دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #24  
قديم 24 رمضان 1439هـ/7-06-2018م, 10:23 AM
حسن محمد حجي حسن محمد حجي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 316
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح بَابُ التَّسَمِّي بِقَاضِي الْقُضَاةِ وَنَحْوِهِ
العناصر
المتن.
مناسبة الباب لكتاب التوحيد.
مناسبة حديث :((إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ، لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللهُ)) للباب.
المفردات.
مفهوم الباب وأهميته.
شرح المتن.
حكم التسمي بأسماء معناها يختص بالله عز وجل.
الفوائد.

*المتن
فَي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ، لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللهُ)).
قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلَ: (شَاهانْ شَاهْ).
وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ)).
قَوْلُهُ: (أَخْنَعُ) يَعْنِي أَوْضَعُ.
فِيهِ مَسَائِلُ:
الأُولَى: النَّهْيُ عَنِ التَّسَمِّي بِمَلِكِ الأَمْلاَكِ.
الثَّانِيَةُ: أَنَّ مَا فِي مَعْنَاهُ مِثْلَهُ كَمَا قَالَ سُفْيَانُ.
الثَّالِثَةُ: التَّفَطُّنُ لِلتَّغْلِيظِ فِي هَذَا وَنَحْوِهِ مَعَ الْقَطْعِ بِأَنَّ الْقَلْبَ لَمْ يَقْصِدْ مَعْنَاهُ.
الرَّابِعَةُ: التَّفَطُّنُ أَنَّ هَذَا لإَّجْلاَلِ اللهِ سُبْحَانَهُ.


* مناسبة الباب لكتاب التوحيد
أن المُلك الكامل كله لله ، فهو يملك الملوك وغيرهم كلٌٌ تحت ملكه وحكمه ، والقضاء كله لله هو يقضي بين خلقه يقضي بين القضاة وغيرهم فلا أحد يخرج عن حكمه وقضائه .
- وتسمية المخلوق بملك أو قاضي إنما هي نسبية ؛ نسبه لما تحت يده من ملك أو قضية ولا يملك كل خلق الله ولا يقضي بينهم ، وأيضا حتى تمكنه من الملك أو القضاء ونحوه إنما هو بإرادة الله .
- كذلك هذه التسمية مؤقته فهو لا يملك ولا يكون قاضيا إلا في فترة محدودة مؤقته قدر الله عز وجل وقتها.
إذا فالمخلوق مهما رزقه الله ووسع عليه فهو لا يملك حتى أمر نفسه ولا يستطيع حتى دفع الضر عنها وجلب الخير لها فملكه وقضائه وما شابه ذلك ناقص ، وحكم الله عز وجل كامل من كل وجه كمال يليق بجلاله وعظمته.
فأورد الشيخ هذا الباب لإنزال الناس منازلهم ، وعدم الغلو فيهم وتعظيمهم، ووصفهم بما قد يوحي أنهم شركاء لله ، لأن ذلك يكون ذريعة لفتنة الشرك، التي يتعرض لها عوام الناس بسبب هذا التعظيم، وقد يتعرض لها صاحب التسمية فيفتن، بسبب كثرة إطراء الناس، كحال فرعون فيدعي الألوهية أو الربوبية أو شيء منها.
وهذا كله مناف لأصل التوحيد وكماله.

* مناسبة حديث :((إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ، لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللهُ)) للباب.
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى في الحديث عن التسمي بملك الأملاك وقال : (لا مالك إلا الله) ؛ فدخل في ذلك النهي التسمي بقاضي القضاه ونحوه من باب القياس والعلة الجامعة بينهما التشابه في المعنى فالملك المطلق لا يكون إلا لله تعالى ، و القضاء المطلق لا يكون إلا لله تعالى.

*المفردات
(أخْنَعَ) يعني: أَوْضَعَ.
(أَغْيَظُ) من الغيظِ وهوَ مِثْلُ الغَضَبِ والبُغْضِ.
(لا مالك إلا الله) مالك اسم فاعل من المِلْك، مَلَك الشيء، يعني: اقتناه، وصار مختصّاً به.
(شاهان شاه)، يعني: ملك الأملاك.

* مفهوم الباب وأهميته
يفهم من الباب أنه لا يجوز أن نشرك بالله تعالى في الألفاظ، ولو كنا لا نقصد أن نجعل لله ندا في ملكه، ولا في قضائه ونحوه، وذلك لقطع ذرائع الشرك، وتعظيما لله جل جلاله، وحفظا وصيانة لباب الأسماء والصفات ممن قد يتجرأ على الشرك فيها ولو جهلا.

*شرح المتن
فَي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ، لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللهُ)).
قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلَ: (شَاهانْ شَاهْ).
وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ)).
قَوْلُهُ: (أَخْنَعُ) يَعْنِي أَوْضَعُ.

الشرح
((إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ، لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللهُ)).
لفظ (أخنع) وفي رواية (أغيظ)، يدل على قبح هذه التسمية وردائتها عند الله جل وعلا ، ويجب على المسلم التنزه عن نطق مثل هذه الألفاظ الشركية و الترفع عنها ، فلا ملك ملك مطلق إلا الله جل وعلا، ولا حاكم حكم مطلق إلا الله جل وعلا، وجميع الخلق عبيده داخلين تحت ملكه وحكمه وقضاء ، ما يملكون من قطمير مهما على شأنهم ولا ينالون شيئا إلا بإذنه ، ومهما آتاهم الله من ملك وحكمة فملكهم وحكمهم وما شابه ذلك من قضاء وغيره، بسيط قليل محدود مكانا وزمانا.
- بسيط فهو لا يملك إلا ماملّكه الله عليه وهو لا يكاد يكون شيئا في خلق الله.
- محدد مكانا وزمانا فملكه لا يخرج عن ما حده الله له ولا عن الزمن الذي كتبه الله له.
وهذا ينطبق على القضاء ونحوه.
إذا فملك الله وقضائه وحكمه هو الكامل الكمال المطلق كما في سائر أسمائه وصفاته ، وصفات المخلوقين ضعيفة مفتقره لعون الله ، فلا مكان لأي نوع من أنواع الشرك بين مخلوق ضعيف وخالقه القوي الكامل في صفاته وأسمائه سبحانه وتعالى ، ويا قبح وجهل المشرك ، إذ كيف جعله جهله يتجرأ على خالقه.

قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلَ: (شَاهانْ شَاهْ).
سفيان هو ابن عيينه.
مثّل رحمه الله بكلمة أعجمية وهي تعني: ملك الأملاك ، مثل بها لأنها قد تكون منتشرة في زمانه على ألسن الناس فبينها لهم.
وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ)).
أغيظ رجل / هذه من الصفات التي نمرها كما جائت، فنثبتها على وجه يليق بجلال الله وعظمته ، من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف.

* حكم التسمي بأسماء معناها يختص بالله عز وجل
هو محرم ، ولذلك أورد الشيخ هذا الباب وساق أدلته.

*الفوائد
1- قبح وشناعة التسمية الشركية.
2- أن الجزاء من جنس العمل إذ أن من رفعه الناس وارتفع في نفسه بنحو هذه التسميات إن يضعه الله يوم القيامة ويجعله حقيرا خبيثا.
3- وفيه التحذير من التعاظم والكبر والعجب ، كَمَا أَخْرَجَ أبو داودَ عنْ أبي مِجْلَزٍ قالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى ابنِ الزُّبَيْرِ وَابنِ عَامِرٍ، فَقَامَ ابنُ عَامِرٍ وَجَلَسَ ابنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لاِبْنِ عَامِرٍ: اجْلِسْ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) أَخْرَجَهُ الترمذيُّ أيضًا وقالَ: (حَسَنٌ).
وعنْ أبي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَصًا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فقالَ:((لاَ تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ؛ يُعَظِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا)) رَوَاهُ أبو دَاوُدَ.
4- أهمية حفظ اللسان وصونه من الألفاظ الشركية ولو كانت دارجة على ألسن الناس؛ فهم يطلقون على رئيس القضاة لفظ: قاضي القضاة ، بل يجب تحذيرهم من ذلك تعظيما لله تعالى وتوحيدا له، لأن هذا اللفظ يوهم على أن من أطلق عليه قد وصل إلى درجه عالية في القضاء؛ فهو يفصل بين القضاة الذين يقضون بين الناس، وهو وسيلة إلى تعظيمه و إلى الشرك بالله في باب الأسماء والصفات ، فيجب الحذر من مثل هذه الألفاظ.
5- يدخل في الوعيد كل من تسمى بمثل هذه الأسماء التي أوصافها خاصة بالله عز وجل ، أو سماه بها غيره ورضيها ، وخرج من هذا الوعيد من سمي بذلك ولم يرض بها.
6- نبه الشيخ صالح حفظه الله : على أنه قد شاع في العالم الإسلامي لفظة (قاضي القضاة) تقريبا من القرن الرابع إلى زمن قريب ، وأنه يجب على طالب العلم عند نقله من الكتب إن وجد هذه اللفظة ، أن يغيرها لأن مسألة التوحيد أعظم بكثير من أمانة النقل ، وأن هذا من تغيير الأافاظ الشركية.

تمت بحمد الله

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir