دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 03:16 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب في النبوة: الباب الأول: أحكام تخص ذاته صلى الله عليه وسلم

حرف النون
الكتاب الأول: في النبوة
الباب الأول: في أحكام تخص ذاته - صلى الله عليه وسلم -
الفصل الأول: في اسمه ونسبه
ذكر البخاري - رحمه الله - في ترجمة باب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: " هو محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، ابن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر،ابن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، ابن نزار، بن معد، بن عدنان".
وذكر رزين: أنه عن ابن عباس
8767 - (خ) كليب بن وائل - رضي الله عنه - قال: قلت لزينب بنت أبي سلمة: «هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مضر؟ قالت: ممن كان، إلا من مضر؟ من بني النضر بن كنانة».
وفي رواية قال: «حدثتني ربيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - وأظنها زينب - قالت: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الدّبّاء، والحنتم، والمقيّر، والمزفّت. فقلت لها: أخبريني، النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ممن كان؟ قالت...» وذكر الحديث أخرجه البخاري.

8768 - (م) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».
أخرجه مسلم. وقد تقدم نحو هذا في باب فضل النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب الفضائل من حرف الفاء.

[شرح الغريب]
اصطفى: اختار، وهو افتعل، وانقلبت التاء طاء لأجل الصاد.

8769 - (خ م ط ت) جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر. وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ. وأنا العاقب. والعاقب: الذي ليس بعده نبيّ، وقد سماه الله رؤوفا رحيما». أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرجه [في] الموطأ عن محمد بن جبير بن مطعم مرسلا. وانتهى حديثه عند قوله: «وأنا العاقب» وأخرجه الترمذي إلى قوله: «ليس بعده نبي».

[شرح الغريب]
يحشر الناس على قدمي: يعني أنه أول من يحشر من الخلق، ثم يحشر الناس على قدمه، أي: على أثره، وقيل: أراد بقدمه: عهده وزمانه، يقال: كان ذاك على رجل فلان، وعلى قدم فلان، أي: في عهده.

8770 - (م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسمّي لنا نفسه أسماء. فقال: أنا محمد، وأنا أحمد. وأنا المقفّي، ونبيّ التوبة. ونبي الرحمة». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
المقفّي: الذاهب المولّي، فكأن المعنى: أنه -صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء، وإذا قفّى فلا نبي بعده، وقيل: «المقفي» المتبع، أراد أنه متبع النبيين.

8771 - (خ س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا تعجبون، كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟ يشتمون مذمّما، ويلعنون مذمما، وأنا محمد». أخرجه البخاري، والنسائي.
الفصل الثاني: في مولده وعمره
8772 - (ت) المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده: قال: «ولدت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل. قال، وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم، أخا بني يعمر بن ليث، أنت أكبر أم رسول الله؟ فقال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكبر مني، وأنا أقدم منه في الميلاد، وأنا رأيت خذق الطير أخضر محيلا». أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
خذق الطير، بالخاء والذال المعجمتين، وبالقاف: ذرقه، وقد خذق يخذق، والذي في الرواية «خذق الطير» وإنما هو الفيل، وأراو: أنه رأي ذرق الفيل أخضر محيلا، يعني باليا قد دثر، وذلك أن ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عام الفيل، وهو أسن من النبي -صلى الله عليه وسلم- كما ذكر - وعلل ذلك بأنه رأى ذرق الفيل، وإن كانت رواية «خذق الطير» صحيحة فلعيله أراد يطير التي أرسلها الله على أصحاب الفيل ترميهم بحجارة من سجيل، وذلك صحيح.

8773 - العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -: قال: «ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل». أخرجه رزين.
8774 - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفّي وهو ابن ثلاث وستين». قال ابن شهاب: وأخبرني سعيد بن المسيّب بمثله. أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
8775 - (خ م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقام بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه،وتوفّي وهو ابن ثلاث وستين».
وفي رواية: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقام بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت، ويرى الضوء، ولا يرى شيئا سبع سنين، وثمان سنين يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن خمس وستين سنة».
وفي أخرى قال: «أنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربعين. فمكث ثلاث عشرة. ثم أمر بالهجرة، فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين. ثم توفي -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج الترمذي الرواية الأولى.
وله في رواية قال: «أنزل عليه وهو ابن أربعين. وأقام بمكة ثلاث عشرا، وبالمدينة عشرا. وتوفي وهو ابن ثلاث وستين».
وفي رواية لمسلم عن عمار بن أبي عمار - مولى بني هاشم - قال: سألت ابن عباس: «كم أتى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم مات؟ قال: ما كنت أحسب مثلك يخفى عليه ذلك، قلت: إني قد سألت الناس، فاختلفوا عليّ، فأحببت أن أعلم قولك فيه، قال: أتحسب؟ قلت: نعم، قال: أمسك، أربعين بعث بها، وخمس عشرة بمكة يأمن ويخاف، وعشرا مهاجرا إلى المدينة».
وفي أخرى له عن عمرو بن دينار، قال: قلت لعروة: «كم لبث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة؟ قال: عشرا، قال: قلت: فابن عباس يقول: بضع عشرة؟ قال: فغفّره،وقال: إنما أخذه من قول الشاعر: ثوى في قريش بضع عشرة حجّة».
وله في أخرى عن ابن حمزة قال: قال ابن عباس: «أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، وبالمدينة عشرا، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة».

[شرح الغريب]
فغفره: أي: استغفر له، وقال: غفر الله له.

8776 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثلاث وستين. وتوفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي عمر، وهو ابن ثلاث وستين». أخرجه مسلم.
8777 - (م ت) عامر بن سعد - رضي الله عنهما -: قال: «كنا قعودا عند معاوية فذكروا سني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال معاوية: قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثلاث وستين، ومات أبو بكر، وهو ابن ثلاث وستين، وقتل عمر وهو ابن ثلاث وستين».
وفي رواية: أنه سمع معاوية يخطب، فقال: «مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثلاث وستين سنة، وأبو بكر، وعمر، وأنا ابن ثلاث وستين». أخرجه مسلم. وأخرج الترمذي الثانية، وعنده عن عامر بن سعد عن جرير.

الفصل الثالث: في أولاده
8778 - عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «إن قريشا تواصت بينها بالتمادي في الغيّ والكفر، فقال بعضهم: الذي نحن عليه أحق مما عليه هذا الصّنبور المنبتر، فأنزل الله: {إنا أعطيناك الكوثر} إلى آخرها، وأتاه بعد ذلك خمسة أولاد ذكور، أربعة من خديجة: عبد الله - وهو أكبرهم -، والطاهر - وقيل: إن الطاهر هو عبد الله، فهم ثلاثة - والطيّب، والقاسم. وإبراهيم من مارية. وكان له -صلى الله عليه وسلم- أربع بنات منها: زينب - التي كانت تحت أبي العاص بن الربيع - ورقية، وأم كلثوم - كانتا تحت عتبة، وعتيبة ابني أبي لهب. فلما نزلت: {تبّت يدا أبي لهب} أمرهما بفراقهما - وتزوج عثمان أولا رقية، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت هناك ابنه عبد الله، وبه كان يكنى. ثم ماتت، وتزوج بعدها أم كلثوم، وفاطمة، وكانت تحت علي، وولدت له حسنا، وحسينا، ومحسنا، وزينب - وكانت تحت عبد الله بن جعفر - وأم كلثوم، وزوجها عليّ من عمر بن الخطاب». أخرجه رزين.

[شرح الغريب]
الصّنبور: في الأصل النخلة التي تبقى منفردة ويدق أسفلها، وقيل: هي سعفات تنبت في جذع النخلة غير ثابتة في الأرض، فهي تقلع منها، وأراد كفار قريش: أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- بمنزلة صنبور نبت في جذع نخلة، فإذا قلع انقلع، يعنون: أنه لا عقب له، فإذا مات انقطع ذكره.
المنبتر: المنقطع من البتر، وهو القطع.

8779 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ولد لي الليلة غلام، فسمّيته باسم أبي إبراهيم، ثم دفعه إلى أمّ سيف - امرأة قين. يقال له: أبو سيف - فانطلق يأتيه، واتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف - وهو ينفخ بكيره وقد امتلأ البيت دخانا - فأسرعت المشي بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا أبا سيف، أمسك، جاء رسول الله فأمسك، فدعا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالصبي، فضمه إليه، وقال: ما شاء الله أن يقول، فقال أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فدمعت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
القين: الصائغ، وأراد به الحداد.

8780 - (م) عمرو بن سعيد عن أنس - رضي الله عنه - قال: إنه لما توفي إبراهيم قال رسول الله: «إن إبراهيم مات في الثدي، وإن له لظئرين يكملان رضاعه في الجنة، وإنه ابني» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
الظئر: المرأة التي ترضع ولد غيرها.

8781 - (خ) البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «لما توفي إبراهيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن له مرضعا في الجنة». أخرجه البخاري.
8782 - (خ) إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لابن أبي أوفى رضي الله عنه: أرأيت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، مات صغيرا، ولو قضي أن يكون بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده. أخرجه البخاري.
8783 - (وائل بن عبييد الله) قال:«ما مات إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى عليه عند باب المقاعد، وهو موضع عند باب الجنائز، ودفنه عند رجلي ابن مظعون». أخرجه رزين.
الفصل الرابع: في صفاته وأخلاقه
النوع الأول: في أحاديث جامعة لأوصاف عدة
8784 - (ت) إبراهيم بن محمد - من ولد علي - قال: «كان عليّ يصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لم يكن بالطويل الممغّط، ولا بالقصير المتردد. كان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسّبط. كان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهّم، ولا بالمكلثم. كان أسيل الخدّ، وكان أبيض مشربا بحمرة، أدعج العينين، أهدب الأشفار، ذا مسربة. شثن الكف والقدمين، جليل المشاش والكتد، إذا التفت التفت معا، وإذا مشى يتكفّأ تكفّؤا.،كأنّما ينحطّ من صبب، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس صدرا، وأشجعهم قلبا. وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة،وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه. ومن خالطه فعرفه أحبّه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله، ولا يسرد الحديث سردا، يتكلم بكلام فصل، يفهمه من سمعه» هذه الرواية ذكرها رزين.والذي جاء في كتاب الترمذي: هذا لفظه قال: «لم يكن بالطويل الممغّط ولا بالقصير المتردد، كان ربعة من القوم،ولم يكن بالجعد القطط،ولا بالسبط. كان جعدا رجلا،لم يكن بالمطهم، ولا بالمكلثم، وكان في وجهه تدوير، أبيض مشرب بحمرة، أدعج العينين. أهدب الأشفار. جليل المشاش والكتد، أجرد،ذو مسربة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلّع، كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة - وهو خاتم النبيين - أجود الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة. وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله».
وللترمذي في رواية أخرى عن علي قال: «لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين، والقدمين، ضخم الكراديس، طويل المسربة، إذا مشى تكفّا تكفّيا. كأنما انحطّ من صبب. لم أر قبله ولا بعده مثله -صلى الله عليه وسلم-».

[شرح الغريب]
الممغط: بتشديد الميم والفين المعجمة: هو الرجل البائن الطول، والمحدثون يقولونه بتشديد الغين.
المتردد: الذي تردد بعض خلقه على بعض، فهو مجتمع.
رجل ربعة: معتدل القامة، بين الطويل القصير.
شعر قطط: شديد الجعودة.
شعر سبط: سائل ليس فيه شيء من الجعودة.
شعر رجل: إذا لم يكن شديد الجعودة، ولا شديد السبوطة، بل بينهما.
المطهم: الفاحش السمن، وقيل: المنتفخ الوجه الذي فيه جهامة، وقيل: هو النحيف الجسم الدقيقة، وقيل الطهمة في اللون:أن تجاوز السمرة، إلى السواد، ووجه مطهم: إذا كان كذلك.
المكلثم: المستدير الوجه، ولا يكون إلا من كثرة اللحم.
الإسالة في الخد: الاستطالة، وأن لا يكون مرتفعا.
الدعج في العين: شدة سوادها.
أهدب الأشفار: الذي شعر أجفانه كثير مستطيل.
أشفار العين: منابت الشعر المحيط بالعين.
المسربة: الشعر النابت علي وسط الصد ناز لا إلى آخر البطن.
الشثن الكف: الغليظ الكف، وهو مدح في الرجل، لأنه أشد لقبضهم، وأصبر لهم على المراس.
جليل المشاش: عظيم رؤوس العظام: كالركبتين والمرفقين والمنكبين ونحو ذلك، و«المشاش» جمع مشاشة، وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.
الكتد: الكاهل.
التكفؤ: الميل في المشي إلى قدام. كما تتكفأ السفينة في جريها، والأصل فيه الهمز، فترك.
كأنما ينحط من صبب، قريب من التكفؤ: أي: كأنه ينحدر من موضع عال، وفي رواية أبي ادود «صبوب» قال الخطابي: إذا فتحت الصاد كان اسما لما يصب على الإسنان من ماء ونحوه، كالطهور والغسول والقطور، ومن روراه بالضم: فعلى أنه جمع الصبب، وهو ما انحدر من الأرض، قال: وقد جاء في أكثر الروايات، «كأنما يمشى في صبب» قال:وهو المحفوظ.
اللهجة: اللسان.
فلان لين العريكة: سلس القياد، لين المقادة.
سرد الحديث يسرده: إذا تابعه، وأسرع في النطق به.
كلامه فصل: قاطع لاتردد فيه ولا تتعتع.
تقلع في مشيه: كأنه يقلع رجله من وحل.
الكراديس: نحو الركبتين والمنكبين والوركين.

8785 - (خ م ط ت) ربيعة بن أبي عبد الرحمن: قال سمعت أنس بن مالك يصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كان ربعة من القوم، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، ليس بجعد قطط، ولا سبط رجل، أنزل عليه وهو ابن أربعين سنة، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه الوحي، وبالمدينة عشرا،وتوفاه الله على رأس ستين، وليس في رأسه ولحيته عشروة شعرة بيضاء. قال ربيعة: فرأيت شعره. فإذا هو أحمر، فسألت؟ فقيل: احمرّ من الطيب»، أخرجه البخاري، ومسلم.
وأخرج الموطأ إلى قوله: «شعرة بيضاء» وأخرجه الترمذي كذلك. وفي ألفاظه نقص.
وللبخاري عن أنس، أو عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضخم القدمين، حسن الوجه، لم أر بعده مثله».
وفي رواية عن أنس: «ضخم اليدين. لم أر بعده مثله، وكان شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا، لا جعدا ولا سبطا».
وفي أخرى: «كان ضخم الرأس والقدمين، لم أر بعده، ولا قبله مثله، وكان سبط الكفين».
وفي أخرى: «شثن الكفين والقدمين».
وفي رواية عن أنس - أو عن جابر بن عبد الله - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضخم الكفين، والقدمين، لم أر بعده شبها له».
وللترمذي أيضا قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم، أسمر اللون، وكان شعره ليس بجعد، ولا سبط، إذا مشى يتكفأ».

[شرح الغريب]
أزهر: مستنير، وهو أحسن الألوان، والزهرة: البياض الينر.
الأمهق: الأبيض الكريه البياض، كلون الجص.
الآدم: الشديد السمرة.

8786 - (م ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس العقبين، ضخم القدمين». قيل لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم. قيل: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين. قيل: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب. أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي قال: «ضليع الفم، أشكل العينين. منهوس العقب». ولم يذكر: ما ضليع الفم... إلخ.

[شرح الغريب]
ضليع الفم: عظيمه.
الشّكلة في العين: حمرة تكون في البياض، والشهلة: حمرة في سوادها.
منهوس القدمين والعقبين: خفيف لحمهما، وأصله: أن النهس - بالسين المهملة - أخذ اللحم بأطراف الأسنان -وبالشين المعجمة: أخذه بالأضراس.

8787 - (م دت) سعيد الجريري عن أبي الطفيل - رضي الله عنه -: قال: قلت لأبي الطفيل: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، كان أبيض مليح الوجه».
وفي رواية قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما على وجه الأرض اليوم رجل رآه غيري، قال: قلت: فكيف رأيته؟ قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مليحا مقصّدا». أخرجه مسلم. وفي رواية أبي داود مثله، وقال: «كان أبيض مليحا، إذا مشى كأنه يهوي في صبوب».

[شرح الغريب]
يهوي: ينزل ويتدلى، وتلك مشية القويّ من الرجال، يقال: هوى الشيء يهوي هويّا - بفتح الهاء - إذا نزل من فوق إلى أسفل، وهو يهوي هويّا - بضم الهاء - إذا صعد.
المقصد: الذي ليس بجسيم ولا قصير، وقيل: هو من الرجال نحو الربعة.

8788 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير».
وفي رواية قال: «كان مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلّة حمراء، لم أر شيئا قطّ أحسن منه».
وفي رواية «ما رأيت أحدا أحسن في حلة حمراء من النبي -صلى الله عليه وسلم-».
قال البخاري: وقال بعض أصحابي عن مالك بن إسماعيل: «إنّ جمّته لتضرب قريبا من منكبيه». قال أبو إسحاق: سمعته يحدّثه غير مرة، ما حدّث به قط إلا ضحك.
وفي أخرى: «عظيم الجمّة، إلى شحمة أذنيه». أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرج أبو داود الرواية الثانية.
وله في أخرى قال: «ما رأيت من ذي لمّة سوداء أحسن في حلّة حمراء من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ورأيت لمّته تضرب قريبا من منكبيه».
وله في أخرى قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مربوعا، عريض ما بين المنكبين، كثّ اللحية، تعلوه حمرة، جمّته إلى شحمة أذنيه، لقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت أحسن منه».
وأخرج الترمذي: «ما رأيت أحسن في حلة حمراء من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإن جمته لتضرب ما بين منكبيه. لم يكن بالقصير ولا بالطويل، بعيد ما بين المنكبين».

[شرح الغريب]
اللمة: الشعر الذي ألم بالمنكبين، أي قاربهما.
كث اللحية: كثير شعرها.
الجمة: الشعر الواصل إلى المنكبين.
الكحل في العين: سواد يكون في مغارز الأجفان خلقة.

8789 - (خ ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - سئل: «أكان وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر». أخرجه البخاري، والترمذي.
8790 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: «كان في ساقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حموشة، وكان لا يضحك إلا تبسّما. وكنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين، وليس بأكحل -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
رجل أحمش الساقين: دقيقهما، وكذلك: حمش الساقين.

8791 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفّأ، وما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كفّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا شممت مسكة، ولا عنبرة أطيب من رائحة النبي -صلى الله عليه وسلم-».
وفي أخرى قال: «ما شممت عنبرا قط، ولا مسكا ولا شيئا أطيب من ريح النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا مسست قط ديباجة، ولا حريرا ألين مسّا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه مسلم.
وفي رواية البخاري قال: «ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كفّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولا شممت ريحا قط، ولا عرفا أطيب من ريح أو عرف النبي -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية الترمذي قال: «خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لي: أفّ قطّ، وما قال لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟ وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحسن الناس خلقا، وما مسست خزّا قط، ولا حريرا، ولا شيئا كان ألين من كفّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا شممت مسكا قط، ولا عنبرا أطيب من عرق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».

النوع الثاني: في صفة شعره
8792 - (خ م د س) قتادة- رحمه الله- قال: «سألت أنسا - رضي الله عنه - عن شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: شعر بين شعرين، لا رجل، ولا جعد قطط. كان بين أذنيه وعاتقه».
وفي رواية قال:«كان رجلا، ليس بالسّبط، ولا الجعد، بين أذنيه وعاتقه».
وفي أخرى قال: «كان يضرب شعره منكبيه».
وفي أخرى: «إلى أنصاف أذنيه». أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
وفي رواية أبي داود: «كان شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى شحمة أذنيه». وفي رواية: «إلى أنصاف أذنيه».

8793 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء، وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة».
وفي رواية أبي داود قال: «كان شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوق الوفرة ودون الجمة».

[شرح الغريب]
الوفرة: الشعر الواصل إلى شحمة الأذن.

8794 - (د ت) أم هانئ - رضي الله عنها -: قالت: «قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، وله أربع غدائر». أخرجه الترمذي، وأبو داود.
[شرح الغريب]
الغدائر: الذوآئب، واحدتها: غديرة.

8795 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناصيته، ثم فرق بعد». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود.
[شرح الغريب]
سدل الشعر: إرساله.
يفرقون: مفرق الرأس: وسطه، وفرق الشعر: جعله فرقتين.
الناصية: شعر مقدم الرأس.

8796 - (ط) محمد بن شهاب - رضي الله عنه - قال: «سدل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناصيته ما شاء الله أن يسدل، ثم فرق بعد ذلك» أخرجه الموطأ.
8797 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنت إذا أردت أن أفرق شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدعت الفرق من يافوخه، وأرسلت ناصيته بين عينيه». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
اليافوخ: وسط الرأس.

8798 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - سئل عن شيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: «ما شانه الله ببيضاء».
وفي رواية قال: «يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه، أو لحيته، قال: ولم يخضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنما كان البياض في عنفقته، وفي الصّدغين، وفي الرأس نبذ». أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
في رأسه نبذ من شيب: شيء يسير، هو مفتوح الأول، ساكن الباء.

8799 - (خ م) أبو جحيفة - رضي الله عنه -قال:«رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيت بياضا تحت شفته السفلى - العنفقة».
وفي أخرى: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه منه بيضاء - ووضع بعض أصابعه على عنفقته - قيل له: مثل من أنت يومئذ؟ قال: أبري النّبل وأريشها». أخرجه البخاري، ومسلم.

[شرح الغريب]
بريت النبل: إذا نحته وأصلحته سهاما يرمى بها.
رشت السهم أريشه: إذا عملت له ريشا.

8800 - (خ م ت) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان الحسن بن علي يشبهه».
وزاد البخاري في رواية: «وأمر لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة عشر قلوصا، فقبض النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن نقبضها».
قال الحميدي: وزاد البرقاني - وذكره أبو مسعود الدمشقي - قال: «فأبوا أن يعطونا شيئا، فأتينا أبا بكر فأعطاناها».
قال الحميدي: ولم أجد ذلك فيما عندنا من أصل كتاب البخاري. وعند البخاري فيه: «فقلت لأبي جحيفة: صفه لي، قال: كان أبيض قد شمط».
وعند مسلم فيه: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبيض قد شاب». وفي رواية الترمذي مثله. وزاد زيادة قد أوجب ذكرها في «كتاب الوعد»من حرف الواو.
وذكر الحميدي هذا الحديث مفردا عن الذي قبله، وهما بمعنى واحد، فاقتدينا به، وأفردناهما.

[شرح الغريب]
القلوص: الشابة من النوق، وهي بمنزلة الجارية.
الشمط: الشيب يخالطه السواد.

8801 - (خ) جرير بن عثمان - رضي الله عنه - قال: إنه سأل عبد الله بن بسر قال: «أرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان شيخا؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
الشعث: بعد العهد بالغسل وتسريح الشعر.

8802 - (م س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شمط مقدّم رأسه ولحيته، فكان إذا ادّهن لم يتبين. فإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية. فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا، قال: ورأيت الخاتم عند كتفيه مثل بيضة الحمام، يشبه جسده»، أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي قال: «سئل جابر بن سمرة عن شيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: كان إذا دهن رأسه لم ير منه، وإذا لم يدهن رؤي منه».

8803 - (خ) محمد بن سيرين - رحمه الله - قال: «قلت لعبيد: عندنا من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-، أصبناه من قبل أنس - أو من قبل أهل أنس - قال: لأن يكون عندي شعرة منه أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها». أخرجه البخاري.
8804 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه. فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل». أخرجه مسلم.
النوع الثالث: خاتم النبوة
8805 - (م) عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأكلت معه خبزا ولحما - أو قال: ثريدا - فقلت: يا رسول الله، غفر الله لك، قال: ولك - قال الراوي عنه، فقلت: استغفر لك رسول الله؟ قال: نعم، ولك، ثم تلا هذه الآية: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} [محمد -19] - ثم قال: درت خلفه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، عند ناغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان، كأمثال الثآليل». أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
ناغض الكتف: طرف العظم العريض الذي في أعلى طرفه.
الخيلان: جمع خال، وهو الشامة.
جمعا: قال الحميدي: لعله عنى جمع الكف، وهو أن يجمع الرجل أصابعه ويعطفها إلى باطن الكف.

8806 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كان خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - الذي بين كتفيه - غدّة حمراء مثل بيضة الحمام». أخرجه الترمذي.
وقد تقدم في النوع الثاني في حديث جابر بن سمرة أيضا لمسلم ذكر «الخاتم».

8807 - السائب بن يزيد قال: «كان الخاتم مثل زرّ الحجلة، وكان أشهل العينين، منهوس العقب، ضليع الفم». أخرجه رزين.
النوع الرابع: في مشيه
8808 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «ما رأيت أحسن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كأن الشمس تجري في وجهه، قال: وما رأيت أحدا أسرع في مشيه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكأنما الأرض تطوى له، كنا إذا مشينا معه نجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث». أخرجه الترمذي.

8809 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مشى كأنه يتوكّأ». أخرجه أبو داود.
8810 - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مشى تكفّأ تكفّؤا، كأنما ينحطّ من صبب». أخرجه رزين.
النوع الخامس: في كلامه
8811 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -، «أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحدّث حديثا لو عدّه العاد لأحصاه».
وفي رواية عن عروة قالت: «ألا يعجبك أبو فلان؟ فجلس إلى جانب جحرتي يحدّث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسمعني ذلك، وكنت أسبّح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، فلو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يسرد الحديث كسردكم». هذا لفظ البخاري. وأخرج مسلم الأولى.
ولمسلم قال: «كان أبو هريرة يحدث، ويقول: اسمعي يا ربّة الحجرة، اسمعي يا ربة الحجرة - وعائشة تصلّي - فلما قضت صلاتها. قالت لعروة: ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفا؟ إنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدّث حديثا لو عدّه العادّ لأحصاه». وأخرج أبو داود الرواية الثانية.
وله في أخرى قال عروة: «جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة، وهي تصلي، فجعل يقول: اسمعي يا ربة الحجرة - مرتين». وذكر نحو رواية مسلم،
وفي رواية الترمذي قالت: «ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسرد كسردكم هذا. ولكنه كان يتكلم بكلام يبينه، فصل، يحفظه من جلس إليه».

[شرح الغريب]
سبحتي: السبحة الصلاة النافلة.

8812 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعيد الكلمة ثلاثا، لتعقل عنه». أخرجه الترمذي.
8813 - (د) رجل من الصحاب: خدم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا حدّث حديثا أعاده - ثلاث مرات». أخرجه أبو داود. وقال: رواه أبو سلام عن رجل خدم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
8814 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان في كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترتيل، أو ترسيل». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
ترتيل: الترتيل في القراءة: ترتيبها، والتأني فيها، وكذلك الترسيل.

8815 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلام فصل، يفهمه كل من سمعه». أخرجه أبو داود.
8816 - (د) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا جلس يتحدث، يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء». أخرجه أبو داود.
النوع السادس: في عرقه
8817 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّ أم سليم كانت تبسط للنبي -صلى الله عليه وسلم- نطعا، فيقيل عندها على ذلك النطع، فإذا قام النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذت من عرقه وشعره، فجمعته في قارورة، ثم جعلت في سكّ، قال: فلما حضرت أنس ابن مالك الوفاة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السّكّ، قال:فجعل في حنوطه». هذه رواية البخاري.
ولمسلم قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدخل بيت أم سليم، فينام على فراشها، وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم، فنام على فراشها، فأتيت، فقيل لها: هذا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نائم في بيتك على فراشك؟ قال: فجاءت، وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها، فجعلت تنشّف ذلك العرق، فتعصره في قواريرها. ففزع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما تصنعين يا أمّ سليم؟ فقالت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نرجو بركته لصبياننا، قال: أصبت».
ولمسلم أيضا قال: «دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال عندنا فعرق وجاءت أمّي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها. فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو أطيب الطيب»، وقد روى مسلم هذا عن أنس عن أم سليم نحوه. وفي رواية النسائي:«أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- اضطجع على نطع فعرق، فقامت أم سليم إلى عرقه، فنشّفته، فجعلته في قارورة. فرآها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم؟ فقالت: أجعل عرقك في طيبي، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».

[شرح الغريب]
قال الإنسان يقيل: إذا سكن وأقام عند القائلة، وهي شدة الحر وسط النهار.
السك: شيء يتطيب به.
الحنوط: ما تطيب به أكفان الميت خاصة.
عتيد المرأة: الإناء الذي تترك فيه ما يعز عليها من متاعها.
سلت الدم عن الجرح والعرق عن الجسم: مسحه بيده وجمعه.

النوع السابع: في شجاعتة
8818 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان فزع بالمدينة، فاستعار النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فرسا من أبي طلحة، يقال له: المندوب، فركب، فلما رجع، قال: ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحرا».
وفي رواية قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس وجها، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس من قبل الصّوت، فتلقاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- راجعا، وقد سبقهم إلى الصوت - وفي رواية: وقد استبرأ الخبر - وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه السّيف، وهو يقول: لن تراعوا. قال: وجدناه بحرا - أو إنه لبحر - قال: وكان فرسه يبطّأ».
وفي أخرى مختصرا قال: «استقبلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- على فرس عري، ما عليه سرج، في عنقه سيف». أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري: «أنّ أهل المدينة فزعوا مرة، فركب النبي -صلى الله عليه وسلم- فرسا لأبي طلحة كان يقطف - أو كان فيه قطاف - فلما رجع قال: وجدنا هذا فرسكم بحرا،وكان بعد لا يجارى».
وله في أخرى قال: «فزع الناس. فركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرسا لأبي طلحة بطيئا، ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فقال: لم تراعوا، إنه لبحر، فما سبق بعد ذلك اليوم». وأخرج الترمذي الرواية الثانية، ونحو الأولى.
وله في أخرى قال: «ركب النبي -صلى الله عليه وسلم- فرسا لأبي طلحة يقال له: مندوب، فقال: ما كان من فزع، وإن وجدناه لبحرا». وأخرج أبو داود نحو الرواية الأولى، ولم يذكر لفظة: «مندوب».

[شرح الغريب]
فرس بحر: إذا كان واسع الجري.
استبرأ الشيء: كشفه وحقق أمره.
قطف الفرس في مشيه: إذا ضيق خطوه، وأسرع مشيه.

النوع الثامن: في شيء من أخلاقه
8819 - (خ م ط د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما خيّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين قط، إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم».أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود.

8820 - (م د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم». أخرجه مسلم.
هذا الحديث أخرجه الحميدي في أفراد مسلم.
فالأول: في المتفق بين مسلم، وبين البخاري. فلو جمعناهما لجاز، إلا أنا اقتدينا به.
وأخرج أبو داود طرفا من هذا الحديث «ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خادما، ولا امرأة قط» لم يزد على هذا.

8821 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «ما رأيت رجلا التقم أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- فينحّي رأسه، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده، حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده». أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده،ولا يصرف وجهه عن وجهه، حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدّما ركبتيه بين يدي جليس له».

[شرح الغريب]
التقم: جعل في فيه مثل اللقمة.

8822 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «إن كانت الأمة لتأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والعبد، ويجيب إذا دعي».
وفي رواية قال: «كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتنطلق به حيث شاءت». أخرجه البخاري.

8823 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت، وإنه ليدّخن وكان ظئره قيننا فيأخذه فيقبّله، ثم يرجع، قال عمرو: فلمّا توفي إبراهيم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنّ إبراهيم ابني، وإنه مات في الثّدي، وإنه له لظئرين يكملان رضاعة في الجنة» أخرجه مسلم.
8824 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله، وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدّي أحدهم واحدا واحدا، قال: وأما أنا فمسح خدّي، فوجدت ليده بردا وريحا،كأنما أخرجها من جؤنة عطار». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
جؤنة العطار: هي التي يعد فيها الطيب ويدخره.

8825 - (س) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر الذكر، ويقلّ اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي له الحاجة». أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
اللغو: الهذر من القول.

8826 - (خ ت) الأسود بن يزيد النخعي - رضي الله عنه - قال: سألت عائشة - رضي الله عنها -: «ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته؟ قالت: يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة». أخرجه البخاري، والترمذي.
[شرح الغريب]
المهنة: الصنعة، والمراد شغل أهله وحوائجهم.

8827 - (ت) عبد الله بن الحارث بن جزء - رضي الله عنه - قال: «ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية قال: «ما ضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا تبسّما». أخرجه الترمذي.

8828 - (خ م ت د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمّن في تنعله وترجّله وطهوره، وفي شأنه كله».
وفي رواية: «كان يحب التيمن ما استطاع». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود.
وفي رواية الترمذي: «كان يحب التيمن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجّل، وفي انتعاله إذا انتعل»، وأخرج النسائي نحوه.
وله في أخرى: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب التيمن يأخذ بيمينه ويحب التيمن في جميع أموره».

[شرح الغريب]
التيمن: الابتداء في الأفعال باليمين، مثل أن يلبس نعله اليمنى قبل اليسرى.
التنعل: لبس النعل.
الترجل: تسريح الشعر.

8829 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجلس معنا في المسجد يحدّثنا، فإذا قام قمنا قياما حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه، فحدّثنا يوما، فقمنا حين قام،فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه، فحمرّ رقبته، وكان رداء خشنا فالتفت إليه. فقال الأعرابي: احملني على بعيريّ هذين، فإنك لا تحملني من مالك، ولا من مال أبيك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا، وأستغفر الله، لا، وأستغفر الله، لا، وأستغفر الله، لا أحملك حتى تقيدني من جبذتك التي جبذتني، فكل ذلك يقول الأعرابي: والله لا أقيدكها - فذكر الحديث - قال: ثم دعا رجلا. فقال له: احمل له بعيريه هذين، على بعير شعيرا، وعلى الآخر تمرا،ثم التفت إلينا، فقال: انصرفوا على بركة الله عز وجل». أخرجه أبو داود.
وعند النسائي مثله إلى قوله: «لا أقيدكها، ثم قال: فقال ذلك ثلاث مرات، كل ذلك يقول: لا والله لا أقيدك،فلما سمعنا قول الأعرابي، أقبلنا إيه سراعا، فالتفت إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: عزمت على من سمع كلامي أن لا يبرح مقامه حتى آذن له، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل من القوم: يا فلان، احمل له على بعير شعيرا، وعلى بعير تمرا، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: انصرفوا».
وقال في رواية: «فقمنا معه حتى لما بلغ وسط المسجد أدركه رجل». وذكره.

[شرح الغريب]
جبذه: وجذبه، بمعنى، وقيل: هو مقلوب منه.
احملني: أركبني وأعطني ما أركيه، أو شيئا أحمله معني.
أقيدبها: القوم: القصاص، أقدت فلانا من فلان.

8830 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كنت أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أثّرت بها حاشية البرد، من شدة جبذته، قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم أمر له بعطاء».
وفي رواية نحوه، وفيه: «حتى إذا انشق البرد، وحتى بقيت حاشيته، في عنق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه البخاري.

8831 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «خدمت النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، والله ما قال لي أفّ قط، ولا قال لشيء: لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا؟».
وفي رواية قال: «لمّا قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة أخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن أنسا غلام كيّس، فليخدمك، قال: فخدمته في السفر والحضر، والله ما قال لي لشيء صنعته: لم صنعت هذا هكذا؟، ولا لشيء لم أصنعه: لم لم تصنع هذا هكذا؟».
وفي أخرى: «قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ليس له خادم، فأخذ أبو طلحة بيدي. فانطلق بي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». ثم ذكره. أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم قال: «خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسع سنين، فما أعلمه قال لي قط: لم فعلت كذا وكذا؟ ولا عاب عليّ شيئا قط».
وفي أخرى له: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة. فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فخرجت حتى أمرّ على صبيان، وهم يلعبون في السوق فإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك. فقال: يا أنيس، ذهبت حيث أمرتك؟ قال: قلت: نعم،أنا أذهب يا رسول الله. قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين، ما علمته قال لشيء صنعته: لم صنعت كذا وكذا؟ أو لشيء تركته: هلا فعلت كذا وكذا؟».
وأخرج أبو داود الرواية التي أولها: «خدمت رسول الله»، وزاد فيها معنى آخر. وقد ذكرت في النوع الأول من هذا الفصل.

8832 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلّى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يأتونه بإناء إلا غمس يده فيه، فربما جاؤوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيه». أخرجه مسلم.
8833 - (د س) أبو سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال: «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقسم قسما. أقبل رجل، فأكبّ عليه، فطعنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعرجون كان معه، فجرح وجهه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعال فاستقد، قال: بل عفوت يا رسول الله». أخرجه أبو داود، والنسائي.
[شرح الغريب]
العرجون: قضيب العنق الأصفر.

8834 - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير - وهو فطيم - كان إذا جاءنا، قال: يا أبا عمير، ما فعل النّغير، لنغر كان يلعب به وربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته، فيكنس، ثم ينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه، فيصلي بنا». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
وعند أبي داود قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخل علينا، ولي أخ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نغر يلعب به، فمات، فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، فرآه حزينا، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره، فقال: أبا عمير، ما فعل النغير؟».
وللترمذي قال: «إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير: يا أبا عمير: ما فعل النّغير؟».

[شرح الغريب]
النغير: تصغير النغر: وهو طائر صغير كالعصفور، الجمع نغران مثل: صرد وصردان، قاله الجوهري النضح:الرش، ونضح الجسم عرقا: إذا تندى بالعرق.

8835 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لي: يابنيّ». أخرجه مسلم.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir