع كتاب الله فليس بعيي ومن أدى زكاة ماله فليس ببخيل. وأما ما ذكرت من الغيرة فإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن مرسل المطعم لم يسمع من ابن عمر
15868 - وعن مالك قال: أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة تفد عليه وفود الناس
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل
15869 - وعن نافع قال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال: ما يمنعك من هذا الأمر وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين؟ قال: يمنعني منه أن الله عز وجل حرم علي دم أخي المسلم
رواه الطبراني وفيه جعفر بن الحارث أبو الأشهب وهو ضعيف
15870 - وعن مكحول قال: بينا أنا مع ابن عمر وهو يمشي إذ مر به رجل أسود معه رمح فوضع زج الرمح بين السبابة والإبهام من قدم ابن عمر فحمل الشيخ فأدخل فورمت ساقه فأتاه الحجاج يعوده فقال: يا أبا عبد الرحمن من أصابك بهذا حتى آخذ لك منه؟ قال: الله ليأخذن منه الله ليأخذن منه. قال: ما بال حرم الله وأمنه يحمل فيه السلاح؟
قلت: في الصحيح بعضه
رواه الطبراني بإسنادين ورجال هذا ثقات
15871 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي عبد الله بن عمر ويكنى أبا عبد الرحمن بمكة بعد الحج ودفن بالمحصب. وبعض الناس يقولون: بفخ وسنه حين أجازه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق في القتال وهو ابن خمس عشرة وكان الخندق في شوال سنة أربع فسنه يوم توفي أربع وثمانون سنة
رواه الطبراني
15872 - وعن مالك بن أنس قال: سن ابن عمر يوم مات أربع وثمانون سنة
رواه الطبراني
15873 - وعن الواقدي قال: مات ابن عمر رضي الله عنهما سنة أربع وسبعين ودفن بفخ وهو ابن أربع وثمانين. رواه الطبراني
124 - باب ما جاء في خالد بن الوليد رضي الله عنه
15874 - قال الطبراني: خالد بن الوليد يكنى: أبا سليمان وهو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا من سيوف الله
15875 - وعن وحشي بن حرب أن أبا بكر رضي الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين
رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات
15876 - وعن عبد الملك بن عمير قال: استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد
قال: فقال خالد بن الوليد: بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول:
أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
خالد سيف من سيوف الله ونعم فتى العشيرة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة
15877 - وعن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجابية وهو يخطب وإني أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد فإني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان فعزلته ووليت أبا عبيدة بن الجراح. قال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم. فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة حديث السن معصب في ابن عمك
رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات
15878 - وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
يا خالد لا تؤذ رجلا من أهل بدر فلو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله
فقال: يقعون في فأرد عليهم فقال: " لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار "
رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات
15879 - وعن قيس - يعني ابن حازم - قال: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا تسبوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله سله الله على الكفار
رواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي ورجاله رجال الصحيح
15880 - وعن أنس بن مالك قال: نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مؤتة على المنبر قال:
ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15881 - وعن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نعى أهل مؤتة قال:
ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو إمام ثبت
15882 - وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها فلم يجدوها فقال: اطلبوها فوجدوها فإذا هي قلنسوة خلقة فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصرة
رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا
15883 - وعن عمرو بن العاص قال: ما عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم بي وبخالد بن الوليد أحدا منذ أسلمنا في حربه
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات
15884 - وعن أبي السفر قال: نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمير بني المرازبة فقالوا له: احذر السم لا تسقيكه الأعاجم فقال: ائتوني به فأتي به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال: بسم الله. فلم يضره شيئا
رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح وهو متصل ورجالهما ثقات إلا أن أبا السفر وأبا بردة بن أبي موسى لم يسمعا من خالد والله أعلم
15885 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال: قال خالد بن الوليد: ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب وأبشر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
15886 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال: قال خالد بن الوليد: لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
15887 - وعن أبي وائل قال: لما حضر خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد طلبت القتل فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترس بها
ثم قال: إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله
رواه الطبراني وإسناده حسن
15888 - وعن يونس بن أبي إسحاق قال:
دخلوا على خالد بن الوليد يعودونه فقال بعضهم: إنه لفي السباق قال: نعم والله أستعين على ذلك
رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات
15889 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات خالد بن الوليد بحمص سنة إحدى وعشرين
رواه الطبراني
125 - (بابان في عمرو بن العاص وأهل بيته)
1 - باب ما جاء في عمرو بن العاص رضي الله عنه
15890 - عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه إلى في قال: لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني فقلت لهم: تعلمون والله إني لأرى أمر محمدا صلى الله عليه وسلم يعلو الأمور علوا [كبيرا] منكرا وإني قد رأيت أمرا فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت؟ قلت: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير. قالوا: إن هذا الرأي. قال: قلت لهم: فاجمعوا لي ما يهدى إليه وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه فلما دخل إليه وخرج من عنده قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية لو قد دخلت على النجاشي وسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال: مرحبا بصديقي أهديت لي من بلادك شيئا؟ قال: قلت: نعم أيها الملك ثم قلت: أيها الملك لقد أهديت لك أدما كثيرا ثم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت: أيها الملك إني رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه فأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا
قال: فغضب ومد يده وضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه. ثم قلت: أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألته. قال: تسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله؟ قال: قلت: أيها الملك أكذاك هو؟ قال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده. قال: فتبايعني له على الإسلام؟ قال: نعم فبسط يده وبايعه على الإسلام
ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كنت عليه وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت خالد بن الوليد وكان قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت: [أين] يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام الميسم وإن الرجل نبي اذهب فأسلم فحتى متى؟ قال: قلت: والله ما جئت إلا لأسلم قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها
قال: فبايعته ثم انصرفت
قال ابن إسحاق: وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة كان معهما أسلم حين أسلما
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه إلى أذني ورجالهما ثقات
15891 - وعن علقمة بن رمثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص إلى البحرين فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وخرجنا معه فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يرحم الله عمرا
فتذاكرنا كل من اسمه عمرو
فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يرحم الله عمرا ". قال: ثم نعس الثالثة فاستيقظ فقال: " يرحم الله عمرا ". فقلنا: يا رسول الله من عمرو هذا؟ قال: " عمرو بن العاص ". قلنا: وما شأنه؟ قال: " كنت إذا نديت الناس إلى الصدقة جاء فأجزل منها فأقول: يا عمرو أنى لك هذا؟ قال: من عند الله وصدق عمرو إن له عند الله خيرا كثيرا "
قال زهير بن قيس: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قلت: لألزمن هذا الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن له عند الله خيرا كثيرا "
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: قال زهير: فلما كانت الفتنة قلت: أتبع هذا الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال
ورجال أحمد وأحد إسنادي الطبراني ثقات
15892 - وعن محمد بن إسحاق قال:
كان إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة عند النجاشي فقدموا المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة
قلت: إسلامهم في يوم واحد معروف وأما إسلام خالد وعثمان بن طلحة عند النجاشي فلم أجده إلا عن ابن إسحاق من قوله والله أعلم
15893 - وعن رافع بن أبي رافع الطائي قال: لما كانت غزوة ذات السلاسل استعمل [رسول الله صلى الله عليه وسلم] عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر. قال الحديث
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15894 - وعن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يا عمرو إنك لذو رأي سديد في الإسلام
رواه الطبراني والبزار باختصار قوله: " في الإسلام ". وفي إسناد الكبير من لم أعرفه وإسناد البزار فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك
15895 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ابنا العاص مؤمنان وعمرو بن العاص في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار قوله: " وعمرو في الجنة ". وأحمد إلا أنه قال: قال: " عمرو وهشام ". ورجال الكبير وأحمد رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث
15896 - وعن ابن بريدة أن عمر قال لأبي بكر حين شيع عمرا: أو تزيد الناس نارا ألا ترى إلى ما يصنع هذا بالناس؟ فقال: دعه فإنما ولاه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمه بالحرب
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح غير المنذر بن ثعلبة وهو ثقة
15897 - وعن عمرو بن العاص قال: بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني
قال: فأتيته وهو يتوضأ فصعد في البصر ثم طأطأ فقال: " إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة ". فقلت: يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: " يا عمرو نعما بالمال الصالح للمرء الصالح "
رواه أحمد وقال: هكذا في النسخة: " نعما ". بنصب النون وكسر العين وقال أبو عبيدة: بكسر النون والعين
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال فيه: ولكن أسلمت رغبة في الإسلام وأكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " نعم ونعما بالمال الصالح للمرء الصالح "
ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح
15898 - وعن محمد بن الأسود بن خلف قال: كنا جلوسا في الحجر في أناس من قريش إذ قيل: قدم الليلة عمرو بن العاص قال: فما أكثرنا أن دخل علينا فمددنا إليه أبصارنا فطاف ثم صلى في الحجر ركعتين وقال: أقرصتموني؟ قلنا: ما ذكرناك إلا بخير ذكرناك وهشام بن العاص فقلنا: أيهما أفضل؟ قال بعضهم: هذا وقال بعضنا: هشام. قال: أنا أخبركم عن ذلك أسلمنا وأحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصحناه ثم ذكر يوم اليرموك فقال: أخذت بعمود الفسطاط ثم اغتسلت وتحنطت ثم تكفنت فعرضنا أنفسنا على الله عز وجل فقبله فهو خير مني. - يقولها ثلاثا -
رواه الطبراني وفيه أبو عمرو مولى بني أمية ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
15899 - وعن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فلما رأى ذلك ابنه عبد الله قال: يا أبا عبد الله ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك؟ قال: أي بني كان ذلك وسأخبرك عن ذلك: أما والله ما أدري أحبا كان ذلك أم تألفا يتألفني؟ ولكن أشهد على رجلين أنه فارق الدنيا وهو يحبهما: ابن سمية وابن أم عبد فلما حزبه الأمر جعل يده موضع الغلال من ذقنه وقال: اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلا مغفرتك. وكانت تلك هجيراه[24] حتى مات
قلت: في الصحيح طرف منه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15900 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات عمرو بمصر يوم الفطر سنة اثنتين وأربعين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15901 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي عمرو بن العاص ويكنى: أبا عبد الله بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين ودفن يوم الفطر وصلى عليه ابنه عبد الله وسنه نحو من مائة سنة
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات
2 - باب ما جاء في عمرو أيضا وابنه عبد الله وأم عبد الله رضي الله عنهم
15902 - عن طلحة - يعني ابن عبيد الله - قال: ألا أخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ ألا إني سمعته يقول: عمرو بن العاص من صالحي قريش ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله
قلت: رواه الترمذي باختصار
رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه ورجاله ثقات
15903 - وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
نعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله
رواه أحمد
15904 - وعن عبد الله بن عمرو قال: كنت يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فقال:
هل تدري من معنا في البيت؟
قلت: من يا رسول الله؟ قال: " جبريل عليه السلام ". قلت: السلام عليك يا جبريل ورحمة الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه قد رد عليك السلام "
رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن
15905 - وعن عبد الله بن عمرو قال: لخير أعلمه اليوم أحب إلي من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15906 - وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات عبد الله بن عمرو سنة خمس وستين
رواه الطبراني
15907 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي عبد الله بن عمرو بن العاص ويكنى أبا محمد بمصر ودفن في داره سنة خمس وستين وقائل يقول: سنة ثمان وستين وسنه ثنتان وسبعون سنة أو اثنتان وتسعون سنة - شك يحيى بن بكير - في السبعين أو التسعين
رواه الطبراني
126 - باب ما جاء في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
15908 - قال الطبراني: معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يكنى أبا عبد الرحمن رضي الله عنه وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص من بني سليم وأمها بنت نوفل بن عبد مناف وأمها فلانة بنت جابر بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر [بن لؤي وأمها بنت الحارث بن حبيب بن خزيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر وأمها بيت سعيد بن سهم]
15909 - وعن إسحاق بن يسار قال: رأيت معاوية بالأبطح أبيض الرأس واللحية [كأنه ثلج]
رواه الطبراني وإسناده حسن
15910 - وعن خالد بن معدان قال: كان معاوية طويلا أبيض أجلح
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير صفوان بن صالح وهو ثقة
15911 - وعن أسلم مولى عمر قال:
قدم علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير مسلم بن جندب وهو ثقة
15912 - وعن بكار بن محمد بن رافع قال: قال معاوية: ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دنياها مني
فقال معد بن يزيد: ما ولدت قرشية لقرشي خير لها في دينها من محمد صلى الله عليه وسلم. وما ولدت قرشية لقرشي شرا لها في دنياها منك. قال: ولم؟ قال: لأنك عودتها عادة كأني بهم قد طلبوها من غيرك فكأني بهم صرعى في الطريق. قال: ويحك والله إني لأكتمها نفسي كذا وكذا

15913 - وعن ابن بريدة أن عمر قال لأبي بكر حين شيع عمرا: أو تزيد الناس نارا ألا ترى إلى ما يصنع هذا بالناس؟ فقال: دعه فإنما ولاه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمه بالحرب
رواه الطبراني وإسناده منقطع ومحمد بن سلام الجمحي ضعيف
15913 - وعن الشعبي قال: خرج معاوية من الشام يريد مكة فنزل منزلا بين مكة والمدينة يقال له: الأبواء فاطلع في بئر عاديه فأصابته لقوة فأجد السير حتى دخل مكة وأتاه الحاجب فقال: يا أمير المؤمنين الناس بالباب ما أفقد وجها. قال: فابسط لي إذا. قال: ثم دعا بعمامة فلف بها رأسه وشق وجهه ثم خرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن أعافى فقد عوفي الصالحون قبلي إني لأرجو أن أكون منهم وإن كان مرض مني عضو فما أحصي صحيحي وإن كان وجد علي بعض خاصتكم فقد كنت حدبا على عامتكم وما لي أن أتمنى على الله أكثر مما أعطاني فرحم الله رجلا دعا لي بالعافية. وارتجت الأصوات بالدعاء فاستبكى فقال له مروان: ما يبكيك [يا أمير المؤمنين؟ قال: راجعت] ما كنت عنه عزوفا فقال: كبرت سني ورق عظمي وكثرت الدموع في عيني ورميت في أحسني وما يبدو مني ولولا هوى مني في يزيد أبصرت قصدي
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني وهو متروك
15914 - وعن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتكى أبو هريرة فبينا هو يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ فقال: " يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل ". قال: فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت
رواه أحمد واللفظ له وهو مرسل ورواه أبو يعلى فوصله فقال فيه: عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " توضؤوا ". قال: فلما توضؤوا نظر إلي فقال: " يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل "
والباقي بنحوه. ورواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال في الأوسط: " فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم ". باختصار. ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح
15915 - وعن عائشة قالت: لما كان يوم أم حبيبة من النبي صلى الله عليه وسلم دق الباب داق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " انظروا من هذا ". قالوا: معاوية قال: " ائذنوا ". ودخل وعلى أذنه قلم يخط به فقال: " ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟ ". قال: قلم أعددته لله ولرسوله فقال: " جزاك الله عن نبيك خيرا والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله عز وجل وما أفعل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله عز وجل كيف بك لو قمصك الله قميصا - يعني الخلافة -؟ "
فقامت أم حبيبة فجلست بين يديه فقالت: يا رسول الله وإن الله مقمص أخي قميصا؟ قال: " نعم ولكن فيه هنات وهنات وهنات ". فقالت: يا رسول الله فادع الله له. فقال: " اللهم اهده بالهدى وجنبه الردى واغفر له في الآخرة والأولى "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه السري بن عاصم وهو ضعيف
15916 - وعن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن أبا بكر وعمر في أمر فقال:
أشيروا علي
فقالا: الله ورسوله أعلم. فقال: " أشيروا علي ". فقالا: الله ورسوله أعلم. فقال: " ادعوا لي معاوية ". فقال أبو بكر وعمر: أما كان في رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين من قريش ما ينفذون أمرهم حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غلام من غلمان قريش؟ فلما وقف بين يديه قال: " أحضروه أمركم - أو أشهدوه أمركم - فإنه قوي أمين "
رواه الطبراني والبزار باختصار اعتراض أبي بكر وعمر ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف وشيخ البزار ثقة وشيخ الطبراني لم يوثقه إلا الذهبي في الميزان وليس فيه جرح مفسر ومع ذلك فهو حديث منكر والله أعلم
15917 - وعن العرباص بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب
رواه البزار وأحمد في حديث طويل والطبراني وفيه الحارث بن زياد ولم أجد من وثقه ولم يرو عنه غير يونس بن سيف وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف
15918 - وعن مسلمة بن مخلد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية:
اللهم علمه الكتاب والحساب ومكن له في البلاد
15919 - وفي رواية أيضا: " وقه سوء العذاب "
رواه الطبراني من طريق جبلة بن عطية عن مسلمة بن مخلد وجبلة لم يسمع من مسلمة فهو مرسل ورجاله وثقوا وفيهم خلاف
15920 - وعن أبي الدرداء قال: ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا - يعني معاوية -
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث المذحجي وهو ثقة
15921 - وعن ابن عمر قال: ما رأيت أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي رجاله خلاف
15922 - وعن ابن عباس قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد استوص معاوية فإنه أمين على كتاب الله ونعم الأمين هو
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن فطر ولم أعرفه وعلي بن سعيد الرازي فيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح
15923 - وعن أبي موسى قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم حبيبة ورأس معاوية في حجرها وهي تقبله فقال لها: " أتحبينه؟ ". فقالت: وما لي لا أحب أخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإن الله ورسوله يحبانه "
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
15924 - وعن عبد الله بن عمرو أن معاوية كان يكتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني وإسناده حسن
15925 - وعن عوف بن مالك قال: كنت قائلا في كنيسة بأريحا وهو يومئذ مسجد يصلى فيه قال: فانتبه عوف بن مالك من نومته فإذا معه في البيت أسد يمشي إليه فقام فزعا إلى سلاحه فقال له الأسد: صه إنما أرسلت إليك برسالة لتبلغها قلت: من أرسلك؟ قال: الله أرسلني إليك لتعلم معاوية الرحال أنه من أهل الجنة قلت: من معاوية؟ قال: ابن أبي سفيان
رواه الطبراني وفيه أبو يكر بن أبي مريم وقد اختلط
15926 - وعن الأعمش قال: لو رأيتم معاوية لقلتم: هذا المهدي
رواه الطبراني مرسلا وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف
15927 - وعن يزيد بن الأصم قال: قال علي رضي الله عنه: قتلاي وقتلى معاوية في الجنة
رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف
15928 - وعن ثابت مولى أبي سفيان قال: غزوت مع معاوية بن أبي سفيان أرض الروم فوقع ثلب في رحله فنادى: يا عباد الله المسلمين فكان أول من أجاب معاوية فنزل ونزل الناس وقالوا: نكفي الأمير فقال: إنه بلغني أن أول من يغيث جبريل فأحببت أن أكون الثاني
رواه الطبراني وفيه سعيد بن عبد الجبار الزبيدي وهو ضعيف
15929 - وعن مجالد بن سعيد قال: رحم الله معاوية ما كان أشد حبه للعرب
رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات إلى مجاهد
15930 - وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال: قال معاوية لأخيه: ارتدف فأبى فقال: بئس ما أدبت فقال أبو سفيان: دع أخاك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
15931 - وعن أبي نعيم قال: مات معاوية سنة ستين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
15932 - وعن الليث - يعني ابن سعد - قال: توفي معاوية بن أبي سفيان لأربع ليال خلون من رجب سنة ستين وسنه بضع وسبعون إلى الثمانين
رواه الطبراني ورجاله ثقات
127 - باب ما جاء في أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
15933 - قال الطبراني:
عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري حليف آل عتبة بن عبد شمس كان إسلامه بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة حتى قدم زمن خيبر وقيل: مات أبو موسى سنة خمسين ودفن بالتوتة على ميلين من الكوفة
15934 - وعن شباب العصفري قال: ولي أبو موسى الكوفة وله بها أهل ودار حضرة الجامع مات أبو موسى سنة إحدى وخمسين
ونسبه قال: أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري هو عبد الله بن قيس بن حصن بن حرب بن عامر بن تميم بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر بن أدد بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سنان بن يشجب بن قحطان
رواه الطبراني
15935 - وعن قيس بن الربيع بن أبي موسى قال: مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين
رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف
15936 - وعن سعيد بن عبد العزيز قال: قدم أبو موسى الأشعري على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لأكبر أهل السفينة وأصغرهم وكان أبو عامر يقول: أنا أكبر أهل السفينة وابني أصغرهم
قال سعيد: وكان فيها أبو عامر وأبو مالك وأبو موسى وكعب بن عاصم خرجوا بالأبواء
رواه الطبراني منقطع الإسناد وإسناده حسن
15937 - وعن ابن إسحاق قال: كان أبو موسى الأشعري ممن هاجر إلى أرض الحبشة فأقام بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي عمرو بن أمية فجعلهم في سفينتين فقدم بهم خيبر بعد الحديبية
رواه الطبراني منقطع الإسناد ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات
15938 - وعن ابن بريدة عن أبيه قال: خرج بريدة عشاء فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فأدخله المسجد فإذا صوت رجل يقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " تراه يرائي؟ ". فأسكت بريدة. قال: فلما كان من القابلة خرج بريدة عشاء ولقيه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فأدخله المسجد فإذا صوت الرجل يقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " تراه يرائي؟ ". فقال بريدة: أتقول هو مراء يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا بل مؤمن منيب ". فإذا الأشعري يقرأ بصوت له في جانب المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الأشعري - أو إن عبد الله بن قيس - أعطي مزمارا من مزامير داود ". فقلت: ألا أخبره يا رسول الله؟ قال: " بلى فأخبره ". فأخبرته فقال: أنت لي صديق أخبرتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث
رواه أحمد وفي الصحيح منه: " إن عبد الله بن قيس أعطي مزمارا من مزامير آل داود ". وهنا: " من مزامير داود "
ورجال أحمد رجال الصحيح
15939 - وعن محجن بن الأدرع قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى صعد أحدا ثم أشرف على المدينة فقال: " ويح أمها قرية يدعها أهلها أعمر ما تكون يأتيها الدجال فيجد على كل نقب من أنقابها ملكا مصلتا. ثم انحدر حتى أتى المسجد فإذا هو برجل قائم يصلي ويقرأ فقال: " تراه عبد الله بن قيس؟ إنه لأواه حليم ". قلت: يا رسول الله ألا أبشره؟ قال: " احذر لا تسمعه فتهلكه ". ثم انحدر فلما انتهينا إلى المسجد فوجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد وكان في المسجد رجل يطيل الصلاة وكان بريدة صاحب مزاحات فقال: يا محجن ألا تصلي كما يصلي سكية فلم يرد عليه شيئا ورجع فلما أتى بيته قال:
خير ديننا أيسره خير دينكم أيسره خير دينكم أيسره خير دينكم أيسره
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رجاء بن أبي رجاء وقد وثقه ابن حبان
15940 - وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لقد أعطي أبو موسى من مزامير داود
قلت: رواه ابن ماجة إلا أنه قال: " من مزامير آل داود ". وهنا: " من مزامير داود "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث
15941 - وعن سلمة بن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبي موسى وهو يقرأ فقال:
لقد أوتي هذا من مزامير آل داود
رواه الطبراني وإسناده جيد
15942 - وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبي موسى ذات ليلة وأبو موسى يقرأ ومع النبي صلى الله عليه وسلم عائشة فقاما يستمعان لقرأته ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقي أبو موسى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في بيتك فقمنا فاستمعنا لقراءتك ". فقال أبو موسى: لو علمت بمكانك لحبرت لك تحبيرا "
قلت: في الصحيح طرف منه
رواه الطبراني ورجاله على شرط الصحيح غير خالد بن نافع الأشعري ووثقه ابن حبان وضعفه جماعة
15943 - وعن أنس قال: قعد أبو موسى في بيته واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن. قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ألا أعجبك من أبي موسى قعد في بيت واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتسطيع أن تقعدني حيث لا يراني أحد منهم؟ ". قال: نعم
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد فسمع قراءة أبي موسى فقال:
إنه يقرأ على مزمار من مزامير آل داود
رواه أبو يعلى وإسناده حسن
15944 - وعن البراء قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى يقرأ فقال:
كأن صوت هذا من مزامير آل داود
رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم خلاف
15945 - وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى الأشعري وسمعه يقرأ: " لقد أوتي أخوكم من مزامير آل داود "
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
15946 - وعن الشعبي قال: كتب عمر في وصيته أن: لا يقر لي عامل أكثر من سنة وأقروا الأشعري أربع سنين
رواه أحمد بإسناد حسن إلا أن الشعبي لم يسمع من عمر رضي الله عنه
128 - باب ما جاء في المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
15947 - عن أبي عبيدة قال: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس بن منبه يكنى أبا عبد الله أمه امرأة من بني نصر بن معاوية. ولي البصرة نحو سنتين ثم ولي الكوفة ومات بها سنة خمسين. وأول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله وثقوا
15948 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي المغيرة بن شعبة سنة خمسين
رواه الطبراني
15949 - وعن المغيرة بن شعبة قال: كنت فيمن حفر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلحدنا لحدا. قال: فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم القبر طرحت الفأس ثم قلت: الفأس الفأس ثم نزلت فوضعت يدي على اللحد
رواه الطبراني وفيه مجالد وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات
15950 - وعن ابن مرحب قال: نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أحدهم عبد الرحمن بن عوف وكان المغيرة بن شعبة يدعى أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: أخذت خاتمي فألقيته وقلت: إن خاتمي سقط من يدي لأمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون آخر الناس عهدا به
رواه الطبراني وإسناده حسن
15951 - وعن المغيرة بن شعبة قال: كنت عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه فعرض عليه فرس فقال رجل: احملني على هذا فقال: لأن أحمل عليه غلاما قد ركب الخيل على غرته أحب إلي من أن أحملك عليه فغضب الرجل وقال: أنا والله خير منك ومن أبيك فارسا فغضبت حين قال ذلك لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت إليه فأخذت برأسه فسحبته على أنفه فكأنما كان على أنفه عزلاء مزادة فأرادت الأنصار أن يستقيدوا مني فبلغ ذلك أبا بكر رضي الله عنه فقال: إن ناسا يزعمون أني مقيدهم من المغيرة بن شعبة ولأن أخرجهم من ديارهم أقرب من أن أقيدهم من وزعة الله الذين يزعون عباد الله
قلت: هذا الكلام الأخير لم أعرف معناه والله أعلم
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
129 - باب ما جاء في أبي هريرة رضي الله عنه
15952 - عن قيس المدني أن رجلا جاء زيد بن ثابت فسأل عن شيء فقال له زيد: عليك بأبي هريرة فبينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو ونذكر ربنا عز وجل إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فسكتنا فقال: " عودوا للذي كنتم فيه ". فقال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني سائلك بمثل ما سألك صاحباي وأسألك علما لا ينسى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " سبقكما بها الغلام الدوسي "
رواه الطبراني في الأوسط وقيس هذا كان قاص عمر بن عبد العزيز لم يرو عنه غير ابنه محمد وبقية رجاله ثقات
15953 - وعن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره. قلت: فذكر الحديث
رواه عبد الله بن أحمد في المسند في حديث طويل في علامات النبوة ورجاله ثقات
15954 - وعن أبي الشعثاء سليم قال: قدمت المدينة فوجدت أبا أيوب يحدث عن أبي هريرة فقلت: تحدث عن أبي هريرة وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه قد سمع
رواه الطبراني من طريقين في إحداهما سعيد بن شعبان الجحدري وثقه غير واحد وفيه ضعف وبقية رجالها ثقات
15955 - وعن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله إني إذا رأيتك قرت عيني وطابت نفسي وإذا لم أرك لم تطب نفسي - أو كلمة نحوها -
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أبي ميمونة الفارسي وهو ثقة
15956 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابسط ثوبك ". فبسطته فحدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة النهار ثم تفل في ثوبي ثم ضممت ثوبي إلى بطني فما نسيت شيئا بعد
قلت: هو في الصحيح بغير هذا السياق
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وقد ضعفه الجمهور وقال سعيد بن منصور: كان مالك يرضاه وهو ثقة وعمر بن عبد الله بن عبد الرحمن الجندعي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
15957 - وعن أبي هريرة قال: كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل سنة مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين
رواه أحمد ورجاله رجال الصحي
130 - باب ما جاء في أبي مالك رضي الله عنه
15958 - عن أبي مالك عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغه - دعا له:
اللهم صل على عبيد أبي مالك واجعله فوق كثير من الناس
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
131 - باب ما جاء في عمرو بن ثابت عرف بالأصيرم رضي الله عنه
15959 - عن أبي هريرة أنه كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط فإذا لم يعرفه الناس سألوه: من هو؟ فيقول: أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش
[قال الحصين]: فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد بدا له الإسلام فأسلم فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة. فبينا رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به قالوا: والله إن هذا للأصيرم وما جاء به لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث فسألوه: ما جاء به؟ فقالوا: ما جاء بك يا عمرو أحدثا على قومك أو رغبة في الإسلام؟ فقال: بل رغبة في الإسلام آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلت حتى أصابني ما أصابني. فلم يلبث أن مات في أيديهم فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه لمن أهل الجنة "
رواه أحمد ورجاله ثقات
132 - باب ما جاء في سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
15960 - عن سلمة - يعني ابن الأكوع - قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا ومسح رأسي مرارا وأستغفر لي ولذريتي عدد ما بيدي من الأصابع
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد بن أبي حكيمة وهو ثقة
15961 - وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع
رواه الطبراني في الصغير وفيه جماعة لم أعرفهم
133 - باب ما جاء في أبي أسيد رضي الله عنه
15962 - عن عباس بن سهل بن سعد قال: سمعت أبا أسيد يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين غزوة غزوة بعد غزوة
رواه البزار وفيه الواقدي وهو ضعيف
15963 - وعن سليمان بن يسار أن أبا أسيد الساعدي أصيب بصره قبل قتل عثمان فقال: الحمد لله الذي متعني ببصري في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد الفتنة في عباده كف بصري عنها
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن حازم وهو ثقة
15964 - وعن يحيى بن بكير قال: توفي أبو أسيد الساعدي واسمه ملك بن ربيعة سنة ثلاثين وسنه تسعون سنة
رواه الطبراني
134 - باب ما جاء في صفوان بن عسال رضي الله عنه
15965 - عن زر بن حبيش قال: وفدت في خلافة عثمان بن عفان وإنما حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت صفوان بن عسال المرادي فقلت له: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وحديثه حسن
135 - باب ما جاء في صفوان بن المعطل رضي الله عنه
15966 - عن سعد مولى أبي بكر قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان بن المعطل وكان يقول هذا الشعر فقال: صفوان هجاني فقال: " دعوا صفوان فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب "
رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح بن رستم وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
قلت: وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما علمت عليه إلا خيرا "
136 - باب ما جاء في صفوان بن قدامة رضي الله عنه
15967 - عن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال: هاجر أبي صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة فبايعه على الإسلام فمد النبي صلى الله عليه وسلم إليه يده فمسح عليها فقال له صفوان: إني أحبك يا رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب "
فكان صفوان بن قدامة حيث أتى دار الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة دعا قومه وبني أخيه ليخرجوا معه فأبوا عليه فخرج وتركهم وخرج معه بابنيه عبد الرحمن وعبد الله وكانت أسماؤهم في الجاهلية: عبد العزى وعبد نهم فغير أسماؤهم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال في ذلك ابن أخيه نصر بن فلان بن قدامة في خروج صفوان ووحشتهم لفراقه:
تحمل صفوان وأصبح غاديا... بأبنائه عمدا وخلى المواليا
فأصبحت مختارا لرمل معبد... وأصبح صفوان بيثرب ثاويا
طلاب الذي يبقى وآثر غيره... فشتان ما يفنى وما كان باقيا
بإتيانه دار الرسول محمد... مجيبا له إذ جاء بالحق هاديا
فيا ليتني يوم الحدبا اتبعتهم... قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا
فأجابه صفوان فقال:
من مبلغ نصرا رسالة عاتب... بأنك بالتقصير أصبحت راضيا
مقيما على أركان هدلق للهوى... تمنى وأنك مغرور تمنى الأمانيا
فسام قسيمات الأمور وعادها... قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا
وأقام صفوان بالمدينة حتى مات بها فقال عبد الرحمن في موت أبيه صفوان:
وأنا ابن صفوان الذي سبقت له... عند النبي سوابق الإسلام
صلى الإله على النبي وآله... وثنى عليه بعدها بسلام
والخلق كلهم بمثل صلاتهم... من في السماء وأرضه الأيام
وأقام صفوان بالمدينة خلافة عمر بن الخطاب ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث جرير بن عبد الله وعبد الرحمن بن صفوان في جيش مددا للمثنى بن حارثة
رواه الطبراني وفيه موسى بن ميمون وكان قدريا وبقية رجاله وثقوا
137 - باب ما جاء في طلحة بن البراء رضي الله عنه
15968 - عن أبي مسكين عن طلحة بن مسكين عن طلحة بن البراء أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابسط - يعني يدك - أبايعك. قال: " وإن أمرتك بقطيعة والديك؟ ". قلت: لا
ثم عدت له فقلت: ابسط يدك أبايعك قال: " علام ". قلت: على الإسلام قال: " وإن أمرتك بقطيعة والديك؟ ". قلت: لا
ثم عدت الثالثة وكانت له والدة وكان من أبر الناس بها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا طلحة إنه ليس في ديننا قطيعة الرحم ولكن أحببت أن لا يكون في دينك ريبة ". فأسلم فحسن إسلامه. ثم مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فوجده مغمى عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أظن طلحة إلا مقبوضا من ليلته فإن أفاق فأرسلوا إلي ". فأفاق طلحة في جوف الليل فقال: ما عادني النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى فأخبروه بما قال قال: فقال: لا ترسلوا إليه في هذه الساعة فتلسعه دابة أو يصيبه شيء ولكن إذا فقدت فاقرؤوه مني السلام وقولوا له فلسيتغفر لي. فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح سأل عنه فأخبروه بموته وبما قال قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: " اللهم القه يضحك إليك وأنت تضحك إليه "
رواه الطبراني مرسلا وعبد ربه بن صالح لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
15969 - وعن حصين بن وحوح أن طلحة بن البراء لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله مرني بما أحببت فلا أعصي لك أمرا. فعجب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وهو غلام فقال: " اذهب فاقتل أباك "
قال: فخرج موليا ليفعل فدعاه فقال له: " أقبل فإني لم أبعث بقطيعة رحم "
فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في المساء في غيم وبرد فلما انصرف قال لأهله: " إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني حتى أشهده وأصلي عليه ". وأعجلوا فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي وجن عليه الليل وكان فيما قال طلحة: ادفنوني وألحقوني بربي تبارك وتعالى ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف عليه اليهود ولا يصاب في سببي. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه وقال: " اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك "
قلت: عند أبي داود طرف من آخره
رواه الطبراني في الأوسط وقد روى أبو داود بعض هذا الحديث وسكت عليه فهو حسن إن شاء الله
138 - باب ما جاء في سفينة رضي الله عنه
15970 - عن سعيد بن جمهان أنه لقي سفينة ببطن نخلة في زمن الحجاج قال: فأقمت عنده ثمان ليال أسأله عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت له: ما اسمك؟ قال: ما أنا بمخبرك سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة. قلت: ولم سماك سفينة؟ قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لي: " ابسط كساءك ". فبسطته فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه علي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احمل فإنما أنت سفينة ". فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن يحفوا
رواه أحمد والبزار والطبراني بأسانيد ورجال أحمد والطبراني ثقات
15971 - وعن عمران البجلي عن مولى لأم سلمة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فانتهينا إلى واد. قال: فجعلت أعبر الناس أو أحملهم قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما كنت اليوم إلا سفينة أو ما أنت إلا سفينة "
رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما ثقات
15972 - وعن سفينة قال: كنت في البحر فانكسرت سفينتنا فلم نعرف الطريق فإذا أنا بالأسد قد عرض لنا فتأخر أصحابي فدنوت منه فقلت: أنا سفينة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أضللنا الطريق فمشى بين يدي حتى أوقفنا على الطريق ثم تنحى ودفعني كأنه يريني الطريق فظننت أنه يودعنا
رواه البزار والطبراني بنحوه إلا أنه قال: فانكسرت سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحا من ألواحها فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد فأقبل إلي يريدني فقلت له: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطأطأ رأسه وأقبل إلي فدفعني بمنكبه. والباقي بنحوه
15973 - وفي بعض طرقه عن سفينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحوه
ولا أدري ما معنى قوله: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ورجالهما وثقوا
139 - باب في ما جاء في أبي الدرداء رضي الله عنه
15974 - عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا ألفين ما نوزعت أحدا منكم عند الحوض فأقول: هذا من أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟
قال أبو الدرداء: يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم. قال: " لست منهم "
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه ورجالهما ثقات
15975 - وعن أبي الدرداء قال: قلت: يا رسول الله بلغني أنك تقول: " إن قوما من أمتي سيكفرون بعد إيمانهم "؟. قال: " أجل يا أبا الدرداء ولست منهم "
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة
15976 - وعن خيثمة قال: قال أبو الدرداء: كنت تاجرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أردت أن أجمع بين التجارة والعبادة فلم يستقم فتركت التجارة وأقبلت على العبادة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
140 - باب ما جاء في جليبيب رضي الله عنه
15977 - عن أبي بزرة الأسلمي أن جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن فقلت لأمرأتي: لا تدخلن عليكم جليبيبا إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن. قال: وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم: هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: " زوجني ابنتك ". قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين قال: " إني لست أريدها لنفسي ". قال: فلمن يا رسول الله؟ قال: " لجليبيب ". قال: أشاور أمها. [فأتى أمها] فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك قالت: نعم ونعمة عين. قال: إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب. قالت: ألجليبيب إنيه ألجليبيب إنيه لا لعمر الله لا نزوجه فلما أن أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها فقالت: أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟ ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني
فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: شأنك بها فزوجها جليبيبا
قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له قال: فلما أفاء الله عز وجل عليه قال: " هل تفقدون من أحد؟ ". قالوا: لا قال: " لكني أفقد جليبيبا ". قال: " فاطلبوه ". فوجدوه إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فقالوا: يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه. فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه ". - مرتين أو ثلاثا -
ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحفر له ما له سرير إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره ولم يذكر أنه غسله
قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها
وحدث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا قال: هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
اللهم صب عليها الخير صبا ولا تجعل عيشها كدا كدا
قال: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها
قلت: هو في الصحيح خاليا عن الخطبة والتزويج
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15978 - وعن أنس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها قال: استأمر أمها قال: " فنعم إذا ". قال: فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت: لا ها الله إذا ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيبا وقد منعناها فلانا وفلانا؟ قال: والجارية في خدرها تسمع. قال: فانطلق الرجل يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقالت الجارية: أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟ إن كان رضي لكم فأنكحوه. قال: فكأنها جلت عن أبوابها وقالا: صدقت فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت رضيته فقد رضيناه فقال: " إني قد رضيته ". فزوجها ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب فوجدوه قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم
قال أنس: فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق أيم بالمدينة
رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: فكأنما حلت عن أبويها عقالا. ورجال أحمد رجال الصحيح
141 - باب ما جاء في زاهر بن حزام رضي الله عنه
15979 - عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميما فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال: أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من يشتري العبد؟ ". فقال: يا رسول الله إذا تجدني كاسدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكنك عند الله لست بكاسد ". أو قال: " [لكن] عند الله أنت غال "
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح
15980 - وعن سالم - يعني ابن أبي الجعد - عن رجل من أشجع - يقال له: أزهر بن حرام الأشجعي - رجل بدوي وكان لا يزال يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بطرفة أو هدية فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق المدينة يبيع سلعة له ولم يكن أتاه - يعني في ذلك الوقت - فاحتضنه من وراء كتفه فالتفت فأبصر النبي صلى الله عليه وسلم فقبل كفه فقال: " من يشتري العبد؟ ". قال: إذا تجدني يا رسول الله كاسدا قال: " لكنك عند الله ربيح "
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل حاضر بادية وبادية آل محمد زاهر بن حرام "
رواه البزار والطبراني ورجاله موثقون
142 - باب ما جاء في عبد الله بن أبي البجادين رضي الله عنه
15981 - عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له: ذو البجادين: " إنه أواه ". وذلك أنه كثير الذكر لله عز وجل في القرآن وكان يرفع صوته في الدعاء
رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن
15982 - وعن ابن الأدرع قال: كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ذات ليلة لبعض حاجته قال: فرآني فأخذ بيدي فانطلقنا فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عسى أن يكون مرائيا ". قال: قلت: يا رسول الله يصلي يجهر بالقرآن؟ قال: " إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة "
ثم خرج ذات ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته فأخذ بيدي فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن فقلت: عسى أن يكون مرائيا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلا إنه أواب ". فنظرت فإذا عبد الله ذو البجادين
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
15983 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: والله لكأني أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبر عبد الله ذي البجادين وأبو بكر وعمر رحمة الله عليهما وهو يقول: " ناولوني صاحبكما ". حتى وسده في لحده فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة فقال: " اللهم إني أمسيت عنه راض فارض عنه "
رواه البزار عن شيخه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك
143 - باب ما جاء في ضمام رضي الله عنه
15984 - عن ابن عباس قال: جاء ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أرقيك يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله نستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ". قال ضمام: لقد قرأت الكتب والتوراة والإنجيل والزبور فما سمعت مثل هذا الكلام أعدهن علي فأعادهن عليه ثم ذكر أنه أسلم
قلت: حديث ضماد - بالدال - في الصحيح وغيره وحديث ضمام بالميم لم أجده
رواه الطبراني وذكره بالميم ورجاله ثقات
144 - باب ما جاء في نعيم النحام رضي الله عنه
15985 - قال الطبراني: وهو نعيم بن عبد الله بن أسد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. وإنما سمي النحام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سمعت نحمة في الجنة "
والنحم: الصوت
15986 - قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وكان إسلامه قبل هجرة الحبشة وقتل بأجنادين من أرض الشام
145 - باب ما جاء في عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه
15987 - قال الطبراني: هو عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وأمه عمرة بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف. كان قد عمي قبل وفاته. وكان كاتبا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
15989 -[25] وعن عبد الواحد بن أبي عون قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم كتاب رجل فقال لعبد الله بن الأرقم: " أجب عني ". فكتب جوابه ثم قرأه عليه فقال: " أصبت وأحسنت اللهم وفقه ". فلما ولي عمر كان يشاوره
رواه الطبراني معضلا وإسناده حسن
146 - باب ما جاء في عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه
15990 - عن عثمان بن أبي العاص قال: قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبسنا حللنا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: من يمسك لنا رواحنا؟ فكل القوم أحب الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وكره التخلف عنه قال عثمان: وكنت أصغرهم فقلت: إن شئتم أمسكت لكم على أن عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم قالوا: فذلك لك فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا: انطلق بنا قلت: أين؟ قالوا: إلى أهلك فقلت: خرجت من أهلي حتى إذا حللت بباب النبي صلى الله عليه وسلم أرجع ولا أدخل عليه وقد أعطيتموني ما قد علمتم [من العهد]؟ قالوا: فاعجل لنا فإنا قد كفيناك المسألة فلم ندع شيئا إلا سألناه فدخلت فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني قال: " ماذا قلت؟ ". فأعدت عليه القول فقال: " لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أصحابك اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من تقدم عليه من قومك ". فذكر الحديث
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حكيم بن حكيم بن عياد وقد وثق
15991 - وفي رواية أخرى مختصرة قال فيها: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته مصحفا كان عنده فأعطانيه
15992 - وعن أبي هريرة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ومعه كتاب قال:
لأعطين هذا الكتاب رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قم يا عثمان بن أبي العاص
فقام عثمان بن أبي العاص فدفعه إليه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يعلى أبو أمية وهو ضعيف
15993 - وعن أبي نضرة قال: أتيت عثمان بن أبي العاص في أيام العشر وكان له بيت قد أخلاه للحديث فمر عليه بكبش فقال لصاحبه: بكم أخذته؟ فقال: باثني عشر درهما فقلت: لو كان معي اثنا عشر درهما اشتريت بها كبشا فضحيت وأطعمت عيالي فلما قمت اتبعني رسول عثمان بصرة فيها خمسون درهما فما رأيت دراهم قط كانت أعظم بركة منها أعطاني وهو لها محتسب وأنا إليها محتاج
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
147 - باب ما جاء في عثمان بن حنيف رضي الله عنه
15994 - عن نوفل بن مساحق قال: بينما عثمان بن حنيف يكلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عاملا فأغضبه فأخذ عمر بن الخطاب قبضة من البطحاء فرجمه بها فأصاب حجر منها جبينه فشجه فسال الدم على لحيته فكأنه ندم فقال: امسح الدم عن لحيتك فقال: لا يهولنك هذا يا أمير المؤمنين فوالله لما انتهكت ممن وليتني أمره أشد مما انتهكت مني. قال: فكأنه أعجب عمر ذلك منه وزاده خيرا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
148 - باب ما جاء في جرير رضي الله عنه
15995 - عن جرير قال: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم رحلت عيبتي ثم لبست حلتي ثم دخلت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد الله ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ذكرك [آنفا] بأحسن ذكر فبينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته وقال:
يدخل عليكم من هذا الباب - أو من هذا الفج - رجل من خير ذي يمن إلا أن على وجهه مسحة ملك
قال جرير: فحمدت الله على ما أبلاني
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنهما ورجال أحمد رجال الصحيح غير المغيرة بن شبل وهو ثقة
15996 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يطلع عليكم خير ذي يمن عليه مسحة ملك
فطلع جرير بن عبد الله
رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب
15997 - وعن عبد الله بن ضمرة قال: بينا أنا يوما قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه أكثرهم من اليمن إذ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن ". فبقي القوم كل رجل يرجو أن يكون من أهل بيته فإذا هم بجرير بن عبد الله وقد طلع من الثنية فجاء حتى سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه فردوا عليه بأجمعهم السلام ثم بسط عرض ردائه وقال له: " على هذا يا جرير فاقعد ". فقعد معهم مليا ثم قام فانصرف فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأينا اليوم منك منظرا لجرير ما رأيناه لأحد قال: " نعم هذا كريم قومه فأكرموه "
رواه الطبراني والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم
15998 - وعن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يأتيكم من هذا الفج خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك
قال: فما من القوم رجل إلا يتمنى أن يكون منه إذ طلع عليهم راكب فانتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل عن راحلته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فصافحه وبايعه وهاجر
قال: " من أنت؟ ". قال: أنا جرير بن عبد الله البجلي فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه ومسح بيده على رأسه ووجهه وصدره وبطنه حتى انحنى جرير حياء أن يدخل يده تحت إزاره وهو يدعو له بالبركة ولذريته ثم مسح رأسه وظهره وهو يدعو له
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك
15999 - وعن جرير قال: إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أبايعك على الهجرة فبايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترط علي: " والنصح لكل مسلم ". فبايعته على هذا
قلت: في الصحيح: فاشترط علي: " والنصح لكل مسلم "
رواه الطبراني بطرق ورجال بعضها رجال الصحيح
16000 - وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن
قالها ثلاثا
رواه الطبراني وأبو بكر بن حفص لم يدرك عليا وسليمان بن إبراهيم بن جرير لم أجد من وثقه وبقية رجاله ثقات
16001 - وعن جرير قال: كانت إذا قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفود دعاني فباهاهم بي
رواه الطبراني وفيه خالد بن عمرو الأموي وهو متروك ووثقه ابن حبان
16002 - وعن ابن لجرير بن عبد الله قال: كان نعل جرير بن عبد الله طولها ذراع
رواه عبد الله وابن جرير لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
16003 - وعن سليم أبي الهذيل قال: كنت رفاء على باب جرير بن عبد الله فكان يخرج فيركب بغلة له ويحمل غلامه خلفه
رواه الطبراني وسليم ومحمد بن منصور الكليبي لم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
149 - باب ما جاء في وائل بن حجر رضي الله عنه
16004 - عن وائل بن حجر قال: بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في ملك عظيم وطاعة فرفضته وخرجت راغبا في الله ورسوله فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد بشرهم بقدومي فلما قدمت عليه فسلمت عليه فرد علي وبسط لي رداءه وأجلسني عليه ثم صعد منبره وأقعدني معه فرفع يديه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبيين واجتمع الناس إليه فقال لهم:
أيها الناس هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره راغبا في الله وفي رسوله وفي دينه بقية أبناء الملوك
فقلت: يا رسول الله ما هو إلا أن بلغنا ظهورك ونحن في ملك عظيم وطاعة عظيمة فأتيتك راغبا في الله ورسوله وفي دينه. قال: " صدقت "
رواه البزار وفيه محمد بن حجر وهو ضعيف
16005 - وعن وائل بن حجر قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
هذا وائل بن حجر جاءكم لم يجئكم رغبة ولا رهبة جاءكم حبا لله ولرسوله
وبسط له رداءه وأجلسه إلى جنبه وضمه إليه وأصعده المنبر فخطب الناس فقال: " ارفقوا به فإنه حديث عهد بالملك ". فقال: إن أهلي غلبوني على الذي لي قال: " أنا أعطيكه وأعطيك ضعفه "
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا وائل بن حجر إذا صليت فاجعل يديك حذاء أذنيك والمرأة تجعل يديها حذاء ثدييها
قلت: له في الصحيحين في رفع اليدين غير هذا الحديث
رواه الطبراني من طريق ميمونة بنت حجر بن عبد الجبار عن عمتها أم يحيى بنت عبد الجبار ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات
16006 - وعن وائل بن حجر قال: لما بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت وافدا عن قومي حتى قدمت المدينة فلقيت أصحابه قبل لقائه فقالوا: بشرنا بك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أن تقدم علينا بثلاثة أيام فقال: " قد جاءكم وائل بن حجر "
ثم لقيته عليه السلام فرحب بي وأدنى مجلسي وبسط لي رداءه فأجلسني عليه ثم دعا في الناس فاجتمعوا إليه ثم اطلع المنبر وأطلعني معه وأنا دونه ثم حمد الله وقال:
يا أيها الناس هذا وائل بن حجر أتاكم من بلاد بعيدة من بلاد حضرموت طائعا غير مكره بقية أبناء الملوك بارك الله فيك يا وائل وفي ولدك
ثم نزل وأنزلني منزلا شاسعا عن المدينة وأمر معاوية بن أبي سفيان أن يبوئني إياه فخرجت وخرج معي حتى إذا كنا ببعض الطريق قال: يا وائل إن الرمضاء قد أصابت بطن قدمي فأردفني خلفك فقلت: ما أضن عليك بهذه الناقة ولكن لست من أرداف الملوك وأكره أن أعير بك قال: فألق إلي حذاءك أتوقى به من حر الشمس قلت: ما أضن عليك بهاتين الجلدتين ولكن لست ممن يلبس لباس الملوك وأكره أن أعير بك. فلما أردت الرجوع إلى قومي أمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتب ثلاثة منها كتاب لي خالص يفضلني فيه على قومي وكتاب لي ولأهل بيتي بأموالنا هناك وكتاب لي ولقومي
وفي كتابي الخالص: " بسم الله من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية إن وائلا يستسقى ويترفل على الأقيال حيث كانوا من حضرموت "
وفي كتابي الذي لي ولأهل بيتي: " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية لأبناء معشر وأبناء ضمعاج أقيال شنوءة بما كان لهم فيها من ملوك ومزاهر وعمران وبحر وملح ومحجر وما كان لهم من مال اترثوه وما كان لهم فيها من مال بحضرموت أعلاها وأسفلها مني الذمة والجوار الله لهم جار المؤمنون على ذلك أنصار "
وفي الكتاب الذي لي ولقومي: " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى وائل بن حجر والأقوال العباهلة من حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة من الصرمة التيعة ولصاحبها الثيمة لا جلب ولا جنب ولا شغار ولا وراط في الإسلام. لكل عشرة من السرايا ما يحمل الجراب من التمر من أجبا فقد أربى وكل مسكر حرام "
فلما ملك معاوية بعث رجلا من قريش يقال له: بسر بن أبي أرطاة فقال له: ضممت إليك الناحية فاخرج بجيشك فإذا خلفت أفواه الشام فضع سيفك فاقتل من أبى بيعتي حتى تصير إلى المدينة ثم ادخل المدينة فاقتل من أبى بيعتي وإن أصبت وائل بن حجر حيا فائتني به ففعل وأصاب وائلا حيا فجاء به إليه فأمر معاوية أن يتلقى وأذن له فأجلسه معه على سريره فقال له معاوية: أسريري هذا خير أم ظهر ناقتك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين كنت حديث عهد بجاهلية وكفر وكانت تلك سيرة الجاهلية فقد أتانا الله بالإسلام فستر الإسلام ما فعلت. قال: فما منعك من نصرنا وقد أعدك عثمان ثقة وصهرا؟ قلت: إنك قاتلت رجلا هو أحق بعثمان منك قال: وكيف يكون أحق بعثمان مني وأنا أقرب إلى عثمان في النسب؟ قلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بين علي وعثمان فالأخ أولى من ابن العم ولست أقاتل المهاجرين قال: أولسنا مهاجرين؟ قلت: أولسنا قد اعتزلناكما جميعا؟
وحجة أخرى: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رفع رأسه نحو المشرق وقد حضره جمع كثير ثم رد إليه بصره فقال: " أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم ". فشدد أمرها وعجله وقبحه فقلت له من بين القوم: يا رسول الله وما الفتن؟ قال: " يا وائل إذا اختلف سيفان في الإسلام فاعتزلهما ". فقال: أصبحت شيعيا؟ فقلت: لا ولكني أصبحت ناصحا للمسلمين فقال معاوية: لو سمعت ذا وعلمته ما أقدمتك قلت: أوليس قد رأيت ما صنع محمد بن مسلمة عند مقتل عثمان؟ انتهى بسيفه إلى صخرة فضربه حتى انكسر فقال: أولئك قوم يحملون [علينا]
قلت: فكيف نصنع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أحب الأنصار فبحبي أحبهم ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم
؟
فقال: اختر أي البلاد شئت فإنك لست براجع إلى حضرموت فقلت: عشيرتي بالشام وأهل بيتي بالكوفة فقال: رجل من أهل بيتك خير من عشرة من عشيرتك فقلت: ما رجعت إلى حضرموت سرورا بها وما ينبغي للمهاجر أن يرجع إلى الموضع الذي هاجر منه إلا من علة قال: وما علتك؟ قلت: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن فحيث اختلفتم اعتزلناكم وحيث اجتمعتم جئناكم فهذه العلة
فقال: إني قد وليتك الكوفة فسر إليها فقلت: ما ألي بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أما رأيت أبا بكر أرادني فأبيت؟ وأرادني عمر فأبيت وأرادني عثمان فأبيت ولم أدع بيعتهم
[قد] جاءني كتاب أبي بكر حيث ارتد أهل ناحيتنا فقمت فيهم حتى ردهم الله إلى الإسلام بغير ولاية فدعا عبد الرحمن بن أم الحكم فقال: سر فقد وليتك الكوفة وسر بوائل فأكرمه واقض حوائجه فقال: يا أمير المؤمنين أسأت بي الظن تأمرني بإكرام من قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمه وأبا بكر وعمر وعثمان وأنت؟ فسر معاوية بذلك منه فقدمت معه الكوفة فلم يلبث أن مات
قال محمد بن حجر: الوراط: القمار. والأقوال: الملوك. والعياهل: العظماء
رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه محمد بن حجر وهو ضعيف
150 - باب ما جاء في العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه
16007 - عن أبي هريرة قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهن أعجب. انتهينا إلى ساحل البحر فقال: سموا الله وتقحموا فسمينا وتقحمنا فعبرنا فما بل الماء أسافل خفاف إبلنا. فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض وليس معنا ماء فشكونا إليه فقال: صلوا ركعتين ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا واستقينا فمات فدفناه في الرمل فلما صرنا غير بعيد قلنا: يجيء سبع فيأكله فرجعنا فلم نره
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن معمر الهروي ولد إسماعيل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
قلت: وقد تقدمت قصته في البحرين وحصرهم إياه ونصره عليهم في قتال أهل الردة
151 - باب ما جاء في جبير بن مطعم رضي الله عنه
16008 - عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو أتاني [في هؤلاء] النتنى لشفعته
يعني: المطعم بن عدي فأسلم عند ذلك جبير
قلت: هو في الصحيح غير قوله: فأسلم عند ذلك جبير
رواه الطبراني وإسناده حسن
152 - باب ما جاء في ثوبان رضي الله عنه
16009 - قال الطبراني: ثوبان رضي الله عنه يكنى أبا عبد الله ويقال: هو من اليمن من حمير مولى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقال: أصابه سباء فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه كان يسكن حمص مات سنة خمس وخمسين
153 - باب ما جاء في هالة رضي الله عنه
16010 - عن هالة أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقد فاستيقظ فضم هالة إلى صدره فقال:
هالة هالة
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وقال: كأنه سر به لقرابته من خديجة رضي الله عنها. وفي إسناده جماعة لم أعرفهم
154 - باب ما جاء في حسان بن ثابت رضي الله عنه
16011 - عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت:
أهج المشركين فإن الله تعالى يؤيدك بروح القدس
رواه الطبراني في الصغير وفيه أيوب بن سويد الرملي وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال: كان رديء الحفظ
16012 - وعن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: قد جاء حسان اللعين فقال ابن عباس: ما هو بلعين لقد جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ونفسه
رواه أبو يعلى وفيه خديج بن معاوية بن خديج وهو ضعيف وقد وثق
155 - باب ما جاء في أبي هند الحجام رضي الله عنه
16013 - عن عائشة أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجاما حجم النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من سره أن ينظر إلى رجل صور الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند
وقال: " أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الواحد بن إسحاق الطبراني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
156 - باب ما جاء في معاوية بن معاوية الليثي رضي الله عنه
16014 - عن أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى بمثله فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا جبريل ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى؟
قال: إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم فبعث الله عليه ألف ملك يصلون عليه قال: " وفيم ذلك ". قال: كان يكثر قراءة {قل هو الله أحد} في الليل والنهار وفي ممشاه وقيامه وقعوده فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه؟ قال: " نعم ". فصلى عليه
رواه أبو يعلى وفيه العلاء بن زيدل أبو محمد الثقفي وهو متروك
157 - باب ما جاء في دحية الكلبي رضي الله عنه
16015 - عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
كان يأتيني جبريل على صورة دحية الكلبي
قال أنس: ودحية كان رجلا جسيما أبيض
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف
158 - باب ما جاء في العرباض وعتبة رضي الله عنهما
16016 - عن شريح بن عبيد قال: كان عتبة يقول: عرباض خير مني وعرباض يقول: عتبة خير مني سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسنة
رواه أحمد ورجاله ثقات
159 - باب ما جاء في أبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه
16017 - عن أبي زيد أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات
رواه الطبراني ورجاله ثقات
16018 - وعن أبي زيد قال: قاتلت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة مرة
قال شعبة: وهو جد عزرة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير تميم بن حويص وهو ثقة
16019 - وعن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري قال: استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فأخذتها فقال: " اللهم جمله "
قال: فرأيته وهو ابن أربع وتسعين ليس في لحيته شعرة بيضاء
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: ستون سنة. وإسناده حسن
16020 - وعن أبي زيد بن أخطب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جملك الله "
وكان رجلا جميلا حسن الشمط
رواه أحمد عن شيخه الحجاج بن نصير وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
160 - باب ما جاء في ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه
16021 - عن ضمرة بن ثعلبة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلتان من حلل اليمن فقال:
يا ضمرة أترى ثوبيك هذين مدخليك الجنة؟
فقال: لئن استغفرت لي يا رسول الله لا أقعد حتى أنزعهما عني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لضمرة بن ثعلبة ". فانطلق سريعا حتى نزعهما عنه
رواه أحمد والطبراني
16022 - وعنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم حرم دم ابن ثعلبة على المشركين والكفار
قال: فكنت أحمل في عرض القوم فيتراءى لي النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم فقالوا: يا ابن ثعلبة إنك لتغرر وتحمل على القوم فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يتراءى لي خلفهم فأحمل عليهم حتى أقف عنده ثم يتراءى لي أصحابي فأحمل حتى أكون مع أصحابي
قال: فعمر زمانا طويلا من دهره
رواه الطبراني وإسناده حسن
161 - باب ما جاء في معقل بن يسار رضي الله عنه
16023 - عن معقل بن يسار قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا
رواه أحمد ورجاله ثقات
162 - باب ما جاء في أبي العاص بن الربيع رضي الله عنه
16024 - قال الزبير بن بكار: أبو العاص بن الربيع زوج بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وابن خالتها أمه هالة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أخت خديجة لأبيها وأمها فاطمة بنت زائدة وهو الأصم بن جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد [بن] معيص بن عامر بن لؤي ويقال: اسم أبي العاص بن الربيع مهشم وكان يسمى: جرو البطحاء
وقال الزبير: وحدثني محمد بن حسن ويحيى بن محمد قالا: اسم أبي العاص بن الربيع: لقيط
قال الزبير: وحدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال: اسم أبي العاص بن الربيع القاسم وذلك الثبت في اسمه
وتوفي أبو العاص بن الربيع في ذي الحجة سنة ثنتي عشرة
رواه الطبراني وإسناده منقطع
162 - مكرر. باب ما جاء في فروة بن نعامة ويقال: ابن عامر الجذامي رضي الله عنه
16025 - عن عباس قال: بعث فروة بن عامر الجذامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان فروة عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب وكان منزله بعمان وما حولها فلما بلغ الروم ذلك من أمره حبسوه فقال في محبسه:
طرقت سليمى موهنا أصحابي... والروم بين الناس والقرواني
صد الخيال وساءني ما قد أرى... فهممت أن أعفي وقد أبكاني
فلا تكحلن العين بعدي إثمدا... سلمى ولا برين للإيمان
ولقد علمت أبا كبيشة أنني... وسط الأعزة لا يحس لساني
ولئن هلكت ليفقدن أخاكم... ولئن أصبت ليعرفن مكاني
ولقد عرفت بكل ما جمع الفتى... من رأيه وبنجدة وبيان
فلما جمعوا [على صلبه] وصلبوه على ماء يقال له: عفراء بفلسطين فلما رفع على خشبة قال:
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها... على ماء عفرا فوق إحدى الرواحل
بحدافة لم يضرب الفحل أمها... مشذية أطرافها بالمناجل
وقال:
بلغ سراة المسلمين بأنني... سلم لربي أعظمي وبناني
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن سلمة الربعي ضعفه أبو زرعة
163 - باب ما جاء في فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه
16026 - عن فروة بن مسيك المرادي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أكرهت يوميكم ويومي همدان؟
قال: قلت: نعم يا رسول الله فناء الأهل والعشيرة قال: " أما إنه خير لمن اتقى منكم "
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: " خير لمن بقي منكم ". وفيه مجالد وهو حسن الحديث وقد ضعف وبقية رجالهما رجال الصحيح
164 - باب ما جاء في فرات بن حيان رضي الله عنه
16027 - عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:
إن منكم رجالا لا أعطيهم شيئا أكلهم إلى إيمانهم منهم فرات بن حيان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة
16028 - وعن علي - يعني ابن طالب - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إني لأعطي قوما أتألفهم وأكل قوما إلى ما عندهم - أو إلى ما جعل الله في قلوبهم - منهم فرات بن حيان
رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
165 - باب في عمران بن حصين رضي الله عنه
16029 - عن أبي عبيد قال: عمران بن حصين من بني غاضرة من خزاعة
رواه الطبراني
16030 - وعن الواقدي قال: عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبيد بن عبد نهم بن حذافة بن حممة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو بن خزاعة
رواه الطبراني
16031 - قال الطبراني: ثنا عبيد الله بن محمد قال: ويكنى عمران أبا نجيد أسلم قديما هو وأبوه وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات. ولم يزل في بلاد قومه وينزل إلى المدينة كثيرا إلى أن قبض النبي صلى الله عليه وسلم فتحول إلى البصرة فنزلها إلى أن مات بها وله بقية من ولد
وخالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين ولي قضاء البصرة
ويقال: إن حصينا مات مسلما وقد ورد أنه مات مشركا والصحيح أنه أسلم
رواه الطبراني
16032 - وعن هلال بن يساف قال:
قدمت البصرة فدخلت المسجد فإذا بشيخ أبيض الرأس واللحية مستندا إلى أسطوانة حوله حلقة يحدثهم. قلت: من هذا؟ قالوا: عمران بن حصين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
16033 - وعن محمد بن سيرين قال: ما قدم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نفضله على عثمان[26] بن حصين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
16034 - وعن سفيان قال: ما قدم البصرة مثل عمران بن حصين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الإمام أحمد لم يسمع من سفيان الثوري وإن كان هو ابن عيينة فقد سمع منه
16035 - وعن أبي الأسود الدؤلي قال: قدمت البصرة وبها أبو نجيد عمران بن حصين وكان عمر بن الخطاب بعثه يفقه أهل البصرة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
16036 - وعن الحكم بن الأعرج أن عمران بن حصين قال: ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني وفيه عمر بن سهل المازني وثقه ابن حبان وقال: ربما خالف وضعفه العقيلي وبقية رجاله رجال الصحيح
16037 - وعن عطاء بن أبي ميمونة مولى عمران بن الحصين أن عمران بن الحصين قتل له أخ في الجاهلية فقتل به سبعين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عطاء
16038 - وعن هارون بن عبد الله الحمال قال: مات عمران بن حصين سنة ثنتين وخمسين
رواه الطبراني
166 - باب ما جاء في البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما
16039 - عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة
16040 - وقال: سمعت زيد بن أرقم يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة غزوة
رواه أبو يعلى وفيه خديج بن معاوية وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
167 - باب ما جاء في عمير بن سعد رصي الله عنه
16041 - عن عمير بن سعد قال: بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمير بن سعد عاملا على حمص فمكث حولا لا يأتيه. فقال عمر لكاتبه: اكتب إلى عمير بن سعد فوالله ما أراه إلا [قد] خاننا فإذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل بما جئت من المسلمين حين تنظر في كتابي هذا فأخذ عمير جرابه فجعل فيه زاده وقصعته وعلق أدواته وأخذ عنزته ثم أقبل يمشي من حمص حتى دخل المدينة
قال: فقدم وقد شحب لونه واغبر وجهه وطالت شعرته فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله فقال عمر: ما شأنك؟ فقال عمير: ما ترى من شأني؟ ألست تراني صحيح البدن ظاهر الدم معي الدنيا أجرها بقرونها قال: وما معك؟ قال: فظن عمر أنه قد جاء بمال فقال: معي جرابي أجعل فيه زادي وقصعتي آكل فيها وأغسل فيها رأسي وثيابي وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي وعنزتي أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوي إن عارضني فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي. قال: فجئت تمشي؟ قال: نعم قال: أما كان لك أحد يتبرع لك بدابة تركبها؟ قال: ما فعلوا وما سألتهم ذلك قال: بئس المسلمون خرجت من عندهم فقال له عمير: اتق الله يا عمر فقد نهاك الله عن الغيبة وقد رأيتهم يصلون صلاة الغداة. قال: فأين ما بعثتك به وأي شيء صنعت؟ قال: وما سؤالك يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: سبحان الله فقال عمير: أما لو لم أخش أن أغمك ما أخبرتك بعثتني حتى أتيت البلد فجمعت صلحاء أهلها فوليتهم جباية فيئهم حتى إذا جمعوه وضعته مواضعه ولو نالك منه شيء لأتيتك به قال: فما جئتنا بشيء؟ قال: لا. قال: جددوا لعمير عهدا قال: إن ذلك لسيئ لا عملت لك ولا لأحد بعدك والله ما سلمت بل لم أسلم ولو قلت لنصراني: أخزاك الله فهذا ما عرضتني به يا عمر وإن أشقى أيامي يوما خلفت معك يا عمر فاستأذنه فأذن له فرجع إلى منزله
قال: وبينه وبين المدينة أميال فقال عمر حين انصرف عمير: ما أراه إلا قد خاننا فبعث رجلا يقال له: الحارث فقال: انطلق حتى تنزل به كأنك ضيف [فإن رأيت أثر شيء فأقبل] وإن رأيت حالا شديدة فادفع هذه المائة الدنيار
فانطلق الحارث فإذا بعمير جالس يفلي قميصه إلى جنب الحائط فسلم عليه الرجل فقال له عمير: انزل رحمك الله فنزل ثم سأله فقال له: من أين جئت؟ قال: من المدينة فقال: كيف تركت أمير المؤمنين؟ قال: صالحا قال: كيف تركت المسلمين؟ قال: صالحين قال: أليس يقيمون الحدود؟ قال: بلى لقد ضرب ابنا له أتى فاحشة فمات من ضربه فقال عمير: اللهم أعز عمر فإني لا أعلمه إلا شديدا حبه لك
قال: فنزل به ثلاثة أيام وليس لهم إلا قرصة من شعير كانوا يخصونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد فقال له عمير: يا هذا إنك قد أجعتنا فإن رأيت أن تتحول عنا فافعل قال: فأخرج الدنانير فوضعها إليه فقال: بعث بها إليك أمير المؤمنين فاستعن بها فصاح قال: لا حاجة لي فيها ردها فقالت له امرأته: إن احتجت إليها وإلا فضعها مواضعها فقال عمير: والله ما لي شيء أجعلها فيه فشقت امرأته أسفل درعها فأعطته خرقة فجعلها فيها ثم خرج فقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء. ثم رجع والرسول يظن أنه يعطيه منها شيئا فقال له: أقرئ أمير المؤمنين مني السلام
فرجع الحارث إلى عمر فقال: ما رأيت؟ قال: رأيت يا أمير المؤمنين حالا شديدة. قال: فما صنع بالدنانير؟ قال: لا أدري
قال: وكتب إليه عمر: إذا جاءك كتابي فلا تضعه من يدك حتى تقبل فأقبل على عمر فدخل عليه فقال عمر: ما صنعت بالدنانير؟ قال: صنعت ما صنعت وما سؤالك عنها؟ قال: أنشد عليك لتخبرني بما صنعت بها قال: قدمتها لنفسي فقال: رحمك الله. فأمر له عمر بوسق من طعام وثوبين فقال: أما الطعام فلا حاجة لي فيه قد تركت في المنزل صاعين من شعير إلى أن آكل ذلك قد جاء الله بالرزق فلم يأخذ الطعام. وأما الثوبان فقال: إن فلانة عارية. فأخذهما ورجع إلى منزله فلم يلبث أن هلك رحمه الله فبلغ ذلك عمر فشق عليه وترحم عليه. فخرج يمشي ومعه المشاؤون إلى بقيع الغرقد فقال لأصحابه: ليتمن كل رجل منكم أمنيته
فقال رجل: يا أمير المؤمنين وددت أن عندي مالا فأعتق لوجه الله كذا وكذا. وقال آخر: وددت أن عندي مالا فأنفق في سبيل الله. وقال آخر: وددت أن عندي قوة فأمتح بدلو ماء زمزم لحاج بيت الله. فقال عمر: وددت أن لي رجلا مثل عمير وددت أن لي رجالا مثل عمير أستعين بهم في أعمال المسلمين
رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن هارون بن عنترة وهو متروك
168 - باب ما جاء في حكيم بن حزام رضي الله عنه
16042 - عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري قال: حدثني أبي قال: عاش حكيم بن حزام عشرين ومائة سنة ستين في الإسلام وستين في الجاهلية وكان إذا استغلظ في اليمين قال: والذي أنعم على حكيم أن يكون قتيلا يوم بدر لا أفعل كذا وكذا فلا يفعله
رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات
16043 - وعن مصعب بن ثابت قال: والله لقد بلغني: أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة معه مائة رقبة ومائة بدنة ومائة بقرة ومائة شاة فقال: هذا كله لله فأعتق الرقاب وأمر بذلك فنحر
رواه الطبراني مرسلا وفيه من لم أعرفه
16044 - وعن حكيم بن حزام أنه باع دارا له من معاوية رضي الله عنهما بستين ألفا فقالوا: غبنك والله معاوية فقال: والله ما أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر أشهدكم أنها في سبيل الله والمساكين والرقاب فأينا المغبون؟
16045 - وفي رواية: بمائة ألف
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن
16046 - وعن أبي حازم قال: ما كان بالمدينة أحد سمعنا به كان أكثر حملا في سبيل الله من حكيم بن حزام
قال: لقد قدم أعرابيان المدينة يسألان من يحمل في سبيل الله فدلا على حكيم بن حزام فأتياه في أهله فسألهما ما يريدان فأخبراه ما يريدان فقال لهما: لا تعجلا حتى أخرج إليكما وكان حكيم يلبس ثيابا يؤتى بها من مصر كأنها الشباك ثمنها أربعة دراهم ويأخذ عصا في يده ويخرج ومعه غلامان له وكلما مر بكناسة - أو قمامة - فرأى فيها خرقة تصلح في جهاز الإبل التي يحمل عليها في سبيل الله أخذها بطرف عصاه فنفضها ثم قال لغلاميه: أمسكا بسلعتكما في جهازكما فقال الأعرابيان أحدهما لصاحبه وهو يصنع ذلك: ويحك انج بنا فوالله ما عند هذا إلا لقط القشع فقال له صاحبه: ويحك لا تعجل حتى ننظر فخرج بهما إلى السوق فنظر إلى ناقتين جليلتين سمينتين خلفتين فابتاعهما وابتاع جهازهما ثم قال لغلاميه: رما بهذه الخرق ما ينبغي له المرمة من جهازكما ثم أوقرهما طعاما وبرا وودكا ثم أعطاهما نفقة ثم أعطاهما الناقتين
قال: يقول أحدهما لصاحبه: والله ما رأيت من لاقط قشع خيرا من اليوم
رواه الطبراني
169 - باب ما جاء في عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه
16047 - قال الطبراني: عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أمه أم مجالد امرأة من بني هلال. أسلم عام الفتح واستشهد يوم أجنادين
16048 - وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: عكرمة ين أبي جهل بن هشام ليس له عقب وكان خرج هاربا يوم الفتح حتى استأمنت له زوجته من النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم حكيم بنت هشام فأمنه. أدركته باليمن فردته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فاعتنقه وقال:
مرحبا بالراكب المهاجر
رواه الطبراني وإسناده منقطع
16049 - وعن أبي ملكية قال: كان عكرمة بن أبي جهل إذا اجتهد في اليمين قال: والذي نجاني يوم بدر
وكان يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول: كلام ربي كلام ربي
رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
16050 - وعن عكرمة بن أبي جهل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جئته:
مرحبا بالراكب المهاجر مرحبا بالراكب المهاجر
قلت: يا رسول الله لا أدع نفقة عليك إلا أنفقتها في سبيل الله
قلت: عند الترمذي: " مرحبا بالراكب المهاجر ". فقط مرة واحدة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن مصعب بن سعد لم يسمع من عكرمة
16051 - وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رأيت لأبي جهل عنقا في الجنة
فلما أسلم عكرمة قال: " هو هذا "
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد وثق وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات
170 - باب ما جاء في عروة بن مسعود رضي الله عنه
16052 - عن عروة - يعني ابن الزبير - قال: لما أنشأ الناس الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أخاف أن يقتلوك ". قال: لو وجدوني نائما ما أيقظوني فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى قومه مسلما فرجع عشاء فجاء ثقيف يحيونه فدعاهم إلى الإسلام فاتهموه وأغضبوه وأسمعوه ما لم يكن يحتسب ثم خرجوا من عنده فلما أسحروا واطلع الفجرقام عروة على غرفة في داره فأذن بالصلاة وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه "
رواه الطبراني وروى عن الزهري نحوه وكلاهما مرسل وإسنادهما حسن
16053 - وعن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عروة بن مسعود إلى الطائف فرماه رجل بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أشبه هذا بصاحب ياسين "
رواه الطبراني وفيه أبو عبيدة بن الفضل وهو ضعيف
16054 - وعن علي بن زيد بن جدعان أن عروة بن مسعود قال لقومه زمن الحديبية: أي قوم إني قد رأيت الملوك وكلمتهم فابعثوني إلى محمد فأكلمه فأتاه بالحديبية فجعل عروة يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ويتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم والمغيرة بن شعبة شاك في السلاح على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له المغيرة: كف يدك قبل أن لا تصل إليك فرفع عروة رأسه فقال: أنت هو والله إني لفي غدرتك ما أخرجت منها بعد
فرجع عروة إلى قومه فقال: أي قوم إني قد رأيت الملوك وكلمتهم والله ما رأيت مثل محمد صلى الله عليه وسلم قط وما هو بملك ولقد رأيت الهدي معكوفا يأكل وبره وما أراكم إلا سيصيبكم قارعة. فانصرف ومن معه من قومه فصعد سور الطائف فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فرماه رجل من قومه بسهم فقتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل صاحب ياسين "
رواه أبو يعلى مرسلا وإسناده حسن
171 - باب ما جاء في أبي أمامة واسمه صدي بن عجلان رضي الله عنه
16055 - عن أبي أمامة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى الله عز وجل وأعرض عليهم شرائع الإسلام فأتيتهم وقد سقوا إبلهم وحلبوها وشربوا فلما رأوني قالوا: مرحبا بالصدي بن عجلان قالوا: بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل قلت: لا ولكن آمنت بالله ورسوله وبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه. فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة دم فوضعوها واجتمعوا حولها فأكلوا بها قالوا: هلم يا صدي قلت: ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم إلا ما ذكيتم كما أنزل الله عليه قالوا: وما قال؟ قلت: نزلت هذه الآية: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير} إلى قوله: {وأن تستقسموا بالأزلام} فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون قلت لهم: ويحكم ائتوني بشربة من ماء فإني شديد العطش قال: وعلي عمامة قالوا: لا ولكن ندعك تموت عطشا قال: فاعتممت وضربت برأسي في العمامة ونمت في الرمضاء في حر شديد فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس ألف منه فأمكنني منها فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقظت ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشا بعد تيك الشربة
رواه الطبراني وفيه بشير بن شريح وهو ضعيف
16056 - وعن أبي أمامة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى باهلة فأتيتهم وهم على الطعام فرحبوا بي وأكرموني وقالوا: تعال فكل فقلت: إني جئت لأنهاكم عن هذا الطعام وأنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيتكم لتؤمنوا به فكذبوني وزبروني [فانطلقت] وأنا جائع ظمآن قد براني جهد شديد فنمت فأتيت في منامي بشربة لبن فشربت ورويت وعظم بطني فقال القوم: أتاكم رجل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه اذهبوا إليه وأطعموه من الطعام والشراب فقلت: لا حاجة [لي] في طعامكم وشرابكم فإن الله عز وجل أطعمني وسقاني فانظروا إلى هذه الحال التي أنا عليها فنظروا فآمنوا بي وبما جئت به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
16057 - وفي رواية: فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم
رواه الطبراني بإسنادين وإسناد الأولى حسن فيها أبو غالب وقد وثق



[1]تراجعت إلى الوراء.
[2]دقة.
[3]الفض عن ثمر الأراك.
[4]دقتهما.
[5]وعاء.
[6]حجر.
[7]شربة.
[8]شديد السمرة.
[9]لينقطع.
[10]نتهمه.
[11]ذكر النعام.
[12]القدر.
[13]أقطع تمرها.
[14]أعدو.
[15]قدر.
[16]أسرج.
[17]برد الحمى.
[18]شفقة ورقة.
[19]اخلطيه بماء.
[20]إناء.
[21]رشي.
[22]ثديه.
[23]قطعة.
[24]عادته ودأبه.
[25]كذا في الأصل بتجاوز الرقم 15988.
[26]كذا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المناقب, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir