دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 02:16 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب في المساجد ومايتعلق بها

الكتاب السادس: في المساجد وما يتعلق بها، وبناء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
الفصل الأول: في بناء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومنبره
8715 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، فنزل في علو المدينة، في حيّ يقال لهم: [بنو] عمرو بن عوف فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم إنّه أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا متقلّدين بسيوفهم، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، قال: وكان يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلّي في مرابض الغنم، ثم إنه أمر بالمسجد، قال: فأرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا، فقال: يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا واللّه، ما نطلب ثمنه إلا إلى الله، قال أنس: فكان فيه ما أقول، كان فيه نخل، وقبور المشركين، وخرب، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنبشت، والخرب فسوّيت، قال: وصفّوا النّخل قبلة، وجعلوا عضادتيه حجارة، قال: فكانوا يرتجزون ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم يقولون
اللهم لا خير إلا خير الآخره فانصر الأنصار والمهاجره». أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
وعند أبي داود «حرث» قال: وكان عبد الوارث يقول «خرب».
وفي رواية للبخاري وأبي داود نحوه، وفيه: «فجعلوا ينقلون الصّخر وهم يرتجزون.
اللهم إنّ الخير خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره».

[شرح الغريب]
ثامنوني: ثامنت الرجل في المبيع، وعلى السلعة، أثامنه: إذا قاولته في ثمنها وساومته على بيعها منه واشترائها.
وخرب: الخرب جمع خربة، ومن رواه «حرث» أراد به الموضع المحروث، والحرث: الزرع.

8716 - (خ) عكرمة مولى ابن عباس قال: قال لي ابن عباس -رضي الله عنهما-، ولابنه عليّ: «انطلقا إلى أبي سعيد، فاسمعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدّثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كنّا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فجعل ينفض التراب عنه، ويقول: ويح عمار، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار، قال: ويقول عمّار: أعوذ باللّه من الفتن». أخرجه البخاري.
وقد تقدّم في «كتاب الفضائل» من «حرف الفاء» ذكر هذا الحديث، والزيادة التي فيه، فلا حاجة إلى إعادته.
وزاد رزين «وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينقل اللّبن معهم ويقول:
هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبرّ ربّنا وأطهر
ولقيه رجل وهو ينقل التراب، فقال: يا رسول الله، ناولني لبنتك أحملها عنك، فقال: اذهب، فخذ غير هذا، فلست بأفقر مني إلى الله، قال: وجاء رجل كان يحسن عجن الطين، وكان من حضرموت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: رحم الله امرءا أحسن صنعته، وقال له: الزم أنت هذا الشغل، فإني أراك تحسنه».

8717 - (خ) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «كان سقف المسجد من جريد النخيل، فأمر عمر في خلافته ببناء المسجد وقال: أكنّ الناس من المطر، وإياك أن تحمّر أو تصفّر فتفتن الناس» أخرجه البخاري في ترجمة باب.
8718 - (خ د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كان المسجد على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مبنيّا باللّبن، وسقفه بالجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا، وزاد فيه عمر، وبناه على بنائه في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باللّبن والجريد، وأعاد عمده خشبا، ثم غيّره عثمان وزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جدره بالحجارة المنقوشة والقصّة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه ساجا». أخرجه البخاري وأبو داود.
وفي رواية لأبي داود أيضا «أنّ مسجد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان سواريه على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جذوع النخل، وأعلاه مظلّل بجريد النخل، ثم إنها نخرت في خلافة أبي بكر، فبناها بجذوع النخل وجريد النخل، ثم إنّها نخرت في خلافة عثمان، فبناها بالآجرّ، فلم تزل ثابتة حتى الآن».

[شرح الغريب]
والقصّة: القصة: الجص بلغة أهل الحجاز.

8719 - (خ م ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال - عند قول الناس فيه «حين بنى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -: إنّكم أكثرتم، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة».
وفي أخري «بنى الله له في الجنة مثله». أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي المسند من الثانية فقط.

8720 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من بنى مسجدا - صغيرا كان أو كبيرا - بنى الله له بيتا في الجنة». أخرجه الترمذي.
8721 - (س) عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من بنى للّه مسجدا، ليذكر الله فيه، بنى الله له بيتا في الجنة». أخرجه النسائي.
8722 - (د) أبو الوليد -رحمه الله- قال: سألت ابن عمر عن الحصا الذي كان في المسجد، فقال: «إنّا مطرنا ذات ليلة، فأصبحت الأرض مبتلّة، فجعل الرجل يجيء بالحصا في ثوبه، فيبسطه تحته، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال: ما أحسن هذا !».
8723 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال أبو بدر - وهو شجاع بن الوليد- أراه قد رفعه إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «إن الحصاة لتناشد الله الذي يخرجها من المسجد ليدعها». أخرجه أبو داود.
8724 - (د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا بدّن، قال له تميم الداريّ: ألا أتّخذ لك منبرا يجمع - أو يحمل - عظامك؟ قال: بلى، قال: فاتخذ له منبرا، مرقاتين». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
بدّن: بدّن الرجل بالتشديد: إذا كبر، وبالتخفيف وبضم الدال: إذا سمن.

8725 - (خ) جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما- أن امرأة قالت: «يا رسول اللّه ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه؟ فإن لي غلاما نجّارا، قال: إن شئت، فعملت المنبر»... وذكر الحديث، وقد تقدم ذكر المنبر في كتاب الصلاة. أخرجه البخاري.
8726 - (خ م د) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «كان بين منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين الحائط كقدر ممرّ الشاة». أخرجه أبو داود.
وعند البخاري ومسلم قال: «كان جدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزه».
وفي أخرى لمسلم «أنّ سلمة كان يتحّرى موضع المصحف يسبّح فيه، وذكر: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يتحّرى ذلك المكان، وكان بين المنبر والقبلة قدر ممرّ الشاة».
وفي رواية لهما «كان سلمة يتحرّى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقلت له: يا أبا مسلم، أراك تتحرّى الصلاة عند الأسطوانة؟ قال: رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يتحرّى الصلاة عندها».
وقد جعل الحميديّ هذا والذي قبله حديثين، وذكر أنّ أبا مسعود جعلهما كذلك، وهما حديث واحد.

8727 - (خ) السائب بن يزيد -رحمه الله- «أنّه سمع عثمان بن عفّان - رضي الله عنه- على منبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه البخاري هكذا.
الفصل الثاني: في أحكام تتعلق بالمساجد
الفرع الأول: في البصاق
8728 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى نخامة في القبلة، فشقّ ذلك عليه، حتى رئي [في وجهه]، فقام فحكّه بيده، فقال: إنّ أحدكم إذا قام في الصلاة فإنّما يناجي ربّه، فإن ربّه بينه وبين القبلة، فلا يبزقنّ أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدمه، ثم أخذ طرف ردائه، فبصق فيه، ثم رد بعضه على بعض، فقال: أو يفعل هكذا» هذه رواية البخاري.
وفي رواية له ولمسلم قال: «إنّ المؤمن إذا كان في الصلاة، فإنّما يناجي ربّه، فلا يبزقنّ بين يديه، ولا عن يمينه، ولكن عن يساره، تحت قدمه».
وللبخاري طرف منه قال:«بزق النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في ثوب» لم يزد عليه.
وفي رواية النسائي «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أخذ طرف ردائه فبزق فيه، فردّ بعضه على بعض».
وله في أخرى قال: «رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نخامة في قبلة المسجد، فغضب، حتى احمرّ وجهه، فقامت امرأة من الأنصار فحكّتها، وجعلت مكانه خلوقا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أحسن هذا !».

[شرح الغريب]
نخامة: النخامة: بزقة تخرج من أصل الحلق من مخرج الخاء.

8729 - (خ م ط د س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى بصاقا في جدار القبلة، فحكّه، ثم أقبل على الناس، فقال: إذا كان أحدكم يصلّي فلا يبصق قبل وجهه، فإنّ الله قبل وجهه [إذا صلى]».
وفي رواية قال: «رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نخامة في قبلة المسجد فحكّها بيده، وتغيّظ». أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي.
وفي رواية أبي داود قال: «بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوما، إذ رأى نخامة في قبلة المسجد، فتغيظ على الناس، ثم حكّها - قال: وأحسبه قال: ودعا بزعفران فلطخه به - ثم قال: إنّ الله تعالى قبل وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق بين يديه».

8730 - (خ م د س) أبو سعيد الخدري وأبو هريرة -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «رأى نخامة في جدار المسجد، فتناول حصاة فحتها، فقال: إذا تنخّم أحدكم فلا يتنخّمنّ قبل وجهه ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى». أخرجه البخاري ومسلم عنهما -
ولهما من رواية ابن عيينة عن أبي سعيد وحده. وقال: «فحكّها بحصاة، ونهى أن يبصق الرجل بين يديه أو عن يمينه، ولكن عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى».
وأخرجه النسائي عن [أبي سعيد] الخدري وحده.
وأخرجه أبو داود عن [أبي سعيد] الخدريّ: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحبّ العراجين، ولا يزال في يده منها، وإنه دخل المسجد، فرأى نخامة في قبلة المسجد، فحكّها، ثم أقبل على الناس مغضبا، فقال: أيسرّ أحدكم أن يبصق في وجهه؟ فإن أحدكم إذا استقبل القبلة، فإنما يستقبل ربّه عزّ وجلّ، والملك عن يمينه، فلا يتفل عن يمينه ولا في قبلته، وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه، فإن عجل به أمر، فليتفل هكذا ووصف لنا ابن عجلان ذلك: أن يتفل في ثوبه، ثم يردّ بعضه على بعض.

[شرح الغريب]
العراجين: العراجين جمع عرجون، وهو القضيب الأصفر المتقوس الذي يكون عذق الرطب فيه.
يتفل، التفل: أقل ما يكون من البزاق، والنفث أقل منه.

8731 - (خ م د س) أبوهريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فلا يبصق أمامه، فإنما يناجي الله، ما دام في مصلاّه، ولا عن يمينه، فإنّ عن يمينه ملكا، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فيدفنها» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم «أنّه رأى نخامة في رقبلة المسجد، فأقبل على الناس، فقال: ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربّه، فيتنخّع أمامه؟ أيحبّ أن يستقبل، فيتنخّع في وجه؟ فإذا تنخّع أحدكم، فليتنخّع عن يساره، أو تحت قدمه، فإن لم يجد فليتفل هكذا - ووصف الراوي - فتفل في ثوبه، ثم مسح بعضه ببعض».
وفي رواية: «كأنّي انظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يردّ ثوبه بعضه على بعض».
وفي رواية أبي داود قال: «من دخل هذا المسجد فبزق فيه أو تنخّم، فليحفر فليدفنه، فإن لم يفعل فليبزق في ثوبه، ثم ليخرج به».
وفي رواية النسائي: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا صلّى أحدكم فلا يبصق بين يديه، ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه...». وذكر الحديث.

8732 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «البصاق في المسجد خطيئة، وكفّارتها دفنها». أخرجه الجماعة إلا الموطأ.
وفي أخرى لأبي دواد قال: «التّفل في المسجد خطيئة، وكفّارته أن يواريه».
وفي أخرى له «النخاعة».

8733 - (خ م ط) عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «رأى في جدار القبلة مخاطا، أو بزاقا، أو نخامة، فحكّه». أخرجه البخاري ومسلم والموطأ.
8734 - (د) السائب بن خلاد - رضي الله عنه - هو رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ رجلا أم قوما، فبصق في القبلة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقومه حين فرغ: لا يصلّي لكم، فأراد بعد ذلك أن يصلّي لهم، فمنعوه، وأخبروه بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: نعم - أحسب أنه قال -: إنك آذيت الله ورسوله» أخرجه أبو داود.
8735 - (د ت س) طارق بن عبد الله المحاربي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كنت في الصلاة فلا تبزق عن يمينك، ولكن خلفك، أو تلقاء شمالك، أو تحت قدمك اليسرى» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «إذا قام الرجل إلى الصلاة - أو صلّى أحدكم - فلا يبزق أمامه، ولا عن يمينه، ولكن تلقاء يساره، إن كان فارغا، أو تحت قدمه اليسرى، ثم ليقل به هكذا».
وفي رواية النسائي مثل الترمذي إلى قوله: «شمالك إن كان فارغا، وإلا هكذا» وبزق يحيى تحت رجله ودلكه.

8736 - (د) أبو سعيد - رضي الله عنه - قال: «رأيت واثلة بن الأسقع -رحمه الله- في مسجد دمشق بصق على البوريّ، ثم مسحه برجله فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: لأني رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يفعله». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
البوري، البوري والباري: المعمول من القصب، معروف، قاله الأصمعي، وأما البورياء والبارياء، فإنه بالفارسية، حكاه الجوهري.

8737 - (م د) جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما- قال: «أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا، وفي يده عرجون بن طاب، فرأى في قبلة المسجد نخامة، فحكّها بالعرجون، ثم أقبل علينا، فقال: أيّكم يحبّ أن يعرض الله عنه؟ فجشعنا، ثم قال: أيّكم يحبّ أن يعرض الله عنه؟ قلنا: لا أيّنا يا رسول الله، قال: فإنّ أحدكم إذا قام يصلّي، فإن الله قبل وجهه، فلا يبصق قبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصقنّ عن يساره، أو تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة، فليقل بثوبه هكذا - ثم لوى ثوبه بعضه على بعض - وقال: أروني عبيرا، فثار فتى من الحيّ يشتد إلى أهله، فجاء بخلوق في راحته، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجعله على رأس العرجون، ثم لطخ به على أثر النخامة، قال جابر: فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم».
هذا طرف من حديث عبادة بن الوليد عن جابر، وقد ذكر الحديث بطوله في المعجزات من «كتاب النبوة» في حرف النون.
وأخرج أبو داود منه هذا القدر في «باب كراهة البزاق في المساجد». ولفظ مسلم فيه أتم.

[شرح الغريب]
عرجون ابن طالب: نوع من ثمر المدينة معروف عندهم.
فجشعنا: الجشع: أشد ما يكون من الحرص، والجشع: شدة الجزع؛ لفراق الإلف، وهو المراد في الحديث.
عبيرا: العبير: أخلاط من طيب يجمع بالزعفران، وقيل: هو عند العرب: الزعفران.

الفرع الثاني: في دخول المرأة المسجد
8738 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: إنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استأذن أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها».
وفي رواية قال: فقال بلال بن عبد الله: «واللّه لنمنعهنّ، قال: فأقبل عليه عبد الله، فسبّه سبّا سيئا، ما سمعت سبّه مثله قطّ، وقال: أخبرك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقول: واللّه لنمنعهنّ؟»
وفي أخرى: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فائذنوا لهن»
وفي أخرى أنه قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».
وفي أخرى قال: «كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد، فقيل لها: لم تخرجين وقد تعلمين أنّه يكره ذلك ويغار؟ قالت: فما يمنعه أن ينهاني؟ قالوا: يمنعه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد بالليل».
وفي أخرى «ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد، فقال ابن له، يقال له واقد: إذن يتّخذنه دغلا، قال: فضرب في صدره، وقال: أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقول: لا؟».
وفي أخرى «لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنكم، فقال بلال: واللّه لنمنعهنّ، فقال عبد الله: أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقول أنت: لنمنعهنّ؟».
أخرجه البخاري ومسلم، والرواية الآخرة لمسلم.
وفي رواية الموطأ وأبي داود أنه قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».
وأخرج أبو داود أيضا والترمذي الرواية التي فيها ذكر «واقد».
ولأبي داود: «لا تمنعوا نساءكم المساجد، ودورهنّ خير لهن».
وفي رواية ذكرها رزين زيادة على هذه: «وبيوتهنّ خير من دورهن، وصلاة المرأة في مخدعها خير لها من صلاتها في بيتها».

[شرح الغريب]
الدغل: الدغل: الفساد والشر.

8739 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها» أخرجه أبو داود.
8740 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهنّ تفلات». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
تفلات: رجل تفل، وامرأة تفلة: بيّنا التفل: إذا كانا غير متطيبين.

8741 - (س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها» أخرجه النسائي.
8742 - (ط) عائشة بنت زيد بن عمرو بن نفيل -رضي الله عنها- وهي زوجة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أنّها كانت تستأذن عمر بن الخطاب إلى المسجد، فيسكت، فتقول: واللّه لأخرجنّ إلا أن تمنعني، فلا يمنعها» أخرجه الموطأ.
8743 - (خ م ط د) عمرة [بنت عبد الرحمن] -رحمها الله- قالت: قالت عائشة -رضي الله عنها -: «لو رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أحدث النساء، لمنعهنّ المسجد، كما منعه نساء بني إسرائيل، قيل لعمرة: أومنعن؟ قالت: نعم».
أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود.

8744 - (د) نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لو تركنا هذا الباب للنساء؟ قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات» أخرجه أبو داود.
وفي رواية عن نافع قال: قال عمر، وهو أصح.

8745 - (د) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنه - قال: «كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ينهى أن يدخل المسجد من باب النساء». أخرجه أبو داود.
الفرع الثالث: في أفعال متفرقة
8746 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من سمع رجلا ينشد ضالّة في المسجد، فليقل: لا ردّها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا» أخرجه مسلم وأبو داود.
وعند الترمذي قال: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد ضالّة، فقولوا: لا ردّ الله عليك».

[شرح الغريب]
ينشد الضالة: الضالة: الضائعة، ونشدها: طلبها والسؤال عنها.

8747 - (م) بريدة - رضي الله عنه - «أنّ رجلا نشد في المسجد، فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له».
وفي رواية قال: «الواجد غيرك..» وذكره. أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
من دعا إلى الجمل الأحمر: أراد بقوله: «من دعا إلى الجمل الأحمر»: من وجد الجمل الأحمر فدعا إليه صاحبه ليأخذه.

8748 - (س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل ينشد ضالّة في المسجد، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لاوجدت». أخرجه النسائي.
8749 - (د ت س) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن الحلق قبل الصلاة يوم الجمعة».
أخرجه أبو داود والترمذي، وفرّقه النسائي في موضعين.

[شرح الغريب]
الحلق: الحلق مع حلقة، وهي الجماعة من الناس ها هنا.

8750 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- قال: «بنى عمر -رضي الله عنه- رحبة في ناحية المسجد، تسمى البطيحاء، فقال: من كان يريد أن يلغط، أو ينشد شعرا، أو يرفع صوته، فليخرج إلى هذه الرحبة» أخرجه الموطأ.
[شرح الغريب]
يلغط: اللغط الصوت والجلبة.

8751 - (خ) السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: «كنت قائما في المسجد، فحصبني رجل، فنظرت، فإذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال:اذهب فائتني بهذين، فجئته بهما، فقال: من أنتما؟-أو من أين أنتما؟- قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟». أخرجه البخري.
[شرح الغريب]
فحصبني: حصبته: إذا رميته بالحصباء، وهي الحصى الصغار.

8752 - (د) عائشة -رضي الله عنها- قالت:«جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: وجّهوا هذه البيوت عن المسجد، ثم دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يصنع القوم شيئا رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد، فقال: وجّهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحلّ المسجد لحائض ولا جنب» أخرجه أبو داود.
8753 - (د) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا نعس أحدكم وهو في المسجد، فليتحوّل من مجلسه ذلك إلى غيره». أخرجه أبو داود.
8754 - (د) عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟ فقال أبو بكر: دخلت المسجد، فإذا أنا بسائل يسأل، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن، فأخذتها فدفعتها إليه» أخرجه أبو داود.
8755 - (خ ت س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنّه كان ينام وهو شاب عزب لا أهل له في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
أخرجه البخاري والترمذي والنسائي.
وعند الترمذي «كنّا ننام على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد ونحن شباب».

8756 - (خ م) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه أنظر إليهم».
وفي رواية «واللّه لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه، لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي، حتى أكون أنا التي أنصرف». أخرجه البخاري ومسلم.

8757 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له: ثمامة بن أثال، فربطه بسارية من سواري المسجد». أخرجه النسائي.
وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم، وأبو داود أخرج بعضه، وهو مذكور في إسلام ثمامة بن أثال.

الفرع الرابع: في أحاديث متفرقة
8758 - (د ت) أبو ثمامة الحناط: أن كعب بن عجرة أدركه وهو يريد المسجد - أدرك أحدهما صاحبه - قال: فوجدني وأنا مشبّك يديّ، فنهاني عن ذلك، وقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأ أحدكم، فأحسن وضوءه، ثم خرج عامدا إلى المسجد، فلا يشبّكنّ يديه، فإنه في صلاة». أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي المسند منه فقط.

8759 - (د ت) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببناء المساجد في الدور، وأن تنظّف وتطيّب». أخرجه أبو داود والترمذي.
قال سفيان «بناء المساجد في الدور، يعني: في القبائل».

8760 - (د) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - كتب إلى بنيه «أما بعد: فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرنا أن نصنع المساجد في ديارنا، ونصلح صنعتها ونطهرها». أخرجه أبو داود.
8761 - (د خ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما أمرت بتشييد المساجد».
قال ابن عباس: «لتزخرفنّها كما زخرفت اليهود والنصارى».
أخرجه أبو داود، وأخرج البخاري كلام ابن عباس في ترجمة باب.

[شرح الغريب]
زخرفت: الزخرفة: النقوش وتذهيب الحيطان وتمويهها بالذهب.

8762 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد». أخرجه أبو داود.
وعند النسائي قال: «من أشراط الساعة: أن يتباهى الناس في المساجد».

[شرح الغريب]
يتباهى: التباهي: المفاخرة، والمباهاة: المفاخرة.

8763 - (س) طلق بن علي - رضي الله عنه - قال: «خرجنا وفدا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبايعناه، وصلّينا معه، وأخبرناه أنّ بأرضنا بيعة لنا، فاستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء، فتوضأ وتمضمض، ثم صبّه لنا في إداوة وأمرنا، فقال: اخرجوا، فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم، وانضحوا مكانها بهذا الماء، واتّخذوها مسجدا، قلنا: إنّ البلد بعيد،والحرّ شديد، والماء ينشف، فقال: مدّوه من الماء، لا يزيده إلا طيبا،فخرجنا حتى قدمنا بلدنا، فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها، واتخذناها مسجدا، فنادينا فيه بالأذان، قال: والراهب رجل من طيء، فلما سمع الأذان، قال: دعوة حقّ، ثم استقبل تلعة من تلاعنا فلم نره بعد».أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
تلعة: التّلعة: مجرى أعلى الأرض إلى بطون الأودية، وقيل: هو ما ارتفع من الأرض، وما انهبط منها، فهو إذن من الأضداد.

8764 - (د) عثمان بن [أبي] العاص - رضي الله عنه - «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره: أن يجعل مسجد أهل الطائف حيث كانت طواغيتهم». أخرجه أبو داود.
s طواغيتهم الطواغيت: جمع طاغوت،وهو المارد من الشياطين، وقيل: الصنم، وكذا أراد به هاهنا.

8765 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى المسجد لشيء، فهو حظّه» أخرجه أبو داود.
8766 - (خ م) عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه الذي لم يقم منه: «لعن الله اليهود والنصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أني أخشى أن يتّخذ مسجدا» ولم يذكر «قالت» أخرجه البخاري ومسلم.
وقد ذكر عن عائشة وابن عباس وغيرهما نحو ذلك في موضع آخر من الكتاب، فلم نعد ذكره.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir