دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ > الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 رجب 1432هـ/28-06-2011م, 04:32 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي باب جامع القول في مقدمات الناسخ والمنسوخ

باب جامع القول
في مقدمات الناسخ والمنسوخ



من ذلك أن تعلم ما الفرق بين النسخ والبداء، فتجيز النسخ في كتاب الله ولا تجيز فيه البداء.
فالنسخ: هو ما قدمنا ذكره من إزالة حكم ببدل أو بغير بدل مع تقدم العلم من الله –جل ذكره- بفرضه للناسخ ورفعه لحكم المنسوخ كل واحدٍ (منهما) في وقته الذي علمه وقدره قبل أمره بالأول بلا أمد.
وقد قيل: إن النسخ إنما هو تبيين انقضاء مدة التعبّد الأول وابتداء التعبد الثاني مع علم الله –جل ذكره- لذلك كله قبل كل شيء، وهو معنى ما ذكرنا أولاً.
فأما البداء: فهو ظهور رأيٍ محدث لم يظهر قبل. وهذا شيءٌ يلحق
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 112]
البشر لجهلهم بعواقب الأمور وعلم الغيوب، والله يتعالى عن ذلك علوا كبيرًا؛ لأنه يعلم عواقب الأمور ولا يغيب عنه شيء من علم الغيوب، فمحالٌ أن يبدو له (رأيٌ) لم يكن يبدو له قبل ذلك. هذا من صفات المخلوقين المربوبين.
ومن ذلك أن تعلم أن المدني من الآي ينسخ المدني الذي نزل قبله وينسخ المكي؛ لأنه نزل قبل المدني، وهذان الأصلان عليهما كل الناسخ والمنسوخ. ولا يجوز أن ينسخ المكي المدني؛ لأن الآية (لا يجوز أن تنسخ) ما لم ينزل بعد، والمكي نزل قبل المدني. ويجوز أن ينسخ المكيّ المكيّ الذي نزل قبله كما جاز أن ينسخ المدنيّ المدنيّ الذي نزل قبله. ونسخ المكيّ المكيّ قليلٌ لم أجد منه شيئًا متفقًا عليه ظاهرًا إلا يسيرًا ستراه في تضاعيف السور –إن شاء الله تعالى-.
ويجب أن تعلم المكيّ من السور من المدني؛ فذلك مما يقوي
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 113]
ويفهم معرفة الناسخ والمنسوخ. والمكي أكثر من المدني.
فمن معرفة ذلك:
أن كل سورة فيها "يا أيها الناس، وليس فيها: "يا أيها الذين آمنوا"، فهي مكية، وفي الحج اختلاف.
وكل سورة فيها "كلا" فهي مكية.
وكل سورة فيها: "يا أيها الذين آمنوا" فهي مدنية.
وكل سورة أولها حروف المعجم مثل: الر، وحم، وشبهه، فهي مكية، سوى سورة البقرة, وآل عمران. وفي الرعد اختلاف.
وكل سورة فيها قصة آدم وإبليس، فهي مكية سوى سورة البقرة.
وكل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية.
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 114]
وقد قال هشام بن عروة عن أبيه: ما كان من السور فيه حد أو فريضة فهي مدنية. وما كان فيه ذكر الأمم الخالية والقرون الماضية فهي مكية.
فبهذا وأشباهه يعرف المكي والمدني، والمدني هو الناسخ للمكي.
ومن ذلك أن تعلم أن نسخ الشيء قبل فعله جائز:
كنسخ الله –عز وجل- للذبح عن الذبيح بذبح كبشٍ قبل الذبح الذي أمر الله به إبراهيم.
وكفرض الصدقة قبل مناجاة الرسول –عليه السلام- ثم نسخه قبل العمل به وقد قيل إن عليًا –رضي الله عنه- عمل به وحده ثم نسخ.
وكفرض الله –عز وجل- على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى أمته خمسين صلاةً ثم نسخت وردّت إلى خمس صلوات قبل العمل بها.
وقد منع بعض الناس النسخ قبل العمل وقال: هو بداء، ولا
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 115]
يجوز على الله البداء؛ لأنه رأي يظهر ويتعالى الله عن ذلك. وتأول في قصة الذبح أن الذي رأى إبراهيم في منامه هو الذي فعل من الإضجاع وأخذ السكين وجرها، ولم ير نفس الذبح بعينه، ولذلك قال الله: {قد صدقت الرؤيا}، أي فعلت ما رأيت.
ولو رأى نفس الذبح وحقيقته في رؤياه لما قال الله تعالى: {صدقت الرؤيا} لأنه لم يفعل ذبحًا حقيقيًا موجودًا، إنما فعل ما يؤدي إلى الذبح، وهو ما رأى في منامه، لا الذبح بعينه.
فصل
ومن ذلك أن تعلم أن الزيادة في النص من السنة ليس بنسخٍ عند أكثر العلماء –وهو قول مالك- لكنّ الزيادة فائدة حكمٍ آخر مع الأول، نحو زيادة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على الزاني أن يغرّب عامًا.
ومن ذلك أن تعلم أن السنة إذا أتت بعوض شيء من فرضٍ آخر تخفيفًا فليس ذلك بنسخ للفرض نحو ما أتت به السنة من جواز المسح على الخفين عوضًا من الغسل للرجلين المفترض. فذلك زيادة حكم سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخفيفًا على أمته وليس بنسخ للغسل.
قال أبو محمد: قد أتينا في كل أصل من أصول الناسخ والمنسوخ والتخصيص والاستثناء بإشارة تذكر العالم وتنبه الغافل وتفيد الجاهل.
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 116]
واختصرنا كل ذلك مع بيان، وشرحناه مع إيجاز.
ونحن الآن ذاكرون الآي التي وقع فيها الناسخ والمنسوخ سورةً سورةً بما حضرنا من الاختلاف في ذلك باختصار وإيجاز وبيان بني ذلك كله على ما قدمنا من الأصول.
وتقدم أولاً بابًا نذكر فيه جملة من المنسوخ يسهل حفظها وذكرها مجملة. وبالله نستعين على ذلك كله فنعم المعين.
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 117]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, جامع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir