دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 02:13 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب في الموت ومايتعلق به: الباب الثالث: فيما بعد الموت

الباب الثالث: فيما بعد الموت
الفصل الأول: في عذاب القبر
8690 - (ت) هانئ - مولى عثمان بن عفان قال: «كان عثمان -رضي الله عنه- إذا وقف على قبر بكى، حتى يبلّ لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟ فقال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشدّ منه، قال: وسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما رأيت منظرا قطّ إلا القبر أفظع منه». أخرجه الترمذي.
وزاد رزين: قال هانئ: «وسمعت عثمان ينشد على قبر:
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجيا»

[شرح الغريب]
أفظع: الفظيع: الشديد الشنيع، أي: لم يعذبا في أمر كان يكبر عليهما، أو يشق عليهما فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه عن البول وترك النميمة، ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين، فإن الذنب فيها سهل هين.

8691 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «ما زلنا نشكّ في عذاب القبر، حتى نزل {ألهاكم التّكاثر. حتّى زرتم المقابر} [التكاثر: 1]». أخرجه الترمذي.
8692 - (خ م س) عائشة -رضي الله عنها- «أن يهوديّة دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، قالت عائشة: فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر؟ فقال: نعم، عذاب القبر حقّ، قالت: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد صلى صلاة إلا تعوّذ من عذاب القبر». أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم قالت: «دخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعندي امرأة من يهود، وهي تقول: هل شعرت أنكم تفتنون في القبر؟ قالت: فارتاع لذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: إنما تفتن يهود، قالت عائشة: فلبثت ليالي، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل شعرت أنه أوحي إلي: أنّكم تفتنون في القبر؟ قالت: فسمعته بعد يستعيذ من عذاب القبر».
وفي رواية لهما قالت: «دخلت عليّ عجوزان من عجز يهود المدينة، فقالتا: إنّ أهل القبور يعذّبون في قبورهم، قالت: فكذّبتهما، ولم أنعم أن أصدّقهما، فخرجتا، ودخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت له: يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا عليّ فزعمتا أن أهل القبور يعذّبون في قبورهم، فقال: صدقتا، إنهم يعذّبون عذابا تسمعه البهائم، ثم ما رأيته بعد في صلاته إلا يتعوّذ من عذاب القبر».
وفي رواية النسائي «أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذاب القبر حقّ، قالت عائشة: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي صلاة بعد إلا تعوّذ من عذاب القبر».
وفي أخرى له قالت: «دخلت عليّ امرأة من اليهود، فقالت: إن عذاب القبر من البول، فقلت: كذبت، فقالت: بلى، إنا لنقرض منه الجلد والثوب، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا، فقال: ما هذا؟ فأخبرته بما قالت، فقال: صدقت، قالت: فما صلّى بعد يومئذ إلا قال في دبر الصلاة: ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، أعذني من حرّ النار، وعذاب القبر».
وفي أخرى قالت: «دخلت يهوديّة عليها، فاستوهبتها شيئا، فوهبت لها عائشة، فقالت: أجارك الله من عذاب القبر، قالت عائشة: فوقع في نفسي من ذلك، حتى جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكرت ذلك له، فقال: إنهم ليعذّبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم».
وأخرج أيضا الرواية الثانية والثالثة.

8693 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قبرين، فقال: أما إنّهما ليعذّبان، وما يعذّبان في كبير، ثم قال: بلى، أمّا أحدهما: فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر: فكان لا يستتر من بوله، قال: فدعا بعسيب رطب، فشقّه باثنين، ثم غرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، قم قال: لعله أن يخفّف عنهما ما لم ييبسا».
وفي رواية «لا يستبرئ من البول».
وفي أخرى «لا يستنزه عن البول».
وفي أخرى قال: مرّ بحائط من حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذّبان في قبورهما، وذكر الحديث، وفيه: فدعا «بجريد».بدل «عسيب».
أخرجه الجماعة إلا الموطأ، وانتهت رواية الترمذي عند قوله: «من بوله».

[شرح الغريب]
بعسيب: العسيب من سعف النخل: ما بين الكرب ومنبت الخوص وما عليه الخوص، فهو سعف، والجريد: السّعف أيضا.

8694 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشيّ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة».أخرجه الجماعة إلا أبا داود.
8695 - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - مثله إلى قوله: «فمن أهل النار» ولم يذكر ما بعده. أخرجه.
8696 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: «دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما مصلاّه، فرأى أناسا كأنّهم يكثرون، فقال: أما إنّكم لو أكثرتم ذكر هادم اللّذات لشغلكم عما أرى، أكثروا ذكر هادم اللّذات، فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلّم فيه، يقول: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحدة، أنا بيت التراب، أنا بيت الدود والهوامّ، فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبا وأهلا، أما إن كنت لمن أحبّ من يمشي على ظهري إليّ، فإذ وليتك اليوم، وصرت إليّ، فسترى صنيعي بك، قال: فيتّسع له مدّ بصره، ويفتح له باب إلى الجنة، وإذا دفن العبد الفاجر - أو الكافر - يقول له القبر: لا مرحبا ولا أهلا، أما إن كنت لمن أبغض من يمشي على ظهري إليّ، فإذ وليتك اليوم، وصرت إليّ، فستري صنيعي بك، فالتأم عليه حتي تلتقي وتختلف أضلاعه، قال: وقال رسول الله - بأصابع يديه فشبّكها - ثم يقيّض له تسعون تنّينا - أو قال: تسعة وتسعون تنّينا - ولو أنّ واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيا ما بقيت الدنيا، فتنهشه وتخدشه حتى يبعث إلى الحساب، قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنّما القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار».
أخرجه الترمذي، إلا أنه قال: «سبعون».
والذي ذكره رزين هكذا.

8697 - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والقبر حفرة من حفر النار، أو روضة من رياض الجنة» أخرجه.
8698 - (خ س) أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: «قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيبا، فذكر فتنة القبر التي يفتن فها المرء، فلما ذكر ذلك ضجّ المسلمون ضجّة». أخرجه البخاري هكذا.
وزاد النسائي «حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما سكنت ضجّتهم، قلت لرجل قريب مني: أي بارك الله لك، ماذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخر قوله؟ قال: قد أوحي إليّ: أنّكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال».
8699 - (خ) أم خالد [بنت سعيد بن العاص] -رضي الله عنها- «أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يتعوّذ من عذاب القبر». أخرجه البخاري.

8700 - (م) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حائط لبني النّجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به، فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة، أو خمسة، فقال: من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ قال رجل: أنا، قال: فمتى ماتوا؟ قال: في الشرك، فقال: إنّ هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: تعوّذوا باللّه من عذاب القبر، قالوا: نعوذ باللّه من عذاب القبر، قال: تعوّذوا باللّه من عذاب النار، قالوا: نعوذ [باللّه] من عذاب النار، قال: تعوّذوا باللّه من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قالوا: نعوذ باللّه من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: تعوذوا باللّه من فتنة الدجال، قالوا: نعوذ الله من فتنة الدجال». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
حادت: حاد عن الطريق: إذا مال عنه.

8701 - (خ م س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ما غربت الشمس، فسمع صوتا، فقال: يهود تعذّب في قبورها». أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
8702 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر». أخرجه مسلم.
وفي رواية النسائي «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سمع صوتا من قبر، فقال: متى مات هذا؟ قالوا: مات في الجاهلية، فسرّ بذلك،وقال: لولا أن لا تدفنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر».

8703 - (س) عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «هذا الذي تحرّك له العرش، وفتحت أبواب السماء، وشهده سبعون الفا من الملائكة، لقد ضمّ ضمة، ثم فرج عنه». أخرجه النسائي.
8704 - (ت س) عبد الله بن دينار قال: كنت جالسا وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة، فذكروا «أنّ رجلا توفّي، مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهدا جنازته، فقال أحدهما للآخر: ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يقتله بطنه لم يعذّب في قبره؟ فقال الآخر: بلى». أخرجه النسائي.
واختصره الترمذي «أنّ سليمان بن صرد قال لخالد بن عرفطة - أو خالد لسليمان - أما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من قتله بطنه لم يعذّب في قبره؟ فقال أحدهما لصاحبه: نعم».

الفصل الثاني: في سؤال منكر ونمير
8705 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ العبد إذا وضع في قبره، وتولّى عنه أصحابه، إنّه ليسمع قرع نعالهم، إذا انصرفوا: أتاه الملكان، فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل، محمد؟ فأمّا المؤمن، فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدا من الجنة، قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: فيراهما جميعا، قال قتادة: وذكر لنا أنّه يفسح له في قبره - ثم رجع إلى حديث أنس: وأما الكافر - أو المنافق - وفي رواية: وأما الكافر والمنافق - فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيه، فيقال: لا دريت، ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين».
أخرجه البخاري ومسلم، ولفظ الحديث للبخاري.
ولمسلم أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ العبد إذا وضع في قبره، ثم ذكر نحو ما تقدّم إلى قوله: وذكر لنا: أنّه يفسح له في قبره سبعون ذراعا، ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون» لم يزد على هذا.
وفي رواية أبي داود: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك، فيقول له: ما كنت تعبد؟ فإن الله هداه، قال: كنت أعبد الله، فيقول: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء بعدها، فينطلق به إلى بيت كان له في النار، فيقال له: هذا كان لك، ولكنّ الله عصمك، فأبدلك به بيتا في الجنة، فيراه، فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشّر أهلي، فيقال له: اسكن.
قال: وإنّ الكافر، أو المنافق إذا وضع في قبره: أتاه ملك فينهضه، فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول لا أدري، فيقال [له]: لا دريت ولا تليت، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت أقول ما يقول الناس، فيضربه بمطراق بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين».
وفي رواية أبي داود «أنّ نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- دخل نخلا لبني النجار فسمع صوتا، ففزع، فقال: من أصحاب هذه؟ قالوا: يا رسول الله، ناس ماتوا في الجاهلية، قال: تعوّذوا باللّه من عذاب القبر، ومن فتنة الدجال، قالوا: وممّ ذاك يا رسول الله؟: قال: إنّ المؤمن إذا وضع في قبره...» وذكر نحو ما تقدّم أولا.
وأخرجه النسائي إلى قوله: «فيراهما جميعا» ولم يذكر ما بعده، وأخرجه في أخرى بتمامه.

[شرح الغريب]
ولا تليت: يقال: لا دريت، ولا تليت، أي: لاتبعت الناس بأن تقول شيئا يقولونه، وقيل: هو من قولهم: تلا فلان تلو غير عاقل: إذا عمل الجهال، يعني: هلكت فخرجت من القبيلتين، وقيل: معناه: ولا قرأت، وقلبت الواو ياء للازدواج، وقيل: الصواب: ايتليت، افتعلت، لا آلو، قولك: لا آلو كذا: إذا لم تستطعه، والمحدثون لا يروونه إلا تليت.

8706 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا قبر الميت - أو قال: أحدكم -أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنّا نعلم أنّك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، ثم ينوّر له فيه، ثم يقال له: نم فيقول: أرجع إلي أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبّ أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون قولا، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنّا نعلم أنّك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذّبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك» أخرجه الترمذي.
8707 - (خ م د ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثّابت} [إبراهيم: 27] قال: نزلت في عذاب القبر».
وفي رواية: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}».
وفي أخرى قال:«{يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}نزلت في عذاب القبر، يقال له: من ربّك؟ فيقول: ربّي الله، ونبيي محمد -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.

8708 - (د س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد بعد، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، وبيده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال: تعوّذوا باللّه من عذاب القبر - مرتين، أو ثلاثا».
زاد في رواية: وقال: «إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولّوا مدبرين حين يقال له: يا هذا، من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟».
وفي رواية: «ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربّك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما يدريك؟ فيقول:قرأت كتاب الله، وآمنت به، وصدّقت».
زاد في رواية «فذلك قوله:{يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ثم اتفقا: فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدّ بصره، وإن الكافر... فذكر موته، قال: فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربّك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان: مادينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء: أن كذب، فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرّها وسمومها، ويضيّق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه».
زاد في رواية: «ثم يقيّض له أعمى أبكم، معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا، فيضربه بها ضربة يسمعها من بين المشرق والمغرب، إلا الثقلين، فيصير ترابا، ثم تعاد فيه الروح» أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
ينكت: نكت في الأرض بيده وبقضيب: إذا أثر فيها بذلك.
أبكم: الأبكم: الذي خلق أخرس.
هاه هاه: من عادة المشدوه الحائر إذا خوطب أن يقول: هاه هاه، كأنه يستفهم عما يسأل عنه.

الفصل الثالث: في أحايث متفرقة
8709 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يتبع الميت ثلاث: أهله، وماله، وعمله، فيرجع اثنان، ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله».
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

8710 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ العبد إذا وضع في قبره، وتولّى عنه أصحابه، إنّه ليسمع قرع نعالهم». أخرجه أبو داود والنسائي.
وهو طرف من حديث أنس الذي تقدّم في الفصل الثاني.

8711 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ما من أحد يموت إلا ندم، إن كان محسنا، ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئا، ندم أن لا يكون نزع» أخرجه الترمذي.
8712 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
[شرح الغريب]
صدقة جارية: الصدقة الجارية: هي الدارة المتصلة، كالوقف وما يجري مجراه.

8713 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «نفس المؤمن معلّقة بدينه حتى يقض عنه» أخرجه الترمذي.
8714 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «مرّوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال: وجبت، ثم مرّوا بأخرى، فأثنوا عليها شرا، فقال: وجبت، ثم قال: إنّ بعضكم على بعض شهداء» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
وجبت: يقال: وجبت في الخير: إذا وجبت له الجنة، وفي الشر: إذا وجبت له النار.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir