دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات الفقهية > دورة أحكام الصيام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 رمضان 1435هـ/29-06-2014م, 11:44 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

فضل صيام رمضان

ورد في فضل صيام شهر رمضان أحاديث:
منها: حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رَضِيّ اللهُ عَنْه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) رواه البخاري ومسلم.

ومنها: عطاء عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم قال: قال الله عز وجل: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزئ به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم (مرتين) والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسلك وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه)) رواه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي.
وفي رواية أخرى للبخاري من طريق الإمام مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رَضِيّ اللهُ عَنْه أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم قال: ((الصيام جنة (فإذا كان أحدكم صائماً) فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم – مرتين – والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها)) وما بين القوسين زيادة في الموطأ.
وللحديث ألفاظ أخرى مقاربة.
خُلوف: بضم الخاء: أي تغير رائحة الفم من الصيام.
قوله: (الصيام جنة) :
- زاد سعيد بن منصور عن مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد: (جنة من النار).
- وللنسائي من حديث عثمان بن أبي العاص: ((الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال)).
- ولأحمد من طريق أبي يونس عن أبي هريرة رَضِيّ اللهُ عَنْه: ((جنة وحصن حصين من النار)).
- وله من حديث أبي عبيدة بن الجراح: ((الصيام جنة ما لم يخرقها)) زاد الدارمي بالغيبة.
قال الحافظ في الفتح (4/125) ثم قال: (وقد تبين بهذه الروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار) وبهذا جزم ابن عبد البر وأما صاحب النهاية فقال: (معنى كونه جنة: أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات) أ.هـ.
قلت: ومعنى كونه جنة من النار يتضمن معنى كونه جنة من أسبابها وهي الشهوات المفضية إلى المعاصي التي هي سبب دخول النار.

واختلف في معنى كون خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك: فمن أهل العلم من سلك مسلك التأويل فقالوا: إن استطابة بعض الروائح من صفات الحيوان الذي له طبائع إلى شيء فتستطيبه وتنفر من شيء فتستقذره والله تعالى متقدس عن ذلك لكن جرت عادتنا بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك في الصوم لتقريبه من الله تعالى، هذا قول المازري.

ثم اختلفوا في تأويلهم على أقوال:
أولها: أن المعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم وإلى ذلك أشار ابن عبد البر.
والثاني: ذكره القاضي عياض عن بعضهم: أن المعنى يجازيه الله تعالى في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما أن دم الشهد يكون ريحه ريح المسك.
القول الثالث: يحصل لصاحبه من الثواب أكثر مما يحصل لصاحب المسك.
القول الرابع: أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك.
القول الخامس: المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر.
وهذه الأقوال ذكرها الحافظ في الفتح (4/128)وقبله النووي في شرح مسلم (8/261). وكلها سوى القول الثاني باطلة فإنها تأويل وتحريف للكلم عن مواضعه.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الوابل الصيب (52): في هذا الحديث: (تأويلهم إياه بالثناء على الصائم والرضى بفعله على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة حتى كأنه قد بورك فيه فهو موكل به، وأي ضرورة تدعو إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله والرضى بفعله وإخراج اللفظ عن حقيقته؟!
وكثير من هؤلاء ينشئء للَّفظ معنى، ثم يدّعي إرادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير نظر منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه أو احتمال اللغة له.
ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم بأن مراده من كلامه كيت وكيت فإن لم يكن ذلك معلوماً بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به وإلا كانت شهادة باطلة وأدنى أحوالها أن تكون شهادة بلا علم).
ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك ( ) فمثل النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه، فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين، كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوقين من ذلك كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعاله لا تشبه أفعالهم وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه والعمل الصالم فيرفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا.
ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضى.
فإن قال: رضى ليس كرضى المخلوقين.
فقولوا: استطابة ليست كاستطابة المخلوقين.
وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب أ.هـ كلامه رحمه الله تعالى.

هذا وقد اختلف الشيخان الجليلان أبو محمد العز بن عبد السلام وأبو عمرو بن الصلاح في هذه الاستطابة أهي في الدنيا أم في الآخرة؟
فقال أبو محمد: إنها في الآخرة خاصة وصنف في هذه المسألة كتاباً.
وذهب الشيخ أبو عمرو إلى أنها في الدنيا والآخرة وصنف في ذلك كتاباً رد فيه على أبي محمد.
واحتج أبو محمد برواية: ((لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك)) رواه ابن حبان من طريق ابن جريج عن عطاء عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة، واحتج أبو عمرو برواية: ((لخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله تعالى من ريح المسك)) رواه ابن حبان من طريق شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة.
قال أبو عمرو: (وأما ذكر يوم القيامة في الحديث فلأنه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان المخلوف في الميزان على المسك المستعمل بدفع الرائحة الكريهة طلباً لرضى الله تعالى حيث يؤمر باجتنابها واجتلاب الرائحة الطيبة كما في المساجد والصلوات وغيرها من العبادات فخص يوم القيامة بالذكر في بعض الروايات كما خص في قوله تعالى: { إن ربهم بهم يومئذ لخبير} وأطلق في باقيها نظراً إلى أن أصل أفضليته ثابت في الدارين) أ.هـ.
قال شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى، ولله در من لقبه بشمس الدين: وفصل النزاع في المسألة أن يقال: حيث أخبر النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم بأن ذلك الطيب يكون يوم القيامة، فلأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال وموجباتها من الخير والشر فيظهر للخلق طيب ذلك الخلوف على المسك، كما يظهر فيه رائحة الدم المكلوم في سبيله كرائحة المسك وكما تظهر فيه السرائر وتبدو على الوجوه وتصير علانية ويظهر فيه قبح رائحة دم الكفار وسواد وجوههم.
وحيث أخبر بأن ذلك حين يخلف وحين يمسون فلأنه الوقت ظهور العبادة ن ويكون حينئذ طيبها زائداً على ريح المسك عند الله تعالى وعند ملائكته، وإن كانت تلك الرائحة كريهة للعباد، فرب مكروه عند الناس، محبوب عند الله تعالى وبالعكس، فإن الناس يكرهونه لمنافرته طباعهم، والله تعالى يستطيبه ويحبه لموافقته أمره ورضاه ومحبته فيكون عنده أطيب من ريح المسك عندنا.
فإذا كان يوم القيامة ظهر هذا الطيب للعباد وصار علانية، وهكذا سائر آثار الأعمال من الخير والشر.
وإنما يكمل ظهورها ويصير علانية في الآخرة، وقد يقوى العمل ويتزايد، حتى يستلزم ظهور بعض أثره على العبد في الدنيا في الخير والشر كما هو مشاهد بالبصر والبصيرة.
قال ابن عباس: (إن للحسنة ضياءً في الوجه، نوراً في القلب وقوة في البدن، وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق).
وقال عثمان بن عفان رَضِيّ اللهُ عَنْه: (ما عمل رجلاً عملاً إلا ألبسه الله تعالى رداءه إن خيراً فخيراً وأن شراً فشراً).
وهذا أمر معلوم يشترك فيه وفي العلم به أصحاب البصائر وغيرهم حتى إن الرجل الطيب البّر لتُشم منه رائحة الطيب وإن لم يمس طيباً فيظهر طيب رائحة روحه على بدنه وثيابه، والفاجر بالعكس.
والمزكوم الذي أصابه ملأَ مسامَّ قلبه لا يشم لا هذا ولا هذا بل زكامه يحمله على الإنكار.
فهذا فصل الخطاب في هذه المسألة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب أ.هـ. الوابل الصيب (55-56).


والأحاديث في فضائل شهر رمضان وفضل صيامه وقيامه كثيرة ضمنها كثير من أهل العلم أبواباً في مصنفاتهم.
وقد أفرد الحافظ ابن أبي الدنيا جزءاً في فضائل رمضان أورد فيه ثلاثة وستين حديثاً وهو مطبوع.
لكن مما ينبغي التنبيه عليه ما اشتهر ولم يصح من الأحاديث في فضائل شهر رمضان أو فضل الصيام

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وارزقنا حسن الفقه في كتبك وسنة نبيك ، واجعلنا من أهل العلم والإيمان ربنا إنك سميع مجيب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir